السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في او يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون معانيها الاجمالية ومقاصدها الكلية. ليستفتح بذلك المبتدئون تعلمهم ويجد فيه المتوسطون هنا ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم للسنة الثامنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية النميرية الحراني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. وقد انتهى بنا البيان الى ما رحمه الله من الاحاديث الواردة في الصفات. وفرغنا من ذكر ما تضمنته تلك الاحاديث من اسماء وصفات المستكنة فيها اي المستفادة من طريق الاسماء ثم ذكر رحمه الله تعالى في تلك الاحاديث صفات اخرى مثبتة ومنفية. فاما الصفات اذا المثبتة في الاحاديث سوى ما تقدم فهي ثلاث وعشرون صفة. والصفة الاولى صفة النزول قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا والصفة الثانية والثالثة والرابعة الاستجابة والاعطاء والمغفرة. قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الحديث فيه قوله تعالى من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له. والصفة الخامسة الفرح. قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا. الحديث والصفة السادسة الضحك. قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين. وقال صلى الله الله عليه وسلم فيظل يضحك. والصفة السابعة والثامنة والتاسعة العجب والنظرة علم وكلها في حديث واحد وهو قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليكم الحديث وكل هذه الصفات ثابتة بادلة تقدمت سوى صفة العجب. ويستدل ويستدل عليها بقوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم وهي قراءة حمزة والكساء وخلف العاشر. وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم عجب الله من صنيعكما بضيفكما. متفق عليه. والصفة العاشرة القدم قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة فيها قدمه والصفة الحادية عشرة الوضع. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة. والصفة عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة القول والنداء والصوت. القول والنداء والصوم قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم عليه الصلاة والسلام يا ادم فيقول لبيك وسعديك. في نادي يعني الله في نادي بصوت الحديث. والصفة الخامسة الكلام قال صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه. والصفة السادسة عشرة والسابعة عشرة العلو والفوقية. قال صلى الله عليه وسلم وانا امين من في السماء وقال صلى الله عليه وسلم والله فوق العرش. الى غير ذلك من الاحاديث. والصفة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرون الامر والرحمة والشفاء. قال صلى الله عليه وسلم في رقية المريض امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض. وفيها انزل رحمة من رحمتك والشفاء من شفائك. والصفة الحادية والعشرون المعية. قال صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. وقال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم في صلاته فان الله قبل وجهه الحديث. والصفة الثانية والعشرون الاخذ. قال صلى الله عليه وسلم انت اخذ بناصيتها. والصفة الثالثة والعشرون التجلي قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ورؤية الخلق ربهم عز وجل تكون بتجليه سبحانه وتعالى. اما الصفات المنفية المذكورة في الاحاديث التي ذكرها المصنف فهي صفتان الهيتان. نفي الصمم ونفي غيابي. نفي الصمم ونفي الغياب. قال صلى الله عليه وسلم فانكم لا اتدعونا اصما ولا غائبا. ولما فرغ المصنف رحمه الله من سرد تلك الاحاديث الجامعة لجملة مستكثرة من الاسماء والصفات الالهية ذكر ان غيرها من الاحاديث له حكمها فيؤمن به اهل السنة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهم بهذا وسط بين فرق الامة كما ان الامة وسط بين الامم سيبين رحمه الله في الجملة المستقدمة وسطية اهل السنة في هذا الباب وغيره. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل جهمية وبين اهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجعة وبين الواعدين من القدرية وغيرهم. وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية. وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج. لما قرر المصنف رحمه الله في اخر ام المتقدم وسطية اهل السنة بين الفرق قرر في هذه الجملة قضيتهم في خمسة ابواب عظيمة. فالباب الاول باب صفات الله واسمائه فهم فيه وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها. فهم فيه وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثل لها. واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثل لها. والباب الثاني باب القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله. فهم فيه وسط بين القدرية. الزاعمين ان العبد يخلق فعله بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا. والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله والجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على لا اختيار له. والباب الثالث باب الوعي بالعذاب والعقاب فهم فيه وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. فهم فيه وسط بين المرجئة ان فائدة الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. وبين الوعيدية. الذين ينفذون الوعيد اي يمضونه على كل حال. وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعيد. اي يمضونه على كل حال ويقولون فاعل الكبيرة في النار. والباب الرابع باب اسماء الايمان والدين فهم فيه وسط بين الحرورية والمعتزلة. الذين يخرجون صاحب من الاسلام. ثم يختلفون في صفة اخراجه. فتخرجه الخوارج من الاسلام الى الكفر ففاعل الكبيرة عندهم كافر. وتخرجه المعتزلة من الاسلام ولا تدخله الكفر. وتخرجه المعتزلة من الاسلام ولا تدخله الكفر. وتجعله في مقام بينهما سموه المنزلة بين المنزلتين وتجعله في مقام بينهما سموه المنزلة بين المنزلتين. وتتفق الطائفتان ان الكبيرة في الاخرة خالد في النار. وتتفق الطائفتان ان فاعل الكبيرة في الاخرة خالد في وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. وبين المرجئة والجامية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. والباب الخامس باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم فيه وسط بين الرافضة. الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيه وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض الصحابة رضي الله عنهم وسبهم الذين بالغوا في بغض بعض الصحابة رضي الله عنهم وسبهم بل كفروا كثيرا منهم هم وخص المصنف الابواب الخمسة المتقدمة لامرين. وخص المصنف الابواب الخمسة متقدمة لامرين احدهما جلالة موقعها من الدين. جلالة موقعها من الدين كثرة النزاع فيها من المخالفين. كثرة النزاع فيها من المخالفين المصنف رحمه الله في هذه الاصول الخمسة ان اهل السنة فيها وسط اي عدول خيار مستقيمون على الصراط المستقيم. اي عدول خيار مستقيمون على الصراط بلا افراط ولا تفريط بلا افراط ولا تفريط. والوسطية الممدوحة شرعا تجمع امرين والوسطية الممدوحة شرعا تجمع امرين احدهما الاستقامة على الصراط المستقيم الذي هو دين الاسلام. الاستقامة على الصراط المستقيم الذي هو دين الاسلام اخر البراءة من الافراط والتفريط. والاخر البراءة من الافراط والتفريط فلا غلو ولا جفاء في شيء من الدين. فلا غلو ولا جفاء في شيء من الدين. فهذا المعنى عن الوسطية هو الممدوح المطلوب شرعا. فهذا المعنى للوسطية هو الممدوح المطلوب شرعا وما يفترعه الناس من معاني الوسطية مما لا يرجع الى هذا لا يصح ولا يقبل. وما يفترعه الناس من من معاني الوسطية التي لا ترجع الى هذا فلا يصح ولا يقبل. كمن يجعل الوسطية اينة الخلق في ترك الحق. كمن يجعل الوسطية ملاينة الخلق في ترك الحق. فان هذا معنى اجنبي عن الكتاب والسنة لا يصح ولا يقبل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه سلف الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه. وهو سبحانه معهم اين كما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو مع اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق. فان هذا لا اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر اية من ايات الله من من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان. وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليهم. الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. ودخل في ذلك الايمان بان انه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة وتداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا فيما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته. وهو علي في ذنوب به قريب في علوه. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته. فهو سبحانه فوق عرشه. علي على خلقه ومعكم وهو معهم اينما كانوا. وهذان الصفتان من جملة الصفات الالهية التي تقدمت واعاد المصنف تقرير معناهما لما احتف بهما من مناقضات اهل الاهواء الباطلة واعاد المصنف تقرير معناهما لما احتف بهما من مناقضات اهل الاهواء الباطلة العاطلة كالجهمية النافين علو الله سبحانه وتعالى او الحلولية والاتحادية الزاعمين ان الله سبحانه وتعالى ممتزج بخلقه غير بائن منهم ولا يراد بالمعية ان الله مختلط بخلقه. فان هذا التوهم باطل لامور ثلاثة ولا يرى يراد بالمعية ان الله مختلط بخلقه. فان هذا التوهم باطن لامور ثلاثة. اولها ان هذا لا توجبه اللغة ان هذا لا توجبه اللغة. فان العربي يقول سرينا والقمر معنا ان العربية يقول سرينا والقمر معنا. مع كونه في السماء فهو بائن عنه غير يزج به. وثانيها ان هذا خلاف ما اجمع عليه سلف الامة. ان هذا ما اجمع عليه سلف الامة فانهم مجمعون ان الله معنا مع كونه عالم في سمائه فهم مجمعون ان الله معنا مع كونه عال في سمائه. وثالثها ان هذا خلاف ما فطر عليه الله الخلق. ان هذا خلاف ما فطر الله عز وجل عليه الخلق ثم ذكر المصنف ان كون الله معنا حق على حقيقته. ثم ذكر المصنف ان الله فوق العرش حق على حقيقته. لكن يصان عن الظنون الباطلة ان يظن ان السماء تقله اي تحمله او تظله او غير ذلك من الباطلة ثم ذكر المصنف رحمه الله ان مما يدخل في ذلك ايضا اثبات انه سبحانه وتعالى قريب من خلقه ففوقيته ومعيته لا تنافي قربه لا تنافي علوه فقربه ومعيته لا ينافي علوه واستواءه على عرشه فهو كما قال المصنف علي في دنوه قريب في علوه فهو سبحانه وتعالى موصوف بالعلو وموصوف بالقرب. والقرب الذي وصفة من صفات الله مختص بالمؤمنين في اصح القولين. والقرب الذي هو صفة من صفات الله مختص بالمؤمنين في اصح القولين. وهذا هو المناسب لاستخلاص المؤمنين. واصطفاء دون غيرهم من الخلق فيكون لهم حظ منه سبحانه ليس لغيرهم. فيكون الله وعز وجل مع الخلق كلهم. واما قربه فيختص بعباده المؤمنين. وما جاء من الادلة مما يظن انه يدل على اثبات قرب الله للخلق كلهم فان تفسير السلف لتلك الايات يريدون به قرب الملائكة. فان تفسير السلف لتلك الايات يريدون به في قرب الملائكة كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. فالمراد بهؤلاء هم ملائكة الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة. وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به. واليه يعود اي يرجع برفعه من المصاحف والصدور في اخر الزمان. اي يرجع برفعه من المصاحف والصدور في اخر الزمان. ثبتت بذلك الاحاديث وانعقد عليه الاجماع. وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره فالمباني والمعاني كلها من الله. فالقرآن حروفه ومعانيه من الله عز وجل ولهذا قال ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه لان القائلين ان القرآن حكاية او عبارة عن كلام الله يزعمون ان القرآن باعتبار المعنى من الله. وباعتبار اللفظ والمبنى من غيره. فان القائلين لان القرآن حكاية او عبارة عن كلام الله يزعمون ان القرآن من الله باعتبار المعنى اما باعتبار اللفظ والمبنى فمن غير الله سبحانه وتعالى. والقرآن كما تقدم كلام الله حقي اي باعتبار حروفه ومعانيه. فالمباني كلها والمعاني من الله سبحانه وتعالى واذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج عن كونه كلام الله عز وجل حقيقة له بقوله فان الكلام انما يضاف الى من تكلم انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. فالقرآن كلام الله بانه هو الذي تكلم به حقيقة فاذا قرئ او كتب في المصاحف لم يخرج عن كونه كلام الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين كونه يوم القيامة عيالا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. وكما يرون القمر ليلة البدرون رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ان من الايمان بالله وكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بابصارهم بلا خفاء. وقد هذه اللفظة في حديث الرؤيا عيانا في صحيح البخاري. يرونه سبحانه وتعالى في القيامة اي متسعاتها ثم يرونه سبحانه وتعالى في الجنة. والفرق بين الرؤيتين من وجهين. والفرق بين الرؤيتين وجهين احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعليم ان الرؤية التي تكون في عرفات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف. والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشريف. والرؤية التي تكون في الجنة هي رؤية انعام وتشريف. والاخر ان الرؤية الاولى مشتركة بين المؤمنين وغيرهم في اصح اقوال اهل العلم ان الرؤية الاولى بركة بين المؤمنين وغيرهم في اصح اقوال اهل العلم. لان المقصود منها الامتحان والتعريف. لان المقصود منها الامتحان والتعريف. اما الرؤية الثانية في الجنة فتختص بالمؤمنين لانهم اهلها. اما رؤية الثانية في الجنة فتختص بالمؤمنين بانهم اهلها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما تكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه. فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم للرجل من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول للمؤمن الله والاسلام ديني ومحمد نبيي. واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت فيضرب مرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان. ولو سمعها الانسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجساد. وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليها المسلمون. فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فيها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره. كما قال تعالى طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ تابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوب كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم. ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل قوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر. ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد. ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم. فان الجسر عليه كلاليب الناس باعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة اولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء. ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فاشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار. وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء. والاثار من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي فمن تراه وجده شرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر على ما ذكره المصنف هو كل ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من ما يكون بعد الموت هو ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. فاليوم الاخر اسم لما يكون بعد الموت. وهذا احسن ما قيل في حده. وقد وصفه ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع. وخبره صلى الله عليه وسلم عنه يراد فيما انزل عليه من الايات القرآنية وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من الاحاديث النبوية فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر. وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه. فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا قلته والمشهور في لفظ الحديث ها ها واللفظ المثبت هو الوارد في النسخة على مصنف الواسطية. وهو موافق لرواية الحديث عند الروياني في مسنده ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه. وهو ما يجري على العبد في القبر من نعيم او عداء. وهو ما يجري على العبد في القبر من نعيم او عذاب. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد. وقام الناس لرب حفاة عراة غرلا. اي غير مختونين. وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال. وجمع باعتبار تعدد الموزون فيه. وهو واحد في اصح الاقوال وجمع باعتبار الموزون فيه. فان الموزون في الميزان هو العامل وعمله وصحيفة عمله فان الموزون في الميزان هو العامل وعمله وصحيفة عمله في اصح الاقوال وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. سميت دواوين لانه يدون فيها عمل العبد اي يكتب سميت دواوين لانه يدون فيها عمل العبد ان يكتب فيأخذ يؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره. ويحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة. والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والحساب له درجتان احداهما الحساب اليسير. وهو عرض اعمال العبد عليه. وهو عرض اعمال العبد عليه ليقر بها. والاخر الحساب العسير. وفيه يناقش العبد عليه عمله وفيه يناقش العبد ويستقصى عليه عمله. والكفار لا يحاسبون ثبت من توزن سيئاته وحسناته. لانهم يقدمون الاخرة ولا حسنة لهم. فان كافرين يجزون باعمالهم الصالحة في الدنيا. فان الكافرين يجزون باعمالهم الصالحة في الدنيا فحسابهم في الاخرة ايقافهم على اعمالهم وتوبيخهم عليها فحسابهم في الاخرة ايقافهم على اعمالهم وتوبيخهم عليها. وفي عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود رسولنا صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض ولكن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا. ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم اي على ظهر جهنم. يوصل منه الى الجنة. وهذا معنى قول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. فهو بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال فهو بينهما باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال. فهو مجعول فوق نار جهنم يؤدي الى الجنة. وليس مجعولا بين الجنة والنار فيؤدي الى الجنة. وهذا معنى كونه بينهم باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال. يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة فالاحاديث ظاهرة في اختصاص المرور بالمؤمنين. فان الله سبحانه تعالى اذا تجلى في عرصات يوم القيامة ليراه الناس من المؤمنين والمنافقين والكافرين يأمر الكافرين ان يتبعوا معبوداتهم. فيتبع اهل الصليب الصليب ويتبع اهل الاوتان الاوثان فتقع بهم في نار فتقع بهم في نار جهنم. ويبقى المؤمنون ومعهم المنافقون فيأمرهم الله سبحانه وتعالى بالسجود فيسجد المؤمنون ويعجز المنافقون ظهورهم طبقا لا يستطيعون ثنيها للسجود. فتلقى عليهم الظلمة. ويجعل الله للمؤمنين انوارا يستدلون بها على الصراط فيمرون عليه. واما المنافقون فلا يكون لهم نور. فيمنعون من الوصول الى الصراط ولا يهتدون اليه ويسقطون في نار جهنم اعاذنا الله واياكم من ذلك يمر المؤمنون على الصراط على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق. ومنهم من يمر كالريح منهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل. وهي الابل الرواحل التي تتخذ وهي الابل الرواحل التي تتخذ للركوب. ومنهم من يزحف زحفا. فمن مر على الصراط دخل الجنة ولم يسبق دخوله عذاب. ومن اخذته كلاليب جهنم من عصاة المؤمنين فانه يدخل النار ثم يخرج منها. والكلاليب جمع كلاب وكلب. والكلاليب جمع كلاب وكلوب وهو حديدة معوجة الرأس ذات شعب. وهو حديدة معوجة الرأس ذات شعب فيكون رأس هذه الحديدة له شعب اي اجزاء. كجزئين او ثلاثة وهو معروف في اهل هذه البلاد الى يومنا هذا. ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض. فاذا هدبوا ونقوا ادخلوا الجنة. والقنطرة بناء مرتفع بين والنار والقنطرة بناء مرتفع بين الجنة والنار. شبيه بجسور المارة التي تجعل على الطرق الطويلة اليوم شبيه بجسور المارة التي تجعل على الطرق الطويلة اليوم. واول من باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو اول شافع ومشفع. وللنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة شفاعات الشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم وهي الشفاعة العظمى والشفاعة الثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان الشفاعتان خاصتان به صلى الله عليه وسلم. والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم في من استحق قنار وهذه الشفاعة لا تختص به. بل يشفع صلى الله عليه وسلم فيهم ويشفع غيره من الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين. وذكر المصنف رحمه الله نوع تلك الشفاعة. فقال من استحق النار الا يدخلها. ومن دخلها ان يخرج منها. فالمشمولون بهذه الشفاعة نوعان فالمشمولون بهذه الشفاعة نوعان. احدهما مستحقون للنار لم يدخلوها مستحقون للنار لم يدخلوها. فيشفع فيهم الا يدخلوا. فيشفع فيهم الا يدخلوا والاخر مستحقون للنار دخلوها مستحقون للنار دخلوها فيشفع فيهم ان تخرج منها فيشفع فيهم ان يخرجوا منها. وظاهر الاحاديث اختصاص هذا هذه الشفاعة بالنوع الثاني فقط وظاهر الاحاديث اختصاص هذه الشفاعة بالنوع الثاني فقط هو اختيار ابي عبد الله ابن القيم خلافا لشيخه انها تكون فيمن دخل النار ان يخرج منها اما الشفاعة في مستحق لم يدخل فكما قال ابن القيم لم يثبت فيها دليل يدل على ذلك ثم ذكر المصنف ان الله يخرج من النار اقواما بغير شفاعة احد من خلقه بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضل يعني زيادة. عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله خلقا للجنة يدخلهم اياها. واحوال الدار الاخرة متعددة متنوعة. والمذكور هنا مهماتها ومن اراد تفاصيلها فان تفاصيل الدار الاخرة يوقف العلم بها على القرآن والسنة لانها غيب لا يطلع عليه. فلا سبيل الى معرفة شيء من احوال الدار الاخرة الا بدليل من الوحي من القرآن او السنة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم كل مصيبة جفت الاقدام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير والتابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا. فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما. ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذ ذاتها قدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا كون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. لا يكون في ملكه ما لا يريد. وانه سبحانه على كل شيء قدير من موجودات والمعدومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ارض عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى عباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم. والعبد هو المؤمن والكافر والبر الفاجر والمصلي والصائم والعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة. والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم كما قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان. وهو الايمان بالقدر وانه يأتي على درجتين. احداهما الدرجة السابقة وقوع المقدور السابقة وقوع المقدور. وتتضمن علم الله به وكتابته له. وتتضمن علم الله به وكتابته له. والاخرى الدرجة المقارنة وقوع المقدور. الدرجة المقارنة وقوع المقدور امنوا مشيئة الله وخلقه له. وتتضمن مشيئة الله وخلقه له فهاتان الدرجتان تشتملان على مراتب القدر الاربع. فهاتان المرتبتان على مراتب القدر الاربع العلم والكتابة والمشيئة والخلق. العلم والكتابة والمشيئة والخلق والقدر شرعا هو علم الله بالحوادث وكتابته لها هو علم الله بالحوادث وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها. ومشيئته وخلقه اياها. وهذا حد جامع مراتب القدر الاربع المتقدمة في الدرجتين المذكورتين. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة. وهي تابعة بمشيئة الله وقدرته غير مستقلة عنها والدرجة الاولى من درجتي القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكروها اليوم قد اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله وان الله سبحانه وتعالى لا يعلمه الا بعد وقوعه. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر وهم الجبرية ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر وهم الجبرية. فيسلبون العبد قدرته. ومشيئته واختياره ويجعل مجبورا على فعله لا قدرة له. فيعطلون افعال الله واحكامه عن حكمها ومصالحها لان العبد لا اختيار له فيها فتكون خالية من الحكمة والمصلحة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمد القلب والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي كبائر كما يفعله الخوارج بل بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعه بالمعروف. وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين حين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسقوا. ان الله يحب المقسطين انما المؤمنون اخوة. ولا يصلون الفاسق الملي اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان. في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة. وقد لا يدخل باسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا ينتهب نهبة ذات شر يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمان فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان ما يتعلق بتفصيل مجمل الاعتقاد في اركان الايمان الستة ختم هذا بذكر حقيقة الايمان والايمان له في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان او احدهما. والايمان بمعناه العام من قسم القلب واللسان والجوارح. والايمان بمعناه العام من قسم على القلب واللسان والجوارح. وهذا معنى قول اهل السنة نادي الايمان قول وعمل فهو قائم على خمسة اصول. فهو قائم على خمسة اصول. اولها قول القلب. وهو اعتقاده تصديقه اولها قول القلب وهو اعتقاده وتصديقه وثانيها عمل القلب وهو حركته وارادته. عمل القلب وهو حركته وارادته فالايمان بالملائكة مثلا من قول القلب. فالايمان بالملائكة مثلا من قول القلب. والتوكل على الله من عمل القلب. وثالثها قول اللسان. وهو نطقه بالشهادتين ورابعها عمل اللسان. وهو ما لا يؤدى الا به. كقراءة القرآن وذكر الله وهو ما لا يؤدي الا به كقراءة القرآن كقراءة القرآن وذكر الله. وخامسها عمل الجوارح هو الفعل والترك الواقع بها. وهو الفعل والترك الواقع بها. والايمان يزيد وينقص وزيادة تكون بالطاعة ونقصه يكون بالمعصية. ومن فعل كبيرة فهو فاسق. ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر. ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر فهو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق. فلا يقال مؤمن. ولا يسلب مطلقا اسمي فيقال كافر. والاخوة الايمانية كما ذكر المصنف ثابتة مع المعاصي والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما ذكر المصنف لا تزول ولا تحول. فمن وقع في كبيرة من الكبائر فقد بقيت له اخوة المسلمين. ولم يخرج من الاسلام بذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله به في قوله والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفي قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهما ولا نصيب ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديب وقاتل على من انفق من بعده وقاتل. ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاثمئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة. ويشهدون لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وكثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما به النقل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره بان من ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي كما دلت عليه الاثار وكما اجمعت الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع ان بعض اهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم ابي بكر وعمر ايهما افضل؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا او ربعوا بعلي وقدم قوم علي وقوم توقفوا لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وان كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الاصول التي يضلد المخالف فيها عند جمهور اهل السنة والجماعة لكن المسألة التي يضلل فيها المخالف لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها مسألة الخلافة. وكذلك يؤمن بان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ومن طعن في خلافة احد من هؤلاء الائمة فهو اضل من حمار اهله. ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث قال يوم غديركم اذكركم الله في اهل واذكركم الله في اهل بيتي وقد قال ايضا لعمه وقد قال ايضا للعباس عمه وقد شكى اليه ان بعض قريش يجفوا بني هاشم فقال والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابته. وقال ان الله اصطفى اسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من قريش واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بانهن ازواجه في الاخرة خصوصا خديجة ام اكثر اولاده. واول من امن به وعاضده على امره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. ويتبرعون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين اهل البيت بقول او عمل. ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون ان هذه الاثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه. وعامة الصحيح منه هم فيه معذورون اما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون ان كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الاثم بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منه من صدر. حتى انهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لان لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون. وان المد من احدهم اذا تصدق به كان افضل من جبل احد ذهبا من بعدهم ثم اذا كان قد صدر عن احدهم ذنب فيكون قد تاب منه او اتى بحسنات تمحوه او غفر له بفضل سابقته او بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم احق الناس بشفاعته او ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه. فاذا كان هذا بالذنوب المحققة فكيف فكيف بالامور التي كانوا فيها مجتهدين؟ ان اصابوا فلهم اجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور. ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نذر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسن من الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم وعدل وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء ولا يكون مثلهم وانهم هم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله تعالى هذه الجملة بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين. الجملة بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين