السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير دين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكل الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في ترقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وبيان مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثامن من برنامج مهمات العلم في رسالته السابعة سبع وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب الاربعين في مباني الاحكام وقواعد الاسلام العلامة يحيى بن الشرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وست مئة نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمسلمين اجمعين باسنادكم حفظكم الله تعالى الى العلامة النووية رحمه الله انه قال في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد المشهورة بالاربعين النووية والارضين مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم الى المكلفين بيتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمده على جميع نعمه واسأله زيد من فضله وكرمه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار اشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة الى المسترشدين. المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين والكل وسائر الصالحين ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بحمد الله على جميع نعمه سائلا اياه المزيد من فضله وكرمه ثم تشهد شاهدا لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية ووقع في كلامه ما يشير الى قصده في كتابه فقال بعد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم المخصوص بجوامع الكلم فالمذكور في هذا الكتاب جملة من جوامع تكلمه صلى الله عليه وسلم والجامع من الكلم ما قل لفظه ومبناه وعظم معناه فيكون اللفظ قليلا والمعنى جليل ويوصف الكلام حينئذ لانه جامع وجوامع الكلم التي اوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم فانه واقع على الوصف المذكور من قلة المباني وجلالة المعاني والاخر ما صدق عليه النعت المتقدم ما صدق عليه النعت المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم الذي يكون فيه اللفظ قليلا والمعنى جليلا كاحاديث هذا الكتاب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب وعبدالله ابن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي وابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين من طرق كثيرة بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دين بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها علما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء. واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات فاول من علمته صنف فيه عبدالله ابن ابن المبارك ثم محمد ابن اسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن الاصبهاني والدار قطمي والحاكم ابو نعيم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سعد الماليني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين. وقد استخرت الله تعالى في جمع اربعين حديثا اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها امدها كما سمعها ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة معتمد جماعة من المصنفين للاربعينيات الحديثية ذاكرا الاصل الذي بنوا عليه كتبهم وهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا وعزاه المصنف الى رواية جماعة من الصحابة بالفاظ مختلفة ثم قال واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه فافادت هذه الجملة امرين احدهما ان الحديث المذكور حديث ضعيف لم يرتفع ضعفه بكثرة طرقه فان كثرة الطرق عادة يجبر ضعفها بعضا فيتقوى الحديث بها وشرطه ما لم يشتد ضعفها فان اشتد ضعفها لم تزد الحديث الا ضعفا فلا تكسبه قوة والاخر ان الحكم بضعف الحديث مما وقع عليه اتفاق الحفاظ فارباب ان نقضي للمرويات من دهقنة الحديث متفقون على انه حديث ضعيف ويخدش في هذا الاتفاق ان ابا طاهر السلفي احد الحفاظ قبله يميل الى ثبوته بصدر الاربعين البلدانية له وكأن المصنف قصد اتفاقا قديما عند قدماء الحفاظ كاحمد والبخاري وابن معينة وادرى بهم وساق المصنف هذا الحديث الذي عد اصلا بنى عليه المصنفون في الاربعينيات كتبهم بقوله روينا وفيها لغتان مشهورتان احداهما ضم الراء وكسر الواو مشددة ضم الراء وكسر الواو مشددة روينا والاخرى فتح الراء والواو والاخرى فتح الراء والواو روينا ولكل لغة مقامها تأمل لغة الاولى روينا فان المتكلم يأتي بها اذا تفضل عليه شيوخه بالرواية فرووه الحديث فيقول روينا اي روى لنا مشائخنا اي روى لنا مشايخنا واما اللغة الثانية روينا فتكون عند اجتهاد المتعلم في استخراج مروي شيوخه فتكون عند اجتهاد المتعلم في استخراج مغوي شيوخه فيقول روينا اي نقلنا عن مشايخنا اي نقلنا عن مشايخنا والفرق بينهما ان الشيخ في اللغة الاولى يكون هو المبتدأ بالرواية المتفضل بها والفرق بينهما ان الشيخ في اللغة الاولى يكون هو المبتدأ بالرواية المتفضل بها واما باللغة الثانية فان الم تعلم يكون هو المبتدأ في طلبها من شيخه واما في اللغة الثانية فان المتعلم يكون هو المبتدأ في طلبها من شيخه وذكرت فيها لغة الثالثة وهي ضم اولها وكسر ثانيها بلا تشديد روينا وهذه اللغة ترجع الى اللغة الاولى ثم ذكر المصنف جماعة من الحفاظ الذين صنفوا في الاربعينيات ممن تقدمه واردفه بذكر الباعث له على جمع الاربعين واردفه بذكر الباعث له اي الحامل له على جمع الاربعين. وانه امران احدهما الاقتداء لمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالته فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت واسناده صحيح وذكر في اثناء كلامه اتفاق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال وفيه نظر من وجهين احدهما ان حكاية الاتفاق متعقبة بوجود المخالفين ان حكاية الاتفاق متعقبة بوجود المخالف المعتد به من علماء الاسلام وحفاظ الحديث الذين يرون ان في الصحيح غنية عن الضعيف ومنهم مسلم ابن الحجاج الذي بسط هذا المعنى في مقدمة صحيحه والاقرب في نسبة حكاية الكون الا يحكى اتفاقا فيحكى عن جمهور العلماء وهو الذي ذكره المصنف نفسه في كتابه الاخر الاذكار فانه لم يجعله اتفاقا وجعله قول جمهور العلماء والاخر ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال ان الصحيح عدم جواز العمل بالحديث الضعيف بفضائل الاعمال ما لم يقترن بما يدعو الى العمل ما لم يقترن بما يدعو الى العمل كقول صحابي او اجماع او نحوهما من القرائن المبينة في المحل اللائق بها فلا يكون العمل بالحديث الضعيف اصالته بل يكون على وجه التبع فلا يكون العمل بالحديث الضعيف اصالة بل يكون على بوجه التبع ووقوع الامر كذلك اقوى من ورود العمل باجماع او قول صحابي مع خلوه من حديث ضعيف فان الحديث الضعيف لا نقطع جزما بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل فان هذا وصف الحديث الموضوع واما الحديث الضعيف فاننا نحتاط فيما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم فلا نقبل عنه الا حديث الثقات لخوف ان يكون راوي الحديث الضعيف اخطأ فيه لسوء حفظه او وهمه او مخالفته او غير ذلك من اسباب الضعف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في يهدي بعضهم في الاداب وبعضهم في الخطب. وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمع اربعين هم ومن هذا كله وهي اربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك. ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحين البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى. ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله واليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدتها اثنان واربعون حديثا بحسب التراجم اجمالا وثلاثة واربعون حديثا باعتبار التفصيل فان ترجمة الحديث السابع والعشرين مشتملة على حديثين فتكون عدة الاحاديث مع التفصيل ثلاثة واربعين حديثا ومع الاجمال بالتراجم اثنان واربعون حديثا واذا الغي الكسر اي الزائد عن عقد الاربعين رجعت الى عدة اربعين حديثا كما قال المصنف والعرب اذا نقص العدد عن الخمسة اسقطوه واذا زاد عنها مدوه فيقولون في عدد ثلاثة واربعين اربعين حديثا ويقولون في عدد سبعة واربعين خمسون حديثا والثاني ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين ان هذه الاربعين شاملة لابواب الدين اصولا وفروعا وقد قارب رحمه الله وترك شيئا للمتعقب من الاحاديث الجامعة بالاصول والفروع في الشرائع الدينية ومن اجل من اتم كتابه الحافظ ابو الفرج ابن رجب رحمه الله فانه شرح كتاب الاربعين وزاده ثمانية احاديث فبلغ مجموع تلك الاحاديث مع الزيادة خمسون حديثا ذكرها في جامع العلوم والحكم ان كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين ان كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين وصفه العلماء بانه نصف الاسلام او ثلثه او ربعه مما يدل على علو قدره والرابع ان هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده وقد خالف في بعضها كما ستعلمه في مواضعه من الكتاب وقوله رحمه الله ثم التزم في هذه الاربعين ان تكون صحيحة اي ثابتة فالصحيح عنده يشمل الصحيح والحسن والصحيح عنده يشمل الصحيح والحسن والخامس ان معظمها في الصحيحين البخاري ومسلم ان معظمها وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وافتراقا تسعة وعشرون حديثا مما يبين جلالة كتاب البخاري ومسلم فاكثر ما يحتاج اليه من احكام الدين توجد ادلته من السنة في البخاري ومسلم والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها فالمقصود من الحفظ هو المتن الذي هو اللفظ النبوي اما الاثناد فزنة له والسابع انه يتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها انه يتبعها بباب في ظبط خفي الفاظها وهو بمنزلة الشرح الوجيز لها وتتأكد الحاجة اليه لتعلقه بضبط الفاظ الحديث النبوي. فمن اراد ان عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وجب عليه ان يتقن لفظه فاراد المصنف معونة حافظ هذا الكتاب بضبط الفاظه. لئلا يغلط في نطقها لئلا يغلط في نطقها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي. وابو حسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري السابوري في صحيحيهما الذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم. ولا يوجد بهذا السياق التام فيهما وهو ملفق من روايتين للبخاري ووجود اصله فيهما سوغ نسبته اليهما بهذا اللفظ وقوله في الحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى جملتان تتظمنان خبرين فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل خبر عن حكم الشريعة على العمل والجملة الثانية قبر عن حكم الشريعة على العامل قدر عن حكم الشريعة عن العامل فالاعمال مناطة بنيات عامليها. فالاعمال مناطة بنيات عامليها وللعاملين من الثواب على قدر نياتهم وللعاملين من الثواب على قدر نياتهم واتبع النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الجملتين بما يفصح عن حقيقة معناهما فذكر عملا واحدا اثرت فيه النية وهو الهجرة فذكر حال مهاجرين احدهما من هاجر الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو المذكور في قوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله واعاد الجزاء بصيغة العمل للاعلام بثبوت اجره واعاد الجزاء بصيغة العمل الاعلام بثبوت اجره فمن كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته الى الله ورسوله اجرا وثوابا والاخر من هاجر لغير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو المذكور في قوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه فجعل من هاجر لاجل غرض من اغراض الدنيا كاصابة مال او نكاح زوجة انه ليس له من نيته الا ما قصد فلا اجر له على عمله الهجرة فلا اجر له على عمله في الهجرة واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لانه عمل لم تكن تعرفه العرب قبل الاسلام فان العرب لم تكن تترك بلادها الا لعدو يغلب او ربيع يطلب لم تكن تترك بلادها الا لعدو يغلب او ربيع يطلب فاما ان يغلبهم عدوهم فيخرجهم من ديارهم ويظهر عليهم فيها فيتركوها واما ان تمحل ارضهم فينتقلون الى موضع اخر في طلب الربيع ثم جاء الاسلام بفرض الهجرة عليهم قروجا من ديارهم ديار الكفر الى ديار الاسلام فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يقرر جلالة هذا العمل في قلوبهم فذكره في هذا الحديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيمه الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبنا له يسأله قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خير خيره وشره. قال صدقت. قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال فاخبرني عن الساعة؟ قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربك وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه وليس في النسخ التي بايدينا منه قوله جلوس ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزيادة لي وقول عمر في الحديث فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذيه النبي صلى الله عليه وسلم جاء مصرحا به في رواية النسائي من حديث ابي ذر وابي هريرة رضي الله عنهما مقرونين والحامل له على فعله اظهار شدة حاجته وافتقاره الى سؤاله فكان هذا من سنن العرب في احوالهم فيما يطلبون وقوله اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخره فيه بيان حقيقة الاسلام واركانه وتقدم بيان حقيقة الاسلام وانه يقع تارة عاما يراد به الدين كله ويطلق تارة خاصا ويراد به الاعمال الظاهرة واما اركانه فهي الخمسة المعدودة في الحديث شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت حرام وقوله فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث وفيه بيان حقيقة الايمان واركانه فاما حقيقة الايمان فتقدم انه يطلق تارة ويراد به معنى عاما يشمل الدين كله ويطلق تارة اخرى ويراد به معنى خاصا وهو الاعتقادات الباطنة واما اركانه فهي الستة المعدودة في هذا الحديث وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر غيره وشره وقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه الحديث وفيه بيان حقيقة الاحسان واركانه وتقدم ان حقيقة الاحسان انه يطلق تارة ويراد به معنى عاما وهو الدين كله فيشمل الدين كله ويطلق تارة ويراد به معنى خاصا وهو اتقان الباطن والظاهر واما اركانه فاثنان عبادة الله ووقوع تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة وقوله فاخبرني عن امارتها الامارة بفتح الهمزة العلامة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة الجارية المملوكة وربتها مؤنث الرب اي مالكتها المصلحة لها فان معنى الرب بلسان العرب يرجع الى هذا والثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان والحفاة هم الذين لا ينتعلون والعراة هم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة هم الفقراء والرعاء هم الذين يحفظون بهائم الانعام ويقومون عليها في مراعيها والمذكور منهم في الحديث رعاء الشاة وقوله فلبثت هكذا وقع للاربعين اخره تاء وهو مروي بدونها لبث وكلاهما صحيح ذكره المصنف بشرح صحيح مسلم وقوله مليا هو بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء مفتوحة بفتح الميم وكسر اللام وتشديد الياء مفتوحة اي زمنا طويلا وجاء عند اصحاب السنن تقديره بثلاث وهو صالح لان يكون متعلقه ثلاثة ايام او ثلاث ليال وروي تقييده بكل في روايات لا تثبت. وروي تقييده بكل في روايات لا تثبت نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وقوله بني الاسلام يعني الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فالمذكور في الحديث هو اركانه ومثل الاسلام ببنيان له خمس دعائم. فمثل الاسلام ببنيان له خمس دعائم اقامه الله عليها وما عداها من شعائر الاسلام فهي من تتمة البنية. وما عداها من شعائر الاسلام فهي من تتمة البنيان فشرائع الاسلام بالنظر الى الركنية وعدمها نوعان احدهما شرائع الاسلام التي هي اركانه شرائع الاسلام التي هي اركانه وهي الخمسة المذكورة في هذا الحديث ولا سادس لها وما يقع في كلام احد من اهل العلم من ذكر سادس كالجهاد او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المقصود تعظيمه لا الجزم بالحاقه بها. فالمقصود تعظيمه. لا الجزم بالحاقه بها والاخر شعائر الاسلام التي ليست اركانا له شعائر الاسلام شرائع الاسلام التي ليست اركانا له وهو ما وراء هذه الخمس من فرائضه ونوافله وهو ما وراء هذه الخمس من فرائضه ونوافله وعد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا فالركن الاول في قوله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والركن الثاني في قوله اقام الصلاة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة والركن الثالث في قوله وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة هي الزكاة المفروضة في في الاموال المعينة والركن الرابع في قوله حج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة وحج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة والركن الخامس في قوله وصوم رمضان فالصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة وصاموا شهر رمضان في كل سنة فالمقادير المذكورة في اركان الاسلام هي التي تتعلق بها الركنية وما زاد عليها مما يرجع اليها لا يكون من جملتها فالواجب من الشهادة او الصلاة او الزكاة او الصوم او الحج. مما لا يندرج فيما سبق لا يكون من جملة الركن وان كان واجبا كنجري الصوم او ندري الحج فانهما واجبان بالنذر لكنهما لا يكونان من جملة الركن فيهما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون وعلاقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فاسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج في الصحيحين فهو من المتفق عليه واللفظ المذكور ليس عندهما وهو ملفق من رواياتهما فالسياقات الواردة عندهما قريبة منه وقوله صلى الله عليه وسلم ان احدكم يجمع خلقه ان يضم فالمراد بالجمع الضم ومحله الرحم وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة والنطفة هي اجتماع ماء الرجل والمرأة ويصير بعدها علقة وهي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات ونفخ الروح متأخر عن كتابة الكلمات وينفخ الروح متأخر عن كتب الكلمات وقع التصريح به عند البخاري فيؤمر بكتابة الكلمات ثم تنفخ فيه الروح والمراد بكتابة الكلمات كتابة مقادير العبد وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين وكتابة المقادير في الرحم تقع مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية وجاء ذكرها في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم والثانية بعد الاربعين الثالثة بعد الاربعين الثالثة وهي المذكورة في حديث ابن مسعود هذا والقول بتكرار كتابة المقادير في الرحم هو الذي تجتمع به الادلة واختاره ابن القيم بالتبيان وشفاء العليل وتهذيب سنن ابي داود وموجبه تقرير نفوذ القدر وانه لا يتخلف تقرير نفوذ القدر وانه لا يتخلف فيؤكد القدر بكتابته مرتين وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو باعتبار ما يظهر للناس ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس ثم ذكر فيه ان الرجل يعمل بعمل اهل النار فيما يبدو للناس فالمصير مبني على المسير فان من العاملين من يعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس وفي قلبه خسيسة ترديه فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها ومن الناس من تكون في قلبه خصيصة فيعمل بعمل اهل النار فيما يبدو للناس ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فمرد سوء الخاتمة وحسنها الى ما في بواطن اهلها. فمرد حسن الخاتمة وسوئها الى ما في باطني اهلها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين ايضا والرواية الاخرى عند مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا وهي عند البخاري ايضا لكن على وجه التعليق والمعلق في اصطلاح المحدثين ما سقط من مبتدع اسناده فوق المصنف واحد او اكثر. ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر كقول البخاري مثلا حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر فلو اسقط شيخ البخاري فقال البخاري وقال مالك عن نافع عن ابن عمر سمي هذا معلقا وكذا لو اسقط شيخه وشيخ شيخه او من فوقه الى النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى معلقة فالحديث باللفظ الاول متفق عليه واما باللفظ الثاني فلا يقال فيه متفق عليه ويقال رواه مسلم وعلقه البخاري وفي الحديث بيان مسألتين عظيمتين الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة فبينها النبي صلى الله عليه وسلم باربعة امور اولها ان البدعة احداث ان البدعة احداث وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا وثالثها انه احداث بالدين بما ليس منه انه احداث في الدين بما ليس منه فلا يرجع الى اصوله ولا يبنى على قواعده فلا يرجع الى اصوله ولا يبنى على قواعده ورابعها ان هذا الاحداث بالدين بما ليس منه يقصد به التعبد ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد فان حقيقة جعله دينا ارادة ذلك فالمتدين بدين يريد به حصول العبادة فالحد الشرعي للبدعة انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. انها ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد اما المسألة الثانية فهي بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم رد اي فهو مردود فالبدعة مردودة على اصحابها والرواية الاخرى من عمل عملا ليس عليه امرنا اعم من الرواية الاولى لانها تبين رد نوعين من العمل. لانها تبين رد نوعين من العمل احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة. وهي البدع المحدثات وهي البدع المحدثة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع مخالفا لحكم الشريعة وهو المنكرات الواقعات وهو المنكرات الواقعات فيكون الحديث اصلا جديدا في ابطال البدع المحدثات وانكار المنكرات الواقعات فيسلط للرد على اهل البدع والضلال وللرد على اهل الفساد والانحلال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين ان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الا وان لكل من الاوان حمى الله محارمه. الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه وفيه الاخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان فيه الاخبار بان الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها نوعان النوع الاول بين جلي بين جلي فالحلال بين والحرام بين كحل بهيمة الانعام وحرمة الخنزير والنوع الثاني مشتبه متشابه والنوع الثاني مشتبه متشابه والمشتبه المتشابه بالاحكام الشرعية الطلبية هو ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته هو ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والناس فيما يشتبه عليهم منها قسمان الاول من يكون متبينا لها عالما بها من يكون متبينا لها عالما بها واشير اليه بقوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فالعلم بهن لم ينفع عن جميع الناس ففي الناس من يعلم حقيقتها ويميز تشابهها وفيهم من لا يعلم ذلك والقسم الثاني من لا يتبينها ولا علم حكم الله فيها من لا يتبينها ولا علم حكم الله فيها وهؤلاء صنفان احدهما المتقي للشبهات التارك لها المتقي للشبهات التارك لها والاخر الواقع فيها الراكع في جنباته الواقع فيها الراكع في جنباتها والواجب على العبد اذا لم يتبين المشتبه من الحكم الشرعي الطلبي ان يتقيه مجتنبا له لامرين احدهما الاستبراء لدينه وعرضه فتبرأ ذمته عند الله ويسلم عرضه من طعن الطاعنين عليه والاخر ان من وقع في الشبهات جرته والى المحرمات ان من وقع في الشبهات جرته الى المحرمات وشبه النبي صلى الله عليه وسلم حاله بحال الراعي الذي يرعى دوابه قريبا من حمى الملوك وهو ما يمنعونه من الارض لمصلحة خاصة او عامة فمن ارسل بهائمه قريبا من حماهم فيوشك ان تدخل فيه. فيؤاخذ بذلك ويعاقب عليه فالعبد اذا هتك ستر الشبهات وقع في حفرة المحرمات. فالعبد اذا هتك سترا المشتبهات وقع في حفرة المحرمات وذكر النبي صلى الله عليه وسلم حمى الله فقال حمى الله محارمه لان الله منعها ونهى الناس عن قربانها وقوله في اخر الحديث وان في الجسد مضغة الى اخره فيه بيان عظيم اثر القلب في العبد صلاحا وفسادا به بيان عظيم اثر القلب في العبد صلاحا وفسادا فمن صلح قلبه صلحت جوارحه ومن فسد قلبه فسدت جوارحه لان القلب هو المتحكم فيها فمبتدأ الارادة والفكر منه ومبتدأ الارادة والفكر منه. قال ابن تيمية كالحفيد القلب ملك البدن والاعضاء جنوده. فاذا طاب الملك طابت جنوده. واذا خبث الملك خبثت جنوده انتهى ويروى نحوه من كلام ابي هريرة باسناد فيه ضعف عند البيهقي في شعب الايمان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قل لا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة وعامتهم رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنه وقوله فيه الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة اي الدين كله هو النصيحة والنصيحة شرعا قيام العبد بما لغيره من الحقوق قيام العبد بمال غيره من الحقوق فهذا الحد هو الجامع لحقيقة النصيحة شرعا وما عداه فانه يرجع اليه والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان النصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما ما منفعتها مقصودة الاصل للناصح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح. وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح معا ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح معا وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم فالمنتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح والمنتفع من بذل النصيحة في الثاني هو الناصح والمنصوح على حد سواء وقوله لائمة المسلمين اي اصحاب الولايات فيهم من امرائهم ومن ينيبونه عنهم كصاحب السلطان والمفتي والقاضي وغير ذلك من النائبين عن ولي امر المسلمين في ابواب الدين والدنيا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين النوع الاول ما يثبت به الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام. فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما معصوم الدم والمال والعرض. والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولهذا ذكر في الحديث وقوله اذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت دماؤهم واموالهم حراما غير حلال لما هم عليه في ظاهرهم دون اعتداد ببواطنهم وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال احدهما عصمة الحال وتكفي فيها الشهادتان وتكفي فيها الشهادتان فمن اتى بهما صار معصوم الدم والمال حال والاخر عصمة المآل اي العاقبة ولا يكتفى فيها بالشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما من لابد من الاتيان بحقوقهما فاذا اتى بحقوقهما حكم ببقاء اسلامه واستمرت له العصمة التي ثبتت ابتداء وقوله الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام اي لا تنتفي عنه تلك العصمة الا بحق الاسلام وهو نوعان احدهما ترك ما يبيح دمه وماله من الفرائض ترك ما يبيح دمه او ماله من الفرائض والاخر انتهاك ما يبيح دمه او ما له من المحرمات انتهاك ما يبيح دمه او ماله من المحرمات فاذا وجد احدهما زالت عنه العصمة في دمه او ماله فمثلا ترك الصلاة يبيح دم تاركها عند جمهور الفقهاء واستباحته بالحد موكولة الى ولي الامر فهذا من الاول ومن الثاني الوقوع في الزنا لمحصن فهذا من الثاني لانه انتهك محرما زالت به عصمة دمه وكما يكون ذلك في الدم يكون في المال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث التاسع عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه انه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث من المتفق عليه رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه عوض قوله فاتوا منه وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي. وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصي اليه وهذه قاعدة الشريعة فيما ينهى عنه الامر بالمباعدة مع ترك المواقعة الامر بالمباعدة مع ترك المواقعة فينهى العبد عن الشيء وينهى عما يوصله اليه فينهى العبد عن الشيء وينهى عما يوصله اليه. وهذا المعنى هو المراد بالاجتناب. والواجب علينا في الامر هو فعل ما نستطيع منه والواجب علينا في الامر هو فعل ما نستطيع منه فقوله صلى الله عليه وسلم وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم دليل على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة ثم قال فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبياء اثم وهم اليهود والنصارى هلكوا لكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم وذكرت حالهم بعد بيان ما يجب علينا في الامر والنهي باي شيء لماذا هذه الجملة جاءت في الحديث ذكر ما يجب علينا في النهي وذكر ما يجب علينا في النهي ثم قال فانما اهلك الذين من قبلكم غير صالح وذكرت هذه الجملة بعد بيان ما يجب علينا في الامر والنهي لحثنا على الاستسلام لشرع الله فلا ننازعه بالمخالفة في الامر او النهي. فلا ننازعه بالمخالفة في الامر او النهي. لما ينتجه ذلك من الهلاك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر. يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فادنى يستجاب لذلك رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عنده يا ايها الناس ان الله تعالى طيب الحديث وقوله فيه ان الله تعالى طيب اي قدوس منزه عن النقائص والافات اي قدوس منزه عن النقائص والافات وقوله لا يقبل الا طيبا اي لا يقبل الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد فيندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل ويندرج فيه الاعتقاد والقول والعمل. فلا يقبل الله منها الا طيبا والطيب منها ما اجتمع فيه امران احدهما الاخلاص لله والاخر الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا اجتمع باعتقاد او قول او عمل صار طيبا واذا خلا الاعتقاد او القول او العمل منهما او من احدهما صار خبيثا وقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين تعظيم للمأمور لانه كما امر به المؤمنون عامة فقد امر به خواصهم وهم الانبياء والمرسلون والمأمور به في الايتين شيئان احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات وقرن لما بينهما من التلازم عادة فمن اكل طيبا عمل صالحا ومن عمل صالحا اكل طيبا وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الحديث اشتملت هذه الجملة على ذكر اربعة من موجبات اجابة الدعاء واربعة من موانع اجابته وهذا من اكمل ما يكون بالمقابلة بين الاشياء فموجبات الاجابة اطالة السفر ومد اليدين الى السماء والتوسل الى الله باسم الرب والالحاح عليه في الدعاء بتكرار ذكر الربوبية ويكفي في السفر وقوعه ولو لم يكن طويلا وذكر وصف الطول في الحديث للتنبيه على شدة حاله في استدعاء الاجابة. وذكر الطول في الحديث ببيان شدة حاله في استدعاء الاجابة لما افضى به طول سفره الى تغير حاله لما افضى به طول سفره الى تغير حاله فهو اشعث اغبر. واما موانع الاجابة فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والملبس الحرام والغذاء الحرام والفرق بين الغذاء والمطعم والمشرب ان الغذاء اسم جامع لكل ما يقوي البدن وينميه اسم جامع لكل ما يقوي البدن وينميه ففيه زيادة عليهما فمثلا النوم من جملة الغذاء اذ من لا ينام فيكون نومه قليلا يسقم بدنه ويعتل فهو مفتقر في نماء بدنه اذا الغذاء بالنوم وقوله فانى يستجاب لذلك؟ اي كيف يستجاب له وهو على تلك الحال وغايته تبعيد حصول الاجابة تخويفا وتحذيرا لا الجزم بعدم وقوعه لان الله قد يجيب دعاء الكافر فاولى ان يجيب دعاء المسلم العاصي كما تقدم معنا في القواعد الاربع بايش مرت علينا اية في القواعد الاربع ان الله يجيب دعائك قد يجيب دعاء الكافر فاذا ركبوا بالفلكي دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم اي اجاب دعاءهم بانجائهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم واحالته رضي الله عنهما انه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي والنسائي واللفظ المذكور للترمذي وزاد فان الصدق اطمأنينة وان الكذب ريبة واطمأنينة لغة في طمأنينة واطمأنينة لغة في طمأنينة وفي الحديث تقسيم الواردات القلبية الى قسمين الاول الوارد الذي يريد الوارد الذي يريد والمريب هو ما ولد الريب في النفس. والمريب هو ما ولد الريب في النفس والتاني الوالد الذي لا يريب الوالد الذي لا يريب وهو ما لا يتولد منه الريب. وهو ما لا يتولد منه الريب والمراد بالريب ايش والمراد بالريب قلق النفس واضطرابها والمراد بالريب قلق النفس واضطرابها. ذكره جماعة من المحققين ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب في جماعة اخرين وورود الريب يكون في الامور المشتبهة اما الامور البينة من حلال او حرام فليست محلا لورود الريب الا في حق من رق دينه الا في حق من رق دينه والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه والمأمور به شرعا في القسم الاول ان تدعه وفي القسم الثاني ان تأتيه وفي القسم الثاني ان تأتيه فما لحقك منه قلق واضطراب فاتركه وما لم يوجد معه ذلك فلك ان تأتيه وفي الحديث جواز الرجوع الى ما تحوزه القلوب وتشتمل عليه ومحله قلب المتصف بالعدالة الدينية الذي يجري مع حكم الشرع لا مع حكم هواه الذي يجري مع حكم الشرع لا مع حكم هواه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث رواه الترمذي ورواه ايضا ابن ماجة في سننه من حديث ابي هريرة ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين احد التابعين مرسلا وهو المحفوظ في الباب فلا يثبت هذا الحديث مسندا وهو وان كان ضعيفا من جهة الرواية فانه ثابت من جهة الدراية اي هو من جهة نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف واما من جهة معناه فان معناه صحيح فاصول الشرع وقواعده تصدقه وتدل عليه وتشهد به وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام وحسن الاسلام امتثال شرائع الاسلام ظاهرا وباطنا امتثال شرائع الاسلام باطنا وظاهرا باستحضار مشاهدة الله او مراقبته باستحضار مشاهدة الله او مراقبته فالمذكور في الحديث مما يندرج بهذه المرتبة العالية والاسلام يطلق ويراد به شرائع الدين كلها وله مرتبتان الاولى مطلق الاسلام الاولى مطلق الاسلام وهو القدر الذي يثبت به الاسلام فمن التزمه صار مسلما من اهل القبلة وحقيقته التزام الشهادتين بحقوقهما وحقيقته التزام الشهادتين بحقوقهما والاخرى حسن الاسلام حسن الاسلام وهي مرتبة فوق مطلقه. على ما تقدم من معناها وهي المذكورة في حديث جبريل في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ومعنى يعنيه اي تتعلق به عنايته وتتوجه اليه همته اي تتعلق به عنايته وتتوجه اليه همته فمن حسن اسلام العبد ان يترك ما لا تتعلق به عنايته ولا تتوجه اليه همته وافراد ذلك لا تنحصر لكنها ترجع الى اربعة اصول احدها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات في حق من لا يتبين المشتبهات في حق من لا يتبينه ورابعها فضول المباحات وهي ما زاد على حاجة العبد منها وهي ما زاد على حاجة العبد منها فكل فرد يرجع الى اصل من تلك الاصول فان من حسن اسلام العبد ان يتركه لان عنايته في مقام عبودية الله لا توجه همته اليها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب احب لنفسي رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وقوله لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه فالمنفي هنا هو كمال الايمان المنفي هنا هو كمال الايمان وما نفي فيه كمال الايمان فهو من الفرائض. وما نفي فيه كمال الايمان فهو من الفرائض صرح به ابن تيمية الحفيد بكتاب الايمان وابن رجب في فتح البالي فالاحاديث المشتملة على نفي الايمان يكون المذكور فيها واجبا الاحاديث المشتملة على نفي الايمان يكون المذكور فيها واجبا فمحبة المؤمن لاخيه ما يحب لنفسه من الفرائض وقوله في الحديث لاخيه اي للمسلم لان عقد الاخوة الدينية كائن معه والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير ووقع التصريح به في رواية النسائي وابن حبان والخير اثم لكل ما يرغب فيه شرعا والخير اسم لكل ما يرغب فيه شرعا وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو ما يرغب فيه شرعا من كل وجه وهو ما يرغب فيه شرعا من كل وجه ومحله الامور الدينية كطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وبر الوالدين والاخر الخير المقيد وهو ما يرغب فيه من وجه دون وجه وهو ما يرغب فيه من وجه دون وجه كالزوج والمال والولد والعبد مأمور ان يحب لاخيه الخير المطلق على كل حال والعبد مأمور بان يحب لاخيه الخير المطلق على كل حال واما الخير المقيد فان علم او غلب على ظنه انه خير له وجب عليه ان يحبه له كما يحبه لنفسه وان علم او غلب على ظنه انه شر له لم يجب عليه ان يحبه لاخيه وان احبه لنفسه لم يجب عليه ان يحبه لاخيه وان احبه لنفسه مثل ماذا تقدم ان الخير المقيد منه الزوج فاخوان متصاحبان اراد احدهما ان يتزوج امرأة غنية جدا وهو فقير واخوه غني جدا فالغني جدا ان علم او غلب على ظنه ان زواج الفقير بتلك المرأة الغنية جدا شر عليه لم يجب عليه ان يحبه له وان احبه لنفسه هو لقدرته على مساواة حال تلك المرأة بحاله هو من الغنى وقوله في الحديث ان يحب لاخيه يستلزم ان يكره له من الشر ما يكره لنفسه يستلزم ان يكره لاخيه من الشر ما يكرهه لنفسه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث. الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه لمفارق الجماعة رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم. فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم لكنه قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الحديث وقوله الا باحدى تلات فيه بيان ما يحل به دم المرء المسلم. فيه بيان ما يحل به دم المرء المسلم والاستثناء بعد النفي يفيد الحصر والاستثناء بعد النفي يفيد الحصر ورويت احاديث فيها زيادة على هذه الثلاثة واسانيدها ضعاف وما قيل بثبوته فاما الا يعرف قائل به واما ان يرجع الى هذا الحديث فان الحديث يبين ان اصول ما يحل به دم المسلم ثلاثة الاول انتهاك الفرج الحرام انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصاء والثاني سفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها المكافئة والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة عن الاسلام وهو المنصوص عليه في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فالى هذه الاصول الثلاثة يرجع ما به يحل دم المرء المسلم مما ذكر في هذا الحديث وغيره فمثلا الفقهاء القائلون بقتل من وقع في اللواط يرجع الى هذا الحديث من جهة اي اصل من جهة الاصل الاول وهو انتهاك الفرج الحرام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله لذلك العلم يا اخوان عن قواعد واصول وليس مسائل وفضول. فاذا بنى الم تعلم علمه على اصول انتفع اولا في فهم دينه فهو يفهم الدين وهذه الاحاديث اربعين كلها قواعد واصول فقراءة هذه الاحاديث مرة بعد مرة وامعان النظر في معانيها. والتفقه في احكامها باب من العلم عظيم. لا ينبغي ان يغفل عنه تعلم ولاجل هذا فاعادتها بالدرس تكرارا مما يزيد العبد انتفاعا في علمه ودينه لكن لا يعرف هذا الا من عرف حقيقة العلم. واما المزهدون في مثل هذه الكتب فانهم عن معرفة العلم بمعزل حتى يفضي بهم الامر الى ترك الاحاديث المشهورات ودرس الاحاديث التي لم تشتهر الاجزاء وغيرها من الكتب الحديثية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله اليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة فهو من المتفق عليه لكن بلفظ فلا يؤذي جاره. لكن بلفظ فلا يؤذي جاره اما رواية فليكرم جاره لمسلم وحده اما رواية فليكرم جاره فلمسلم وحده وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث خصال من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب احدها يتعلق بحق الله تعالى وهو قول الخير او الصمت عما عدا والاخران يتعلقان بحقوق العباد والاخران يتعلقان بحقوق العباد وهما اكرام الجاني والضيف وتقدير الاكرام مرده الى العرف وتقدير الاكرام مرده الى العرف فما عده العرف اكراما فهو مأمور به شرعا ولم يثبت في حد الجوار شيء يصح من الاحاديث ولم يثبت في حده الجوار شيء يصح من الاحاديث فتقديره يرجع فيه الى العرف فتقديره يرجع فيه الى العرف واما الضيف فهو كل من قصدك من غير بلدك اما الضيف فهو كل من قصدك من غير بلدك فيجتمع فيه وصفان احدهما ان يكون من خارج البلد والثاني ان يكون متوجها اليك نازلا بك فهذا هو الضيف الذي يجب له حق الاكرام في الشرع فاذا فقد احدهما لم يكن ضيفا يتعلق به الواجب الشرعي فمثلا لو ان زميلا لك في بلدتك قصد بيتك طرق الباب فانه يسمى زائرا فلك ان ترده فتعتذر اليهم وان كان من خارج البلد قادما عليك فانه ليس لك ان ترده لانه ضيف يجب له حق شرعي ولو لقيت احدا جاء الى البلد عند غيرك كضيف قصد غيرك فنزل عنده فاقام له ضيافة ودعاك اليها فانه لا يجب عليك شرعا ان تدعوه لاكرامه. وانما هذا في عرف الناس عندنا. واضح طيب في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر في الصحيح لما قصد الانصاري فلم ووجدوا امرأته فانتظروه ثم جاء. فذبح لهم واطعمهم من التمر الى اخر الحديث وفيه قول الانصاري ما احد اليوم اكرم اضيافا مني فسماهم اضيافا مع كونهم من البلد فما وجه هذا لا يا اخي لا لا لا خليه نعم عالفكرة احسنت لانهم وقعوا في صورتهم الظاهرة موافقين حال الاضياف لانهم وقعوا في صورتهم الظاهرة موافقين حال الاضياف فان الجاري في عادة العرب ان من قدم على بيت رجل من خارج البلد فلم يجده ووجد اهله ادخلوه البيت في جهة الرجال. وان كان من اهل البلد لم يدخلوه ابدا لا فلما رآهم الانصاري في بيته مع عدم وجوده جعلهم اضيافا لوجود هذه الصورة فيهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا ان قال لا تغضب. رواه البخاري. هذا الحديث رواه البخاري وحده. دون مسلم فهو من افراده عنه وفيه النهي عن الغضب ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه الناهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه والاخر النهي عن انفاذ مقتضى الغضب النهي عن انفاذ مقتضى الغضب فلا يمتثل ما امره به غضبه ويراجع نفسه حتى تسكن ويذهب عنه الطيف والذي ينهى عنه من الغضب هو ما كان انتقاما للنفس والذي ينهى عنه من الغضب هو ما كان انتقاما للنفس اما ما كان غضبا لانتهاك حرمات الله فهو مأمور به شرعا وفق ما يريده الله فله شرط وهو وقوع ذلك الغضب وفق ما اذنت به الشريعة فاذا غضب لحرمات الله بما لا يريده الله فقد وقع فيما يغضب الله مثلا انسان مر على قوم يتحدثون والصلاة قائمة والامام يقرأ فغضب لوقوفهم وتركهم الصلاة فغضبه حينئذ ممدوح ام مذموم؟ ممدوح لانه غضب لاجل حرمة الله بحقه في الصلاة فان قال لهم صلوا فقالوا امض لحالك فعاد اليهم وضربهم ضربا مبرحا فانه وقع فيما يغضب الله لانه ليس له التعدي على احد من المسلمين فظهر المؤمن حمى لا يستباح بضرب ولا غيره الا بحق الله وليس لاحد ان يبتدأ بمثل فعل هذا الفاعل. وهذا مأخذ دقيق في باب الغضب فان كثيرا من الناس يزعمون انهم يغضبون لله ويصدق اكثرهم في مراده لكنهم يخالفون مراد الله في كيفية انفاذ الغضب فانفعالات العبد ليست اليه بل قد جعل الشرع لها حدودا واحكاما يجب ان تؤدى وفق تلك الحدود احكام وليس لاحد ان يزيد على ذلك وفق ما يريده واضح مثلا اضرب لكم مثال المبتدع حقه في الاسلام المحبة ام البغض البغض والبغض هو هو النفرة منه وكراهته صح طيب هل يجوز الحقد عليه لا لان الحقد حقن الصدر حتى لا يريد له خيرا حقن الصدر حتى لا يريد له خيرا. فاذا قيل له ابشرك ان فلانا من المبتدعة رجع عن قوله قال ليتهما رجع فهذا حقد وليس بغضا شرعيا تنفعالاتنا من حب وبغض واشباههما ليست الينا هي الى الشرع ولذلك من امر الشرع على نفسه انشرح صدره وطاب عيشه. ومن جرى مع هواه وسماه شرع عن فانه يلحقه من النكد والطيش بقدر ما يفوته من متابعة الشرع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع عشر عن ابيه على شداد بن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء. فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة. واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح وليحد احدكم شفرته فليرح ذبيحته. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عند مسلم اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح وقوله كتب الاحسان على كل شيء اي كتبه قدرا او شرعا اي كتبه قدرا او شرعا الكتابة تحتمل امرين احدهما ان تكون الكتابة قدرية ان تكون الكتابة قدرية فيكون المعنى ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله فيكون المعنى ان الاشياء جارية على الاحسان بتقدير الله فالمكتوب هنا هو الاحسان فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه هو كل شيء. والمكتوب عليه هو كل شيء والاخر ان تكون الكتابة شرعية ان تكون الكتابة شرعية فيكون المعنى ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء ان الله كتب على عباده الاحسان الى كل شيء فالمكتوب هنا هو الاحسان ايضا والمكتوب عليه وهم العباد غير مذكور فيه. والمكتوب عليه وهم العباد غير مذكور فيه. وانما المذكور المحسن اليه. وانما المذكور المحسن اليه والحديث صالح للكتابتين القدرية والشرعية على معنى كل فيما تقدم ذكره وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا يتضح به المقال وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الانسان والبهايم. فقال فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة اي ما قتلت من انسان او ذبحتم من بهيمة فليكن ذبحهما على الاحسان وهو الواقع وفق الصفة الشرعية. وهو الواقع وفق الصفة الشرعية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جند ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن هذا الحديث رواه الترمذي من حديث ابي ذر اولا ثم رواه باسناده من حديث معاذ ابن جبل وقال نحوه ولم يسق لفظه ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر اي المحفوظ في هذا الحديث ان نراويه عن النبي صلى الله عليه وسلم هو ابو ذر الغفاري وليس لمعاذ ابن جبل رواية لهذا الحديث اخطأ بعض الرواة فجعلوا الحديث من روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم واسناده عنده ضعيف ورويت هذه الجملة باسانيد لا يثبت منها شيء. ووصية النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رويت فيها متون عدة منها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف تقدم معنا احدها في اي كتاب باي باب تقدم احدها في كتاب التوحيد في من باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله وهو حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب الحديث وهذه الوصية حقيقة بجمع متونها المتفرقة. رواية وبيان معانيها دراية حقيقة بجمع متونها متفرقة رواية وبيان معانيها دراية وقد جمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لمعاذ ابن جبل بين حقوق الله وحقوق عباده فان على العبد حقين احدهما حق الله والمذكور منه بالحديث التقوى واتباع السيئة الحسنة والمذكور منه في الحديث التقوى واتباع السيئة الحسنة والاخر حق العباد والمذكور منه في الحديث معاملة الخلق بالخلق الحسن فحق الله في الحديث جمع امرين احدهما التقوى وهي شرعا اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال اغتصاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع والاخر اتباع الحسنة السيئة اي فعلها بعدها اتباع الحسنة السيئة اي فعلها بعدها وله مرتبتان فالمرتبة الاولى الاتباع بقصد اذهاب السيئة الاتباع بقصد اذهاب السيئة فالحسنة مفعولة بقصد اذهاب السيئة اي ازالتها والمرتبة الثانية الاتباع من غير قصد الاذهاب الاتباع من غير قصد الاذهاب فالحسنة مفعولة لله مع عدم قصد محو السيئة بها والمرتبة الاولى اكمل من الثانية لماذا لماذا المرتبة الاولى اكمل من الثانية ستذهب هذا عند الله عز وجل وكلاهما مفعوله لله والاذهاب هذا لله هو الذي يعلم انها تزيلها او ما تزيل لكن هناك نكتة ايمانية فيها نعم يا اخي ايش القصد ما فائدة القصد هنا ايه ما فائدته صح لكن انت وصلت الى مربط الفرس لكن لم تمسكها هذا صحيح لكن ما منفعتها يعني قال اتباع الحسنة السيئة كلاهما من اتباع السنة وهذا الاتباع كلاهما موجود اتباع لما في الاولى من شهود القلب السيئة فيخافها لما في الاولى من شهود القلب السيئة فيخافها فان العبد لا يزال بخير ما خاف سيئاته قال سعيد بن جبير ان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة ان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. وان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار ففاعل السيئة بقيت السيئة في قلبه تحرقه وتحمله على احسان العمل فكانت سببا لدخوله الجنة. وفاعل الحسنة بقيت الحسنة في قلبه يمن بها على الله ويستعدي بها على خلقه فادخلته النار اعاذنا الله واياكم منها واما احق العباد المذكور بالحديث ففي قوله وخالق الناس بخلق حسن اي عاملهم بالخلق الحسن والخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين ومنه عند جماعة من المفسرين قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره والاخر معنى خاص وهو المعاملة مع الناس وهو المعاملة مع الناس وهذا هو المقصود في الحديث وجاء وصفه بالحسن في احاديث كثيرة وحقيقته الاحسان الى الخلق بالقول والفعل وحقيقته الاحسان الى الخلق بالقول والفعل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله ويستعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان دعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر. وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا هذا الحديث رواه الترمذي في الجامع ووقع عنده ولو اجتمعوا عوضا وان اجتمعوا على ان يضروك واسناده حسن واما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف عند غير الترمذي فهي رواية عبد ابن حميد في مسنده واسنادها ضعيف ولجملها ما يشهد لها فتكون هذه الزيادة حسنة سوى قوله فيها واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك فان هذه الجملة لا تروى بالوصية من وجه تكون به ثابتة وان كانت ثابتة في احاديث اخرى مرت بنا في اي كتاب ما هي راضية باي باب تقدمت في كتاب التوحيد في باب ما جاء في منكري القدر والمراد بحفظ الله المذكور في قوله في الحديث احفظ الله حفظ امره والمراد بحفظ الله المذكور في الحديث في قوله احفظ الله احفظوا امره وامر الله نوعان احدهما قدري وحفظه بالصبر عليه والاخر شرعي وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال. وبين النبي صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله في قوله يحفظك وفي قوله تجده تجاهك وفي الرواية الاخرى امامك فمن حفظ امر الله هذا نوعين من الجزاء احدهما تحصيل حفظ الله تحصين حفظ الله وهذه وقاية والاخر تحصيل نصر الله وتأييده تحصيل نصر الله وتأييده. وهذه رعاية فيجمع للعبد بين الوقاية والرعاية فيجمع للعبد بين الوقاية والرعاية وتكون الوقاية لدفع العيوب والافات وتكون الرعاية لتحصيل الرتب والكمالات وقوله في الحديث رفعت الاقلام وجفت الصحف اشارة الى ثبوت المقادير والفراغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء فالعمل معرفة العبد ربه والجزاء معرفة الرب عبده فالمبتدئ بالعمل العبد والمتفضل بالجزاء هو الله. ومعرفة العبد ربه نوعان احدهما معرفة الاقرار بربوبيته معرفة الاقرار بربوبيته وهذه يشترك فيها المؤمن والكاتب والبر والفاجر والاخر معرفة الاقرار بالوهيته معرفة الاقرار بالوهيته وهذه تختص بالمؤمن ويكون للبر منهم فيها ما ليس لفاجرهم فليس الابرار كالفجار ومعرفة الله عبده نوعان احدهما معرفة عامة تقتضي علم الله للعبد واحاطته به تقتضي علم الله بالعبد واحاطته به واطلاعه عليه والاخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد يقتضي معرفة الله عبده بالنصل والتأييد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنهن انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه وقوله فيه ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين اي مما اثر عن الانبياء السابقين وتناقله الناس بعدهم جيلا فجيلا وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان احدهما انه امر على ظاهره فاذا كان ما تريد فعله لا يستحيا منه من الله ولا من الناس فاصنع ما شئت فلا تثريب عليك والاخر انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين المعنى الاول انه امر بمعنى التهديد والوعي انه امر بمعنى التهديد والوعيد فاذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره فاذا لم يكن لك حياء فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره والمعنى الثاني انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت لان من كان له حياء منعه حياؤه ومن لم يكن له حياء لم يمنعه منها. فهو خبر عن صنائع الناس بحسب الحياء وهو خبر عن صنائع الناس بحسب الحياء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو وقيل ابي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنه ولفظه في النسخ التي بايدينا فاستقم عوض ثم استقم وحقيقة الاستقامة اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام فان الصراط المستقيم ثبت تفسيره بالاسلام في حديث النواس ابن سمعان عند احمد باسناد حسن فيكون المستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام باطنا وظاهرا فمن كان كذلك سمي ايش مستقيما والاسماء الدينية مردها الى الشرع الاسماء الدينية مردها الى الشرع فالشرع يسميه مستقيما ويسميه مطيعا ويسميه عابدا ويسميه مؤمنا ولا ينبغي هجر الاسماء الشرعية الى غيرها مما يكتنفه معان مشتركة بين الحق والباطل ولا تفي بمقصود الشريعة كالرائج على السنة الناس من قولهم فلان ملتزم فان هذا لا يدل على مقصود الشريعة من امتثال الامر والنهي. والفقهاء رحمهم الله يريدون به في معان في بعض الاحكام كالنذر وغيره وقد يراد به تارة ملتزما بما لم يلزمه به الشرع فيقع العبد في المحظور. ومن ترك الشرع وعدل عنه الى غيره وقع في المحظورات فيستغني الانسان بدين الله عما سواه احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم. رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حلة هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من زوائده عنه وقوله فيه واحللت الحلال اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لتعذر الاحاطة بجميع انواع الحلال فعلا لتعذر الاحاطة بفعل جميع الحلال فانه يبعد ان يحيط المرء بجميع انواع الحلال فعلا فالواجب على العبد هو اعتقاد حلها لا تعاطيها جميعا فمثلا هناك لبعضنا مأكولات يراها ولم يأكلها. لان نفسه لم تمل اليها فلا يجب عليه ان يفعل حتى يتحقق فيه تحليل الحلال لكن يعتقد حله وان لم يأكله. وقوله حرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه فلا بد من هاتين المرتبتين معا الاعتقاد للحرمة واجتناب الحرام بالترك فلا بد من هاتين المرتبتين معا اعتقاد الحرمة واجتناب المحرم ففي عبارة المصنف ايضا قصور لانه خصه بالاجتناب دون ذكر اعتقاد الحرمة ووقع في الحديث اهمال ذكر الزكاة والحج وهما من اجل شرائع الاسلام الظاهرة بالنظر الى حال السائل فان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله انه لا مال له فيزكيه والاستطاعة له على الحج فيحج. فان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله انه لا مال له فيزكيه ولا استطاعة له على الحج فيحج وقوله في الحديث ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم فيه بيان ان هذه الاعمال الصالحة من موجبات الجنة. اما بالدخول اليها ابتداء واما بالمصير اليها انتهاء اما بالدخول اليها ابتداء واما بالمصير اليها انتهاء بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثالث والعشرون عن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور هو شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او قال تملأ ما بين السماوات والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك وعليك. كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم دون البخاري فهو من افراده عنهم وقوله الطهور شطر الايمان هو بظم والطاء والمراد منه فعل التطهر والمراد منه فعل التطهر والشطر هو النصف والشرط هو ان والمراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء فهي المرادة عند الاطلاق في خطاب الشرع وقد جعلت تلك الطهارة شطر الايمان واحسن ما قيل في هذا المعنى ان الطهارة الحسية تتعلق بظاهر البدن ان الطهارة الحسية تتعلق بظاهر البدن فتطهره وان سائر الاعمال تتعلق بباطن البدن فتطهره وان سائر الاعمال تتعلق بباطن البدن فتطهره فاذا توضأ العبد او اغتسل فقد طهر ظاهر بدنه. واذا صلى او تصدق او صام فقد طهر باطن بدنه وهذا احسن ما قيل في كون الطهارة شطر الايمان وقوله في الحديث سبحان الله والحمد لله تملأ الميزان وقوله الحمد لله تملأ الميزان ان يكونوا قدرها ملء الميزان وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض هكذا جاء الحديث على الشك في رواية مسلمين فعلى الاول يكون المعنى ان الكلمتين مقرونتين تملآن ما بين السماء والارض فعلى الاول تكون الكلمتان مقرونتان ملء السماوات والارض. وعلى الثاني تكون كل واحدة منهما ملء السماوات والارض ووقع عند النسائي وابن ماجه والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض. والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض وهذا اللفظ اصح من وجهين احدهما من جهة الرواية فانه اوثق رجالا واثبتوا اتصالا من رواية مسلم احدهما من جهة الرواية فانه اوثق رجالا واثبتوا اتصالا من رواية مسلم وتقديم مسلم على السنن هو باعتبار مجموعه لا ان كل حديث فيه اقوى مما يقابله في السنن ولا غيرها لا ان كل حديث فيه اقوى مما يقابله في السنن او في غيرها والاخر من جهة الدراية فانه يبعد ان تكون الحمد لله مفردة تملأ الميزان فانه يبعد ان تكون الحمد لله مفردة تملأ الميزان ثم اذا قرنت بالتسبيح نقص قدرها فملأت ما بين السماء والارض فالمحفوظ في الحديث والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل لهذه الاعمال بمقادير ما لها من الانارة فلهن ثلاث مراتب الاولى النور المطلق وهو للصلاة النور المطلق وهو للصلاة في قوله الصلاة نور والمرتبة الثانية البرهان وهو الشعاع الذي يليق الشمس وهو الشعاع الذي يلي قرص الشمس محيطا به محيطا به وهو في قوله والصدقة برهان اي بمنزلة هذا الشعاع والمرتبة الثالثة الضياء وهو النور الذي يكون معه حرارة واشراق دون احرام وهو النور الذي يكون معه حارة وافراط دون احراق وهم في قوله والصبر ضياء فمنزلة هذه الاعمال بمنزلة هذه الانوار فاعظمها الصلاة ثم الصدقة ثم الصبر وتقديرها بهذه المقادير باعتبار متعلقين احدهما متعلق في الدنيا احدهما متعلق في الدنيا وهو انتفاع الروح بها وهو انتفاع الروح بها والصلاة انفع من الصدقة والصدقة انفع من الصبر والاخر متعلق باعتبار الاخرة متعلق باعتبار الاخرة وهو ما يكون عليهن من الاجر فالصلاة اعظم اجرا من الصدقة والصدقة اعظم اجرا من الصبر ووقع في بعض نسخ مسلم تفسير الصبر بالصيام ففيه والصيام ضياء وهو فرد من افراد الصبر لما فيه من الامساك عما تشتهيه النفس وقوله في الحديث كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها او موبقها اي كل الناس يذهب اول النهار فالغدو هو الذهاب في اول النهار فمنهم من يسعى في فكاك نفسه بعتقها وان جاءها ومنهم من يسعى في ايباق نفسه باهلاكها فالناس مختلفون في مراداتهم فمنهم ساع في طريق النجاة ومنهم ساع في طريق الردى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بين محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كل جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم كم تبلغ ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم وعلى اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل تاني المسألة ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما اهي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه واوله عنده في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى فقوله يا عبادي اني حرمت الظلم الى اخره فيه بيان تحريم الظلم من جهتين احداهما كون الله حرمه على نفسه قول الله حرمه على نفسه فاذا كان محرما عليه وهو الذي له الملك كله فاولى ان يكون حراما على غيره والاخرى في نهيه سبحانه وتعالى عنه في قوله فلا تظالموا بنهيه سبحانه وتعالى عنه في قوله فلا تظالموا والنهي للتحريم. والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه حققه ابن تيمية الحفيد في شرحه هذا الحديث في رسالة مفردة فان حقيقة الظلم مما اختلفت فيها الانظار وتنازعها النظار واحسن ما قيل فيها انه وضع الشيء في غير موضعه وهذه قاعدته الكلية وان كانت تفتقر في مقامات الى زيادة بيان عليها على ما بينه ابن تيمية نفسه برسالة اخرى مفردة من رسائله التي نشرها محمد رشاد سالم رحمه الله ثم ذكر الله تعالى في هذا الحديث الالهي تسع جمل هي منقسمة على ثلاثة اقسام القسم الاول في بيان فقر المخلوق وبيان ما يغنيه ببيان فقر المخلوق وبيان ما يغنيه في قوله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته استطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم والقسم الثاني في بيان غنى الله في بيان غنى الله وهو في اربع جمل ايضا وهو في اربع جمل ايضا في قوله يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكه شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكه شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا قلت الى البحر فكل هذه جمل الاربع في بيان غنى الله سبحانه وتعالى. والقسم الثالث في بيان الحكم العدل في يوم الفصل في بيان الحكم العدل يوم الفصل بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه بين المفتقرين الى الله والمستغنيين عنه. وهي قوله يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم قم واوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. فهو وحكم بين الطائفتين وقوله في الحديث فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه جملة تحتمل معنيين صحيحين جملة تحتمل معنيين صحيحين الاول انها امر على حقيقته انها امر على حقيقته. فمن وجد خيرا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح فمن وجد خيرا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح ومن وجد غير ذلك تهوى مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا فتكون الجملة على ارادة الامر مبنى ومعنى. فتكون الجملة على ارادة الامر مبنى ومعنى والثاني انها امر يراد به الخبر وان من وجد في الاخرة خيرا فسيحمد الله ومن وجد غير ذلك فانه يلوم نفسه ولاة مندم. فتكون الجملة امرا يراد به الخبر فتكون الجملة امرا يراد به الخبر فهي خبر عما تؤول اليه حال الناس في الاخرة. والفرق بين المعنيين ان الاول محله الدنيا والثاني محله الاخرة والفرق بين المعنيين ان الاول محله الدنيا والثاني محله الاخرة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه ايضا ان ناسا من اصحاب رسول صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما يصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال وليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون. ان بكل تسبيحة كم صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويقول له فيها اجر قال ارأيتم لو ووضعها في حرم اكان عليه فيها وزر. فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه رواه بهذا اللفظ ورواه في موضع اخر مختصرا بزيادة في اوله واخره وقوله في الحديث اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الى اخر الحديث فيه بيان حقيقة الصدقة شرعا وانها اسم جامع لانواع المعروف والاحسان. اسم جامع لانواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع. وحقيقتها ايصال ما ينفع وصدقة العبد نوعان احدهما صدقة مالية احدهما صدقة مالية والاخر صدقة غير مالية كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والامن بالمعروف والنهي عن المنكر مما ذكر في الحديث وقوله فيه وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا. كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا وكلاهما تصح ارادته في الحديث ذكره المصنف في شرح مسلم وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره ظاهره ان العبد يؤجر على اتيان اهله ظاهره ان العبد يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة ولو لم تكن له نية صالحة ومجرد قضاء الوتر يكون له فيه اجر ويرد هذا الظاهر الى اصول الشرع وقواعده من انه لا اجر على مباح الا مع نية صالحة فيه من انه لا اجر على مباح الا بنية صالحة فيه فاذا فعل العبد المباح وله نية صالحة اجر عليها فمن اتى اهله لنية صالحة اجر عليها. واذا تعددت نياته كثرت حسناته واذا تعددت نياته كثرت حسناته. فاذا اتى اهله لكف نفسه عن الحرام وكف اهله عن الحرام وطلب الولد الصالح وطلب السعة في الرزق به الى غير ذلك من انواع نية النكاح كثرت حسناته وفي معرفة النيات تفاوت الناس فصار لصاحب العلم مزية على غيره فان ممنفعة العلم انه يكثر القليل ويقلل الكثير فالقليل من الخير يكون بحسن التصرف فيه شرعا كثيرا والكثير من الشر يكون بحسن التصرف فيه شرعا قليلا ولاجل هذا صار العلماء ورثة الانبياء لان الانبياء جاءوا بالخير وتكميله ودفع الشر وتقليله فمن قام في مقامهم كان له الحظ الاوفى من ذلك اذا كان علمه مستمدا من علومهم وهو العلم النافع الذي يورث الهدى والبيان. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح. وهذا اخر المجلس نستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة العصر واتوا في المساء بالجزء الثاني لنكمل قراءته