السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم راحمون يرحمه الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين تعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على العلم باقراء اصول المتون وبيان معانيها الاجمالية ومقاصدها الكلية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم فيطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم اذى المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج مهمات العلم في سنته التاسعة تسع وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها. بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست اتين والف وقد انتهى من البيان رحمه الله تعالى اذا ذكر معاني العبادات الارض عشرة التي ذكرها في كتابه وانتهى بنا القول الى العبادة العاشرة وهي الاستعانة والاستعانة بالله شرعا هي طلب العبد هي طلب العون من الله في الوصول الى المقصود العون من الله في الوصول الى المقصود. والعون هو المساعدة. والعبادة الحادية عشرة هي الاستعاذة. والاستعاذة بالله شرعا هي طلب العوذ من الله عند المخوف طلب العوذ من الله عند ورود المخوف. والعود هو الالتجاء والحماية اية والعبادة الثانية عشرة هي الاستغاثة. والاستغاثة بالله شرعا هي ابو الغوث من الله عند ورود الضرر. طلب الغوث من الله عند ورود الضرر. والغوث هو المساعدة في الشدة. والغوث هو المساعدة في الشدة. والعبادة الثالثة عشرة هي ذبح والذبح لله شرعا هو قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام على صفة معلومة تقربا الى الله قطع الحلقوم والمريء من بهيمة الانعام على صفة معلومة تقربا الى الله. فالذبح عبادة مخصوصة ببهيمة الانعام. فلا يتقرب الى الله بذبح غيرها فالذبائح الشرعية كالاضحية والعقيقة والهدي والفدية جاءت في الشرع مرهونة بانواع بهائم الانعام الثلاث الابل والبقر والغنم. فعلم ان مطلوب الشرع فيما يتقرب بذبحه مخصوص بهذه الانواع الثلاثة. ولو قرب احد الى غير الله شيئا ان لا نقربه كذباب على ارادة تعظيمه واجلاله وعبادته صار كافرا مشركا خارجا من ملة الاسلام فافراد ما يتقرب به الى الله موقوفة على ورود الدليل. وان كانت قربة لغيره. كتقربنا لا بالركوع فانه لا يكون عبادة نتعبد بها الله الا اي الا في صلاة فلو ان احد قام بين ايدي الناس فركع لله سبحانه وتعالى ثم رفع فان الانحياء الذي اوقعه لم يقع عبادة فان اسم عبادة الركوع لم يأتي مستقلا. وانما اتى في ضمن حقيقة الصلاة. فكذلك الذبح لم يأتي الا في هذه الانواع الثلاثة فما عداها لا يعد تقربا الى الله بالذبح لو جعل لغيره لكان عبادة شركية مخرجة من ملة الاسلام والعبادة الرابعة عشرة هي النذر. والنذر لله شرعا له معنيان احدهما عام وهو الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع. الزام العبد نفسه لله امتثال خطاب الشرع. اي الدخول في الاسلام كله اي الدخول في الاسلام كله اخروا خاص وهو الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق الزام العبد نفسه لله نفلا معينا غير معلق. فيكون النذر عبادة ان بهذه الشروط الثلاثة فاولها ان يكون المنذور نفلا. فانه لو انا فرضا لم يصح كونه نذرا بانه لازم اصالة. فلو نذر احد ان يصلي العشاء اربع ركعات فان فعله يكون لغوا. اذ الركعات الاربع في العشاء واجبة شرعا اصالة. فلابد ان يكون المنذور نفلا. وثانيها ان يكون معينا اي مبينا. فلو جعله مبهما كقوله لله علي نذر لم يقع نذرا وفيه كفارة يمين وثالثها ان يكون غير معلق اي لا على وجه المقابلة في الجزاء اي لا على وجه المقابلة في الجزاء. فاذا قال العبد لله علي ان اصوم ثلاثة ايام اذا شفى مريظي لم يكن النذر المأمور بالتقرب به. وان كان لازما للعبد لم يكن النذر المأمور به وان كان لازما للعبد. فان قال لله علي ان اصوم ثلاثة ايام ولم يعلقها صارت نذرا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. وهذا فصل المقال في مسألة تنازع فيها اهل العلم وهي هل النذر عبادة مطلوب عقدها يتقرب الى الله بها ام لا؟ فذهب قوم الى كونها عبادة وذهب قوم الى انه يكره عقد النذر بل ذهب جماعة من المحققين الى ان عقد النذر حرام. وفصل المقال ان النذر الذي يكون عبادة يتبرأ بها العبد متقربا لله هو النذر الجامع هذه الاوصاف الثلاثة المذكورة في حده بان نفلا معينا غير معلق. طيب ما الدليل الذي يدل على ان النذر يكون عبادة ها طيب وغيره؟ نعم. ايش نعم قريب. ارفع صوتك نفس الاية ها ولا غيرها انت؟ الاخ اللي في الخلف نعم. او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. يعني بعض الاخوان ذكروا الله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره استطيرا. وهذه اية تدل على الوفاء بالنذر لا على عقد النذر تدل على الوفاء بالنذر لا على عقل ماذا؟ واما الاية الثانية التي ذكرها اثنان فهي الحجة في كون النذر عبادة وهي قوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. فهذه الاية لا يمكن دفعها بان يكون النذر غير عبادة فهي دالة من وجهين. احدهما ان النذر قرن بالنفقة التي هي عبادة متفق عليها والاخر انه ذكر فيها ثوابها في قوله تعالى فان الله يعلمه. يعني علم ثواب وجزاء فيراد انكم فعله فتكون الاحاديث الواردة كحديث انه لا يأتي بخير او حديث انه لا يرد القدر او حديث انما يستخرج به من البخيل محمولة على انواع اخرى من النذر كالنذر المعلق او غيره اما النذر الجامع الاوصاف الثلاثة المذكورة فهو النذر الذي يكون عبادة تطلب من العبد وفيها اية سورة البقرة التي ذكرناه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد له بالطاعة والبراءة والخلوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب. الاسلام والايمان والاحسان لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان الاصل الثاني. وهو معرفة العبد دين الاسلام بالادلة وتعليقه بالادلة لا يخالف عموم التعلق الذي ذكرناه عند بيان المسائل الاربعة من ان الجار والمجرور بالادلة متعلق بالمعارف الثلاث. فانه وقع هناك عاما. واعاده هنا خاصا معرفة الاسلام لان معرفة دين الاسلام هي اوسع المعارف الثلاث فروعا واكثرها فالافتقار فيها الى الادلة اكثر من الاصلين الاخرين. والدين يطلق في الشرع على معنيين احدهما عام وهو ما انزله الله على انبيائه لتحقيق عبادته. ما انزله الله على انبيائه لتحقيق عبادته. والاخر خاص وهو التوحيد. والاخر خاص وهو هو التوحيد والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة البراءة من الشرك واهله. الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. والبراءة من الشرك واهله مداره على الاستسلام لله بالتوحيد. فالجملتان الاخيرتان بمنزلة التابع اللازم للجملة اولى وافصح عنهما في كلام المصنف وغيره لشدة الحاجة الى بيانهما. وافصح عنهما بكلام المصنف وغيره شدة الحاجة الى بيانهما. فلو اقتصر في بيان المعنى العام للاسلام بانه الاستسلام لله بالتوحيد كان صوابا موافقا للوارد في القرآن والسنة. وزيد في البيان ذكر الجملتين الاخيرتين للاحتياج اليهما في كمال البيان في الازمنة المتأخرة. والاخر خاص وله معنيان ايضا والاخر خاص وله معنيان ايضا. الاول الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما. فانه يسمى اسلاما. والاخر الاعمال الظاهرة والشرائع الجلية الاعمال الظاهرة والشرائع الجلية كالوضوء والصلاة صدقتي فانها تسمى اسلاما. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان والاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب المرتبة الاولى الاعمال الظاهرة وتسمى الاسلام والمرتبة الثانية الاعتقادات الباطنة وتسمى الايمان والمرتبة الثالثة مرتبة اتقانهما. اي اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة وتسمى الاحسان. ومن اهم مهمات الديانة معرفة الواجب على العبد في دينه في اسلامه وايمانه واحسانه. والواجب منها يرجع الى ثلاثة اصول. والواجب منها يرجع الى ثلاثة باصول فالاصل الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه موافقا للحق في نفسه. والواجب فيه كونه موافقا للحق في وجماعه اصول الايمان الستة وتوابعها وجماعه اصول الايمان الستة وتوابعها والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع. والحق من الاعتقاد ما جاء به الشرع. والاصل الثاني العمل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية موافقة حركات العبد الاختيارية للشرع امرا وحلا. للشرع امرا وحلا. والحركات الاختيارية هي ما يصدر عنه بقصد وارادة. والحركات الاختيارية هي ما يصدر عنه عن قصد وارادة باطنا او ظاهرا. فيطلب من العبد ان تكون حركاته موافقة للشرع اي فرضا ونفلا وحلا اي اباحة. وفعل العبد نوعان. وفعل العبد نوعان. احدهما فعله مع ربه فعله مع ربه. وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له. وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له كالصلاة والصيام والزكاة والحج. كالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات. والاخر فعل مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة. وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة. فيما يكون بينه وبينهم. فيما تكون بينه وبينهم. والاصل الثالث الترك. والاصل الثالث الترك. والواجب فيه موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاة الله موافقة ترك العبد واجتنابه مرضاك الله وجماعه المحرمات الخمس وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت فعليها الانبياء وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك والقول على الله بغير العلم بغير علم وهي الفواحش والاثم والبغي بغير حق والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع اليها ويتصل بها مدار ما يجب على احدنا في دينه اسلاما وايمانا واحسانا يرجع الى هذه الاصول ثلاثة وتفصيل ما يجب منهن في الاعتقاد والفعل والترك يختلف باختلاف الاسباب الموجبة للعلم ومع جلالة هذه المسألة قل من اشاد بها وبين ما يلزم العبد من مهمات الديانة والذي له الفضل في بيان هذه المسألة بيانا حسنا هو ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة فان له كلاما نافعا في توجيه الانظار الى الاعتناء بما يجب من العلم في مهمات الديانة متعلقة بدين العبد اسلاما وايمانا واحسانا مما ذكرنا زبدة قوله ها هنا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكل مرتبة لها اركان فاركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله هو ان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والدليل قوله تعالى عند الله الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو وفي الاخرة من الخاسرين. ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو واولوا العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم. ومعناها لا معبود وده بحق الا الله لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. الاية قولوا قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. حريص عليكم وبالمؤمنين رؤوف رحيم. ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما اعينها وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة و ذلك دين القيمة ودليل الصيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. لما بين المصنف رحمه الله مراتب الدين الثلاث ذكر ان كل مرتبة لها اركان. وابتدأ باركان الاسلام فقال الاسلام خمسة وهي المذكورة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتفق عليه الذي اورده ثم قال المصنف بعد بيان حقيقة الاسلام ومراتبه واركانه والدليل قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اي الدليل على ان الدين الذي يجب اتباعه هو الاسلام هو قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. والايتان تتعلقان اسلامي بمعناه العام. الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد. وهما صالحتان للاستدلال البهما على الاسلام بمعناه الخاص. وهما صالحتان للاستدلال بهما على الاسلام بمعناه الخاص. لان الخاصة فرد من افراد العام فتصلح له ادلته. لان الخاصة فرد من افراد العام فتصلح له ادلته. فقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام اصل المعنى العامي ان الدين الذي جاء به الانبياء من الله وهو دينهم جميعا هو الاستسلام لله بالتوحيد ان تجعل الاية على المعنى الخاص للاسلام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لانه بهذا المعنى الخاص فرد من افراد المعنى العام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد. فمن دان لله بدين الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فانه مستسلم له بالتوحيد. ثم سرد المصنف اركان الاسلام بادلتها فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فالشهادة التي هي ركن هي الشهادة لله بالوحدانية والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. هي الشهادة لله بالوعد والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. والركن الثاني الصلاة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة. والركن الثالث الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة في الاموال هي الزكاة المعينة في الاموال والركن الرابع الصوم. والصوم الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر في كل سنة صوم شهر رمضان في كل سنة. والركن الخامس الحج حج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر. هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر فهؤلاء الخمس هن اركان الاسلام وحدود ما يكون منهن ركنا هو ما ذكرن فما عن هذا الحد وان كان واجبا فانه لا يدخل في اسم الركن. فمثلا من الزكاة الواجبة زكاة الفطر وهي ليست من جملة زكاة الاسلام التي هي ركن من اركانه لانها زكاة بدن والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام تتعلق بزكاة ايش؟ الاموال المعينة مثله ما كان فرضا فرظه العبد على نفسه كصوم منذور او حج منذور فانه وان كان واجبا الا انه لا يكون ركنا من اركان الاسلام فما زاد عن ذلك مما هو فوقه مما لا يكون واجبا ادعى بان لا يكون ركنا من اركان الاسلام فمثلا الاحاديث التي يتنازع الناس فيها في ما ورد من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم فلو ان احدا ضعف حديثا منها فلم يشهد بهذه الفضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم. فهل يكون قد قل بشهادته للنبي صلى الله عليه وسلم ام لا؟ الجواب الجواب لا لماذا لان الشهادة التي هو هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة له صلى الله عليه وسلم بايش؟ بالرسالة هي الشهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة وهذه المسائل ونظائرها تبين حاجة المتعلمين الى معرفة حدود المنزل التي هي اعظم همم الطلب مما ذكره ابن القيم في كتاب الفوائد فان الناس يتعاطون علوم الشرع على وجه الاجمال دون وتصير معاني الشرع ضعيفة فيهم. فلو قدر ان احدا امتنع من زكاة الفطر لرأيت من يرميه بانه انكر ركنا من اركان الاسلام وامتنع منه. وزكاة الفطر وان كانت واجبة ليست من جملة الزكاة التي هي ركن. وهذه البصيرة توجب على طالب العلم ان يعتني بتفاصيل العلم الذي يدركه ان تكون صحيحة ولو كانت قليلة فان اجمال الكلام وتكسيره ربما اضاع حقائقه المقصودة في الشرع. وفتش عن نفسك في تصورك لحقائق هذه الاركان الخمسة هل كنت تصور تتصورها على النحو الذي ذكرناه؟ ام يذهب خلدك الى معان اخرى تدرجها في حقيقة في الركن وهي ليست منه. واقتصر المصنف رحمه الله على بيان حقيقة الركن الاول ببيان معنى الشهادة لشدة الحاجة اليهما وكثرة الغلط فيهما. فبين معنى الشهادة لله بالوحدانية والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. فقول لا اله الا الله جامع بين النفي والاثبات. ففيه نفي استحقاق العبادة عن غير الله عز وجل. واتبات العبادة لله وحده. وقول اصنف في بيان شهادة ان محمدا رسول الله والا يعبد الله الا بما شرع اي لا يعبد الله الا بما شرعه الله. فوضع الشرع خاص بالله سبحانه وتعالى. فالضمير عائد على الاسم الاحسن الله. فالشرع في خطاب القرآن والسنة لا يطلق الا على الفعل المنسوب الى الله عز وجل ولم يقع في كلام الصحابة ولا التابعين ولا اتباع التابعين انهم جعلوا ما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم شرعا انهم لم يقولوا شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما قالوا احل وحرم وفرض وسنى وهذا للشرع لا وضع للشرع ففرق بين مقام الوضع الذي هو لله وحده. وبين مقام البيان الذي يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ما يكون منه لانه المبلغ عن الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. لما فرغ رحمه الله من بيان اركان الاسلام وهو المرتبة الاولى من مراتب الدين الثلاث اتبعه ببيان اركان الايمان وهو والمرتبة الثانية منها. والايمان في الشرع له معنيان. احدهما الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فانه يسمى ايمانا والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن بالاسلام والاحسان. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان وللايمان شعب كثيرة. وشعب الايمان هي فصاله واجزاؤه الجامعة له. وشعب الايمان هي خصاله واجزاؤه الجامعة له. واختلف في عدد شعب الايمان للاختلاف في الحديث الوالد فيها في الصحيحين وهو حديث الايمان بضع وستون او قال بضع وسبعون فهو في البخاري بضع وستون. وعند مسلم بضع وسبعون. وعنده ايضا رواية ثالثة على الشك وستون او وسبعون شعبة. والمقدم من هذه الالفاظ الثلاثة رواية البخاري. الايمان بضع وسبعون شعبة واعلى شعبه قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن عن الطريق اي تنحيته وتحويله عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. ثبت هذا في حديث ابي هريرة عند مسلم واصله في البخاري وشعب الايمان ثلاثة انواع. احدها قولي كقول لا اله الا الله وتانيها عملي كاناطة الاذى عن الطريق وثالثها قلبي كالحياء وهذه الانواع الثلاثة مذكورة في لفظ حديث ابي هريرة عند مسلم. واركان الايمان ستة. وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره والايتان المذكورتان في كلام المصنف دالتان على هذه الاركان الستة. ورأس ما تنبغي معرفة من اركان الايمان معرفة القدر الواجب المجزئ من كل ركن منها. فان هذه اركان الستة يكون من كل واحد منها قدر واجم واجب لازم للعبد اصالة. لا تحقق له دينه الا بمعرفته بهذا القدر وامتثاله له. واستقراء ادلة الشرع دل على تعيين هذه المقادير في كل ركن من هذه الاركان الستة قدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده ربا له الاسماء الحسنى والصفات العلى. فالقدر الواجب المجزئ من الايمان بالله هو الايمان بوجوده معبودا له الاسماء الحسنى والصفات العلى. والقدر الواجب المجزئ من الايمان هو الايمان بانهم خلق من خلق الله. وان منهم من ينزل بالوحي على انبيائه. انهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل بالوحي على انبيائه. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالكتب والايمان بان الله انزل على من شاء من انبيائه كتبا هي كلامه. هو الايمان بان الله انزل على من شاء من انبيائه كتبا هي كلامه. ليحكموا بين الناس. ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وانها جميعا منسوخة بالقرآن. وانها جميعا منسوخة بالقرآن والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالرسل هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منه الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. وان اخرهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. والقدر الواجب المجزئ من الايمان باليوم الاخر هو الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة. الايمان بالبعث في يوم عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق. فمن احسن فله الحسنى. وهي الجنة. جعلنا الله واياكم من اهلها ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار. اعاذنا الله واياكم منها. والقدر الواجب المجزئ من الايمان بالقدر هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير وشر. الايمان بان الله قدر ارى كل شيء من خير وشر. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. فهذه الاقدار المذكورة هي حدود ما يجب على العبد ابتداء من اركان الايمان فلو فقد منها شيء لم يكن العبد مسلما وان زعم ذلك. فلو قيل لقائل هل محمد صلى الله عليه وسلم اخر الرسل فقال لا يكون بعده انبياء ورسل يرسلهم الله فان هذا وان انتسب الى الاسلام غير مسلم. لانه لم يعتقد ما يجب عليه من ان اخر الانبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم ولو سئل رجل يصلي ويصوم ويزكي ويحج هل يبعث الناس في يوم عظيم هو يوم القيامة فقال ليس بعد الموت بعث. فانه يكون مسلم ولا غير مسلم. فانه يكون كافرا فمعرفة هذه الاقدار واجبة للعبد اذ لا يثبت دينه مسلما الا بها. وما زاد على ذلك فانه يكون تارة واجبا ببلوغ الدليل. وتارة لا يكون واجبا ابدا. فمثلا ما ذكرناه قبل من الايمان بالملائكة فلو قدر ان احدا سئل هل تؤمن بالملائكة؟ فقال نعم. نؤمن بالملائكة قيل له ما الملائكة؟ فقال خلق من خلق الله. صار ايمانه صحيحا. فان قيل له هل منهم احد اسمه جبريل فقال لا اعرف. فان ايمانه ايش؟ يكون صحيحا. اذ ليس معرفة فرد من باسمه واجبا عليه. فان قيل له قد ذكره الله تعالى فتليت عليه الايات القرآنية التي فيها ذكر جبريل الاحاديث النبوية التي فيها ذكر جبيل صار ايمانه بان جبريل من الملائكة واجب ام غير واجب؟ صار واجبا بلوغ الدليل له. فلو قدر ان غيره قيل له هل تؤمن بالملائكة؟ قال نعم. فقيل له وهل منهم احد اسمه جبريل قال نعم نسمع القرآن يقرأونه في الصلاة وفيهم ذكر جبريل صار ايمانه صحيحا فان قيل له هل جبريل موت ام لا يموت؟ فقال لا ادري. فقال سائله هذه المسألة ذكرها السيوطي في اخر كتاب الاكليل ثم قرأ عليه ما ذكره السيوطي من كلام اهل العلم في ذلك فقال لا اعلم هذا الذي تقول ولا سمعت احد من المشايخ انا لا ادري عنه فان ايمانه يكون صحيحا ولا تكون هذه المسألة واجبة عليه ولا على غيره وان انما الواجب على العبد من الايمان هو ما يجب عليه ابتداء مما ذكرناه او ما يجب عليه لبلوغ الدليل بعد ذلك اما ما زاد على ذلك من فروع المسائل الايمانية التي اختلف فيها اهل السنة والجماعة انفسهم فان ذلك لا يكون واجب على العبد وعقل هذا الذي ذكرناه يبين لك جلالة الاشتغال بالنافع الذي يطلب من العباد وان العدول الى الاشتغال بغيره يصدق قول ابي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله من ترك من اشتغل اضر بالمهم اي اذا اشتغل العبد بفضول المسائل اضر بما يلزمه من المسائل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والدليل قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله تعالى ومن يتوكل الى الله فهو حسبه وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في انه هو السميع العليم. وقوله وما تكونوا في شأنه وما تتلوا منه من قرآن ولا يعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا. الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه انه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله الله عليه وسلم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه من ان احد فجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه قال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فقال صدقت فعجبنا له ويسأله ويصدقه قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت. قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراه قال صدقت قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال اخبرني عن اماراتها قال ان تلد لامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال فمضى فلبس مليا فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل؟ قل الله ورسوله اعلم. قال اذى جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اركان الايمان وهو المرتبة الثانية من مراتب الدين الثلاث اتبعه ببيان اركان الاحسان وهو المرتبة الثالثة من مراتب الدين. والاحسان يكون مع الخالق والمخلوق. والمراد منه هنا الاحسان مع الخالق ومتعلقه اجادة الشيء واتقانه. وله في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. فانه يسمى احسانا والاخر خاص وهو اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. اتقان الباطنة والاعمال الظاهرة فانه يسمى احسانا. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الاحسان بالايمان والاسلام. فتقرر مما ذكرناه فيما سلف من القول ان هذه الاسماء الثلاثة الاسلام والايمان والاحسان. يكون كل واحد منهما دالا على الدين كله فيندرج فيه الاخر فاذا قيل دين الاسلام دخل فيه ايش؟ الايمان والاحسان. واذا قيل دين الايمان دخل فيه الاسلام والاحسان واذا قيل دين الاحسان دخل فيه الاسلام والايمان. واذا جمعت هذه الاسماء الثلاثة مقرونة ببعضها صار كل اسم له معنى. فاذا قيل الاسلام والايمان والاحسان صار المراد بالاسلام ايش؟ الاعمال الظاهرة والمراد بالايمان الاعتقادات الباطنة والمراد بالاحسان اتقانهما. والقدر المجزئ الواجب من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. والقدر المجزئ الواجب من الاحسان مع الخالق يرجع الى اصلين. احدهما معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار. احسان معه في حكمه القدري بالصبر على الاقدار والاخر احسان معه في حكمه الشرعي. احسان معه في حكمه الشرعي. بامتثال خبره بالتصديق اثباتا ونفيا. بامتثال خبره. بالتصديق اثباتا ونفيا وامتثال طلبه. بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال. وامتثال طلبه بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال. واركان الاحسان اثنان احدهما عبادة الله. عبادة الله. والاخر فعل تلك العبادة على مقام او المراقبة. فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. وهما المذكوران في قوله صلى الله عليه سلم ان تعبد الله كأنك تراه. وهذا مقام المشاهدة. فان لم تكن تراه فان انه يراك وهذا مقام المراقبة. فالمشاهدة ان يعبد المرء ربه تحظرا مشاهدته له ان يعبد العبد المرء ربه مستحظرا مشاهدته له والمراقب ان يعبد المرء ربه مستحظرا مراقبته واطلاعه عليه. ان يعبد المرء ربه مستحظرا مراقبته واطلاعه عليه. ذكره ابو الفرج ابن رجب في كتاب الايمان في شرح كتاب الايماني من فتح الباري. ثم قال المصنف والاحسان ركن واحد اي شيء واحد اي شيء واحد نص عليه ابن قاسم العاصمي في حاشيته نص عليه ابن القاسم العاصمي في حاشيته ولا مناص من حمده على هذا المعنى. يعني معنى الركن هنا هو الشيء. لماذا لماذا لابد ان يكون بهذا المعنى؟ يكون ايش انت حضرت قبل عندنا دمعة طيف احسنت احرص على سماع ما ينفعك وجاوب قريب من من المراد. هو كما قال الاخ لان الركن لا يكون الا متعددا. لان الركن لا يكون الا متعددا. فالشيء يكون له ركنان فاكثر. واما ما يذكر عن شيء انه ركن واحد فهو ذات الشيء نفسه. فهو ذات الشيء فهو ذات الشيء نفسه. فاذا قيل الاحسان ركن واحد اي شيء واحد اي هو الاحسان نفسه. وذكر المصنف رحمه الله ادلة الاحسان من القرآن والسنة وساق ومن ادلة السنة حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف حديث المعروفة بحديث جبريل طويل وفيه ذكر مراتب الدين الثلاث الاسلامي والايماني والاحسان فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهن ثم سماهن دينا. فهي مراتب الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا نبئ وارسل بالمدثر وبلده مكة. لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان اصل الثاني اتبعه ببيان الاصل الثالث من الاصول الثلاثة. وهو معرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم والنبي في الشرع له معنيان. احدهما عام وهو رجل انسي حر رن رجل انسي حر. اوحي اليه وبعث الى قوم. اوحي اليه وبعث الى قوم فيندرج فيه الرسول فيندرج فيه الرسول والاخر خاص وهو رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين رجل انسي حر اوحي اليه وبعث الى قوم موافقين فلا يندرج فيه الرسول فلا يندرج فيه الرسول فاسم النبي تارة يقع عاما يندرج فيه كل مبعوث اوحى الله اليه تارة يقع خاصا على المعنى الذي ذكرناه. وسبق ان عرفت ان الاصل الاول وهو معرفة عبد ربه من قدر واجب يرجع الى اربعة اصول. وان الاصل الثاني وهو معرفة العبد دين الاسلام منه قدر واجب يرجع الى ثلاثة اصول. وكذلك يكون من الاصل الثالث وهو معرفة النبي صلى الله عليه وسلم قدر واجب يرجع الى اربعة اصول. اولها معرفة اسمه محمد. معرفة اسمه محمد دون بقية نسبه. دون بقية نسبه. فان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به فان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بوصفه وما بعث به. اي اذا جهل اسمه محمد كان جاهل اسمه جاهلا بوصف هذا الرجل وانه رسول ارسله الله سبحانه وتعالى الينا وانه بعث بدين الاسلام. وكان يقوم مقام اسمه في حياته صلى الله عليه وسلم رؤية والاشارة اليه فلما غابت عنا ذاته بموته صلى الله عليه وسلم تعلق الوجوب بمعرفة لان امتياز حقوق الخلق بعضها عن بعض موقوف على معرفة اسمائهم. وهذه قاعدة عامة ومن هنا ذهب اهل العلم الى وجوب تسمية المولود. فان تسمية المولود واجبة اجماعا ذكره ابو محمد ابن حزم لانه لو قدر انه ترك مواليد له بلا برسم فقال اوقفت على فلان ولم يعين اسما له فان هذا الوقف لا يعرف على من هو من ابنائه او من غيره او غيره من الحقوق التي تتعلق بالخلق. ومن هذا الجنس حقه صلى الله عليه وسلم في معرفة لكونه رسولا مبعوثا الينا فان هذا مناط بمعرفة ان الرجل الذي بعث الينا رسولا من الله اسمه محمد والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله. معرفة انه عبد الله ورسوله. اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وجعله خاتم الانبياء والمرسلين وجعله خاتم الانبياء والمرسلين. والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به نبوته هو كتاب الله. معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به نبوته هو كتاب الله. فلا بد ان يعرف العبد ان من اصول لمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم الواجبة ان الذي يدلنا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وثبوت نبوته هو الكتاب الذي بايدينا منسوبا الى الله سبحانه وتعالى فان الله قال ولو تقول علينا بعضا الاقاويل لاخذنا امنه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. وفي حديث ابي برزة عند ابي داود. وفي حديث براء بن عازب رضي الله عنه عند ابي داود ان الرجل اذا سئل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل ما الرجل الذي بعث بك اذا بعث اليكم فقال فيقول المؤمن هو محمد رسول الله. فيقال له اي شيء علمك فيقول قرأت كتاب الله فامنت وصدقت. يعني اي شيء دلك على صدق هذا الرجل؟ ولم يعد اهل العلم هذا سؤالا رابعا لتعلقه بالسؤال الثالث وهو ثبوت معرفة النبي صلى الله عليه وسلم. فلابد ان يعرف العبد ان الذي دل على محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم. ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم عمر ثلاثا وستين سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا فاوحي اليه وبعث وهو ابن اربعين سنة ثم ما اتم بقية عمره نبيا رسولا. ووحي البعث الذي يصطفي به الله من شاء من عباده نوعان. ووحي البعث في الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده نوعان. احدهما وحي نبوة. والاخر وحي رسالة احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة وهي درجة اعلى من النبوة فقول المصنف نبئ باقرأ وارسل بالمدثر اعلام بان انزال اقرأ عليه ثبت له به وحي البعث في اقل درجاته. وهي درجة النبوة. ثم انزلت عليه صلى الله عليه وسلم سورة المدثر ثبتت له الرسالة صلى الله عليه وسلم للعلم بكونه مبعوثا الى قوم مخالفين. فقول المصنف نبئ باقرأ اي ثبتت له النبوة بانزال صدره في سورة العلق عليه وقوله وارسل بالمدثر اي صار رسولا بارسال السورة بانزال سورة المدثر عليه بما فيها من خبر من انه صلى الله عليه وسلم مبعوث الى قوم مخالفين وهذا نعت الرسول الذي يخالف به النبي في احسن الاقوال. فالنبي يبعث الى قوم ايش؟ موافقين. والرسول يبعث الى قوم مخالفين وهذا في المعنى الخاص لهم. واما في المعنى العام فالنبي رسول والرسول نبي ولذلك تجد ايات في القرآن الكريم تطلق ويراد بها هذا وهذا. كقوله تعالى بعث الله النبيين اي من الانبياء والرسل فيدخل فيه الرسول هو النبي. وتارة يذكر الرسل ويراد معهم الانبياء. كقوله ورسلا قصصناهم عليك. اذا اخر الاية غسلا قلقاص ناوم عليه. فيتناول ذلك النبي والرسول بالمعنى العام. قال وبلده مكة اي كان بعده صلى الله عليه وسلم في مكة البلد المعروف في الحجاز. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الله بعثه الله بالندارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد والدليل قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر. والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر. ومعنى قم فانذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. وربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر اي طهر اعمالك عن الشرك والرجس فاهجر الرجز الاصنام وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها. وعداوتها واهلها واهلها اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى التوحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين وبعدها امر بالهجرة الى المدينة والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام وهي باقية الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض والله واسعة فتهاجر فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيل الى فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون. قال البغوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الاية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا نادهم الله باسم الايمان. والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها فلما استقر بالمدينة امر فيها ببقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين. وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باق. وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه. ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأبى ذكر المصنف رحمه الله ان المقصود من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم امران احدهما النذارة عن الشرك. والانذار لفظ مشتمل على والترهيب والانذار لفظ مشتمل على التحذير والترهيب. والاخر الدعوة الى التوحيد ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب والترغيب. ولفظ الدعوة مشتمل على الطلب الترغيب والدليل قوله تعالى قم فانزل وربك فكبر. فقوله تعالى قم فانذر دليل الاول فانه امر بالنضارة من كل ما يحذر. واعظم ما يحذر هو الشرك. وقوله وربك فكبر دليل الثاني فانه امر بتكبير الله واعظامه واعلى ما يكبر الله به هو الدعوة الى توحيده سبحانه وتعالى. وفسر المصنف قوله تعالى وثيابك فطهر فقال اي طهر اعمالك عن الشرك وعليه اكثر السلف حكاه ابو جعفر الطبري في تفسيره والثياب تعم الاعمال واللباس واحسن القولين ان المراد بها في الاية الاعمال الملابسات لا الاردية الملبوسات. فان سياق الايات يدل على ذلك. فالاية المذكورة جاءت بين امر بالتوحيد ونهي عن الشرك في قوله وربك فكبر وقوله سبحانه وتعالى والرجز فاهجره. فالمناسب بينهما ان يكون المأمور بتطهيره هو تطهير الاعمال ومن جملتها تطهير الباطن. ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة. ثم ذكر المصنف اصول هجر عبادة الاصنام وهي اربعة الاول تركها وترك اهلها. تركها وترك اهلها. والثاني فراقها وفراق اهلها وهذا قدر زائد على الترك. وهذا قدر زائد على الترك. فان التارك قد يكون مفارقا وقد لا يكون مفارقا. واما المفارق فهو تارك وزيادة. والثالث البراءة منها ومن اهلها البراءة منها ومن اهلها. والرابع عداوتها وعداوة اهلها. وفيه زيادة سابقة هذا الثالث باظهار العداوة. فان المتبرأ قد يكون مظهرا العداوة وقد يكون غير مظهر لها وهذه الاصول لا تختص بعبادة الاصنام. بل كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى يؤمر باعمال هذه الاصول الاربعة في هجر عبادته. ثم ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث لبث عشر سنين بمكة يدعو الى التوحيد وبعد مضي العشر به الى السماء اي صعد به ورفع صلى الله عليه وسلم الى السماء. وكان معراجه بعد الاسراء به فاسري به اي اخذ ليلا ونقل الى بيت المقدس. فالانتقال من مكة الى بيت المقدس يسمى اسراء. ثم الانتقال من الارض يسمى الى السماء يسمى معراجا. فمعراجه صلى الله عليه وسلم بانتقاله من بيت المقدس في الارض الى السماء. وفرضت عليه الصلوات الخمس في تلك الليلة فصلى بمكة ثلاث سنين وامر بعدها صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى المدينة وكانت تسمى يثرب. والهجرة شرعا هي ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه. ترك ما يكرهه الله ويأباه الى ما يحبه ويرضاه وهي ثلاثة انواع احدها هجرة عمل السوء هجرة عمل السوء بترك الكفر والفسوق والعصيان بترك الكفر والفسوق والعصيان. وثانيها هجرة بلد السوء بالتحول عنه الانتقال الى غيره هجرة بلد السوء بالتحول عنه والانتقال الى غيره. والثالث هجرة اصحاب السوء هجرة اصحاب السوء. بمجانبة من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق يا نبت من يؤمر بهجره من الكفرة والمبتدعة والفساق. ومن هجرة البلد المأمور بها وهي النوع الثاني الهجرة من بلد الكفر الى بلد الاسلام. وهي واجبة على من انا قادرا عليها عاجزا عن اظهار دينه. فالهجرة من بلد الكفر الى بلد الاسلام واجبة بشرطين الهجرة من بلد الكفر الى بلد الاسلام واجبة بشرطين. احدهما عدم القدرة على اظهار الدين القدرة على اظهار الدين. ومن كان متمكنا من اظهار دينه في بلد الكفر فالهجرة بحقه مستحب. ومن كان متمكنا من اظهار دينه في بلد الكفر فالهجرة في حقه مستحبة والثاني القدرة على الخروج من بلد الكفر. القدرة على الخروج من بلد الكفر. فان عجز عن ذلك عذر لعجزه فان عجز عن ذلك عذر لعجزه. وذكر المصنف رحمه الله ادلة الهجرة من القرآن والسنة. ثم ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم استقر في المدينة بعد هجرته اليها وامر فيها ببقية شرائع الاسلام. وكانت مدة بقائه صلى الله عليه وسلم فيها عشر سنين. ثم توفي صلوات الله وسلامه عليه وبقي بعده دينه الذي دعا اليه وهو الاسلام. وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة ونصح الامة فلا خير الا دلها عليه ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دلها عليه هو التوحيد وما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه هو الشرك وما يكرهه الله ويأباه. والمذكور هما فردان من افراد الخير والشر. فاعظم الخير التوحيد واعظم الشر الشرك. فافردهما لجلالة موقعهما من المعنى العام في الخير والشر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بعثه الله الى الناس كافة وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس والدليل قوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا واكمل الله له الدين والدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم ان يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يبعثون. والدليل قوله تعالى منها وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. وقوله تعالى والله انبتكم من الارض لبابا اتى ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون ومجزيون باعمالهم قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا واجزي الذين ان احسنوا بالحسنى ومن كذب بالبعد كفر. والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا اكون للناس على الله حجة بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليهما الصلاة والسلام. وهو خاتم النبيين لا نبي بعده. والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولا رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اول الرسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت. والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او جوع او مطاع والطواغيت كثيرون. ورؤوسهم خمسة. ابليس لعنه الله. ومن عبد وهو راض ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه. ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة والله سميع عليم. وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعبوده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم. وصلى الله على محمد وال وصحبه وسلم. اللهم صلي عليه وسلم. ذكر المصنف رحمه الله ان الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة اي اذا الجن والانس وافترض عليهم طاعته والدليل قوله على قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فان اسم الناس يتناول الانس والجن اصله من النوم وهو الحركة والاضطراب وهي وصف للانس والجن على حد سواء. وذكر ان الله اكمل له صلى الله عليه وسلم الدين كما اخبر سبحانه بقوله اليوم اكملت لكم دينكم الاية ثم ثم مات النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبر الله انك ميت وانهم ميتون. ثم ذكر ان الناس اذا ماتوا يبعثون والبعث في الشرع قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان. قيام القائل اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية. وذكر المصنف ما ذكر من ادلته وبعد البعث محاسبون ويجزون باعمالهم والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والحساب في الشرع هو عد اعمال العبد يوم القيامة والجزاء هو الثواب عليها. بالنعيم المقيم وداره الجنة او بالعذاب الاليم وداره النار والجزاء هو الثواب عليها بالنعيم المقيم وداره جنة او بالعذاب الاليم وداره النار. وذكر صنفوا دليلا عليها قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. فالاية تدل على الامرين من وجهين. احدهما دلالتها على الجزاء طابق في قوله ليجزي دلالتها على الجزاء المطابقة في قوله ليجزي والاخر على الحساب باللزوم لتوقف الجزاء عليه. دلالتها على الحساب باللزوم لتوقف عليه. فيحاسب الخلق اولا ثم يجزون على اعمالهم. ويستثني الله سبحانه وتعالى من يستثنيه من الخلق الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. ثم ذكر ان من كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية. فانكار البعث من مقالات الكافرين. فمن وافقهم في رافقهم في مآلهم. فمن وافقهم في مقالهم رافقهم في مآلهم. اي صار كافرا مثلهم من اهل النار. ثم ذكر المصنف قاعدة كلية في بعث الرسل. فقال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. فبعثهم يتضمن امرين. احدهما البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. البشارة لمن اطاعهم بالفلاح في الدنيا والاخرة. والاخر النذارة لمن عصاهم خسارة في الدنيا والاخرة النذارة لمن عصاهم بالخسارة في الدنيا والاخرة. ثم ذكر المصنف مسألتين الاولى ان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام. والتانية ان اخرهم هو محمد عليه الصلاة والسلام وقدم دليل التانية لاهميتها وعلو مقامها فذكر الدليل الدالة على خاتم الانبياء والمرسلين بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو قوله تعالى وما ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولا رسول الله وخاتم النبيين. ثم ذكر الدليل على كون نوح اول الرسل وهو قول تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. ودلالة الاية على اول تقديم ذكره على الانبياء في الايحاء. تقديم ذكره على الانبياء في الايحاء والايحاء الذي قدم فيه نوح على غيره هو وحي الرسالة. والايحاء الذي قدم فيه نوح على غيره هو وحي الرسالة واما وحي النبوة فقد تقدمه فيه من؟ ادم عليه الصلاة والسلام افاقا وادريس في القول الاظهر. وقد علمت فيما سبق ان وحي البعث نوعان احدهما وحي نبوة والاخر وحي رسالة. فالاول منهم باعتبار وحي النبوة هو ادم عليه الصلاة والسلام الاول منهم باعتبار وحي الرسالة هو من نوح عليه الصلاة والسلام والاخر منه نبوة ورسالة هو محمد صلى الله عليه وسلم. فجمع له صلى الله عليه وسلم في الاخرية ما تفرق لغيره في الاولية. فله صلى الله عليه وسلم حظ من قوله نحن الاخرون السابقون فقد جاء صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء وكان صلى الله عليه وسلم هو اعظمهم مقاما عند الله سبحانه انه وتعالى واصلح من الاية المذكورة في اولية نوح عليه الصلاة والسلام ما رواه البخاري ومسلم في حديث انس وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه ان ادم عليه الصلاة والسلام يقول ائتوا نوحا اول رسول ارسله الله الى اهل الارض ثم ذكر المصنف ان كل امة بعث الله اليها رسولا كما قال وان من امة الا خلى فيها نذير وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فالانبياء والرسل عم الامماء جميعا ودعواتهم تجمع اصلين. ودعواتهم تجمع اصلين. احدهما الامر بعبادة اتق الله المتضمن النهي عن الشرك. الامر بعبادة الله. المتضمن النهي عن الشرك. وهو المذكور في في قوله ان اعبدوا الله وهو المذكور في قوله ان اعبدوا الله. والاخر الامر باجتناب الطاغوت المتضمن النهي عن عبادته الامر باجتناب الطاغوت المتضمن النهي عن عبادته وهو مذكور في قوله واجتنبوا طاغوت واجتنابه يتحقق بالكفر به. واجتنابه يتحقق بالكفر به صفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله. وصفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عباده في غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر اهلها وتعاديهم. ذكره المصنف في رسالته المفردة المعروفة برسالته في الطاغوت. وذكر المصنف قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت دليلا على الامرين فالاية تدل على عموم دعوات الانبياء في الامم وتدل على ما دعت اليه الانبياء والرسل ثم ذكر ان الله افترض على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين من الغيب فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. والعروة اسم لما يستمسك ويتعلق والعروة اسم لما يستمسك ويتعلق به. فما يعلق المرء فيه يده مستمسكا يسمى قوة والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى. والوثقى مؤنث الاوثق اي الاقوى. ومعنى لا انفصال طعم لها اي لا انقطاع لها. ومعنى لا انفصام لها اي لا انقطاع لها. والطاغوت له معنيان والطاغوت له معنيان. احدهما خاص وهو الشيطان. احدهما خاص وهو شيطان وهذا المعنى هو المراد عند الاطلاق في القرآن. وهذا المعنى هو المراد عند الاطلاق في القرآن والاخر عام. واحسن ما قيل فيه ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين وعده عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد وتلميذه سليمان ابن سحمان احسن ما قيل في حد الطاغوت بالمعنى العام والمعنى العام فيه بيان انواع الطواغيت وانها ثلاثة. فيه بيان انواع الطواغيت وانها اتى احدها طاغوت عبادة. وتانيها طاغوت طاعة. وثالثها طاغوت اتباع طاغوت عبادة وتانيها طاغوت طاعة وثالثها طاغوت اتباع ذكره سليمان ابن سحمان واشار المصنف الى معنى الطاغوت الخاص وبعض افراد المعنى العام. فقال والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو الى اخر كلامه والمراد بالرؤوس اعظمهم شرا واشدهم خطرا. والمراد بالرؤوس اعظمهم خطرا واشد اعظمهم شرا واشدهم خطرا وهم الخمسة المذكورون. والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو لا اله الا الله والكفر بالطاغوت والايمان بالله هو حقيقة لا اله الا الله فان معنى لا اله الا الله ما تقدم جامع بين النفي والاثبات. ففيها نفي جميع ما يعبد من دون الله واثبات العبادة لله وحده فالايمان بالله يوافق اثباتها. والكفر بالطاغوت يوافق نفيها. وهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام. الحديث رواه الترمذي وابن ماجة من حديث معاذ ابن جبل. ويأتي بتمامه في الاربعين النووي فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم رأس الامر الاسلام اي رأس الدين الذي جاء به صلى الله عليه وسلم هو الاستسلام لله بالتوحيد اي رأس الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الاستسلام لله توحيد المستلزم للكفر بكل معبود سوى الله سبحانه وتعالى. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من بيان معاني هذا الكتاب مما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع ثلاثة الاصول سمع عليه في الطبقة الاولى سمع علي جميع ثلاثة الاصول وادلتها بقراءة غير البياض الثاني بقراءة غيره. صاحبنا ويكتب اسمه تاما في الطبقة الاولى. ما هي موجودة عندك السنة الماضية هذي اكتب طيب وحصل ايضا في السنة الثانية واكتب تاريخه بقراءة غيره صاحبنا يكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلسين لميعاد المثبت في محله بنسخته. واجزت له روايته عني. اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد المذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وهده صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة اضربوا على كلمة يوم ليلة السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه عليه وسلم. وانبه بعد ان من فاته نسخة من الكتب فلم يأخذها فستوزع ان شاء الله تعالى غدا في المكتبة المذكورة بعد درس الفجر الذي هو درس فضل الاسلام. ثم انبه ثانيا الى ان من اراد سؤالا ان يكتبه في ورقة. ومن اراد قراءة فليهتبل الاوقات المناسبة ليس من الاوقات المناسبة اننا نخرج عشان نروح في الصفوف الاولى لندرك الاقامة فهذا لا يصلح للقراءة. لكن اذا خرجنا من درس الفجر خاصة وغيره من الدروس هذا مناسب للقراءة في من عليه فوت في هذه السنة او غيرها من السنوات. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبدي ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. عبدي رسول محمد واله وصحبه اجمعين