السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات مصير للعلم به ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء باصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه متوسطون ما يذكرهم فيطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته التاسعة تسع وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب ثلاثة في الاصول وادلتها بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه واجزه عنا خير الجزاء. وباسنادكم حفظكم الله تعالى لشيخ الاسلام ال محمد بن عبدالوهاب انه قال في كتابه ثلاثة الاصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام لله. الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل والعمل ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة. مقتصرا عليها اتباعا للوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في مراسلاته ومكاتباته الى الملوك تجري مجراها. ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. الاولى العلم وهو شرعا ادراك خطاب الشرع. وهو شرعا ادراك خطاب الشرع. ومرده من المعارف الثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والعلم المأمور به شرعا وفق ما ذكره المصنف له وصفان. والعلم المأمور به شرعا وفق ما ذكره المصنف له وصفان احدهما ما يطلب منه احدهما ما يطلب منه وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام. وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام. والاخر ما يطلب فيه. والاخر ما يطلب فيه وهو كونه مقرونا بالادلة. وهو كونه مقرونا بالادلة. فالجار والمجرور وفي قوله بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث. فالجار والمجرور في قوله بالادلة تعلق بالمعارف الثلاث. فيطلب في معرفة العبد كونها مقرونة بالادلة والمراد بهذا القرن اعتقاد العبد اعتقادا صحيحا اعتقاد العبد اعتقادا ان ما امن به ربا ودينا ورسولا ثابت بادلة شرعية. اعتقاد العبد عندما امن به ربا ودينا ورسولا ثابت بادلة شرعية فمتى وجدت هذه المعرفة؟ كانت مقرونة بادلة. وان لم يستحضرها حين وان لم يستحضرها حينئذ. فيكفي عوام المسلمين اعتقادهم الصحيح بان ما امنوا به من رب ودين ورسول ثبتت الادلة الشرعية في صحته وهذه المعرفة هي المعرفة الاجمالية. التي يؤمر بها الخلق كافة. وما فوق ذلك من تفاصيل المعرفة فانه يختلف القدر الواجب منه باختلاف احوال الناس. فالواجب على الحاكم والعالم والمفتي فوق ما يجب على غيرهم. للاوصاف التي قامت بهم فاستدعت وجوب زيادة من المعرفة التفصيلية في حقهم فالمعرفة المأمور بها شرعا نوعان. فالمعرفة المأمور بها شرعا نوعان. احدهما المعرفة الاجمالية المعرفة الاجمالية. وهي معرفة اصول الشرع وكليا يأتي معرفة اصول الشرع وكلياته. وهي واجبة على كل احد من الخلق. والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته. وهي معرفة تفاصيل الشرع وجزئياته وهي واجبة على من قام به وصف شرعي استدعى تفاصيل المعرفة وهي واجبة على من قام به وصف شرعي استدعى تفاصيل المعرفة كالحكم او القضاء او الافتاء او او التعليم او غير ذلك. والمسألة الثانية العمل به اي العمل بالعلم. والعمل شرعا عن هو ظهور صورة خطاب الشرع. والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع. وخطاب الشرع نوعان احدهما خطاب الشرع الخبري خطاب الشرع الخبري اي المشتمل على خبر وظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا ونفيا. وظهور صورته بامتثال التصديق باتا ونفيا. والاخر خطاب الشرع الطلبي. اي الذي يتعلق به امر ونهي. خطاب الشرعي الطلبي الذي اي الذي يتعلق به امر ونهي. وظهور صورته بامتثال الامر النهي بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال واعتقاد حل الحلال فقوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها. وقوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد. هما من خطاب الشرع الخبر فيكون العمل بهما بظهور صورته بامتثال التصديق. اثباتا لقيام الساعة واتيانها في الاية الاولى ونفيا للظلم عن الله في الاية الثانية ما قوله تعالى واقيموا الصلاة. وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا. وقوله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه فهؤلاء من خطاب الشرع الطلبي. فظهور صورته في الامر امتثاله بالفعل فظهور صورته في الامر بامتثاله بالفعل باقامة الصلاة. وظهور صورته في بالكف والترك باجتناب الزنا. بالكف والترك باجتناب الزنا. وظهور صورته في ثالث باعتقاد حل الحلال. بحل صيد البحر وطعامه. فخطاب الشرع كيفما دار لا عن هذين النوعين ويكون العمل بخطاب الشرع حين اذ وفق ما يرجع اليه نوع الخضار ما يرجع اليه نوع الخطاب فان كان خبريا كان ظهور صورته بامتثال التصديق اثباتا او نفيا واذا كان طلبيا كان ظهور بامتثال الامر والنهي او اعتقاد حل الحلال. والمسألة الثالثة الدعوة اليه اي الى العلم والمراد بها الدعوة الى الله. والمراد بها الدعوة الى الله. لان مرد العلم شرعا هو الى المعارف الثلاث لان ما رد العلم شرعا هو الى المعارف الثلاث. وعمودها معرفة الله فانها المطلوبة اصلا. ومعرفة الدين والرسول صلى الله عليه وسلم تتبع معرفة الله سبحانه وتعالى فمن دعا الى العلم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانه يدعو الى الله سبحانه وتعالى والدعوة الى الله شرعا هي طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. طلب الناس كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه اي في العلم تعلما وعملا ودعوة. والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله الصبر شرعا حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان. احدهما حكم الله القدري. ومحله اقدار النازلة حكم الله القذري ومحله الاقدار النازلة والاخر حكم الله الشرعي ومحله وحيه وخطابه ومحله وحيه وخطابه. والمأمور به من الصبر هنا هو الصبر على الاذى فيه وهذا من الصبر على حكم الله القدري فان الاذى من القدر. وهذا من الصبر على حكم الله القدري. فان الاذى من القدر. ولما كان العلم مأمورا به شرعا صار الصبر فيه ايضا صبرا على حكم الله ايش الشرعي فصار الصبر على الاذى في العلم باعتبار اصله صبرا على حكم الله الشرعي وباعتبار صورته من الاذى صبرا على حكم الله القدري. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هؤلاء المسائل الاربع مما يجب علينا ودليل وجوبه سورة كل عصر وبيان الوجوب ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان جنس الانسان في خسران ولا ينجو الا المتصفون بهذه المسائل الاربع. فوجه وجوبها توقف النجاة من الخسارة عليها. فوجه وجوبها توقف النجاة من الخسارة عليها. وبيان هذا ان الله سبحانه وتعالى اقسم في صدر سورة العصر بالعصر الذي هو الوقت الكائن اخر النهار ان جميع جنس الانسان في خسران الا من اتصف بصفات اربع فقوله ان الذين امنوا ودليل العلم فقوله الا الذين امنوا هو دليل العلم. لان الايمان اصلا وكمالا لا يحصل الا بالعلم لان الايمان اصلا وكمالا لا يحصل الا بالعلم. وقوله وعمل الصالحات دليل ايش؟ العمل وقوله وتواصوا بالحق دليل الدعوة. فان الحق اسم لما وجب ولزم فان الحق اسم لما وجب ولزم ولزم. واعلاهما وجب بطريق الشرع. واعلاه ما وجب في طريق الشرع والتواصي بذل الوصية بين الخلق والتواصي بذل الوصية بين الخلق فيأمر بعضهم بعضا بالمعروف وينهى بعضهم بعضا عن المنكر. وهذه هي حقيقة الدعوة الى الله. وقوله تعالى وتواصوا بالصبر هو دليل الصبر. فصارت هذه السورة جامعة للمسائل الاربع بينة ان نجاة العبد من الخسران متوقفة على اتصافه بها. فصارت هذه المسائل الاربع واجبة التعلم على العبد. فسورة العصر مع وجازة الفاظها وافية في بيان ما يؤمر به الناس ولاجل هذا قال الشافعي هذه السورة لو ما انزل الله عجة على خلقه الا هي لكفتهم اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم. اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم. بوجوب امتثال امر الله بوجوب امتثال امر الله. ذكره جماعة منهم ابن تيمية. وعبد اللطيف ابن عبد الرحمن ال الشيخ وعبدالعزيز ابن باز رحمهم الله. والمقدم من هذه المسائل الاربع هو العلم فهو اصل الذي تنشأ منه وتتفرع عنه. فاذا وجد العلم المطلوب شرعا امكن ان يوجد ما يطلب شرعا من العمل والدعوة والصبر. واذا لم يوجد العلم المأمور به شرعا تعذر جود ما بعده فما بعده بمنزلة التابع له. وذكر المصنف في تقرير هذا كلام البخاري بمعناه ولفظه عنده باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم ام انه لا اله الا الله؟ فبدأ بالعلم. انتهى كلامه. وزاد المصنف قبل القول والعمل وازداد المصنف قبل القول والعمل. بيانا لمقصود البخاري بان الله قدم العلم ثم اتبعه الامر بالقول والعمل. فاما الامر بالعلم ففي قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله. واما الامر القول والعمل ففي قوله تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فالامر بالاستغفار جامع بين القول والعمل. فالامر بالاستغفار جامع بين القول والعمل. فان الاستغفار القول دعاء بالمغفرة. فان الاستغفار بالقول دعاء بالمغفرة. وحقيقته اعلان التوبة وحقيقته اعلان التوبة. الجامعة لافراد القول والعمل. الجامعة لافراد القول والعمل ذكر معناه ابن تيمية الحفيد هو ابو الفرج ابن رجب رحمهما الله. واستنبط هذا معنى من الاية قبل البخاري شيخ شيوخه سفيان ابن عيينة. رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في الاولياء ثم اخذه عن البخاري الجوهري. فبوب في مسند الموطأ باب العلم قبل القول والعمل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هم لا بل ارسل الينا رسولا فمن دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا مبينا ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما والدليل قوله تعالى الثالثة ان من اطاع رسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر وادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن. فاما المسألة الاولى لا فمقصودها وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم المسألة الاولى فمقصودها وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مرسلين لا نؤمر ولا ننهى بل ارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بعبادته فمن دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم. كما ارسلنا الى رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبلا اي شديدا. والمسألة الثانية مقصودها ابطال الشرك واحقاق العبادة لله. مقصودها ابطال الشرك واحقاق العبادة لله فان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته. لان العبادة حقه وهو لا يرضى الشرك في حقه. فالنهي عن الشرك يستلزم الامر بعبادته سبحانه وتعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فالنهي عن دعاء غيره اهي عن عبادة غيره وامر بعبادة الله. فمعنى قوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا فان الدعاء يطلق في خطاب الشرع ويراد به العبادة ومنه حديث النعمان عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. واذا نهينا عن دعاء غير الله وعبادته وجب علينا ان نعبده سبحانه وتعالى وحده. واما المسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وعبادة الله وترك الشرك به وهما الامران المذكوران المسألتين الاولى والثانية لا يتحققان الا مع البراءة من المشركين. فالمسألة الثالثة منزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين. فالمسألة الثالثة بمنزلة التابع اللازم للمسألتين الاوليين فلا يجتمع في قلب عبد عبادة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مع موالاة المشركين المحادين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومعنى قوله من ادى الله ورسوله اي من كان في حد غير حد الله ورسوله. اي من كان في حد غير حد الله ورسوله وهو الكفر. وهو الكفر. فان من تميز عن حد الله ورسوله كان مع اهل الكفر ومن كان مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كان مع اهل الايمان. واذا تميز اهل كفران عن واذا تميز اهل الايمان عن اهل الكفران لم يكن بين الفريقين الا العداوة والبغضاء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس انس الا ليعبدون. ومعنى يعبدون يوحدون. واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية هي ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام مبينا حقيقتها لقول جامع تندرج فيه افرادها فان الحنيفية شرعا لها معنى فان الحنيفية شرعا لها معنيان. احدهما عام وهو دين الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم احدهما دين الاسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الميل عن الشرك والمذكور في قول المصنف ان تعبد الله مخلصا ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين يجمع هذين المعنيين والحنيفية دين الانبياء جميعا. ووقع في كلام المصنف وغيره نسبتها الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام تباعا للوارد في خطاب الشرع. فالوارد في الكتاب والسنة نسبة الملة الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة السلام واتفق وقوع ذلك في خطاب الشرع لامور ثلاثة. واتفق وقوع ذلك في خطاب الشرع لامور تلاتة اولها ان الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ينتسبون الى ابراهيم ان الذين اذا فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا ينتسبون الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ويذكرون انهم من وانهم على دينه. فاجدر بهم ان يكونوا حنفاء لله كابيهم. فاجدر بهم ان يكون حلفاء لله كابيهم. وثانيها ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء ان الله جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء ولم يجعل ذلك لغيره. ذكره ابو جعفر ابن جرير في تفسيره. وثالثها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام بلغ في الحنيفية وهي تحقيق التوحيد بلغ الغاية في الحنيفية وهي تحقيق التوحيد. حتى صار خليلا لله. حتى صار خليلا لله ولم يشاركوا هذه المرتبة سوى نبينا صلى الله عليه وسلم. سوى نبينا صلى الله عليه وسلم. فالخليلا هما ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام. وهما امام الحنفاء وابراهيم جد واب ومحمد صلى الله عليه وسلم ابن. فالنسبة الى الجد والاب اولى من النسبة الى الولد والابن. فلهذه الامور الثلاثة وقع في خطاب الشرع نسبة الملة الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ومدار الملة الحنيفية كما تقدم على عبادة الله وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب المقترن بالحب والخضوع. والاخر خاص وهو توحيد الله. والاخر خاص وهو توحيد والله ثم ذكر المصنف ان الناس جميعا مأمورون بعبادة الله التي هي مقصود الحنيفية ومخلوقون لاجلها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالاية المذكورة ذكرت دليلا على مسألتين ودلالتها على المسألتين من جهتين احداهما صريح نصها احداهما صريح نصها وهو ان الله خلق الناس لعبادته. وهو ان الله خلق الناس لعبادته والاخرى لازم لفظها. لازم لفظها وهو انهم مأمورون بالعبادة وهو انهم مأمورون بالعبادة. فاذا كانوا مخلوقين لاجلها اقتضى ذلك امرهم بها فاذا كانوا مخلوقين لاجلها اقتضى ذلك امرهم بها. وفسر المصنف رحمه الله قوله يعبدون بقوله يوحدون. وله وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده واعظمه. انه من تفسير اللفظ باخص افراده واعظمها فاعظم العبادة ايش؟ توحيد الله فاعظم العبادة هو توحيد الله والاخر انه من تفسير اللفظ بما وضع له شرعا. انه من تفسير الحفظ بما وضع له شرعا. فاسم العبادة اذا اطلق وفي الشرع اريدت به اريد لفظ العبادة اذا اطلق في الشرع اريد به التوحيد. فلفظ العبادة اذا اطلق في الشرع اريد به التوحيد. قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من ابادة فمعناه التوحيد. كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد. ذكره البغوي في تفسيره ذكره البغوي في تفسيره اي في قوله تعالى في اول امر في القرآن اي في المصحف يا ايها الناس اعبدوا ربكم فمعنى اعبدوا ربكم ايش؟ وحدوه. قاله ابن عباس رواه ابن ابي حاتم وغيره. فالعبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع قرآنا والسنة المراد بها توحيد الله عز وجل. ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد. وان اعظم ما نهى عنه هو الشرك. والتوحيد له معنيان. احدهما عام وهو افراد الله بحقه. احدهما عام وهو افراد الله بحقه. وحق الله حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب. وحق الله نوعان حق في المعرفة وحق في الارادة والطلب وينشأ من هذين الحقين ان انواع التوحيد ثلاثة. وينشأ من هذين الحقين ان انواع التوحيد ثلاثة ربوبية والوهية واسماء وصفات. ربوبية والوهية واسماء وصفات والاخر خاص وهو افراد الله بالعباد. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والمعنى الثاني هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم التوحيد في خطاب الشرع فالمراد به افراده سبحانه بعبادته كحديث جابر عند مسلم من حديث جعفر عن محمد بن علي عن جابر في ذكر صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم انه قال فاهل يعني النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. فاهل بالتوحيد وكان اهلاله هو قوله ايش؟ لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الى تمام التلبية المتعلقة بتوحيد اي نوع بتوحيد العبادة الذي هو المعنى الخاص اذا اطلق اسم التوحيد في الكتاب والسنة والشرك يطلق في الشرع على معنيين والشرك يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله جعلوا شيء من العبادة لغير الله. والمعنى الثاني هو المعهود شرعا. فاذا اطلق اسم الشرك في القرآن سنة فالمراد به شرك ايش؟ شرك العبادة. وقد ذكر المصنف فيما سبق ان اعظم ما امر الله به والتوحيد وان اعظم ما نهى عنه هو الشرك. وذكر الدليل قول الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فما وجه الدليل على ما ذكر؟ ما الجواب؟ كيف هذه الاية تدل على ما ذكره نعم فاعبدوا الله واعبدوا الله توحيد. ولا تشركوا به شيئا نهي عن الشرك كله اكبره واصغره. لكن هذا ليس الذي اقالة هو قال ايش واعظم ما امر الله بالتوحيد. فدلالة الاية هنا على ايش؟ على الاعظمية في الامر والنهي. ليست على الامر والنهي عن الاعظمية فكيف تكون هذه الاية دليلا على الاعظمية؟ ها يا وائل ايوه احسنت. ووجه ذلك ان هذه الجملة قطعة من اية الحقوق العشرة التي ذكر الله عز وجل فيها حقوقا عظيمة من الامر والنهي. فابتدأها بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الاية فصارت دلالتها من وجهين. احدهما في تقديم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على ما بعده من الامر والنهي. في تقديم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على ما بعده من الامن والنهي. وانما يقدم المقدم وانما يقدم المقدم اعظم المأمورات الامر بالتوحيد واعظم المنهيات النهي عن الشرك. وثانيها ان الله جعل بقية الاوامر والنواهي تابعة لهما ان الله جعل بقية الاوامر والنواهي تابعة له فهي معطوفة عليهما فهي معطوفة عليهما والاصل مقدم على غيره والتاء ابيع دون رتبتي فالامر بالتوحيد اعظم من كل امر. والنهي عن الشرك اعظم من كل نهي وجه استدلال المصنف بهذه الاية على الاعظمية. وليس على الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. لما بين المصنف رحمه الله ان جميع الناس مخلوقون للعبادة ومأمورون بها ذكر انه يجب على الانسان معرفة اصول ثلاثة هي معرفة للعبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. لان اقامة العبادة المأمور بها متوقف على ثلاثة اصول لان اقامة العبادة المأمور بها متوقف على ثلاثة اصول اولها معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. وتانيها معرفة المبلغ عنه. معرفة المبلغ عنه. وثالثها معرفة صفة عبادته معرفة صفة عبادته. فلا يتهيأ لاحد من الخلق ان يعبد الله سبحانه وتعالى حتى يعرف معبوده ومن يبلغه عن ذلك المعبود وصفة عبادة ذلك المعبود. وهذه الاصول الثلاثة هي عارف الثلاث فالاصل الاول وهو معرفة المعبود تتعلق به معرفة من؟ معرفة الله الاصل الثاني وهو معرفة المبلغ عن المعبود تتعلق به معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم. والاصل الثالث وهو معرفة صفة عبادة الله تتعلق به معرفة دين الاسلام. فان دين الاسلام وصفة عبادتنا الله سبحانه وتعالى. فكل اية او حديث اشتمل على الامر بالعبادة فهما يدلان على هذه الاصول الثلاثة. فلو قال قائل ما دليل ما ذكرتم ان الاصول التي تجب علينا ثلاثة هي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. فالجواب ان الله قال في صدد سورة البقرة وفي اول امر في المصحف يا ايها الناس اعبدوا ربكم فامرنا بالعبادة. ولا يحصل القيام بالعبادة الا بمعرفة المعبود وهذه معرفة الله وبمعرفة المبلغ عنه وهذه معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة صفة عبادته وهذه معرفة دين الاسلام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله هو الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبود ليس لي معبود سواه. والدليل قوله تعالى رب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم. فاذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والارضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا ولله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يقلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر. تبارك الله رب والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذي من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء انزل من السماء ما ان فاخرج به فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله لاندادوا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحيل للعبادة لما بين المصنف رحمه الله وجوب معرفة الاصول الثلاثة علينا شرع يبين تلك الاصول اصلا. وابتدأ ذلك ببيان الاصل الاول وهو معرفة العبد ربه واختار المصنف طريقا من طرق البيان النبوي وهو ايراد السؤال والجواب جعل بيان الاصل الاول معلقا بهذه الصفة من البيان النبوي موردا سؤالا ومتبعا له بجوابه فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني الى اخره. فالرب هو الله وتربيته سبحانه وتعالى خلقه هي من ربوبيته فانه ربى خلقه بانواع النعم الظاهرة والباطنة فصارت له الربوبية عليهم. واذا كان هو ربهم وله الربوبية عليهم فهو المستحق سبحانه ان يكون معبودهم. ولهذا قال المصنف بعد ذكر الربوبية وهو معبودي. لا معبود ليس معبود سواه ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. فالربوبية في قوله رب العالمين. الربوبية في قوله رب العالمين. والالوهية في قوله الحمد لله فالحمد له لانه المألوف المستحق للعبادة. فالحمد له لانه المألوه المستحق للعبادة. ومن معرفة الله سبحانه وتعالى قدر واجب على كل احد من الخلق. يرجع الى اصول ومن معرفة الله تعالى قدر واجب على كل احد من الخلق يرجع الى اربعة اصول. اولها معرفة وجوده فيؤمن العبد انه موجود. معرفة وجوده فيؤمن العبد انه موجود. وثانيها معرفة ربوبيته. فيؤمن العبد ان الله رب كل شيء. فيؤمن العبد ان الله رب كل شيء. وثالثها معرفة الوهيته. فيؤمن العبد ان الله وحده هو الذي يعبد بحق فيؤمن العبد ان الله وحده هو الذي يعبد بحق. ورابعها معرفة وصفاته. فيؤمن العبد بان لله اسماء حسنى وصفات علا فيؤمن العبد بان لله اسماء الحسنى وصفات علا. ثم كشف المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الرب عز وجل وهو شيئان احدهما التفكر في اياته الكونية ثم كشف المصنف عن الدليل المرشد الى معرفة الله عز وجل وهو شيئان. احدهما التفكر في اياته الكونية والاخر التدبر في اياته الشرعية. والاخر التدبر في اياته الشرعية. وهما في قول المصنف باياته. وهما مذكوران في قول المصنف باياته. لان ايات الله نوعان لان ايات الله نوعان احدهما ايات كونية وهي المخلوقة. احدهما ايات كونية وهي المخلوقات والاخر ايات شرعية. وهو ما انزله من الوحي على انبيائه. ايات شرعية وهو ما انزله من الوحي على انبيائهم. فيكون قول المصنف ومخلوقاته بعد قوله باياته من عطف الخاص على العام. فيكون قول المصنف ومخلوقاته بعد قوله باياته من عطف الخاص على العام. فان المخلوقات فرد من افراد ايات الله. وتختص بالايات الكونية. وذكر المصنف رحمه الله ايات تدل على حصول المعرفة بالله سبحانه وتعالى بالتدبر في الايات الكونية ووجه تخصيصها بالذكر امران. ووجه تخصيصها بالذكر امران. احدهما ان دلالة الايات الكونية على الربوبية اظهر واجلى. ان دلالة الايات الكونية على الربوبية اظهر واجلى فان معرفة العبد بالله اذا نظر الى هذه الايات ظاهرة فالناس مؤمنهم وكافرهم هم يقرون بان هذا الكون له مكون. وان هذا الكون مدبر امن به من امن وكفر به من كفر. والاخر عموم معرفة الايات الكونية. فيشترك فيها الخلق عموم معرفة الايات الكونية فيشترك فيها الخلق كافة. بخلاف الايات الشرعية فقد يحيط بها بعض دون بعض فاقتصر المصنف على ايات من القرآن اشتملت على الايات الكونية للامرين المذكورين ويمكن ان يقال ان المصنف ذكر الايات الشرعية والكونية معا. فانه ذكر الشرعية بما اورد من ايات القرآن. فانه ذكر الايات الشرعية بما ذكر من ايات القرآن. وذكر الايات كونية بما في تلك الايات القرآنية من المعنى. وذكر الايات الكونية بما في تلك الايات القرآنية من المعنى وذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن وما بينهما. وهؤلاء المذكورات الليل والنهار والشمس والقمر والسماوات والارض كلهن مخلوقات لله عز وجل وهن ايات ايضا. وفرق المصنف بينهما اتباعا لاكثر الوارد في القرآن. اتباعا لاكثر الوارد في القرآن. فانه اذا ذكر الليل والنهار والشمس والقمر فاكثر ما يجعل لهن من الاثم هو اسم الاية. واذا ذكرت السماوات والارض فاكثر ما يجعل لهن من الاسم هو واسم الخلق واتفق وقوع ذلك في القرآن ملاحظة للمعنى اللغوي واتفق وقوع ذلك في القرآن ملاحظة للمعنى اللغوي. فالاية في اللغة هي العلامة. فالاية في اللغة هي العلامة ظهور هذا في الليل والنهار والشمس والقمر جلي فانهن ايات وعلامات واضحات. واما الخلق فانه في اللغة التقدير. واما الخلق فانه في اللغة التقدير. وظهور هذا في السماوات والارض جري فان السماوات والارض مقدرتان على صورهما التي خلقا عليها لا يتغيران في حال من الاحوال ففرق بينهما في كلام المصنف اتباعا للسياق القرآني. ولوحظ هذا في السياق القرآني مراعاة للمعنى اللغوي. وذكر المصنف رحمه الله من القرآن على الايات والمخلوقات ثلاث ايات اولها قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. وثانيها قوله تعالى ومن ايات الليل والنهار والشمس والقمر. الاية وثالثها قوله تعالى ربكم الله الذي خلق السماوات والارض الى تمام الاية. ثم بين المصنف ان الرب هو المستحق للعبادة بعد ذكره الدليل المرشد الى معرفته عز وجل. فمعنى قول المصنف والرب هو المعبود اي الرب هو المستحق ان يكون معبودا اي الرب هو المستحق ان يكون معبودا. ووجه استحقاقه هو ربوبيته فان الله امر بعبادته فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم امرا بعبادته. ثم بين موجبها وهو وتوحيد الربوبية بقوله الذي خلقكم والذين من قبلكم الاية والايتين بعدها. فمقصود المصنف هنا بيان استحقاق الله العبادة لما له من الربوبية. بيان استحقاق الله العبادة لما له من الربوبية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء الخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير وذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى. والدليل قوله تعالى وان المساجد فلا تدعوا مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى من يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا افلحوا الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب عبادة الله علينا واستحقاقه لها بما له من الربوبية شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى شيء من انواعه. شرع يبين حقيقة عبادة بالارشاد الى شيء من انواعها. فان معرفة انواع الشيء تدل عليه. فان معرفة انواع الشيء تدل عليه فذكر انواعا من العبادة المأمور بها اجمالا وتفصيلا. فاجمالا في الايمان والاسلام والاحسان وتفصيلا في الدعاء والخوف والرجاء الى اخر ما ذكر. وبين ان تلك العبادات كلها لله عز وجل والدليل قوله تعالى وان المساجد لله الاية. ودلالة الاية على ذلك من وجهين. ودلالة الاية على ذلك من وجه احدهما في قوله وان المساجد لله فالمنقول في تفسيرها على اختلافه يرجع الى ان جميع انواع الاجلال والاعظام والاكبار تكون لله. فالمنقول في تفسيرها على اختلافه يرجع الى ان جميع انواع الاجلال والاكبار والاعظام لله فتكون له سبحانه وتعالى العبادة وحده والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وهو نهي عن عبادة الله يستلزم الامر بعبادته وحده وهو نهي عن عبادة غير الله يستلزم الامر بعبادته وحده. فمعنى قوله فلا تدعو مع الله احد كما تقدم اي فلا تعبدوا مع الله احدا. فالدعاء هو العبادة. والنهي عن عبادة غيره يستلزم الامر عبادته سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر. واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها مركب من امرين. احدهما ذكر فعل متوعد عليه. ذكر فعل متوعد عليه في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به والفعل المذكور هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى. ومعنى لا برهان له به اي لا حجة له عليه. اي لا حجة له عليه. وهذا وصف كاشف. فكل معبود سوى الله لا دليل على عبادته. فكل معبود سوى الله لا دليل على عبادته. والاخر تهديده بالحساب. مع بيان المآل. تهديده بالحساب مع بيان المال في قوله فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. فتوعد بالحساب تهديدا له بين مآله بقوله لا يفلح الكافرون. فمن جعل شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك كافر والكفر يكون بالشرك وغيره. والكفر يكون بالشرك وغيره. فالكفر اعم من الشرك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احد ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن نتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون له ارغبوا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني. ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له اي اية ودليل السعادة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له. ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودين النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. شرع المصنف رحمه الله يورد انواعا من العبادة. فذكر اربع عشرة مقرونة بادلتها فكل عبادة من هذه العبادات معها دليل يدل على كونها عبادة لله ومجموع الادلة ستة عشر دليلا اربع عشرة اية وحديثان احدهما حديث اذا استعنت فاستعن بالله رواه الترمذي واسناده حسن والاخر حديث لعن الله من ذبح لغير الله رواه مسلم. وابتدأ المصنف هذه العبادات بالدعاء تعظيما له فقدمه على غيره. واشار اليه بقوله وفي الحديث الدعاء مخ قل عبادة فهذا شروع في بيان العبادات. واختار الدلالة على عبادة الدعاء بحديث تعظيم لقدره. فتقدير الكلام ودليل الدعاء قوله تعالى ثم ذكر الاية التي بعده. والعبادة الاولى من هذه العبادات الاربع عشرة هي الدعاء كما تقدم. ودعاء الله شرعا له معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع فيشمل جميع انواع العبادة. ويسمى دعاء العبادة ويسمى دعاء العبادة والاخر خاص وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه وهو طلب العبد من ربه حصول ما ينفعه ودوامه. او دفع ما يضره ورفعه. او دفع ما يضره او دفع ما يضره ورفعه ويسمى دعاء ايش؟ المسألة والعبادة الثانية هي الخوف. وخوف الله شرعا ان هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. فزعا ذعرا والعبادة الثالثة هي الرجاء. ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل. مع بذل الجهد وحسن والعبادة الرابعة هي التوكل. والتوكل على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. والعبادة الخامسة هي الرغبة والعبادة السادسة هي الرهبة. والعبادة السابعة هي الخشوع. وقرن المصنف بينهن لاشتراكهن في الدليل والرغبة الى الله شرعا هي ارادة مرضات الله في الوصول الى المقصود. ارادة مرضات في الوصول الى المقصود محبة له ورجاء والرهبة من الله شرعا هي فرار القلب. الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه؟ فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا مع عمل ما يرضيه والخشوع لله شرعا هو فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع له. فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع الخضوع وتقديم الفزع على الذعر باعتبار انه مقدمة هذه العبادات. ففي الخوف وما يتعلق به يفزع العبد اولا ثم يصيبه الذعر ثانيا. والعبادة الثامنة هي الخشية. والخشية لله شرعا هي فرار القلب الى الله. هي فرار القلب الى الله فزعا. وذعرا مع العلم بالله وامره فرار القلب الى الله فزعا وذعرا مع العلم بالله وامره. وهؤلاء العبادات اللاتي تقدمت الخوف والرهبة والخشية والخشوع يشتركن في اصل كلي ثم يختلفن في باوصاف تختلف بها حقائقهن. وهذا مما يدل على اهمية معرفة حقائق هذه العبادات. فكيف فيخاف العبد او يرهب او يخشى او يخشع وهو لا يعرف حقيقة هذه العبادة كما انه لا يمكن ان يتوضأ او يغتسل او تيمم وهو لا يعرف حقيقة كل واحدة من هذه العبادات. لكن عظم عند الناس العناية بالعبادات الظاهرة تعرفوا حدودها وحقائقها وضعفت عندهم العبادات الباطنة فاهملوا حدودها وحقائقها والعبادة التاسعة هي الانابة. والانابة الى الله شرعا هي رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء رجوع القلب الى الله محبة وخوفا ورجاء. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين. والحمد لله رب العالمين