وبقيت بقية منها ما يكون بعد قبل الصلاة ومنها ما يكون بعد الصلاة. فاما اول تلك البقية فالاجابة على ما تيسر من اسئلتكم مع تقديم الاسئلة المتعلقة بالدرس مباشرة لانها الحقيقة بالاجابة ما امكن وانبه هنا الى امرين احدهما انني غير مرة اذكر ان السؤال يكتب في ورقة ثم يدركني من يدركني بالمشي ورائي يسألني وقد قلت يكتب السؤال في ورقة. وانك لتعجب من رجل يسأل عن مسألة يحتاج جوابها الى نصف ساعة. اذا كان يفهم مآخذها ومواردها. فكيف وانت تجهل فهمه وادراكه مما يعوزك الى وقت اكثر فان من المسائل الكبار ما يحتاج الى تقرير طويل. والاخر ان الورقة حقيقية فهي هذه اما ارسال الرسائل على الجوال فلا عبرة به فان من يريد ان يسأل يسأل سؤالا ينفع عامة الحاضرين اما ان يسأل سؤال يختص به هو على الجوال فهذا لا عبرة له مما يتعلق بالبرنامج فنقدم الاجابة على الاسئلة بحسب ما يناسب المقام يكون بعض هذه الكتب التي درست قد درسناها من قبل وبعضها درسنا بعضا منها وبعضها لم ندرسها فكيف نحقق الاستفادة القصوى من هذا البرنامج؟ وكيف نلم شعث العلوم؟ الجواب ان هذه الدروس اشبه بالاجمال الذي يعقب بالتفصيل. فالمقصود منها الترغيب في العلم والحث عليه. واملاء كثير من عيون مسائله مع لزوم الحاجة الى دوام مراجعته. فاذا رجعتم الى مواضع سكناكم فعليكم بالاقبال على هذه الدروس سماعا واستشراحا ونظرا وحفظا ولو بقي الانسان سنة او سنتين في ضبط هذه الاصول فان انه انفع له فان هذه الاصول تشتمل على اصول العلم اللازمة. وينتفع بها في تقوية مدارك الانسان ويكمل اقول ان الاستفادة من هذا البرنامج يكون بملازمة هذه الكتب حفظا وفهما فانها من اصول العلم المتينة. فينتفع بها في تقرير العلم الاصيل ونفي العلم الدخيل مع ما يرجع على المتلقي من قوة العقل. فان النظر في هذه الاصول مرة بعد مرة يقوي العقل ويزيد العلم فان التدقيق في المعلوم يفيض بالعلوم. فالمرء اذا دقق نظره في شيء يعلمه اتقنه فينبغي ان تلازموا هذه الاصول بالحفظ والشرح وتكرار ذلك. وكان من سبق يلازم لها مدة طويلة من حياتهم تعلما وتعليما. فكان علمهم اصيلا نافعا نبيلا. مما يرجى منفعته في دنيا ومنفعته في الاخرة نسأل الله ان يرزقنا جميعا العلم النافع. هذا يقول في فضل الاسلام ذكر في القصة ابن مسعود مع الخوارج انهم يسبحون مئة. فما حكم تحديد المسلم لنفسه وردا من التسبيح والذكر خاص به؟ وما حكم لو قال لاولاده او اصدقائه دعونا نسبح مئة او الفا ونستغفر الف مرة. هذا السؤال له جهتان احداهما في خاصة ما يفعله الانسان في نفسه فله ان يضع عددا يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى صح هذا عن ابي هريرة رضي الله عنه انه كان يسبح في اليوم اثنتي عشرة تسبيحة فهذا امر جائز اذا اراد الانسان ان يعتاد الزام نفسه بالذكر فوقت شيئا مع عدم اعتقاده ان هذا مأثور فهو لا يعتقد انه قربة في العدد. فلو سبح عدد الف او سبح عدد خمس مئة فالتسبيح واحد في عدده لا تعبد فيه. واما الجهة الثانية وهي دعوة غيره له. فهذه فيها مأخذ التعبد لانه يجعل العدد متعبدا به. واذا اراد ان يعلمهم يعلمهم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فانما قدر بالاعداد في السنة النبوية سنة مأثورة. وما كان في غيرها فانه امر جائز. والتعليم للسنة المأثورة اعظم واولى واعلى من تعليم الامور الجائزة. وقد غلط من غلط فقلب الامر وجعل تعليم الناس الامر الجائز هو الاصل وترك تعميم السنن. فتسمع كثيرا من المتكلمين في باب الاذكار والدعاء يذكرون اشياء هي من باب على التحقيق لكن الاولى ان يعلم الناس ويدعوا في الخطاب العام الى تعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول لماذا لم يقل عن الذي قرب ذبابا لدفع الضرر عنه شرك طاعة كما قيل عن ادم عليه السلام لان ادم عليه السلام خلا فعله المنسوب اليه من قصد العبادة بل من قصد التسمية وانما اراد دفع الاذى. اما هذا فوجد فيه معنى العبادة لانه قربه اي جعله قربة يتعبد بهذا بها لهذا الصنم المعظم يقول ذكرتم ان العلم لا يصلح الا لنظيف القلب. فكيف ينظف المرء قلبه؟ الاصل الجامع لنظافة القلب دوام المجاهدة. قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. فمن ادام مجاهدة نفسه في دفع هذه النجاة طهر قلبه كما يجاهد احدنا نفسه في تطهير بدنه وثوبه. فان ابداننا واثوابنا تتسخ ومرات وتجد منا من يتعاهد نفسه في اليوم والليلة فينفي عنها القدر في بدنه وثوبه واولى ان يكون عظم عنايته تطهير قلبه من الوسخ بدوام المجاهدة. قال بعض السلف من دقق خطه ندم الانسان لا يدقق خطه لا نستطيع ان نقرأه يقول يلبس الشيطان على بعض من يطلب العلم بتذكيره بانواع الذنوب التي اصابها. وغير ذلك من القواطع الشيطانية والجواب ان دفعها يكون بالاعراض عنها فان هذا من كيد الشيطان واغوائه. وكيد الشيطان واغوائه يدفع بالاعراض عنه وكيد الشيطان مهما عظم ضعيف فينبغي للانسان ان يهجر هذا ويصرف نفسه عنه وان يقبل على الاشتغال بما ينفع او هو يقول هل يشترط للحصول على طبقة السماع متابعة القارئ وهو يقرأ الانصات له؟ اي هل يلزم في صحة السماع؟ الجواب نعم ان السماع لا ينبغي ان يقطع العبد نفسه عنه. فالذي يسمع نفسه وهو يسمع كان يتصل باحد او يرد على هاتف فهذا قطع سماعه. فاذا تشاغل بما يقطع السماع فان سماعه ينقص بقدر القطع. وعفي عما الا يقدر على دفعه عادة كنعاس قليل ذكره ابو محمد ابن قدامة رحمه الله يقول ذكرتم صفة الجلال والاكرام مع انها ذكرت في السبات التي استخرجت من الاسماء ذو الجلال وذو الاكرام الجواب ان كنت فعلت ذلك فان ذا الجلال اسم وذا الاكرام اسم والجلال صفة والاكرام صفة وهو من الاسماء المضافة يقول لماذا لا يقال الثقة بالنفس؟ للتشجيع على الخير؟ الجواب ان التشجيع على الخير يكون بالحث عليه الترغيب فيه. اما هذه الكلمة فلا تدل على ذلك. لانه فيها ركون الى مستند ضعيف. وهو النفس الضعيفة