السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح الكتاب العاشر من برنامج جمل العلم رسالته الاولى سنة اثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف بدولته الاولى دولة الكويت. وهو خلاصة مقدمة اصول التفسير لمعد البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ها الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف حفظه والله تعالى ونفعنا بعلومه في الدارين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي الذي خلص بالاخلاص اهله ويسر لهم في كتابه فهمه. واشهد ان لا اله الا الله وكفى. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى. صلاة الله وسلامه عليه دائمان. وعلى آله وصحبه ومن بعدهم من اهل اما بعد فهذه خلاصة وافية وتذكرة شافية اذ تبيتها من مقدمة اصول التفسير وابقيتما دون ادنى تغيير. فالكلام كلام مصنفي ابي العباس ابن تيمية الحكيت. والاختصار لمنشيء هذه التقييد. هذا فالحمد لله المبدئ المعين. بين المصنف وفقه الله ان هذه الاكتوبة خلاصة وافية وتذكرة شافية اجتذبت من كتاب مقدمة اصول التفسير اجتبائا بالانتقاء وابقيت مادتها دون ادنى تغيير بنفي استفرادات مصنف الاصل رحمه الله تعالى. والابقاء على المقصود كي يسهل تصورها فالكلام الوارد فيها هو كلام مصنفها ابي العباس ابن تيمية الحفيد وليس لي فيها الا اختصارها. ولم اجد فيها حرفا الا حرف الواو في موضع واحد لوصل الكلام وقد رمز لمبتدع الجمل برمز في اوائلها يعلم به ان كل كلام رمز في اوله به انه منقطع عما قبله وان بينهما في الاصل كلاما واذا كان في ضمن متان تلك الجمل ما حذف اشير اليه بنقط ثلاث. والحاصل ان هذه الرسالة هي من كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد لكن اريد تقريب مقاصده وتسهيل مراده بنقله على هذه الصورة. نعم احسن الله اليكم قال المصنف بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر واعن برحمتك. الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد. يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه فقوله فقوله تعالى الناس ما نزل اليهم يتناول هذا وهذا ومن المعلوم ان كل كلام ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه فالقرآن اولى بذلك. وايضا فالعادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب. ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى؟ فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم ودنياهم ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا. وهو وان كان في التابعين اكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة الى من بعدهم. وكلما كان العصر اشرف كان الاستماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر. والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة. وان كانوا قد في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال ذكر ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى بهذه الجملة من كلامه ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن. كما بين لهم الفاظه فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان احدهما بيان الفاظه بمعرفة كيفية قراءتها فان النبي صلى الله عليه وسلم لقنهم قراءة تلك الالفاظ على الوجه الاتم والثاني بيان معانيها بتفسيرها لهم وهذان النوعان مذكوران في قوله تعالى فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه فالاية الاولى فيها بيان الالفاظ والاية الثانية فيها بيان المعاني فامر النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرأ القرآن ان يتبع ما يلقى اليه. والامر له صلى الله عليه وسلم امر لنا كما قال صاحب المراقي لنا ما امر الرسول سوى ما خصه الدليل ثم امر صلى الله عليه وسلم بعد ان يتبع قراءة جبريل عليه الصلاة والسلام طلبا لتلقينه المباني والألفاظ التي بينها لأمته. والآية الثانية وهي قوله تعالى ثمان علينا تتعلق ببيان المعاني. فان الله تكفل لنبيه صلى الله عليه وسلم بان يبين له معاني القرآن وبلغ صلى الله عليه وسلم ما امر به من البلاغ والبيان. فبين لهذه الامة تفسير القرآن الذي نزل عليهم وبيان النبي صلى الله عليه وسلم للمعاني نوعان احدهما بيان خاص يتعلق باللفظ نفسه والثاني بيان عام يتعلق باصله فاما الاول وهو البيان الخاص فمنه حديث علي ابن حاتم عند الترمذي بسند حسن في قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال غير المغضوب عليهم اليهود والضالون النصارى فهذا بيان خاص واما النوع الثاني وهو البيان العام الذي يستوفى فيه بيان اصل كلي وذلك بسنته صلى الله عليه وسلم القولية او الفعلية فمنه بيانه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى اتق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. فبين النبي صلى الله عليه وسلم بسنته الفعلية مواقع هذه المواقيت في اداء الصلوات الخمس ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان موجب كون النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن امته واصحابه هو ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه. لان الكلام فقال ابن فارس لفظ مفهم. فاللفظ اشارة الى المبنى والافهام اشارة الى المعنى فكما تقصد المباني والالفاظ لاخراجها بادائها على الوجه المتلقي فكذلك مكنونات تلك الالفاظ من المعاني محتاج اليها. وهذا معنى قول بعض الادباء المباني خزائن المعاني. اي ان مباني الكلام تتضمن معان مرادتا فالمراد من المباني الايقاف على المعاني فهي قنطرة موصلة اليها ودالة عليها. وبين رحمه الله تعالى ان الافتقار الى بيان المعاني المتعلقة بمباني القرآن الكريم تشهد العادة به فان العادة الجارية بين الناس ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه. فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمته وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. فالمشتغلون بالعلوم على اختلاف انواعها ومنها الطب والحساب تتوقف منفعتهم من الالفاظ الرائجة في فنونهم بالوقوف على معانيها والاطلاع على المقصود منها كذلك لا ينتفع الانسان بالقرآن الا بمعرفته بمعاني الفاظه. فانه اذا ذهب منه معانيه قل انتفاعه منه تدبرا وعملا وتحاكما واستشفاء ولا يتأتى ذلك الكمال في هذه الابواب وغيرها الا بان يكون الانسان عارفا بمعانيها وليس المراد بمعرفة المعانيها احاطته بكلام المتكلمين في التفسير ولكن المقصود هو معرفته بمعنى كلام الله سبحانه وتعالى الذي يقرأه. قال ابو جعفر ابن جرير عجبت لمن يقرأ القرآن وهو لا يعرف تفسيره. كيف كيف يلتز بقراءته؟ انتهى كلامه. يعني ان لذة القلب بالقرآن موقوفة على معرفة معناه. فان من يردد اذا كان لا يعرف معانيها لا يجد لذة في نفسه لها. وكذلك كتاب الله سبحانه وتعالى لا يستكمل المرء لذته. ولا على المقصود منه الا بمعرفة تفسير مبانيه والفاظه. ثم بين رحمه الله تعالى ان النزاع في ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جدا. وانما كانوا على ذلك لانهم شهدوا التنزيل عرف التأويل فهم كانوا اصحابا للنبي صلى الله عليه وسلم حال نزول القرآن فعرفوا مواقعه ومخارجه ادراكهم معانيه اقوى من ادراك غيرهم واتم. ثم ذكر ان الخلاف في التابعين اكثر ولكنه بالنسبة الى من اجر قليل ثم قال وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان اكثر فاذا وجد هذا المعنى في شرف العصر وقع ما يترتب عليه ادراك الحال الاتم من فهم المباني والعمل بها. والعصر الاول في زمن الصحابة والتابعين واتباع التابعين وجد فيهم ما يدعو الى ذلك مما يرجع الى هذه الجملة وهو امران احدهما سلامة القلوب المدركة والاخر صحة العلوم المدركة. فاما الاول وهو سلامة القلوب المدركة. فان ان قلوبهم كانت خالية من الغش والظهر والحسد ولا يوجد فيها ما صار يوجد في قلوب المتأخرين من استيلاء امراض الشهوات والشبهات عليهم واما الامر الثاني وهو صحة العلوم المدركة فان علوم الاوائل اجل من علوم الاواخر. ثم ذكر رحمه الله الله تعالى ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لقن اصحابه القرآن لفظا ومعنى ثم التابعون اخذوا عن الصحابة رضي الله عنهم فهم مقتدون كما تلقوا عنهم علم السنة يعني علم الشريعة والدين. وان كان التابعون ربما تكلموا في ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال اي بشيء غير مأثور. فجل تفسير التابعين هو مأثور عن الصحابة اما بالفاظه او بمعانيه المقصودة. وما وجد من ذلك خارجا عما تقدم فانه نزر يسير تكلموا فيه للحاجة الداعية اليه فانه حدث في زمن التابعين من الوقائع والحوادث والافتراق ما لم يكن في زمن الصحابة فتكلم من تكلم من التابعين بما لم يتكلم به الصحابة في تفسير القرآن الكريم. نعم احسن الله اليكم. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل في اختلاف السلف في التفسير وانه اختلاف تنوع وانه اختلاف تنوع تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلاف في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير. وغالب ما يصح عنهم من يرجع الى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد. وذلك صنفان. احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراجع خيرا ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه. تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر. مع اتحاد المسمى بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واسماء القرآن فإن اسماء الله كلها تدل على مسمى واحد. الصنف الثاني ان يذكر اي اي يذكر كل ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه. على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحج المطابق المحدود في عمومه وخصوصه. وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية نزلت في كذا لا سيما ان كان ان كان المذكور شخصا كاسباب النزول المذكورة بالتفسير. ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الاية فان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في الاية وان لم يكن سببك ما تقول انا بهذه الاية كذا. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخر نزلت في كذا اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال. واذا ذكر احدهم لها سببا نزلت لاجله. وذكر الاخر سببا قد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عقب تلك الاسباب او تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير وما الغالب في تفسير سلف الامة الذي يظن ان الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين. اما لكونه مشتركا في اللغة كاللفظ كلفظ قسورة الذي يراد به الرامي ويراد به الاسد ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره. واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد النوعين او احد الشيئين كالضمائر في قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او وتلفظ والفجر وليال عشر والشفع والوتر وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك. ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا. ان يعبأ ان يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة. فإن الترادف في اللغة قليل. واما في الفاظ القرآن فإما نادر واما معلوم وقل ان يعبر عن نبض واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه. بل يكون فيه تقريب لمعناه. وهذا من اسباب اعجاز قرآن ومن هنا غلق من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض والتحقيق ما قاله نحات البصرة من التضمين وجمع السنة في مثل هذا نافع جدا. لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين. ومع هذا فلا بد من استلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام ومع هذا فلا بد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام لما بين المصنف رحمه الله تعالى في كلامه المتقدم ان الاختلاف في التفسير واقع بين الصحابة والتابعين وهو في التابعين اكثر منه في الصحابة بين في هذا الفصل ان الاختلاف الجاري بينهم هو من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد. والفرق بينهما ان اختلاف التنوع ما يمكن فيه صحة المعنيين معا. ما يمكن فيه صحة المعنيين معا واما اختلاف التضاد فيمتنع صحتهما معا بل يكون احدهما هو المراد دون ولاجل ذلك عبر عما يفيد ذلك بالتضاد فقيل اختلاف تضاد وقيل في الاول اختلاف تنوع تبيينا الى كونه انواعا تقبل جميعا في محل واحد ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الخلاف الذي جرى بينهم في التفسير قليل وخلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير وغالب ما يصح عنه من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لاختلاف تضاد وذكر ان اختلاف التنوع بينهم في التفسير يرجع الى اصلين احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه. فتكون العبارات دالة على ذات واحدة لكنها تدل على معنى ليس في العبارة الثانية. قال بمنزلة الاسماء التي بين المترادفة والمتباهي والمتباينة والاسماء المتكافية هي ما اتحدت فيها الذات واختلفت الصفات ما اتحدت فيها الذات واختلفت الصفات ومثل لذلك بقوله مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن. فانها كلها تدل على مسمى واحد لكن مع اختلاف الصفات المذكورة في كل اسم منها وهذا الصنف الاول من اختلاف التنوع له ثلاثة انواع اولها تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له شرعا او لغة تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له لغة او شرعا. وثانيها تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته تفسير الكلمة بالمعنى الذي تظمنته والثالث تفسير الكلمة بمعنى لازم لمعناها الذي وضعت له تفسير الكلمة بمعنى لازم لمعناها الذي وضعت له. ومن مثل ذلك تفسير الصراط المستقيم. بانه الاسلام او طريق العبودية او القرآن فان من فسره بالقرآن فستره بالمعنى الذي وضعت له هذه الكلمة شرعا فعند احمد من حديث النواس ابن سمعان بسند حسن في حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم واشتراط الاسلام فهذا تفسير للكلمة بالمعنى الذي وضعت له شرعا ومن فسرها بان بان الصراط طريق العبودية فهذا تفسير للكلمة بالمعنى الذي تظمنته فان الاسلام هو طريق العبودية والعبودية من المعاني المنتظمة في حقيقة الاسلام. ومن فسر الصراط مستقيم بانه القرآن فانه فسر هذه الكلمة بمعنى لازم للمعنى الذي وضعت له فان الاسلام كتابه القرآن. ولا تتبين احكامه الا بهذا الكتاب. فهذه الانواع الثلاثة هي انواع الصنف في الاول من صنفي اختلاف التنوع وهي مبنية على ما تقدم ذكره من انواع الدلالات اللفظية الثلاثة دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام واما الصنف الثاني فهو ان يذكر كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع الى اخر ما ذكر وهذا الصنف يلتقط من كلام المصنف انه اربعة انواع وسع الكلام فيها ويمكن ردها الى هذه الانواع الاربعة فالنوع الاول ان يكون اللفظ عاما فيذكر المتكلم ان يكون ان ان يكون اللفظ عاما في ذكر المتكلم واحدا من افراده كمن يفسر مثلا السابقون السابقون بانهم المقيمون للصلاة فان اقامة الصلاة فرض من افراد السبق الى الله سبحانه وتعالى وثانيها ذكر ان الاية المذكورة سبب نزولها كيت وكيت فان هذا اذا وقع في اية واحدة هو من اختلاف التنوع في هذا الصنف والالفاظ المعبر بها للدلالة على اسباب النزول ثلاثة احدها قولهم سبب نزول الاية هو كيت وكيت والثاني قولهم كان كذا وكذا فنزل قوله تعالى ويسمي اية والثالث قولهم قوله تعالى نزل في كذا وكذا فهذه الالفاظ الثلاثة هي الدائرة في كلام الصحابة رضي الله عنهم للدلالة على سبب النزول فما كان من النوع الاول وهو قولهم سبب نزول الاية هو كيت وكيت فهذا صريح في كون المذكور سببا لها واما النوع الثاني وهو قولهم كان كذا وكذا فنزل قوله تعالى ويسمي اية فهذا ظاهر في كون الاية سبب نزولها هو المذكور واما قولهم نزلت هذه الاية في كذا وكذا فهو مجمل وفيه وقع خلاف بين اهل العلم هل هو من التفسير المسند ام لا؟ وانما من اجتهاد المتكلم فان الاول والثاني حكم برفعهما لان الاول ايش صريح والثاني ظاهر واما الثالث فلاجماله جرى فيه الخلاف ولذلك قال العراق رحمه الله تعالى ذاكرا هذه المسألة في الفيته وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب اي ان الخلاف الجاري في كون تفسير الصحابي مرفوعا محله ذكر الاسباب الا ان العراقي رحمه الله تعالى لم يستوفي مقصده عندهم وجدت في احمرار الالفية قولي مصرحا او ظاهرا او مجملا وفي الاخير الاختلاف نقل اي انه يجيء على هذه الانواع ثلاثة فاما ان يكون صريحا وهو الاول واما ان يكون ظاهرا وهو التالي واما ان يكون مجملا وهو الثالث فالاول والثاني له ما حكم الرفع واما الثالث فبه خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. واما القسم الثالث من الصنف الثاني وهو ما ذكره رحمه الله تعالى في قوله ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتمل للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل. فهذا القسم الثالث يرجع الى الصنف الثاني و القسم الرابع من هذا الصنف ما ذكره بقوله ومن الاقوال الموجودة عنهم ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادمة يعني ان من جملة الصنف الثاني تعبيرهم بالفاظ متقاربة لا الفاظ مترادفة ثمان المصنف رحمه الله تعالى في جملة كلامه الذي ساقه بعد ذكر هذا الصنف الثاني ذكر الافراد التي ترجع له سبب النزول على ما بينا من الخلاف فيه وانه نوع من الانواع المندرجة في الصنف الثاني ثم قال ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكونه مشتركا باللغة واما لكونه متواطئا في الاصل وهذا القسم الثالث وتقدم ان المشترك هو ما اتحد لفظه واختلفت معانيه ما اتحد لفظه واختلفت معانيه فهو لفظ واحد يقع على معان عدة كالعين تقع على الالة الباصرة التي يبصر بها وتقع على النقد وتقع على منهل الماء ومورده ومما مثل له المصنف ومما مثل به المصنف لفظ قسورة الذي يراد به الرامي يعني الصائد الذي يصاد ويراد الاسد يعني الحيوان المفترس ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال الليل وادباره ثم قالوا اما لكونه متواطئا في الاصل والمتواضع هو اللفظ الدال على معنى كلي في الفاظه اللفظ الدال على معنى كلي في في افراده على قدر متوافق بينهم على قدر متوافق كالانسان مثلا فاذا قيل زيد انسان وعلي انسان ومحمد انسان فان الانسانية لفظ المتواطئ لانه يدل على قدر من كلي مشترك بينهم على قدر متوافق. ومثل له المصنف بالضمائر في قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين وكلفظ والفجر وليال عشر والشفع والوتر للاختلاف في مدرك هذا اهو مثلا في الفجر صلاتها ام وقتها؟ وقل فيما بعده الليالي العشر هل هي ليالي العشر الاواخر من رمضان ام عشر ذي الحجة الى اخره ثم قال رحمه الله فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك. فمتى كان اللفظ محتملا للمعاني كلها صالحا لها حمل عليها. فمتى كان اللفظ صالحا للمعاني كلها قابلا لها حمل عليها وان امتنع اجتماع جميع تلك المعاني فيه حمل على اقواها بالقرينة المرجحة ثم ذكر القسم الرابع من الصنف الثاني وهو المذكور بقوله ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة. وبين ان الترادف في اللغة قليل واما في الفاظ القرآن فاما نادر او معدوم. وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من اسباب اعجاز القرآن. اي ان الالفاظ المذكورة في القرآن للدلالة على معنى واحد يقطع بان بينها فرق وان بدا للناظر انها بالمعنى نفسه ومن ذلك مثلا قوله تعالى اذا السماء انفطرت وقوله تعالى اذا السماء انشقت فان هاتين الايتين يتبادر للناظر على ان الفطار هو الانشقاق وان الانشقاق هو الانفطار. ويقع في كلام بعض ذكر ذلك ولكن المقطوع فيه لمن عرف العربية وكان له فيها غور بالفهم لا بالحفظ ادرك ان بين والانفطار فرقا ما هو الفرق اعملوا اذهانكم ترى اللغة مبنية على على الفهم لكن نعم يحتاج الانسان معرفة اصولها ثم بعد ذلك يحرك دينه وفيها يجد يصدق بعظها بعظا ذاك الفطر وليس انفطار الفقر غير الانفطار الفقر من باب الفعل والانفطار من باب الانفعال فمختلفان مم ايه ما هي هذه القوة يا اخوان انتم عرب ترى اعملوها انتم ما تقولون انشقت رجلك صح؟ وتقولون انفطرت رجلك ليش ما يقول تفطرت ويجيك موجود حتى عندكم تفطرت رجلي الانفطار لما الانشقاق لما عظم والانفطار لما دق فاذا ضرب الشيء ضربة واحدة فانشق قسمين سمي شرقا واذا ضرب فتقطع قطعا سميت تفطر ومنه تسميتهم للشقوق الدقيقة التي تكون في الرجل عندنا في اللغة في هذه الجزيرة يقولون تفطرت رجلك اذا اذا كانت هذه الشقوق التي يحدثها البرد والمشي على الاقدام حافيا دقيقة سمي تفطر القدم واذا اصيب الانسان بجرح شديد قيل انشقت رجلك فهذا هو الفرق بين انفطار السماء وانشقاقها فيكون الانشقاق والانفطار المنتهى فالانشقاق يقع عظيما مشاهدا بقوة ثم بعد ذلك يزداد هذا الانشقاق حتى تتحول السماء الى قطع صغيرة ثم قال المصنف ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض والتحقيق ما قاله نحات البصرة من التضمين والمقصود بالتضمين اشراب لفظ معنى لفظ اخر اشراب اشراف لفظ معنى لفظ اخر مثل قوله تعالى يشرب بها عباد الله الاصل ان يكون الفعل الفعل يشرب او منها يشرب منها عباد الله. فلما عدل عن ذلك الى يشرب بها عباد الله اشير بذلك الى الارتواء وانهم ينالون الرية من شربهم فغير الفعل المستعمل للدلالة على غير الحرف الجر المعدة به للدلالة على معنى الارتواء فهو ليس شرب مجرد انما هو شرب يحصل به الارواء وهي تنقطع الحاجة الى السقيا. ثم قال وجمع عبارات السلف في مثل هذا جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين يعني ان المرء اذا جمع ما تكلم به السلف في معنى الاية انتفع لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة واحدة او عبارتين. ولهذا كان من مقاصد المصنف رحمه الله تعالى انه جمع التفسير المجرد من اكثر من مائة تفسير مسند وقد تم كتابه هذا لكن لا وجود له له اليوم فانه عمد الى كل سورة فذكر فيها المأثور عن الصحابة واتباعهم على ترتيب المصحف معزوا الى الاصول التي اخذ منها. وكان في ذلك الزمن اصول كثيرة من كتب المسند المسندة وهو يقول كما ذكر في موضع من الفتاوى كنت لا اتكلم في تفسير الاية الواحدة حتى اطالع تفسير ومئة تفسير لا يلزم ان يكون مئة كتاب مصنف وانما يقصد كثرة ما كان يراجعه من كلام الصحابة والتابعين واتباع التابعين. فالاية واحدة قد تكون فيها كلمات عدة والكلمة منها يكون فيها عدة تفاسير عن ابن عباس وابن مسعود وعلي وابي بن كعب وغيرهم ثم قال بعد ذلك ومع هذا فلا بد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك بالاحكام. يعني مع ان الاختلاف بينهم وهو على وجه اختلاف التنوع فيوجد بينهم نزر يسير في الاختلاف في معاني القرآن على وجه التضاد لكنه غير معدود لقلته فان النادر لا يعد. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في نوعي الاختلاف في التفسير المستند الى النقل والى طريق الاستدلال. الاختلاف في التفسير على نوعان منه ما منه ما مستنده النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك. اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق ثم نقول اما عن المعصوم واما عن غير المعصوم. والمقصود بان جنس المنقول سواء كان عن المعصوم او غير المعصوم. وهذا هو النوع الاول فمنه ما يمكن معرفة معرفة الصحيح منه والضعيف. ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه. وما نقل في ذلك عن للصحابة نقوا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين لان احتمال ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه واله وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى. ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين. ومع للصاحب ما يقوله كيف يقال انه اخذه عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم. واما النوع الثاني من مستندي كلاب وهو ما يعلم وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقد. فهذا اكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان. احدهما قوم اتقوا احداهم احداهما قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا حمل حمل الفاظ القرآن عليها. والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما ما ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به. فالأولون راعوا المعنى الذي رأوه. من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان والآخرون راعوا مجرد مجرد اللغط. وما يجوز عندهم ان يريد به العربي من غير نظر الى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في وكما يغلق في ذلك الذين قبلهم. كما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى على الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون. الاخرون كما يغلط في ذلك الاخرون. وان كان نظر الاولين الى المعنى ونظر الاخرين الى اللفظ الى الى اللفظ اسبق. والاولون صنفان تارة تارة يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه واريد به وتارة يحملونه على ما لا على ما لم يدل عليه ولم يرد به. جهد. ولم ولم يرد به وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدو نفيه او اثباته من المعنى باطلا. فيكون خطأهم في الدليل والمذلول وقد يكون حقا فيكون خطأهم في الدليل لا في المدلول عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل للايقاف على اسباب الاختلاف ومراده بيان الاسباب التي اوجبت الاختلاف في التفسير. وجماع الاسباب التي اوجبت اختلاف قديما وحديثا نوعان احدهما اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر والاخر اسباب تتعلق بالعقل وهي المستندة الى الرأي والنظر فالى هذين الاصلين ترجع الاسباب المتنوعة من اسباب اختلاف المفسرين وهذا معنى قول المصنف الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مستنده النقل فقط اي ما يرجع الى النقد فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك يعني بطريق العقل استدلالا واستنباطا. ثم بين المسوغة لحصر الاختلاف في ذلك بقوله اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق. فالعلم لا يكون الا ما كان منقولا على وجه الصحة او هو امر مستنبط حقق بدليله الدال عليه ثم بين ان المنقول اما عن المعصوم واما عن غير المعصوم والمراد بالمعصوم النبي صلى الله عليه وسلم سمي بالمعصوم نسبة الى عصمة البلاغ وهي المرادة ها هنا. فالمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ خلاف ما امره به ربه ولا يقع في بلاغه صلى الله عليه وسلم امته خطأ. وهذا اللفظ دل عليه في الكتاب والسنة باسم الصدق واما لفظ العصمة فلم يقع على هذا المعنى بالكتاب والسنة كما اشار اليه المصنف نفسه في كتاب النبوات. ثم بين ان المقصود بان ثم بين بان جنس النقل سواء كان عن المعصوم او غير المعصوم منه ما يمكن معرفة الصحيح منه ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه فمنه ما نطلع على صحته وثبوته بطريقه ومنه ما يكون مجهول الطريق. لا يعلم سبيل الى الوقوف عليه ثم ذكر ان ما نقل عن في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين لان احتمال ان يكون سميعه يعني الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى. ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من التابعين فقوى رحمه الله تعالى تفسير الصحابة من جهتين احداهما احتمال ان يكونا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه والثاني ان نقر الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين والامر الاول امر عظيم لان الظن بالصحابة انهم لا يتكلمون في كلام الله عز وجل الا بعلم وعلمهم مأخوذ ان النبي صلى الله عليه وسلم ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام نفيس في اعلام الموقعين قوى فيه قول قوى فيه قول من يقول ان تفسير الصحابي له حكم الرفع بناء على هذا الاصل. وهو ان ابى لم يأخذوا علم التفسير وهو قول في كلام الله الا عن علم وحي وهو ما اخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما الامر الثاني وهو ان نقل الصحابة عن عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين استغنائهم بكمال علومهم المتلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتاجوا الى النظر في اهل الكتاب. واما من بعدهم فضعفت علومهم فصاروا يتشوفون لمعرفة المنقول في كتب اهل الكتاب فاتسع النظر في كتب اهل الكتاب في زمن التابعين بخلاف زمن الصحابة. فانه قل ان يذكر احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنقل عن اهل الكتاب الا ما شهر عن عبد الله ابن عمرو انه كان اصاب زاملتين من كتب اهل يوم اليرموك فكان رضي الله عنه يحدث منهما. فشهر ان عبد الله ابن عمر ممن اخذ عن اهل الكتاب. فما جاء عن عبد الله ابن لعمرو واضرابه وهم نذر يسير لم يقبل منهم اذا كان على خلاف الرأي. لان ما كان من كلامهم على خلاف اين له حكم الرفع؟ لكن اذا عرف الصحابي بانه يأخذ عن اهل الكتاب فانه يتوقف في قبول قاله ولا يجعل له حكم الرفع كما قال العراقي وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع علامة قال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفعان هذا اثبت لكن اطلاق العراق يحتاج الى التقييد والى ذلك اشرت في احمرار الفية لكن ما اطلقه العراقي مقيد في شبه الاتفاق بكون صاحب له لا يعلم اخذ له عن الكتاب فاعلموا لا يعرف اخذ له عن الكتاب فاعرفوه. اي لا يعرف ان ذلك الصحابي اخذ عن اهل الكتاب ثمان المصنف رحمه الله تعالى ذكر ان النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل يعني بطريق العقل لا بالنقل فهذا اكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان احداهما قوم اعتقدوا معاني ثم ما ارادوا حمل القرآن عليها. فهؤلاء قدموا المعنى وجعلوا اللفظ تابعا لهم. فاسسوا في نفوسهم معان اعتقدوها ثم التمسوا من القرآن الكريم ما يدل عليها. والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به وتلخيص طريقتهم ان هؤلاء فسروا القرآن بقطعه عن متعلقاته. فسروا القرآن بقطعه متعلقاته ومتعلقات القرآن متعددة فالله عز وجل متكلم به. وجبريل نازل به ومحمد صلى الله عليه وسلم منزل عليه والعرب الذي كانوا في زمانه مخاطبون به. فهذه المتعلقات تؤثر في فهم الخطاب هؤلاء فسروا القرآن بمجرد ارادة المعنى المعروف بلسان العرب دون ملاحظة متعلقات الخطاب ثم ذكر رحمه الله تعالى الفرق بين هاتين الجهتين بقوله فالاولون راعوا المعنى الذي رأوه من نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم ان يريد به العرب من غير نظر الى ما يصلح للمتكلم به الكلام فالاولون همهم المعاني والاخرون همهم المباني. ثم قال المصنف ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما لا يغلط في ذلك الذين قبلهم. فمن وجوه غلط الطائفتين غلطوهم في احتمال اللفظ الذي في القرآن المعنى اللغوي فانه يأتي في القرآن الكريم الفاظ لم تعرفها العرب في كلامها كما ذكر الشيخ الطاهر بن عاشور في مواضع متفرقة من تفسيره ما سماه بمبتكرات القرآن. يعني الفاظ جاءت فيه لم تعرفها العرب على هذا على هذه المعاني. ومنه في سورة الانفال واصلحوا ذات بينكم. فان ذات البين بمعنى اجتماع ورأب الصدع لا تعرفها العرب في لسانها وقد يوجد في القرآن الكريم ما لا يعرف تفسيره من طريق كلام العرب كما ذكر ابن النحاس وغيره في التثث فان التفث لا تعرف العرب بالمعنى الذي امر به المسلمون في حجهم وليقضوا كفتهم لا تعرفوا العرب على هذا المعنى من القاء ما علق بالبدن من الاوساخ بالامتثال بحلق الرأس وتقليم الاظفار والتحليل من الاحرام. فمن ظن ان العربية تغنيه بفهم القرآن فانه لا قدر معاني القرآن فان القرآن يحتاج الى الة عظيمة في معرفة تفسيره من جملة هذه الالات اللغة ومن جملتها معرفة معهود الخطاب الشرعي فان الخطاب الشرعي له معهود يعلم بتتبع معانيه في القرآن والسنة وتقدم ضرب مثال بالنفير في قوله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. ثم قال كما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى على الذي فسر به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون اي انه كما يوجد الغلط في احتمال اللفظ عند الطائفتين فكذلك يوجد في صحة المعنى عند الطائفتين فلا يكون المعنى صحيحا في نفسه. ثم قال بعد والاولون وهم الذين المعاني صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه واريد به. اي لا يعطون اللفظ قرآنية كما لها بل يغيرونه بالانقاص منه. وتارة يحملونه على ما ما لم يدل عليه ولم يرد به ان يجعلونه على معنى لم يدل عليه اللفظ ولم يرد به ثم قال وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطل فيكون يكون خطأهم في الدليل والمديون والمراد بالمدلول المعنى المقصود. فهؤلاء اخطأوا في المدلول لان المعنى المقصود باطل وابطأوا في الدليل لان الدليل لا يدل عليه. وقد يكون حقا فيكون خطأ في الدليل المجهول. اي ان المعنى الذي قصدوه صحيح في لكن الدليل لا يدل عليه فيكون خطأ في الدليل لا في المدلول. نعم احسن الله اليكم فصل في احسن طرق التفسير. فان قال قائل فما احسن طرق التفسير؟ الجواب ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن القرآن فما فما ادمن في مكان فانه قد فسر في موضع اخر فانه قد فانه قد فسر في موضع اخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع اخر. فان اعياك ذلك فعليك بالسنة فان انها شارحة للقرآن وموضحة له. واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك الى اقوال الصحابة ولكن في بعض الاحيان ينقل عنهم ما يحفونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث قال بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من ان رواه البخاري عن عبدالله بن عمرو ولكن هذه الاحاديث الاسرائيلية الاسرائيلية تذكر للاستشهاد لام اعتقاد فانها على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته مما بايدينا مما يشهد له بالصدق. فذلك صحيح. والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما ما يخالفه والثالث ما هو مسكوت عنه. لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل. فلا نؤمن به ولا نكذبه. ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم. وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني. ولهذا يختلف علماء اهل الكتاب في مثل هذا كثيرا. ويأتي عن المفسرين خلاف بخلاف بسبب ذلك. مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا في دينهم. ولكن ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز. واذا لم للتفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة. فقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين فتذكر اقوالهم في الاية فيقع في عباراتهم تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها اقوالا اليس كذلك فان منهم من يعبر من يعبر عن من يعبر عن الشيء بلازمه او نظيره ومنهم من ينص على الشيء والكل بمعنى واحد في كثير من الاماكن فليتفطن النبي لذلك والله الهادي. وقال شعبة ابن الحجاج غيره اقوال التابعين في الفروع ليست حجة. فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالف وهذا صحيح. اما اذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة. فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض وعلى من بعدهم ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة فيه ذلك فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام. واما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من اهل العلم فسروا القرآن فليس الظن بهم انهم قالوا في القرآن او فسروه بغير علم. او من قبل انفسهم. وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا انهم لم يقولوا من قبل انفسهم بغير علم. ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به فهذه الاثار الصحيحة وما وما شاكلها عن ائمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير فيما لا لهم به فاما من تكلم فاما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه. ولهذا روي ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم اقوالا في التفسير ولا منافاة. لانهم تكلموا فيما علموا وسكتوا عما جهلوا وهذا هو الواجب على كل احد فانه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى لتبيننه للناس ولا تكتمونه. ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علم فكتمه. والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في اخر كتابه فصلا هو من محاسن الابحاث في بيان طرائق تفسير القرآن الكريم بين فيه احسن طرق التفسير واجاب عن السؤال الذي ابتدأ الفصل به في قوله فان قال قائل فما احسن طرق التفسير؟ بقوله مجيبا ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن بقرآن. ثم قال بعده فان اعياك ذلك فعليك بالسنة ثم قال بعده واذا لم تجد تفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك الى اقوال الصحابة. ثم ذكر بعد الرجوع الى اقوال التابعين فتفسير القرآن بالقرآن احسن طرقه احسن طرقه اربعة. اولها تفسير القرآن بالقرآن تليها تفسير القرآن بالسنة وثالثها تفسير القرآن باقوال الصحابة ورابعها تفسير القرآن باقوال التابعين فاما الطريق الاول وهو تفسير القرآن بالقرآن فهو نوعان احدهما تفسير القرآن بالقرآن صراحة والثاني تفسير القرآن بالقرآن على وجه الظهور فهو ظاهر لا صريح. فمن الاول مثلا قوله تعالى وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين؟ يوم لا تملك نفس لنفسه شيئا والامر يومئذ لله فهذا تفسير صريح من تفسير القرآن بالقرآن. والتالي تفسير القرآن بالقرآن على وجه الظهور. يعني ان التفسير ظاهرا ولا يكون صريحا مقطوعا به تفسير النبأ في قوله تعالى عما يتساءلون عن النبأ العظيم لان النبأ العظيم الذي وقع فيه اختلافه هو القرآن الكريم كما تدل عليه عدة ايات في القرآن الكريم فالاول صريح مقطوع به والثاني ظاهر قوي لكن دون الجزم بانه هو المراد بالاية اخذا له من القرآن واما تفسير السنة بالسنة فتقدم ان تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعين احدهما تفسير خاص معين مثل تفسيره صلى الله عليه وسلم لاية الفاتحة غير المغضوب عليهم ولا الضالين بان غير المغضوب عليهم هم اليهود وان ضالين وان الضالين هم النصارى. فهذا تفسير خاص معين. والثاني تفسير عام وهو ما وقع في سنته صلى الله عليه وسلم وسيرته من من بيان ايات القرآن الكريم. كتفسيره لاية مواقيت الصلاة اقم الصلاة عند الشمس فعله صلى الله عليه وسلم في ادائه الصلوات الخمس في اوقاتها المعلومة. واما تفسير الصحابة وتفسير القرآن باقوال الصحابة رضي الله عنهم فذكر المصنف رحمه الله تعالى انه ينقل في بعض الاحيان عنهم ما يحفونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال بلغوا عني ولو اية الى تمام ما ذكر ويستفاد من هذا ان تفسير الصحابة نوعان احدهما ما نقلوه عن اهل الكتاب فتجري فيه قاعدة ذلك المذكورة وستأتي والثاني ما قالوه من عند انفسهم لا بالنقل عن اهل الكتاب وهو الاكثر اكثر الوارد عنهم. والقصة الاول استطرد المصنف في بيان حقيقته فقال ولكن هذه الاحاديث الاسرائيلية والاحاديث الاسرائيلية هي ما اخذ عن كتب اهل الكتاب هي ما اخذ عن كتب اهل الكتاب فذكر انها على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته والثاني ما علمنا كذبه والثالث ما هو مسكوت عنه فالقسم الثالث وهو المراد هنا تجوز حكايته وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى امر ديني ثم قال واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدت عن الصحابة فقد رجع. رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين وقوله رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين يستفاد منه ان كثيرا من الائمة ايضا لم يرجعوا الى اقوال التابعين فحصل بهذا الفرق بين تفسير الصحابة وبين تفسير التابعين. وهو ان تفسير الصحابة حجة لم يختلف في ذلك واما تفسير التابعين فاختلف فيه وتفسير التابعين نوعان النوع الاول ما اجمع عليه فهذا حجة لماذا للاجماع والثاني ما اختلفوا فيه فهذا ليس بحجة ويطلب الترجيح بين اقوالهم القرائن المعروفة عند علماء التفسير وقد تخلو الاية من تفسير نبوي من تفسير قرآني او نووي او صحابي ولا يوجد فيها الا تفسير التابعين كتفسير جريان الانهار تجري من تحتها الانهار في غير اخدود فان هذا التفسير في غير اخدود انما نقل عن نقل عن جماعة من التابعين كمسروق وغيره وهذا التفسير حجة لان التابعين لم يختلفوا في ذلك حجة وليس بحجة ايش تقولون حجة ما في خلاف طيب الذي يعلق على كتاب التفسير؟ يقول هذا ليس عليه دليل من القرآن ولا من السنة النبوية ما تقولون فيه قول الصحيح ولا مو صحيح غير صحيح لان التابعين اخذوا علمهم عن الصحابة وهم من القرون المفضلة التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم وبين فضلها فلا يظن بهم ان يقول جماعتهم فضلا عن واحد منهم ان يقول جماعتهم في القرآن قولا ثم يقال ان هذا لا دليل عليه من القرآن والسنة لكن لما غلب علم الظاهر على علوم الناس سواء في التفسير او الفقه او الحديث او العقيدة صارت مثل هذه المقولات من اسهل المقولات التي تجري على السنة الناس. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك قولها شعبة وغيره اقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني في احكام الحلال والحرام ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ثم بين المصنف رحمه الله تعالى انه حجة اذا اجتمعوا على الشيء اما اذا اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا اعلم على من بعدهم. ثم قال ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب الى اخره. اي يطلب شيء من القرائن المرجحة التي تسمى بقرائن الترجيح. فاذا وجدت قرينة ترجح احد القولين على الاخر عمل بالراجح منهما واشار رحمه الله تعالى الى طرف من هذه القراءة منبها الى اعظمها فقال لغة القرآن او السنة ايش معنى لغة القرآن او السنة يعني المعهود فيهما المعهود فيهما اذا اطلق انه فيهما مثل الجيل كما ذكرنا لكم الميل اذا ذكر لا يراد به الى المكحلة فانما يراد به من المسافة. وقول وقول احد التابعين لا ادري اراد ملء المسافة ام الى المقفلة في حديث الموقف قاله من قبل رأيه لا من قبل المعهود في خطاب الشرع فانك لا تجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا كلام الصحابة والتابعين اذا ذكروا الميم الا ارادوا ميلاد المسافة لا ميلاد المكحلة كقولي كقولهم كان ابن عباس اذا خرج ثلاثة اميال قصر. ليس المقصود اميال يعني ميل المكحلة وانما ميل المسافة وهذا الامر من اعظم طرق تفسير القرآن والسنة معرفة معهود الخطاب الشرعي ان الخطاب الشرعي اذا اطلق لفظا يريد به معنى من المعاني دون غيره فان النفير مثلا يطلق في لسان العرب على الخروج والانبعاث ولكنه في الشرع لا يطلق الا على الجهاد. فعرف ان هذا هو معهود الخطاب الشرعي. ثم ذكر رحمه الله تعالى تفسير القرآن بالرأي والمراد بالرأي ما قيل على وجه الاستنباط والاستدلال ما قيل على وجه استنباط والاستدلال. وقد ذكر رحمه الله تعالى ان تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام وهذا يخالف ما ذكره بعد ان السلف منهم من فسر القرآن بالرأي ومنهم من توقف فيه ومنهم من امتنع منه بالكلية فالمنقول عنهم ثلاثة احوال التفسير به والامتناع والتوقف عن ذلك ولا اضطراب بينها بل بينها ظاهر لان تفسير القرآن بالرأي نوعان احدهما تفسير برأي محمود وهو ما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل. ما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل والاخر تفسير برأي مذموم وهو ما لم يحتمله اللفظ او لم يقم عليه الدليل فيكون قول المصنف فتفسير القرآن بمجرد الرأي يريد به رأيا معهودا. وهو الرأي الذي يكون خاليا من احتمال اللفظ او لم يقم عليه الدليل. لانه بعد ذلك اثبت التفسير بالرأي لانه قالوا اما الذي روي عن مجاهد وقتادة انهم فسروا القرآن فليس الظن بهم انهم قالوا في القرآن او فسروا بغير علم او من قبل انفسهم. بل هم فسروه بما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل. وان لم نجد احدا قبلهم من الصحابة فسره بذلك. ثم قال بعد ذلك بعد ذكر ما عليه التابعين من حالهم في التفسير قالوا هذا هو الواجب على كل احد فانه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه فالانسان ان علم شيئا قاله وان لم يعلمه قال الله اعلم ثم ذكر الدليل على وجوب البيان في قوله تعالى لتبيننه للناس ولا تكتمونه ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علم الجم بيوم القيامة بلجام من نار اخرجه ابو داود وغيره وهو حديث حسن لمجموع طرقه ففي ذلك بيان ان من الواجب على من كان عنده علم ان يبين العلم الذي عنده لكن العلم الذي عند الانسان يبين بالعلم لا يبين بالهوى العلم الذي عند الانسان يبين بالعلم لا يبين بالهوى فان من الناس من يكون علمه مبناه على الهوى. ومنه قول اليهود الطفيل انكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد. قال امام الدعوة في مسائل ذلك الباب وفيه فهم الانسان اذا كان له هوى فهذا عنده علم لكنه علم بهوى والواجب على الانسان ان يبين علمه بعلم وبيان العلم بالعلم قد يكون منه ما هو تخصيص ناس بالعلم دون اخرين او بكتب بعض ما يكون من العلم عنده لعدم صلاحية الزمان او المكان له وكما ان من العلم بالعلم بثه فمن العلم بالعلم كتمه. وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى كلاما نافعا في ذلك في كتاب الموافقات واستدل له بقوله ابي هريرة حملت على النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين فاما احدهما ثبتته واما الاخر فلو لقطع هذا البلعوم وليس مقصوده كما يفهم بعض الناس خوفه من السلطان. وانما مقصوده انه يحدث فتنا بين الناس. يتولد منها وسفك الدماء ولذلك فان الوعاء الذي لم يبثه هو احوال الفتن وما يكون من الامراء الذين يكونون في الامة من اهل ظلم والبطش والتسلط عليهم فهو رأى ان مصلحة المسلمين في عدم بثه وليس كما فهم بعض الناس ان ابا هريرة رضي الله عنه من اقدم من كان الجبن في نفسه مغيرا للحكم الشرعي للولاية والسلطنة. وانه تتابع على ذلك الناس حتى انتهت الدعوات التي كانت على ما ينفع الناس كدعوة الشيخ ابي العباس ابن تيمية ودعوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى انها دعوة جاءت لابقاء عروس السلاطين الظلمة ولم تجئ ببيان الحكم السياسي في الاسلام. وكل هذا من الهرطقات الجوفاء التي لا تبنى واذا تكلم هؤلاء في جناب الصحابة والائمة المتقدمين فانهم على وشك هلاك ولترينهم الايام في انفسهم شواهد ذلك فقديما كان منهم من ممن ورثوا علمه في هذا من يدعو الى الشيوعية حتى صار في ائمتها وكان من قبل يخطب على ولكن الانسان اذا اشرب الهواء اجتاله. والمقصود ان من العلم بيانه بالعلم وليس بيانه بالهوى. بان يعرف الانسان موضع البيان وما يتكلم به الانسان لان صاحب العلم يوقع عن الرحمن سبحانه وتعالى وينبغي ان يجل هذا التوقيع وان يحفظه واي يراعي فيه مصلحة الخلق لا مصلحة نفسه ولا مصلحة المحكومين ولا مصلحة الحكام وانما ما به قيام امور المسلمين وصلاح حالهم وهذا يحتاج الى جهاد وليس بالامر السهل وقد يكون من العلم عدم الجواب عما يسأل عنه الانسان كما قال الاعمش ما سئل عن مسألته فقال السكوت جواب. يعني السكوت عنها انفع للسائل من جوابه بها. وقال ابن مسعود رضي الله عنه من افتى الناس في كل يسألونه فهو مجنون. فينبغي ان يعرف طالب العلم طريقة العلم. لان كثير من الناس عنده علم. ولكن ليس عنده معرفة الطريق التي يبث بها العلم وقديما قال الفراء اني لاساء لرجلين رجل يطلب العلم ولا فهم له. ورجل عنده علم ولا عقل له ما اكثر هؤلاء؟ فعنده علم لكن ليس له عقل مدرك في طريقة الشريعة في بث العلم واخذه ونشره وهداية الناس. وغالبا ما يتركون جناية هؤلاء لانهم اخذوا العلم من الكتب. ولم يأخذوه بالتلقي عن العلماء وطول صحبتهم. والموجب لهذه النبذة من ما ختم به المصنف رحمه الله تعالى من الارشاد الى بث العلم وعدم كتمه. نسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا لمحابه ومراضيه اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع خلاصة مقدمة التفسير بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فثم ذلك له في مجلس واحد عجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين وتاريخ ذلك يوم الثلاثاء السادس عشر من جمادى الى السابع عشر السادس عشر من جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين بعد اربعمائة والالف في مسجد حصة الهاجري بدولة الكويت. ان شاء الله تعالى بعد ورب الهام المغيث في مصطلح الحديث وبعد العشاء الطرفة الثنية في القواعد الفقهية وبه ختام البرنامج نسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا بما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين واياك