السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه وقال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وبيان مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثامن من برنامج مهمات العلم في سنته السابعة سبع وثلاثين واربعمائة والف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة فقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث السادس والعشرون نعم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا يا رب رب العالمين. قال العلامة النووي رحمه الله تعالى في كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام بالاربعين النووية. الحديث السادس عن العشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة. كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة. وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم. هذا حديث من المتفق عليه فرواه البخاري ومسلم ولفظه بسياق مسلم اشبه ووقع عنده تعدل بين الاثنين ووقع ايضا وكل خطوة عوض وبكل خطوة وقوله كل سلامى السلامى هي المفصل السلامى هي المفصل وعدة مفاصل الانسان ثلاثمائة وستون مفصلا ثبت هذا في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا وقوله عليه صدقة يفيد الايجاب فان على في الوضع الشرعي للدلالة عليه فان على في الوضع الشرعي للدلالة عليه ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد. والامير الصنعاني في شرح منظومته في اصول الفقه فقوله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة يفيد وجوب الصدقة كل يوم عن مفاصل الانسان يفيد وجوب الصدقة كل يوم عن مفاصل الانسان ويكون تحصيلها باستعمال تلك المفاصل في فعل الفرائض واجتناب المحارم وما زاد عن ذلك فهو صدقة نافلة فالشكر المأمور به في اليوم والليلة له درجتان الاولى درجة واجبة جماعها الاتيان بالفرائض واجتناب المحارم واجتناب المحارم والثانية درجة نافلة جماعها فعل النوافل وترك المكروهات فعل النوافل وترك المكروهات فاذا وفى العبد في يومه وليلته بما عليه من فرائض واجتنب المحارم فقد ادى شكر يومه على مفاصله. واذا زاد في عمله فاتى النوافل وزاد في تركه فاعوض عن المكروهات كان هذا زيادة في شكر الله سبحانه وتعالى وذكر النبي صلى الله عليه وسلم انواعا من الصدقة من الاعمال التي تكون في اليوم والليلة فقال كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها او ترفع لها عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة وتقدم في الحديث السابق بيان ان الصدقة اسم جامع لكل انواع المعروف والاحسان ان الصدقة اسم جامع لكل انواع المعروف والاحسان ومن جملته المذكورات في هذا الحديث نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع والعشرون عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن بن معبد رضي الله عنه قال هديت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوا حديث حسن رويناه في مسنده الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن. هذه الترجمة السابع والعشرون تشتمل على حديثين لا حديث واحد وباجمالها صارت عدة الاحاديث اثنين واربعون حديثا وبتفصيلها صارت العدة ثلاثة واربعين حديثا فاما تفصيلها فالحديث الاول منهما حديث النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال البر حسن الخلق رواه مسلم بهذا اللفظ دون البخاري فهو من افراده عنه ووقع في رواية اخرى لمسلم الاثم ما حاكى في صدرك واما حديث وابسة فرواه احمد في مسنده والدارمي في مسنده ايضا والسياق المذكور بسياق الدارمي اشبه وهو اليه اقرب. واسناده ضعيف. ورواه الطبراني في المعجم الكبير باسناد اخر ضعيف وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عند احمد والطبراني في الكبير واسناده حسن فيتقوى به حديث وابسطة رضي الله عنه ويكون حديثا حسنا وقوله البر حسن الخلق فيه بيان حقيقة البر انه حسن الخلق والبر يطلق على معنيين احدهما عام وهو اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة وهو اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة والاخر خاص وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة الاحسان الى الخلق في المعاملة والخلق كما تقدم يشمل هذين المعنيين والخلق كما تقدم يشمل هذين المعنيين فيطلق تارة على الدين كله ويطلق تارة على معاملة الخلق على وجه الاحسان اليهم ففي الجملة بيان حقيقة البر وسيأتي في حديث وابسطة بيان اثره ويقابل البر الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاكى في النفس وتردد في القلب وكرهت ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له وهذه المرتبة مذكورة في الحديثين حديث النواس وحديث وابسطة رضي الله عنهما والثانية ما حاك في النفس وتردد في القلب وافتاه غيره انه ليس باثم وهي مذكورة في حديث وابسة رضي الله عنه وحده والمرتبة الثانية اشد على العبد من الاولى فانه في الحال الاولى يجد نكرة من الناس تدعوه الى ترك عمله واما في الحال التالية فيجد فيهم من يفتيه انه ليس اثما وهذا الذي ذكر هو بيان للاثم باعتبار اثره اي ما يوجد في القلب والنفس منه اي ما يوجد في القلب والنفس منه واما حقيقته بالنظر اليه فانه ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح ابطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح فيكون بيان الاثم تارة بالنظر الى حقيقته ويكون تارة اخرى بالنظر الى اثره. والشرع يسلك هذا تارة وهذا تارة باعتبار ما يحصل به البيان للخلق وقوله في حديث وابسة استفت قلبك امر باستفتاء القلب وهو مخصوص بمحل الاشتباه في الحكم وهو مخصوص بمحل الاشتباه في الحكم لا الحكم نفسه لا الحكم نفسه فالقلب لا يدرك استقلالا حل شيء او حرمته وانما يعول عليه في تحقيق مناط الحكم فالشرع متكفل ببيان الحل والحرمة تحل شيء او حرمته مرده الى الشرع تحل شيء او حرمته مرده الى الشرع ويكون للقلب حظ الاستفتاء في تحقيق مناط الحل او الحرمة ويكون للقلب حظ الاستفتاء في مناط الحل او الحرمة كمن قصد صيدا حلالا فاتفق له صيده على حال اشتبه عليه فيها الحل والحرمة فانه يرجع الى فتوى القلب في تعيين مناط الحل او الحرمة فانه يرجع الى والقلب في تحقيق مناط الحل او الحرمة والمأذون له باستفتاء قلبه هو المتصف بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية فمتى كان العبد عدلا في ديانته مستقيما على الشريعة حق له الاعتدال بفتوى قلبه في تحقيق مناط الحل او الحرمة فالاخذ بفتوى القلب مشروط بامرين احدهما تسليطها على محل الاشتباه في تحقيق مناط الحكم تسليطها على محل الاشتباه في تحقيق مناط الحكم والاخر ان يكون المستفتي قلبه ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة بنية والاستقامة الشرعية وقوله في الحديث البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب هذا تفسير للبر باعتبار اثره وهو ما يحدثه في النفس والقلب من سكينة وطمأنينة وانشراح وهو ما يحدثه في النفس والقلب من سكينة وطمأنينة وانشراح فيكون الحديثان اشتملا على بيان البر تارة ببيان حقيقته وتارة ببيان الاثر الناشئ عنه واما الاثم فلم يأتي بيانه الا بالنظر الى اثره. واما الاثم فلم يأت بيانه الا باثره لشدة انتفاع القلب بذلك فان العبد اذا اطلع على اثر الاثم من نفرة قلبه وضيق قدره وكراهية اطلاع الناس عليه قوي تركه له. وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما تردد في قلبك وحاك في صدرك فهو اثم وان افتاك احد من الناس انه ليس اثما وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية والاخر ان يكون مفتيه ممن عرف انه يفتي الناس وفق اهوائهم ان يكون مفتيه ممن عرف انه يفتي الناس وفق اهوائهم ويجري معهم حسب رغباتهم. فاذا وجد هذان المعنيان لم يبالي المستفتي بالفتوى التي قيلت له لان ما يجده من داعي الاثم مع استنارة قلبه وانشراح صدره اقوى من دعوى مفتيه. فاحتياطه لدينه ان يعرض عن تلك الفتوى الرافعة للاتم وان يتمسك بما يجده في قلبه من نفرة مما قيل له انه ليس باثم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه انه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله والله كانها موعظة مودع فاوصنا. فقال صلى الله عليه وسلم اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر وعليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي. وقال الترمذي حديث حسن صحيح. هذا الحديث رواه ابو داود والترمذي. في عزو المصنف وبقي عليه من تتمة اصحاب السنن ذكر رواية ابن ماجة فسواء السبيل في عزوه ان يقال رواه اصحاب السنن الا النسائي. وهو حديث صحيح من اجود الشاميين قاله ابو نعيم الاصبهاني والحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فكانت موعظة اكتنفها هذان الوصفان والموعظة هو الامر والنهي المحاط بالترغيب والترهيب الامر والنهي المحاط بالترغيب والترهيب ذكره ابن تيمية الحفيظ وصاحبه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله واكتنف الموعظة المذكورة بوصفان. احدهما وجل القلوب. ووجل القلب رجفانه وانصداعه رجفانه وانصداعه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته. لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته ذكره ابن القيم في مدارج السالكين. والاخر ظرف العيون وهو جريان الدمع منها. وهو وجريان الدمع منها ولم اقف في شيء من طرق الحديث على تعيين هذه الموعظة بالفاظها. فاجمل الصحابي ذكرها واعتنى بالاهم. والاخر وصية ارشد فيها النبي صلى الله عليه وسلم الى اربعة اصول الاول تقوى الله وتقدم ان التقوى ان تجعل بينك وبين الله ما تخشاه بامتثال خطاب الشرع ان تجعل بينك وبين الله ان تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية بامتثال خطاب الشرع فتكون تقواك الله جعلك تلك الوقاية خشية منه. بامتثال خطاب شرعه والثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان المتأمر عبدا مملوكا يأنف الاحرار حال الاختيار من ولايته عليهم فلا ينقادون له والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول. ان السمع هو القبول والطاعة هي الانقياد والطاعة هي الانقياد وعليهما مدار البيعة لولي الامر وعليهما مدار البيعة لولي الامر. فان البيعة له شرعا هي عقد العهد له على السمع والطاعة هي عقد العهد له على السمع والطاعة والثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين واكد النبي صلى الله عليه وسلم لزومها بقوله عضوا عليها بالنواجذ اي شدوا عليها باضراسكم. والرابع الحذر من محدثات الامور وهي البدع التي تقدم حدها في حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا من احدث في امرنا هذا الحديث وهو الحديث الخامس من الاربعين النووية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى اعليه تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون. ثم قال الا اخبرك برأس الامر وذروة سلامه الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال ثكلتك امك. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة ايضا. واسناده ضعيف. وروي من وجوه لا يخلو شيء منها من ضعف ومن اهل العلم من يقويه بمجموعها. فيجعله حسنا او صحيحا. وهو من الاحاديث العظيمة الجامعة بين الفرائض والنوافل فاما الفرائض فهي المذكورة في قوله تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وهي جامعة اركان الاسلام التي تقدم بيانها في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا بني الاسلام على خمس وهو الحديث الثالث من الاربعين النووية. وقوله في الحديث تعبد الله ولا به شيئا تفسير للشهادة لله المذكورة في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس ان شهادة ان لا اله الا الله فيفسرها قوله هنا تعبد الله ولا تشرك به شيئا. والشهادة محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تابعة لها. فان من زعم انه يعبد الله ولا يشرك به شيئا ولا يشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة فانه كاذب في دعواه. فاستغني في الحديث عن ذكر ما يتعلق بالشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة لان تحقيق عبادة بالله لا يكون الا بها مع الشهادة لله بالوحدانية. لان تحقيق العبادة لله لا يكون الا بها مع الشهادة لله بالوحدانية. واما النوافل ففي قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير؟ ثم عد ابواب الخير الممدوحة من النوافل وهي ثلاثة اولها الصوم المذكور في قوله الصوم جنة. والجنة ما يتقى ويستتر به ما يتقى ويستتر به وثانيها الصدقة المذكورة في قوله والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وثالثها صلاة الليل المذكورة في قوله وصلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل هو وسطه وذكر الرجل تغريبا. والا فالمرأة داخلة في الثواب المذكور وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية عقب صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها ثم ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى الاصل الجامع لتلك الوصية النافع للعبد في العمل بها فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه ووقع في اصل كتاب الاربعين الجواب عن الثلاث بقوله الجهاد في سبيل الله. تبعا لرواية الترمذي التي اتصلت سماعا بالنووي وفي رواية غيره لسنن الترمذي الجواب الكامل في جعله رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد وهذه الرواية هي المحفوظة في الحديث. وفيها ذكر ثلاثة اصول اولها بيان رأس الامر وهو الدين انه الاسلام اي الاستسلام لله بالتوحيد اي الاستسلام لله بالتوحيد وثانيها بيان اعمود الدين اي الذي يقوم عليه الدين كما تقوم الخيمة اذا رفعت على عمود وهو الصلاة وثالثها بيان ذروة تنامي الدين وهو الجهاد في سبيل الله والذروة بكسر الدال وضمها. فيقال ذروة وذروة وذكر الفتح في لغة رديئة. والمراد به اعلى الشيء وارفعه. والمراد به اعلى الشيء وارفعه ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ملاك الامر كله فقال الا اخبرك ذات ذلك كله والملاك بكسر الميم وفتحها قوام الشيء قوام الشيء اي عماده ونظامه والامر الذي يعتمد عليه منه ثم قال في بيانه كف عليك هذا اي اللسان فاصل الخير هو امساك اللسان وحفظه. فاصل الخير هو امساك اللسان وحفظه واصل الشر هو ارسال اللسان واطلاقه. واصل الشر هو اطلاق اللسان وارس فمدار الخير والشر هو على اللسان فانه اكثر الة العبد في الاكتساب الخير والشر. فان اعضاء البدن تكل غالبا. اسرع من كلل اللسان وملله وقوله ثكلتك امك اي فقدتك. وهذه كلمة تجري على اللسان عند العرب لا يراد بها حقيقتها ومقصودهم تعظيم الامر المذكور معها. ومقصودهم تعظيم الامر المذكور معها وقوله وهل يكب الناس في النار على وجوههم الحديث ان يطرح الناس على وجوههم. فالكب هو الطرح او قال على مناخرهم اي انوفهم الا حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة. وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع به عليه. وهي كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به. ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة. فالمحظور المحذر منه في الحديث لا يراد به جميع افراد ما يجري به اللسان. بل يراد به شيء مخصوص. وهو ارسال اللسان في الحكم على الناس والقطع عليهم بما يقطع به فهذا اكثر شيء يطرح الناس على وجوههم ومناخرهم. ومن امعن انا بعين البصيرة في حال السلف رحمهم الله وجد عظيم رغبتهم في الصمت وقلة كلامهم حتى يعد احدهم كلامه من الجمعة الى الجمعة. لاحتراسهم من ان يتكلموا بكلمة تهوي باحدهم في نار جهنم ابعد ما بين المشرق والمغرب. فلما عظم خوف قلوبهم امسكوا السنتهم. ولما قل خوف قلوبنا ارسلنا السنتنا. لا نبالي في اي واد تكون تلك الالسنة مرسلة فهي تنتقل من سوء الى سوء ومن شر الى شر. ولا يكاد يردها خطام ولا زمام. وما اكثر ما يتجارى الناس سعيا الى تلك الدورات التي تعتني بتعليم الخطابة ولا اعلم دورة عني فيها بتعليم الناس الصمت. فان الخطابة تدعو اصحاب الى الكلام والصمت يدعو اصحابه الى النجاة. قال اياس العجلي جاهدت نفسي على تعلم الصمت عشر سنين فهي رياضة لسانية لا تدرك باليوم والليلة. وانما تدرك بطول المجاهدة في محاسبة العبد نفسه في كلامه اذا تكلم وهذا الاصل انفع شيء كان عليه السلف فيما يجرون به السنتهم فانهم كانوا يمسكون كثيرا عن الكلام. وكانوا يكرهون ان يكون الرجل كثير الكلام ويقولون من كثر كلامه كثر سقطه. ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه ذهب ورعه. هذا في زمانهم فكيف في زماننا فنسأل الله ان يعاملنا بعفوه وان يغفر لنا زلاتنا وان يلهمنا رشدنا وان يدلنا الى ما فيه نجاتنا وفلاحنا هنا في الدنيا والاخرة احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة الخشني جرثوم ابن ناشئ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحث عنها حديث حسن رواه الدارقطني وغيره. هذا الحديث رواه الدارقطني في سننه وفي سياقه تقديم وتأخير عما اثبته المصنف هو ليس عنده في النسخ المنشورة منه رحمة لكم. وانما وسكت عن اشياء من غير نسيان واسناده ضعيف. وفي الحديث جماع احكام الدين. فقد قسمت فيه الاحكام اربعة اقسام مع ذكر الواجب فيها. فالقسم الاول الفرائض. والواجب فيها عدم اضاعتها. فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها. والقسم الثاني الحدود والمراد بها في الحديث ما اذن الله به والمراد بها في الحديث ما اذن الله به فيشمل الفرض والنفل والمباح. فكلها مأذون به. والمأمور به فيها عدم تعديها. والمأمور به فيها عدم تعديها والتعدي مجاوزة الحد المأذون به. مجاوزة الحد المأذون به. والقسم الثالث المحرمات. والواجب فيه فعدم انتهاكها. والواجب فيها عدم انتهاكها. بالكف عن قربانها والانتهاء عن اعترافها بالكف عن قربانها والانتهاء عن اقترافها. والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا فهو مما عفا الله عنه فهو مما عفا الله عنه والواجب فيها عدم البحث عنها. والواجب فيه عدم البحث عنها وقوله في الحديث وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت لله فيه اثبات صفة السكوت لله والاجماع منعقد على ذلك والاجماع منعقد على ذلك نقله ابن تيمية الحفيد ومعنى السكوت الالهي عدم اظهار الحكم عدم اظهار الحكم فالحكم الالهي يكتنفه شيئان احدهما اظهار الحكم ويسمى تبيينا. اظهار الحكم ويسمى تبيينا. والاخر عدم اظهار الحكم ويسمى سكوتا. عدم اظهار الحكم ويسمى سكوتا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه انه انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله هو احبني الناس فقال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس احبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال الحديث واسناده ضعيف جدا وروي من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسين الحديث بعيد جدا فهو من جهة الرواية لا يثبت. واما من جهة الدراية المتعلقة بمعناه فاصول الشرع وقواعده تصدقه والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة الرغبة عما لا ينفع في الاخرة ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها فضول المباحات وهي ما زاد على حاجة العبد منها وهي ما زاد على حاجة العبد منها فمدار ما يزهد فيه ما يرجع الى واحد من هذه الاربعة فمدار ما يزهد فيه هو ما ارجعوا الى واحد من هذه الاربعة. ومن الزهد في الدنيا الزهد فيما بايدي الناس وفرق بينهما في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة لاختلاف الثمرة الناشئة من كل فمن زهد في الدنيا احبه الله. ومن زهد فيما عند الناس احبه الناس. فالناس مجبولون هنا اعلى كراهية من ينازعهم حظوظهم منها. فاذا اعرض العبد عن منازعتهم ورغب عما في ايديهم احبوه وعظم قدره عنده. وفعله الذي فعل هو من جملة الزهد في الدنيا لكنه افرد عنها في الحديث بالذكر لاختلاف الثمرة الناشئة عنه اه احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا. عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. هذا الحديث عزاه المصنف الى ابن في السنن من حديث ابي سعيد الخدري ولا يروى عنده عن الصحابي المذكور فهو عنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما واسناده ضعيف جدا واما حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه فهو عند الدارقطني وحده. ولا يثبت موصولا فالمحفوظ فيه الموصل الذي رواه مالك في الموطأ عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم ان المرسل حديث ضعيف. واشرت الى حده وحكمه في بيت واحد ما هو نعم يا لكنك زدت ياء ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له وضعف. ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابعين له وضعف. فالبيت مذكور جامع حد المرسل وحكمه. ويروى هذا الحديث من طرق يقوي بعضها بعضا. قاله المصنف فهو مندرج في الاحاديث الحسان فهو حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده. وفي الحديث المذكور كوري نفي امرين احدهما الضرر قبل وقوعه. الضرر قبل وقوعه. فيدفع بالحيلولة دونه والاخر الضرر بعد وقوعه. فيرفع بازالته الضرر بعد وقوعه فيرفع فقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء ضرر يزال فقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال لاختصاص عبارة الفقهاء بالضرر النازل. لاختصاص عبارة الفقهاء بالضرر الذي يراد رفعه. واما قوله صلى الله عليه وسلم فانه يعم الضرر من الجهة اتين الدفع والرفع. واما قوله صلى الله عليه وسلم فانه يعم الضرر من الجهتين الدفع والرفع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي على من انكرت. حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا. واصله في الصحيحين. هذا الحديث رواه بيهقي في السنن الكبرى. وهو بهذا اللفظ غير محفوظ. فيثبت من حديث ابن عباس رضي الله الله عنهما بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموال ولكن اليمين على المدعى عليه. متفق عليه واللفظ لمسلم وليس عندهما ان البينة على المدعي. وهو عندهما بلفظ مختصر. ان النبي صلى الله عليه وسلم اما قضى ان اليمين على المدعى عليه وفي الحديث بيان ما تحسم به المنازعات بيان ما تحسم به المنازعات ويفصل بين الخصومات وهو جعل البينة على المدعي. وجعل اليمين على من انكر. وهو وادعى عليه والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها. وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك لانه صاحب المطالبة والادعاء. واما المدعى عليه فهو الذي وقعت عليه الدعوة فهو الذي وقعت عليه الدعوة وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت لم يترك. وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت لم يترك فانقطاعه بالسكوت لا يبرئه من المطالبة والبينة اسم لكل ما يظهر به الحق ويبين. والبينة اسم لكل ما يظهر به الحق ويبين واليمين هي الحلف والقسم واليمين هي الحلف والقسم وفي الحديث ان البينة على المدعي وان اليمين على من انكر دعواهم وليس الامر كذلك باطلاق. وليس الامر كذلك باطلاق فان القاضي ينظر الى القرائن التي تحف بالخصومة. فربما جعل اليمين في جانب مدعي فالحديث لو صح هو من العام الذي دخله التخصيص على ما هو مبين للفقهاء في باب الدعاوى والبينات. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من افراده عنه وفيه الامر بتغيير المنكر لقوله صلى الله عليه وسلم فليغيره. والامر للايجاب فانكار المنكر بتغييره واجب فانكار المنكر بتغييره واجب والمنكر شرعا كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم فالمنكرات هي المحرمات وتغيير المنكر له ثلاث مراتب. المرتبة الاولى تغيير المنكر باليد. تغيير المنكر باليد والمرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان المرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان والمرتبة الثالثة تغيير المنكر بالقلب. والمرتبة الثالثة تغيير المنكر بالقلب والمرتبتان الاولى والثانية مشروطتان بالاستطاعة فلا يجيبان الا مع استطاعة العبد عليهما فمن استطاع الانكار بيده انكر. فان عجز واستطاع بلسانه انكر واما المرتبة الثالثة فلم تشرط لها الاستطاعة للقدرة عليها في حق كل احد. فان محلها القلب. ولا يتسلط عليه مخلوق يمنع من مراد الشرع فيه وانكار المنكر بالقلب يكون بكراهته والنفرة منه يكون بكراهته والنفرة منه. فاذا وجد العبد كراهة المنكر في قلبه واشمأز منه ونفر عنه وابغضه فقد حصل المطلوب شرعا في انكار قلبه ولا يجب ان يقترن بما يدل في الظاهر على الباطن. كتحميض وجهه وتغييره وتقطيب جبينه. فان هذا مما لا يجب عليه. والواجب عليه وجدان معنى المتقدم في قلبه والمرتبة الاولى معلقة بالسلطان او من ينيبه. او من له قدرة على منكر في اهله وولده المرتبة الاولى معلقة بالسلطان او من ينيبه او من له ولاية في اهله وولده فاذا رأى منهم منكرا غيره بيده. واما المرتبة الثانية فهي لكل احد من نقل الاجماع على ذلك الجويني وغيرهم فكل احد من المسلمين كانت له قدرة على الانكار باللسان فان هذا مكفول له في الشريعة بشرط ان يأتي بها وفق ما توجبه بشرط ان يأتي به وفق ما توجبه. فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عند اهل السنة هو وفق ما توجبه الشريعة اي ما يدعو اليه الدليل والشرع لا ما يدعو اليه الهوى والطبع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقواها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من افراده عنه وليس عنده ولا يكذبه وفي الحديث ذكر خمس من المنهيات. وفي الحديث ذكر خمس من المنهيات الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا وهو نهي عن الحسد والحسد كراهية العبد وصول النعمة الى غيره كراهية العبد اصول النعمة الى غيره سواء اقترن بها تمني زوالها او لم يقترب دواء اقترن بها تمني زوالها ام لم يقترن فاذا وجدت الكراهية صار حسدا فاذا وجدت الكراهية صار حسدا ذكره ابن تيمية الحفيد والثانية في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تناجشوا وهو نهي عن النجش واصله في كلام العرب اثارة الشيء بالمكر والحيلة والخداع واصله في كلام العرب اثارة الشيء بالمكر والحيلة والخداع فالحديث نهي عن تحصيل المطالب بالحيل والخدع. ومن افراده النجش المعروف في البيع وهو الزيادة في ثمن السلعة ممن لا يريد شراءه وهو الزيادة في ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها ليرتفع ثمنها والثالثة في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تباغضوا وهو نهي عن التباغض وهو نفرة القلوب وهو نفرة القلوب ومحله اذا فقد المسوغ الشرعي فان وجد ما يدعو اليه في الشرع اتبع ولم يكن داخلا في الحديث. والرابعة في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تدابروا وهو نهي عن التدابر وهو التقاطع والتهاجر والتصارم وهو التقاطع والتهاجر والتصارم ومحله اذا كان لامر دنيوي فان كان لامر ديني جاز بقدر تحصيل منفعة المقاطعة. فان كان لامر ديني جاز بقدر تحصين منفعة المقاطعة والمهاجرة. والخامسة في صلى الله عليه وسلم ولا يبع بعضكم على بيع بعض وهو نهي في المعاملات المالية كلها على اختلاف عقودها ان يتقدم العبد على صفقة اخيه في البيع ان يتقدم العبد على صفقة اخيه في البيع ثم اتبع النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء المنهيات بامر فقال وكونوا عباد الله اخوانا وهذه الجملة تحتمل معنيين احدهما انه انشاء لا تراد به حقيقته انه انشاء لا تراد به حقيقته بل يراد به الخبر وانكم اذا فعلتم ذلك مما تقدم كنتم عبادا لله اخوانا فيه والاخر انه انشاء تراد به حقيقة فهو امر بعقد الاخوة الدينية فهو امر بعقد الاخوة الدينية بين المؤمنين وتحصيل الوسائل المؤدية اليها. وتحصيل الوسائل المؤدية اليها. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم من تنعقد معه الاخوة الدينية فقال المسلم اخو المسلم. ثم بين حق المسلم على اخيه فقال لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ثم قال صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات. اي اصل التقوى في القلوب ومستقر القلب الصدر فاذا عمر بها القلب فاذا عمر بها القلب استنار الصدر. وظهرت اثارها على الجوارح. فاذا عمر بها القلب استنار الصدر فظهرت اثارها على الجوارح. ومنزلة هذه الجملة من الحديث ذكر ما يندفع وبه عن النفس تحقير الخلق بان يعلم العبد بان مدار الامر على صلاح الباطل فلا اعتبار بالصورة الظاهرة فقط. ومتى علم العبد ان الناس يعدلون ببواطنهم لم تتجرأ نفسه على الترفع عليهم واحتقارهم مخافة ان يكون له من كمال الحال ما يعلون به فوقه بدرجات كثيرات حتى يكون ما بينه وبينه كما بين السماء والارض ثم قال صلى الله عليه وسلم محذرا من احتقار المسلم بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ان يكفيه من الشر ان يكون محتقرا لاخيه المسلم. وختم صلى الله عليه وسلم بما يرضع المجرم من التعدي على المسلم فقال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون بما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت والسكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ. هذا الحديث رواه مسلم بهذا اللفظ وحده دون البخاري فهو من افراده عنه وذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم خمسة اعمال مقرونة بذكر جزائها فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة. واجل جزاؤه اكمل في الاجابة واجل جزاؤه ليقع اكمل في الاتابة. فكرب يوم القيامة هي اعظم الكرب فتعليق الثواب بها اكمل. والعمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والعمل الثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق ولا شهر به. من لا يعرف بالفسق ولا به فهذا اذا اطلع على زلله وخطأه وجب ستره فهذا اذا اطلع على زلله وخطأه وجب ستره وحرم بث خبره والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي منهمكا فيها. فهذا اذا اطلع على خطأه ورفع الى السلطان ليكف شره دفعا لضرره عن المسلمين. والعمل الرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم. وجزاؤه ان اهل الله لعامله طريقا الى الجنة ويكون في الدنيا بالاهتداء الى اعمال اهلها وفي الاخرة بالاهتداء الى مستقرها ومقامها وفي الاخرة بالاقتداء الى مستقرها ومقامها والعمل الخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله اوصي وجزاؤه نزول السكينة. وغشيان الرحمة وحف الملائكة وذكر الله المجتمعين عنده. ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرف به نسبه. اعلاما بمقام العمل وان من وقف عن بلوغ المقامات العالية في الاخرة لم يشفع له نسبه. او ان من قعد عن بلوغ المقامات العالية في الاخرة لم يشفع له نسبه فان النسب لا يزكي احدا ولا يقدسه. فان النسب لا يزكي احدا ولا يقدسه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحه بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياه الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها وقال في التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة. وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليدها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد ان سبحانه لا نحصي ثناء عليه. وبالله التوفيق هذا الحديث رواه البخاري ومسلم بهذا اللفظ فهو من المتفق عليه وقوله فيه ان الله كتب الحسنات والسيئات اي كتب ذلك قدرا لا شرعا اي كتب ذلك قدرا لا شرعا لان المكتوب شرعا هو الحسنات فهي المطلوبة من العبد. والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين. احدهما كتابة عمل القي لهما كتابة عمل الخلق لهما. والاخر كتابة ثوابهما كتابة ثوابهما وتعيينه وكلاهما حق الا ان الحديث يتعلق بالثاني الا ان الحديث يتعلق بالتاني لقوله ثم بين ذلك فذكر ثواب الحسنة والسيئة لقوله ثم بين ذلك فذكر ثواب الحسنة والسيئة. والحسنة اسم لكل ما بعد عليه بالثواب الحسن والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر الشرع به وهي كل ما امر الشرع به والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فتندرج الفرائض والنوافل في اسم الحسنة وتختص السيئات بالمحرمات وتختص السيئات بالمحرمات والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال. الحال الاولى ايهم بالحسنة ولا يعمل بها. اياهما بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والمراد بالهم هنا هم الخطرات فاقل ما يوجد في القلب من حركة لعمل الحسنة يكتبها الله منه فضلا حسنا والحال الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها اي يهم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة واختلاف التضعيف للحسنة لاختلاف الناس في حسن اسلامهم واختلاف التضعيف في الحسنة جاء في الناس في حسن اسلامهم. فمنهم من تضاعف له عشرا. ومنهم من تضاعف له مئة ومنهم من تبلغ اكثر من ذلك والحال الثالثة ان يهم بالسيئة يعمل بها ان يهم بالسيئة ويعمل بها تكتب له سيئة واحدة. فتكتب له سيئة واحدة من غير مضاعفة. من غير مضاعفة فالسيئة سيئة واحدة. فالسيئة تكتب سيئة واحدة والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. اي هم بالسيئة ثم لا يعمل بها وهذه الحال معترك انظار ومختلف نظار وتلخيص ما ترجح فيها ان يقال ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه. ان يكون الترك لسبب دعا اليه وثانيهما ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب فتفتر عزيمته وان تنقطع رغبته من غير سبب. فالاول وهو ترك السيئة لسبب داع ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة. والقسم الثاني ان يكون السبب المخلوقين او مرائته ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مرائتهم فتكتب له سيئة والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها. ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصين اسبابها فتكتب سيئة ويعاقب كمن عمل واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان. القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم قطارات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلا يسكن القلب اليها ولا ينعقد عليها بل ينفر منها وهذا معفو عنه. وتكتب له حسنة. وتكتب له حسنة وهو المذكور في الحديث والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم. ان يكون الهم بالسيئة هم عزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة وهو الهم المشتمل على الارادة الجازمة. المقترنة بالتمكن من الفعل. المقترنة تمكن من الفعل وهذا له نوعان وهذا له نوعان احدهما ما كان من اعمال القلوب. ما كان من اعمال القلوب كالشك في الوحدانية او الكبر او العجب فهذا يترتب عليه اثره ويؤاخذ عليه العبد وتكتب عليه سيئة وربما صار منافقا او كافرا وربما صار منافقا او كافرا والنوع الثاني ما كان من اعمال الجوارح ما كان من اعمال الجوارح فيصر عليه القلب هاما هم عزمي فيصر عليه القلب هاما به هم عزم لكن لا يظهر فعله في الخارج لكن لا يظهر فعله في الخارج. واصح القولين المؤاخذة عليه ايضا. واصح القولين المؤاخذة وعليه ايضا فتكتب عليه سيئة وهذا اختيار المصنف وابن تيمية الحفيد. فهذا فصل الخصام في مسألة الحسنة والسيئة التي تخطر بقلب العبد واليه منتهى المقال في هذا الدرس ونستكمل الكتاب بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله