السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها مفهوم اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب العاشر من برنامج اصول العلم في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب كشف الشبهات لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. نعم. احسن الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. قال امام الدعوة الاصلاحية الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمنا الله واياه. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة. وهو دين الرسل الذي ارسلهم الله به الى عباده. فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين اسواع ويغوث ويعوق ونثر. واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الذي كسر صورها هؤلاء الصالحين ارسله الله الى اناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا لكنهم يجعلون بعض المخلوقين وسائط بينهم وبين الله عز وجل. يقولون نريد منهم التقرب الى الله تعالى ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين. فبعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دينهم دين ابيهم ابراهيم ويخبرهم ان هذا التقربة اعتقاد محض حق الله تعالى لا يصلح منه شيء لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما والا فهؤلاء المشركون الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي ولا يميت الا هو. ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة. مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية. في صلى الله عليه وسلم للملوك. والتأليف تجري مجرى رسائله صلى الله عليه وسلم فالسنة فيها استفتاحها بالبسملة ثم بين حقيقة التوحيد فقال اعلم رحمك الله التوحيد هو افراد الله بالعبادة. والتوحيد له معنيان في الشرع احدهما عام وهو افراد الله بحقه احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان. حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب. وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب. وينشأ من من هذين الحقين ان الواجب علينا لله توحيده في ثلاثة انواع وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله علينا توحيده في ثلاثة انواع هي توحيده في الربوبية وتوحيده في الالوهية وتوحيده في الاسماء والصفات. وعقل هذا المعنى العامي للتوحيد تتولد منه مسائل الايمان بالله عز وجل فانك اذا عرفت ان لله حقا اختص به كان اللازم عليك ان تطلب تحقيق توحيده في ذلك الحق. ولا يكون العبد موحدا حتى يفرد الله بحقه فان حقيقة الوضع اللغوي للتوحيد هو الافراد. فاذا افردت شيئا عن شيء كنت موحدا له ومتى افردت الله بحقه كنت اتيا له بالتوحيد فاذا عقلت ان التوحيد حقيقته الافراد بقي عليك ان تتلمس معرفة حق الله عز وجل والناظر في دلائل الوحيين يجد كل شيء لله راجعا تارة الى حق له في معرفة والاثبات كعلوه وقدرته او راجعا الى حق له في القصد والطلب والارادة. كدعائه والاستعانة به والتوكل عليه فاذا عقلت ان مدار ما لله من حق يرجع الى هذين نشأ عندك معرفة ان التوحيد الذي يجب لله علينا لابد ان يرجع الى واحد من هذه الموارد الثلاثة. فاما ان يكون توحيدا له في ربوبيته. اي في ذاته وافعاله. واما ان يكون توحيدا له في الوهيته. اي في عبادته وقصده والتوجه اليه. واما ان يكون توحيدا له في اسمائه وصفاته مما سمى به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم او وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. والاخر قص وهو افراد الله بالعبادة. والاخر خاص وهو افراد الله للعبادة وهذا المعنى هو المعهود في الشرع. فاذا اطلق ذكر التوحيد الشرع فالمراد هنا توحيد العبادة. ويندرج فيه غيره على وجه تبع تضمنا او التزاما. مثل ايش؟ في خطاب الشرع التوحيد في خطاب الشارع يا عبد الله ايش احسنت كحديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بصفة حجة النبي صلى الله عليه عليه وسلم فانه عند مسلم من حديث جعفر ابن محمد ابن علي عن ابيه عن جابر رضي الله عنهما وفيه قوله فاهل النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد. واي شيء اهل به؟ قول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الى تمام تلبيته صلى الله عليه وسلم. فالمقصود بالتوحيد هنا اهلاله صلى الله عليه وسلم بذكر دال على توحيد العبادة والالوهية. فاذا اطلق التوحيد في خطاب الشرع فالمراد به توحيد العبادة. ولاجل هذا اقتصر عليه المصنف في ذكر حقيقة التوحيد فانه لما ذكر ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة فالحامل له على تخصيصه بهذه الحقيقة هو انها الحقيقة المرادة شرعا فاذا اطلق ذكر التوحيد فالمراد به توحيد الله سبحانه وتعالى في الوهيته وعبادته. ثم بين المصنف ان التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة هو دين الرسل فان الرسل لم يأتوا الى اممهم ليدعوهم الى الايمان بالربوبية. فان الايمان بالربوبية مغروز في الفطر واضح فيها والمنكر له في الامم قليل. لكن الله بعث الانبياء ليأمروا اممهم بتوحيد العباد. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فكل امة من الامم بعث الله اليها رسولا يدعوها الى توحيد الله سبحانه وتعالى من لدن نوح عليه الصلاة والسلام الى محمد صلى الله عليه وسلم. كما ذكر المصنف في قوله الله الى قومه لما غلوا يعني نوحا ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين ود وسباع ويغوث ويعوق ونساء فبعثه الله سبحانه وتعالى ونسر. فبعثه الله تعالى الى قومه يدعوهم الى عبادة الله لما وقعوا في عبادة غيره وكان منشأ وقوعهم في عبادة غيره هو ما ذكره بقوله لما غلوا في الصالحين فمبتدأ شرك اهل الارض كان من جهة الغلو في الصالحين. والغلو هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه الافراط. هو مجاوزة الحد المأذون فيه على وجه فالغلو جامع بين امرين. فالغلو جامع بين امرين. احدهما وقوع مجاوزتي للحد المأذون فيه شرعا. وقوع المجاوزة للحد المأذون فيه شرعا عندما اذن الله عز وجل فيه للخلق ينتهي الى حد فانما اذن الله عز وجل به للخلق ينتهي الى حد نهوا عن تعديه. نهوا عن تعديه اي تجاوزه والاخر ان تلك المجاوزة تكون بالافراط ان تلك المجاوزة تكون بالافراط اي بالزيادة. فمتى وقع التجاوز بالزيادة سمي هذا غلوا. وان لم يكن بزيادة فانه لا يسمى غلوا كما لو كان مجاوزة على وجه التفريط فانه يسمى جفاء ولا يسمى غلوا. وذكر المصنف رحمه الله تعالى كما سلف ان مبتدى ما وقع فيهم من الشرك كان من هذه الجهة وهي الغلو في الصالحين. لان الله عز وجل لجعل للصالحين قدرا فينتفع بهم في صحبتهم. واستنصاحهم ارشادي بهديهم. فاذا وقع العبد في مجاوزة ما جعله الله عز وجل من قدر وحد لهم كتعلق العبد بهم وتوجهه اليهم واعتقاده الضر والنفع منهم فان هذا يكون غلوا فيهم ورفعا لهم فوق قدرهم. وابتدأ هذا الامر في قوم نوح ولم يزل في الامم امة بعد امة فان قوم نوح غلوا في هؤلاء الصالحين بان مثلوهم في تصاويرا رغبة في ان تحملهم رؤية تصاويرهم على تشويقهم الى عبادة الله عز وجل فانهم لم يرغبوا الى وضع تلك التصاوير لهم ليعبدوها من دون الله. بل ابتدأ وضعهم تلك التصاوير لهؤلاء الخمسة الصالحين ليحملهم مطالعة صورهم لتحملهم مطالعة صورهم الشوق الى عبادة الله سبحانه وتعالى فيجتهد في عبادته. فهي في مبتدأ الامر وسيلة تعين الى عبادة الله عز وجل ثم لما طال الامد ونسي العلم كما في اثر ابن عباس عند البخاري في تفسيره من الصحيح عبدوهم من دون الله عز وجل. فنشأ في امم الارض عبادة التماثيل التي تتخذ من الاصنام عادة وكان اهل الجزيرة العربية على دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام من بين الامم فلم تكن فيهم عبادة التماثيل. حتى خرج عمرو ابن لحي وكان سيد خزاعة الى بلاد الشام فرأى اهلها يعبدون التماثيل والاصنام من دون الله عز وجل. فزين له الشيطان ان يدعو العرب الى عبادته فاستصحب معه اصناما اخذها الى بلاد العرب. ودعا العرب الى عبادتها من دون الله سبحانه وتعالى فكان اول شرك نشأ في اهل الجزيرة العرب بمقدم عمرو بن لحي بتلك الاصنام واتخاذها الهة من دون الله عز وجل. وكان مما زينه الشيطان لعمر ابن لحي هذا ان دله على صور اولئك الخمسة الممثلة في اصنام وكانت انتهت بعد طوفان نوح الى شاطئ بحري جدة فدله عليها وبعثها من التراب المنهال عليها وحملها فرقها بين قبائل العرب فعبدوها من دون الله عز وجل. ذكر هذا ابن اسحاق وابن هشام وغيرهما من نقلة سيرة ولم تزل العرب على هذا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليردهم الى دين ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام بدعوتهم الى توحيد الله عز وجل. وكان اولئك الذين بعث اليهم محمد صلى الله عليه وسلم من العرب ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق المدبر بيده الامر كله واليه يرجع الامر كله. ولكنهم كانوا يتخذون تلك الاصنام بان يجعلوا لها شيئا من التأله والعبادة فيعتقدون انها وشفيعة الى الله سبحانه وتعالى. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ عليه قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت. ومن يخرج الحي من الميت الميت من الحي ومن يدبر الامر. الاية وقوله تعالى قل لمن الارض ومن فيها الى قوله فانها تسحرون. وغير ذلك من الايات العظيمة الدالة على ذلك. قام رحمه الله في هذه الجملة الدليل على ان المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية. فان قوله ان هؤلاء المشركين الذين قتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا اي يشهدون بما تقدم ذكره من اعتقادهم ان الله هو الخالق المدبر الذي له الملك كله. فهم يقرون بتوحيد الربوبية. وذكر رحمه الله تعالى هذه الاية الدالة على انهم كانوا ينسبون افعال الى الله سبحانه وتعالى. فقوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض الى تمام الاية كل ما من السؤالات فجوابها قوله تعالى فسيقولون الله فانهم اذا سئلوا من خلق الخلق قالوا الله واذا سئلوا من يرزق الرزق؟ قالوا الله واذا سئلوا من يملك الملوك؟ قالوا الله. فجوابهم بالاقرار بان الله عز وجل له هذه الافعال اقرار بالربوبية. فان حقيقة الربوبية هي الايمان بذات الله افعاله والمذكورات في هذه الاية جملة من افعال الله كالرزق والخلق والملك وكل فعل من هذه الافعال يقر اولئك المشركون بانه لله سبحانه وتعالى. فاقرارهم بافعال الربوبية انها من الله دليل على انهم يؤمنون بتوحيد الربوبية. نعم بهذا يعني ايش؟ ايش التوحيد الربوبية دائما المتون يا اخوان اسماء الاشارة والضمائر نصف فهمها. اذا وجدت عندك اسم اشارة او ضمير حاول ان تبحث الى اي شيء يرجع وباي جملة يتعلم. فان هذا يعينك. فمن الطرائق النافعة دائما في المتون العلمية ان تقرأ المتن وتتفهمه قبل حضورك الدرس بدون قراءة شرح. فاذا اردت ان تحضر مثلا درسا لكشف الشبهات فانك تقرأ هذا الكتاب قراءة تفهم له فتتصور الجمل المذكورة فيه لان تفهمك له يجعل دينك في كل جملة بين امرين لا ثالث لهما. احدهما ان يكون امك صحيحة والاخر الا يكون صحيحا. في احتمال اخر؟ لا. طيب ما الذي يبين لك الفهم الصحيح وغير الصحيح شرح شيخك. فاذا كان فهمك صحيحا اشتد ثبوته. واذا لم يكن صحيحا اشتد قوته ايضا لانك تنفي الفهم الذي وقع في ذهنك لاول وهلة ثم يعلق في بالك الفهم الصحيح وهذا الامر اوصى به العلامة مصطفى الدوماني الحنبلي تلميذه عبد القادر ابن بدران صاحب المدخل قال فانتفعت به في العلم انتفاعا كبيرا. وجرب تجد. قال رحمه الله اذا تحققت انهم مقرون بهذا وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل. ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا. ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللات او نبيا مثل عيسى. وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق الذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء. وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله استغاثة كلها لله وجميع انواع العبادة كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخله في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل. وابى عن الاقرار به مشركون ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة مقدمات سبعا رتب عليها ثمرة جليلة. فاول تلك المقدمات في قوله اذا حققت انهم مقرون بهذا. اي مقرون بتوحيد الربوبية كما تقدم. وثانيها في قوله انه لم يدخلهم وانه لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل دعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ودعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو توحيد العبادة. فالمؤمن توحيد الربوبية لا يلزم منه ان يكون توحيده لله في الربوبية جاعلا منه موحدا لله سبحانه وتعالى في العبادة. فربما يكون موحدا لله في الربوبية غير موحد في الالوهية. وثالثها في قوله وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله عز وجل لينتفل ليشفعوا لهم او يدعوا رجلا صالحا مثل اللاتي او نبيا مثل عيسى فالتوحيد الذي جحدوه هو افراد الله بالعبادة. وهو الذي يسميه المتأخرون الاعتقاد اي في قولهم ان فلانا معتقدا ان فلانا معتقد فيه. او للناس فيه حسن اي هو عندهم محل لرجاء الضر والنفع. واذا كان محلا لرجاء الضر والنفع فانهم يتوجهون اليه بدعائهم وذبحهم ونذرهم كالواقع من المشركين الاولين فانهم كانوا يعتقدون الظر والنفع في رجال من الصالحين من الانبياء فمن دونهم كعيسى عليه الصلاة والسلام امه ولات فتوجهوا اليهم بما توجهوا اليه من انواع العبادة. والواقعون في هذا من اهل الجاهلية المتأخرة مشابهون لما كان عليه اولئك. فان اولئك افتقدوا في عيسى وامه واللات وغيرهم من الصالحين. وهؤلاء المشركون المتأخرون اعتقدوا في من اعتقدوا فيه من الصالحين المعظمين عندهم. فهم يجعلون لهم من التوجه والدعاء والرغبة والرهبة ما كان يجعل مثله اولئك الى معظميهم من الصالحين. ورابعها في قوله وعرفت ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقال تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء فاولئك المشركون مع ما كانوا عليه من اعمال صالحة يزعمون انهم يتقربون بها لا تنفعهم عباداتهم. لانهم كانوا يجعلونها لغير الله سبحانه وتعالى. فهم يتوجهون بها الى من كان يعظم في نفوسهم من الصالحين فاكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقاتلهم عليه ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين احد عظم اللات او احد عظم عيسى او احدا عظم فمريم او غير هؤلاء من الصالحين وامرهم جميعا ان يخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له وذكر المصنف رحمه الله ايتين عظيمتين في تحقيق اخلاص العبادة لله. الاولى قوله تعالى وان لله فلا تدعو مع الله احدا. وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين. وهي تدل على اخلاص العبادة لله من وجهين. احدهما في قوله وان المساجد لله احدهما في قوله وان المساجد لله فالمنقول في معناها على اختلاف فالمنقول في معناها على اختلافه يرجع الى تحقيق الاجلال والاعظام لله عز وجل فالمنقول فيها على اختلافه يرجع الى تحقيق الاعظام والاجلال والعبادة لله عز وجل والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا فانه نهي عن دعاء غير الله. فانه نهي عن دعاء غير الله. والدعاء يقع اسما للعبادة كلها والدعاء يقع أسماء للعبادة كلها. ما الدليل كل عام وانتم بخير منذ الله من الصحابة احسنت. ففي حديث النعمان ابن بشير عند اصحاب السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. واسناده صحيح. فيكون المنهي عنه هنا هو جعل شيء من العبادة لغير الله عز وجل. فتقدير الاية فلا تعبدوا مع الله احدا فتقدير الاية فلا تعبدوا مع الله احدا. وقوله احدا في سياق نهي وقوله احد نكرة في سياق نهي تفيد العموم. فلا يدعى احد سوى الله عز وجل. فلا يدعى احد سوى الله عز وجل. والاية الثانية قوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء. ودلالتها على اخلاص العبادة لله من وجهين. ودلالتها على اخلاص العبادة لله من وجهين احدهما في قوله له دعوة الحق. احدهما في قوله له دعوة اب اي له الدعوة الصحيحة اي له الدعوة الصحيحة. فالدعوة الثابتة التي لا ريب فيها تكون لله عز وجل. فلا يعبد احد سواه فلا يعبد احد سواه ولا يتوجه الى احد عداه. ولا يتوجه الى احد عداه ووقع تقديم ما حقه التأخير للاعلام بالحصر. ووقع تقديم ما حقه التأخير للاعلام بالحصر. فالجار والمجرور فالجار والمجرور اخراني في تركيب الكلام. بتقديره بقولنا دعوة الحق له بتقديرنا في قولنا دعوة الحق له. فلما قدم ما حقه التأخير افاد ده الحصر افاد الحصر فان من طرائق الحصر تقديم ما حقه التأخير المراد بالحصر ايش؟ ايش معنى الحصر هو القصر وش الفرق بين العبارتين؟ ما دام فتحت هالباب اللي هو المراد القصر من جهة المعنى او المراد لكن الحصر عبارة الاصوليين والقصر عبارة البلاغيين. طب وش معنى القصر لا هذا من ادواته من ادواته. كما قال الاخبار والمراد بالقصر هو تقييد الامر مطلق هو تقييد الامر المطلق. قال الاخضري في الجوهر المكنون تقيد امر مطلق بامر هو الذي يدعونه بالقصر تقييد امر مطلق بامر هو الذي يدعونه بالقصر فقوله تعالى له دعوة الحق يفيد قصر العبادة على الله سبحانه وتعالى. فالعبادة الصحيحة محصورة فيه. فمن جعل العبادة لغير الله فعبادته باطلة. والاخر في قوله والذين يدعون من دونه لا يستجيبون له بشيء. والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فابطل الله عبادة غيره سبحانه كيف ابطلها بابطال انتفاع الداعين لهم بدعوتهم بابطال انتفاع الداعين لهم بدعوتهم فمن دعا الله انتفع بدعوته. ومن دعا غيره ينتفع ولا ما ينتفع؟ لا ينتفع قال الله تعالى في سورة الاحقاف ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. فامتنع انتفاع من دعا غير الله عز وجل بدعاء من يدعوه واما من دعا الله سبحانه وتعالى فانه ينتفع بدعائه. وخامسها في قوله حققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدين كله لله والدعاء كله لله والذبح كله لله والندر كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادة كلها لله. فالنبي صلى الله الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا دينهم لله. فالنبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا دينهم لله. ولا يكون شيء من عباداتهم لغير الله عز وجل فيكون دعاءهم لله وذبحهم لله وتوكلهم على الله واستغاثتهم بالله. وسادسها في قوله ان اقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام. اي عرفت ان ما كانوا عليه من اعتقاد ان الله هو الخالق الرازق المالك لم يدخله في دين الاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرم دماءهم ولا اعراضهم ولا اموالهم. طيب ما الفرق بين هذه المقدمة والمقدمة الثانية شوفوا المقدمة الثانية عندكم في المقدمة الثانية انه ليدخلوا بالتوحيد الذي دعت اليه الرسل. وهذا انه لم يدخله في دين الاسلام. ما الفرق بين المقدمتين الثانية والسادسة نعم ايوة الذي هو احسن. والفرق بين المقدمة الثانية. وهذه المقدمة ان مقدمة الثاني ان ان المقدمة الثانية نفت عنهم دخولهم في الاسلام العام. ان المقدمة نفت عنهم دخولهم في الاسلام العام. وهو التوحيد الذي دعت اليه الرسل. وهو الذي دعت اليه الرسل. وهذه المقدمة نفت عنهم دخولهم في الاسلام الخاص وهذه المقدمة نفت عنهم دخولهم في الاسلام الخاص وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. والخاص فرد من افراد العام. والخاص فرد من افراد العام. لكن تخصيصه بالذكر لتحقيق المقصود الاتي من نتيجة هذه المقدمات. والخاص فرد من افراد العام لكن تفريده بالذكر لتحقيق المقصود الاتي ذكره وهو الثمرة الجليلة التي رتبت عليها تلك المقدمات. وسابعها في قوله وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم ولهم فكان المانع لهم من دخولهم في دين الاسلام الذي احل دماءهم واموالهم واعراضهم هو عبادتهم غير الله سبحانه وتعالى بتوجههم اليه ودعائه. ودعاء تلك الالهة من دون الله سبحانه وتعالى. فانهم كانوا يتوجهون الى معبوداتهم. ويزعمون ان ان هذه المعبودات تشفع لهم عند الله وتقربهم الى الله سبحانه وتعالى زلفى. وكانوا هم مقرين على انفسهم بالشرك فانهم كانوا يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهم مقرون بانهم يعبدون غير الله سبحانه وتعالى. ثم يعتذرون لانفسهم بانهم ليكون هؤلاء شفعاء لهم عند الله عز وجل يزدلفون بهم عند الله اي يتقربون بهم الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمن والثمرة المنتظرة من تلك المقدمات السبع فقال عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. اي انت ان التوحيد الذي جاء به الانبياء هو افراد الله بالعباد. علمت ان التوحيد الذي جاء به الانبياء هو افراد الله بالعبادة. فلا يجعل شيء منها لغير الله. وهو الذي ابى المشركون ان يقر به فانهم قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. فهم ممتنعون دون عن توحيد العبادة وهو الذي اراده الله عز وجل من الخلق ببعث الانبياء والرسل اليه. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التوحيد هو معنى قولك لا اله الا الله فان الاله عندهم هو الذي يقصد بهذه الامور سواء كان ملكا او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا. لم يريدوا ان الاله اهو الخالق الرازق المدبر فانهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قدمت لك. وانما يعنون بالاله ما المشركون في زماننا بنفض السيد فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد لا اله الا الله. والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله تعالى بالتعلق والكفر ما يعبد من دونه والبراءة منه. فانه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله. قالوا اجعل الالهة الها واحدا. ان هذا لشيء عجاب. فاذا عرفت ان جهال الكفار يعرفون ذلك اجاب ممن يدعي الاسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرف جهال الكفار. بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم يظن ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله وحده فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم منه بمعنى لا اله الا الله بين المصنف رحمه الله ان توحيد العبادة الذي دعت اليه الرسل وهو افراد الله بالعبادة هذا هو معنى لا اله الا الله. فان معناها لا معبود حق الا الله. فهي على نفي واثبات. فمدارها على امرين. فمدارها على امرين احدهما النفي. بنفي جميع ما يعبد من دون الله. بنفي جميع ما يعبد من دون الله. والاخر الاثبات. والاخر الاثبات باثبات العبادة لله وحده. باثبات العبادة لله وحده. فاذا نفيت العبادة عن غيره واثبت العبادة له صار كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى معبود باطل لا يتوجه اليه بشيء. وكان اولئك المشركون يعقلون من معنى الاله انه المقصود بالقرب. ليكشف الكربات ويقضي ويقضي المهمات ويدفع الملمات فلما اعتقدوا فيه هذا المعنى توجهوا اليه بقربهم فدعوه وذبحوا له ونذروا له توكلوا عليه واستغاثوا به ولم يكونوا يعتقدون فيه انه هو الخالق المالك الرازق بل كانوا يجعلون هذه الافعال هي لله سبحانه وتعالى. لكنهم كانوا يعتقدون ان لاولئك المعظمين قدرة على النفع والضر فيتقربون اليهم بما يستحقون به امداد اولئك بنفعهم ودفع الضر عنهم. وهذا المعنى الذي كان يعتقده اولئك في معظميهم هو الذي يعتقده متأخرون في من يسمونه بالسيد. فانهم لا يعتقدون في السيد ما يدل عليه معناه في الوضع اللغوي. وهو ومن له السيادة اي الرفعة والتقدم على غيره فان سيد القوم هو مقدمهم الذي له الرئاسة والصدارة فيهم ولم يكونوا يعنون بالسيد هذا المعنى. بل يعتقدون ان السيد هو من يعتبر فيه الضر والنفع. فيكون محلا صالحا للتوجه اليه بانواع القرب. فاذا ذكروا السيد الفلاني او السيدة العلاني لا يريدون به معنى السيادة الذي تقدم. بل يعنون به معنى توجهي اليه بشيء من القرب رجاء نفعه ودفع ضره. فهم اذا قالوا مثلا السيد الجيلاني وكان من صالح الحنابلة او قالوا السيد الفلاني لا يعنون ما له من والمنزلة في الرئاسة في الدين او غيره من المقامات الصالحة ان كان من الصالحين لكنهم يريدون به كونه محلا للنفع والضر فيتوجه اليه بما يحقق نفعه لمن يدعوه ويدفع الضر عنه فيكون له من دعائهم وذبحهم ونذرهم وهذا الذي هم عليه هو ما كان عليه المشركون يملكون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واكثرهم. فحقيقة لا اله الا الله لا تجتمع مع الحال التي عليها هؤلاء لان حقيقة لا اله الا الله هي اعتقاد ان العبادة لله وحده وان كل احد غيره مهما بلغ مقامه وعلت رتبته وسمت درجته فانه لا يدعى من دون الله سبحانه وتعالى. وهذا المعنى الذي تراد به لا اله الا الله من نفي والاثبات عقله المشركون الاولون. فامتنعوا عنه. فانهم عرفوا معناها وامتنعوا عنها. واما المشركون المتأخرون فانهم لم يعقلوا من معنى لا اله الا الله ما عقله المشركون الاولون. وذكر المصنف رحمه الله ان من يدعي الاسلام من متأخري هذه الامة لا يعرف من معنى هذه الكلمة ما عرفه اولئك وذكر من هؤلاء طائفتين. الطائفة الاولى هم المذكورون في بقوله بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من بل يظن ان ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. فيظنون ان المقصود من طلب لا اله الا الله منهم ان يقولوا تلك الكلمة بالسنتهم من غير بما يدل عليها بما يدل عليه معناها من افراد الله بالعبادة وعدم جعل شيء من لغيره وهم يقولون بافواههم لا اله الا الله ثم يدعون غير الله ويستغيثون بغير لله ويذبحون لغير الله وينذرون لغير الله. فغاية ما ادركوه من هذه الكلمة التي طولبوا بها ان يقولوها بالسنتهم وهم في ذلك غالطون. والطائفة الثانية هم من ينتسبوا الى الحلق والمعرفة والفهم منهم. الزاعمون ان معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الامر الا الله ويفسرون الاله بانه القادر على الاختراع. فكلمة التوحيد عندهم معناها لا خالق الا الله او لا رازق الا الله او لا قادر على الاختراع الا الله فيجعلون التوحيد الذي يراد من الناس هو توحيد الربوبية فيجعلون التوحيد الذي يراد من الناس هو توحيد الربوبية وليس هذا المعنى هو ما دلت عليه لا اله الا الله مطابقة. فان كلمة التوحيد دلت مطابقة على افراد الله بالعباد. فان قولنا لا اله الا الله معناه لا معبود. فان الاله اهو المعبود ولا النافية للجنس تفتقر الى خبر لها تقديره حق. فاصل لا معبود حق الا الله. فيكون المطلوب منا في هذه الكلمة اعتقادنا ان المعبود الحق هو الله. واذا كان الله هو المعبود الحق فانما عداه معبود باطل. لا يجعل له شيء من العبادة ولا قدر قلامة ظفر ولا اقل من ذلك. وهذا الذي ذهب اليه هؤلاء او اولئك مباين لما كان عليه المشركون الاولون. فان المشركين الاولين لم يفهموا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا ان يقولوها بالسنتهم. بل قالوا الا هذه الكلمة ولا فهموا منها ان المراد ان يعتقدوا ان الله هو الخالق الرازق المالك المدبر فان كانوا يعتقدون ذلك لكنهم عقلوا من معناها ما تعرفه العرب بلسانها ان تكون العبادة كلها لله. ولذلك قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ يعني اجعل المعبودات التي نتوجه اليها معبودا واحدا هو الحق وما عداه هو الباطل. فاولئك عرفوا معناها وامتنعوا منه وهؤلاء اجابوا الى لفظها ولم يعرفوا معناها. فالفرق بين الطائفتين ان الطائفة الاولى من مشركي اهل الجاهلية الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا معناها وامتنعوا عن قولها. وان المشركين المتأخرين ايش؟ اجابوا الى قولها ولم يعقلوا معناها اجابوا الى قولها ولم يعقلوا معناها فهم يقولون لا اله الا الله لكنهم حقيقة ما تدعوهم اليه بدعاء غير الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله اذا كما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به فيغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم. الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه. وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا افادك فائدة الاولى الفرح بفضل الله ورحمته. كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وافادك ايضا الخوف العظيم. فانك اذا عرفت ان الانسان يكفر بكلمة التي يخرجها من لسانه دون قلبه. وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. وقد يقولها وهو يظن وهو تظن انها تقربه الى الله زلفى كما ظن الكفار. خصوصا ان الهمك الله ما قص عن قوم موسى عليه السلام مع صلاحهم وعلمهم انهم اتوه قائلين اجعل لنا الها كما لهم الهة فحين اذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وامثالي. ذكر المصنف رحمه الله مقدمات اربعا اخرى رتب عليها نتيجة جليلة ثانية. فاولى تلك المقدمات في قوله اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى قوم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. لكنهم يدعون غير الله عز وجل فيجعلون من عباداتهم ما يجعلون لله ويجعلون لغيره ما يجعلون وثانيها في قوله وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اي عرفت شركهم الاعظم وهو الشرك في العباد اي عرفت شركهم الاعظم وهو شركهم في العبادة. والشرك في الشرع له معنيان والشرك في الشرع له معنيان احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة غير الله. وهذا المعنى الثاني هو المعهود في خطاب الشرع. وهذا المعنى الثاني هو المعهود في خطاب الشرف فاذا اطلق ذكر الشرك فالمراد به الشرك في العبادة. والمقصود من معرفة الشرك هو تحقيق التوحيد والمقصود من معرفة الشرك هو تحقيق التوحيد. فان العبد لا يتمكن من تحقيق توحيده حتى يكون عالما بالشرك ليحذره. فان الشرك اعظم الشر وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه انه كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يقع فيه. والمعرفة المرادة في الشرك هي معرفة اصوله الكلية وقواعده الاجمالية مالية معرفة اصوله الكلية وقواعده الاجمالية. اذ معرفة الشرك على لا تطلب اذ معرفة الشرك على التفصيل في وقائعه لا تطلب. فان وقائعه لا قولا وفعلا واعتقادا فان وقائعه لا تتناهى قولا وفعلا واعتقادا ومتى تحقق العبد بمعرفة قواعده الاجمالية واصوله الكلية ام كنه ان يحذر الشرك. وثالثها في قوله وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الله من احد من احد دينا سواه. اي عرفت الدين الذي بعث الله به رسله. ولا يقبل الله من احد دينا سواه وهو الاسلام له سبحانه. وحقيقة الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. فمن استسلم لله بالتوحيد كان على دين الانبياء. ورابعها في قوله وعرفت ما اصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا. اي من الجهل بالتوحيد والشرك اي من الجهل بالتوحيد والشرك. فيجعلون من التوحيد ما هو شرك ومن ما هو توحيد لغلبة الجهالات وظهور الضلالات. ثم ذكر المصنف النتيجة المرتقبة والثمرة المنتظرة من ادراك المعارف السابقة فقال افادك فائدتين الاولى الفرح بفضل الله ورحمته. اي بما جعل لك من البصيرة اي بما جعل لك من البصيرة. اذ هداك لمعرفة التوحيد وجنبك الشرك. اذ هداك لمعرفة توحيد وجنبك الشرك. قال تعالى قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما ما يجمعون. قال ابي ابن كعب رضي الله عنه وغيره. فضل الله الاسلام. ورحمته القرآن فضل الله الاسلام ورحمته القرآن. واذا عقل العبد هذه النعمة العظيمة ازداد فرحه بها. فانها اجل نعمة او او الله عز وجل اليه. قال سفيان ابن عيينة ما انعم الله على عباده نعمة اعظم من ان عرفهم بلا اله الا الله. ما انعم الله على عباده نعمة اعظم من ان عرفهم بلا اله الا الله فاعظم نعمة تحوزها الى نفسك هي معرفتك بالتوحيد وتجنيب الله عز وجل لك الشرك. والثانية الخوف العظيم من الوقوع في الشرك لان العبد اذا عرف ذلك عظم خوفه ان يقع في الشرك وهو لا يدري. فهذا ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام خليل رب العالمين دعا ربه قائلا واجنبني وبني ان اعبد الاصنام والدعاء بالتجنيب هو دعاء مما يخاف منه. فهو يدعو ربه سبحانه وتعالى ان يباعد بينه وبين الشرك لعظيم خطره وشدة ضرره في الاولى والاخرة اذا كان هذا صادرا من ابراهيم عليه الصلاة والسلام فغيره اولى بالخوف. قال ابراهيم التيمي عند هذه الاية من يأمن البلاء بعد ابراهيم رواه ابن جرير وغيره اي لا احد يأمن على نفسه عدم الوقوع في الشرك فالعبد معرض للوقوع في الشرك. واذا ادركت ان من الشرك ما يسري في نفسك وانت غافل عنها كشرك سرائر من الرياء والسمعة وارادة الدنيا عرفت قدر الخوف من الشرك وان العبد ينبغي ان في تخليص نفسه من ورطة الشرك. ولكن هذا الامر لا يتطلع الى تحقيقه الا الخلص من الناس قال محمد بن ادريس الشافعي وسهل ابن عبد الله التستري لا يعرف الرياء الا المخلصون. لا يعرف الرياء الا اي لا يجتهد في دفع الرياء عن نفسه بتعرف مسالك الشيطان في القائه بالنفوس الا اولئك الذين يجتهدون في تحقيق الاخلاص. ومتى غفل العبد عن الخوف من الشرك سرى اليه الشرك فربما وقع في مهلكة من مهالكه وورطة من مرطاته يخرج بها من الاسلام الى الكفر. فان العبد اذا اشرك بالله سبحانه وتعالى شركا اكبر خرج من ملة الاسلام وصار من الكافرين. ومما يقوي الخوف من الشرك كما ذكر المصنف ان الانسان قد يكفر بكلمة يخرجها من لسانه اي يتكلم بها لا يتبين ان هذه الكلمة فان اللسان اسرع في حركته من السنان. اذ اللسان يجري في اللعاب فربما تجارى القول بالمرء فجرى لسانه بكلمة يقولها يحبط الله سبحانه وتعالى بها عمله ويغضب الله سبحانه وتعالى عليه ويجعله بها من اهل النار. كما اتفق ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك لما قالوا ما قالوا بل رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجمل عند اللقاء. فاكبرهم اكثرهم الله عز وجل بتلك الكلمة. وقد يقول تلك الكلمة كما ذكر المصنف رحمه الله وهو جاهل فلا يعذر بجهله لقيام الحجة عليه كونه من المعرفة بها لقيام الحجة عليه وتمكنه من معرفتها. اما مع عدم الحجة وعدم التمكن من معرفتها فان هؤلاء هم الذين نفى عنهم الله سبحانه وتعالى التعذيب. اما مع عدم قيامها عليهم ولا تمكنهم من معرفتها. فان هؤلاء هم الذين نفى الله عز وجل عنهم التعذيب ذكره ابن القيم في طريق الهجرتين واصول الدين وقواعده العظام لا يسع مسلما جهلها لانتشار العلم بها وقيام الحجة عليها في بلاد المسلمين. اما المسائل التي قد تخفى فهذه يعذر بالجهل فيها. وما لم تبلغه الحجة ولا قامت عليه شواهد الرسالة فان هذا من جنس اهل الفترة الذين يجعل الله عز وجل لهم يوم القيامة ما يجعل من امتحانهم لتمييز المحق من مبطل منهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ابدة ثانية من اوابد من يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالا انه يتكلم بتلك الكلمة وهو يظن انها تقربه عند الله زلفى. فهو يتكلم بكلام يريد ان يكون له مقربا الى الله فيكون كلامه مبعدا فيكون كلامه مبعدا له من الله كما كانت الجاهلية تقول في تلبيتها لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فكانوا يقولون هذه الكلمة يظنون انها تقربهم الى الله سبحانه وتعالى وهي تبعدهم عنه بما تلطخوا به من الشرك. ثم ذكر المصنف رحمه الله واقعة من الوقائع التي تثمر صوب في القلب من الشرك وهي ما قص الله عز وجل عن بني اسرائيل ممن كانوا مع موسى عليه الصلاة والسلام فان هؤلاء كانوا قوما صالحين مع نبي من انبياء الله المعظمين وهو موسى عليه والسلام فلما مروا على قوم يعكفون على صنم لهم اعجبهم حالهم فسألوا نبيهم ان يجعل لهم كما لهؤلاء اله يدعونه من دون الله سبحانه وتعالى. واذا كان هذا واقعا مع هؤلاء اي ثم اتفق مثله في من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذات انواط ان الخوف على من بعدهم اعظم واعظم. لانه اذا ضعفت انوار الرسالة وبعد العهد بالانبياء كانت اعلام الشرك اكثر في كانت اعلام الشرك اكثر في الناس. قال ابن مسعود رضي الله عنه ان للشرك بابا رواه البزار وغيره باسناد صحيح. وهذه الابواب يعظم فتحها وتتسع كلما بعد العهد على عن الانبياء وضعف نور الرسالة في الناس فهذا يعظم الخوف في القلب من الشيب ان يزدلف الانسان في باب من هذه الابواب فيقع في الشرك. احسن الله اليكم. قال رحمه الله واعلم ان الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد الا جعل له اعداء. كما قال وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. وقد يكون لاعداء التوحيد كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاط بهم ما كانوا به يستهزئون. اذا عرفت ذلك وعرفت ان الطريق الى الله لابد له من اعداء القاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليك ان تتعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين. الذين قال امامهم ومقدمهم لربك عز وجل. لاقعدن ان لهم صراطك المستقيم. ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. ولكن ان اقبلت الى الله تعالى واصغيت الى حجج الله وبيناته فلا تخف ولا تحزن ان كيد الشيطان كان ضعيفا. والعامي من الموحدين يغلب الف من علماء هؤلاء المشركين كما قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون. فجند الله تعالى هم هم الغالبون بالحجة واللسان. كما انهم هم الغالبون بالسيف والسنان. وانما الخوف على الموحد الذي يسلكه طريق وليس معه سلاح وقد من الله علينا بكتابه الذي جعله تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة رحمة وبشرى للمسلمين. فلا يأتي صاحب باطل بحجة الا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها. كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال بعض المفسرين هذه الاية عامة في كل حجة يأتي بها اهل الباطل الى يوم القيامة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مقدمة هذه الجملة امرين عظيمين. احدهما ان الله لم يبعث نبيا الا جعل له اعداء من المشركين كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن وكل وارث لما كان عليه الانبياء والرسل فان اولئك فان اولئك الاعداء له مرصدون. فما من نبي دعا الى الحق الا كان له منهم عدو ولا احد قام بعد الانبياء يدعو الى توحيد الله سبحانه وتعالى الا كان له اعداء قاعدين يمنعون الناس من الهداية ويحولون بينه وبين اصلاح الخلق ودعوتهم الى الله سبحانه وتعالى. والاخر ان دعاة الباطل عندهم علوم وحجج يجادلون بها كما قال تعالى فلما جاءتهم رسلنا بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم اي تسلوا بما يدعونه من العلم الذي ينسبونه الى دين الاباء والاجداد. وتلك الدعوة خيال لا حقيقة لها. فان ما عندهم من العلم اسم لا رسم له. وصورة لا حقيقة ورائها. فهو ليس علما صحيحا. لكن اولئك المبطلين يدعون ان ما هم عليه هو علم صحيح وفيه مقنع كبير لمن سألهم ويكون لهم من التأليف والمصنفات في نصر مقالاتهم ما يوهم غيرهم بان هؤلاء على امر ثابت والمميز للحق يعرف ان اعداء الله سبحانه وتعالى من دعاة الباطل يكون لهم كتب وحجج يدعونها لكنها لا تجدي عليهم شيئا انها خيال زائف لا حقيقة وراءه. ولذلك فانهم يتسلون بها مع اعتقاد من يعتقد منهم انه لا حقيقة لهذه الدعوة لكنه شيء ورثوه عن الاباء والاجداد فلا ينتفعون بها ولا يخرجون بها من حيرة الى نور وهداية فان حقيقة العلم هو ما ورث عن الانبياء لا ما عن الاجداد والاباء وهؤلاء علمهم الذي يدعونه شيء ورثوه عن ابائهم واجدادهم. ثم ذكر رحمه الله ان الانسان اذا عرف ما يفرح به من توحيده وما يخاف من الشرك وان الطريق له لابد له من اعداء القاعدين عليه اهل فصاحة وعلم وحجج. فالواجب عليه ان يتعلم من دين الله ما يصير سلاحا يقاتل به هؤلاء الشياطين. فان المرء يدفع عن نفسه بسلاح اذا اريد ازهاق روحه واعظم من هذا ان يتخذ سلاحا يدفع به عن اذا اريد ابطال ما هو عليه من الحق. والسلاح الذي يحفظ لك دينك ويقي روحك من الهلاك هو العلم كما قال فالواجب عليك ان تعلم من دين الله ما يصير سلاحا تقاتل به هؤلاء الشياطين فان هؤلاء الشياطين من دعاة الباطل لا يدفع من دعاة الباطل لا يدفع شرهم الا بسلاح العلم. ومما تطمئن به قلوب الموحدين ان اولئك المروجين للباطل من علماء السوء باطل ما هم عليه وحابط ما كانوا يعملون. لانهم اولياء للشيطان واولياء الشيطان مغلوبون مخدولون واولياء الله سبحانه وتعالى ظاهرون منصورون. فمن كان لله وليا كان الله عز وجل له نصيرا وهؤلاء يركنون الى الشيطان الذي اخبر الله عز وجل عن كيده بقوله ان كيد الشيطان كان ضعيفا. ثم ذكر المصنف رحمه الله مما يقوي هذه الطمأنينة اجتهاد العبد في الاقبال على الله عز وجل. واصغاء الى حججه وبيناته فان العبد اذا ركن الى الله واستمد مما بينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الحجج والبينات جعل الله عز وجل له نورا يخرجه من ظلمة الغواية الى نور الهداية. قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. لكن هذا الاخراج هو على قدر ما يكون من الايمان. فمن عظم ايمانه عظم النور الذي يكون له معينا لاخراجه من الظلمات الى النور. ثم ذكر رحمه الله تعالى مما تقوى به عزائم الموحدين ان العامي من الموحدين يغلب الفا من علماء وهذه الغلبة منشأها من الفطرة المستقيمة والجبلة القويمة فان من كان على فطرته التي فطره الله عز وجل عليها فقمين ان تسعفه تلك الفطرة فيظهره الله وتعالى على علماء المشركين الذين يلبسون بالباطل. وموجب انتصار العامي من موحدين على الف من علماء المشركين انه من جند الله. وقد تكفل الله عز وجل بنصرهم. قال تعالى وان جندنا لهم الغالبون والله عز وجل لا يخلف وعده ان الله لا يخلف الميعاد ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثة. فمتى كان العامي من الموحدين مقبلا على الله ملتجئا اليه اظهره الله عز وجل على علمائنا الذين يدعون ما يدعون. ثم ذكر المصنف ان الخوف هو على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح اي ليس له اي ليس معه سلاح من العلم يدفع به عن نفسه جيش الشهوات فان الجند الظاهر يدفع بالسلاح الظاهر والجند الباطل من الشبهات والشهوات يدفع بالجيش الباطن وهو العلم واليقين والصبر. فاذا كان العبد ذا علم ويقين وصبر دفع ذلك العلم والصبر واليقين الذي هو عليه ما يعترضه من جيش الشهوات والشبهات قول المصنف رحمه الله والعامي من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين لا يعارض قوله وانما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح. فان ظاهر هاتين العبارتين التعاون اذ يذكر مرة ان العامي من الموحدين يغلب الفا من علماء المشركين. ثم يذكر تارة اخرى ان ان الخوف يكون على العامي الموحد. فهذا الغالب الذي ظهر على علماء المشركين هو مخوف عليه لانه لا سلاح له ولا تعارض بين الجملتين لاختلاف مأخذهما ولا تعارض بين لاختلاف مأخذهما. فان كلام المصنف له نظران. فان كلام مصنفي له نظران احدهما نظر قدري احدهما نظر قدري في قوله من الموحدين يغلب الفا من علماء هؤلاء المشركين. اذ يجري بقدر الله سبحانه وتعالى يتفق فيه ذلك اذ يجري بقدر الله عز وجل ما يكون فيه ذلك. والاخر نظر شرعي وذلك في قوله وانما الخوف على الموحد الذي لا سلاح معه. وانما الخوف على الموحد الذي لا سلاح معه فاننا مأمورون شرعا فاننا مأمورون او فاننا مأمورين شرعا بان نتعلم دين الله عز وجل. فاننا مأمورين شرعا بان نتعلم دين والله عز وجل لنحفظ بذلك توحيدنا لنحفظ بذلك توحيدنا. فكل جملة من هاتين الجملتين لها مأخذ. فالجملة الاولى منشأها قدري كوني. والجملة الثانية منشأها ديني شرعي يعني باعتبار القدر قد يجري في قدر الله عز وجل ان واحدا من من الموحدين عوامهم يغلب الفا من علماء المشركين. فيعجزون عن مجادلته. لكن باعتبار ما امرنا به شرعا فان العبد مأمور ان يتعلم دين الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف السلاح الاكيد في ابطال الشرك والتنديد وهو كتاب الله عز وجل فانه لا يأتي صاحب باطل بشيء من الباطل الا كان في القرآن ما يدفعه. قال على ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. اي كل دعوة يدعيها المبطلون على خلاف دين الله عز وجل فان الله عز وجل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالحق وهو ما بينه من الحجج والبينات القرآن الكريم لكن الناس يتفاضلون في ادراك تلك الحجج والبينات بحسب ما يكون لهم من العلم بكتاب الله سبحانه وتعالى. فمنبع العلوم واصلها الاعظم هو القرآن الكريم. واختلاف الخلق في حظهم من العلم هو بحسب باختلافهم في عضهم من القرآن الكريم. فمن عظم اخذه للقرآن حفظا وتلاوة وعملا ومعرفة بمعانيه لهدايته عظم علمه. ومن قل حظه من ذلك حصل له من النقص في العلم بحسب حظه. الله اليكم. قال رحمه الله وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله تعالى في كتابه جوابا كلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول. جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها. وذلك قوله تعالى هو الذي الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هم لهم الكتاب واخر متشابهات. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله والله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. او ان الشفاعة حق. او ان الانبياء لهم جاه عند الله او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطنه. وانت لا تفهم معنى الكلام الذي اي ذكر فجاوبه بقولك ان الله تعالى ذكر لنا في كتابه ان الذين في قلوبهم زيغ يتركون هنا المحكم ويتبعون المتشابه. وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية انه كفرهم بتعلقهم على الملائكة او الانبياء او الاولياء. مع قولهم هؤلاء شفعاء هؤلاء عند الله وهذا امر محكم لا يقدر احد ان يغير معناه. وما ذكرته لي ايها من القرآن او كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه. ولكن اقطع ان كلام الله لا تناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. وهذا جواب شديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى. ولا تستهونه. فانه كما قال قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم بين المصنف رحمه الله ان القرآن كاف في احقاق الحق وابطال الباطل شرع يذكر في كتابه هذا اشياء احتج بها المشركون في زمانه على دعوة التوحيد. فبين ان الرد على الباطلة يقع من طريقين. فبين ان الرد على الاقوال الباطلة يقع من طريقين احدهما طريق مجمل. والاخر طريق مفصل. احدهما طريق المجمل والاخر طريق مفصل. والمراد بالطريق المجمل القاعدة الكلية. والمراد بالطريق المجمل القاعدة الكلية التي ترد اليها تفاصيل كل شبهة. التي ترد اليها تفاصيل كل شبهة. والمراد بالطريق المفصل الجواب عن كل شبهة على حدة الجواب عن كل شبهة على حدة. وبدأ بالجواب المجمل لانه الامر الكلي والفائدة الكبيرة لمن عقلها. واستدل على تحقيقه باية ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات واخرهن ام الكتاب واخر متشابهات. فان الله بين ان من القرآن ما هو محكم وان منه ما هو متشابه. والاحكام والتشابه في القرآن له له معنيان والاحكام والتشابه المتعلق بالقرآن له معنيان. احدهما الاحكام والتشابه الكلي. الاحكام والتشابه الكلي بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله. بجعل كل واحد منهما وصفا للقرآن كله. يعني يأتينا ما يدل على ان القرآن كله محكم. ويأتينا ما على ان القرآن كله متشابه. مما يدل مثلا على ان القرآن كله محكم. قوله تعالى كتاب اياته ومما يدل على ان القرآن كله متشابه قوله تعالى كتابا متشابها ان القرآن كل يوم يحكم وكله كيف؟ كيف القرآن كله محكم وكله متشابه ما الجواب؟ نعم. ايش ايوه هذا في ايش؟ في التشابه ولا في الاحكام؟ طب والاحكام ايش؟ احسنت ووصف القرآن كله بالاحكام يراد به اتقانه وتجويده ووصف القرآن كله. بالاحكام به اتقانه وتجويده. فهو كتاب متقن مجود. لا خلل فيه فهو كتاب متقن مجود لا خلل فيه. ووصفه بالتشابه يراد به تصديق بعضه بعضا. ووصوه بالتشابه يراد به تصديق بعضه بعضا والاخر الاحكام والتشابه الجزئي. الاحكام والتشابه الجزئي باي يكون الاحكام وصفا لبعضه. بان يكون الاحكام وصفا لبعضه ويكون التشابه وصفا لبقيته. ويكون التشابه وصفا قيته يعني شو الفرق بين الاول والثاني؟ الاول الاحكام والتشابه وصف كل والثاني الاحكام والتشابه وصف جزئي. يعني بعض القرآن محكم. وبعضه متشابه. ما الدليل عليه احسنت ودليله قوله تعالى منه ايات محكمات هن ام كتاب واخر متشابهات. فجعل الاحكام وصفا لبعضه. والتشابه وصفا لبقيته والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان. والاحكام والتشابه الجزئي للقرآن نوعان احدهما احكام وتشابه في باب الخبر. احكام وتشابه في باب الخبر فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه. فالمحكم منه ما ظهر لنا علمه المتشابه منه ما لم يظهر لنا علمه. والمتشابه منه ما لم يظهر لنا علمه فاذا علم المعنى والحقيقة صار احكام. فاذا علم المعنى صار احكاما. واذا علم المعنى دون الحقيقة صار تشابه. واذا علم المعنى دون الحقيقة صار تشابها. يعني المعاني مدركة لكن الحقائق قد تبين وقد وقد لا تبي. قد تبين وقد لا تبين. فمتى عقلنا المعنى هذا يسمى احكاما. ومتى عقلنا المعنى دون الحقيقة هذا يسمى تشابها والاخر احكام وتشابه في باب الطلب. احكام وتشابه في باب الطلب والمحكم منه ما اتضح معناه وتبينت دلالته. ما اتضح معناه وتبين دلالته والمتشابه منه ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والمتشابه منه ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته. ثم ذكر ان ما تشابه على العبد في مقابل المحكم فان العبد يتمسك بالمحكم ويدع المتشابه معرضا عنه وهذا هو مراد المصنف بالجواب المجمل. فالجواب المجمل هو البقاء على الاحكام والاعراض عن تشابه فالجواب المجمل هو البقاء على الاحكام والاعراض عن التشابه. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم كما ذكر المصنف قوله اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروه. فالذين يتبعون متشابها امر الخلق بان يحذروهم حفظا لاديانهم. والحذر من هؤلاء يجمع امرين. والحذر من هؤلاء يجمع امرين احدهما الحذر من اشخاصهم فلا يصحبون. الحذر من اشخاصهم فلا يسحبون. والاخر الحذر مما قالتهم فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها. الحذر من مقالاتهم. فلا يقبل الانسان عليها ولا يتشاغل بها. وذكر المصنف مثالا يتضح به الجواب المجمل. فاذا استدل عليك احد بالدعاوى الباطلة في توحيد العبادة بكلام متشابه كقوله الشفاعة حق والانبياء لهم جاه او ذكر كلاما يستدل به وانت لا تفهم هذا المعنى فالجواب المجمل ان تتمسك بالاحكام وهو ان الله عز وجل امرك بان تكون العبادة لمن؟ له وحده. وتعرض عن المتشابه وما يذكره من المتشابه وصفه المصنف رحمه الله تعالى على لسانه المجيب عن شباته بقوله لا اعرف معناه. وهذه الجملة تحتمل امرين. وهذه الجملة تحتمل امرين احدهما لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره لا اعرف معناه الذي تدعيه وتذكره. والاخر لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم لا اعرف معناه الذي ذكره اهل العلم. فاذا اورد عليك احد شيئا متشابها في باب من الابواب بل مخرج من فتنته ان تأخذ بالمحكم الذي تعرفه من دين عز وجل وتعرظ عن متشابهي وما طال قصه له فان جوابك عنه بانك لا تعرف معناه ومقصودك بعدم عرفانك معناه اما انك لا تعرف معنى هذا الكلام الذي يلقى عليك من ثقته ودلالته او لا تعرف معنى ما ذكره اهل العلم رحمهم الله تعالى في معناه فانه ربما ات باية او حديث ثم يذكر لها معنى يخالف المعنى الذي تعرفه انت مما تقرر في قلبك من الدين الحق. فجوابه بان تذكر ان هذا الذي لا تعرف معناه كما لو قال لك انسان ان الله سبحانه وتعالى قال في حق الشهداء بل احياء عند ربهم يرزقون. فاذا كان الشهداء احياء فان من هو خير منهم وهو النبي صلى الله عليه وسلم حي. والحي تجوز مخاطبته هذا الان متشابه وش تقول له؟ تقول هذا الكلام الذي تعرفه تقوله لا اعرف معناه لكن اعرف انه لا يخاطب بالدعاء والسؤال والاستغاثة والاستعانة الا الا الله. وما ذكرته لا اعرف معناه. فانت لا تعرف معناه يعني حقيقة هذا القول او ما ذكره اهل العلم رحمهم الله تعالى عند هذه الاية لذلك يعني بعض المشبهين ذكر هذه الاية مرة احد عوام اهل نجد في بلد من البلدان التي وصلوا اليها بعد سقوط الدولة السعودية الاولى. محتجا بها على ان الاولياء لهم قدرة فقال فيسألون لاجلها. فقال لا. الله قال احياء عند ربهم ايش؟ يرزقون ما قال يرزقون قال يرزقون يعني يرزقهم الله اما هم؟ لا يرزقون. ولذلك الموحد العامي قد يتكلم بحجة من المعنى ويفهم بها الانسان الحق ربما لم تكن متبدية له. ولذلك ارتفاع بكلام العوام مما اخذ العلم التي يفتح الله عز وجل بها لمن يشاء. وللشيخ فيصل ال مبارك رحمه الله في مقدمة تفسيره كلام في فهمه جملا من معاني القرآن الكريم انتفع بها بكلام العامة. لما سمع منهم اشياء كان يظن وانها على وجه صحح هؤلاء له الفهم بما جرى على السنتهم من الكلام. قال رحمه الله واما المفصل فان اعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل. يصدون بها الناس عنه. منها قولهم نحن لا نشرك بالله شيئا بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يدبر الامر لا ينفع ولا يضر الا الله وحده لا شريك له. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن عبد القادر او غيره. ولكن انا مذنب والصالحون لهم جاع عند الله واطلب من الله بهم عبد القادر هذا منه؟ عبد القادر الجيلاني احد علماء الحنابلة وصالحيهم. قال ابن تيمية الحفيد لم يصح احد من الكرامات بعد السلف ما صح لعبد القادر الجلالي رحمه الله. لكن عبدالقادر الجيلاني ليس كما يدعيه الجهلة بل كان كمال هذا الرجل بكمال علمه بالله سبحانه وتعالى وبشرع الله. ومن القصص الدالة على ذلك كانه رحمه الله كان يخرج احيانا الى الفلاة ينفرد بنفسه فيحاسبها ويلومها. فبينما هو مرة في واحد من تلك المقامات تبدت له صورة في سحابة. ثم نادته تلك الصورة. فقال يا عبد القادر اني انا ربك واني قد احللت لك ما حرمت على الناس. شوفوا المشهد ترى مهيب سحابة وفيها صورة وتقول له هذا الكلام. فجمع بصاقه ثم تفل عليه وقال اخسى يا عدو الله فقال له صاحب تلك الصورة يا عبد القادر كيف عرفت اني ابليس؟ قال لان الله لم يكن ليحل لعبد القادر ما حرم على محمد صلى الله عليه وسلم. شف العلم الكامل. عبد القادر مهما بلغ ما يكون شيء عند النبي صلى الله عليه وسلم في علو مقامه عند ربه والله حرم على محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء في الشرع. فكيف يحل لعبد القادر بعده بقرون ما حرم هذه هي المقامات العظيمة للعلم التي تبين ان هذا الرجل لم يصل الى ما وصل اليه من الصلاح والخير والنفع الا بما كان عليه من الدين رحمه الله. نعم. قال رحمه الله فجاوبه بما تقدم وهو ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم مقرون بما ذكرتني ايها المبطل. ومقرون ان اوثانهم لا تدبر شيئا. وانما ارادوا ممن الجاه والشفاعة واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه. فان قال ان هؤلاء الايات نزلت في من نعبد الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام. كيف تجعلون الصالحين مثل الاصنام؟ ام كيف تجعلون الانبياء اصناما فجاوبه بما تقدم فانه اذا اقر ان الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله وانهم ما ارادوا مما الا الشفاعة ولكن اراد ان يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكر. فاذكر له ان الكفار منهم من يدعو الاصنام ومنهم من يدعو الاولياء الذين قال الله فيهم اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهما ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. ويدعون عيسى ابن مريم وامه وقد قال الله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة واذكر له قوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون وقوله تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس فقل له عرفت ان الله كفر ومن قصد الاصنام وكفر ايضا من قصد الصالحين وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان قال الكفار يريدون منهم النفع والضر وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد الا منه ليس لهم من الامر شيء. ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم. فالجواب ان هذا قول الكفار سواء بسواء فاقرأ عليه قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا يقربونا الى الله زلفى. وقوله تعالى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. واعلم ان هذه الشبهة الثلاثة هي اكبر ما عندهم. فاذا عرفت ان الله وضحها في كتابه وفهمتها فهما اذا فما بعدها ايسر منها. لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر الطريق المجمل فضرب له مثالا يتبين به المقال شرع يبين شبه المشبهين من المبطلين في توحيد العبادة على وجه التفصيل جاء بشبه ثلاث اوردها شبهة شبهة والحق بكل شبهة ما ينقضها ويبين بطلانها هذه الشبه الثلاث هي اكبر ما عندهم. فتقديمها الله. فتقديمها لجلالتها في نفوس اولئك فاذا بطل المعظم من شبهاتهم التي يشبهون فما وراء ذلك احرى بالابطال فاول هذه الشبه انهم يقولون نحن لا نشرك بالله بل نشهد انه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر الا الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عمن دونه عمن دونه لكن مذنبون والصالحون لهم جاه فنحن نطلب من الله بهم. هذه شبهتهم الكبرى عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. والجواب عن هذه الشبهة من ثلاثة وجوه. الوجه الاول ان هذه المقالة من مقالات المشركين الذين اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم ان هذه المقالة من مقالات المشركين الذين اكثرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم. فانهم كانوا يدعون ما تدعون. فلم يكونوا يعتقدون ان معظميهم يخلقون او يرزقون او يملكون بل يعتقدون ان الله هو الخالق الرازق المدبر لكنهم يزعمون ان هؤلاء المعظمين لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى وانهم يسألون الله سبحانه وتعالى بهم. فما عليه هؤلاء كان عليه المشركون الاولون الذين قاتلهم خير الخلق صلى الله عليه وسلم واكفرهم. والوجه الثاني ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم ان الجاه الذي يكون للصالحين هو جاه يتعلق بهم. وهبه الله عز وجل اياهم. وهبه الله عز عز وجل اياهم فهو حظ حازوه لنفوسهم فهو حظ حازوه نفوسهم والله عز وجل لما جعل لهم هذا الجاه نهاك عن دعاء غيره. والله الله عز وجل لما جعل لهم هذا الجاه نهاك عن دعاء غيره وامرك بدعاء الله وحده وامرك بدعاء الله وحده. فلا يلزم من وجود جاههم جواز سؤالهم فلا يلزم من وجود جاههم جواز سؤالهم. يعني عنده جاه لكن الله ما ادلك ان تسأل. مثل انسان للصديق من خواصه من جيرانه بينه وبينه محبة عظيمة. هذا الصديق عنده مال كثير جدا وله اولاد وذرية وبين هذا الصديق والجار مع صاحبه محبة اكيدة ولا يمت له بقرابة نسب. فلما مات ذلك الصديق الصدوق ذو المال هل يكون هذا الصديق وارثا له؟ الجواب لا انه ليس ثم سبب يكون مقتضيا لان يكون وارثا له. فكذلك كمن اعطاه الله عز وجل جاها من الصالحين بحسن المقام والحظوة عند الله وعند خلقه لا يجوز بذلك ان تسأله من دون الله سبحانه وتعالى. والوجه الثالث ان العبد اذا اقترف خطيئة واذنب ذنبا ان العبد اذا اقترف خطيئة واذنب ذنبا مأمور بالتوبة الى الله واستغفاره مأمور بالتوبة الى الله واستغفاره. ولم يؤمر بان يتوجه الى صالح يسأله بجاه ولم يؤمر ان يتوجه الى صالح يسأله بجاهه مغفرة الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف شبهتهم الثانية انهم يزعمون ان هذا متحقق في من يعبد الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام. افتجعلون الاولياء والصالحين مثل الاصنام يعني هذا الذي تذكرونه من الايات يتعلق بالاصنام وهؤلاء الذين نتعلق بهم اناس صالحون مقدمون عند الله وعند خلقه من الاولياء افتجعلونهم مثل الاصنام؟ ما الجواب؟ نعم ايش؟ منهم من يدعو الاولياء طيب واذا كان كذلك؟ ايش؟ كيف ليست حجة احسنت الجواب الشبهة وجوابه ان يقال ان الذين بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم كان فيهم من يدعو الاصنام وكان فيهم من يدعو الاولياء فيدعون من يدعون من الصالحين كاللاتي وغيره. فانكر النبي صلى الله فانكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم واكفرهم وقاتلهم جميعا. فتفرقوا معبوداتهم لم يفرق بين احكامهم. فسوي بين من يعبد الملك ومن يعبد الحجر واجرام الفلك. يعني الذي يعبد جبريل او ميكائيل او يعبد عيسى او عزير مثل من يعبد الحجارة والشجر. لماذا؟ ليش تساووا بينهم؟ ليش سوينا بينهم؟ احسن فسوي بينهم لان العبد مأمور بان يعبد الله وحده فكل معبود عدا الله وهو معبود باطل. فمن دعا الاولياء هو كمن دعا الاصنام هذا الشيخ ذكره في اي كتاب له تقدم معنا؟ اي قاعدة؟ الاولى لا. ها؟ يعني كم؟ ذكره المصنف رحمه الله تعالى القواعد الاربع في القاعدة الثالثة. ثم ذكر المصنف رحمه الله شبهتهم الثالثة. وهي قولهم الكفار يريدون منهم وانا اشهد ان الله هو النافع الضار المدبر لا اريد منه والصالحون اليس لهم من الامر شيء ولكن اقصدهم ارجو من الله شفاعتهم. والجواب عن هذه الشبهة من وجهين والجواب عن هذه الشبهة من وجهين. احدهما ان هذه الدعوة هي من دعاوى المشركين ان هذه الدعوة هي من دعاوى المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفره فانهم كانوا يزعمون انهم يريدون ان يتخذوا هؤلاء المدعوين شفعاء عند الله فما ترجونه من شفاعتهم عند الله هو كالذي كان يرجوه الاولون من شفاعة ضميهم عند الله. والاخر ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده ان الشفاعة يختص ملكها بالله وحده. قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا. قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة كلها ملك لله. ولا تطلب الا من ولا تنفع الشفاعة الا باذنه. والله سبحانه وتعالى لم يأذن لك ان تسأل غيره الشفاعة فمن سأل نبيا او وليا او ملكا او صالحا الشفاعة فانه تسأله شيئا لا يملكه. فانه يسأله شيئا لا يملكه. فالشفاعة التي تدعون لا يملكها هؤلاء. فالشفاعة التي تملكونها تدعونها لا يملكها هؤلاء فصار لا حقيقة لدعائهم. لانه انما يدعى من يملك وهؤلاء لا يملكون ساعة وهذه الشبه الثلاث هي اكبر شبه القوم في هذا الباب. فهي الشبه الكبرى وما عداها شبه صغرى. وكل باب من ابواب الشبه تختلف عادة درجات تلك الشبه فان حقيقة الشبهة المأخذ الملبس. فربما تكون الشبهة قوية. وربما تكون ضعيفة فتلك الشبه العظمى التي يتعلق بها هؤلاء تصنف في الشبه الكبرى وما عداها يصنف في بالشبه الصغرى والاصل ان الشبه الكبرى هي ام الباب. وان الصغرى متفرعة عنها. فاذا ابطلت الشبهة الكبرى تبعتها الشبه الصغرى فانها ولائد لها. ومن تمكن من معرفة الحق هان عليه رد الباطل. فمن تحقق بمعرفة توحيد الله عز وجل. وتمكن ذلك من قلبه وبانت له حججه وبيناته ودلائله سهل عليه ان يكشف الشبه بعد ذلك. ولهذا جرى من عادة ائمة الدعوة انهم متى يدرسون كشف الشبهات؟ ها عبد الله بعد كتاب التوحيد ولهذا جرت عادة علماء الدعوة رحمهم الله تعالى انهم يدرسون كتاب كشف الشبهات بعد كتاب فاذا تحقق العبد بفهم التوحيد ومعرفته سهل عليه فهم تلك الشبه وابطالها بما ما صار له من العلم ومما ينتفع الانسان به في العلم سلوك جادة اهله. لا سيما فيما يتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى وما له من الحق والتوحيد. ما يجي واحد يقول لا هذا اصغر نقدمه. ما في اعتبار الاصغر الاعتبار ليش؟ لمرتبته من العلم لمرتبته من العلم. وبعضهم يقدم الاربع لان القواعد الاربع هي اشبه ما تكون بتأصيل مختصر لمقاصد التوحيد ولكشف الشبهات ولذلك هي قواعد تنفع كل احد في تمييز دين الموحدين عن دين عن دين المشركين. فاذا اخذ المرء علمه على وجه الصحيح انتفع واذا عكس ايش رايكم؟ ينتفع ولا ما ينتفع؟ هذا واحد جاب السجعة يقول واذا عكس انتكس هو صحيح صحيح اذا عكس انتكس. اذكركم ايش؟ هذا يعني حاخذ المجلس الان. مثل ايش؟ مثل الان اللي يبدون في التوحيد بنواقض الاسلام. تجد اول متن يحفظه نواقض الاسلام. عن من اخذت هذا؟ من لقنك هذا؟ من عرفت عليه طريقة هذا لابد ان تعرف كيف تاخذ علمك. ما تاخذ علمك هكذا خط عشوائي. كل شيء له مقامه. فاذا جعلته في غير مقامه اضر بك. فلذلك تجد بعض الصغار يتلقن نواقض الاسلام بدون فهم. ولا يعرف توحيد الله سبحانه وتعالى فيبدأ يجريها في غير مقاماتها. لكن اهل العلم يجعلونها في مقامه. لان اصلا ناقض الاسلام هي من باب الفقه من كتاب الردة من باب الردة من من كتاب الحدود. واحتيج اليها لشدة الجهل فيما يحفظ به الدين بها الوقاية للرعاية. المراد بها الحفظ. فقبل ذلك لابد ان تغذي نفسك بما يرعاها. ثم بعد ذلك تتوقف من كل ما يوهنها ويكون لك من المدارك ما يعينك على فهم هذه المسائل كما يكون ذلك لمعلمك الذي يلقنك معانيها لانك اذا اخطأت في فهم معاني باب من ابواب العلم تولد عليك الشر. اذا اخطأت في فهم معاني كتاب الله او سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ربما فتحت بابا من البدعة او الضلالة على نفسه. وهل الاس الاكبر في الغلط في دين في ابواب توحيد الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم الا الجهل بحقيقة الدين. فيقع في المرء شر هو لم يرده اصلا وانما اخطأ طريقا ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لن يصيبه هو يريد الخير لكن مصيبة ولذلك الانسان دائما يحرص على ان يعرف كيف يأخذ الدين وان ينظر هذا التلقي الذي يتلقاه هل هو تلقيح ام غير صحيح؟ واهل كل علم عارفون به لا يخفون على احد لكن الشأن في طلبك انت وحرصك على هذا ودوام سؤال الله الهداية. دائما يا اخوان لا تغركم انفسكم من الذكاء والفطنة والحذق وصحبة الاشياء اجعل الركن الاعظم الذي تأوي اليه هو الله سبحانه وتعالى بدوام سؤالك هدايته. نسأل الله سبحانه وتعالى على ان يهدينا لما يحب ويرضى فهذا اخر هذا المجلس ونستكمل بقيته بعد صلاة المغرب باذن الله. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين