السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما وصليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي طابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمرو ابن العاصي رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اثر الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته السادسة ست وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة. المعروف شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية النميري الحراني رحمه الله وتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. ويليه شرح الكتاب السابع وهو كتاب القواعد الاربعة لامام الدعوة الاصلاحية السلفية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى تفصيل ما المصنف رحمه الله مما يتعلق بالايمان باليوم الاخر. فكان منتهى ما ذكر ان اول ولا من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم. وهو اول شافع واول والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في ابواب الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله. يريدون بها الشفاعة عند الله وتعريفها شرعا سؤال الشافع الله سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له. سؤال الشافع الله حصول نفع للمشفوع له والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه. والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم. وهي الشفاعة عظمى والثاني شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها وهاتان الشفاعتان خاصتان به. والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة لا تختص به. بل هي له ولسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وغيرهم من الشفعاء. وهي تتناول كما ذكر المصنف رحمه الله من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها فيندرج فيها طائفتان. فيندرج فيها طائفتان. الاولى المستحقون دخول الا يدخلوها. المستحقون دخول النار الا يدخلوها. والثانية الداخل في النار ان يخرجوا منها. الداخلون في النار ان يخرجوا منها. والصحيح ان هذا ان هذه الشفاعة والصحيح ان هذه الشفاعة تختص بمن دخل النار ان يخرج منها. تختص بمن دخل النار ان يخرجا منها. واما الشفاعة فيمن استحق النار الا يدخلها فالتحقيق عدم ثبوتها فالتحقيق عدم ثبوتها لخلو القول بها عن دليل صحيح صريح لخلو القول بها عن دليل صحيح صريح اختار ابو عبد الله ابن القيم في حاشيته على تهديد السنن. خلافا لشيخه والاشبه ان قوله اقوى فتصير الشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن دخل ارى ان يخرج منه وتصير شفاعته وتصير الشفاعة الثالثة للنبي صلى الله عليه وسلم شفاعته صلى الله عليه وسلم في من دخل النار ان يخرج منها والله اعلم. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة احد بل بفضله ورحمته. ويبقى في الجنة فضل اي زيادة. فيبقى في نادي فظل اي زيادة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة. واحوال الدار الاخرة متعددة متنوعة والمذكور في كلام المصنف مهماتها وتفاصيلها موجودة في الكتاب والسنة فمن اراد ان يتحقق احوال الدار الاخرة فليقبل على الايات القرآنية والاحاديث النبوية المتعلقة بها نعم. قال المصنف رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة والقدر خيره وشره. والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم. الذي هو موصوف به وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعة والمعاصي والارزاق والاجال. ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وقويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسده الجنين قبل نفخ الروح في بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكره ولاة القدرية قديما ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم. كما قال امنكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة. ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها. ذكر المصنف رحمه الله في هذه جملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر فبين انه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة وقوع المقدر. الدرجة السابقة وقوع المقدر وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته له وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها. والثانية الدرجة المصاحبة وقوع المقدر الدرجة المصاحبة وقوع المقدر. وتتضمن مشيئة الله مقادير وخلقه لها. وتتضمن مشيئة الله للمقادير. وخلقه لها. ومراتب قدر اربع ومراتب القدر اربع هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق هي العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وهي منتظمة في تلك الدرجتين اللتين ذكرتا وهي منتظمة في تلك الدرجتين اللتين ذكرتا. وحقيقة القدر شرعا علم الله بالوقائع علم الله بالوقائع. وكتابتها ومشيئته وخلقه لها. ومشيئته وخلقه لها. علم الله بالوقائع وكتابتها وخلق ومشيئته وخلقه لها وهذا الحد جامع لمراتب القدر الاربع بدرجتيه السابقتين. وهذا الحد جامع لمراتب القدر الاربع بدرجتيه السابقتين. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة لكنها تابعة لمشيئة الله وقدرته غير مستقلة عنها. والدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة غلاة قدرية قديما. ومنكرها اليوم قليل اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية. اما الدرجة الثانية فينكروها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله يقدره ويشاؤه. ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه فيقدره ويشاؤه. ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر وهم الجبرية حتى سلبوا العبد قدرته ومشيئته حتى تنبوا العبد قدرته ومشيئته وجعلوه مجبورا على افعاله. وجعلوه مجبورا على افعاله لا اختيار له ولا ارادة فيها لا اختيار له ولا ارادة فيها وعطلوا افعال الله واحكامه عن حكمها ومصالحها اذ يصير ما خوطب به العبد لا حكمة فيه ولا مصلحة. لان العبد غير مختار فيما يفعل من الامر والنهي. نعم. قال رحمه الله ومن اصوله لان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم مع ذلك فلا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. كما قال سبحانه في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعه بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسقوا ان الله يحب المقسطين انما المؤمن اخوة ولا يسلبون الفاسق المني اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما يؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو هو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا ينتهب نهمة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهي وهو مؤمن ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق لا يسلب مطلق الاسم. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الايمان شرع يبين عند اهل السنة والايمان له في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. احدهما عام وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. وحقيقته شرعا التصديق الجازم بالله باطن وظاهرا التصديق الجازم بالله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. على مقام المشاهدة او المراقبة وينتظم في هذه الحقيقة قول السلف الايمان قول وعمل. وينتظم في هذه الحقيقة قول السلف الايمان قول وعمل. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان هذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان. والايمان بمعناه العام على القلب واللسان والجوارح. والايمان بمعناه العام منقسم على القلب واللسان والجوارح والى ذلك يشير اهل السنة بقولهم الايمان قول وعمل الايمان قول وعمل فالقول قول القلب واللسان. فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح والعمل عمل القلب واللسان والجوارح. فموارد الايمان باعتبار محله خمسة. فموارد الايمان باعتبار محله خمسة. اولها قول القلب اولها قول القلب وهو اعتقاده بالتصديق والاقرار والمعرفة. وهو اعتقاده بالقول وهو اعتقاده بالاقرار والتصديق والمعرفة. وثانيها عمل القلب وهو حركاته فيما يريده الله من محبوباته ومراضيه. وهو حركاته فيما يريده الله من محبوباته ومراضيه كالخوف والتوكل وثالثها قول اللسان وهو نطقه بالشهادتين. قول اللسان وهو نطقه بالشهادتين. ورابعها عمل اللسان عمل اللسان وهو ما لا يؤدى منه الا به. وهو لا يؤدى من العمل الا لا به كقراءة القرآن كقراءة القرآن وسائل الاذكار. وخامسها عمل الجوارح وخامسها عمل الجوارح. وهو الفعل والترك وهو الفعل والترك الواقع بها والايمان يزيد وينقص وزيادته تكون بالطاعة ونقصانه يكون بالمعصية والايمان يزيد وينقص فزيادته تكون بالطاعة ونقصانه يكون بالمعصية. ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر بل هو هو مؤمن ناقص الايمان بل هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق زيارته او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن. فلا اعطاء الاسم المطلق فيقال مؤمن ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر. ولا يسلب لاسمي فيقال كافر. بل يكون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسقا بما اصاب من كبيرة بل يكون مؤمنا بما عنده من الايمان فاسقا بما اصاب من كبيرة. والاخوة الايمانية معه ثابتة لا تزول مع المعاصي ولا تنتفي. لا كما تزعمه الخوارج الذين يكفرون بفعل الكبيرة ويحكمون على صاحبها بالخلود في النار. ولا كما تزعمه معتزلة الذين يخرجون فاعل الكبيرة من الايمان لكنهم لا يدخلونه الكفر. فيجعلونه في الدنيا في مقام اخترعوه سموه المنزلة سموه المنزلة بين المنزلتين. ويجعلونه في الاخرة كافرا مخلدا في النار. نعم. قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحابهم الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ احدهم ولا نصيفه ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية على وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على انصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة كما اخبر به النبي الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنه ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة. ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم. ويقرون فتواتر به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ويثلث بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار واجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة. مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا عثمان وعليهم بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعدي وقدم قوم عدي وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي. وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليس من الوصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور اهل السنة. لكن المسألة التي يضلع المخالف فيها مسألة الخلافة. وكذلك يؤمنون بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث قال يوم غديركم اذكركم الله في بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. وقد قال ايضا ابن عباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يشفوا بني هاشم. فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبكم لله ولقرابته. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى اسماعيل من بني اسرائيل كنانة واصطفى من كنانة قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجهم في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده اول من امن به وعضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم. فابن عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. ويتبرعون من طريقة الروافظ الذين يبغضون الصحابة يحبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون اهل البيت بقول او عمل. ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص. وغير عن وجهه. وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم وصغائره. بل يجوز الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم ان صدر. حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لم يغفر لمن بعدهم لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم. ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بقدر سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم احق الناس بشفاعته وابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف التي كانوا فيها مجتهدين ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور. ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نذر مغمور في جنب قضائه قوم محاسنهم من الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله والهجرة والنصر والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وعدل وبصيرة. وما من الله به عليهم من قائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرونهم هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى. ذكر المصنف رحمه الله من اصول اهل السنة سلامة قلوبهم. والسنتهم لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ممتثلين ما امرهم الله به. فيقبلون ما في الكتاب والسنة من فضائل الصحابة ومراتبهم ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بفضيلة اهل بدر. وان الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وان الله قد قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. متفق عليه من حديث علي وانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة وهم اهل بيعة الرضوان عام الحديبية. وهم اهل بيعة الرضوان عام الحديبية. ويشهدون بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بها وهم الخلفاء الاربعة وسعد بن ابي وقاص والزبير ابن العوام وطلحة بن عبيد الله وابو عبيدة عامر ابن الجراح وعبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد رضي الله عنهم وخص هؤلاء باسم العشرة المبشرين بالجنة وان كان غيرهم من الصحابة بشر بها ايضا لانهم جمعوا في حديث واحد في البشارة بالجنة. لانهم جمعوا في حديث واحد في البشارة بالجنة فسموا العشرة المبشرين بالجنة اهل السنة ان ترتيب الخلفاء الاربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم. وفي المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما خلاف قديم. ثم تقر الامر عند اهل السنة على تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما في الفضل. وان كانت هذه المسألة وهي مسألة المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما ليست من الاصول التي يضلل فيها المخالف ولكن الذي يضلل فيه المخالف هو ترتيبهم في الخلافة. والفرق بين المسألتين انعقاد اجماع الصحابة على ترتيب الخلافة. والفرق بين المسألتين انعقاد جماعي الصحابة على ترتيب الخلافة. واما مسألة المفاضلة فبقيت فيهم وفي من بعدهم من التابعين ثم استقر قول اهل السنة على تقديم عثمان على علي رضي الله عنه في الفضل فيؤمنون بما يتعلق في الخلافة ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء فهو اضل من حمال اهله. ويحبون اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتولونهم. واهل بيته في اصح الاقوال هم الذين حرمت عليهم الصدقة واهل بيته في اصح الاقوال هم الذين حرمت عليهم الصدقة. وهم بنو هاشم وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم. وهم بنو هاشم وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم. ولاجل ما انا للازواج من مقام كريم عند النبي صلى الله عليه وسلم افردهم المصنف بالذكر فقال ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين الى اخره. ويتبرأون من طريقة الروافض اصل فان الروافض يبغضون الصحابة ويسبونهم ويعظمون بعض ال بيت صلى الله عليه وسلم وطريقة النواصب اذية اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذية اهلي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما انهم يسبون غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم. بل يكفرون منهم وما شجر بين الصحابة من الاختلاف وما جرى في زمانهم من فتنة فانه امسكوا عنه عند اهل السنة والجماعة. ولا يسعى في بثه واشاعته. بل الساعي في ذلك القائم به ساع في طريق ضلالة. وهو زائغ عند اهل السنة والجماعة. ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ الصحابة ثلاثة اقسام. ويقولون ان الاثار المروية في مساوئ اباه ثلاثة اقسام. القسم الاول ما هو كذب في نفسه؟ ما هو كذب في نفسه؟ فلا ايثبت البتة والقسم الثاني ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. ما زيد فيه ونقص وغير عن وجهه ايه؟ وهذان النوعان هما اكثر المنقول في كتب التاريخ والاخبار. وهذان النوعان هما اكثر المنقول في كتب التاريخ والاخبار فان الغالب فيها ذكر الكذب او المحول عن وجهه. فانحطت رتبتها وفي نقل الوقائع ومنها خلاف الصحابة وما شجر بينهم عن رتبة كتب السنن والاثار المعول عليه في نقل ما وقع بينهم ان احتيج اليه هو كتب السنن والاثار ما كتب والاخبار والقسم الثالث صحيح عنهم. واكثره يروى في كتب السنن والاثار لا التواريخ والاخبار صحيح عنهم واكثره يروى في كتب السنن والاثار لا التواريخ والاخبار وهم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون فهم بين الاجرين والاجر فهم بين الاجرين والاجر ولا يعتقد اهل السنة والجماعة ابدا ان احدا من الصحابة معصوم من الذنوب بل يجوز عليهم الوقوع فيها وتجد ذنوب منهم. لكن لهم من موجبات المغفرة ما ليس لغيرهم. واذا صدر عن احد ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات ماحية او غفر له بماله من فضل سابقته في الاسلام او محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر عنه واذا كان هذا في الذنوب المحققة المجزوم صدورها عنهم فكيف في الامور التي كانوا فيها مجتهدين. ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم هو قليل نزر كثير في جانب فضائلهم ومحاسنهم رضي الله عنهم. ومن نظر في اخبار الصحابة وسيرهم علم انه خير الناس بعد الانبياء. وانه لم يأتي بعد الانبياء والمرسلين احد قالوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله فمن اصول اهل السنة التصديق بكرامات الاولياء وما يجري الله على ايديهم من خوارق العادات في انواع العلوم والمكاشفات وانواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الامة. وهي موجودة فيها الى يوم من وصول اهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الاولياء والكرامات جمع كرامة. والكرامات جمع كرامة وهي اية عظيمة تدل على صلاح العبد. وهي اية عظيمة تدل على صلاح العبد ولا تقترن بدعوى النبوة. ولا تقترنوا بدعوى النبوة. والاولياء او جمع ولي وهو شرعا كل مؤمن تقي. وهو شرعا كل مؤمن تقي. اما الولي في اصطلاح علماء العقيدة فهو كل مؤمن تقي غير نبي. اما الولي في اصطلاح العقيدة فهو كل مؤمن تقي غير نبي فاسم الولي في خطاب الشرع فاسم الولي في خطاب الشرع يندرج فيه الانبياء يندرج فيه الانبياء. واما في الاصطلاح فلا يندرجون فيه. واما في الاصطلاح فلا يندرج فيه واحتيج الى هذه المواضعة الاصطلاحية. واحتيج الى هذه المواضعة الاصطلاحية يقيك بين دلائل النبوة وكرامات الاولياء. للتفريق بين دلائل النبوة غرامات الاولياء وكرامات الاولياء نوعان اشار اليهما المصنف احدهما كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات. كرامة تتعلق بانواع العلوم والمكاشفات اخر كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات. كرامة تتعلق بانواع القدرة والتأثيرات واهل السنة يثبتون للاولياء الكرامات وينزهونهم عما يدعى زورا من الخرافات وينزهونهم عما يدعى زورا من الخرافات. نعم. قال رحمه الله ومن طريق اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع قصيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فيؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي لاحد ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع. وضدها الفرقة وان كان لفظ جماعة قصاص ميل نفس القوم المجتمعين. والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد في العلم والدين. وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين. والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم. طريق اهل السنة الكلي في اخذ دينهم. وان من اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. واتباع سبيل السابقين من المهاجرين الانصار والتمسك بالسنة النبوية. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين مجانبة محدثات الامور لان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وانهم يعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ولاجل هذا اثر كلام الله على كلام غيره. وقدموا هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي غيره ام اهل الكتاب والسنة باخذهم بهذين الاصلين. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع ضدها الفرقة. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة والاجماع هو الاصل الثالث. الذي يعتمد عليه في العلم والدين. وحقيقته شرعا اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته على حكم شرعي اتفاق مجتهد عصر من عصور امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد على حكم شرعي. وهم يزنون بالقرآن والسنة والاجماع جميع ما عليه الناس وهم يزنون بالقرآن والسنة والاجماع جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال. فلا فلا يزنون الخلق بالصور والاموال. وانما يزنون احوال الخلق بالكتاب والسنة والاجماع والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الامة والسلف الصالح المرادون هنا هم الصحابة والتابعون واتباع التابعين والسلف الصالح المرادون هنا هم الصحابة والتابعون واتباع التابعين. وليس مراد المصنف اذ ترى ذلك نفي امكان وقوع الاجماع بعده. وليس مراد المصنف اذ ذكر ذلك نفي امكان وقوع الاجماع بعدهم. ولكن المقصود تعذر العلم به طالبا ومشقة ذلك تعذر العلم به ومشقة ذلك غالبا. لان القلوب في عهد السلف كانت نقية. والعلوم في نفوسهم كانت قوية فكان ذلك ادعى للوقوف على الاجماع ثم تغيرت الامة بعدهم فصار حصول اجماع عسيرا لكنه ليس ممتنعا. فصار حصول الاجماع عسيرا لكنه ليس ممتنعا نعم. قال رحمه الله ثم هم مع هذه الاصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ويرون اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد مع الامم ابرارا كانوا او فجارا. ويحافظون على الجماعات. ويدينون بالنصيحة للامة. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم مثل في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر يأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق. ويأمرون بمعالي وينهون عن سفسافها وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا او غيره فانما هم فيه متبعون للكتاب سنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وفي حديث عن صلى الله عليه وسلم انه قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي صار المتمسكون بالاسلام المحض خالص يعني الشوب هم اهل السنة والجماعة. وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم اعلام الهدى ومصابيح الدجى. اولوا المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الابدان ومنهم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم الطائفة المنصورة التي قال فيه والنبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة. فنسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم والا قلوبنا بعد اذ هدانا ويهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد واله وصحبه وسلم ذكر المصنف رحمه الله من طريقة اهل السنة والجماعة واخلاقهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة. اي بحسب الامر الديني لا بحسب هو والرأي اي بحسب الامر الديني لا بحسب الهوى والرأي. وانهم يرون اقامة الشعائر اي الظاهرة كالحج والجهاد والجمع والاعياد مع امرائهم الابرار منهم فيشاركونهم في الخير ويفارقونهم في الشر. فيشاركونهم في الخير في الشر ويحفظون الاخوة الايمانية والحمية الاسلامية للمؤمنين جميعا ويديننا بالنصيحة لهم. ويأمرون بالصبر على البلاء. والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء. ويدعون الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال كصلة من انقطعت واعطاء المحروم والعفو عن الظالم. ويأمرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل. والرفق بالمملوك وينهون عن والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق وغيرها من اخلاق الظلم والبطش. والاستطالة على الخلق هي الترفع عليهم. والاستطالة على الخلق هي الترفح الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم. واحتقارهم والوقيعة فيهم فان كان المستطيل استطال بحق فقد افتخر. فان كان المستطيل استطال بحق فقد افتخر وان كان استطال بغير حق فقد بغى. وان كان استطال بغير حق فقد بغى وكلاهما خلق كن محرم ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفزافها اي ردئها واهل السنة والجماعة هم في اقوالهم وافعالهم مما ذكره المصنف وما لم يذكره هم متبعون للكتاب والسنة وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث به الله محمدا صلى الله عليه وسلم لكنه اخبر صلوات الله وسلامه عليه ان امته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة. كل في النار الا واحدة وهي الجماعة. وهذه الجماعة هي المتمسكة بالاسلام المحض الخالص عن الشوب الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وفي اهل السنة والجماعة بحمد الله الصديقون والشهداء والصالحون وفيهم اعلام الهدى الدجى اولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة. وفيهم الابدان. وهم القائمون بنصرة في الدين وهم القائمون بنصرة الدين فيخلف بعضهم بعضا فيه. فيخلف بعضهم بعضا فيه فاذا مات احد منهم اقام الله غيره. فاذا مات احد منهم اقام الله غيره هذا هو المعنى المحقق للابدال دون غيره من المعاني المدعاة. ومن هم الائمة الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم. وهم الطائفة المنصورة التي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الخلق لا يضرهم من خالفهم من خذلهم حتى تقوم الساعة. متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه. بنحوه. ففي اهل السنة لله كل فضيلة وهم برءاء من كل رذيلة. فنسأل الله سبحانه وتعالى ما ان حزنا وصفاته العلى ان يحيينا على الاسلام والسنة وان يميتنا على الاسلام والسنة. وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام