السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الاول من برنامج اصول العلم في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب خلاصة تعظيم العلم لمصنفه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي. وقد انتهى بنا البيان الى قوله المعقد الحادي عشر يا إبراهيم الحادي عشر يعلمون النعم ما شئوا مع الله من لم يقصد العلم كما قال الشافعي خالص من النعم. قال وهب ابن منبه رحمه الله لا يكون البطال من الحكماء. واجماع المروءة كما قاله ابن تيمية جد في المحاضرات وتبعه حفيده في بعض فتاويه استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشيله. قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة رحمه الله قد استنبط من القرآن كل شيء فاين المروءة فيه قال في قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق ومن الزم ادب النفس للطالب تحنيه بالمروءة وما يحمل عليها وتنكبه خوارمها التي تخل بها حلق لحيته او كثرة الالتفات في الطريق او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية او صحبة والفساق والمجان والبطانين او مصارعة الاحداث وفقه الله المعقد الحادي عشر من معاني لتعظيم العلم وهو صيانة العلم عما يشين. اي حفظه عما يستقبح. وبين المستقبح بقوله مما يخالف المروءة ويخلمها. اي ما يباين المروة ويفسد فمن تعظيم العلم ان يجتهد ملتمسه في حفظ علمه عما يستقبح مما هو مباين المروءة اي مخالف لها خارم لحقيقتها اي مفسد لها ثم استفتح بيانه بقوله من لم يصن العلم لم يصنه العلم. وهذه الكلمة من الجواهر المنقولة عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى ومعناها ان من لم يحفظ العلم لم يحفظه العلم. ثم بين وجه عدم حفظ العلم بقوله ومن اخل بالمروءة بالوقوع فيما يشين فقد استخف بالعلم اي من مظاهر شين العلم وترك صيانته الاخلال بالمروءة وذلك طاعة العبد ما تقبح به مواقعته. اما شرعا واما عرفا. فان المستقبحات نوعان احدهما مستقبحات شرعية والاخر مستقبحات عرفية. فالاول وهو المستقبحات الشرعية ما نهي عنه اما نهي كراهة او نهي تحريم. وهي في الثاني اشد فان المحرم ومات اشد المستقبحات شرعا. واما الثاني وهو المستقبحات العرفية وهو ما حكم بقباحته عرفا مما يستردله الناس ويستخفون بفاعله. فاذا وقع العبد في تلك المستقبحات فانه قد استخف بجناب العلم اي عامله على وجه الخفة بحقه وعدم القيام ابيه فيكون جزاؤه الا يصيبه حظ من تعظيم العلم. ويقع بذلك في البطالة. اي في الفساد والاشتغال بما لا ينفع فتفضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه. قال وهب بن منبه رحمه الله من فقهاء التابعين من اهل اليمن لا يكون البطال اي المشتغل بما لا ينفع من الفساد من الحكماء اي من المتصفين بالحكمة لان بلوغ الحكمة لا يكون الا بالاشتغال بالنافع فان من اشتغل بما ينفعه ترقى في مناقل الحكمة ومراتبها حتى يصل الى اعلاها. ثم قال وجماع المروءة اي الامر الجامع حقيقة المروءة هو ما ذكره ابن تيمية الجد ثم حفيده ابو العباس احمد اذ قال استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه فحقيقة المروءة استعمال شيئين. احدهما استعمال المجمل المزين استعمال المجمل المزين. وهو المرغوب المطلوب والاخر تجنب استعمال المدنس المشين تجنب استعمال المدنس المشين وهو المرغوب قل مغلوبا وهو المرغوب المغلوب. فالاول ينبغي للعبد ان يطلبه راغبا فيه. والثاني ينبغي للعبد ان يرهبه فارا منه. فمتى كانت حال العبد دائرة بين هذا وذاك كان محققا للمروءة فاذا صار بين ناظريك امر ما رمت ان تعرف منزلته من المروءة فانظر موقعه من التجميل والتزيين او من التدنيس والتشيين. فان كان مجملا مزينا استعملته. وان كان مدنسا مشينا اجتنب فاذا اعملت هذا في امرك كله كنت ملتزما المروءة. ثم ذكر حكاية لطيفة في استنباط العلم اذ سئل ابو محمد سفيان ابن عيينة الهلالي رحمه الله تعالى من فقهاء اهل الحجاز ورؤوسهم فقيل له قد استنبطت اي استخرجت فحقيقة الاستنباط الاستخراج وخصوه عرفا الاستنباط بالاستخراج الدقيق. فان الاستخراج الدقيق من العلم يسمى استنباطا. قال قيل له قد استنبطت من القرآن كل شيء فاين المروءة؟ فاين المروءة فيه؟ اي اين دليل المروءة في القرآن قال رحمه الله في قوله خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق اي فيها الامر باستعمال ما يجمل ويزين واجتناب ما يدنس ويشين ثم قال بعد ومن الزم ادب النفس لطالب تحليه بالمروءة اي اعلى اداب النفس التي ينبغي ان يتحلى بها ملتمس العلم وطالبه ان يتحلى بالمروءة وما يحمل عليها. وتنكبه خوارمها اي مفسداتها. فخالم المروءة هو مفسدها. وخوارم المروءة نوعان احدهما خارم يرجع عليها بالنقب خادم يرجع عليها بالنقب والاخر خارم يرجع عليها بالنقص. خارم يرجع عليها بالنقص. فالاول المحرمات والثاني ما عد مفسدا لها ولم يكن محرما. ما عد مفسدا لها لم يكن محرما. وكلا النوعين مما يؤمر طالب العلم ان يجتنبه التباعد والاجتناب. فالتنكب التباعد والاجتناب. وذكر المصنف امورا من هذه المفسدات على وجه ضرب المثال فقال كحلق لحيته اي استئصال شعرها او كثرة الالتفات في الطريق لان من خفة عقل المرء ان يكون كثير التلفت في الطريق. فالماشي الاخذ في طريق ان ما يحمله على السير فيه طلب ما ينفعه. والطالب ما ينفعه يقبل على شأنه ولا يشتغل بغيره. وكثرة الالتفات في طريق تقرأ تقطع العبد عما ينفعه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى من كثر التفاته قطع سيره يعني اذا اكثر العبد الالتفات الى ما لا ينفعه في سيره الى الله سبحانه وتعالى فانه ينقطع سيره لانه مشيه ثم ينقطع في الطريق ولا يواصل سيره الى ربه سبحانه وتعالى. قال او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية. اي مد الرجلين حال اجتماع الناس في مجلس من مجالسه في امر نافع لهم في دينهم او دنياهم من غير حاجة كطول المجلس وكونه شيخا كبيرا ولا ضرورة داعية ككونه مريضا يفتقر الى مد رجليه لدفع العلة عنه. ثم قال او صحبة اي اسقاط الناس والفساق والمجان اي اهل المجون وهو الفساد والبطالين ممن بما لا ينفعه او مصارعة الاحداث والصغار اي ملاعبتهم بالمصارعة فكل ذلك مما يرجع على المروءة بافسادها. وينبغي ان يحذره المنتسب الى العلم المشتغل به. نعم. المعقد الثاني انتخاب الصحبة الصالحة له اتخاذ الزمن ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب لتعينه هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الاصول الى المقصود. ولا يحسن بقاصد الا انتخاب صحبة صالحة تعينه. فان للخليل في خليله يتراك. رواه ابو داوود والترمذي وعن ابي هريرة رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. قال الراغب الاصفهاني رحمه الله ليس اعداء الجليس لجليس في مقاله وفعاله فقط بل بالنظر اليه وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة من يعاشر للفضيلة ان يعاشروا للفضيلة لا للمنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة ذكره شيخ شيوخنا محمد الخضر بن حسين في رسائل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. وقال ابن مانع رحمه الله في انشاد الطلاب وهو يوصي طالب العلم. ويحذر كل الحذر من مخالطة سفهاء واهل المجون والوقاحة وسيس السمعة والاغبياء والبنداء. فان مخالطتهم سبب الحرمان الانسان ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثاني عشر من عقد تعظيم العلم وهو انتخاب الصحبة الصالحة له اي اختيار الصحبة التي تصلح معاشرتها في العلم لان مفتقرون الى اتخاذ الرفاق والزملاء. فان الله عز وجل كتب عليهم طول انتفاع بعضهم ببعض. قال الله سبحانه وتعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل تعارفوا اي لينتفع بعضكم ببعض. وهذه الاية اصل الحياة المدنية في القرآن ذكره وابن خلدون وابن تيمية في اخرين فان الناس لا تتم منافعهم في امورهم الدينية والدنيوية الا دفاع بعضهم ببعض. ومن جملة ما يفتقر فيه العبد الى غيره طلب العلم. قال اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق. فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب. لتعين هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. فالافتقار الى هذه المعاشرة طلب الاعانة على تحصيل العلم والاجتهاد فيه. فان المرء يضعف سيره بنفسه اذا انفرد غالبا فيحتاج الى من يشد عضده ويقوي سيره ممن يعاشرهم من الصحبة المشاركين له في طلب بالعلم ثم قال والزمالة في العلم اي اتخاذ الزميل ان سلمت من الغوائل اي من العواد المفسدة لها نافعة في الوصول الى المقصود. فاذا اتخذ ملتمس العلم زميلا له اعانه ذلك الزميل على تحصيله ان تجردت تلك الزمالة مما يفسدها كان تكون تلك الزمالة حاملها الاكبر ليس العلم وانما امر اخر. وجعل العلم جاذبا لها في المبتدأ. وليس مقصودا منها في المنتهى فلابد ان تعود هذه الزمالة على اصحابها بالسوء. ثم قال ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه فان للخليل في خليله اثرا. فالناس في صحبتهم التي يعقدون لا يسلمون من نوعين لا ثالث كلاهما النوع الاول الصحبة الصالحة. والنوع الاخر الصحبة السيئة. فمن رام ان يصل الى المعالي حسن به ان ينتخب الصحبة الصالحة لانها تعينه للوصول الى تلك المعالي. ثم قال معللا فان للخليل في خليله اثرا. اي لابد من حصول اثر بين الاخلاء اي المتعاشرين ببلوغ محبة بعضهم بعضا خلال انفسهم. فمحبة احدهما للاخر قد تخللت روحه. فصار متعلقا به فاذا عقدت هذه العاصرة بين اثنين فاكثر فانه لابد من حصول اثر فيها. قال الاصمعي ما رأيت بيتا اشبه بالسنة من قول الزبير بن عدي عن المرء لا تسأل وابصر قرينه انه ان المقارن للمقارن ان المقارن بالمقارن يقتدي. رواه ابن بطة في الابانة الكبرى. اي هذا شبيه بما جاءت به السنة من بيان اصل كلي فيما يحصل بين الناس من الاثر. وهذا هو الذي جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل رواه ابو داوود والترمذي ان يكون رجل في قوة دينه على مقدار من يصحبه. فاذا كان من يصحبه قوي الدين قوي دينه. واذا كان من ضعيف الدين ضعف دينه. ولذلك ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى اختيار الصحبة بقوله فلينظر احدكم من يخالل اي ليمعن النظر في من يتخيره للصحبة لان تلك الصحبة ترجع باثرها على العبد ثم ذكر كلام الراغب الاصفهاني في قوله ليس اعداء الجليس لجليسه بمقاله وفعاله فقط. اي لا يقتصر تأثر المرء بمن يجالسه بالمقال والفعال فقط بل بالنظر اليه. اي مجرد النظر اليه يؤثر وفيه وهذا ظاهر فيما يذكر من حال جماعة من السلف رحمهم الله تعالى انهم كانوا اذا رووا ذكر الله سبحانه الا فان مشاهدتهم ورؤيتهم تذكر بالله عز وجل ما هم عليه من الطاعة. فيذكر الله عز وجل تعظيما اجلالا فالعبد يسري فيه اثر جليسه بمجرد النظر اليه. ثم قال وانما يختار للصحبة من اشهر للفضيلة لا للمنفعة ولا للذة. فعقد المعاشرة يربط على احدى ثلاث اولها رابطة الفضيلة اولها رابطة الفضيلة والثانية رابطة المنفعة الثالثة رابطة اللذة. والثالثة رابطة اللذة. فالمرء يعقد اصرة الصلة بغيره لواحدة من هذه الثلاث. فاما ان يعاشره لفضيلة واما ان يعاشره لمنفعة واما ان يعاشره للذة وهذه القسمة الثلاثية ذكرها شيخ شيوخنا محمد الخضر بن حسين في رسائل الاصلاح ثم قال بعد فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. اي اختر من هؤلاء الثلاثة من تكون عاصرة الرابطة بينك وبينه هي عاصرة الفضيلة. فالحامل لك على معاشرته انك تلتمس انت واياه فضيلة ترومان الوصول اليها. لان من يعاشر لاجل المنفعة او لاجل اللذة فان تلك تنقطع بمجرد نيل ما يريد احدهما من الاخر. فمن عاشر اخر لاجل منفعة فانه اذا حاز تلك المنفعة واقتنصها زالت معها اصرة واذا كان يعاشره لاجل لذة يطلب الوصول اليها من مال او غيره فانه اذا نال تلك اللذة التي يقصدها منه قطع تلك الرابطة بينك وبينه. واما من يعاشر للفضيلة ان العاقل من هؤلاء تبقى معاشرته صاحبه ما بقيت الفضيلة بينهما. وملتمس العلم اذا عاش ترى غيره لاجل العلم فان هذه الاصلة تبقى ما بقيت هذه الفضيلة في نفس هذا وذاك. ثم ذكر كلاما حسنا ماتعا نافعا عن العلامة محمد بن مانع رحمه الله تعالى من علماء عنيزة اذ قال في كتابه ارشاد الطلاب موصيا ويحذر يعني الطالب كل الحذر اي اشد الحذر من السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فكل هؤلاء المتصفين بهذه الصفات من صفات النقص تمنع معاشرتهم وموجب ذلك هو المذكور في قوله فان خالقتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان. وهذا الحرمان والشقاوة يكون في الدنيا والاخرة فان العبد يجري عليه الحرمان من الخير وينال الشقاوة في الدارين بسبب بواحد من هؤلاء الذين صاحبهم. قال سفيان ابن عيينة رحمه الله اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لجليسه. اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لجليسه. اي امتنع من تحديث الرجل الملتمس العلم حديثا غريبا يعني حديثا لا فائدة تطلب روايته لجليسه اي لاجل من يجالسه ويعاشره. فيراه مجالسا اهل البطالة والمجون والفسق والبلادة والغباءة اي وسيء السمعة فيحرمه لاجل ذلك. لان العلم يعز ان يجعل في امثال هؤلاء. واذا صاحب المرء هؤلاء سرت اليه عللهم. فان الذي يصاحب فان الذي يصاحب البليد يصير بليدا. والذي صاحب قبيح السمعة يصير قبيح السمعة. والذي يترفع عن صحبة هذا وذاك يجعل نفسه في حصن وثيق من شرورهما فهو اهل لايصال الخير اليه. واما المتلطخ بصحبة هؤلاء فانما ال امره الى حصول فيه ويعز العلم ان يجعل عند اهل النقص. ذكر في ترجمة سليمان الاعمش رحمه الله تعالى انه عاتب في مجلسه يوما رجلا من اصحابه ثم انصرف عنه فسمع رجلا اخر في مجلسه يقول لذلك الصاحب للاعمش لو قال لي مثل ما قال لك لما جلست عنده يعني يقول لي لو قال لي الاعمش مثل الكلام اللي قال لك لما جلست عنده. فسمعه الاعمش فالتفت اليه وقال له اوتريد ان يكون احمق مثلك؟ يعني اتريد ان يسمع كلامك هذا؟ ويصير احمق مثلك؟ فهذا الجليس الذي جالس الاعمش رحمه الله تعالى من اصحابه كان عاقلا. ولم يصحب اهل البطالة وقلة العقل والسفاهة الذين يعاملون بمثل هذا بل يرون ان من ارشدهم ولو عنف العبارة فانه يريد النفع لهم. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام الله المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل احداهما الاخرى وقد لا ينقلع الوسخ الا بشيء من التقسيم انتهى كلامه اي لا يزول الضرر عن احد يرشد الا بتخشين العبارة له. وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى باب الغضب في الموعظة والتعليم. المعقل الثالث عشر بذل الجهد في تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عنه. اذ تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسوء واي نعم فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه لكمال الالتفات اليه والاشتغال به. فالحفظ خلوة بالنفس مذاكرة جلوس الى القديم. والسؤال اقبال على العالم. ولم يزل العلماء الاعلام يحضون على الحفظ ويامرون به شيخان ابن عثيمين رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتفاعنا بما وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس. ويقوى تعلقه بها والمراد بالمذاكرة مدارسة نقرا وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو اسر العلوم. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعطلة ان عاهد عليها امسكها وان ذهبت قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيدي عند هذا الحديث واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعقدة من تعاهدها امسكها فكيف بسيد علوم؟ وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه. فحسن المسألة نصف العلم. والسؤالات المصنفة كمساءل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال. وهذه المعاني الثلاثة للعلم وهذه المعاني الثلاثة للعلم احسن الله اليكم بمنزلة غرس الشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ادفع وافتاه فالحفظ غرس والمذاكرة سقيه والسؤال عنه تنميته. ترى المصنف وفقه الله المعقد الثالثة عشر من معاقد تعظيم العلم وهو بذل الجهد بفتح الجيم وضمها. والمراد به واسعوا والطاقة في امور ثلاثة هي تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال وهذه الامور الثلاثة من اعظم موارد العلم فان للعلم موارد يصل بها الى النفس من فيها هذه الامور الثلاثة كما قال اذ تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسؤال عنه فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه بكمال الالتفات اليه والاشتغال به. فالمقبل على الثلاث معظم للعلم لان الامر كما قال فالحفظ خلوة بالنفس اي انفراد بها والمذاكرة الى القرين وهو الزميل المشارك. والسؤال اقبال على العلم. ثم ذكر طرفا من منافع كل واحد من هذه الثلاثة فقال ذاكرا ما يتعلق بمنفعة الاول وهو الحفظ ولم يزل العلماء الاعلام يحضون على الحفظ اي يحثون عليه بشدة ويأمرون به. سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتفاعنا بما قرأنا. لان المحفوظ يكون في القلب يستدعيه صاحب العلم ما تحتاج اليه. فاذا احتاج اليه في تعليم او افتاء او قضاء او او غير ذلك استدعاه من قلبه فكان حاضرا ووقعت موافقة الصواب في التعليم او في الافتاء او في القضاء بحضور العلم في القلب. ثم قال ذاكرا طرفا من منفعة الثاني وهو المذاكرة. قال وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس. اي تستقر وتبقى. ويقوى تعلقه بها. اي يستوثق تعلقه تعلق بالعلم ثم بين المراد بالمذاكرة بقوله والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقران. اي الجلوس مع لك تدرس انت واياه شيئا تعلمتماه من قبل. كالحاضرين الى هذا الدرس قبل صلاة العشاء فانه يحسن بهم ان يتفقوا فيما بينهم على المدارسة لما مضى في الدرس فان هذا من جنس مذاكرة الاقران التي تقوي العلم في النفس وتثبته فيها. ثم قال بعد وقد امرنا اهد القرآن الذي هو ايسر العلوم. اي مدارسته ودوام مراجعته. وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة اي اي التي شدت بعقال اي التي شدت بعقال والعقال هو الحبل الذي يوثق به الجمل ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت اي ان تعاهدها والتمس وجود العقال فيها حفظت وان اطلقها وترك شدها بالعقل فانها تذهب ويلحقه مشقة في تتبعها وردها الى مواضعها ثم ذكر كلام ابن عبدالبر في كتاب التمهيد وفيه قوله واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعطلة من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم؟ اي فهي احوج الى دوام مذاكرتها. قال المجزي رحمه الله تعالى فادم للعلم فحياة العلم مذاكرته. اي لا يبقى العلم حيا في نفسك الا بدوام المذاكرة. ثم ذكر طرفا من منفعة الثالث وهو السؤال فقال وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه اي مواضع حفظه فحسن فحسن المسألة نصف العلم. والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم المنفعة السؤال اي من طالع السؤالات التي جمعت لاحمد من اصحابه كابنه عبد الله وابنه صالح واسحاق ابن هانئ في اخرين رأى منفعة السؤالات وما فيها من العلم العظيم. ثم قال بعد وهذه المعاني الثلاثة للعلم يعني الحفظ والمذاكرة والسؤال بمنزلة الغرس للشجر وسقيه وتنميته ما يحفظ قوته ويدفع افته. فالحفظ غرس العلم اي اذا حفظ صاحب العلم علمه يكون قد غرسه في نفسه ثم قال والمذاكرة سقيه اي بمنزلة الماء الذي يدفع الى ذلك الغرس. والسوء قالوا عنه تنميته اي استعمال ما فيه تقوية لذلك الشجر حتى ينمو حتى ينمو اكرام اهل العلم ان فضل العلماء عظيم ومنصبه منصب جديد. لانهما باعوا الروح فالشيخ للروح كما ان الوالد اب للجسد. فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب. قال شعبة ابن الحجاج رحمه الله كل من سمعت منه حديثا فانا له عبدا. واستنبط هذا المعنى من القرآن محمد ابن علي الغدفوي. فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد. قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نور ولم يكن مملوكا له وانما كان له متبعا له. فجعله الله فتاه لذلك. وقد امر الشرع برعاية بحق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعزازا. روى احمد في المسند عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم نجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ونقل ابن حزم رحمه الله اجماع على توقيع العلماء واكرامهم. فمن الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه. ومراعاة ادب الحديث معه. واذا حدث عنه عظمه من غير بل ينزله منزلته بان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه. وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر ولا يؤده بقول نوف وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ومما تناسب الاشارة هنا باختصار وجيز معرفة واجبة العالم وهو ستة امور. الاول التثبت في الزنة منه والثاني التثبت في كونها خطأ وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها ترك اتباعه فيها والرابع التماس العذر له بتأويل سائغ والخامس بذل النصح له بلطف فين واش لا بعنف وتشهير. والسادس حفظ جنابه. فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. ومن ما يحذر منه مما يتصل بتوقيع مما يتصل بتوقير العلماء. ما صورته التنقير ومآله الاهانة والتحقيق كالازدحام على العالم والتضييق عليه والجاعه الى احسن السبل. ذكر المصنف وفقه الله المعقد الرابع عشر من معاقل تعظيم العلم وهو اكرام اهل العلم وتوقيرهم اي اجلالهم فالتوقيع وقال في مبتدأ بيانه ان فضل العلماء عظيم ومنصبهم ومنصبهم منصب جليل وعلله بقوله لانهم اباء الروح. فالابوة التي تكتنف الانسان نوعان. احدهما قوة بدنية جسمية. والاخر عبوة روحية دينية فالابوة الاولى هي لواحد وهو لابيك الذي انت نسله. واما ابوة الروحية الدينية فهي لمن تستفيد منه علما من اهله من العلماء والشيوخ قال فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد. فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب. وذكر كلاما في ذلك عن شعبة ابن الحجاج فقال كل من سمعت منه حديثا يعني استفدت منه علما ومن جملة ذلك كرواية الحديث وكان شعبة من ائمتها فانا له عبد اي بمنزلة العبد فان السيد يحسن الى مملوكه الذي هو رقيق له بملك رقبته. فكذلك المعلم يحسن بما يوصل اليهم من انواع الخير فيما ينفعهم في الاولى والاخرة. فهم حينئذ في رقاب بهم رق له لانعامه عليهم كانعام ما لك رقيق على مملوكه. ثم ذكر استنباط هذا المعنى من القرآن في كلام محمد بن علي الادهوي رحمه الله انه قال اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبدا قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نون ولم يكن مملوكا له اي لم يكن مملوكا له بالملك وبملك الرقبة وانما كان متلمذا له. اي مستفيدا منه بالتلمذة يقال تلمذ له ولا يقال تلمذ ولا تتلمذ عليه. ثم قال متبعا له فجعله الله فتاه لذلك اي نسبه اليه بالفتوة فجعله فتى لموسى عليه الصلاة والسلام لاجل انه يستفيد منه العلم. ثم ذكر ما امر به الشرع من رعاية حق العلماء واكرامهم وتوقيرهم فذكر حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا ما حقه؟ فالعالم له حق ومن الايمان ان تعرف للعالم حقه. وهذا الحق الذي للعالم ليس حقا مستفادا من امر يرجع فيه الى الناس. ولكنه امر مستفاد من الله سبحانه وتعالى. فان الله جعل للعلماء رتبة ومقاما كريما في الدين. واثبت لهم حقا على المسلمين. فالقيام بهذا الحق قيام بشيء من الدين ثم ذكر الاجماع الذي نقله ابن حزم من توقير العلماء واكرامهم وانه من شعائر الدين ثم ذكر من الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل يعني من التوقير والاجلال التواضع له الاقبال عليه بان يجمع نفسه ظاهرا وباطنا على ما يلقى اليه من العلم فان الجالس الى المتعلمين لا يجلسوا الى مجموعهم ولا الى واحد منهم بل يجلس اليهم جميعا فان الجالس ها هنا والجالس ها هنا والجالس ها هنا والقريب هو البعيد هم بمنزلة واحدة. فالجالس لتعليمهم جالس لكل واحد منهم. ثم قال وعدم الالتفات عنه بان لا يشتغل بشيء لا صلة له بما يلقى اليه فان الكلام الذي يرسل يراد وصوله الى كل واحد من السامعين ومراعاة ادب الحديث معه. واذا حدث عنه عظمه من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذه بقول او فعل وليتلطف في تنبيه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ثم قال ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار وجيز معرفة بازاء زلت العالم وزلة العالم هي القلق الذي يبدر من العالم. فان الله سبحانه وتعالى جعل من ادلة كماله نقص الكاملين. فان الكاملين من الخلق يحدث فيهم نقص تحقيقا لكمال الله سبحانه وتعالى فان الكمال الالهي لا يبلغه احد ابدا. والكمال الانساني من صفاته حدوث الزلة فان الزلة والخطيئة ملازمة للادمية والبشرية. فالعالم يخطئ كما يخطئ غيره. ومن خطأه ما يتعلق بالعلم الذي يسميه اهل العلم زلة العالم. فاذا وقع العالم في زلة مما كتبه الله عز وجل على الخلق فان من الواجب علينا معرفة ستة امور. اولها التثبت في صدور الزلة منه. اي تحقق صدورها عنه. فكم من شيء ينسب الى احد من العلماء يعد زلة وهو لم يقع منه البتة. والثاني التثبت في كونها خطأ اي التحقق في ان ما وقع فيه خطأ. وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها فان كثيرا من المشتغلين بالعلم ربما بادروا بالهجمة على قول يسمعونه لبعض العلماء حكمي بانه خطأ فاحش فاذا اراد عوده العلم واهل المعرفة به قالوا بان هذا القول له مجال تسع وقد قال به فلان وفلان من قبل وله من الادلة كذا وكذا وفي نظام الشعر وكم من عائب قولا صحيحا وافته من من الفهم السقيم فلا بد من تحقق كون ما صدر منه هو من الخطأ. ثم قال والثالث ترك اتباعه فيها فاذا تبين ان الصادر منه زلة فان من الواجب علينا ان نترك اتباعه فيها لتحقق خطأه فان العالمة لا يتبع لاجل ذاته. وانما يتبع لما يبينه من الحق بدليله. فاذا عرفنا بحكم العلماء الراسخين سوى العالم ان ما بدر منه هو زلة وجب علينا الا نتبعه ولو بلغت محبته شغاف قلوبنا فان من نحب هو من اهل العلم هم احباؤنا ولكن الحق احب الينا منهم. ثم قال والرابع التماس العذر له بتأويل اي طلب اعذاره بحمل كلامه على وجه محتمل يمكن ان يكون مراده. ثم قال والخامس فضل النصح له بلطف وسر لا بعنف وتشهير. لان المراد كفه عن تلك الزلة لا التشفي بوقوع منه فان الفرح بزلة العالم من دلائل نقص الايمان. فان المؤمن لا يحب لمن يقتدى به في العلم من العلماء الا ان يكونوا على الوجه الاتم. فاذا صدر من احدهم زلة من الزلات لم يكن من الديانة الفرح بتلك كالزلة واشاعتها فرحا بذلك بل يكون الحامل العبد الشفقة والرحمة على ما وقع فيه العالم من الخطأ ويرفع ذلك ببذل النصح له بسر ولطف لان المراد هو كفه عن غيه لا تماديه فيه واذا نصح على وجه اللطف والسر فانه احرى ان ينزع عن تلك الزلة. اما اذا افشي ذكر وعمل بالتشهير فيها فانه يتمادى في باطنه اذ الله سبحانه وتعالى قسم طبائع النفوس ومن طبائع ان العبد يحب الانتصار لنفسه. ولربما انتصر لها في الباطن. ثم قال والسادس حفظ جنابه. اي حفظ قدره فالجناب القدر فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين اي لا يسقط من نفوسهم ثم قال ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقير. فان الناس يفننون انواعا يزعمون انها من التوقير وحقيقتها الاهانة والتحقير فمن اراد ان يعظم عالما تحرى وجهه تعظيم الذي ذكره اهل العلم. اما استنباطه نوعا جديدا ربما اوقعه في شيء هو مما يكون تحقيق لذلك العالم قال كالازدحام على العالم والتضييق عليه والجاءه الى اعسر السبل فان هذا مما يخالف اجلاله وهؤلاء تحمله تحملهم المحبة على ذلك لكن المحبة لا تتبع وانما يتبع ما ينفع والذي ينفع ان لا يزدحم عليه حتى يضيق عليه ويلجأ الى اعسل السبل فانه ربما لحقه ضرر في صحته ونفسه بسبب هذا وما ماته شيم ابن بشير الواسط رحمه الله الا لما ازدحم عليه اصحاب الحديث فرحا بمجيئه ورغبة في الانتفاع به سقط رحمه الله تعالى عن حماره ومات من سقطته تلك. احسن الله اليكم. المعقد الخامس عشر رد مشكله الى اهله نعظم للعلم وعولوا على دهاقنته والجابدة من اهله لحل مشكلاته. ولا يعرض نفسه لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم وافتراء على الدين. فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف صوت السلطان. فان العلماء بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا. فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم. وان سكتوا عنه يسعك ما وسعهم ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحديثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فازع الى العلماء ولزم قولهم وان اشتبع عليه شيء من قوله احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا اختلفوا فتقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدلها شيء. وما احسن قول ابن في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم. تحسيننا الظن باهل العلم. ومن جملة المشكلات رد زلات علماء والمقالات الباطنة لاهل البدء لاهل البدع والمخالفين. فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون انه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. فالجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك المعقد الخامس عشر من معاقد تعظيم العلم. وهو رد مسكنه الى اهله. والمشكل من العلم هو ما غمض منه. فان مسائل العلم ليست على وجه واحد من الوضوح فهي مختلفة الرتبة فيه. ومن جملة ذلك ما يغمض منها اما بالنظر الى المسألة نفسها او بالنظر الى حال عارضة تتعلق بها. ثم قال فالمعظم للعلم يعول على دهاقنته والجهابدة من اهله لحل مشكلاته. اي يفزع الى هؤلاء والدهاقنة جمع دهقان بضم الدال وتفتح وتكسر ايضا فهي مثلثة يقال دهقان ودهقان ودهقان طهقان هو قوي التصرف في حدة. قوي التصرف في حدة. والمراد بالحدة هنا المبادرة والجزم فان المبادرة على وجه الجزم قوي التصرف في العلم هو احرى بان يرفع الاشكال الواقع في امر ما. والجهابدة جمع جهبد بكسر الجيم وتفتح ايضا يقال جهبد وجهبد وهو الخبير ببواطن الامور. فالمفزع هو الى هؤلاء المتصفين بهذه من القوة والدراية بحقائق الامور. ثم قال ولا يعرض نفسه لما لا تطيق اي من سؤال الله سبحانه وتعالى خوفا من القول على الله بلا علم والافتراء على الدين فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف صوت السلطان. فالحامل له على الفزع الى هؤلاء لانهم هم اهلها واحرى تشبيها فهو يبتغي حفظ دينه وسلامته من ان يقع فيما يكرهه الله سبحانه وتعالى ويأباه. ثم فقال فان العلماء بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا. فالعالم له في الواردات الواقعة من حالان. الحال الاولى ان يتكلم. فاذا تكلم فانما ينطق بعلم. والحال الثانية ان يسكت فاذا سكت فانما يسكت ببصر نافذ. والبصر النافذ شيء زائد عن عن مجرد علم فان البصر النافذ هو خبرة المتكلم بالحال التي ينبغي ان يكون عليها في امر ما فمنتهى نظره لا يقف على مجرد العلم في هذه المسألة. بل يرى وراء ذلك من المصالح او المفاسد المتوقعة ما يحمله على السكوت. فحين اذ ان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم وان سكتوا عنه فليسعك ما وسعهم لان الحامل لهم على الكلام هو العلم. والحامل لهم على السكوت هو البصر النافذ وهو شيء زائد عن مجرد العلم. ولربما رأيت عندي وامثالي شيئا من العلم. لكن البصر لا يكون مستجلبا الا بامور نفتقدها اقلها كبر السن وطول التجربة فان كبر السن وطول التجربة تكسب العالم الة لا تكون عند فاقدها. فمن شدى شيئا من العلم صار مشارا اليه فيه من الشباب يفتقر الى هذه الالة فمثل هؤلاء لا يأبه المرء بمقالاتهم في المشكلات لان هؤلاء يعلمون المسائل لكنهم لا يعلمون حقائق الامور اذ ليس لهم من طول التجربة وكثرة الممارسة ما لا يكون لغيرهم. واذا بدر في ذهنك ان هذا العالم انما تكلم لامر او سكت لامر فلا تجعل ذلك في ذمتك ما يطالبك الله سبحانه وتعالى به لان الدين دين الله والامر امر الله والله سبحانه وتعالى لا يتخير لهذا العلم الا امناء اذا ظننت ان الله عز وجل يظع العلم عند الخونة فقد ظننت ظن السوء بالله سبحانه وتعالى. وكثير من المنتسبين الى العلم والخير يظنون بالله ظنا السوء في جعله في جعله العلم عند من ليس من اهله. فينظرون الى هؤلاء انهم على وجه الخيانة في الدين. والطعن فيهم ليس طعنا في ذواتهم. وانما هو طعن في الله سبحانه وتعالى اذ جعل امانة الدين عند من ليسوا مستأمنين. وانما يرفع عنك هذا الاشكال الذي يرد عليك ان تسلم لله سبحانه وتعالى وان تكل الامر اليه. فالله عز وجل لا يضيع دينه. وليس هذا الدين حكرا على فلان ولا فلان. ولابد ان يظهر الله سبحانه وتعالى الحق على اهله على لسان اهله. فاذا رأيت العلماء تكلموا في شيء فتكلم كلامهم. واذا سكتوا عن شيء فاسكت كما سكتوا. فانه يسعك ما وسعهم. وكثير من الناس يذكر مدح الصمت وقلة الكلام والسكوت عما لا ينفع. فاذا جاءت النوازل رأيت ان هذه الامور ملقاة وراء الظهور. ويحفظ احدنا القولة المشهورة لو ان هذه الواقعة وقعت زمن عمر لجمع لها البدريين. فاذا كان عمر لها رؤوس الناس فان الحقيقة بالواحد منا وان كان رأسا في الناس ان يعلم انه مفتقر الى جمع سواه حتى الى ما يظنون انه هو الخير للمسلمين فتبرأ ذمتهم ويسقط الطلب عندهم عند الله سبحانه وتعالى. ثم قال بعد فذلك ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمان مع امتداد الزمن. فاولى ما كون تسليمك بهذا الامر تعظيما للعلم وهو رد مشكله الى اهله ان ترقب رد المشكل اليهم في الفتن الواقعة والنوازل ثم قال والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم وان اشتبه عليه شيء من قولهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدلها شيء. والسلامة المرادة هي السلامة عند الله سبحانه وتعالى. فان سلامة ذمتك وبرائتها وسقوط الطلب عنك انما يكون بذلك ثم قال وما احسن قول ابن عاصم في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم تحسيننا الظن باهل العلم ثم قال ومن جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون كانه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. فان الزلة التي تبدر من عالم والمقالة الباطلة التي اهل البدع والضلال لا يتمكنوا من نزعها من الناس وردها ووادي باطنها الا عالم راسخ متمكن امر موكول اليه. واذا اراد احد ان يتكلم في ردها جمل به ان يتكلم بما تكلم به العلماء والا يمسك فالجادة السالمة عرضها يعني المشكلات على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها. احسن الله اليكم السادس عشر توقير مجالس العلم واجلال وضعيته. فمجالس العلماء كمجالس الانبياء. قال ابن عبد الله رحمه الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلننظر الى مجالس العلماء. يجيء الرجل فيقول يا فلان اي اي شيء تقول في رجل حنف على امرأته بكذا وكذا فيقول طلقت امرأته ويجيب اخر فيقول ما تقوم في رجل فعلى امرأته بكذا وكذا فيقول ليس يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبي او لعالم فاعرفوا لهم ذلك طالب العلم ان يعرف لمجالس العلم حقها فيجلس فيها جنسة الادب ويصلي الى الشيخ ناظرا اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة ولا يقطعني ضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحن ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع جاري واذا عطس خفض صوتا واذا تثاب ستر بعد رده جهده وينضم الى سوقه لمجالس العلم اجلال واوعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب. فلا بطالب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به. فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه. ولا يجعله بوقا فوضعه وضعه بلطف وعناية. وما اسحاق بن رؤويه يوما بكتاب كان في يده. هواه ابو عبدالله احمد بن حنبل فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار؟ ولا يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه. واذا كان يقرأها فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله المصلي فوفقه الله المعقد السادس عشر من معاقد تعظيم العلم وهو توقير مجالس في العلم اي اجلالها واكرامها واجلال اوعيته يعني ما يحفظ فيه العلم من وعاء وعلله بقوله فمجالس العلماء كمجالس الانبياء لما فيها من ميراث النبوة. فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك ارثا الا العلم. فمجالس العلم فيها ميراث النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر كلام سهل ابن عبد الله تستري انه قال من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء اي انها بمنزلة مجالس الانبياء فان الانبياء كانوا حكم الله فيما يحتاج اليه الناس. والعلماء ورثة لهم في ذلك فانهم يبينون حكم الله فيما يحتاج اليه الناس من نكاح او طلاق او يمين او عتاق او غير ذلك. ثم قال فعلى طالب العلم ان يعرف لمجالس العلم حقها اي الذي جعل لها شرعا فهو ليس مما تعارف عليه الناس وصار حقا لازما بينهم مما يصطلح عليه الناس من الاداب التي يحفظون بها مقامات بعضهم بعضا. بل هذا حق اوجبته الشريعة. فيجلس فيها جلسة الادب. اي التي تكون على وجه الادب ويصغي الى الشيخ ناظرا اليه ان يلقي سمعه الى شيخه ناظرا ببصره اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة. اي لا يصرف وجهه عنه بالالتفات يمنة او يسرة من غير لانه يتحدث اليك فهو لا يتحدث الى واحد دون من يحضر مجلسه بل يتحدث الى كل واحد ممن هو مجلسه ولا يضطرب لضجة يسمعها. اي لا يتحرك مضطربا لاجل ضجة يسمعها. فلو قدر ان هذا الباب قرع شدة فانه ليس من الادب ان تلتوي الاعناق اليه جميعا وتترك المعلم الذي يتحدث اليهم فان المعلم يتحدث الى هؤلاء وليس من الادب الانصراف عنه بالالتفات الى تلك الضجة. ومن لطائف الحكايات ان شيخ شيوخنا عبدالله ابن حميد رحمه الله تعالى وادركته صغيرا انه رحمه الله كان يوما في مجلس درسه في مسجده في بريدة فدخلت المسجد بقرة. فانصرف اليها الناس واشتغلوا بها. وكان اعمى ذكيا. فهو كان كفيفا البصر لكنه كان ذكيا فانه احس بانشغال الناس بالحركة التي انسها منهم. فلما انس منهم ذاتهم الى البقرة قال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. واخذ نعليه ومشى. لما انصرفوا الى البقرة ليش جالسين يدرسون عنده؟ بدال ما يجلسون ينظرون في البقر فاراد ان يؤدبهم بان الجالس الى المعلم يقبل عليه فيما يعلمه ولا ينصرف عنه الى غيره مهما كان ذلك الحادي الذي حداه. ثم قال ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع جاره واذا عطس خفض صوته واذا تثائب ستر فمه بعد رده جهده فهذه من جملة الاداب التي يعظم بها العلم. ثم قال بعد ذلك وينضم الى توقير مجالس العلم اي من جملة ما يعد من ادب مجلس العلم اجلال اوعيته اي التعظيم ما يحفظ فيه العلم قال وعمادها الكتب اي اعظم شيء يحفظ فيه العلم اليوم ومن قبل هو الكتب. فاللائق بطالب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به. فلا يجعله صندوق فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه لا يجعله بمنزلة الصندوق الذي يستعمل خزانة فان الناس كانوا يحفظون اشياءهم فيما سبق من مال او ثياب او غيرها في صناديق فلا يجعل الكتاب بهذه المنزلة فتجده يضع فيه اوراقا واقلاما ومالا وغير ذلك من الاشياء التي تحفظ فيكون الكتاب بمنزلة الصندوق الذي يحفظ تلك الاشياء. ولا يجعله بوقا اي لا يطوه ويرد الى بعض حتى يكون مستديرا بمنزلة البوق الذي ينفخ فيه واذا وضعه وضعه بلطف وعناية ثم ذكر حكاية لطيفة في ذلك قال رمى اسحاق ابن راهويه يوما بكتاب كان في يده. يعني القاه فرآه ابو عبدالله احمد ابن ذنبا فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار؟ يعني هذا الكتاب الذي يعني هذا الكتاب الذي القيته فيه كلام الصالحين وفي هذه الكتب ما هو اعلى من ذلك ككلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي ان يفعل ذلك بها ثم قال ولا يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه وعن الارض وحمله بيديه فان من الادب قدر المستطاع الا يوضع الكتاب على الارض بل يرفع في مكانه صالح له تعظيما للعلم. واذا كان المكان يفتقد ما يوضع فيه الكتاب ساغ وضعه على الارض لا حال الدرس واما حال الدرس فانه لا يليق بمن يلتمس العلم ان يضع الكتاب على الارض ثم يزعم انه يقرأ في هذا الكتاب على الشيخ او يحضر هذا الكتاب عند الشيخ. فان من اراد ان يحضر عند شيخ حمل الكتاب بيديه تعظيما له فانه احرى ان يصل العلم اليه ان يصل العلم اليه. فاذا رفع طالب العلم الكتاب كان اقرب لعينيه وقلبه. فاحرى ان يصل العلم اليه واذا القى الكتاب على الارض وابعده عنه فانه بعيد عن عينيه وعن قلبه فاحرى الا يصل العلم اليه. فمن عظم اوعية العلم لا سيما الكتب كان ذلك من دلائل تعظيمه العلم فصار حقيقة بالعلم. والذي لا يبالي بالعلم ومن جملة ذلك ان لا باوعيته فانه يخل بعظمة العلم فاحرى ان ينقص انتفاعه بالعلم. احسن الله اليكم. المعقل السابع عشر الذب عن العلم والذود عن حياضه. ان للعلم حرمة وافرة توجب انتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر منها الرد على المخالف فمن استبانت مخالفة جهود الشريعة رد عليه ممن كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. ومنها هجر مبتدع ذكره ابو يعلى اجماعا. فلا يؤخذ عن اهل فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. ومنها زجر اذا تعدى في بحثه او ظهر منه ندد او سوء ندب. وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا له. فليفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله مع عفان ابن المسلم في درسه وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وتركه فالسكوت فالسكوت جوابا قاله الاعمش رأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله فربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه وفقه الله المعقد السابع عشر من معاقد تعظيم العلم. وهو الذب عن العلم والذود عن حياضه اي الدفاع عن العلم وعلله بقوله ان للعلم حرمة وافرة توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا يصلح ان يذب عن العلم ويذاد عن حياضه لان له حرمة. والحرم انما تحفظ بالذود عنها. فمن زاد عن حرمة ودافع عنها حفظت وبقيت. ومن لم يقم بحقها من حفظها بالذود والدفاع انتهكت. ثم مظاهر الانتصار اهل العلم له. منها الرد على المخالف. فمن استبانت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. قال الامام احمد لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض انتهى فلا فاذا وقع احد في مخالفة حق العلم وحقيقته كان من الذود عن العلم والذب عن حياضه ان وبين خطأ ذلك المخطي بدليله. ومنها هجر المبتدع ذكره ابو يعلى الفراء اجماعا. فمن اجماعات اتفاقهم على هجر اهل الضلال المبتدعين لان هؤلاء منتهكون لحرمة العلم والدين فمن حفظ العلم والدين هجرهم وترك مجالستهم وصحبتهم. ثم قال فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه ككونه في دراسة نظامية ونحوها فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. ومنها زجر الم تعلم اذا تعدى في بحثه اي تجاوز في بحثه او ظهر منه لدد يعني خصومة او سوء ادب فاذا وقع شيء من ذلك من المتعلم فانه يزجر عن ذلك وينهى عنه على وجه التغليظ. وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا له فليفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله مع عفانة ابن مسلم في درسه فان عفان ربما اشتد قوله لشيخه شعبة فاخرجه شعبة من مجلسه ثم يأتي عفان في الاخر لانه يريد الانتفاع بعلمه فيجلس اليه. فاذا بدر منه شيء يستحق عليه ان يخرجه من مجلسه. اخرجه من مجلس حفظا للعلم ثم قال وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فتجده يسأل سؤالا ثم لا يجيبه شيخه لان من تأديبه زجره بذلك. قال فالسكوت جواب قاله الاعمش. فمن مقالات الاعمش البديعة انه قال السكوت جواب اي مما يجاب به بعض الناس. فان بعض الناس يستحق الاجابة عن سؤاله. وبعضهم لا يكون جواب الا السكوت عن سؤاله. ثم قال ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله. فربما سأل له سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته. وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده لان من حفظ العلم ان يعامل هذه المعاملة فلا تنتهك حرمة العلم بمثل اجابة ذلك السائل احسن الله اليكم. نعم الناقد الثامن عشر التحفظ في مسألة عالم فرارا من مسائل الشرب وحفظا لهيبة العالم فان من السؤال ما به التشغيل وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي منهم ما لا يعجبه. كما مر معك في للمتعلم فلا بد من التحفظ في مسألة عالم ولا يفلح في تحفظه فيها الا من اعمل اربعة اصول او الفكر في شوارعه لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم لا التعنت والتاكم فان من سعى قصده في سؤاله يحرم بركة العلم. ويمنع منفعته. الاصل الثاني التفطن الى ما يسأل فلا تسألوا عما لا نفع فيه. ان بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة نفسها. ومثله السؤال عما لم يقع او ما لا يحدث به كل واحد وانما يخص به قوم دون قوم. الاصل الثالث الانتباه الى صلاحية حنش الاجابة عن سؤالي فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او سيارة حسنة متأدبة فيقدموا الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه. ولا تكون مخاطبته له كمخاطبته كمخاطبته اهل السوق وفقه الله المعقد الثامن عشر من معاقد تعظيم العلم وهو التحفظ في مسألة العالم اي طلب الصيانة للنفس في مسألة العالم. تحقيقا لما ذكره قوله فرارا من مسائل الشغب. والشغب بسكون بسكون الغين هو تهييج الشر واثارته. ولا فيقال الشغب بفتح الغيم في اصح قولي اهل العلم. وحفظا لهيبة العالم. فالحامل على طلب الصيام بالسؤال امران احدهما الفرار من مسائل من مسائل تحرك الشر وتثيره والاخر الاعانة على حفظ هيبة العالم ثم قال فان من السؤال ما يراد به التشغيل وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه والعلماء هذه المسائل لقي منهم ما لا يعجبه كما مر معك في زجر الم تعلم فلابد من التحفظ في مسألة العالم ثم ذكر اصولا اربعة يعين امتثالها على صيانة النفس في سؤال العالم. اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ اي شيء يحرك نفسه للسؤال؟ فيكون قصده من السؤال التفقه علوا اي طلب الفقه والعلم لا التعنت والتهكم اي لا طلب الحرج والسخرية بالعالم فلعنته والحرج فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. فاذا كان الحامل ارادة المشقة على العالم بالجائه الى ما لا يريد من القول او كان الحامل على ذلك طلب والسخرية به فان هذا القصد السيء يرجع على سائره بحرمانه بركة العلم. وهذا من اسباب في حرمان العلم في هذه الازمان فان من وهم كثير من لا يسأل الا طلبا للحرج بالعالم او تهكما وسخرية به فيعاقبون بحرمانهم من العلم. ثم ذكر الاصل الثاني وهو التفطن الى ما يسأل عنه. اي امعان النظر في مقصوده من هذا السؤال الذي يسأل عنه لاي شيء يسأل وهل هذا الذي يسأل عنه فيه منفعة ام لا قال فلا تسأل عما لا نفع فيه. اما بالنظر الى حالك. كأن يسأل عن شيء ليس مما يفتقر اليه. مثل ايش؟ يأتيك طالب في المتوسط. فيقول رجل حلف في طلاق امرأته فقال كيف وكيت وكيت طالب متوسط وش علاقته بالطلاق؟ وش علاقته؟ تسأله تقول له لماذا تسأل؟ قال والله واحد من المسجد قال شوف واحد من المشايخ واسأله اذا رح خله هو يجي يسأل انت لا تصير وكيل على الناس فهذا لا نفعله فيما يسأل قال او بالنظر الى المسألة نفسها يعني يسأل عن مسألة لا تنفعه هو هي في نفسها نافعة لكن ليست بالنسبة اليه هو نافعة ومثله السؤال عما لا يقع او ما لا يحدث به كل احد وانما يخص به قوم دون قوم فان من حفظ العلم ان يكون به شيء يخص به قوم دون قوم وترجم له البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم وسيأتي في كتاب التوحيد في مسائل الباب الاول. ثم ذكر الاصل الثالث وهو الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله. اي كون حال الشيخ موافقة للاجابة صالحة لايراد السؤال عليه. فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما. او متفكرا يعني تأملا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته لان هذه الاحوال فيها شواغل عارظة تمنع اجتماع الفكر فالعاقل من العلماء لا يبادر بالجواب حينئذ سأل رجل عبد الله عبد الله ابن المبارك وهو يمشي فقال له وعبدالله المبارك ليس هذا من توقير العلم. يعني ليس من توقير العلم ان اجيبك وانت سائلي وانا في حال اشتغالي لاصل الى امر اطلبه وكان شيخ شيوخنا محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى لا يجيب سائلا سأله حتى يجلس فاذا جلس واخذ مجلسه وارتاح فيه واجتمعت نفسه له اذن بالسؤال حين اذ ثم قال الاصل الرابع تيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه في صورة حسنة متأدبة فلا يلقي سؤاله كيفما وقع في نفسه لاول مرة بل يعيد النظر في صيغة ايراد هذا السؤال فيقدم الدعاء للشيخ بان يقول احسن الله اليك ويبدله في خطابه بان يقول يا شيخنا او نحو ذلك من الالفاظ التي تدل على التعظيم والاجلال له. ولا تكون رقبته له كمخاطبة اهل السوق واخلاط العوام اي لا يخاطب العالم الذي يريد ان يسأله كمخاطبته لعموم اهل اسم المحترفي الدنيا كاهل الاسواق او دهماء الخلق من العوام بل يتأنق في سؤال العالم حتى يقع ذلك السؤال من نفس العالم موقعه ثم يرشدك الى ما ينفعك في جواب صامت مسألتكم طلبته عليه فصدق الطلب له يوجب محبته وتعلق القلب به. ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون ان لذته الكبرى فيه وانما تنال لذة العلم بثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله احدها بذل الوسع والجهد وزانيها صدق الطلب وثالثها صحة النية والاخلاص ولا تتم هذه الامور الثلاث الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب. ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. ولهذا كانت الملوك تتوق الى لذة وتحس فقدها وتطلب تحصيلا. قيل لابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور. الذي كانت وتملؤوا الشرق والغرب هل بقي من لذات الدنيا شيء لن؟ هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ هقانا وهو مستو على كرسيه وسليم بقيت خصلة ان اقعد على مصطبة وحول اصحابي طلاب العلم كونوا مستملين من ذكرت رحمك الله يعني فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة ومتى عمر القلب بلذة التي سقطت لذات عادات وذهالت النفس عنا بل تستحيل الاعلام لذة بهذه المصلي هو وفقه الله المعقد التاسع عشر من معاقل تعظيم العلم وهو شغف القلب بالعلم وغلبته عليه والمراد بالشغف شدة المحبة. واصلها من شغاف القلب وهو باطنه فاذا علق بالقلب شيء على وجه اللصوص به قيل قد بلغ من القلب شظافه يعني باطنه فيكون شديد الحب له. قال فصدق الطلب له اي للعلم يوجب محبته وتعلق القلب به ولا العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى فيه اي لا يدرك العبد العلم الذي ينتفع به ويفتقر اليه حتى ان تكون لذته الكبرى من لذات الدنيا هي لذة العلم. ثم قال وانما تنال لذة العلم بثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة. احدها بذل الوسع والجهد اي بذل الطاقة. حسب في طلب العلم وثانيها صدق الطلب اي توحيد المراد في مطلوبه من العلم فهو لا يشغل قلبه بمراد اخر ولا يزاحمه في وقته بمطلوب سواه. وثالثها صحة النية والاخلاص فيه فيكون طلبه للعلم على وجه صحيح النية حاضر الاخلاص وتقدم بيان حقيقة الاخلاص شرعا وانه تصفية القلب من ارادة غير الله. ثم قال ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل لما يشغل عن القلب فان هذه الامور الثلاثة تتعلق بالتحلية ويقابلها تخلية القلب من كل ما يشغله ويمنعه من بلوغ لذة العلم. ثم ذكر ان لذة العلم هي فوق لذة السلطان والحكم. التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. ثم ذكر حكاية تدل على افتقار الملوك الى لذة العلم وهي قصة ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالكه تملأ الشرق والغرب اذ قيل له هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ اي لم تصبه بمالك وجندك وسلطانك؟ فقال وهو مستو على كرسي وسرير ملكه بقيت خصلة. يعني واحدة من تلك اللذات ان اقعد على مصطبة يعني على مكان مرتفع ان وحولي اصحاب الحديث اي طلاب العلم فيقول المستملي. وهو الذي يستدعي حديث المحدث. فان المحدثين كان لاحدهم مستمل يستجيش حديثه اي يستدعيه منه فيقول من ذكرت رحمك رحمك الله اي من حدثك من الشيوخ فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة. فهذه اللذة بقيت في نفس ابي جعفر المنصور لم ينلها ثم قال ومتى عمر القلب بلذة العلم؟ اي اذا تمكنت لذة العلم من القلب سقطت لذات العادات. اي ذهلت النفس عن اللذات التي اعتادها الناس فالاكل لذة والشرب لذة والاجتماع بالناس لذة والرحلات في البراري لذة وهذه اللذات من لذات العادات تزول اذا عمر القلب بلذة العلم. فربما وضع للعالم طعامه فلم ينتبه اليه لان قلبه مشغول بلذة العلم. فلا ينتبه اليه الا وقد ذهبت لذة ذلك الطعام من حرارته فصار باردا قال بل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة. اي اذا استوت لذة العلم في القلب صارت الالام التي تلحق الانسان هي من اللذة فتجد من يقارنه الم في قراءة في عينيه او يقارنه الم في بدنه في الحضور الى مجالس العلم او غيرها من الالام التي تختلف ومع ذلك تنقلب هذه الالام الى لذات. ومن الاخبار التي رأيتها في ذلك انني كنت اجلس الى شيخنا سليمان السكيت رحمه الله رئيس قضاة حائل فكان يقول بعد طول المجلس يا فلان اني لا استطيع ان اجلس مع الناس الا مدة يسيرة ثم اقوم لاصابته بادرار البول وهي تستدعي ان يقوم بين الفينة والاخرى على وجه قريب. فاذا جلست معي وتذاكرنا العلم ابقى معك اربع ساعات لا يأتيني هذا الادراك. يعني هذا المرض يزول منه. فكأنما ان جذب البول من جوفه ولم يخرج للذة العلم التي غلبت عليه. وقد رأيت منه صدق ذلك رحمه الله تعالى. فاني مرة قلت له مبشرا لقد صدر كتاب فيه سيرة حياة شيخك عبدالله ابن خلف الدحيان قاضي الكويت المتوفى سنة تسعة واربعين وثلاث مئة وكان قرأ عليه بلوغ المرام واقسم مختصره. فقال لي لا احتاج الى كتاب في سيرة شيخي. فان اخبار شيخي وسيرته واحواله له في قلبي كانها بين عيني الان. ووالله ان فضله علي ليساوي فضل ابي وامي او يفوقهما ثم بكى بكاء شديدا وما طلب هذا الكتاب ولا سألني عنه بعد ذلك لان عمارة قلبه بالعلم واهله اغنته عن ان يقرأ كتاب كتبه واحد بعد ستين سنة من وفاته شيخه. نعم. احسن الله اليكم. المعقد المشروم حفظ الوقت في العلم قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيها الافضل فالافضل من القول والعمل ومن هنا عظمت رعاية العلماء حتى قال محمد بن عبدالباقي البزاز رحمه الله ما ضيعت ساعة من عمري في لهو لو لعب. وقال رحمه الله الذي صنف كتاب الفنون في ثمان مئة مجلد. اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري وبلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم حالا لكن بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء فاحفظ ايها الطالب وقتك فلقد ابلغ الوزير الصالح بن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفش ما عنيت واراه اسهل ما عليك يضيع. المتمم وفقه الله المعقد العشرين من معاقد تعظيم العلم وهو حفظ الوقت في العلم. لان الوقت ظرف الافعال. فلا يتأتى للعبد ان فعلا يحصله ويطلبه الا في زمان يكون له. ثم ذكر كلام ابن الجوزي اذ قال ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الافضل فالافضل من قول والعمل لان لحظات الزمن اذا مضت انقضت فاذا ان مضى مضت عليك دقيقة من دقائق الساعة فانها لا تعود ابدا. ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت حتى قال محمد بن عبدالباقي البزاز ما ضيعت ساعة من في لهو او لعب لعلمه بشدة الافتقار والاحتياج الى اغتنام اللحظات في عمارة الزمان بما ينفع من العلم والعمل. وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في ثمان مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري كان الانتفاع بها فانه كان عالما ذكيا وكان رحمه الله تعالى اذا تعب من الكتابة جلس متفكرا متأملا كما اخبر عن نفسه فلا يقوم من حال راحته الا وقد زور في نفسه ما يقيده. قال وبلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم الاكل فيقرأ عليه وهو يأكل بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء اي اذا دخل احدهم لقضاء حاجته بيت الخلاء قرئ عليه فالقارئ خارج دار الخلاء وانما الذي يسمع العلم يكون حينئذ في دار الخلاء وليس ذلك مخالفا تعظيم العلم اذ ليس فيه جعل العلم في دار الخلاء وانما المراد اغتنام الزمان. ولذلك لما استكثر على ابن ابي حاتم كثرة مسائله ابيه فقال كنت اسأله اذا كان يأكل واسأله اذا كان يمشي واقرأ عليه وهو في بيت الخلاء ثم قال فاحفظ ايها الطالب وقتك فلقد ابلغ الوزير الصالح ابن هبيرة في نصحك بقوله والوقت والوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع. فانفس شيء ينبغي ان تعتني بحفظه هو الزمن وهو اسهل ما يضيع عليك. فان الشمس تمضي ولا تقف قيل لعامر ابن عبد القيس الكوفي وكان من عباد اهل الكوفة قف بنا نكلمك ساعة فقال ان الشمس لا تقف يعني ان الزمان لا يقف ولا ينتظرنا فينبغي ان نغتنمه فيما ينفعنا. قال الحسن البصري ادركت اقواما احدهم اشح بوقته من احدكم بدراهمه لان انتفاع العبد بالدراهم يذهب بزوال منفعتها. واما اغتنامه فيما ينفعه من العلم والعمل يبقى له في بقية حياته وما يستقبل في الاخرة. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله عز الا من هذا الكتاب اكتبوا طبقة السماع سمع علي في الصفحة الخامسة والتسعين سمع علي جميع لمن سمع الجميع والذي عليه فوت سمع والذي عليه فوت يكتب بعظه ويكتب مقدار ذلك على نسخته هو يميز ما الذي فاته؟ خلاصة تعظيم العلم بقراءة غيره في البياض بقراءة غيره. صاحبنا ويكتب احدكم اسمه تاما فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في كم مجلس؟ في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته اي المثبت الاول في اول المجلس الاول تقول بداية المجلس الاول ليلة كذا وكذا انتهينا من المجلس الاول تقول نهاية المجلس الاول وتكتب توقيت ذلك بالساعة حتى تعرف كم امضيت في قراءة هذا الكتاب. ثم المجلس الثاني تكتب بداية المجلس الثاني يعني عند المعقد الحادي عشر الذي ابتدأنا الليلة تكتب بداية المجلس الثاني ليلة الثلاثاء ليلة الاربعاء وتكتب توقيت قال واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة اضربوا على كلمة يوم اضربوا معناها اللي يقولون اشطبوا الان لكن الفصيح ان تقول اضربوا على كلمة يوم تبقى ليلة ليلة الاربعاء البياض الثاني كم التاريخ غدا؟ ها؟ كم؟ اثنين وعشرين. اثنين وعشرين. الثاني والعشرون. اثنين وعشرين من شهر قاعدة ذي القعدة في العربية ما في اشهر بالعدد واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة شهر خمسة شهر ستة ما في اداء وان في اسمائها والشهر اسمه شهر ذي القعدة بفتح القاف في افصح اللغتين والكسر جائز سنتا خمس وثلاثين بعد اربع مئة والالف في مسجد ابن عقيل رحمه الله بمدينة الرياض بمسجد ابن عقيل رحمه الله بمدينة الرياض وبهذا نكون قد فرغنا من الكتاب الاول بعون الله وتوفيقه. وانبه هنا الى امور احدها ان الاسبوع المقبل ليس ثم درس لاني اكون مسافرا فتبدأ الدروس في المسجد الحرام باذن الله تعالى يوم الاربعاء وهذا هو الثاني فبرنامج تعليم الحجاج يبتدأ يوم الاربعاء التاسع والعشرين من ذي القعدة باذن الله بعد الفجر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء الثالث تستكمل هذه الدروس باذن الله تعالى في الاسبوع الاول من الدراسة وهو يوم الثلاثاء العشرون يوم الثلاثاء العشرون من ذي من ذي الحجة نستكمل ان شاء الله تعالى هذا هذه الدروس في الكتاب الثاني وهو ثلاثة الاصول السنة وهو ثلاثة الاصول وادلتها. التنبيه الرابع هذا الدرس اي كتاب؟ خلاصة تعظيم العلم والله عز وجل جاب لنا مثال ما تكلفناه لتعظيم العلم. هذه ثلاثة اوراق ثلاثة اوراق على انواع مختلفة ثلاثة اوراق هذا واحد وهذه الثانية وهذه على كرتون. في ايش؟ في سيارة مغلقة على احد الناس وتعظيم العلم في هذا المقام من جهتين. الجهة الاولى انه لا يليق بطلاب العلم ان يؤذوا المسلمين. فالذي يريد ان يقف في مكان يتحرى الا يقف بما يوجد معه ضرر لغيره فلا يقف عند باب مشرع لخروج السيارات ودخولها. ولا يقف وراء يغلق عليها وكان عمر رضي الله عنه يقول احب الي ان يلبس صاحب العلم البياض يعني تعظيما له. وكذلك من من تعظيم العلم ان من حضر الى مجالس العلم بسيارته ان لا يودي بها المسلم. والامر الثاني ان من تعظيم العلم ان لا اشغل نفسي ولا اشغلكم بهذا. لانه ليس من وظائفنا ان نصدح ونقول سيارة رقم كذا وكذا. مغلقة على الباب كذا وكذا لان هذا ليس من وظائفنا هناك ادارة في الحكومة اسمها المرور. فالذي يقع له مثل هذا يتصل على المرور ويخبر عن شكواه. فان لو قدر ان ان هذا الحادث وقع عند الامارة او عند مستشفى او عند بنك فان صاحب السيارة لا يذهب الى الامير في الامارة ولا يذهب الى مدير البنك ولا يذهب الى مدير المستشفى يقول فيه سيارة واقفة مسكرة على سيارتي لا ما يفعل ذلك وانما يبحث عن طريق يصل بها الى نزع هذه السيارة التي اضرته. والسبيل المأمون ان يتصل بالمرور. فيقول في السيارة اغلقت عليه ارجو ان تأتوا تحضر لتزيلوها عني ولذلك تكررت تكررت علي هذه الاشياء الثلاثة ومع ذلك لم القي لها بالا. وكيف يكون تعظيم العلم بالله وانا القي بالا الى ما كتب على كرتون. فينبغي ان يعرف طالب العلم عظمة العلم. وما استخف الناس بالعلم الا لما استخف به اهله لو كان اهل العلم يعظمون العلم وينزلونه منزلته ما استخف الناس بمثل هذا ونتعلم الناس ان هذه الواجبات لها جهات تقوم بها فانا ارجو منكم جميعا ان تتحروا تعظيم العلم بعدم اذية المسلمين في الوقوف عند ابوابهم او اغلاق سياراتهم كذلك انبه الجميع الى مثل هذه المسائل لا نشتغل بها ولا نلقي اليها بالا لانها ليست من وظائفنا. وعلى هذا فقس اي شيء ليس لك به صلة. يا طالب العلم فلا لا تشتغل به تعظيما للعلم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين