واما البقية الثالثة ومعها يعود البث الى الاخوان المتابعين عبر النقل فهي الاجابة على ما تيسر من اسئلة البرنامج مما يجمع وصفين احدهما قوة صلته بما كان في هذه الدروس وشدة تعلقه بها. والاخر القدرة على قراءة الخط واستطاعة ذلك. واذا ضاق الوقت عن الاجابة وهو المتأكد لكثرة الاسئلة ووفرتها فنحن نجيب عنها ان شاء الله تعالى في مقام اخر. فكل سؤال فيه خير داخل اخبرني احد اصحابنا عن شيخنا ابن غديان رحمه الله انه كان اذا لم يستطع الاجابة على كل الاسئلة اخذها كلها فاجاب من لم يجب عليه في برنامج نور على الدرب لان الفتاوى باب من العلم فيستفيد منها المفتي كما يستفيد منها المستفتي فالسؤال الاول يقول هذا السائل هل هذه الاجازة بهذه الكتب من جنس الاجازة لمبهم؟ والجواب لا. فنحن نقول وفي كل واحد منها اجازة من معين الذي هو المتكلم. لمعين الذي هو المتلقي السامع. في معين الذي هو الكتاب المقروء الذي نقرأه في هذه المجالس هذا السائل يقول هذا السائل يقول ذكرتم بارك الله فيكم ان النبي صلى الله عليه وسلم رقى وكوى كيف وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الكيف في قوله وانا انهى امتي عن الكي. قولك كيف لا محل له؟ لان هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح سعد ابن معاذ. والنبي صلى الله عليه وسلم قد ينهى عن شيء ويفعله للجواز مبينا للجواز كما قال في مراكش سعود وربما يفعل للمكروه مبينا انه للتنزيه كالنهي ان يشرب من فم القرب القرب فصار في حقه من القرب يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن الشرب من في سقاء ووقع منه لبيان ان النهي للكراهة فيكون قربة في حقه صلى الله عليه وسلم. يقول كيف يقول المؤلف رحمه الله ان الدخول في الاسلام كله واجب والاسلام بعضه مندوبات ولا يقدر العبد على الاتيان بكل المندوبات. الا نزرا يسيرا. والجواب ان تلك الترجمة التي ترجم بها المصنف في باب وجوب الاسلام وذكرنا ان الدخول ان الوجوب فيها المراد بالدخول المفصل لا يقتضي ان يكون ذلك بعمله كله. بل بالتزام كونه دينا. بل بالتزام كونه دينا. فيفعل الواجبات المتعينة عليه ويترك المحرمات الممنوعة منه. واما النوافل فيعتقد انها من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وان لم يفعلها وكذا المكروهات يلتزم انها من الدين الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم بتركه وان فعل شيئا منها يقول ذكر مصنف كتاب في الشبهات في اخرها ان من كفر خوفا فانه لا يعذر. فكيف يكفر خوفا؟ ما هي صورة المسألة؟ ولماذا لا سورة المسألة ان يوجد فيه معنى الخوف من الرهب والقلق. لكنه لا يبلغ حد الاكراه فلا يكون مكرها على الوقوع في الكفر وانما خاف خوفه. والله سبحانه وتعالى لم يعذر احدا الا المكره. كما قال تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. يقول ما الفرق يقول ما الفرق بين في بين العبارة عن كلام الله وبين الحكاية عنه. والجواب ان هاتان الكلمتان احداهما الاشاعرة والاخرى ومذهب ابي سعيد ابن كلاب متقدم على الاشعري وكان يقول ان القرآن حكاية عن كلام الله سبحانه وتعالى. اذ الكلام عنده معنى قائم في ذات الله ليس بحرف ولا صوت وانما يعبر عنه بتعبير الى او غيره. فقال ان الكلام القرآني حكاية عن ذلك الكلام النفسي. واختار ابو الحسن امتناعه عن مذهب ابي سعيد لان الحكاية عنده تقتضي المثلية فاذا قلت ان القرآن حكاية فهو مثله وعنده ان الله سبحانه وتعالى لا مثل له فاختار القول بانه عبارة الفرار من الوقوع في التمثيل وكلاهما مذهبان مرزولان كما تقدم يقول السائل في الحديث الذي مر معنا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزائرات القبور. فهل يدل على حرمة زيارة النساء مطلقا نعم يدل على ذلك فان لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلا يدل على حرمة فعله تحريما شديدا ويعد كبيرة من الكبائر وهي مسألة ظاهرة مشهورة وعليها الفتوى في بلادنا يقول كيف يجمع الطلاب بين تقليل المخالطة لتفريغ القلب وبين المخالطة بقصد التعليم ونفع بقصد التعلم ونفع او بقصد التعليم ونفع الخلق خاصة فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل. والجواب ان الانسان له في المخالطة مسالك شتى فليست على سنن واحد. فالممنوع منه ان يخالط الانسان بما يعود عليه بالفساد فيتقلل من ذلك. وهو الذي جاءت به الشريعة. واشار الى ذلك ابن بنصل الحميدي في قوله لقاء الناس ليس يفيد شيئا سوى الاكثار من قيل وقال فاقلل من لقاء الناس الا لاخذ العلم او اصلاح حالي. فالذي سألت عنه من تعليم الناس ونفعهم هذا مما يحمد الاختلاط بعظ فيه. فيخالطهم الانسان ويصبر عليهم ويسعى في نفعهم بكل وسيلة مؤدية الى ذلك. سواء كان في مسجد للتعليم بالتدريس او للامامة او للخطابة او كان بوسائل التواصل الحديثة لكن ينزل المرء كل شيء منزلته. فاستعماله لوسائل التواصل يكون بالقدر الذي يحفظ به دينه ووقته لا ما يذهب به دينه ووقته يقول ما الدليل على ان كلام الله تعالى بحرف وصوت؟ ادلة ذلك متكاثرة. منها قوله تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن. فالنداء وعند العرب لا يكون الا بصوت. وفي الصحيح قوله تعالى فيما قاله لادم في نادي بصوت يا ادم وعند الترمذي من حديث ابي وائل عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف لام حرف وميم حرف الحديث والصواب وقفه من كلام مسعود وله حكم الرأي. وفي هذه الادلة اثبات الصوت حرف في كلام الله سبحانه وتعالى واجمع على ذلك اهل السنة خلافا للمخالفين يقول هذا السائل هل علم الصحابة بالتوحيد وقيامهم به يفوت عليهم فضيلة حديث معاذ نظرا لفوات احتسابهم هل يشترط لاحتساب الاعمال لتحصيل الثواب؟ الجواب ان الجهل بالفضيلة لا يزول معه الجهل بالاجر المذكور فيها. والذي يطلب في الاعمال هو احتساب الثواب بمعنى ارادته من الله سبحانه وتعالى اما جهله بالثواب الذي جعل على هذا العمل فهذا لا يضر وهو الذي وقع من الصحابة رضي الله عنهم يقول هل الكنية باسم الابن الاكبر واجبة؟ فلو اراد ان يكني نفسه بابن له صغير فهي في ذلك شيء؟ الجواب ان كنية بالاكبر سنة. فيسن ان تكون الكنية بالابن الاكبر. فان كما بغيره جاز. لكن ان يخشى عليه من عدم بره من ابنه الاكبر لانه قصر في حقه المعروف عند الناس عادة ان يكتني باسم ابنه الاكبر فيقول كيف نعرف الشيء الذي يخالف اصل الايمان او كما له الواجب او المستحب؟ الجواب ان معرفة ذلك يرجع فيها الى مراتب الحسنات والسيئات في الادلة الواردة. فالادلة هي التي تبين كون الشيء من اصل الايمان او من كماله فمثلا ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كل المذكور بعده امرا او نهيا مما يدخل في جملة الايمان فتارة يكون في اصل الايمان وتارة في كماله. فمثلا اذا قيل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله فالمذكور هنا هو من اصل الايمان لانه لا يكون مسلما الا به يقول هالكلام النووي في باب الاشارات في قوله وذلك اضعف الايمان اي اقله ثمرا صحيح؟ نعم هو صحيح باعتبار التفسير باللازم فمن المقطوع به ان معنى اضعف الايمان ان انه اقله رتبة. وهو اراد ان يفسر اقلية رتبة باقلية الثمرة فهو تفسير باللازم. هذا السائل يقول ما الفرق بين الحسب والنسب والجواب ان الحسب هو المآثر. اي الشمائل والخصال. والنسب هو سلسلة عموده في ابائهم يقول حديث الطهور شطر الايمان. ما المقصود بلفظ الايمان هنا؟ هل هو الصلاة؟ والجواب ان المقصود بالايمان هنا وشعائره واعماله. فالطهور شطر الايمان اي انه شطر ما يحصل به الايمان من الشعائر هو الطهور وذلك انه يطهر الظاهر كما تقدم. وبقية شرائع ايمان كالصلاة والزكاة والحج تطهر الباطن يقول في تعظيم العلم لم تتم اجازتنا هل نكتفي باجازة الاصل؟ قد تمت اجازتكم فيما سبق ذكره فقيدوها الميعاد الذي قرأنا فيه الكتاب يقول اشكل علي الفرق بين المعقدين الاول والثاني من تعظيم العلم فاذا كان تطهير وعاء العلم تطهيره من الشهوات فتحقيقه وتخليصه ماذا اما الفرق بينه وبين اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى؟ والجواب ان الفرق بينهما وهو يسأل ان المعقد الاول تعلق بتطهير وعاء العلم وهو القلب من الشهوات والشبهات. ثم المعقد الثاني اشتمل على ذكر اخلاص النية فيه. والفرق بينهما ان الاول باعتبار الاتصاف والتحلية ان الاول باعتبار بان الاول باعتبار الاجتناب والتخلية فهو يجتنب هذه الشهوات والشبهات ويخلي قلبه منها. والثاني من باب الاتصاف والتحلية. فيحلي قلبه بالاخلاص لله سبحانه وتعالى ويتصف به يقول مسألة دفع السحر بالسحر اليست من دفع المانع الشرعي بالممنوع الشرعي نريد بيان ذلك لا اكمل من بيان النبي صلى الله عليه وسلم. فعند ابي داوود باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان والنشرة في كلام العرب هي حل السحر بسحر مثله يقول في الحديث السادس في الاربعين وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم الا وهي القلب فيما يعرف بزراعة القلب حديثا هل لو نقل قلب كافر الى صدر مؤمن يكون كافرا هي مسألة اشكلت علي وعلى والجواب ان القلب له معنيان احدهما قلب جسماني وهو الذي نراه اخر قلب روحاني وهو المعاني والحقائق التي تكون في القلب مما لا نراه. فهذا الذي نراه هو الذي تتعلق به الامراض الظاهرة. وذاك الذي لا نراه والذي لا الذي تتعلق به الحقائق الباطلة. فانتم تحفظون قوله صلى الله عليه وسلم اذا اذنب العبد نكت في قلبه نكتة نكتة سوداء. وهذه النكت لو كشفت قبر قلبك لم تجده اسودا ولكن المراد به القلب الباطن الذي يحمل المعاني والحقائق وهو خاف عني عنا وقد اخبرنا احد الجراحين انه يفعل هذا من نقل قلب كافر الى قلب مسلم فاذا الى صدر مسلم فاذا افاق من العملية كان اول ما يقوله هذا المسلم لا اله الا الله. فهذا يدل على التفريق بينهما. يقول ما هو الراجح في حكم الشرك هل يغفر ام لا؟ الجواب تقدم ان الشرك الاصغر لا يغفر لان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به وذكرنا ان ان والفعل المضارع تؤول مصدرا فيكون نكرة في سياق نفي والنكرة في النفي تفيد العموم. فيعم الشرك الاكبر والاصغر كله فلا يغفره الله سبحانه وتعالى. ولكن الشرك الاكبر لا يغفر الله لصاحبه ابدا. اما الشرك الاصغر فانه قد يغفر لصاحبه. لا لشركه الاصغر. فيكون الشرك الاصغر منه داخلا في كفة سيئاته. فتوزن مع حسناته ويحكم له بما غلب عليه وهذا ما يناسب المقام من الاجابة على الاسئلة