السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا. وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثاني بشرح الكتاب العاشر من برنامج اصول العلم في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب كشف الشبهات. لامام الدعوة الاصلاحية لجزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله فان قال فانا لا اعبد الا الله. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمنا الله واياه فان قال انا لا اعبد الا الله. وهذا الالتجاء اليهم ودعاؤهم ليس بعبادة. فقل له انت ان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك وهو اخلاص العبادة لله وهو حقه عليك. فانه لا يعرف عبادة ولا انواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية فاذا اعلنته بهذا فقل له هل هو عبادة لله تعالى؟ فلابد ان يقول نعم. والدعاء من العبادة فقل له اذا اقررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا. ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له قال الله تعالى فصل لربك وانحر. فاذا اطعت الله ونحرت له هل هذه عبادة؟ فلابد ان يقول نعم فقل له اذا نحرت لمخلوق نبي او جني او غيرهما هل اشركت في هذه العبادة غير الله فلابد ان يقر ويقول نعم وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك. فلابد ان يقول نعم فقل له وهل كانت عبادتهم اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك. والا فهم مقرون انهم عبيد تحت قهر الله. وان الله هو الذي يدبر الامر ولكن دعوهم والتجأوا اليهم للجاه والشفاعة. وهذا ظاهر جدا ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى في باب توحيد العبادة. وهي ان بعضهم يقول انا لا فاعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة. ثم بين ابطال هذه الشبهة بامور اربعة مرتبة تواليا. اولها تقرير المشبه ان الله امره بالعبادة. تقرير المشبه يعني صاحب الشبهة تقرير المشبه صاحب الشبهة ان الله امره بالعبادة اي حمل ذلك المدعي اي حمل ذلك المدعي على ان يقر بان الله طه امره بعبادته. حمل ذلك المدعي على ان يقر بان الله امره بعبادته. وان العبادة فرض عليه. وثانيها بيان حقيقة العبادة له. بيان حقيقة العبادة له الوالدة بقوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. ادعوا ربكم تضرعا وخفية المبين ان الدعاء كله لله. المبين ان الدعاء كله لله قدم ان الدعاء يقع أسماء للعبادة كله. وتقدم ان الدعاء يقع أسماء للعبادة كلها لها فحقيقتها ان تكون جميع اعمال العبد المتقرب بها لله وحده فحقيقتها ان تكون جميع اعمال العبد المتقرب بها لله وحده فكل ما يفعله العبد على وجه القربة يجب ان يكون لله. فكل ما يفعله العبد على وجه ذي الكربة يجب ان يكون لله. فدعاؤه لله. وذبحه لله ونذره لله. وقل مثل هذا في سائر انواع العبادة. وثالثها ايضاح ان من جعل شيئا منها لغير الله فقد اشرك. ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير الله فقد اشرك. فانك اذا بينت له حقيقة العبادة وهي ان تكون كل اعمال العبد المتقرب بها لله وحده لزم من ذلك ان من جعلها لغير الله فقد وقع في الشرك ورابعها تحقيق ان المشركين الذين نزل فيهم القرآن تحقيق ان المشركين الذين فيهم القرآن كانت عبادتهم لمألوهاتهم في الدعاء والذبح والنذر. كانت عبادتهم مألوهاتهم في الدعاء والذبح والنذر والالتجاء. فمتى قررت له هذه الامور الاربعة افضى به ذلك الى الاقرار بان الالتجاء الى صالحين شرك. فمتى قررت له هذه الامور الاربعة؟ افضى به الى الاقرار بان جاء الى الصالحين شرك بالله عز وجل. لان الله امره ان يلجأ اليه فاذا لجأ الى غيره جعل حق الله لغيره وهذا هو الشرك. فما ادعاه من انه لا يعبد الله لا يعبد الا الله باطل اذ فعله الى الصالحين يخالف ذلك. وهذه الامور الاربعة تبين بجلاء عن حسن التدلي في تقرير الحجة التوحيدية. فانه لم يجعلها على مساق واحد بل رتبها في منازل ونقل. اذا بان للعبد منزل منها اتضح ما وراءه فاذا بين لهذا المدعي ان الله امره بالعبادة فاقر ان الله فرض عليه العبادة طرقي به الى منزل اخر وهو بيان حقيقة هذه العبادة التي امر بها فاذا قال الله امرني بالعبادة وخلقني لها. بينت له حقيقة العبادة وهي ان تكون جميع اعمالك التي تفعلها على وجه القربة لله عز وجل اذا تقرر عنده ان قربته تكون لله وحده فدعاؤه لله وعبادته لله وذبحه لله بين له بعد ان تلك القرب اذا جعلت لغير الله صار هذا هو الشرك. فان من الناس بل لا يعقل حقيقة الشرك. فاذا قررته في حقيقة العبادة لله ثم نقلته الى منزل اخر مبينا له ان كل فرد من افراد تلك العبادة اذا جعل لغير الله فهذا هو الشرك اتضح له معنى الشرك فاذا عرف ان الله امره بالعبادة اولا ثم عرفته حقيقة العبادة ثانيا ثم له ان جعل شيء من تلك العبادة لغير الله هو شرك نقلته الى المنزل الاخير وهو تعريفه بان هذا الالتجاء الذي يجعل للصالحين هو عبادة شركية لان الله امرنا عند المهمات ان نلتجأ اليه وحده. فالالتجاء الى الله عبادة له وحده فاذا جعلت لغيره صارت شركا فبان الصبح لذي عينين. نعم. قال رحمه الله فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها. بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع في المحشر. وارجو ولكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى بعد اذن الله كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد ولا فيشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد والاخلاص. كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهو لا يرضى الا التوحيد. كما قال تعالى ومن يبتغ غير دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد. حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد. تبين ان الشفاعة كلها لله. وانا اطلبها منه. فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته. اللهم شفعه في وامثال هذا. فان قال النبي صلى الله عليه وسلم فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله فالجواب ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا. وقال تعالى فلا تدعوا مع الله احدا وطلبك من الله شفاعة نبيه عبادة. والله لها كأن تشرك في هذه العبادة احدا فاذا كنت تدعو الله ان يشفعه فيك فاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة اعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم. فصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء يشفعون. اتقول ان الله اعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه. وان قلت لا بطل قولك الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله. ذكر المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يشبه بها المبطلون في باب توحيد العبادة على اهل الحق رميهم بانهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. واهله السنة والاثر لا ينكرون شفاعته صلى الله عليه وسلم فيعتقدون انه صلى الله عليه وسلم يشفع عند الله عز وجل وانه يكون له من الشفاعات ما لا يكون لغيره. لكنهم عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لان الله الذي اعطاه ما اعطاه من منعنا سؤال النبي صلى الله عليه وسلم اياها. فالله وهبه الشفاعة تفضلا ونهانا ان ندعو غيره فلا ندعو النبي صلى الله عليه وسلم فيما جعل الله عز وجل له من الشفاعة بل ندعو الله عز وجل في حصول شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم لنا وتحصيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لها طريقان. وتحصيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لها طريقان احدهما امتثال المأمورات المحققة شفاعته. امتثال المأمورات المحققة شفاعته. مما شرع لنا وتعبدنا به مما شرع ثناء وتعبدنا به. كسؤالنا له الوسيلة بعد الاذان. كسؤالنا له الوسيلة بعد الاذان. فان من سأل له صلى الله عليه وسلم الوسيلة رجيت له شفاعته صلى الله عليه وسلم. ثبت هذا في الاحاديث الصحيحة والاخر دعاء الله عز وجل شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم دعاء الله عز وجل شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم بان يقول اللهم شفع في محمدا صلى الله عليه وسلم بان يقول الداعي اللهم شفع فيا محمدا صلى الله عليه وسلم او اللهم اني اسألك شفاعة محمد الله عليه وسلم. فالمدعو الذي تلتمس منه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم هو الله الذي يملكها واتاها النبي صلى الله عليه وسلم. هو الله الذي يملكها واتاها النبي صلى الله عليه وسلم فانا اسأل الله سبحانه وتعالى ما يملكه فانا اسأل الله عز وجل ما لا يملكه فان الشفاعة كلها لله وحده. واضح هذا طريق وذاك يعني اما ان تكون هناك اسباب شرعية لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. كدعاء الوسيلة او ان الانسان يبادر بسؤال الشفاعة لكن من يسأل؟ يسأل الله سبحانه وتعالى فيقول اللهم شفع في محمدا صلى الله عليه وسلم. ولا يا محمد اسألك الشفاعة لان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يملكها. والمالك للشفاعة هو الله. قال على قل لله الشفاعة جميعا. فالشفاعة كلها لله. طيب بعض السلف كرهوا دعاء الداعي اللهم شفع في محمدا صلى الله عليه وسلم. لماذا شوفوا لاحظوا هذا متى قبل دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب؟ بعض الناس كثير من مسائل التوحيد هي اثار اولى فيها نصوص اثار منقولة لكن بعض الناس يجهل فيدعي اشياء مثل تقدم معانا الشرك الاصغر كان معروف عند السلف او غير معروف معروف في حديث شداد بن اوس كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصل. فقسمة الشرك الى اكبر واصغر معروف من عهد الرسالة الصحابة فمن بعدهم. لكن الجهل بالاثار عند دعاة الباطل المخالفين لدعوة الحق يجعلهم يتكلمون بهذه المقالات حتى يظنون ان هذه مقالة احمد بن حنبل او مقالة ابن او مقالة او مقالة محمد بن عبد الوهاب او غيرهم من العظماء المقدمين في معرفة توحيد الله عز وجل. والجهل يأتي بما لا يتصوره الانسان حتى يظن مثلا ان فلان وفلان كانوا من هؤلاء او من اولئك. يعني من القصص اللطيفة قبل ما تجيبون على هالسؤال انني مرة في احدى البلدان العربية كان معي سنن الدارم والجهة الامنية هناك وجدوني في مكان رأوا من الكتاب. فاخذوه وقلبوه. ونظروا الي لباس البلد هذا فقال لي احدهم الدارمي هذا وهابي؟ وقلت هذا قول الوهابية بالف ومئتين سنة يمكن يعني قبل دعوة الشيخ رحمه الله تعالى. فالجهل بهذا فظلا عن الجهل بالاثار يوقع مثل هذه المقالات الباطلة. نعم ما الجواب مبالغة في قطع رجاء الشخص بالنبي وسلم وغيبته عن شهود رجاء الله عز وجل. طيب لان هذا لم يرد عن الصحابة هل الدعاء توقيفي؟ ايه صيغة الدعاء توقيفية قال اذا تعبد بهذه الصيغة كل دعاة عبادة كل دعاة ان تدرس ما كان عنده سلف مدارس انت الان تقول اللهم نجحني في المدرسة او في الجامعة. هو كل كل العبادة كل الدعاء عبادة. حتى الصيغة عبادة ليس لك ان تدعو بصيغة الا صيغة مأذون بها. بدون سؤال الشفاعة نسأل الله عز وجل شفاعة بالاحسان كرهه بعض السلف لما يوهمه من نقص حال الداعي كرهه بعض السلف بما يوهمه من نقص حال الداعي في مواقعته الذنوب في مواقعته الذنوب. وانه يسأل الله هذه الشفاعة. ليحصل بها دفع ضرر الذنوب عنه. والصحيح عدم كراهتها فان الشفاعة تطلب لامرين الصحيح عدم شفاعتها عدم كراهتها. فان الشفاعة تطلب لامرين. احدهما تحصيل الرتب والكمالات تحصيل الرتب والكمالات والاخر دفع النقائص والافات. والاخر دفع والافات. فلو قدر ان العبد عار من النقص فهو محتاج الى الكمال فاذا قدر ان العبد عالم من النقص فهو محتاج الى الكمال. يعني الشفاعة لا تكون مع النقص فقط. بل قد يشفع للعبد اجل ان يحصل يحصل كماله فقول الداعي اللهم شفع فيا محمدا صلى الله عليه وسلم لا يلزم ان تكون له ذنوب عظيمة يرجو زوالها بهذه الشفاعة بل ربما كان يرجو رفعة الدرجات وتحصيل الكمالات. ثم ذكر المصنف رحمه الله انه اذا زعم هذا المشبه ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانه يطلبه مما الله فجوابه من وجهين. ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانه يسأله مما اعطاه الله فجوابه من وجهين احدهما ان ما ذكرته من اعطاء الله نبيه صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق ان ما ذكرته من اعطاء الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق. لكن الذي اعطاه الشفاعة نهاك عن سؤاله اياه. لكن الذي اعطاه الشفاعة نهاك عن سؤاله اياها. فالله عز وجل لم يأذن لنا ان ندعو احدا سواه كما قال تعالى فلا تدعوا مع الله احدا. فكما اطعت الله في التصديق بانه اعطى النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وان له صلى الله عليه وسلم شفاعات عظيمة فاطع الله عز وجل في عدم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة والاخر ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطي ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم صح ان غيره اعطيها فالملائكة يشفعون والشهداء يشفعون والافراط وهم الاطفال الذين ماتوا صغارا يشبع يشفعون فهل يجوز ان تسأل هؤلاء الشفاعة كما سألت النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فان قال نعم يسألون الشفاعة فقد اقر على نفسه بالشرك فان اقر بسؤال هؤلاء الشفاعة فقد اقر على نفسه بالشرك. وان امتنع عن سؤالهم اياها فقال لا اطلب الشفاعة من الملائكة ولا اطلب الشفاعة من الشهداء ولا اطلب الشفاعة من الافراط قيل له وايضا لا تطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم. لماذا؟ لان الباب واحد وايضا فلا تطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم فان الباب واحد فاذا كان هؤلاء شفعاء لهم حظوة حظوة عند الله عز وانت لا تسألهم الشفاعة فايضا لا تسألوا النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة. نعم قال رحمه الله ولكن الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا. وتقر ان ان الله لا يغفره فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره. فانه لا يدري. فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عن ولا تعرفه اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا. فان قال الشرك عبادة العصنام ونحن لا نعبد الاصنام. فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار الاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره. يدعون ذلك ويذبحون له. يقولون انه الى الله زلفى ويدفع عنا الله ببركته ويعطينا ببركته. فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبنا التي على والبنا الذي على القبور وغيرها. فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام هو المطلوب. وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام. هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ وان الاعتماد الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك. فهذا يرده ما ذكر الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على ملائكتي او عيسى او الصالحين فلا بد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى شبهة اخرى لهؤلاء وهو انهم يدعون البراءة من الشرك. ويقولون ان للفجاء الى صالحين ليس بشرك. ودفع هذه الشبهة ما ذكره المصنف بان تقول له اذا كنت ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا. وتقر ان الله لا يغفره. فما هذا الامر الذي الله وذكر انه لا يغفره. فتكون حاله كما اخبر المصنف انه لا يدري ولا يميز حقيقة العبادة فلا يعرف ما لله وما لغيره. ومن تبرأ لشيء ومن تبرأ من شيء لا تصح براءته الا بان يكون عارفا به. فالمدعي البراءة من شيء يجهله كاذب في دعواه. اذ يكون متلطخا بها وهو لا يدري عنها. فهذا الذي يزعم انه لا يشرك بالله وهو لا يدري حقيقة الشرك الذي عظمه الله عز وجل ونهى عنه وبين انه لا يغفر لفاعله غير صدق في دعوة نفيه الشرك عن نفسه لجهله به. ثم ذكر الشيخ انه يسأل مستنكرا عليه كيف يحرم الله عز وجل عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا. فانما عظم شرعا عظم بيانه. فانما عظم شرع عظم بيانا. فهذا اصل من اصول فهم حقائق الشرع. فكل شيء له رتبة في الشرع سامية يكون بيانه اجل البيان. وتوحيد الله عز وجل وما ينقضه وما يناقضه من اعظم ما اعتنى الشرع ببيانه. لماذا؟ ليش؟ التوحيد والشرك اعظم ما بينه الشرع يعني لانه اعظم شيء اعظم شيء توحيد الله سبحانه وتعالى ذلك لم يأتي من الادلة في القرآن كما جاء من ادلة التوحيد. ذكر حمد بن عتيق بل ذكر ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن القيم ان القرآن كله والاعتناء بذلك دال على عظم رتبته في الشرع. فما بينه الله عز وجل فما عظمه الله تعظيما اذا من بيان حق توحيده والنهي عن الشرك لابد ان يكون في القرآن والسنة مبينا اكمل البيان ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان المشبه زعم ان الشرك هو عبادة الاصنام قاصدا حصر العبادة فيها. وبين ما يدفع هذه الدعوة الصادرة منه بايراد سؤالين عليه. بايراد سؤالين عليه. احدهما ان تقول له ما معنى عبادة الاصنام؟ ما معنى عبادة الاصنام التي قصد حصر الشرك فيها اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار ان تلك الاحجار والاخشاب والاشجار تخلق وتدبر امر من دعاها. فان قال نعم فهذا يكذبه القرآن ويرده ان هؤلاء المشركين لم يكونوا يدعون في معظميهم. على اختلاف رتبهم ان احدا منهم يخلق او يرزق او يملك بل يعتقدون ان ذلك لله وحده. لكنهم كانوا يتوجهون اليهم ويرجون منهم ويجعلون لهم من القرب ما يريدون به ان يزدلفوا اليهم وان يحصلوا حظوة رفيعة ورتبة منيفة عندهم. فكانوا يجعلون لهم الذبح والنذر والدعاء وهذا هو الذي يفعله المتأخرون عند معظميهم من مشاهدهم وقبولهم ومقاماتهم فيجعلون لهم الدعاء ويستغيثون بهم ويذبحون عند قبورهم وينذرون لهم والاخر ان يقال له والسؤال الاخر ان يقال له قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ اي الاعتراض عليه في حقيقة الشرك. هل يدعي بقوله الشرك عبادة الاصنام انه لا يقع الشرك الا بعبادة الاصنام فان اقر بذلك فانه امر باطل. فان الله عز جل جعل من الشرك من تعلق بالملائكة ومن تعلق الانبياء ومن تعلق الصالحين فلا بد حينئذ ان يقر بان الالتجاء الى الصالحين شرك وانه كان من شرك اهل الجاهلية والاصل ان الشرك الذي يكون عليه المتأخرون يوجد اصله عند المتقدمين قبل اول الدرس الخمسة الصالحون كانوا من قوم نوح وبقيت عبادتهم حتى في امة محمد الله عليه وسلم هذا يدل على ان الشرك يورك على ان الشرك يورث ولذلك في الصحيح لا تقوم الساعة حتى تضطرب رياء نساء دوس عند ذي الخلص وهو صنم كان يعظم في الجاهلية قبل الاسلام. ثم يبقى في نفوس تعظيمه حتى يخرج ذلك في اخر الامم لان في اخر الامة لان لكل قوم فكما ان التوحيد يورث فان الشرك يورث. ما الدليل على ان التوحيد يورث احسنت. قوله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. يعني جعل إبراهيم هذه الكلمة بلا اله الا الله جعلها باقية في عقبه. فيبقى التوحيد في ذرية ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وكذلك الشرك يورد لان الشيطان قال لاقعدن لهم صراطك المستقيم واعظم ما يقعد الشيطان فيه للانسان في الصراط المستقيم هو واخراجه من توحيد الله الى الشرك. نعم. قال رحمه الله وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله فسره لي فان قال هو عبادة اصنام فقل له وما عبادة الاصنام فسرها لي. وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له فسرها لي. فان فسرها بما بينته فهو المطلوب. وان لم فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسرها لغير معناها بينت له الايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة الاوثان انه الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه. وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه كما صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. فاعاد جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر على سبيل اللف بعد النشط اي على سبيل الطي المجمل بعد البيان المفصل. اي على سبيل الطي المجمل بعد البيان المفصل فظم متفرق جوابه بعد بسطه. انه ان قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له وما الشرك بالله؟ فسره لي اي بين لي حقيقته. فان قال هو وعبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام؟ فاسترها لي اي بين حقيقة تلك العبادة. اي هل هي اعتقاد انهم يقلقون ويرزقون ويملكون ام التوجه اليهم بالدعاء والنذر والذبح. فان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده؟ فسرها لي اي بين لي حقيقة العبادة فان فسرها اي فسر تلك المعاني بما بينه الله في القرآن فهذا هو المطلوب. فاذا بين الشرك وحقيقة عبادة الاصنام وحقيقة فاذا بين حقيقة الشرك وحقيقة عبادة اصنام وحقيقة عبادة الله عز وجل كما جاء في القرآن فهذا هو المطلوب. وان لم يعرفها فكيف يدعي وهو لا يعرفه. وان فسر ذلك بغير معناها بينت له الايات الواضحات في القرآن الكريم في معنى بالله وعبادة الاوثان وانه هو الذي يفعلونه الان كما كان يفعله اهل الجاهلية الاولى فحاصل الجواب المذكور ان المشبه له ثلاث احوال فحاصل الجواب المذكور ان المشبه له ثلاث احوال. اولاها ان يتوقف ويمسك عن ان يتوقف ويمسك عن الجواب. فيقال له انت لا تعرف الحق من الباطل. فيقال قالوا له انت لا تعرف الحق من الباطل. وهذا كاف في رد شبهته. وهذا كاف في رد شبهته وهذه الحال هي حال كثير من المتعلقين بالصالحين المعتقدين فيهم. فانهم لا يدرون حقيقة الشرك ولا يعرفون حقيقة عبادة الله سبحانه وتعالى ويظنون ان الشرك هو عبادة الاصنام فقط وثانيتها ان يفسرها بما فسرها الله في القرآن. ان يفسرها بما فسرها الله به في بالقرآن وقد كفانا بتفسيره مؤونة رد شبهته. وقد كفانا بتفسيره مؤونة رد شبهته. فالوارد في القرآن عدم انحصار الشرك في عبادة الاصنام. فالوالد في القرآن عدم انحصار الشرك في عبادة الاصنام. وثالثتها ان يفسر ترى بمعنى باطل ان يفسرها بمعنى باطل فتبين له الايات في معنى الشرك والعبادة فتبين له الايات الواضحات في حقيقة الشرك ومعنى العبادة المعرف بان ما هم عليه هو من الشرك بالله المعرف بان ما هم وعليه من الشرك بالله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل ان عبدا قادر ولا غيره ابن الله؟ فالجواب ان نسبة ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل. قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد والاحد الذي لا نظير له والصمد المقصود في الحوائج فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اخر السورة. ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جحد هذا افقد كفر ولو لم يجحد اول السورة؟ وقال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد. ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقاد الله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن. ففرق بين كفرين والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة. يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. وان اشرك بالله فهو مرتد. فيفرق بين النوعين وهذا في غاية الوضوح. وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم هم يحزنون فقل هذا هو الحق. ولكن لا يعبدون. ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم مع والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم. والاقرار بكراماتهم. ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة من مجادلات المشبهين قولهم ان مشركي رب كفروا لانهم قالوا الملائكة بنات الله فهم لم يكفروا بدعاء الملائكة لكنه هم كفروا لما نسبوا الملائكة الى الله عز وجل بكونهم بنات لله عز وجل بل وانهم هم لا ينسبون عبد القادر ولا غيره من الصالحين الى الله عز وجل. فلا يزعمون ان انه ابن لله. وجواب هذه الشبهة من اربعة وجوه. اولها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل. ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل. قال الله تعالى قل هو الله احد واحد الله الصمد. قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد وقال لم يلد ولم يولد فنهى في الايتين الاوليين عن دعائه عن دعاء غيره. فنهى في الايتين الاولى عن دعاء غيرك. وبين ان الدعاء هو لله وحده. وبين ان الدعاء هو لله وحده. بقوله قل هو الله احد. قل هو الله احد. مع حذف متعلق الوحدانية ليعم مع حذف متعلق الوحدانية ليعم فهو احد في ربوبيته. وهو احد في الوهيته وهو واحد في اسمائه وصفاته. ومن وحدانيته الا يدعى الا هو. ثم ابطل في الاية الثالثة نسبة الولد اليه سبحانه وتعالى. فمن دعا غير الله فقد كفر ومن نسب ولدا لله فقد كفر. وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه. ان الله قد فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه وجعل كلا منهما كفرا مستقلا قال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. قال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم. وخرقوا له بنين وبنات بغير علم. فاخبر عن ان دعاء غيره كفر وان نسبة الولد اليه كفر. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات لم يجعلوه ابنا لله. ان الذين كفروا بدعاء اللات لم يجعلوه ابنا لله. بل كفروا بدعائه من دون الله. بل كفروا بدعائه من دون من دون الله. فلم يكن اكفارهم بنسبة الابن الى الله. فلم يكن اكفارهم بنسبة ابني الى الله بل بدعاء الرجل الصالح من دون الله. ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب يذكرون في باب حكم المرتد ان العلماء في جميع المذاهب يذكرون في باب حكم مرتد ان من زعم لله ولدا فقد كفر. وان من دعا غير الله واشرك به فقد كفر. فهذا مرتد وذاك مرتد فيفرقون بين النوعين فجعلوا من اسباب الردة وموجباتها نسبة الولد اذا الى الله. وجعلوا منها عبادة غير الله سبحانه وتعالى. فان قال بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ليش يقول هالآية هذي؟ ليش بعد ما تقدم يقولها؟ معرضا بذكر ما لهم من الفظل. فان قال بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. معرضا ببيان لهم من ببيان ما لهم من الفضل للازراء بذلك على من ابطل باطله للازراء بذلك على من ابطل باطله فانه يرد عليه باننا نعتقد ان للاولياء مقاما عند الله سبحانه وتعالى لكنهم لا يرفعون فوق هذا المقام فهم لا يرفعون ولا يهضمون فلا يدعون من دون الله عز وجل ولا يستغاث بهم ولا يذبح لهم. وكذلك يعرف ما لهم من القدر في محبتهم واتباع والاستنصاف كلامهم والاقرار بما ثبت لهم من الفضائل والمقامات ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. لكن اهل السنة يؤمنون الاولياء ويكفرون بخرافات الجهلاء. فان باب الكرامة باب دخل فيه الداخل على كثير من ناس فصاروا يعتقدون اشياء لا اصل لها وينشئون حكايات لا يعرف مخرجها. فما ثبت كونه كرامة لاحد من اولياء الله اثبتوهم. وما لم يثبت انه كرامة انكروه. فالامر كما قال المصنف دين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين وهذا من جواهر كلامه فان مقام ولي محفوظ في الشرع فلا يرفع فوق مقامه بان يدعى من دون الله عز وجل ولا يخفض دون مقام بان لا يجعله له ما له من المقام من المحبة والنصرة والتأييد والصحبة وغير ذلك مما ثبت له شرعا وهذا القدر من كتاب كشف الشبهات يتعلق بمطلب من مطالبه وهو بيان ابطال شبهات المشركين في في شرك توحيد العبادة ثم ينتقل المصنف بعد ذلك الى مطلب اخر نجعله ان شاء الله تعالى غدا بعد صلاة الفجر ونستوفي به الكتاب