السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهما واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي موسى مولى عبد الله ابن عمرو عن عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقاف على مهمات العلم باقراء اصول باقراء اصول المتون. وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثامن من برنامج مهمات العلم في سنته التاسعة تسع وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام. المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله. المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة. وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله الحديث السابع والعشرون. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. سيدنا ونبينا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين اجمعين وباسنادكم حفظكم الله تعالى للعلامة النووي انه قال في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية. الحديث السابع والعشرون. عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم وعن وابسط ابن معبد رضي الله عنه انه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن من البير؟ قلت نعم. قال استفت قلبك. البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في مسند الامامين احمد بن حنبل باسناد حسن. هذا هو الحديث السابع والعشرون من الاحاديث الاربعين النووية وترجم له المصنف بقوله الحديث السابع والعشرون. وهو مشتمل تفصيلا على حديثين احدهما حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق الحديث والاخر حديث وابسة ابن معبد حديث وابسة ابن معبد رضي الله عنه انه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر. الحديث رواه احمد والدارمي. وفي اسناده ضعف وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشني عند الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن فيتقوى به ويكون حديثا حسنا لغيره. وهدان الحديثان مشتملان على بيان حقيقة امر عظيم في الدين هو البر ومقابله الاثم. فاما البر فان النبي صلى الله عليه وسلم بينه بطريقين. احدهما باعتبار حقيقته والاخر باعتبار اثره فاما باعتبار حقيقته ففي قوله صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق واما باعتبار اثره ففي قوله صلى الله عليه وسلم البر ما اطمأنت اليه النفس. واطمئن ان اليه القلب فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان حقيقة البر انه حسن الخلق. وتقدم ان الخلق له معنيين يعني احدهما عام وهو الدين كله. ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. اي دين عظيم ووصفه هنا بكونه حسنة. ووصفه هنا بكونه حسنة. والاخر خاص وهو المعاملة والمعاشرة. بين العبد وبين الخلق. المعاملة والمعاشرة بين العبد وبين الخلق. وحسنها بالاحسان اليهم بالقول والفعل اسمها بالاحسان اليهم بالقول والفعل. فالبر يقع عاما وخاصا تبعا بمعنى الخلق فالبر يقع عاما وخاصا تبعا لمعنى الخلق واما اثره فان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان البر يثمر في العبد طمأنينة قلبه ونفسه. ان البر يثمر في العبد طمأنينة قلبه ونفسه. فاذا فعل العبد شيئا من البر رجع على نفسه بالطمأنينة. رجع على نفسه بالطمأنينة فاحسان الدين والخلق يكسو صاحبه طمأنينة قلبه ونفسه. يكسو صاحبه طمأنينة قلبه ونفسه وهو من مشاهد شكر الله عباده وهو من مشاهد شكر الله عباده فان الله يشكر عباده على اعمالهم الصالحة. فان الله يشكر عباده على اعمالهم الصالحة. ويتجلى هذا في مشاهد منها اثر الحسنة من طمأنينة القلب والنفس. اثر الحسنة من طمأنينة القلب والنفس. قال ابن تيمية الحفيد اذا عملت لله طاعة ولم تجد لها اثرا نفسك فان الرب شكور. اذا عملت لله طاعة فلم تجد لها اثرا. فاتهم نفسك فان الرب شكور انتهى كلامه اي ان الله سبحانه وتعالى يذيق العبد حلاوتها لما يؤنس من طمأنينة قلبه اذا عمل الله سبحانه وتعالى طاعة وحسنة. واما الاثم فان النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على بيانه بالنظر الى اثره في الحديثين. بالنظر الى اثره في الحديثين فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الاول والاثم ما حاك في النفس وكرهت ان يطلع عليه الناس وقال في الحديث الثاني والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. فالاثم بالنظر الى اثره مبغوض مكروه تنفر ومنه النفس مبغوض مكروه تنفر منه النفس. فيحيك فيها ويتردد في الصدر قلقا واضطرابا ويتردد في الصدر قلقا واضطرابا. ويكره المرء ان يطلع الناس على عمله له ويكره المرء ان يطلع الناس على عمله له وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الاثم له درجتان احداهما اثم لا يجد العبد في الناس من يقويه عليه. لا يجد في الناس من لا من عليه فهم مطبقون على كراهته والاخرى ماذا قلنا العبارة ايش احدهما ولا احداهما ها احدهما درجتان احداهما اثم ايش العبارة عشان ما نشوفش عليكم لا اثم لا يجد من الناس من يقويه عليه. والاخرى درجة يجد في الناس من يقويه عليه يجد في الناس من يقويه عليه. فيكون فيهم من يفتيه انه ليس اثما. فيكون فيهم من يفتيه انه ليس اثما. والحال الثانية والدرجة الثانية اشد على النفس من الاولى والدرجة الثانية اشد على النفس من الاولى. فانه في الدرجة الاولى ربما كراهة كلام الناس. فانه في الدرجة الاولى ربما كرهه ربما تركه كرهه مخافة كلام الناس. واما في الدرجة الثانية فانه يجد موافقا له يقويه عليه. يجد موافقا اللغو يقويه عليه مفتيا له انه ليس بحرام مفتيا له انه ليس بحرام فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يعتد بالعارض الذي يجده في نفسه وصدره. بان يعتد بالعارظ الذي يجده في نفسه وصدره والا يبالي بمن يفتيه حينئذ والا يبالي بمن يفتيه حينئذ. والمأمور بهذا هو من وجد فيه شرطا. هو من وجد في فيه شرطان احدهما من كان متصفا بالاستقامة الشرعية والعدالة الدينية. من كان متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية والاخر من عهد كون مفتيه يفتي بالهوى وموافقة خلق من عهد كون مفتيه يفتي بالهوى وموافقة الخلق. فاذا وجد الشرطان فيما يحيك في نفس العبد ويتردد في صدره فانه حينئذ يمتنع من ويمسك عنه. واقتصر النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الاثم ببيان اثره دون هنا حقيقته لانه اعظم وجودا في النفوس. لانه اعظم وجودا في النفوس. فاثر اثني يؤنس فيها فاثر الاثم يؤنس فيها وهو باعتبار حقيقته ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح. ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح. ما بطأ صاحبه عن الخير واخره عن الفلاح. ومقابله ومقابلة لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في البر انه حسن الخلق يكون الاثم سوء الخلق يكون الاثم سوء الخلق. على المعنيين المتقدمين في الخلق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه انه قال اعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجاءت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها مودع فاوصنا فقال صلى الله عليه وسلم اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تامر عليكما فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي وحديث حسن صحيح. هذا هو الحديث الثامن والعشرون من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه ابو داود والترمذي كما عزاه اليهما المصنف. واخرجه ابن ماجة ايضا. فهو مما رواه الاربعة الا النسائي وهو حديث صحيح من اجود حديث الشاميين قاله ابو نعيم من الاصبهاني والحديث المذكور مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ووجل القلب هو رجفانه وانصداعه. ووجل القلب هو رجفانه وانصداعه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته. لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته. او رؤيته او رؤيته قاله ابن القيم في مدارج السالكين وذرف العيون هو دمعها وذرف العيون هو دمعها. والوصفان المذكوران يبينان عظمة هذه الموعظة وجلالتها عظمة هذه الموعظة دلالتها ولم يقع ذكرها في شيء من الفاظ الحديث ولم يقع ذكرها في شيء من الفاظ الحديث فجاءت مجملة مطوية فجاءت مجملة مطوية والاخر وصية ارشد اليها الرسول صلى الله عليه وسلم. وصية ارشد اليها الرسول صلى الله الله عليه وسلم واسم الوصية موضوع شرعا وعرفا لما عظم الاعتناء به لما عظم الاعتناء به. وقد جمعت وصيته صلى الله عليه وسلم اربعة اصول. فالاصل الاول الامر بتقوى الله. الامر بتقوى الله. بان يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربه وقاية بان يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربه وقاية بامتثال الخطاب الشرع والاصل الثاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا. السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا. والفرق بينهما ان السمع هو القبول. ان السمع هو القبول وان الطاعة هي الانقياد والامتثال. هي الانقياد والامتثال. فيقبل من ولي امره وينقاد له فيقبل من ولي امره وينقاد له والاصل الثالث لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والتمسك بها والتمسك بها المشار اليه بقوله عضوا عليه بالنواجذ. عضوا عليه بالنواجذ. عضوا عليها بالنواجذ اي شدوا عليها باضراسكم. كناية عن شدة التمسك بها. والاصل الرابع التحذير من البدع ومحدثات الامور. التحذير من البدع ومحدثات الامور. لان كل بدعة ضلالة لان كل بدعة ضلالة. والعبد مأمور بحفظ نفسه من الضلال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال صلى الله عليه وسلم لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ذات الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغوا يعملون. ثم قال الا اخبركم برأس الامر وعموده وذدوة سنامه الجهاد. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا. قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا هو الحديث التاسع والعشرون من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه الترمذي كما عزاه اليه المصنف. واخرجه ايضا ابن وماجة واسناده ضعيف. وروي من وجوه متعددة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه لا يسلم شيء منها من ضعف. ومن اهل العلم من يرى الحديث حسنا بمجموعها. ومن اهل العلم من يرى الحديث حسنا بمجموعها. وهو حديث عظيم جامع بين الفرائض والنوافل فاما الفرائض ففي قوله صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. وهؤلاء الخمس المذكورات هن اعظم الفرائض. فهي اركان الاسلام الخمسة. المتقدمة في حديث عبدالله ابن عمر بني الاسلام على خمس وهو الحديث الثالث. وقوله في هذا الحديث تعبد الله ولا تشركوا به شيئا تفسير قوله في حديث ابن عمر شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واما النوافل فهي مذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ خطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل. وابواب الخير انواعه وابواب الخيل انواعه. والجاري اطلاقه على النوافل. والجارية اطلاقه على النوافل. والمعدود منها في هذا الحديث ثلاث. والمعدود منها في هذا الحديث ثلاث فالنافلة الاولى الصوم المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والجنة اسم لما يتقى ويدفع به اسم لما يتقى به ويدفى بمنزلة الدرع والخوذة للمقاتل بمنزلة الدرع والخوذة وخوذة الرأس للمقاتل. والنافلة التانية الصدقة. المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. والنافلة الثالثة صلاة الليل المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم وصلاة الرجل في جوف الليل فاما النافلة الاولى وهي الصوم فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم جنتان اي وقاية غاية يتقي بها الانسان. والصيام جنة من الاثام في الدنيا وجنة من النار في الاخرة. والصيام جنة من الدنيا جنة من الاثام في الدنيا. وجنة من النار في الاخرة واما الصدقة فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر انها تطفئ الخطيئة. اي السيئة كما يطفئ والماء النار لان الحاجة في النفوس بمنزلة النار في الابدان. لان الحاجة في النفوس بمنزلة النار في الابدان. فمن تصدق على احد فقد اطفأ ناره. فمن تصدق كاحد فقد اطفأ ناره. فيكون جزاؤه ان يطفئ الله سبحانه وتعالى بماء البارد خطيئته التي هي بمنزلة النار المشتعلة في قلبه. واما صلاة الليل فان النبي صلى الله عليه وسلم عينها بكونها في جوفه يعني في وسطه فصلاة وسط الليل هي الممدوحة في الحديث. وذكر الرجل وقع تغليبا. والا فالمرأة مثله هو ذكر الرجل وقع تغليبا والا فالمرأة مثله. وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية بعد ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها. وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية بعد ذكر قيام الليل لدلالة على جزاء اهلها ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من تفاصيل الجمل بما ذكر من الفرائض والنوافل جمع عاد رضي الله عنه كلياتها. فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده؟ وذروة سنامه ووقع الجواب بقوله الجهاد في سبيل الله. هكذا هو في النسخ العتيقة من الاربعين النووية المقروءة على اصحاب النووي وهو وافق لبعض روايات جامع الترمذي وهو موافق لبعض روايات جامع الترمذي من جعل الجهاد جوابا للثلاث المذكورة. من جعل الجهاد جوابا لجميع التلات المذكورة ووقع في بعض روايات الترمذي الجواب عن التلات بثلاث. الجواب عن الثلاث ثلاث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وانذروا وتسنامه الجهاد في سبيل الله رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. وهذا هو المحفوظ في لفظ الحديث وهذا هو المحفوظ في لفظ الحديث فاما قوله رأس الامر الاسلام فمعناه ان رأس الدين هو الاستسلام لله بالتوحيد واستسلام لله بالتوحيد. فالامر يطلق ويراد به الدين كله. واما قوله وعموده فهو جعل لها بمنزلة العمود الذي يرتفع عليه بناء البيت لمنزلة العمود الذي يرتفع عليه البيت. فبناء الاسلام يرتفع باقامة الصلاة فبناء الاسلام يرتفع بعمود الصلاة. وهذا معنى قول بعض السلف لا لاحد لا احظ لمن ترك صلاته في الاسلام. لا حظ لمن ترك صلاته في الاسلام لانه بمنزلة من انكسر عمود بيته فسقط لانه بمنزلة من انكسر عمود بيته فسقط بيته واما كون الجهاد ذروة سنام الاسلام فمعناه اعلاه وارفعه. اعلاه فمن اعظم اسباب علو المسلمين ورفعتهم هو الجهاد في سبيل لله ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ملاك الامر كله اي جماعه ونظامه وقوامه فقوله بملاك اي بالامر الجامعي الذي ينتظم فيهما نتقدم بالامر الجامعي الذي ينتظم فيه ما تقدم. وملاك بكسر الميم وتفتح. فيقال ملاك وملاك. واخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله كف عليك هذا. يعني اللسان والكف الامساك. والكف الامساك. فالاصل الجامع لما تقدم هو وامساك الانسان لسانه. امساك الانسان لسانه كيف يكون هذا كل تقدم رجع الى امساك الانسان لسانه نعم ارفع صوتك لان امساك اللسان يحمل على الاقبال على العمل. يحمل على الاقبال على العمل فان من قل كلامه قوي قلبه. ومن قوي قلبه قويت جوارحه على الفرائض والنوافل واما كثير الكلام فانه يشغل قلبه فيفرغه من الاهتمام بالامور العظيم يشغل قلبه فيفرغه من الاهتمام بالامور العظيمة. فتضعف الجوارح عن العمل اضعف الجوارح عن العمل. فمن حفظ لسانه وامسكه ارسل جوارحه في الاعمال فقويت عليه. ومن اطلق لسانه وارسله اضعف جوارحه فعجزت عن العمل وقوله ثكلتك امك اي فقدتك. اي فقدتك. وهو دعاء لا المراد منه حقيقته. فالعرب تذكره للاغراء والحث على ما يذكر له والحث على ما يذكر لها. فاذا اريد تنشيط عبد في تحصيل شيء ذكر له قيل له ثكلتك امك ليقبل عليه بالاعتناء والاهتمام. وقوله وهل يكب الناس في النار على وجوههم ان يطرحهم. فالكب هو الطرح. والمناخ الانوف والمناخر الانوف وموجب كبهم في النار هو حصائد السنتهم. هو حصائد السنتهم. والحصر كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به. والحصيدة كل شيء قيل في الناس باللسان وقطع عليهم به. ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فالمخصوص بالتحذير منه في الحديث ليس مطلق الكلام. وانما او عن مخصوصا منه وهو الكلام الذي يصدر في الحكم على الناس الكلام الذي يصدر في الحكم على الناس. في قطع عليهم المرء بشيء في قطع عليهم المرء كقوله ان فلانا كافر او ان فلانا مبتدع او ان فلانا فاسق فانه اذا جرى لسانه بشيء من هذه الاحكام وكان على خلاف به شرعا كان جزاؤه ان يكبه الله سبحانه وتعالى في النار على وجهه والحامل على جعل جزائه من هذا الجنس ان كثيرا من المتكلمين بهذا يبتغون رفع وجوههم في الناس ان كثيرا من المتكلمين بهذا يبتغون رفع وجوههم في فيعاقبهم الله بنقيض قصدهم. ان يكب وجوههم في نار جهنم اذلالا لهم وعقابا اذلالا لهم وعقابا. ومن وقر في قلبه هذا المعنى عظم عليه امر لسانه كبر عنده ان يتكلم بشيء اذا كفي بغيره في نصرة الحق وابطال الباطل. لان ارسال اللسان كما سبق فيه خطر عظيم يغني عن الاعمال الصالحة. هذا اذا كان في مباح او مكروه. فكيف اذا كان في شيء محرم وهو القول في الناس بلا بينة. فيجب على طالب العلم ان يحرز لسانه ليحفظ دينه وان يتقي ربه ليجد منه ما يحبه. ومن لم يأتمر بامر الشرع فعقابه عند والله عظيم. وقد ذكرت لكم من قبل كتاب الصمت لابن ابي الدنيا. واني لاحثكم ثانية على الا تذهبا هذه السنة الا وقرأه احدكم بتأن وتفهم فان في ذلك خيرا كثيرا للعبد يدرك به ما ينفعه في الدنيا والاخرة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثلاثون عن ابي ثعلبة جرثوم ابن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها. وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها. حديث حسن رواه الدار قطني وغيره. هذا هو الحديث الثلاث من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه الدارقطني في السنن. وفي سياق تقديم وتأخير عن اللفظ المذكور هنا. واسناده ضعيف. وفي الحديث جماع احكام الدين وفي الحديث جماع احكام الدين. فقد قسمت فيه الاحكام اربعة اقسام. فقد فيه الاحكام اربعة اقسام. مع بيان ما يجب في كل قسم. مع بيان ما يجب في كل قسم فالقسم الاول الفرائض. والواجب فيها عدم اضاعتها. والواجب فيها عدم اضاعتها والقسم الثاني الحدود والقسم الثاني الحدود والمراد بها في الحديث ما اذن الله به ما اذن الله به فيشمل الفرض والنفل والمباح فيشمل الفرض والنفل والمباح والمأمور به فيها عدم تعديها. والمأمور به فيها عدم تعديها. اي عدم تجاوز الحد الذي تنتهي اليه شرعا اي عدم تجاوز الحد الذي تنتهي اليه شرعا. والقسم ثالث المحرمات والقسم الثالث المحرمات. والواجب فيها عدم انتهاكها. والواجب فيها عدم انتهاكها بالكف عن قربانها وعدم الوقوع فيها بالكف عن قربانها وعدم الوقوع فيها والقسم الرابع المسكوت عنه المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا. والواجب فيه عدم البحث عنه. والواجب فيه عدم البحث عنه وقوله في اخر الحديث وسكت عن اشياء اي سكت الله عن اشياء ففيه اثبات صفة السكوت لله ففيه اثبات السكوت صفة السكوت لله. وقد دل عليه النص والاجماع ذكره ابن تيمية الحفيد وقد دل عليها النص والاجماع ذكره ابن تيمية الحفيد سكوته سبحانه اعدم بيان الاحكام. عدم اظهار الاحكام. عدم الاحكام لا الانقطاع عن الكلام. لا الانقطاع عن الكلام. فيكون من الاحكام ما اظهر وبينه للناس ويكون من الاحكام ما لم يظهره سبحانه وتعالى للناس. عفوا منه عنهم عفوا منه عنهم. وهذا الحديث وان كان ضعيفا كما تقدم فهو صحيح المعنى. وكل احاديث الاربعين مما ضعف فمعناه صحيح. اي قامت دلائل الشرع وقواعده ومقاصده على صحة هذه المعاني. ومثل هذا تسوغ فيه رواية الحديث الضعيف اهل العلم على ذكرها وبيان معانيها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي والثلاثون عن ابي العباس في سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني الله احب للناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة ذكر المصنف الحديث الحادي والثلاثين من الاحاديث الاربعين النووية اخرجه ابن ماجة واسناده ضعيف والزهد في الدنيا شرعا هو الرغبة عما لا ينفع في الاخرة. والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة فقوله صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا امر بالامر المذكور من الرغبة عما لا نفع له في الاخرة ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء. ويندرج في هذا الوصف اربعة اشياء. لا نفعلها في الاخرة اولها المحرمات وثانيها المكروهات. وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها. المشتبهات لمن الا يتبينها. ورابعها فضول المباحات. وهي ما زاد على قدر الحاجة منها وهي ما زاد على قدر الحاجة منها. فالعبد مأمور بان هنا زاهدا فيما لا ينفعه. راغبا عنه غير مقبل عليه. ومحله الامور الاربعة المذكورة. وقوله صلى الله عليه وسلم وازهد فيما عند الناس هو من جملة المأمور به من الزهد في الدنيا. هو من المأمور به من الزهد في الدنيا فان الذي يزهد فيه هو ما عند الناس وما ليس عنده. ما عند الناس وما ليس عندهم. وفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما فذكر الخاص بعد العام. وفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما فذكر الخاص بعد العام. لافتراق الثمرة الناشئة منهما. لافتراق الناشئة منهما فمن زهد في اعيان الدنيا التي ليست بايدي الناس احبه الله. فمن زهد في اعيان الدنيا التي ليست بايدي الناس احبه الله. ومن زهد فيما في ايديهم احبه الناس زيادة على حب الله له. احبه الناس زيادة على حب الله له لان الناس مجبولون على منافرة من زاحمهم في حظوظهم لان الناس مجبولون على منافرة من زاحمهم في حظوظهم الذي يزاحم الخلق فيما بايديهم وما يطلبونه تنفروا منه نفوس الخلق تنفروا منه نفوس الخلق ومن تجرد من هذا احبه الناس. ومن تجرد من هذا احبه الناس هذا المعنى في النفس من كمال الزهد في الدنيا. من كمال الزهد في الدنيا. فان الزاهد فيها حقيقة هو كما ذكر ابن تيمية الحفيد من لا يغالب ولا يطالب ولا يعاتب من لا يغالب ولا يطالب ولا يعاتب. فهو لا يغالب الناس على شيء. لا يغالب الناس على شيء ولا يطالبهم بشيء. ولا يطالبهم بشيء. ولا يعاتبهم في شيء ولا يعاتبهم في شيء. ويقوى هذا المعنى في القلب بنظر العبد الى الاخرة باقية بنظر العبد الى الاخرة الباقية. فان من نظر الى جلالة الباقي زهد في حقيقة الفاني. زهد في حقيقة الفان. فمن اعظم ما يسوق الانسان الى الزهد في الدنيا وترك اهلها وعدم مغالبتهم ومطالبتهم ومعاتبتهم في شيء انه ينظر الى الاخرة وما عند الله سبحانه وتعالى. فيكون مطلوبه هو النفيس الباقي لا الخسيس الفاني. فيكون مطلوبه هو النفيس الباقي لا الخسيس الفاني. واعتبر هذا في شيء تقبل عليه قلوب الخلق عادة وهو الذكر فان من زهد في الدنيا عظم في نفسه ذكر الله له وزهد في ذكر الناس ومن غلب عليه حب الدنيا طلب ذكر الناس له فضيع ذكر الله سبحانه وتعالى له. فالاول مشغول بالنفيس الباقي من ذكر الله عز وجل له مشغول بالخسيس الفاني من ذكر الناس له. قال بعض السلف وهو ابن عون ذكر الله دواء. وذكر الناس داء. ذكر الله دواء. وذكر الناس داء. ومن جملة ما يندرج في هذا المعنى ان جريان ذكر العبد عند ربه في الملأ الاعلى دواء لعلله وجريان ذكره عند الناس شيوع لافتتانه بما يفسد قلبه. ومن هنا بعض السلف كفى بالمرء شرا ان يشار اليه بالاصابع. ان يشار اليه بالاصابع انه صار غرضا لسهام الفتنة. فانه صار غرضا لسهام الفتنة. وباب الزهد وقائد كان بابا عظيما من ابواب العلم. ثم رغب عنه الناس. وغفل عنه كثير منه صار جل طلاب العلم يرونه شيئا من فتاته. يتعاطاه العوام والدهماء وهذا من كمال فان ائمة الاسلام المصنفين في الزهد كثير منهم الامام احمد وابو داود السجستاني هو ابن ابي عاصم والحسن ابن موسى وابو بكر البيهقي ووكيع ابن جراح وهنادوا ابن السري وابو بكر ابن ابي شيبة. فامتلاء المكتبة الاسلامية العتيقة بهذه الدواوين المسندة يشير الى جلالة الاعتناء بهذا العلم. وادركنا في قطرنا اقراء كتاب الزهد للامام احمد في بعض الحلق لا ينقطع منها البتة. واليوم صار درس الزهد والرقائق غريبا في فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا لما ينفعنا من العلم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار. حديث حسن رواه ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا. عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا. هذا هو الحديث الثاني والثلاثون من الاحاديث في الاربعين النووية. واخرجه ابن ماجه كما عزاه اليه المصنف من حديث ابي سعيد وهو عند الدارقطني وحده وهو عند الدارقطني وحده. اما الحديث الذي رواه ابن ماجة فهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما فهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما صواب القول في عزوه انه من حديث ابن عباس عند ابن ماجة. ومن حديث ابي سعيد عند الدار انه من حديث ابن عباس عند ابن ماجة ومن حديث ابي سعيد الخدري عند الدارقطني وكلاهما اسناده ضعيف ويروى هذا الحديث من حديث جماعة من الصحابة بطرق يقوي بعضها بعض فهو حديث حسن. فهو حديث حسن. والحديث المذكور مشتمل على نفي طيب مشتمل على نفي امرين احدهما الضرر احدهما الضرر والاخر الضرار والاخر الضراب. والفرق بينهما ان الثاني مفعول وجه مقابلة ضرر قبله. ان الثاني مفعول على وجه مقابلة ومن قبله. واما الاول فهو مفعول ابتداء. فهو مفعول ابتداء. والعبد منهي عن ابتداء الضرر وعن مقابلة غيره به. والعبد منهي عن ابتداء الظاد وعن مقابلة غيره به وجاء النهي في الحديث في سورة النفي تعظيما له وتأكيدا وجاء النهي في الحديث في سورة النفي تعظيما له وتأكيدا. لانه في الشرع بمنزلة المطلوب عدمه لانه في الشرع بمنزلة المطلوب عدمه. وقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار يشمل الضرر من جهتين احداهما دفعه قبل وقوعه. دفعه قبل وقوعه. والاخرى رفعه بعد وقوعه والاخر رفعه بعد وقوعه. فهو اعم من قول الفقهاء الضرر يزال. فهو اعم من قول الفقهاء الضرر يزال. لاختصاص قولهم بالضرر الواقع. اختصاص قولهم بالضرر الواقع الذي يطلب رفعه. الذي يطلب رفعه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثالث والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال اموال قوم ودماءهم لكن البينة على المدعي واليمين على ان انكر حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا. واصله في الصحيحين. هذا هو الحديث الثالث ثلاثون من الاربعين النووية. وقد اخرجه البيهقي في السنن الكبرى. وهو بهذا اللفظ غير محفوظ وهو بهذا اللفظ غير محفوظ. والثابت فيه حديث ابن عباس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعواهم لو يعطى الناس بدعواه لا الدعاء ناس دماء رجال واموالهم لادعى ناس دماء ا رجال واموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه. ولكن اليمين على المدعى عليه متفق عليه فلا ذكر فيه للبينة. فلا ذكر فيه للبينة. وفي الحديث بيان ما تحسم به المنازعات. وفي الحديث بيان ما تحسم به المنازعات ويفصل بين الخصومات. وهو جعل البينة على المدعي وجعل اليمين على من انكر. وهو البينة على المدعي وجعل اليمين على من انكر والمدعي هو المبتدئ بالدعوة المطالب بها. والمدعي هو المبتدأ بالدعوة المطالب بها والمدعى عليه هو المطالب بالدعوة الواقعة عليه. المطالب بالدعوة الواقعة عليه. وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور بينة على المدعي واليمين على المدعى عليه المنكر والبينة اسم لما يبين به الحق ويظهر. اسم لما يبين به الحق ويظهر الشهادة وغيرها واليمين هو الحلف والقسم. سمي يمينا لان العرب كانت اذا ارادت القسم مد احدهم يمينه لان العرب كانت اذا حلفت مد ادارة ارادت ان تحذف مد احدهم يمينه. ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدع واليمين على المدعى عليه ان البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه وهو من العام المخصوص وهو من العامي المخصوص فقد تجعل اليمين في جانب المدعي. فقد تجعل اليمين في جانب المدعي. بحسب بالقرائن بحسب القرائن. فاذا رأى القاضي ان جانب المدعي اقوى جعل اليمين له جعل اليمين له. على ما هو مبين في كتاب القضاء في باب الدعاوى والبينات عند الفقهاء. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. رواه مسلم. هذا هو الحديث الرابع من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو ومن افراده عنه والحديث اصل في الامر بتغيير المنكرات في الامر بتغيير المنكرات وهو طلب ازالتها ودفعها. وهو طلب ازالتها ودفعها. فقوله صلى الله عليه وسلم فليغيره امر. والامر للايجاب. فتغيير المنكرات بانكارها واجب والمنكر شرعا كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريمه. كل ما نهى عنه الشرع نهي فالمنكرات هي المحرمات. فالمنكرات هي المحرمات. فكل محرم يطلب تغييره. وتغيير المنكر له ثلاث مراتب المرتبة الاولى تغييره باليد. تغييره باليد. والمرتبة الثانية تغيير باللسان والمرتبة الثانية تغييره باللسان. والمرتبة الثالثة تغييره بالقلب تغييره بالقلب. والمرتبتان الاولى والثانية معلقتان بالاستطاعة معلقتان بالاستطاعة. فاذا استطاع العبد الانكار باليد انكر. واذا لم يستطع الانكار بيده واستطاع الانكار بلسانه انكر. فان لم تكن له استطاعة سقط عنه الواجب. فان لم تكن له استطاعة سقط عنه الواجب. واما المرتبة الثالثة وهي تغييره بالقلب فلا تسقط ابدا. فلا تسقط ابدا. للقدرة عليه في حق كل احد للقدرة عليها في حق كل احد وتغيير المنكر بالقلب يكون بكراهته والنفرة منه وتغيير المنكر بالقلب يكون كراهته والنفرة منه. فاذا وجد في القلب كراهة المنكر. والنفرة من وقع انكار القلب له. وقع انكار القلب له. ولا يشترط ظهور اثار هذه الكراهة والنفرة على الوجه. ولا يشترط ظهور اثار هذه النفرة والكراهة على الوجه بان يسود وجهه او ان يقطب جبينه او غير ذلك من الاحوال فمتى وجد المعنى المذكور صح كونه تغييرا للمنكر بالقول قلب تغييرا للمنكر بالقلب. والمرتبة الاولى وهي الانكار المنكر باليد هي حظ مجعول شرعا لمن له القدرة على ذلك لمن له القدرة على ذلك. كالسلطان او نائبه في عموم الناس. كالسلطان او نائبه في عموم الناس او الوالد مع اولاده او الوالد مع اولاده. او الزوج مع زوجته. او الزوج مع زوجته ويكون تغيير المنكر باليد في حقهم وفق المأذون به شرعا وفق المأذون به شرعا. فلا يتجاوز المقدر شرعا. فلا يتجاوز المقدر واما المرتبة الثانية وهي انكار المنكر باللسان فهي كن لكل احد فهي حظ لكل احد. وقد نقل الاجماع على ذلك الجويني قد نقل الاجماع على ذلك الجويني. فيجب على كل احد من المسلمين انكار المنكر بلسانه وشرطه كسابقه. ان يكون انكاره وفق المأذون به شرعا. ان يكون انكاره وفق المأذون به شرعا وقاعدة الشرع فيما يطلب تغييره من المنكرات هو ما يراه العبد هو ما يراه العبد لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا اي رآه بعينه اي رآه بعينه تتبع المنكرات ليست من وظيفة العبد شرعا. فتتبع المنكرات ليست من وظيفة العبد شرعا الا في حق ولي الامر ونائبه. الا في حق ولي الامر ونائبه. فان من حقوق الناس في دينهم على ولي الامر ان يتفقد وقوع المنكرات ويطلب زواله ان يتفقد وقوع المنكرات ويطلب زواله. فهو مأمور بملاحظة حفظ دين الامة فهو مأمور بملاحظة حفظ دين الامة. وجماع هذا الباب في طريقة اهل السنة والجماعة هو ما تقدم في العقيدة الواسطية من قول صاحبها وانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة. اي وفق ما توجبه الشريعة. فالطريقة الشرعية التي بينت فيها هي التي امرنا بها. وقد عظم الجهل بالطريقة الشرعية لغلبة الاهواء على الناس. لغلبة الاهواء على الناس. فصار انكار المنكر عند قوم غرضا لتحقيق مآرب وقابلهم قوم صاروا يمنعون انكار المنكرات. كالمنكرات العامة فان طريقة الشرع حين اذ بيان كونها منكرا دون تعليقها بولي الامر فلو قدر في بلد وجود شرب الخمر فيه مأذون من ولي امره. فطريقة الشرع هو انكار شرب الخمر وبيان حكمه وزجر الناس عنه وتعظيم شربه وما جاء فيه من الوعي. فاذا اذا جعل هذا المنكر غرضا للتشنيع على السلطان والتأليب عليه صار هذا من مقابلة المنكر بمنكر صار هذا من مقابلة المنكر بمنكر وعظم الخطب في الغلط تجد من الناس كما تقدم يمنع انكار المنكر مطلقا. اذا كان عاما بزعم انه من التأليب على السلطان ويقابل هؤلاء طائفة يجعلون انكار المنكر ثوبا يريدون به رمز السوق والوقيعة فيه. فطالب العلم يمسك الجادة السوية التي كان عليها جهابذة العلم هاقنته من ان المنكر ينكر من ان المنكر ينكر كيفما كان ممن صدر منه. ولكنه لا ايتخذ غرضا للطعن في ولي الامر او التأليب عليه. فلو عقدت في بلدك مثلا حفلة غنائية كان انكار المنكر ببيان حرمة الغناء. وتحذير الناس من ذلك وبيان ما جاء في ذلك من الوعي فاذا سلكت ذلك اصبت طريقة اهل السنة والجماعة. فان زدت في الطنبور نغمة. وجعلت ان هذا المنكر وسيلة للطعن في ولي الامر والتأليب عليه والفت من عضد المسلمين بتهويل هذه المنكرات وغير ذلك مما يسلكه بعض الناس وقعت في منكر اخر والهدى بين ضلالتين والحق بين باطلين فينبغي ان يسترشد طالب العلم بطريقة اهل العلم وان يسيرا بسيرهم والا يترك انكار المنكر بالطريقة الشرعية. فان المنكر ابدا منكر حتى يرد الله الارض ومن عليها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه لمسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. هذا هو الحديث الخامس والثلاثون من الاحاديث الاربعين النووية وقد اخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. ولم يقع في روايته قوله ولا يكذبه ولم يقع في روايته قوله ولا يكذبه. وفي الحديث ذكر خمس من من المنهيات ذكر خمس من المنهيات. الاولى في قوله لا تحاسدوا. في قوله لا تحاسدوا وهو نهي عن الحسد ابتداء ومقابلة. وهو نهي عن الحسد مقابلة ابتداء ومقابلة فلا يحسد العبد غيره واذا حسده غيره لم يقابله بان يحسده. والحسد هو كراهية وصول النعمة الى العبد. كراهية وصول النعمة الى العبد. فاذا وجدت هذه الكراهية في وجد الحسد. ولو لم يتمنى زواله ولو لم يتمنى زوالها. في اصح القولين وهو اختيار ابن تيمية الحفيد. والثانية في قوله ولا تناجشوا. وهو نهي عن النج وهو نهي عن النج. وهو تحصيل المقاصد بمكر وحيدة. تحصيل المقاصد بمكر وحيلة. فالعبد منهي عن تحصيله. مطلوبه بمكر وحيد له ومنه البيع المعروف عند الفقهاء وهو ان يزيد في السلعة من لا يريد شراها ان يزيد سلعة من لا يريد شراءها والاصل الجامع للنتش هو المعنى المتقدم. من طلب تحصيل المطلوبات بالمكر والحيلة والثالثة في قوله ولا تباغضوا وهو نهي عن التباغظ. وهو نهي عن التباغض ابتداء وهو نهي عن البغض ابتداء ومقابلة. وهو نهي عن البغض داء ومقابلة فلا يجوز للمسلم ان يبغض اخاه المسلم. فلا يجوز للمسلم ان يبغض اخاه المسلم ما لم يوجد مسوغ شرعي ما لم يوجد مسوغ شرعي ككونه عاصي ككونه عاصيا. فاذا وجد المسوغ الشرعي ابغضه لاجل حكم الشرع لا لاجل حكم النفس ابغضه لاجل حكم الشرع لا لاجل حكم النفس. والرابعة في قوله ولا تدابروا. وهو نهي عن التهاجر والتصارم والتقاطع. نهي عن التهاجر والتصارم والتقاطع. ومحله اذا كان لامر دنيوي. ومحله اذا كان لامر دنيا فان كان لامر ديني قدر بقدره الشرعي. فان كان لامر ديني قدر لامره الشرعي لحكمه الشرعي وهو تحصيل مصلحة الزجر عما هجر لاجله تحصيل مصلحة عما هجر لاجله بان يكف عنه وينقطع منه. والخامسة في قوله ولا يبع بعضكم على بيع بعض ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وهو نهي عنه في المالية كلها على اختلاف انواعه. نهي عنه في المعاملات المالية كلها على اختلاف انواعها وقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذكر هذه المنهيات وكونوا عباد الله اخوانا. يحتمل معنيين احدهما انه متعلق بما قبله وان المسلمين اذا امتثلوا ما ذكر في الجمل الخمس قبله صاروا عبادة لله اخوانا والاخر انه جملة مستقلة فيها الامر بتحصيل الاخوة الدينية واسبابها انه امر مستقل فيه الامر بتحصيل الاخوة الدينية واسبابها وقوله المسلم اخو المسلم بيان لمن تعقد معه الاخوة الدينية. وهو المشارك للمسلم في دينه فالمسلم اخ للمسلم. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حقوق من الحقوق بينهما فقال لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا ويشير الى صدره لثلاث مرات اي يقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا يشير الى صدره ثلاث مرات. لان الصدر وعاء القلب. والقلب وعاء التقوى لان الصدر وعاء القلب. والقلب وعاء التقوى. وقوله بحسب امرئ من بان يحقر اخاه المسلم اي يكفي العبد ان يكفي العبد في الشر ان يحقر اخاه المسلم اي يكفي العبد في الشر ان يحقر اخاه المسلم فمن اعظم الشرور احتقار المسلم المسلم. فمن اعظم الشرور احتقار المسلم المسلم ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بما يردع المجرم عن التعدي على المسلم بما يردع المجرم عن التعدي على المسلم فقال كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله دمه وعرضه وماله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه انه قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة والله في عون كعبد ما كان العبد في عون اخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به رواه مسلم بهذا اللفظ. هذا هو الحديث السادس والثلاثون من الاحاديث الاربعين النووية وقد عزاه المصنف الى مسلم وحده فهو من افراده عنه دون البخاري. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث خمسة اعمال مقرونة بجزائها. فالعمل الاول نقص الكرب عن المؤمنين في الدنيا تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا. والكرب جمع كربة وهي الامر الشديد الذي يضيق به العبد الامر الشديد الذي يضيق العبد وتنفيسها تفريجها عنه وتنفيسها تفريجها عنه وجزاؤه ان ينفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. اي شدة من من اي شدة من شدائد يوم القيامة واخر الجزاء تعظيما له. واخر الجزاء تعظيما له. فان يوم القيامة لا يعدلها شيء. والعمل الثاني التيسير على المعسر. التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة. ان ييسر الله على عمله في الدنيا والاخرة. والعمل الثالث الستر على المسلم الستر على المسلم. وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة. والناس في باب الستر قسمان والناس في باب قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق ولا شهر به. من لا يعرف بالفسق ولا شهر به هذا اذا زلت قدمه بمقارفة الخطيئة وجب الستر عليه. فهذا اذا زلت قدومه بمقارفة الخطيئة وجب الستر عليه والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي متسارعا فيها من كان جاهرا بالمعاصي متسارعا فيها. فهذا اذا اطلع عليه لم يستر. فهذا اذا اطلع عليه لم يستر بل يرفع امره الى ولي الامر بل يرفع امره الى ولي الامر ليردعه عن الشر ليردعه عن الشر والعمل الرابع سلوك طريق يلتمس فيه العبد علما. والعمل الرابع سلوك العبد طريقا يلتمس فيه علما وجزاؤه ان يسهل الله لعامله طريقا الى الجنة وجزاؤه ان يسهل الله عامله طريقا الى الجنة. ويكون في الدنيا بالاعانة على اعمال اهل الجنة من الطاعة. ويكون في الدنيا بالاعانة على اعمال اهل الجنة من الطاعات. وفي الاخرة بالهداية على صراط المستقيم الموصل الى الجنة. وفي الاخرة بالهداية الى الصراط المستقيم بالهداية على الصراط المستقيم الموصل الى الجنة. فمن التمس طريقا فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما كان هذا جزاؤه. والالتماس هو اقل الطلب. والالتماس هو اقل الطلب لم وهي صفة الاعمى اذا ابتغى شيئا وهي صفة الاعمى اذا ابتغى شيئا فانه يلتمسه حتى لا يجده فانه يلتمسه حتى يجده. فاذا بذل العبد شيئا يسيرا في طلب العلم عظم جزاؤه فاذا بذل العبد شيئا يسيرا في طلب العلم كان هذا جزاؤه كفى بالعلم ان يكون طريقا الى الجنة وكفى بالعلم شرفا ان يكون طريقا الى الجنة نسأله سبحانه وتعالى ان يجعل طلبنا العلم طريقا الى الجنة والعمل الخامس الاجتماع الى بيت من بيوت الله. الاجتماع الى بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه. على تلاوة كتاب الله وتدارسه. وجزاء حف الملائكة وجزاؤه حف الملائكة ونزول الرحمة ونزول الرحمة وغشيان السكينة. وذكر الله المجتمعين عندهم. وذكر الله المجتمعين وفي هذا تعظيم الاجتماع على القرآن وما تعلق به من العلم في المساجد تعظيم القرآن تعظيم الاجتماع على القرآن وما تعلق به من العلم في المساجد. فانتفاع النفوس بذلك اعظم من انتفاعها به في غير المساجد. ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث قوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. اعلاما بمقام العمل. وان الانسان اذا لم يكن له عمل يزكيه فانه لا يبلغ المقامات العالية في الاخرة بنسبه فالنسب لا يغني عن صاحبه شيئا. والناس ينظر فيهم الى اعمالهم وقلوبهم ما تقدم في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه سلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ. من المراد بقوله فانظر يا اخي ها انتم كل واحد منا يخاطب ويقول فانظر يا اخي. ولذلك هذه الاحاديث لو المرء عقد عظمتها الا ما كفاها مدة طويلة من العمر في التفكر فيها. ويكفي ان ابن الجوزي رحمه الله لما ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس انه قال تأملت هذا الحديث فكدت اطيش يعني لعظم ما فيه من المعاني وفي ترجمة عبدالرحمن التعالب من علماء الجزائر في القرن التاسع انه لما قرأ الاربعين النووية على شيخه ابن مرزوق الحفيد كان اذا قرأ عليه الحديث الواحد منها بكى وعظم بكاؤه. كل حديث يبكي ويعظم بكاءه. لما فيه من المعاني وادراك هذه المعاني على قدر جلال في الفهم اذا عظم فهم الانسان رأى ان هذه الاحاديث كما وصفت احاديث جوامع من قول النبي صلى الله عليه وسلم والواحد منا اذا كان يحفظ شيئا من الشعر ويلذ له يجد في قلبه حلاوة. فكيف اذا كان المحفوظ من الوحي الذي هو اعظم مرات من الشعر بل لا يعدل به كما قال تعالى وما علمناهم الشعر وما ينبغي له. فالمرء اذا سمع مثل هذه الاحاديث يعتبرها في نفسه ولا سيما فيما ذكر فيه المصنف هذه جملة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة فاكدها بكاملة. وان عملها كتبها الله مئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا ثناء عليه وبالله التوفيق. ذكر المصنف رحمه الله الحديث السابع والثلاثين من رأينا النووية وهو حديث متفق عليه فرواه البخاري ومسلم. وقوله ان الله كتب الحسنات والسيئات اي قدرها على العباد اي قدرها على العباد فالكتابة هنا قدرية فالكتابة هنا قدرية. لان الحسنات لم تكتب شرعا فلم تطلب من العبد. لان لان لان السيئات لم تكتب شرعا فلم تطلب من العبد. فتختص الكتابة هنا بكتابة الحسنات والسيئات قدرا. وكتابتهن نوعان. وكتابتهن نوعان احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهم بان الله كتب على كل احد من الخلق ما له من الحسنات والسيئات في عمله. والاخر كتابة ثوابهما تعيين كتابة ثوابهما وتعيينه. والمراد منهما في الحديث هو الثاني كما يدل السياق والمراد منهما في الحديث هو الثاني كما يدل عليه السياق. والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن. اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن. وهي كل ما امر به الشر كل ما امر به الشرع. والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء. اسم قل لي ما توعد عليه بالثواب السيء. وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريمه. كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم. فالحسنات هي الفرائض والنوافل. فالحسنات هي الفرائض والنوافل والسيئات هي المحرمات. والسيئات هي المحرمات. واما المكروهات والمباحات فليست منهما بالنظر الى ذواتهما. فليستا منهما بالنظر الى ذواتهما. وانما تكونان من هذا او ذاك بحسب قصد العامل. بحسب قصد العامل. والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال. والعبد بين الحسنة والسيئة له اربع احوال. الحال الاولى ان يهم بالحسنة ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده وحسنة كاملة فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والهم المراد هو هم الخطرات. هو هم الخطرات فاذا خطر فعل الحسنة بقلب العبد كتبها الله سبحانه وتعالى له حسنة كاملة. وهذا من بركة الفكر في الطاعات من بركة الفكر في الطاعات وان شغل العبد قلبه بها يجعل له الحسنات عليها ان لم يعملها والحالة الثانية ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها اي يهم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله عنده عشر حسنات الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فكل عامل حسنة له عليها عشر. فكل عامل حسنة له عليها عشر. والزيادة على العشر مرهونة بحسن اسلام العبد. والزيادة على العشر مرهونة بحسن اسلام العبد. فيتفاوت الناس في ذلك كتفاوتا عظيما. فمنهم من يبلغ تضعيفه سبعمئة. ومنهم من يكون فوق ذلك والفرق بين الحال الاولى والثانية ان الاولى لا تضعف فيها الحسنة فهي واحدة واما الحال الثانية ففيها التضعيف. لان الحالة الاولى خاطر جار في القلب فقط خاطر جار في القلب من غير ظهور صورة العمل من غير ظهور صورة العمل. واما الحال الثانية ففيها ظهور صورة العمل. والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل بها. اي يهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة واحدة فتكتب سيئة واحدة من غير مضاعفة لها من غير مضاعفة لها. فتضعيف السيئات ممتنع شرعا. فتضعيف السيئات ممتنع شرعا والممنوع شرعا تضعيف عددها. والممنوع شرعا تضعيف عددها. اما تضعيف ثقلها اما تضعيف ثقلها بتعظيم وزنها في الميزان بتعظيم وزنها في الميزان فهذا يقع فهذا يقع. اذا اقترن بها ما يوجب التعظيم. اذا اقترن بها ما يوجب التعظيم كشرف الزمان او المكان او العامل كشرف الزمان او المكان او العامل. فالنظر الحرام مثلا سيئة واحدة. وهي في البلد الحرام اعظم ثقلا من غيره من البلدان ان والحال الرابعة ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها. الا يهم ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين. وترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين الاول ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه. والثاني ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب. فاما الاول وهو ترك السيئة لسبب داع فهو ثلاثة اقسام وثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله. فتكتب له حسنة ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة. والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة الخلق. او طلب مخافة الخلق او طلب مرائتهم. فتكتب له سيئة هذا فتكتب له سيئة هذا والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة. ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال بتحصيل اسبابها. مع الاشتغال بتحصيل اسبابها. فهذا يعاقب كمن عمل وتكتب عليه السيئة فهذا يعاقب كمن عمل وتكتب له سيئة كمن دخل ابيتا لسرقته فامتنع عليه كسر بابه. كمن دخل بيتا لسرقته. فامتنع عليه كسر بابه فهذا لم يمنع بينه وبين السيئة الا الباب فهو قد عمل السيئة واشتغل بتحصيل اسبابها لكن لم يتمكن من حصول مراده منها. اما ترك السيئة لغير سبب فهو وقسمان. اما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان. القسم الاول ان يكون همه بالسيئة هم خطره ان يكون همه بالسيئة هم خطرات. فلم تسكن نفسه اليها ولا تعلقت به. فلم تسكن نفسه اليها ولا تعلقت بها. بل نفرت نفسه منها ولم تستغذ بها. بل نفرت نفسه منه ولم تشتغل بها. فتكتب له حسنة فتكتب له حسنة. وهذا هو المذكور في وهذا هو المذكور في الحديث. والقسم الثاني ان يكون همه بالسيئة هم عزم ان يكون همه بالسيئة هم عزم. يرحمك الله وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة. هو الهم المشتمل على الارادة جازمة المقترنة بالتمكن من الفعل. المقترنة بالتمكن من الفعل وهذا تكتب عليه سيئة. وهذا تكتب عليه سيئة. سواء كان عملا قلبيا او عملا من اعمال الجوارح لم يظهر خارجه. سواء كان عملا قلبيا او عمل من اعمال الجوارح لم يظهر خارجها. وهذا الحديث العظيم يبين شدة الحاجة الى الاعتناء بحراسة القلب. وان يشغل العبد نفسه بالفكر فيما ينفعه. فان الفكر بما اينفع من الحسنات تكتب له تكتب للعبد به الحسنات. قال الامام احمد لابنه عبد الله يا بني انوي الخير ولو لم تعمله. فان نية الخير خير. فان نية الخير خير المرء اذا كان قلبه مشغولا بالحسنات كتبت له ولو لم يعملها. واذا شغل قلبه بالسيئات فانه وان مرت عليه اوقات تكون هم خطرات فانه ربما تتابعت هذه الخطرات حتى تحكم في القلب فتكون هم عزم واصرار. فتكتب عليه سيئة ولو لم يظهر هذا العمل في الخارج وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين. صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين