السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات وسير للعلم به اصولا مهمات واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو لابن العاصي رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام الدين ترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في سنته التاسعة تسع وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب اعتقاد اهل السنة والجماعة. المعروف شهرة بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية النميري الحراني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وسبعمئة وقد انتهى بنا البيان الى ايضاح ما تضمنته الاحاديث النبوية الستة عشر التي ذكرها من الاحاديث الصفات مما فيها من الاسماء والصفات. فعدة الاسماء الالهية الواردة في هذه الاحاديث تسعة عشر أسماء فالاسم الأول الرب لقوله صلى الله عليه وسلم ينذر ربنا وقوله عجب ربنا الى غيرها من الاحاديث. والاسم الثاني الله. قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا وقال ايضا يضحك الله الى غير ذلك من الاحاديث. والاسم الثالث رب العزة. لقوله صلى الله عليه كلما حتى يضع رب العزة اي صاحب العزة وهي صفة الله. والاسم الرابع رب الطيبين لقوله صلى الله عليه وسلم انت رب الطيبين. ولا يصح في هذا الاسم دليل ثابت الخامس رب السماوات السبع. والاسم السادس رب الارض. والاسم السابع رب كل شيء والاسم السابع رب العرش العظيم والاسم الثامن رب كل شيء. والاسم التاسع فالق الحب والاسم العاشر فالق النوى. والاسم الحادي عشر منزل التوراة. والاسم الثاني عشر ينزل الانجيل والاسم الثالث عشر منزل الفرقان. وكلها في حديث واحد اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى انزل التوراة والانجيل الفرقان وهي جميعا من الاسماء الالهية المضافة. والاسم الرابع عشر الاول. والاسم الخامس عشر الاخر. والاسم السادس عشر الظاهر. والاسم السابع عشر الباطن في حديث واحد وهو قوله انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء الظاهر فليس فوق فوقك شيء وانت الباطن فليس فوقك شيء. والاسم الثامن عشر السميع والاسم التاسع عشر القريب. وهما في قوله صلى الله عليه وسلم انما تدعونا سميعا قريبا وهذه الاسماء الالهية التسعة عشر تتضمن احد عشر صفة من الصفات الالهية تتضمن احد عشر صفة من الصفات الالهية. هي الربوبية والالوهية والعزة والفلق وهو الشق. والفلق وهو الشق دال والاولية والاخرية والظهور والبطون والسمع والقرب. وهذه الصفات مستفادة على التوالي من تلك الاسماء الالهية التسعة عشر وفق ما تقدم من ان الاسم الالهي يتضمن صفة الهية او اكثر. وذكر المصنف رحمه الله احاديث يشتمل على صفات الهية زائدة عن الصفات الالهية الواردة في الاسماء التي ذكرها تلك الاسماء الالهية الواردة في وعدة تلك الصفات الالهية الواردة في غير الاسماء المتقدمة هي ثلاث وعشرون صفة. فالصفة الاولى صفة النزول. والصفة الاولى صفة النزول قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا. والصفة الثانية والثالثة والرابعة الاستجابة اعطاء والمغفرة الاستجابة والاعطاء والمغفرة في قوله صلى الله عليه وسلم ينزل هنا الحديث حتى قال فيقول من يدعوني فاستجيب له. من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطي من يستغفرني فاغفر له. والصفة الخامسة الفرح. قال صلى الله عليه وسلم اشد فرحا. والصفة السادسة الضحك. قال الله يضحك قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله والصفة السابعة والتامنة والتاسعة العجب والنظر والعلم. العجب والنظر والعلم وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. ينظر اليكم دينا قانتين فيظل يضحك فيظل يضحك. الحديث وكل هذه الصفات مما تقدم فيها احاديث ثابتة. من القرآن او من السنة سوى صفة العجب ودليلها في القرآن بل عجبت ويسخرون بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم على قراءة الضم صفة لله سبحانه وتعالى. والصفة العاشرة القدم. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة فيها قدمه. والصفة الحادية عشر الوضع. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة حتى يضع رب العزة. والصفة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة القول والنداء والصوم القول والنداء والصوت. قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم يا ادم فيقول لبيك وسعديك. في نادي بصوت صفة لله. يعني صفة لله الصفة الخامسة عشر الكلام. قال صلى الله عليه وسلم ما منكم احد الا سيكلمه ربه. اصيبت السادسة عشرة والسابعة عشرة العلو والفوقية. قال صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء وقال والله فوق العرش الى غير ذلك من الاحاديث. والصفة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرون الامر والرحمة والشفاء. الامر والرحمة والشفاء. قال صلى الله عليه وسلم في رقية المريض في السماء والارض امرك في السماء والارض. كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اجعل رحمتك في الارض وفيها انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك. انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك والصفة الحادية والعشرون المعية. قال صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك الحديث الى غير ذلك من الاحاديث التي ذكرها. والصفة الثانية والعشرون صفة الاخذ قال صلى الله عليه وسلم انت اخذ بناصيتها. والصفة الثالثة والعشرون التجلي. قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم. انكم سترون ربكم. ورؤيته سبحانه تكون بتجليه سبحانه تكون بتجليه. اما الصفات المنفية المذكورة في هذه الاحاديث فهما صفتان اما الصفات الالهية المذكورة في هذا في هذه اما الصفات الالهية المنفية المذكورة في هذه الاحاديث فهما صفة نفي الصمم ونفي الغياب. نفي الصمم ونفي الغياب. في قوله صلى الله عليه وسلم انكم لا تدعون هنا اصم ولا غائبا. في قوله انكم لا تدعون اصم ولا غائبا. ولما فرغ المصنف رحمه الله من سرد هذه الاحاديث ذكر ان غيرها من الاحاديث الصحيحة له حكمها. ذكر ان غيرها من الاحاديث الصحيحة له حكمها فيؤمن به اهل السنة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فهم وسق في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التنفيذ المشبهة وهم وسط في باب افعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الواعيدية من القدرية وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين وبين الخوارج لما قرر المصنف رحمه الله وسطية اهل السنة والجماعة في باب الصفات بين فرق الامة زاد الامر بيانا بتأكيد وسطيتهم في خمسة ابواب عظيمة فالباب الاول باب صفات الله. فهم فيه وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها بين اهل التعطيل المنكرين لها. واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثلين واهل التمثيل المبالغين في اثباتها بذكر مماثليها. والباب الثاني باب القدر اشاروا اليه بقول المصنف باب افعال الله. المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله. فهم فيه وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله. الزاعمين ان العبد يخلق فعله وان ان الله لم يقدره وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله لاختيار وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور على فعله فلا اختيار له. والباب الثالث باب الوعيد بالعذاب والعقاب. باب الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم فيه وسط بين الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. الزاعمين ان فاعل لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعيد الذين ينفذون الوعيد. فلا يتخلف ابدا. ويقولون فاعل الكبيرة في النار. ويقولون الكبيرة في النار. والباب الرابع باب اسماء الايمان والدين. فهم فيه بين الحرورية الخوارج والمعتزلة. فهم فيه وسط بين الحرورية الخوارج والمعتزلة القائلين بخروج فاعل الكبيرة من الايمان. القائلين بخروج فاعل الكبيرة من الايمان وبين المرجئة والجهمية. الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كاملا الايمان الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان. ومما ينبه اليه ان الخوارج والمعتزلة وان اتفقوا على اخراج فاعل الكبيرة من الايمان فهم فيما وراء ذلك. ومما ينبه اليه ان الخوارج والمعتزلة. وان اتفقوا على اخراج فاعل الكبيرة من الايمان فهم مختلفون فيما وراء ذلك. فالخوارج يخرجونه من الايمان الى الكفر. فيقولون فاعل كبيرة كافئ فمن شرب خمرا او زنا فهو عندهم كافر. واما المعتزلة يخرجونه من الايمان. ولا يدخلونه في الكفر. فيخرجونه من الايمان ولا يدخلونه في الكفر في مقام سموه المنزلة بين المنزلتين. ويوقفونه في مقام سموه المنزلة بين المنزلتين ثم تتفق الطائفتان انه في الاخرة مخلد في النار. ثم يتفق الطائفتان انه في الاخرة مخلد في النار. والباب الخامس باب اصحاب رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فهم فيه وسط بين الرافضة. الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه انما من اله وغلوا فيهم. وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسدهم. وخص المصنف هذه الابواب الخمسة بالذكر لامرين خص المصنف هذه الابواب الخمسة بالذكر لامرين. احدهما جلالة موقعها من الدين. جلالة موقعها من الدين والاخر كثرة النزاع فيها بين اهل الحق والمخالفين. كثرة النزاع فيها بين اهل الحق والمخالفين. والمراد بالوسطية المقررة في هذه الاصول الخمسة ان اهل السنة عدول خيار ان اهل السنة عدول خيار مستقيمون على الصراط المستقيم. بلا افراط ولا تفريط. فحقيقة الوسطية جمعها امرين. فحقيقة الوسطية جمعها امرين. احد الاستقامة على الصراط المستقيم الذي هو دين الاسلام. الاستقامة على الصراط المستقيم الذي هو دين الاسلام والاخر البراءة من طرفي الافراط والتفريط. البراءة من طرفي الافراط والتفريق. وهذه الوسطية هي الممدوحة شرعا. وهذه الوسطية هي الممدوحة اما اطلاق الوسطية بمعنى ملاينة الخلق في ترك الحق فهذا معنى باطل. اما اخلاق الوسطية بمعنى ملاينة الخلق في ترك الحق فهذا معنى باطل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة. من انه سبحانه فوق سماواته على عرشه حي على خلقه وهو سبحانه اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو ومعكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق. بل قمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقات وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع اليه الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. وقد دخل في ذلك ما الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا لعلهم يرشدون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته ما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع الوعود وهو علي في دنوه قريب في علوه. ذكر المصنف رحمه الله ان من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته. فهو سبحانه فوق عرشه. علي على خلقه. وهو معهم اينما كانوا وهما من جملة الصفات الالهية التي تقدمت واعاد المصنف بيان لكثرة ما احاط بهاتين الصفتين من المعارضات الباطلة. لكثرة ما احاط هاتين الصفتين من المعارضات الباطلة. للجهمية النافين علو الله. او الحلولية اتحادية الزاعمين ان الله حال بخلقه. ان الزاعمين ان الله حال بخلقه بهم تعالى الله عز وجل علوا كبيرا عن قول هاتين الطائفتين. ثم بين المصنف انه لا يراد ان الله مختلط بخلقه. فهذا خلاف ما فطر الله عليه الخلق وخلاف ما كان عليه سلف الامة وهو شيء لا توجبه لغة العرب. فالتوهم المذكور مردود باصول ثلاثة فالتوهم المذكور مردود باصول ثلاثة اولها ان هذا لا توجبه اللغة التي خطبنا بها في القرآن والسنة ان هذا لا توجبه اللغة التي خاطبنا بها في القرآن والسنة فمن قال لشيء انه معي لا يلزم كونه مختلطا به. فمن قال لشيء انه معي لا يلزم كونه انه مختلط به. فالمسافر يقول سرت والقمر معي. فالمسافر يقول سرت والقمر معي. مع كون القمر مع كون القمر في السماء وتانيها انه خلاف ما اجمع عليه سلف الامة خلاف ما اجمع عليه سلف الأمة وثالثها انه خلاف ما فطر الله عز وجل عليه الخلق كافة. انه خلاف ما فطر الله عز وجل عليه الخلق كافة. وكون الله فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. وكون الله فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف. ولكن يصان عن الظنون الكاذبة كاعتقاد ان السماء تظله سبحانه او تقله كاعتقاد ان السماء تظله سبحانه او تقله يعني تحمله الى غير ذلك من الظنون الكاذبة. ودخل في اثبات انه سبحانه ودخل في ذلك اثبات انه سبحانه قريب من خلقه. فدخل في ذلك اثبات انه سبحانه قريب في خلقه وقربه ومعيته لا تنافي علوه وفوقيته وقربه ومعيته لا تنافي علوه وفوقيته. بل الامر كما قال المصنف فهو علي في دنوه قريب في علوه فهو علي في دنوه قريب في علوه. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين بخلاف المعية فمعيته تكون لاهل الايمان واهل الكفران. فمعيته سبحانه تكون لاهل الايمان واهل الكفر ويختص المؤمنون بقربه سبحانه. ويختص المؤمنون بقربه سبحانه فالادلة الواردة في هذه الصفة مختصة بالمؤمنين. فالادلة الواردة في هذه الصفة مختصة بالمؤمنين وما يوهم خلاف ذلك فان تفسير السلف يبينه كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. فتفسيره قرب الملائكة. فتفسيره قرب الملائكة. فهو المأتور عن السلف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه منزل غير مخلوق وبدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس او كتبوه بالمصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. ذكر المصنف رحمه الله ان من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ اي تكلم به واضيف اليه اي تكلم به واضيف اليه. واليه يعود اي برفعه من المصاحف والصدور في في اخر الزمان اي برفعه من المصاحف والصدور في اخر الزمان. صحت به الاحاديث وانعقد عليه الاجابة وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره اي ان حروفه ومعانيه من الله اي ان حروفه ومعانيه من الله والحكاية والعبارة مذهبان باطلان في صفة الحكاية والكلام مذهب باني باطلان في صفة كلام الله عز وجل ومنه القرآن. فانهما للكلابية شاعرة الزاعمين ان الكلام صفة قائمة بذات الله لا تكون بحرف وصوت. ان الكلام صفة قائمة بذات الله. لا تكون بحرف وصوت. فالقرآن وغيره من الكتب الهية هي عند الكلابية حكاية عن كلام الله حكاية عن كلام الله وعند الاشاعرة عبارة عن كلام الله وعلى المذهبين المذكورين. فالقرآن معناه من الله وحروفه من غيره. وعلى المذهبين المذكورين فالقرآن معناه من الله وحروفه من غيره. واهل السنة بدلائل القرآن والحديث يرون ان القرآن كله من الله فحروفه من الله ومعانيه من الله وهم بهذا مباينون لمذهب الحكاية والعبارة للطائفتين المذكورتين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة. ثم يرونه بعد دخول انك كما يشاء الله سبحانه وتعالى ذكر المصنف رحمه الله ان من الايمان بالله وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم اي بلا خفاء. وقد ثبت هذه اللفظة عيانا في حديث جرير في رؤية الله عند البخاري. انكم سترون لكم عيانا انكم سترون ربكم عيانا اي بابصاركم. يرونه سبحانه في عرصات القيامة اي في متسعاتها اي في متسعاتها ثم يرونه سبحانه في الجنة. والفرق بين الرؤيتين من تاني والفرق بين الرؤيتين من جهتين. احداهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة مشتركة بين المؤمنين والمنافقين والكافرين. مشتركة بين المؤمنين والمنافقين والكافرين. واما الرؤية التي تكون في الجنة فللمؤمنين فقط. واما الرؤية التي تكون في الجنة فللمؤمنين فقط والاخرى ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف. ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف. واما الرؤية التي تكون في الجنة فهي رؤية انعام وتشريف. واما الرؤية التي تكون في الجنة فهي رؤية انعام وتشريف. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الله ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة في القبر وبعذاب القبر ونعيمه فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك وما دينك؟ ومن نبيك يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبيي واما المرتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم القيامة الكبرى فتعاد الارواح الى الاجهزة وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدلو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب والموازين فتوزن فيها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدين وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة تابعي يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ويحاسب الله او الخلائق يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فانه لا حسنات لهم. ولكن تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها قررون بها ويجزون بها. وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل. طوله شهر وعرضه شهر. انيته عدد نجوم السماء. فمن شرب من انه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يضر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم مر على الصراط دخل الجنة فاذا عبروا عليه اوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا كذبوا ونطقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم واول من يدخل الجنة من الامم امته صلى الله عليه وسلم. وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة ان وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار. وهذه الشفاعة له ولسائر النبي نبينا الصديقين وغيرهم فاشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله تعالى من النار اقواما بغير شفاعة. بل بفضل رحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشيء الله لها اقواما فيدخلهم الجنة. واصناف ما تتضمنه الدار الاخرة من الحساب والثواب العقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي. فمن ابتغاه وجده شرع المصنف رحمه الله يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر. والايمان على ما ذكره هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت. هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ما بعد الموت وعده ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة احسن ما قيل في حد اليوم الاخر وعده ابن سعد في التنبيهات اللطيفة احسن ما قيل في حد اليوم الاخر. فاليوم الاخر اسم جامع كل ما يكون الموقف اسم جامع كل ما يكون بعد الموت. فيؤمن اهل السنة والجماعة بفتنة القبر. وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه. فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري. والمشهور في لفظ الحديث ها ها. ووقع في بعض رواياته اه اه وهي عند الرويان في مسنده. موافقة للنسخة المقروءة على المصنف. موافقة للنسخة على المصنف ويؤمنون بنعيم القبر وعذابه. وهو ما يجري على العبد في قبره من نعيم او عداء. ما على العبد في قبره من نعيم او عذاب. ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد. اذا اعيدت الارواح راحوا الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين اي غير مختونين. وحينئذ ينصب الميزان. وهو واحد في اصح الاقوال. وجمعه باعتبار تعدد الموزون فيه وجمعه باعتبار تعدد الموزون فيه. فيوزن فيه العامل عمله وصحيفة عمله. فيوزن فيه العامل وعمله وصحيفة عمله. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال. سميت دواوين لانه تدون فيها الاعمال اي تكتب سميت دواوين لانه تدون فيها الاعمال اي تكتب. فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره. ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره يحاسب الله الخلائق والحساب في الشرع عد اعمال العبد يوم القيامة. عدوا اعمال العبد يوم القيامة وهو نوعان احدهما الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر عليها. والاخر الحساب العسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه وفيه تعرض اعمال العبد عليه. ويناقش وتستقصى عليه اعماله. ويناقش وتستقصى عليه اعماله والكافرون لا يحاسبون محاسبة من توزن سيئاته وحسناته. والكافرون لا يحاسبون دون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. لانهم يقدمون الاخرة ولا حسنة لهم. فيجزون بحسنات في الدنيا لانهم يقدمون الاخرة ولا حسنة لهم. فهم يجزون بحسناتهم في الدنيا. لكن انهم يقررون على اعمالهم ويوبخون عليها. لكنهم يقررون على اعمالهم ويوبخون عليها وفي عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لنبينا صلى الله عليه وسلم. وكل نبي له حوض لكن حوضه صلى الله عليه وسلم هو او اعظمها وصفا واكملها حالا ويؤمن اهل السنة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم اي ظهرها. وهو جسر منصوب على متن جهنم اي ظهرها فتكون تحته يوصل الى الجنة يوصل الى الجنة. فقول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار دار الايصال لا باعتبار الاتصال. فقول المصنف وهو الجسر الذي بين الجنة والنار هو باعتبار الايصال لا باعتبار الاتصال. فليس المقصود ان الجنة في جانب والنار في جانب وان الجسر ممدود بينه. بل الجسر على متن جهنم. وهو يوصل الى الجنة وهو الى الجنة. يعبر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة. فالمرور على الصراط المستقيم لاهل الاسلام. فالمرور على الصراط المستقيم لاهل الاسلام المؤمنين. فان المنافقون والكافرين يشهدون مع المؤمنين رؤية الله في عرصات يوم القيامة. فانه يتجلى لهم حينئذ ثم يأمر الله سبحانه وتعالى من كان يعبد غيره ان يتبعه. فيتبع كل احد معبوده الذي عبدة فتطرحهم معبوداتهم في النار فتطرحهم معبوداتهم في النار. ويبقى المؤمنون ومعهم المنافقون فتلقى عليه فيأمرهم الله عز وجل بالسجود. فيسجد المؤمنون. واما المنافقون فانهم لا يقدرون على السجود فتلقى عليهم الظلمة. ويجعل الله للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى الصراط. واما المنافقين اما المنافقون فيكون لا نور لهم. فيسقطون في نار جهنم فيختص المرور على الصراط المستقيم بالمؤمنين ويمر المؤمنون على قدر اعمالهم. فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل اي الابل الرواحل التي تتخذ للركوب اي الابل الرواحل التي تتخذ للركوب. فمن مر على الصراط دخل الجنة. فمن مر على الصراط دخل الجنة. ومن اختطفته كلاليب جهنم منهم دخل النار ثم يخرج منه من اختطفته كلاليب جهنم منهم فانه يدخل النار ثم يخرج منها. والكلاليب جمع كلاب وكلوا والكلاليب جمع كلاب وكلوب. وهو حديدة معقوفة الرأس. وهو حديدة الراس يعني متنية الرأس يعني مثنية الرأس. ويكون له رأسان او ثلاثة ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار. ويقتصوا لبعضهم من بعض. فاذا هدبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. والقنطرة بناء مرتفع بين الجنة والنار. والقنطرة بناء مرتفع بين الجنة والنار. بمنزلة جسور المشاة التي تضرب على طرفي الطرق الطويلة. بمنزلة في سورة جسور المشاة التي تضرب على الطرق الطويلة. واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو اول شافع واول مشفع. وللنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثلاث شفاعته فالشفاعة الاولى شفاعته في اهل الموقف ان يقضى بينهم شفاعته في اهل الموقف ان يقضى بينهم ان يفصل بينهم وهي الشفاعة العظمى. والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها. وهاتان خاصتان به صلى الله عليه وسلم والشفاعة الثالثة شفاعته في من استحق النار. شفاعته فيمن استحق النار. وهذه لا تختص فيشفع ايضا الانبياء والملائكة والصالحون والشهداء وغيرهم وهي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها. ومن دخل ان يخرج منها. من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها. فتعم طائفتين الطائفة الاولى من هم يستحقون للنار لم يدخلوها. من هم مستحقون للنار لم يدخلوها. والطائفة الثانية من دخلوا النار ان يخرجوا منه من دخلوا النار ان يخرجوا منها. فيشفع للاولين بالا يدخل النار. ويشفع للاخرين قرينا بان يخرجوا من النار والاظهر ان هذه الشفاعة هي فيمن دخل النار فقط ان يخرج منها. والاظهر ان هذه الشفاعة هي فيمن النار ان يخرج منها وهو اختيار ابن القيم خلافا لشيخه وهو اختيار ابن القيم وهو اختيار ابن القيم لشيخه وهذا القول بالادلة اسعد وهي فيه اقوى. ويخرج الله سبحانه وتعالى اقواما بغير شفاعة احد بل بفضله ورحمته سبحانه وتعالى. ويبقى في الجنة فضل اي زيادة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اهلا يكونون فيها فينشئ الله دخول الجنة اقواما واهلا يكونون فيها. ثم ختم المصنف ببيان ان احوال اليوم الاخر متنوعة وان تفاصيل مفرداتها في القرآن والسنة فمن اراد ان يلتمسها رجعا اليهما. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تضمن شيئين فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم بالخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه ولم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه. بعث اليه ملكا فيؤمر كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. ونحو ذلك. فهذا القدر قد كان ينكره غلاة القدرية قديما فمنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة. وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما الم يكن وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد لا يكون في ملكه ما لا يريد انه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله. ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم فاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد والمؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلين والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدير واراداتهم كما قال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماه السلف مجوس هذه الامة ويغلو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادس من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر مبينا انه يأتي على درجتين. فالدرجة الاولى الدرجة السابقة وقوع المقدور الدرجة السابقة وقوع المقدور. وتتضمن علم الله بالمقادير اجابته له وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها. والدرجة الثانية الدرجة المصاحبة وقوعا مقدور الدرجة المصاحبة وقوع المقدور. وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها. وخلق وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها. ومراتب القدر اربع ومراتب القدر اربع العلم والكتابة والمشيئة والخلق. العلم والكتابة والمشيئة والخلق. وهي مقسومة على الدرجتين السابقتين وهي مقسومة على الدرجتين السابقتين فكل درجة فيها مرتبتان فكل درجة فيها مرتبتان وحقيقة القدر شرعا علم الله بالوقائع وكتابته له. علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياه ومشيئته وخلقه اياها. ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة. ولكنها تابعة لمشيئة الله وقدرته والدرجة الاولى كان ينكرها غلاة القدرية. ومنكروها اليوم قليل. فكانوا ينكرون علم الله سبحانه وتعالى بالمقادير هو كتابته لها. اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية يزعمون ان العبد يخلق فعله. الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله فيقدره ويشاؤه فيقدره ويشاء ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه ولا ولا يعلمه الله الا بعد وقوعه اعاد الله عما يقولون علوا كبيرا. ويغلو قوم من المثبتة وهم الجبرية. فيزعمون ان العبد قدرة له ولا اختيار فيزعمون ان العبد لا قدرة له ولا اختيار وانه مجبور على افعاله. فيعطل دون احكام الله سبحانه وتعالى وافعاله عن حكمها ومصالحها. فيصيره امر فيصير وامره بلا حكمة ونهيه بلا حكمة. والمقصود في هذه المسائل معرفة اصولها فان الفرق التي تقول بهذه بهذه الاقوال قد تتجدد. فهذه المسألة التي ذكرت عن القدرية انهم يقولون ان العبد يخلق فعله فيكذبون بقول الله عز وجل والله خلقكم وما تعملون اي انه خلقكم وخلق اعمالكم فهذا القول بالنسبة الافعال الى العبد وانه يخلقها هو الذي ملأ ضجيجه الاذان اليوم بما يسمى بقانون الجذب وطاقته. اذ يزعم يزعم اربابه ان العبد اذا استجمع قوته امكنه ان يصنع لنفسه ما يشاء من الافعال فهو يختار قدره قدره الذي يشاء. فحقيقة قولهم هو قول القدري هذا فينبغي ان ينتبه طالب العلم لان المقصود من دراسة العقيدة فهم اصولها حتى يميز بين والباطل في كل زمان ومكان فان الباطل يغير لبوسه بين زمان وزمان ومكان ومكان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن اصول الفرقة الناجية ان الدين والايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وان الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء اتباعوا بالمعروف وقال سبحانه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فات اصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة المسلمون الفاسق المني اسم الايمان بالكليات ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان في مثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة وقد لا يدخل في اسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ويقولون هو ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم للمطلق ولا يسلب مطلقا الاسم لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر اركان الايمان شرع يبين حقيقته. فالايمان له في الشرع معنيان احدهما عام وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة. وهذا المعنى هو المراد اذا قرن الايمان بالاسلام والاحسان والايمان بالمعنى العام منقسم على القلب واللسان والجوارح والايمان بالمعنى العام من قسم على القلب واللسان والجوارح واليه يشير اهل السنة بقولهم الايمان قول وعمل الايمان قول وعمل فالقول قول القلب واللسان فالقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب واللسان والجوارح فما موارد الايمان خمسة فموارد الايمان خمسة. اولها قول القلب وهو اعتقاده. قول القلب وهو اعتقاده كاعتقاده وجود الملائكة. وثانيها وثانيها عمل القلب وثانيها عمل القلب وهو حركته وارادته وهو حركته وارادته كخوف او توكله او رجائه وثالثها قول اللسان وهو اقراره بالشهادتين وهو اقراره بالشهادتين. ورابعها عمل اللسان وهو العمل الذي لا يقع الا به وهو العمل الذي لا يقع الا به كتلاوة القرآن وذكر الله وخامسها عمل الجوارح. عمل الجوارح وهو ما يقع بها من الطاعات وهو ما يقع بها من الطاعات فعلا وتركا. والايمان يزيد وينقص. وزيادته تكون بالطاعة ونقصه معصية والايمان يزيد وينقص وطاعته وزيادته تكون بالطاعة ونقصه يكون بالمعصية. ومن فعل كبيرة فهو فاسق ليس بمؤمن كامل الايمان ولا بكافر. ليس بمؤمن بكامل الايمان ولا بكافر بل هو مؤمن ناقص الايمان فهو فاسق بكبيرته. فهو فاسق بكبيرته. فلا يعطى الاسم المطلق لا يعطى الاسم المطلق فيقال مؤمن. ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر ولا يسلب مطلق الاسم فيقال كافر والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي. والاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي لا تزول ولا تنتفي لا كما تزعمه الخوارج ان من فعل كبيرة خرج من الايمان الى كفر لا كما تزعمه الخوارج ان من فعل كبيرة خرج من الايمان الى الكفر فهو مع كونه فاعلا للكبيرة يبقى من اخوان اهل الايمان وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين. باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين