السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله الله عليه وسلم انه قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل يقين ومن طرائق رحمتهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبين معانيها الاجمالية ومقاصدها الكلية ليستفتح بذلك مبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم المجلس الاخير من برنامج مهمات العلم في سنة الثامنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف. وهو يتضمن الاجابة على شيء يسير مما يقدر عليه من الاسئلة مما بقيت عليه الاجابة مع قراءة كتابه بهما ختم البرنامج. وكان جواب الاسئلة قد انتهى الى الجواب المتعلق بالسؤال عن الثقة بالنفس وما يعبر به للتشجيع على الخير. وسبق ان ذكرت ان هذه الكلمة اجنبية عن خطاب الشرع. لان العبد فيها يركن الى اصل واه ضعيف لا يعول عليه وقد قال الله عز وجل وخلق الانسان ضعيفا. فهو ضعيف في بدنه وضعيف في روحه ونفسه كيف يركن الى الضعيف؟ وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عند النسائي في السنن الكبرى وغيره في اذكار الصباح والمساء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا اصبح واذا امسى يا حي يا قيوم برحمتك استغيث لا تكلني الى في طرفة عين. فان هذا الحديث جامع بين نوعين من الثقة. احدهما الثقة بالله في قوله يا حي يا قيوم برحمتك استغيث. والاخر الثقة بالنفس. في قوله لا تكلني الى نفسي طرفة فالثقة بالله مطلوبة مأمور بها. واما الثقة بالنفس فهي مخذولة منهي عنها ولا تزيد الانسان الا ضعفا. واذا اريد ان يحمل الناس على الخير ويحثون عليه حثوا بكلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم. والمصنفون في الترغيب والترهيب اوعبوا في جمع دلائل الكتاب والسنة الداعية الى بعث النفوس الى الاعمال النافعة. وفي خطاب الكتاب والسنة من الحقائق ما يغني عن هذه الاصطلاحات الواهمة فان القوة من اعظم الموارد التي كررت في خطاب الشرع للحث على الاعمال النافعة. قال تعالى يا يحيى خذ الكتاب بقوة وقال خذوا ما اتيناكم بقوة. وفي صحيح مسلم من حديث عبدالرحمن ابن قربز عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ومن قوة المؤمن قوة نفسه وقوة نفسه تكون بالتوكل على الله سبحانه وتعالى وان يكون هميما عاليا النفس وعند ابي داود وغيره اصدق الاسماء حارث وهمام وهو حديث حسن بشواهده. فمن كون الانسان هما ان تكون له نفس طامحة الى المعالي فيما ينفع من العلم والعمل والدعوة الارشاد والاصلاح. ولما كان سنن الناس على الكتاب والسنة مستغنيين عن غيرها كانت هذه هي الحقائق المنشورة سورة اعلامها فلما تولد عندهم الالتفات الى الكتب المترجمة من حضارات الشرق والغرب واديانهم نشأت بيننا مثل هذه المصطلحات التي روج لها من روج لها ممن قصر علمه ولم تكمل معرفته بحقائق النفوس وما تصلح به فصارت منتشرة شائعة ولو كان الناس متمسكين بالكتاب والسنة عارفين بهما لما عولوا على هذه الفاظ وما تظمنته من المعاني. فالعارفون بالله وامره يرون ان النهي عن ذلك توحيد وان التهمة بعكس ذلك بكونها تشديد دال على جهالة القائل بذلك وعدم تمييزه لمنازل الكلام والاعمال المرتبة على ذلك. فاياك وبهرج ما يبث بين الناس ويشاع مما لا يعتمد فيه على اصل وثيق ولا قول عالم راسخ وما اكثره في هذا الزمان يقول في كتاب تعظيم العلم قلتم واعون شيء على اعطام العلم فهل كلمة اعون صحيحة؟ حيث انها رباعية وعادة لا تدخل رباعي على صيغة التفضيل هكذا فما وجهه؟ لا وجه له. وجهه وهم الصحيح ان يقول فما اشد معونة لان الفعل رباعي كما قال اعاني فلا يكون على افعل تفضيل هذا الذي يحضرني الان يقول كيف يوازن المسلم بين الحرص على شؤون الامة واعتزال الفتن الذي ذكرتموه في فضل الاسلام وغيره. الجواب يوازن بذلك بمعرفة وظيفته في الامة. فان الشريعة جاءت ترتيب وظائف الخلق. ولم تجعل لهم جميعا وظيفة واحدة. بعجز الناس عن ذلك. ولم تحمل شريعة كل احد كل وظيفة. بل قسمت الشريعة وظائف الخلق. قال تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين الاية في اية واحاديث اخر تدل على هذا الاصل وهو ترتيب وظائف الناس في الامة. وانهم ليسوا على حد سواء. وان كل واحد له وظيفة يطالب عند الله في مقام العبودية. والذي اوقع الغلط في هذا الباب جهل الناس بهذا الوضع الشرعي بغيره من الاوضاع المعاصرة لهم. وان العناية بالامة هي من الايمان. فان ملاحظة احوال المسلمين من جملة ما يدخل في الايمان. لكن يكون دخولك فيه بقدر وظيفتك فوظيفتك انت اعلم بها بقدر ما اتاك الله من الالة. فالوظيفة الشرعية المناطة في ذمم من عظمت ولايته حكما او علما او غير ذلك كبيرة جدا. وثقلها شديد والسؤال عليها عند الله عظيم ومن كان دون ذلك فحقيق به ان يعرف وظيفته ولا يبتلي نفسه بما يفسد عليه وظيفته. فمن كان في سن الشبيبة وظيفته تقوية دينه بتعلم العلم وتزكية نفسه بالاعمال الصالحة. حتى اذا ترقى في مقامات العلم والعمل. وتصدر لنفع الناس في وجوه الاصلاح والارشاد نظر الى وظيفته الشرعية في الامة ثم طلب براءة ذمته من ذلك فهذا هو الطريق المؤدي الى ذلك. الذي تحفظ به العبودية. فان من رحم وظيفة ليست وظيفته اضر بعبوديته. وهذا رأيناه في حال كثير من الناس. الذين صعدوا انفسهم للدخول فيما ليس لهم من شأن خاص او عام فاضروا بانفسهم واضعفوا عبوديتهم وبعدوا عن طاعة ربهم سبحانه وتعالى. اما المتحفظون المتحرزون الخائفون من الخطأ في العبودية فانهم يراقبون ويشغلون انفسهم بوظيفة الوقت التي اشغلت بها ذممهم شرعا. وطريق معرفة الوظيفة هو خطاب الشرع وعدم المبالاة بالناس فيما يقولون او يفعلون. فانك عبد لله وتجريد العبودية ان تدور مع خطابه لا مع غيره سبحانه. يقول ما الضابط في معرفة ما يتعلق بكمال الايمان واصل الايمان. الضابط هو الادلة الشرعية فالادلة الشرعية في تحقيق الايمان لها مراتب منها ما يدل على اصل الايمان ومنها ما يدل على كمال الايماني فاذا اردت ان تميز مرتبة شيء فانظر الى الادلة الواردة فيه هل هو مما يرجع الى اصله؟ فاذا زال زال الايمان وصار العبد خارجا من الملة او انه يرجع الى الكمال فاذا زال لم يخرج العبد من دائرة الاسلام يقول هل يصح القول بان الرسول هو المرسل والنبي هو من لم يبعث نظر الى قوله تعالى كان ناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين. النبي والرسول ذكر في القرآن انهما مبعوثان وانهما مرسلان. قال تعالى في هذه الاية كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين. وقال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين. فالرسول والنبي كلاهما مبعوث وكلاهما مرسل يقول ابا جاد المذكور في حديث ابن عباس هل يدخل فيه الحروف المقطعة في المجلات والصحف فهم يوصلونها ليتوصلوا لجمل معينة للتسلية فقط. والجواب عن هذا السؤال له موردان. احدهما من جهة الافتاء العام للناس. فهذا ليس من هذا الجنس وهو من باب التسلية فهم يعمون كلمتاه. والتعمية من اصول العرب في اللعب. وهو عند اهل العربية في بما يسمى المعمم. فهذا من باب التسلية ليس غير. ولا يستدلون به على غيب ولا غيره. واما المورد الاخر فهو كون السؤال واردا ممن يشتغل بالعلم. فمثله لا يحسن ان يكون مشتغلا بتتبع الصحف والمجلات وحلي مثل هذه الاسئلة والمسابقات. فان صاحب الهمة العالية ينبغي ان يرتفع عن كثير من المباحات ليعود على نفسه بالقوة فتنبعث على ما ينفعها. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله انه سأل شيخه ابن تيمية عن شيء من المباحات فقال هذا لا يليق باصحاب الهمم العالية يقول لماذا لم تعرفوا كل اسم وصفة في الواسطية الجواب عن هذا من وجهين احدهما ضيق المقام فان المقام لا يستوعب اداء ذلك بكل تفصيله والاخر ان طريقة السلف عدم اعتنائهم بتفسير الصفات فلم يصنفوا قط في عن الصفات وانما صنفوا في معاني الاسماء الحسنى كالزجاج وغيره. لان الامعان في ذلك ربما اوقع في ما لم تعبد عاقبته فان كثيرا من الصفات يفهمها العربي ولا يمكن تفسيرها الا بالشاهد. كاليد او الوجه او العين لرب سبحانه وتعالى يقول كيف يكون تصديق العرافي كفرا اصغر والله يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله. اليس هذا يكون من خصائص الله؟ الجواب انه يكون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعند مسلم من حديث بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى عرافا فسأله لم له صلاة اربعين ليلة زاد احمد فصدقه ولفظه يوما واسناده صحيح. وقبول الصلاة لو كان كافرا لا يتقيد باربعين يوما فلا يقبل منه شيء منها لا في الاربعين ولا بعد الاربعين. فتصديقه لا يكون كفرا وموجب ذلك ان الذاهب اليهم عند العرب لا يعتقد ان هؤلاء يستقلون بعلم للغيب. لكن العرب كانت تعتقد ان للعرافين قوى تجعل بينهم وبين الله اتصالا. فيطلعون بتلك القوى على علم الغيب الذي هو لله سبحانه وتعالى الله يعين المدرسين اللي يصححون مثل هذي الاوراق هذي خط صغير لا يكاد يقرأ يقول اي نوع من انواع الشفاعات الثلاثة انكرها انكرها البدع؟ ما من نوع من انواع الشفاعة الا وقد تكلم فيه من تكلم فيه من اهل البدع والطالب في مبتدأ امري يعتني بمعرفة اعتقاد اهل الحق دون اهل الباطل حتى اذا اوغل في هذه العلوم ورسخت قدمه ازداد في معرفة الفرق والملل بقدر ما يحتاج اليه ولا يقطعه عن مطلوبه يقول ذكرتم ان نية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. هل هذا يعني ان ارادة القلب العمل تقربا الى غير الله سبحانه وتعالى له تعريف شرعي لا ادري ما تقول ومن خلط خلط عليه. فالجواب ان تعلم ان النية المطلوبة منا شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله عز وجل. واما تسمية النية ارادة مما يدخل فيه نية الشر وغيره هذه ليست المطلوبة شرعا فلابد ان تفرق بين الوضع الشرعي والوضع اللغوي حتى لا تخلط فيخلط يقول اشكل علي كيف يكون النفي والاثبات ابلغ في المقصود من الوارد في الخطاب والسنة التسبيح والتقديس والتحميد. هذا لا قائل به ولا قلناه. نحن قلنا هذا ابلغ في احسنت في الرد ومراغمة اهل الباطل لانهم يستعملون هذه الاصطلاحات. وذكرنا ان هداية الناس وتعليمهم في الوعظ والخطبة وغيرها تكون بالحقائق الشرعية كالتحميد والتسبيح والتقديس. ولا تدري مثل هذا وغيره عفا الله عنه كيف يكتب وهو لا يحقق ما سمع من العلم؟ فاياك والمجازفة بايراد اشكال انت لم تحقق سماعه ولا ينقضي عجب الانسان من احوال الناس في هذا. وهذا يحمل الطالب على التوقي والحرص على الترقي في فهم الكلام. والا يعجل الاشكال عليه دون فهم لما قيل فانه ربما غص بالاشكال فساءت منه الحال. وهذا حال كثير من الناس الذين تسمعون كلاما ويقولون اخر ثم يظنون ان الذي حققوه هو الحق الذي يتبعوه. لعدم الحرص على ادخال العلم النافع فيكون الانسان عنده تشويش في اقباله على الدرس. فهو يسمع الدرس ويقلب صفحات الكتاب او اشنع من هذا يقلب صفحات التويتر او غير ذلك. فعند ذلك يتولد في قلبه اشكال. فيقول مثل هذه المقولات وبالامس القريب لما قمنا من هذا وذكرنا المجاز ادركني سائل يقول ما تقول في المجاز في الاسماء والصفات نحن ذكرناه ولا ما ذكرناه؟ ذكرناه وقلنا ان ابن عبد البر نقل الاجماع فكأنه كان نائما والمقصود من ذكر حاله هو او غيره حثه وحث غيره على الحرص على العلم النافع. الحرص على العلم النافع. الناصح لكم يبين لكم كما يتكشف علل نفسه فيداوي نفسه ويداوي الناس. والذي يسكت عن علل نفسه او علل الناس في النصح والارشاد فهو مقصر بالواجب الذي انيط به شرعا وهذا اخر الجواب على ما تيسر من الاسئلة ونستكمل ان شاء الله تعالى الجواب عنها في مقام اخر ان تيسر باذن الله تعالى