السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد قدموا على ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قاموس مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اخر الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مات العلم باقراء اصول المتون وتبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منهم منتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب من برنامج مهمات العلم في سنته التاسعة تسع وثلاثين واربعمئة والف. وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المعروف شهرة بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست سبعين وستمائة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث الثامن والثلاثون. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. اجعل ازكى صلواتك تسليماتك على سيدنا رسول الله. وجهه عنا خير ما جزيت نبيا عن ملته ورسولا عن امته. وباسناد حفظكم الله تعالى للعلامة النووي رحمه الله انه قال في كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية الحديث الثامن والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله يمشي بها غيضه. احسن الله ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري هذا هو الحديث الثامن والثلاثون من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه البخاري وحده دون مسلم ومن افراده عنه. وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله وولي الله شرعا هو كل مؤمن تقي. هو كل مؤمن تقي وخصه علماء الاعتقاد بمن كان بمن كان غير نبي. بمن كان غير نبي وتقدم ان الولي له معنيان احدهما شرعي وهو كل مؤمن تقي والاخر اصطلاحي وهو كل مؤمن تقي غير نبي. والمراد منه في الحديث الاول والمراد منهما في الحديث الاول. فيندرج فيه النبي فمن دونه. فيندرج فيه النبي آآ فمن دونه وولي الله بهذا المعنى هو من والى الله هو من والى الله بفعله محبوباته والتقرب اليه بطاعته. من والى الله بفعل محبوباته. والتقرب اليه بطاعاته. ذكر ابن ابي العز الطحاوي في شرح ابن ابي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية فمن عادى اولياء الله سبحانه وتعالى فقد اذنه الله بالحرب اي اعلمه بها اي اعلمه بها فصار الله محاربا له. فصار الله محاربا له. ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب الله في حالين ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب الله في حالين احداهما اذا كانت المعاداة لاجل دينه. اذا كانت المعاداة لاجل دينه. فمن عادى مؤمنا تقيا لما هو عليه من الايمان والتقوى فقد اذنه الله بالحرب والاخرى ان تكون معاداته لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه. ان تكون معاداته لاجل مع ظلمه والتعدي عليه. فمتى كان اصل منازعته هو الدنيا واقترنت بظلمه والتعدي عليه وغمطه حقه صار هذا داخلا في جملة الحديث اما مجرد المعاداة لاجل الدنيا بلا ظلم ولا تعدي فلا يجري فيها هذا الوعيد. اما المعاداة لاجل الدنيا بلا ظلم ولا تعدي فلا يجري فيها هذا الحديث. وقوله ما تقرب عبدي بشيء احب اليه مما افترضته اليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فيه بيان مسألتين. احداهما ان التقرب الى الله يكون بفعل الفرائض والنوافل. ان الى الله يكون بفعل الفرائض والنوافل والاخرى ان التقرب بفعل الفرائض اعظم من التقرب بفعل النوافل. ان التقرب بفعل الفرائض اعظم من التقرب بفعل النوافل. وقوله فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها اي اوفقه فيما يسمع يرحمك الله. اي اوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي. اي اوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي. فلا يقع شيء متعلق فلا يقع منه شيء متعلق بها الا وفق محبة الله ومرضاته. فسمعه فيما يحبه الله ويرضاه وبصره فيما يحبه الله ويرضاه. وبطشه فيما يحبه الله ويرضاه. ومشيه فيما يحبه الله ويرضاه احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث حسن رواه ابن ماجة يهوى البيهقي وغيرهما. هذا هو الحديث التاسع والثلاثون من الحديث الاربعين من الاحاديث الاربعين النووي قوية وقد اخرجه ابن ماجة والبيهقي ولفظه ان الله وضع عن امتي ان الله وضع عن امتي واسناده ضعيف. والرواية في هذا الباب فيها لين. والرواية في هذا الباب فيها لين ومن اهل العلم من يرى الحديث حسنا. ومعناه صحيح بدلائل الشرع. وفيه بيان بفضل الله على هذه الامة بيان فضل الله على هذه الامة بترك مؤاخذتهم في امور ثلاثة بترك مؤاخذتهم في امور ثلاثة. احدها الخطأ. وثانيها النسيان. وثالثها الاكراه والمراد بترك المؤاخذة هو الوضع بنفي الاثم مع وجودها. والمراد بترك المؤاخذة هو الوضع بنفي الاثم مع وجودها. فلا اثم على ناس ولا على مخطئ ولا على مكره والخطأ هو وقوع على وجه لم يقصده فاعله. وقوع الشيء على وجه لم اقصده فاعله والنسيان ذهول القلب عن معلوم له متقرر فيه. دخول قلبي عن معلوم له متقرر فيه. والاكراه ارغام العبد على ما لا يريد. ارغام العبد على ما لا يريد ووضع الاثم عن الخلق في هذه الامور الثلاثة مما شاهد سعة رحمة الله سبحانه وتعالى عالة فمن سعة رحمته ان العبد لا يكتب عليه اثم اذا كان ناسئا اذا كان ناسيا او مخطئا او مكرها. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الاربعون. عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك بمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. هذا هو الحديث الاربعون من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه. وفيه الارشاد الى الحال التي بها صلاح العبد في الدنيا وفيه الارشاد الى الحال التي بها صلاح العبد في الدنيا. فصلاحه فيها بان ينزل نفسه احدى منزلتين بان ينزل نفسه احدى منزلتين. الاولى منزلة الغريب. وهو والمقيم بغير بلده منزلة الغريب وهو المقيم بغير بلده. فقلبه متعلق بالرجوع اليه فقلبه متعلق بالرجوع اليه. والاخرى منزلة عابر السبيل منزلة عابر السفين وهو المسافر الذي اذا دخل بلدا لم يلبث ان يخرج منه. وهو الذي اذا دخل بلدا لم يلبث ان يخرج منه. فهو يقطع مراحل سيره. من انتقال من الى بلد والمنزلة الثانية اكمل من الاولى والمنزلة الثانية اكمل من الاولى العبد فيها ضعيف التعلق بالدنيا. ضعيف التعلق بالدنيا. فان المقيم ببلد له نوع لقين به فان المقيم ببلد له نوع تعلق به فهو يمكث فيه مدة وان كان عازما على ترك والرجوع الى بلده. واما عابر السبيل فلا همة له في البقاء بالبلد الذي يدخله حال كونه مسافرا. فصلاح العبد في الدنيا ان يكون فيها غريبا. وان قدر ان هنا كعابر السبيل المسافر فهذه اكمل. وكلاهما مشتملان على قلة التعلق بالدنيا لانها دار انتقال لا دار بقاء. فالعبد منزله الاول الجنة. وهو ينبغي ان يطلب رجوعه اليها. قال ابن القيم فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم والعبد قد ابتلاه الله عز وجل بجعله في الدنيا. ثم عظم ابتداؤه فيها بان الله سبحانه وتعالى جعل له في الاخرة مقعدا في الجنة ومقعدا في النار. فاما ان يرد الى دار ابائه الاولى وهي دار ادم وحواء عليهما الصلاة والسلام واما الا يرد الى تلك الدار بل يرد الى عذاب الجحيم. وهذا يوجب على العبد ان يشتغل بطلب النجاة من الامتحان الذي جعل به في الدنيا وفي صحيح مسلم من حديث عياض المجاشعي رضي الله عنه ان الله قال في نبيه صلى الله عليه وسلم انما بعثتك لابتليك وابتلي بك. وفي سنن ابن ماجة باسناد قوي من حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبق من الدنيا الا بلاء وفتنة فالدنيا دار البلاء والمحن والاختبار والفتن. فينبغي ان يجتهد العبد في طلب فكاكه منها باصلاح نفسه بان يكون طلبته منها منزلة الغريب بين اهلها. واذا قوي على ان كعابر السبيل فهذا خير واعظم اجرا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. هذا هو الحديث الحادي والاربعون من الاحاديث حديث الاربعين النووية. وقد عزاه المصنف الى كتاب الحجة. على تارك المحجة ابي الفتح نص لابن ابراهيم المقدسي. وهو عند غيره ممن هو اشهر منه. فرواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف ومعناه صحيح. والهوى في هو الميل والهوى في الحديث هو الميل. فلا يؤمن العبد حتى يكون ميل قلبه تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم سائقا قلبه الذي يسير بارشاده فيتوجه الى ما ارشد اليه الشرع قوله لا يؤمن احدكم يحتمل معنيين. احدهما نفي اصل الايمان. نفي اصل الايمان اي لا يكون مسلما اي لا يكون مسلما. وذلك اذا كان متعلقه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك اذا كان متعلقه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يصير العبد مسلما الا به. ولا يصير العبد مسلما الا به. فهذا اذا لم يكن قلبه تبعا له لم يكن مسلما. ككونه صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء. فاذا انا ميل العبد في قلبه لاثبات النبوة لغيره صلى الله عليه وسلم انتفى ايمانه وصار كافرا اخر ان يكون المنفي كمال الايمان ان يكون المنفي كمال الايمان فيبقى في دائرة الاسلام وذلك اذا كان متعلق ما جاء به هو ما يكون العبد مسلما دونه. هو ما يكون العبد مسلما دونه ككون ميل العبد الى عدم محبة ما يحب عدم محبة ما يحب لنفسه في حق اخوانه فاذا لم يحب العبد لاخيه ما يحب لنفسه فانه حينئذ لا يكون ميل قلبه موافقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون كامل الايمان وان كان مسلما. نعم الله اليكم قال رحمه الله الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا هو الحديث الثاني والاربعون من الاحاديث الاربعين النووية. وقد اخرجه الترمذي. واسناده حسن. وهو حديث عظيم مشتمل على ثلاثة اسباب من اسباب المغفرة. اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء. فيدعو العبد ربه مع رجائه. فيدعو العبد رب مع رجاءه فيكون قلبه طامعا في حصول مقصوده. فيكون قلبه طامعا في حصول مقصوده وقرن الدعاء بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء للاعلام بان داعي حاضر القلب للاعلام بان الداعي حاضر القلب فهو متوجه في دعائه الى الله توجه كليا. وثانيها الاستغفار. وثانيها الاستغفار. وهو طلب المغفرة. وهو طلب المغفرة. وحقيقته قول العبد استغفر الله مع التوبة الى الله. قول العبد الله مع التوبة الى الله. وهذا هو الاستغفار الكامل. وهذا هو الاستغفار الكامل فان اقتصر على قول اللسان بلا توبة فان اقتصر على قول اللسان بلا توبة من ذكر الله سبحانه وتعالى بطلب مغفرته. بان يقول استغفر الله مع الاقامة على ذنوبه. بان يقول استغفر الله مع الاقامة على ذنوبه. فهذا داع بالاستغفار. فان كان قائلا استغفر الله مع التوبة فهذا هو الاستغفار الكامل. وثالثها توحيد الله. واشير اليه بعدم الشرك في قوله ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا. لان مقصود التوحيد هو اعدام الشرك لان مقصود التوحيد هو اعدام الشرك بان لا يبقى منه شيء. واخر التوحيد مع لعظمة اثره في المغفرة. واخر التوحيد مع جلالته لعظم اثره في المغفرة فاعظم الاسباب التي يغفر الله للعبد بها هو توحيده سبحانه. كما قال في هذا الحديث يا ابن ادم ان لو اتيتني بقراب الارض اي بملئ الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة وختم المصنف رحمه الله كتاب الاربعين بهذا الحديث للاعلام بان مقصود من اتباعه صلى الله عليه وسلم والعمل بما جاء به هو تحصيل مغفرة الله للعبد هو تحصيل مغفرة الله للعبد. بان يوفق العبد للاعمال الصالحة التي كونوا سببا لمغفرة ذنوبه. والمبين له العمل الصالح هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومن بيانه صلى الله عليه وسلم سنته التي رويت لنا في الاحاديث التي نقلها عنه رضي الله عنهم. فيكون المقصود الاعظم من معرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو ان يطلب العبد مغفرة الله. وهي دعاء الانبياء جميعا. فالابوان قالا ربنا انا علمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وقال نوح ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الى ان امر سيدهم صلى الله عليه وسلم بان يستغفر ربه وان للمؤمنين والمؤمنات. فقال له تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين المؤمنات وكان عظم ما لزمه صلى الله عليه وسلم في اخر عمره كما في حديث عائشة في صحيح مسلم قول استغفر الله واتوب اليه. وكان يعد له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد سبعين استغفاره وقال عن نفسه في صحيح مسلم يا ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب الى الله في اليوم والليل مئة مرة واذا كان هذا حال الطاهر المطهر صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما ما تأخر فكيف بحال احدنا المدنس في الخطيئات المرتكس في السيئات فهو احوج الى دواء سؤالي المغفرة من الله سبحانه وتعالى بالاخذ باسبابها. ومن اعظم ذلك ان يطلب العلم علم ويجلس في مجالسه ملتمسا المغفرة من الله سبحانه وتعالى. وفي صحيح البخاري من حديث ابي الليثي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في حلقة من اصحابه في مسجده فمر عليه ثلاثة نفر فاما احدهم فوجد فرجة في الحلقة فجلس. واما الثاني فاستحيا فجلس وراءهم. واما ذلك فمضى فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم خبر النفر الثلاثة؟ اما احدهم فاوى فاواه الله اليه. واما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه. واما الثالث فاعرض اعرض الله عنه. فالاولان نال حظهما من مغفرة الله ورحمته بان احدهما ادخل نفسه في المنتسبين الى التماس الخيل من النبي صلى الله عليه وسلم بالجلوس معهم. واما الثاني فاستحيا جلس وراءهم فهذا كحال من يجلس في حلق العلم ملتمسا العلم طالبا له وكحال من يكون له في الطلب لكنه يحب مجالس العلم فيجلس فيها. فالاول قد اوى الى الله فاواه الله سبحانه اليك. والثاني قد استحيا من الله فاستحيا الله سبحانه وتعالى منه. فينبغي للعبد ان يستحضر هذا في مجالس العلم فان الله سبحانه وتعالى يقول لاهلها قوموا مغفورا لكم فيقول ان انه فيقال انه فيهم فلان انما اتى لحاجة. فيقول سبحانه هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. فنسأل الله سبحانه وتعالى الا يسقينا بطلب العلم. امين. والا يكون طلبنا للعلم حجة علينا. وان يكون حجة لنا وان ينفعنا الله عز وجل به في العاجل والاجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله خاتمة الكتاب فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام ما لا يحصى من انواع العلوم. في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام. وها انا اذكر بابا مختصرا جدا في في الفاظها مرتبة لئلا يغلق في شيء منها وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها ثم اشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل وارجو من فضل الله تعالى ان يوفقني فيه لبيان مهمات من اللطائف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني مسلم عن معرفة مثلها ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم بها الحكمة في اختيارها هذه الاحاديث الاربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء انفراده ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل. ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف من كلام من قال الله في حقه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. باب الاشارة الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته بمشكلاتي فقد ونبهوا فيه على الفاظ من الواضحات في الخطبة نضر الله امرأ روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر ومعناه لسانه وجمله. الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واول من سمي امير المؤمنين. قوله صلى الله عليه انما انما الاعمال بالنيات المراد لا تحسب الاعمال الشرعية الا بنية. قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة. الحديث الثاني قوله لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يرى. قوله تؤمن بالقدر خيره وشره معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وهو مريد لها. قوله فاخبرني عن امارتها هو بفتح الهمزة اي علامتها ويقال اما هاء اللغتان لكن الرواية بالهاء قوله صلى الله عليه وسلم تلد الامة ربتها اي سيدتها ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة السرية بنتا لسيدها وبنت السيد في معنى السيد. وقيل يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك. وقد اوضحته في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله صلى الله عليه وسلم لعالتي الفقراء ومعناه انا سافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة. قوله لبثتم هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا. وكان ذلك ثلاثا هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيره الحديث الخامس قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود قلق بمعنى المخلوق الحديث السادس قوله صلى الله عليه وسلم فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع ويقرب. قوله حمى الله محارمه معناه الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها. الحديث السابع قوله عن ابي رقية وبضم الراء وفتح وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له اسم الداء وقيل الى موضع يقال له دارين ويقال فيه ايضا نسبة الى دير كان يتعبد فيه. وقد بسطت القول في ايضاحي في اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمهم الله وقيل الى موضع يقال له دارين وهذا غلط فاحش فانه لا ينسب الى تلك البلدة ذكره ابو المظفر الابي وردي الاديب. نقله عنه ابن طاهر في الانساب المتفق. وقوله ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى ذيل كان يتعبد فيه اي قبل الاسلام حال نصرانيته اي قبل الاسلام حال نصرانيته فكان جديرا بالمصنف ان يقيده لان لا يتوهم وقوع ذلك منه في الاسلام. فان نزول الصوامع والتدير فيها في الفرار في البراري والقفار ليس من دين الاسلام. وقد قيده هو بهذا في كتابه شرح صحيح مسلم وفي كتابه تهذيب الاسماء واللغات. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث قوله واختلافهم هو بضم الفاء لا بكسرها. الحديث العاشر قوله غذي بالحرام هو بضم الغين وكسر الذال المخففة الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا يريبك بفتح ياء وضمها لغتان والفتح والصح واشهر ومعناه اترك ما شككت فيه واعدل الى ما لا تشك فيه. الحديث الثاني عشر قوله يعنيه بفتح اوله. الحديث الرابع عشر قوله الثيب الزاني معناه المحصن اذا زنا وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه. الحديث قوله في الحديث الثاني عشر دع ما يريبك الى ما لا يريبك اترك ما شككت فيه واعدل الى ما لا تشك فيه. تقدم ان الريب هو قلق النفس واضطرابها وهو غير الشك. فالشك مقدمته. فيبتدأ الامر بالشك وهو تداخل في القلب. ثم ينتهي الى الريب وهو قلق النفس واضطرابه ذكره ابن تيمية وابن القيم وابن رجب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وان يحده بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال وقال وحد السكين وحدها واستحدها بمعنى. الحديث الثامن عشر جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادة بضم الجيم الحديث التاسع عشر تجاهك بضم التاء وفتح اي امامك كما في الرواية الاخرى قوله تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزوم طاعته واجتناب الحديث العشرون قوله صلى الله عليه وسلم اذا لم تستحي فاصنع ما شئت معناه اذا اردت فعل شيء فان كان ما لا تستحي من الله ومن الناس في فعله فافعله. والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام. الحديث الحادي والعشرون قوله قل امنت بالله ثم استقم اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه. الحديث الثالثة والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصف اجر الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. ولكن الوضوء تتوقف صحته عن الايمان فصار نصف وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر وقيل غير ذلك. تقدم في شرعه في شرح هذا الحديث ان المراد بالطهارة هي الطهارة الحسية للبدن بوضوء او غسل او تيمم وانها نصف الايمان باعتبار كونها طهارة الظاهر. وان بقية خصال الايمان تطهر الباطن. فالصلاة والزكاة والصدقة تطهر باطن العبد. واما الوضوء او الغسل او التيمم فتطهر ظاهره. نعم. احسن الله اليكم قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثواب قوله سبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والارض وسببه عليه من التنزيه والتفويض الى الله تعالى قوله والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة. وقيل لانها سبب لاستنارة القلب. قوله برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال وقيل حجة في ايمان صاحبها. لان المنافق لا يفعلها غالبا. قوله اي الصبر المحبوب وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال كان صاحبه مستضيئا مستمرا على الصواب. قوله كل الناس يغدو فبائع نفسه معناه كل انسان يسعى بنفسه. فمنهم من يبيع لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما. قوله فيوبقها يهلكها وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم. فمن اراد زيادة فليراجع. وبالله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه ومجاوزة الحد او التصرف في غير ملك وهما جميعا محال في حق الله تعالى. هذا الذي ذكره المصنف في حقيقة الظلم انه مجاوزة الحد او التصرف في غير ممكن لا يسلم له. وعليه اعتراضات طويلة الذيل بس ابن تيمية الحفيد في رسالة مفردة في شرح ابي ذر الغفاري. فان كلام المتكلمين في الظلم مبني على اصول عقدية. والموافق على والموافق لاصول اهل السنة والجماعة ان الظلم هو ووضع الشيء في غير موضعه ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. نعم. احسن الله اليكم قوله تعالى تظالموا هو بفتح التاء اي لا تتظالموا. قوله تعالى الا كما ينقص المخيط هو بكسر الميم واسكان الخاء المعجمة وفتحه اي ابرة ومعناه لا ينقص شيئا. الحديث الخامس والعشرون. قوله الدثور بضم الدال والثاء المثلثة واحدها دثر كفلس وفلوس. قوله وفي بضع احدكم وبضم الباء واسكان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى العبادة وهو قضاء حق الزوجة وطلب ولد صالح وعفاف النفس وكفها عن المحارم. قوله رحمه الله وكناية عن تقدم انه يقع ايضا كناية عن الفرج. انه يقع ايضا كناية عن الفرج. وذكره المصنف نفسه في شرح صحيح مسلم. نعم. احسن الله اليكم قوله الحديث الحديث السادس والعشرون. قوله السلامة بضم السين اللام وفتح الميم وجمعه سلامات بفتح الميم وهي المفاصل والاعضاء وهي ثلاثمئة وستون مفصلا. ثبت ذلك في في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث السابع والعشرون النواسي فتح النون وتشديد الواو وسمع بكسر السين المهملة وفتحها قوله حاك بالحاء المهملة والكاف اي تردد. قوله وابسط بكسر الباء الموحدة الحديث الثامن والعشرون العرباض بكسر العين بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت قوله ذرفت بفتح الذال المعجمة والراء ان سالت قوله بالنواجذ هو بالذال المعجمة وهي الانياب وقيل الاضراس قول اول بدعة ما عمل على غير مثال سبق. قوله رحمه الله والبدعة ما عمل على غير مثال سبق هذا اوصق بالمعنى اللغوي منه بالمعنى الشرعي. والمراد في الحديث معنى البدعة الشرعية. وهو وما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. ما احدث في الدين مما ليست منه بقصد التعبد نعم احسن الله اليكم قوله الحديث التاسع والعشرون قوله وذروة السلام كسل الذال وضمها اي اعلى قوله ملاك الشيب يعني مقصوده قوله يكب وبفتح الياء وضم الكاف الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين وجبهتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة معروفة. قوله جرثوم بفضح بضم الجيم والتاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسمه واسم ابيه اختلاف كثير. قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكوها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل الحديث الثاني والثلاثون قوله ولا ضراره بكسر الضاد المعجمة. الحديث الرابع والثلاثون. قوله فان لم اضعف بقلبه معناه فلينكر بقلبه قوله وذلك ضعف الايمان اي اقله ثمرة. الحديث الخامس والثلاثون. قول ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة. قوله ولا يكذبه هو بفتح الياء واسكان الكاف. قوله امرئ من الشاب هو باسكان السين المهملة ان يكفيه من الشر قوله الحديث الثامن والثلاثون قوله فقد اذنته بالحرب هو بهمزة ممدودة اي اعلمته بانه محارب لي. قوله تعالى استعاذني ضبطوه بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. الحديث الاربعون قوله كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا. ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتماء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه. ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهل الحديث الثاني والاربعون قوله عنان السماء بفتح العين. قيل هو السحاب وقيل ما اعد لك منها ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي بهما والضم اشهر معناه ما يقال ملئها ما يقارب ملئها فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي حديث معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرف معناها. هذا حقيقة معناه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم. والله اعلم بالصواب. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا ليهتدي لولا ان هدانا الله وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. قال مؤلفه فرقت منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وستمائة وبهذا نكون قد فرغنا من بيان معاني الكتاب بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع. سمع علي جميع الاربعين النووية بقراءة غيره. صاحبنا ويكتب اسمه تاما. فتم له في ذلك وتم له في ثلاث مجالس بالميعاد المثبت في نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات. والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الاربعاء كم غدا الثلاثون ليلة الاربعاء الثلاثين من شهر ربيع الثاني سنة تسع وثلاثين واربعمائة والف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم