عليه وسلم ما بينت اصول العلوم وعلى اله وصحبه ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس الثاني بشرح الكتاب الاول من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وخمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب خلاصة تعظيم العلم لمصنفه وصالح ابن عبدالله ابن حمد العصيمي وقد انتهى بنا البيان الى قوله الناقد العاشر ملازمة ادب العلم نعم الا للرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد اي وعلى اله اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولحاضرنا ولجميع المسلمين العاشر قال ابن القيم رحمه الله تعالى سادتي وكلامي وقلة ادائه وبوالي الدنيا والاخرة بمثل الادب ولست ببحر ما نهض منك الهدف والمرء لا يسمو بغير الادب وان يقل حسب ونسب. وانما قال يوسف لان المجازب يرى له. يؤذن العلم ان يضيع عنده ومن هنا كان السلف رحمه معاوية رحمه الله تعالى كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم بل ان طائفة من يقدمون تعلمهم على تعليم قال مالك ابن انس لفتى من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم منه وكانوا يظهرون حاجتهم قال مشهده الحسين ابن مبارك يوما نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من النوم وكانوا يوصون به ويرشدون اليه قال مالك كان امي تعممني وتقول لي اذهب الى ربيعتان ابن ابي عبد الرحمن فقيه فقيه اهل المدينة في زمنه. فتعلم من ادبه قبل علمه وانما حرم كثير من طلبة العصر والعلم بتضيع الادب. اشرف الليث موسى رحمه الله تعالى على اصحاب الحديث فرأى منهم شيئا كانه كريهة وقال ما هذا؟ انتم الى يسير من العذر احوج منكم يا كثير من العلم. فماذا يقول ليث لو رأى حال كثير من طلاب العلم في هذا العصر ذكر المصنف وفقه الله ما عقد الاخر من معاقل تعظيم العلم وهو ملازمة اداب العلم لانه وقور الادب من اعظم اسباب السعادة في الدنيا والاخرة وقلة الادب من اعظم اسباب الشقاوة في الدنيا والاخرة. وذكر المصنف من كلام ابن القيم في مدارس السالكين ما يبين هذا المعنى فان العبد اذا لزم الاداب فتحت له الابواب فرقى الى مصاعد السعادة في الدنيا والاخرة واذا قل ادبه غلقت دونه الابواب فلم يصل الى مناه ولا اصابه مبتغاه فيما يطلبه من درجات في الدنيا والاخرة ثم ذكر المصنف ان العلم لا يصلح الا لمن تأدب بآدابه في نفسه وفي درسه ومع قرينه ثم اورد قول يوسف بن الحسين رحمه الله بالادب تفهم العلم اي بسبب الادمي اي بسبب الادب تفهم العلم ومن وجوه معناه ما ذكره بقوله لان المتأدب يرى اهلا للعلم فيبذل له وقليل الادب يعز ان يضيع عنده ليحبس عنه ويمنع منه فان المتأدب يستخرج مكنون العلم من الاشياخ بادب وقليل الادب يراه اشياخه حقيقا بحرمانه من ضمائر العلم. ثم قال ومن هنا كان السلف رحمهم الله يعتلون بتعلم الادب كما يعتنون بتعلم العلم. قال ابن سيرين يعني محمدا كانوا الهدي اي الادب كما يتعلمون العلم اي متنة تعلمهم العلم ثم قال بل ان طائفة منهم يقدمون تعلمه على تعلم العلم ووجه تقديمه انه ملقاة اليه وسلم يوصل اليه ويدل عليه ثم قال قال مالك بن انس لفتى من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم اي لتحصل يقول لك المنفعة المغضوبة منك ثم قال وكانوا يوصون به ويرشدون اليه قال مالك كانت امي تعممني اي تلبسني العمامة ليكون على حال كاملة في اذا فيه وهذا من دلائل وصول الادب. فان حسن هندام ملتمس العلم من دلائل اقباله التام عليه فان المقبل على شيء معظما له يعتني بحاله عند اقباله عليه. كالداخل على ملك الملوك سبحانه وتعالى فان من مقامات العبودية كمال الحلة عند الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى رضي الله عنه لا يلبسها اذا قامت صلاة العيد فاتخذ هذه السنة له تعظيما لاجل القيام بين يدي الله سبحانه وتعالى في محراب الصلاة في ظلمة الليل فانه وان لم يراه الناس. فان اقباله على الله سبحانه وتعالى له دلائل ظاهرة وباطنة ومن وجوه هذه الدلائل الحال الظاهرة. ولهذا في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اريد ان اكف شعرا ولا ثوبا يعني في الصلاة. والمراد بكف الثوب طيب وتشويع. فانما عنه في الصلاة لان حال التشمير حال اقبال على الدنيا وهي لا تناسب حال الاقبال على الله عز وجل في الصلاة وقل يا ابن المصلي فكذلك يكون في جميع المقامات التأله لله ومن جملتها طلب العلم يكون المرء على حال كاملة وهي التي قصدتها ام مالك فعمدت الى ما عمدت فيما اخبر عنه بقوله كانت امي يعلمني اي وتقول لي اذهب الى ربيعة وتعلم من ادبه قبل علمه يعني صدق من ادبه وتعلم منه قبل ان تتعلم وسائل العلم منه وينبغي ان يحرص طالب العلم على تعلم الادب اولا ثم يتبع ذلك ثم يتبع ذلك امتثاله واخذ الاداب التي ينبغي ان يحرص عليها طالب العلم من الاداب المتعلقة في طلبه لان انواع الاداب فنون مختلفة ومن اكدها في حق ملتمس العلم عنايته بادب العلم. فينبغي ان يتعلم عجب التماس العلم في نفسه وفي درسه ومع شيخه ومع قرينه وفي مجلس العلم. فانه اذا تحلى التامة من اداب العلم صلح ان يكون من اهله فتأهل لاخذه. وان عجب عنه علم ادب العلم ضعف حذره من نزعه وهذا من اسباب حرمان كثير من ملتبسي العلم اصابته بالازمنة المتأخرة. لان احدهم يأتي ملتمسا ثم يهجم عليه دون حرص على تعلم ادبه. فيبدأ بوسائل العلم قبل ان يتحلى بحلية الادب وكان من مسالك المعلمين في ازمنة المتقدمة حتى انتهت الى القرن الماضي تقديم اقراء كتاب من الكتب المتعلقة بادب العلم. لان ذلك يحمل ملتمس العلم على معرفة هذه الاداب فيتحلى بها يترشح بعد ذلك ان يكون من اهل العلم وهذا من وجوه تقديم هذه الرسالة في اقرائها بين يدي هذه الدروس لما فيها من اعلام وارشاد بالمعاقل الموصلة الى اخذ العلم. ثم ذكر المصنف كلاما لليث ابن سعد نحن احق به اذ قال وقد رأى بعض ما كرهه من طلاب الحديث في زمانه ما هذا ان انتم الى يسير من الادب احوج منكم الى كثير من العلم فالأدب اليسير يجر الى العلم الكثير والعلم الكثير بلا ادب وباله عاجل في الدنيا والاخرة. فتقديم الادب في التعلم بين يدي العلم يهيئ العبد للوصول الى العلم الكثير واما العلم الكثير الذي يتسارع فيه المرء فيحضر جلسا في الاعتقاد واخر في التفسير تقرأ كتابا جالسا في الفقه ويراجع مسائل مسائل في علوم اخرى وهو لا يعرف الادب فما هي الا مدة يسيرة واذا بعلمه الذي تعلمه لا يجد له اثرا. لانه لم يجعل وطاء بين يديه وهو وتعلم الادب فيفوته بسبب فقدانه الادب ذلك العلم الذي تعلمه لان العبد يحرم العلم باسباب من جملتها الذنوب. ومن اعظم الذنوب التي تمحو العلم الذنوب المتعلقة به. فالذنب الذي يتعلق بالعلم ينفو العلم محوا سريعا. ولهذا صار من الكبر الشريعة في النفوس ان المتكبر مهما اخذ من العلم فان علمه يزول بكبره ويسلبه الله عز وجل عما اخذه. وكذا قليل الادب الذي لا يتأدب بادب العلم فلا يظره من نفسه انه حفظ شيئا واخر وثالثا ورابعا من متون العلم فانه ان لم يوثقها بقيود الادب فان هذه العلوم تمضي لهذا كانوا فيما سلف مع الادب الكثير يكون لهم من بركة العلم والتعليم ما لا يكون لاهل هذه الاعصار. نعم احسن الله اليكم. المعقد الحادي عشر صيانة العلم مما يشيد مما يخالف المروءة ويخرمها. من لم يصل العلم لم يصل العلم كما قال الشافعي ومن اخل بالمروءات بالوقوع فيما يشين فقد استخف بالعلم فلم يعظمه وقع في البطالة وتفضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه قال النبي رحمه الله تعالى لا يكون البقال من الحكماء. واجماع المرآة كما قال ابن تيمية الجد في المحرم وتبعه حفيده في بعض فتاة جمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه. قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة قد استنبطت من القرآن لا شيء فاين المروة فيه؟ وقال في قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ففيه المروة وحسن الادب كائن الاخلاق ومن الزم ادب النفس للطالب تحليهم بالمروءة وما يحمل عليها وتنكبه خوارمها التي تخل بها في حلق لحيته او كثرة الالتفات في الطريق او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية او صحبة الاراضي والفساق والمجان او مصارعة الاحداث والصغار الله من معاقل تعظيم العلم وهو صيانة العلم عما يشين اي حفظ العلم عما يقدح فيه مما يخالف المروءة اي يباينها ويخرمها اي يهتك سترها لان من لم يصن العلم لم يصنه العلم. قاله الشافعي رحمه الله فمن لم يحفظ حرمة العلم لم تحفظ حرمته ومن اخل بالمروءة وقع في قبائح واستخف به فافضى ذلك الى زوال اسم العلم عنه ثم ذكر عن وهب بن منبه احد التابعين رحمه الله انه قال لا يكون من الحكماء اي لا يكون صاحب البطالة وهو الماجن المتباعد عن الاخلاق الكاملة من الحكماء لان الحكمة لا تجامعوا السفه والطيش وقلة العقل وانما يكون وصول الحكمة مع اصول العقل وحال البطال حال تباين وقورا العقل فان الذي يتماجل في اخلاقه ويتباعد عن الفصال الفاضلة ويتهتك بالاخلاق البذيئة يسلب اسم العقل فيكون ماجنا فلا يعد بالحكماء ولا ينال البطال علما لان مجالته تضيع علمه قال تحلول المالكي رحمه الله تعالى لا ينال العلم بطال ولا كسب ولا ملول ولا من يألف البشر. ثم ذكر المصنف حد المروءة الجامع لافرادها فقال وجماع المروءة كما قال ابن تيمية الجد في المحرم وتبعه حفيده يعني ابا العباس في بعض فتاويه استعمال ما يجمله ويزينه. وتجنب ما يدنسه ويشينه والمروءة جامعة لامرين احدهما استعمال المكملات استعمال المكملات مما يجمل العبد ويزينه والاخر اجتناب المقبحات اجتناب المقبحات مما يدنس العبد ويشينه ان يقبحه ويجعله معدودا بالارضلين ثم نثر عن ابي محمد سفيان ابن عيينة وكان حسن النزع من القرآن قد استنبطت من القرآن كل شيء فاين المروءة فيه اي في اي اية منه؟ فقال في قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين فيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق فهذه الاية هي اصل استعمال المروءة في القرآن الكريم ومن الزم ادب النفس للخلق كافة ولطالب العلم خاصة تحليه بالمروءة وما يحمل عليها. وتنكمه اي تجافيه فيه وتباعده قواربها التي تخل بها. وخوارم المروءة هي مفسداتها وخوادم المروءة هي مفسداتها المباينة لها وهذه الخوارم اذا عدت على الانسان فانه يخرج الى احدى حالين الحال الاولى ان تضعف مروءته ان تضعف مروءته والحال الثانية ان تزول مروءته بالكلية ان تزول مروءته بالكلية طورود قوالب المروءة على العبد من اعظم القواطع عن خير الدنيا والاخرة فان العبد اما اه ان يرجع منها بضعف مروءته وربما حاز منها زوال اسم المروءة عنه. واذا زال اسم المروءة عن العبد فصار متهتكا فيها اورزه ذلك كالتهتك الذنوب وصار متهاونا فيها فان حفظ المروءة يحفظ الدين. كما ان اسقاط المروءة يسقط الدين فالمرء اذا بالغ في حفظ مروءته اعانه ذلك على حفظ دينه. واذا لم يبالي بحفظ مروءته هتك ذلك ستار ديني قال بعض السلف الاداب تحفظ السنن والسنن تحفظ الفرائض يعني ان العبد اذا حافظ على الاداب اللازمة له من جهة في الشرع والعرف اعانه ذلك على حفظ السنن. واذا حافظ على السنن اعانه ذلك على حفظ الفرائض. فان اتكأ فيها جره كل واحد الى ما بعده. فاذا لم يبالي بالاداب شيئا ولا رفع لها رأسا اورثه ذلك اختها بالسنن. فاذا استخفت بالسنن اورثه ذلك الاستخفاف بالفوائض فاذا استخف بالفرائض ربما زال عنه اثم العبودية لله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف طرفا من خوارم المروءة مما يباين الشرع ويخالف العرف ذكرها تمثيلا لما بعدها. فكل شيء باين الشرع وخالف العرف فانه يخرم المروءة. وينبغي مرأي ان يتجافاه وان يتباعد عنه والاخذ بهذا الامر والحرص عليه من شرف النفس وعلو القدر فان شريف النفس عالي القدر يترفع عن القبائح والسفاسف من مقلات المروءة. ويعظم ذلك في نفسه اذا وقر في قلب ان العلم ميراث النبوة وان تعظيم العلم من تعظيم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. فيحمله ذلك على حراسة نبوته حمية لحراسة العلم الذي هو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي ان يتحقق طالب العلم بالمروءة الكاملة والاخلاق الفاضلة وان يترفع عما الفه الناس وصار من عاداتهم لان طالب العلم مترشح لاعظم العبودية. وورثة النبي صلى الله عليه وسلم هم العلماء فلا ينبغي ان يقايس نفسه بحال الدهماء والاغمار وعامة الناس. كما صار بعض الخلق يهون هذه الاصول في نفوس اهل هذا العصر ولا سيما الناشئة ويقول ان الزمن تغير ولست كائنا كحال السابقين فان هذا من هوان النفس وضعفها فان شريف النفس لا يرضى بالدون ولو كانت المقامات العظيمة كالنبوة تدرك بالعلم والعمل لكان القعود عنها عجزا كما قال ابو الفرس ابن الجوزي رحمه الله تعالى وفي فعل المتنبي قوله ولم ارى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التنامي القادر على الترشح الى معالي الاخلاق وفضائل الخصال لا ينبغي ان يهوي بنفسه الى الردى فان من هوى بنفسه الى الى الردى عاش الحضيض. ومن ترفع بنفسه علت نفسه فكان ذلك سببا للعلو العاجل والاجل نعم احسن الله اليكم. الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له. انتخاب الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق. فيحتاج طالب العلم الى معشرة غيره من الطلاب المباشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. والزمالة سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى مقصود ولا يحسن قاصد ولا ان انتخاب صحبة صالحة فينا فان للخير في خليل يا ترى رواه ابو داوود والترمذي وابي هريرة الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم فلينظر احدكم من يخالله. قال ليس يداء الجنسي جليس وقالوا وفي علي فقط بل بالنظر اليه وانما يفخر للصحبة منه عاشر فضيلة ولا اللذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة. ذكره شيخ شيوخنا محمد الخضر ابن في رسايل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. وقال ابن ما لي رحمه الله تعالى في ارشاد الطلاب وهو يوصي طالب ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المتون والوقاحة واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء فان مخالطتهم سبب الحرمان وشهوت الانسان ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو انتقام الصحبة الصالحة له اي اختيار صحبة صالحة يشارك الطالب بالتماس العلم لان الانسان مدني بالطبع اي مفتقر الى من يعاشره بالوصول الى مطلوبه اي مفتقر الى من يعاشره بالوصول الى مطلوبه. وهذه فطرة فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها قال الله تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وهذه الاية اصل المدنية في القرآن. اي اصل في بيان افتقار الخلق. بعضهم الى بعض. فلا قوام لهم على مصالحهم في الدنيا والاخرة الا باعانة بعضهم بعضا. ومن جملة ذلك اتخاذ في طلب العلم فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب لتعينه. هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. ثم قال المصنف والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائي يعني العوادي. المفسدة لها نافعة في الوصول الى المقصود. اي معينة اكمل العون لملتمس العلم في وصوله الى مطلوبه اذا سلمت مما يفسدها ثم ذكر ان الانسان ينبغي له ان يعتني بانتخاب صحبة صالحة له معللا ذلك ان للخليل في خليله اثرا اي للصاحب في صاحبه اثر ومصدقه من السنة ما رواه ابو داوود وغيره وباسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل اي الرجل يكون في دينه الذي يلزمه مقتديا بمن يخالله اي يصحبه. فلينظر الانسان الى قليله الذي يتخذه وفي شعر علي بن زيد قوله عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه. فكل قرين بالمقارن يقتدي قال الاصمعي بما رواه ابن بطة في الادانة الكبرى ما رأيت بيتا اشبه بالسنة من قول عدي ابن زيد ثم ذكر هذا اي بيت من الشعر وقع مصدقا لخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان للمرء اثر في دينه يلحقه من قرينه الذي يقارنه ثم اورد كلمة نفيسة عن الظاهر الاصفهاني انه قال ليس اعداء الجليس لجليسه في مقاله وفعاله فقط اي لا تنتقل العدوى من رجل الى اخر بدينه وخلاله وخصاله بالقول والفعل فقط بل بالنظر اليه. اي اذا لم يكن متحفظا من النظر الى من لا يصلح النظر اليه فان احواله وخلاله ربما سرت اليه باتمام النظر فيه وهذا امر معروف عند اهل العلم فان انتقال احوال المرء في صفاته وخصاله وخلاله يمكن ان تكون بقوله الذي يسمع او بفعله الذي يوقع او باحواله التي تنظر ولما وعى السلف هذا الامر كانوا ربما يجلسون مجالس العلم للنظر الى اهلها من كمل الخلق ينتفعون برؤيتهم ويقتدون باخلاقهم قال ابو بكر المرودي رحمه الله كان يجلس في مجلس ابي عبدالله احمد بن حنبل خمسة لا لا يكتبون شيئا من العلم ينظرون اليه ويقتدون بأدبه. فهؤلاء وعوا ان من مسالك الانتفاع قم للخلق النظر اليهم وان من ادمن النظر اليهم وعاشرهم وعاملهم فان ما هم عليه من الاحوال الكاملة والاخلاق الفاضلة يسري الى هؤلاء تكمل احوالهم ثم ذكر ان المختار للصحبة هو من يعاشر للفضيلة لا للمنفعة ولا للذة لان عقد اصرة المعاشرة تكون على واحد من هذه الامور الثلاثة فاولها الفضيلة وتانيها المنفعة وثالثها اللذة فالمرء يعاشر غيره من الخلق ان ابتغاء فضيلة يأخذها عنه او رغبة في منفعة تصل منه او طمعا في لذة يحوزها اذا عاشره فلا تخرج عاصرة المعاشرة عن هذه الرابطة. ذكر هذا شيخ شيوخنا محمد الخضر بن الحسين. رحمه الله في رسائل ثم قال المصنف تنتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به لان المعاشرة للذة او للمنفعة سرعان ما يحل رابطة الصلة به اذا حاز ما يؤمله فاذا فاز بمنفعته التي يقصدها او ادرك لذته التي يرجوها رجع عنك وتركه. واما من يعاشر احدا لاجل الفضيلة فانه يبقى معه ما بقيت هذه الفضيلة لان رابطة الصلة بينهما حينئذ هي لله وفي الله. واما الاولان فليس من ذلك شيء لله ولا فيه. فاحرص على ان تكون معاشرتك للخلق في اصرة فضيلة ثم ذكر كلام ابن مانع في وصيته طالب العلم بإرشاد الطلاب وهو كتاب نافع جدا وفيه قوله بعد كلام ان سبق ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء فان مخالفتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان لان ما هم عليه من الخلال الناقصة والخصال الذميمة يسري الى المرء بصحبتهم فان المرء عودوا بليدا بصحبة البلداء ويكون ذكيا بصحبة الاذكياء. لان من عاشر قوما نقلت اليه خصالهم وخلالهم. فالناقص اذا صاحب الكمل كمل والكامل اذا صاحب الناقصين نقص. ثم اورد عن سفيان بن عيينة قوله اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لاجل جليسه اي امتنع ان احدث احدا ممن ارجو انتفاعه لاجل كان معهم فمنع ذلك ما ينفعه من العلم لاجل معاشره الذي صحبه فينبغي ان يتحرز الموت مصاحبة اهل الوقاحة والرذالة والمجون والبطالة وان يجتهد في صحبة من تنفعه صحبته من كمل الخلق وليس المرء مستغنيا عن خليل يخاللك ولا صاحب يصحبك ولكن العاقل يتفرص مخايل النجابة بمن يصحبه فمتى وجد في احد منهم محبة للخير وحرصا له ورغبة في الفضائل واجتهادا في اطلابها الظ به وحرص على صحبته. واذا انس من احد انه يعقد عاصرة المعاشرة معه لاجل لذته او منفعة ظلم هذه الآصرة وفصمها. وهذا يورث العبد التقلل من الأخلاء من الخلق فان كثرة الاصحاب لا تنجح لان كثرتهم اما ان تفظي الى تظييع حقوق لهم تعجز عنها واما ان تبتلى فيهم باناس لا تصلح صحبتهم. فينبغي ان يتخير المرء اصحابه الذين يصحبون كما يتخير لنفسه افضل الملبس وافضل المطعم وافضل المشرق. لان الملبس والمطعم نشرب حياة للظاهر والصحبة حياة للباطن. فاذا كنت تتحرز مما يفسد عليك لذة الظاهر فتحز اضعاف ذلك مما يفسد عليك صلاح عن باطل احسن الله اليكم. المعقد الثالث عشر بذل الجهد في تحفظ العلم والمذاكرة. التنقل عن الشيوخ لا ينفع بلا احد ومذاكرة به وسؤال عنه تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه بكمال الالتفات اليه والاشتغال به فالحفظ خلوة بالنفس قراءة جلوس الى القرين والسؤال اقبال على العالم. ولم يسأل علماء الاعلام يحضون على الحفظ ويامرون به. سمعت شيخنا ابن عثيمين الله تعالى يقول حفظنا قليلا وطعنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتباهنا بما قرأنا. وبالمذاكرة تدوم حياة في النفس ويقوى تعلقك ويقوى تألقه بها. والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقوال. وقد امرنا بتعهد القرآن الذي هو ايسر العلوم. روى البخاري ومسلم وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كان في صاحب الابل المعطلة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت. قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتابه تمهيد عند هذا الحديث واذا كان القرآن ميسر للذكر كالابل المعطلة من تعادى امسكها فكيف بسائر العلوم والسؤال عن العلم تفتتح خزائنه. فوصل المسألة نصف العلم. والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المرويات عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال وهذه المعاني الثلاثة للعلم بمنزلة الغرس للشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته الحفظ غرس العلم والمذاكرة سقيه والسؤال عنه تنميته افراح بمنامه عظيم العلم وهو بذل الجهد اي الوسع والطاقة لضم الجيم وفتحها في ثلاثة ميادين احدها تحفظ العلم اي طلبوا حفظه بان يكون ثابتا في القلب والثاني المذاكرة به اي مدارسته مع الاقران. فان اسم المداثرة لا يقع الا بوجود الذكر وهو التذكر بين اثنين فصاعدا واما ما هو مشهور عند الناس باسم المذاكرة مما يخلو به المرء مع نفسه فانما يسمى مطالعة واما المذاكرة فانها مفاعلة بين اثنين او اكثر يتذاكران امرا ما واكده مذاكرة العلم. والثالث السؤال عنه اي الاستفسار عما يغمض ويشكو ويشكل منه بالرجوع الى شيوخ العلم واهله وعوضه عليهم والميدان الاول يتعلق بالنفس والميدان الثاني يتعلق بالقريب والميدان الثالث يتعلق بالشيخ المعلم وساق المصنف من القول في تعظيم الحفظ ما ذكره في قوله ولم يزل العلماء الاعلام يحضون على افضي ويأمرون به سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من اتباعنا بما قرأنا لان العلم المحفوظ في القلب يسهل الوصول اليه والبناء عليه. فمتى كان ضارا في القلب ثابتا فيه سهل الوصول اليه بتذكره. وامكن البناء عليه فيما يستجد من الفروع والنوازل ثم قال منوها بشأن المذاكرة وبالمذاكرة اي مدارسة العلم تدوم حياة والعلم بالنفس لان العلم ربما بلي مع طول المدة في النفس فمما يحفظ له قوته وبهجته ان يذاكره المرء مع غيره. قال المزي رحمه الله تعالى فادم للعلم مذاكرة فحياة العلم مذاكرته انما يكون العلم حيا مع المذاكرة. ثم قال وقد امرنا بتعاهد القرآن. اي تفقده لان ايذهب الذي هو ايسر العلوم ففي الصحيحين من حديث ما لك ابن انس عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم فقال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعطلة اي المشدودة في عقلها وهي ان عاهد عليها امسكها. يعني ان راعاها وحفظها امسكها. وان اطلقها اي ارسلها قال عنها وحل قيودها ذهبت ثم ذكر كلام ابن عبد البر في التمهيد انه قال واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعطلة. من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلوم؟ اي بقية العلوم. فالحاجة الى تعاهدها اعظم واعظم وهذا التعاهد يراد به ضبط اصول العلم. فليس كل العلم الذي تعلمته يمكنك ان ان تتعاهد فان بساط العلم عريظ وانما يمكن تعاهد اصوله التي هي المتون المقررة عند اهل العلم من عمد العلوم والفنون فهي التي ينبغي ان يتخذ طالب العلم مدة له في زمانه مرة بعد مرة في تعاهدها فانك اذا بقيت حافظا لها بقيت هذه المعاني في قلبك واذا ذهبت منك ذهبت تلك العلوم. فالمرء ربما يقرأ في سنين متطاولة كتبا كثيرة. ويحفظ اشياء قليلة ولا ان يتعاهد كل شيء اخذه من العلم لكن اصل التعاهد الذي يحفظ عليه بيضة علمه وسواده وان يتعاهد المتون التي بنى عليها علمه من المتون المعروفة عند اهل العلم في تأسيس العلم وتأصيله والعاق قيل لا يترفع عن مراجعة هذه المتون وان صلح حجمها فانها صغيرة الحجم عظيمة القدر فالعالم كامل لا يأنف من ان يراجع محفوظاته التي ابتدأها في الطلب كثلاثة الاصول والاجرامية ونخبة الفكر نظمها وتفت الاطفال لانه يعلم ان بقاء العلم فيه ببقائها. واما من لا يعي حقيقة العلم فانه ربما كره ان يراه الناس وقد اشير اليه بالاصابع وهو يحمل تحفة الاطفال يراجعها. وهذا من قلة معرفة العلم. لان معرفة العلم يصاحبها على الادراك بان النافع من العلم ليس ما كان كثيرا وانما النافع للعلم من العلم ما اشتهر فضله ظهر اثره عند اهل العلم وهذا المتن الذي ذكرناه وهو تحفة الاطفال مما عظم انتفاعه للناس به طبقة بعد طبقة بعلم تجويد القرآن الكريم فينبغي ان يجتهد طالب العلم في تعاهد محفوظاته والا يخمل عن ذلك وان يجعل في وقتا يراجع فيه ما سلفا من محفوظاته قبل الزيادة عليها. فان حفظ رأس المال مقدم على الربح. ومن اخبار شيخنا علي ابن حمد الصالح رحمه الله تعالى. وكان من اوائل اشياخ شيخنا محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى انه اخذ في اخر عمره بيد الشيخ محمد رحمهما الله تعالى وقال له وددت ان نجعل وقتا لمراجعة ما حفظناه قبل من العقيدة الواسطية وغيرها. وربما يسمع المرء مثل هذا من لهؤلاء فيستغربوا ان تبقى نفوسهم متعلقة بهذه المتون وهم قد رأوا الى ما هو فوقها ولكن العاقل يعرف ان هذا هو اساس العلم. وان اساس البناء اذا بقي بقي البناء وارتفع. واما اذا ضاع الاساس فانما فوقه يتهدم ويسقط ثم ذكر بعد ذلك منفعة السؤال عن العلم انها تفتتح خزائنه وحسن المسألة نصف العلم والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال. فالسؤال عن العلم عظيم المنفعة. وكم من مسألة يتقصرها المرء ملتمسا معرفة الحق الحقيقي فيها فلا يجوز ذلك كمقررا في دواوين العلم وانما يظهر به في سؤال من السؤالات التي رفعت الى احد العلماء ثم حفظت في المدونات المعروفة بالفتاوى فالسؤالات مورد من موارد العلم. وينبغي ان يكون من طرائق التماس للعلم ان تعمل بدأ الى اكابر العلماء في عصرك ثم تعرض عليهم ما يشكل عنك ما يشكل عليك اذ ليس كل احد من العلماء اي يمكنك القراءة عليه اما لبعد ذلك او لانشغاله بغيرك من الطلبة ممن هم اكبر منك او غير ذلك من لكن من طرائق اخذك العلم عنه ان تعمد الى اسئلة تدونها ثم تعرضها عليه بين والفينة فتكتب سؤالا او سؤالين ثم تمر على ذلك الشيخ في بلد او في مدينة اخرى ثم عن هذه الاسئلة وتحتفظ باجاباته فانك تجد فيها علما نافعا وتصير قد حز العلم عن هذا وذاك عدم امكانك الاقامة عنده. وربما رأيتم مدونات في زمن قريب. كالمدونات التي حفظت من الاسئلة الذي عرضت على سماحة الشيخ ابن باز او الشيخ ابن عثيمين او غيرهما من اهل العلم وفيها علم كثير فاجعل هذا من العلم ان تحرص على اسئلة تدونها ثم تعرضها على اهل العلم وتثبت اجوبتها عندك. ثم قال ختم وهذه المعاني الثلاثة للعلم يعني الحفظ والمذاكرة والسؤال بمنزلة الغرس للشجر اي مثالها مثال الغرس للشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته. فالحفظ غسله علم والمذاكرة سقله. والسؤال عنه تنميته. فمن حفظ العلم غرس شجرته في قلبه. ومن ذاكر في ارسل عليها الماء الذي يسقيها. ومن سأل في العلم لما علمه وزاد ها احسن الله اليكم ان فضل العلماء عظيم منصبه منصب شديد. لانه ما باب الروح فالشيخ ابو الروح كما ان الوالد ابوه جسد. ولكنه في فضل المعلمين حق واجب واستنبط هذا المعنى من القرآن محمد ابن ابيه وقال رحمه الله تعالى اذا تعلم الانسان من العالم يستفاد منه الفوائد فهو قال الله تعالى واذ قال موسى الفتى وهو يوشع الظنون ولم يكن مملوكا له وانما كان متلمذا متبعا له متبعا له فجعله الله فتاه من ذلك. وقد امر الشراب رعاية حق العلماء اكراما لهم وتوفيرا وازازا. روى احمد في مسند الولادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف بابه ونقل ابن حزمه اجمالا واكرامهم اقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعاة ادب الحديث معه. واذا حدث عنه عظمه من غير غلو وينزله منزلته بان لا اشفنا ومن حيث اراد ان يمدحه وليشكر تعليماه ويدعو له ولا يظهر استماعا ولا يجري بقوله ينكر ولا يتلطف في تنبيهه على خطأ اذا وقعت منه زلة ومما ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار باختصار وجيز معرفة واجبة العالم وستة امور الاول التثبت في صدور الزلة منه. والثاني التثبت في كونها خطأ. وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها وثالث الترك اتباعه فيها. والرابع التماس العذر له بتأويل سائغ. والخامس بذل النصح له بلطف وسر. لا بعنف وتشهير فلا تهدم كرامته في قلوب المسلمين. ومما يحذر منهم ما يتصل بتوقير العلماء ما صورته التوقير ومآله والاهانة والتحقير كالازدحام على العالم والتضييق عليه والجائه الى اسر السبل وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم. وهو اكرام اهل العلم وتوقيرهم. اي اجلالهم وعلله بقوله لان فضل العلماء عظيم ومنصبهم منصب جليل لانهم اباء الروح قال ابو العباس ابن تيمية المعلم والمؤدب والشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد ذكره تلميذه ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين فالابوة التي تعتور العبد نوعان احدهما ابوة جسدية وهي لابيه في النسب والاخر ابوة دي هي روحية وهي الابوة التي تكون في الدين. ابوة روحية وهي التي الابوة التي تكون في الدين للشيخ والمعلم والمؤدب ثم قال فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب واستنبط هذا المعنى من القرآن محمد ابن علي الادوي بضم اوله وثالثه نسبة الى ادهو بلدة من صعيد بلدة من صعيد مصر فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد اي بمنزلة المملوك له لان له عليه منة. قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نون ولم يكن مملوكا له اي لم يكن يملكه ملك يمين رقيقا له ثم قال وانما كان متلمدا له. اي تلميذا اخذا عنه. يقال تلمذ له لا يقال تتلمذ عليه ثم قال فجعله الله فتاه بذلك اي بذلك الاخذ والتعلم منه ثم ذكر المصنف دلائل الشرع على اكرام العلماء وتوقيرهم من الحديث والاجماع ثم ذكر طرفا من الادب اللازم ادبي اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل وهو التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعاة ففي الحديث معه واذا حدث عنه عظمه من غير غلو اي من غير مبالغة بزيادة قدره بل منزلته لان لا يشينه ان ينقص من قدره من حيث اراد ان يمدحه ثم قال وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذيه بقول او فعل وليتلخص في تنبيهه على خطأ اذا وقعت منه زلة اي يسلك سبيل اللطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة لانه ليس احد الا وله حظ من الخطأ. فالمتكلم في العلم يقع منه خطأ فيه كما يقع الخطأ او من الناس في اعمالهم ووقوع الخطأ ليس مستنكرا على ابن ادم. لان الجبلة الانسانية والخلقة البشرية تستدعي ذلك فالانسان مطبوع على الخطأ والجهل والنسيان. فمتى زل زلة سلك سبيل اللطف في تنبيه على خطأه ورده الى الصواب. ثم ذكر ان من المناسب للمقام الارشاد الارشاد الى ما ينبغي الايزاء زلة العالم وهو ستة امور. الاول التثبت في صدور الزلة لمن؟ اي طلبوا الثبات في صحة نسبة ما ذكر اليه فكم من شيء ينسب الى احد من اهل العلم لا يكون صحيح النسبة اليه. ومبتدأ ما ينبغي بمثل هذا المواقع ان يتأكد المرء من ثبوت صدور تلك الزلة عمن نسبت اليه. فكم من امرئ تنسب اليه مقالة لا تصح عنه في القديم والحديث. والثاني التثبت في كونها خطأ. اي التوثق من كون ذلك الامر هو خطأ محض. فكم من شيء يظن انه خطأ؟ ويكون الامر خلاف ذلك. ومن ديوان الشعر الحسن قول احدهم وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم. فلا يتبين كون شيء خطأ بعلم وواثق ونظر ثاقب فينبغي ان يتحرز المرء في نسبة شيء ما الى الخطأ الا مع رسوخ قدمه في العلم اطلاعه عليه. والمؤهل لذلك هو الراسخ في العلم. الراسخ في العلم هو الذي له مكنة في اتباع انا في زلات العلماء فيترشح هؤلاء للحكم عليها. ذكر هذا الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم الزلة التي تبدر ممن هو صدر في العلم ورؤوسه عند الناس لا ينطلع على خطأها ولا يؤخذ بالحكم فيها الا لمن كان راسخا في العلم. فان نقصان الرتبة عن الرسوخ وما جر صاحبه الى تخطئة عالم فيما ليس بخطأ ثم ذكر ثالث تلك الامور وهو ترك اتباعه فيها اي اذا تبين انه زل زلة فانه لا تابعوا فيها ولا يقتدى به ولا يكون ذلك جلم عذر يتعذر به الانسان يعتذر به الانسان بان فلانا قد فعل هذا فمتى بان ان الشيء خطأ فان من اخطأ فيه وزل من الاوائل او الاواخر لا يتبع في خطأه ولا يقتدى به في ذلك. والرابع التماس العذر له بتأويل اي حمل كلامه على وجه المحتمل المقبول. اي حمل كلامه على وجه محتمل مقبول وهذا من وظيفة العالم الراسخ الذي امكنه معرفة ان هذا الامر زلة وخطأ. ثم يبين مأخذه الذي حمله على ذلك مما له وجه تأويل قوي المأخذ مع ربه عليه وانما يطلب بهذا الامر التماس عذر يعتذر به عن صدور تلك الزلة من مثله ثم ذكر الخامسة وهو بذل النصح له بلطف وستر لا بعنف وتشهير لان المراد عدم نصحه رده عن خطئه. لا كسره واضعاف جنابه. والهجمة عليه بالعنف والتشهير رب حملته بالحمية البشرية والطبيعة الانسانية على الوظائف خطأه والاصرار عليه بخلاف التلطف معه وبيان وجه خطأه له فان سلوك ذلك يرجى معه ان يرجع من خطأه الذي اخطأ فيه ثم ذكر الامر الثالث وهو حفظ جنابه اي قدره فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين اي لا تستعمل تلك الزلة لاسقاطه واهدار قدره واضعاف حشمته عند الخلائق فان المرأة لا يخلو من زلة يصيبها ومتى علم هذا في الناس حفظ بذلك نفسه فان من يحبس نفسه عن تتبع زلات الناس ثم اذا اطلع على شيء منها والجأه الى ذلك بيان الحق سلك الطريق الاحسن في سبيل ايصال الحق الى الناس. واما من يتخذ ذلك سلما الى هتك استار اهل العلم والوقيعة فيهم وتنفيذ الناس عنهم فان هذا سرعان ما يأتي عليه امر من هذه الامور فيجتالون فان الله سبحانه وتعالى حكم عدل. ومن اجرى لسانه في اهل العلم بما لم يأذن به الله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل ينتصر لاوليائه. فينبغي للمرء ان يحفظ لسانه عما يتعلق باهل العلم وان يكل ما صدر من ذلك الى الراسخين فيه. ثم اذا تكلم تكلم بكلامهم وذكر احكامهم فان هذا هو السلامة له في دينه عند الله سبحانه وتعالى. وليس يعني ذلك انه لا كونوا في الخلق من يخطئ ولا من يرد عليه فان الناس لم يزالوا يرد بعضهم على بعض كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى ان الشأن في سلوك الطريقة الشرعية في الرد على المخالفين. ولزومها دون سلوك الظلم والجور معه ثم ذكر ختما ان مما يحذر منه مما يكتسب بتوقير العلماء ما صورته التوقير ومآله الاهانة تفقير في الازدحام على العالم والتظييق عليه والجاءه لاعتل السبل فان هؤلاء المزدحمين عليه تؤول بهم الحال الى حال مهينة تزهي بمن ارادوا تعظيمهم. فينبغي للمرء ان يتجافى هذه المسالك ويتباعد عنها ويسلك سبيل اهل العلم في تعظيم العلماء نعم احسن الله اليكم المناخ الخامس عشر لحل مشكلاته ولا يعرضنا نفسه لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم. والافتراء على الدين فهو يخاف سخط الرحمن قبل ان يقع في صوت السلطان. فان العلماء من تكلم بقصر نافذ سكتوا فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم وان سكتوا عنه فليسعك مواسيعهم. ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ايها الاثم قوله وان اشتبه عليه شيء من قول ما احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم فالتجربة والخبرة ان كانوا احق ربنا واهلها. واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم انكار الاسلام. فالسلامة لا يعد لها شيء. وما احسن قول في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم تحسينها الظن باهل العلم. ومن جملة المشكلات العلماء والمقالات الباطلة يا اهل البدع والمخالفين فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون. بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في فالجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقب تعظيم العلم وهو رد مشكله. اي مشكل العلم الى اهله فالمعظم للعلم يعول على اربابه الاكابر فيه في حل مشكلاته. واشار الى هؤلاء الاكابر بقوله على دهاكنته والجهابذة من اهله والهاكنة جمع جهقان وهو قوي التصرف مع حدة وهو قوي التصرف مع حدة ودانه مثلجة. فيقال زهقان وجهقان وزهقان بالحركات الثلاث. واما بكسر الجيم ويقال جهبا بفتحها ايضا فهو النقاد الخبير ببواطن الامور فهو النقاب الخبير ببواطن الامور فالى هؤلاء ترد مشكلات العلم التي تفتقر الى تمام الخبرة والاحاطة ببواطن الامور مما لا يستفاد الا مع طول المدة فينبغي للانسان ان يرد هذه المشكلات اليهم ولا يعرض نفسه لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم. والافتراء على الدين. فالذي يلجم لسانه هو خوفه من الله ان يتكلم في دينه بغير علم. فيقع في الافتراء على الله سبحانه وتعالى فالمعظم في قلبه الخوف من سخطة الرحمن. لا الخوف من سخطة السلطان كما قال فهو يخاف سخط الرحمن قبل ان يخاف سوط السلطان. لان السلطاني قد يفر منه المرء وينجو بعذر يعتذر به. واما غضب الله سبحانه وتعالى فانه لا يخرجك منه الا ملازمتك لامره سبحانه وتعالى. فينبغي للمرء ان يحقق في قلبه الخوف من الله سبحانه وتعالى ان يتكلم في دينه بشيء. وان يجعل عظمة الله سبحانه وتعالى حاضرة في به لئلا يتسلط بالكلام بالعلم دون اهلية له ولو ان القلوب ملئت بهذا لفطم الناس عن كثير من زيت الكلام الذي يبدر منهم في مشكلات المحن ومن مأثور القول عن علي رضي الله عنه انه قال لو سكت الجهال قل الخلاف اي لو امسك الجاهلون عن الكلام فلم يتكلموا لما وقع الخلاف بين الخلق ثم ذكر المصنف تعليلا لما امر به من لزوم قول العلماء بقوله فان العلماء بعلم تكلموا اي اذا اجتمع قولهم في امر مشكل على شيء فاعلم انهم بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا. فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم. وان سكتوا فليسعك ما وسعهم والسكوت نوع من انواع البيان الذي كان مقدم الخلق فيه هو محمد صلى الله عليه وسلم فكم من حديث من الاحاديث يسأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيسكت او تمر حال فيسكت فليس السكوت مذموما على كل حال بل هو وجه من وجوه البيان باحكام الشرع. ورب كلمة صاحبها وهوت به في النار سبعين خريفا. وهو يظن بها انه يتكلم بكلمة الحق وهذا من جهل الناس بدين الله عز وجل. فان بيان الدين يكون تارة بالكلام ويكون تارة اخرى بالسكوت وليس الحامل على الكلام ولا السكوت ملاحظة الناس. وانما الحامل على الكلام والسكوت هو ملاحظة الشريعة ينبغي ان يعقل ملتمس العلم ان حلية العلم توجب على اهله ان يتكلموا في زمن ويسكتوا في زمن اخر وهم لا يراعون في ذلك حاكما ولا محكوما. وانما يراعون في ذلك اقامة حكم الشرع. وكم من شيشة تسمعها اليوم عن سكوت العلماء ثم يتممها ذلك المتكلم بقوله رحم الله ابن باز وابن عثيمين يعرض للاحياء من العلماء. ولو انه ادرك حال ابن باز او ابن عثيمين لعرف هذا من حاله. وان كان ذكيا ولم يدرك حالهم فليلتمس بمزدهمات الفتن التي مرت اي كلام كان له ومن وعى هذا السبيل ومن وعى هذه السبيل علم ان هذا سبيل العلماء. وان الاحوال التي تمر بالامة تتكرر بعد فما كان عليه العلماء الاوائل هو الذي كان عليه العلماء الموجودون اليوم. واذا اردت ان تعرف ذلك فنبش في محفوظات الصوت والقلم ما اثر عن الشيخين المذكورين ابن باز وابن عثيمين في الحالة الجزائرية لتقايس بها الحالة المصرية فان الانسان يعرف حينئذ مسلك العلماء. ويعرف ان العلماء اذا تكلموا تكلموا بامر الله. واذا سكتوا وسكتوا بامر الله نعني بذلك العلماء الصادقين المعروفين عند الخلق فكن على سبيلهم. واذا قصر عقلك عن الاحاطة بمدارك كلامهم او سكوتهم. فلا تكن والغا في اعراضهم. هجاما على اقوالهم مع الصغر سنك وقلة تجربتك وعدم كمال علمك فان هذا من اعظم مصايد الشيطان فان من مكائد الشيطان التي يصيد بها الناس ايظا قلوبهم على علمائنا حتى يكونوا فرائس سهلة لشياطين الانس والجن من ينسبون قولهم الى الحق ويرون في ذلك الانتصار لهم فاياك وهذه في الحال واقتدي باحوال العلماء فان الاخذ عن العلماء لا يكون بمسائل العلم فقط كما يظنه بعض الناس بل الاخذ عن العلماء يكون بملاحظة احوالهم فيما يعاملون به الخلق في امر خاص او عام اما بالكلام تارة او بالسكوت تارة اخرى فمتى وقفت على هذه الحال؟ كملت نفسك وامكنك ان تنجو بدينك فيما يتجدد من حوادث الليل والنهار فان التاريخ كما قال بعض علماء الاجتماع لورة الماء في الطبيعة يعيد نفسه فاذا اعاد التاريخ نفسه باحواله وحوادثه فانظر الى من سبقك من العلماء فانك تجد السلامة في لزوم طريقهم وان اظلمت الدنيا ازاءته فان مما يحفظ لك النور في ظلمتها الاقتداء بهدي العلماء العاملين. واذا بصرت ببعض باحوال الصحابة رضي الله عنهم ثم قايستها بما صرنا اليه في هذه السنين الاخيرة شهدت بان الله حق ان الله سبحانه وتعالى يبين لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد الحق الصراح وان الله عز وجل لا يترك الناس في ظلماء يتيهون فيها لا يهتدون الى الحق ولكن الشأن في صدق الاقبال على الله والمعرفة بدينه ومن الاخبار في ذلك كمما يضاهي زماننا ما رواه ابن سعد في الطبقات ان رجلا جاء الى ابي مسعود الانصاري وحذيفة بن جمال رضي الله عنهما وهما جالسين في مسجد الكوبا فاقبل عليهما وسلما ثم قال انتم ها هنا وقد اخرج الناس اميرهم انظر يقول انتوا جالسين في المسجد والناس اخرجوا امير فسكت شف العالم سكت فقال الرجل مزهوا بنفسه والله انا لعلى السنة يقولها امام صحابيين والله انا لعن السنة فقال حذيفة والله لا تكونون على السنة والله لا تكونون على السنة حتى يشفق الراعي وتنصح الرعية هذا الذي يكون على السنة حتى يشفق الراعي الحاكم فيرحم الخلق ويمر فيهم امر الله وحتى ينصح الرعية لحاكمها لا تكونون على السنة. انظر الى هذا المشهد الذي ذكرت لك مما رواه ابن سعد في الطبقات ثم قارسه بما مر بنا في هذه الاخيرة تجد ان الامر صدق وان التاريخ يعيد نفسه وان سبيل النجاة فيه هو سلوك جادة العلماء الكاملين من الصحابة والتابعين واتباعهم الى زماننا هذا. ثم ذكر المصنف ان من اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمان فكلما مضى الناس قدما الى يوم القيامة ازدادت الفتن والمزدهمات وعند ابن ماجة من حديث ابن جابر عن ابي عبد ربه عن معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبقى من الدنيا الا بلاء وفتنة فلم يبقى من الدنيا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ان البلاء والفتنة وهما يزيدان كلما قرب الناس من ميعاده يوم القيامة ثم ذكر المصنف ان الناجين من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم فاذا فزع المرء الى العلماء ولزم قوله فانه ينجو بنفسه وليس معرفة العلماء امرا خفيا على الناس ومالك رحمه الله تعالى يقول العلم المشهور يعني العلم الذي ينتفع به الناس ويحتاجون اليه هو العلم المشهور وكذلك العالم هو صاحب ذلك العلم. ولا يعني هذا ان يكون ذلك العالم معروفا عند الناس مذكورا بينهم مشهورا على السنتهم بل ربما كان ذكره قليلا ولكنهم اذا وقعت المسائل التي يحتاجون فيها الى العالم عرفوا ان المفزع فيها الى ذلك دون ذلك الذي يوصف بالعلم. فمعرفة العلماء الراسخين التي ينبغي الذين ينبغي ان يقتدي بهم الانسان لا تخفى على من كان له قلب واوى قد سمع وهو شهيد فهو يعرف الراسخ العارف بالعلم الذي يقلد ويقتدى به في هذه المسائل دون غيره. ثم ذكر المتصنف انه واذا اشتبه عليه شيء من قوله احسن الظوء ظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم التجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهور وتوادهم يعني لزم قول اكثرهم ايثارا للسلامة اي طلبا لها والسلامة لا يعدلها شيء والمراد بالسلامة سلامة دينك لا سلامة ظهرك فسلامة دينك هي المطلب الاعظم الذي ينبغي ان يتمسك به الانسان وان يسعى التماسه ومن طرائق ذلك لزومه الجادة التي ذكرت لك فيما يتجدد من الوقائع المشكلة من الفتن ثم ذكر ان من جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون والجادة الراسخة فالجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها فتنظر ما تكلموا به في هذه المسائل وتقتدي بقالهم الذي قالوه وتنظر الى كيفية سبيل النجاة فتنشغل بها فنظرك الى من نجا انفع لك من نظرك الى من هلك فلا تغتر بكثرة الهالكين. وانظر الى من نجا كيف نجا حسنك سبيل النجاة احسن الله اليكم. المعقد السادس عشر توقير مجالس العلم واجلال واوعيته. ومجالس العلماء كمجالس الانبياء. قال تعلم ابن عبد الله من اراد ان ينظروا الى مجالس الانبياء فلينظروا الى مجالس العلماء. يجيء الرجل فيقول يا فلان اي شيء تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول منطلقات فانا طالب ليس فيها جنس فلا دم ويصغر الشيخ ناظرا اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة ولا ينطلق بموجه يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخ لا يكلفني على يديه ولا يكثر التناحن حول الحرسة ولا يتكلم مع جاره واذا عطس خفض صوته. واذا تثابت ستر فمه بعد ربه جهده وينضم الى توفير مجالس الامن التي يحفظ فيها وعمادها الكتب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به فلا يجعله صندوقا يشكو بودائعه ولا يجعله بوقا واذا وضعه وضعه بلطف وعناية وما يسحق يوما بكتاب عبد الله احمد ابن حنبلة فغضب وقال هكذا يفعل بكلام الابرار ولا الكتاب او يضعه عند قدميه واذا كان يقع ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو توفير مجالس اهل العلم واجلال اوعيته. وهي ما يفرض فيه العلم ويثبت وعمادها الكتب وعلل تعظيم مجالس اهل العلم بقوله فمجالس العلماء كمجالس الانبياء. فالعلم ميراث النبوة مثل الذي ينكر فيه العلم ويدرس هو مجلس يشبه مجالس النبوة لان المنشور فيه هو بعض ميراث النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر المصنف طرفا مما يلزم من اداب طالب العلم في مجلسه بان نساء فيها جلستا الادب اي الهيئة التي تكون موافقة للادب ويسقي الى الشيخ ناظرا اليه اي ملقيا نظره اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع جاره واذا عطس خفض صوته واذا تشاءب ستر فمه بعد ورد جهده فان هذه الافنان المذكورة من اداب مجلس العلم ينبغي ان يكون طالب العلم حريصا عليه لا وفقدانها في الناس اورثهم فقدان العلم. فاذا صار ملتمس العلم يجيء الى مجلس العلم ثم بنفسه جالسا كيفما شاء وتجده في درسه كثير الحركة والالتفات والاضطراب ووضع الكتاب على الارض وتارة عند رجليه ثم يريد بعد ذلك ان يحوز العلم وهذا محال لان الامر كما سبق بالادب تفهم العلم المتأدب في مجلس العلم في ادابه وهي نبذة من اداب طلب العلم يصلح ان يكون مهيئا للانتفاع بالعلم. واما الذي لا يألف هذه الاداب ولا يحرص عليها فانه بمنأى عن العلم. ثم ذكر فينضم الى توقير مجالس العلم اي مما يضاف اليها اجلال اوعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب فينبغي للانسان ان يكون كتابه ويجله ويعتني به فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه اي يدخل فيه اشياءه فتجد فيه اقلاما واوراقا لان هذا مما يمزق الكتاب ويضعف تجريده ولا يجعله بوقا اي لا يفنيه ويطويه اما عند القراءة فيه او غير ذلك فمن الناس من يمسك الكتاب على هذه الهيئة فيطوي كتابه بهذه الصورة وهذا من جعله بوقا والبوق الاكبر عندما يمسكه على هذه الصورة وهو داخل او خارج الى مكان من الاماكن. فلا ينبغي لطالب العلم ان يجعل كتابه صندوقا ولا بوقا لان ذلك مخل بالادب مع الكتاب. ومن اخبار شيخنا محمد ابن سليمان ابن جراح رحمه الله فقيه اهل الكويت مما اخبرني بعض اللاجئين به انه حضر مجلسه احد الطلبة بعد صلاة الفجر في درس الفقه جعل كتابه على هذه الصورة اثناء القراءة فزجره الشيخ عن ذلك وامره باصلاح كتابه ثم بقي بعد ذلك مدة ثم نظر اليه الشيخ واذا هو قد عاد الى ما كان عليه. فزجره عن ذلك ونهاه ان يمسك كتابه على هذه الصورة انها تدل على عدم المبالاة بحرمة الكتاب ثم رجع اليه الشيخ ثالثة بعينه فرآه مرة ثالثة وقد جعله على هذه الصورة فزجره من درسه وامره بان يخرج منه وان مثله لا يصلح للعلم لان قلبه ضعيف الاعظام للكتاب ومن كان ضعيف الاعظام بكتاب العلم كيف يصلح ان يكون طالبا له فينبغي ان يجل طالب العلم كتابه وان يحفظه ربما ادركتم في قطرنا وفي غيره من الاقطار من كبار السن من يجعلون لمصاحفهم او الكتب التي يديمون مراجعتهم اوعية من قماش او او غيره يحفظونها فيه اجلالا واعظاما لها ثم ذكر مما وقع من رحمه الله كتابا يوما كان في يده فغضب الامام احمد وقال اهكذا لا يفعل بكلام الاب اي بكلام الصالحين واذا كان ما فيه هو ايات واحاديث فالنكير على فاعله اعظم. فمن الاستخفاف بحرمة العلم القاء كتبه كما اتفق تجد احدهم يطرح الكتاب ملقيا له اما في سيارته او في المسجد اذا جاء الى الدرس وهذا الاستهانة بحرمة العلم فينبغي ان يحذر الانسان من ذلك اتم الحذر لما فيه من امتهان العلم ثم قال ولا يبتكر الكتاب او يضعه عند قدميه. واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله بيده. لان هذا من تعظيمه اذا عظم الكتاب واجله فقميل ان يصل علمه اليه. واما اذا استخف به ولم يبالي بقدره فانه يبعد نحصل المنفعة التامة منه نعم احسن الله اليكم المعقد السابع عشر الذبوان العلم والذود عن حياضه ان للعلم حرمة نافعة توجب الانتصار له اذا تريد الظن دار هذا الانتصار عند اهله في مظاهر منها الرد على المخالف. فمن استبان فمن استبانت مخالفته للشريعة من كان حمية المسلم ونصيحة للمسلمين ومنها جنودك فلا يؤخذ فلا يؤخذ اليهم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في رواية المحدثين ومنها زجر المتعلم اذا ظهر منه سوء وادب وان نحتاج اموال الى اخراج متعلم من مجلسه ذكرا له فليفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله تعالى معه كان ابن مسلم في درسه وقد ينشر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته. فالسكوت جواب قاله يا امش ورأينا هذا كثيرا من جبهات من الشيوخ ابن باز رحمه الله تعالى فربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته وامر القارئ ان يؤصل القراءة واجابه ما في قصدي ذكر المصنف ووفقه الله معقدا اخر من معاقل تعظيم العلم. وهو الذب عن العلم والذود عن خياط لان للعلم حرمة وافرة فهو شعيرة من شعائر الدين وهذه الحرمة المعظمة توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا يصلح اي بما يباين المأمور به شرعا فاذا تعرض لعلمك بشيء يخالف امر الله سبحانه وتعالى وجب الانتصار للعلم. ثم ذكر جملة من مظاهر الانتصار للعلم عند اهله فقال وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم فيما ظاهر منها الرد على المخالف فمن استدانت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. وسبق ان ذكرت لكم هنا الامام احمد لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض فليس الرد تنكرا مستقبحا بل هو من وجوه حماية الشرع ويسلك المرء فيه الطريق الذي اذن الله به في بيان خطأ من من اهل العلم. ثم ذكر منها هجر المبتدع الذي ذكره ابو يعلى الفرضاء من فقهاء الحنابلة اجماع امثال العلم مجمعون على وجوب هجر المبتدع تأديبا لهم وتعنيفا له على بدعته يصارم ويهجر لسوء بدعته ولينقطع ظرره عن المسلمين. واما مواصلته انها تفضي الى ملاينته. وربما جرت الى موافقته. فمن اظهر البدعة ودعا اليه استعمل معه المأمور به شرعا ليتحرز الناس من نجاسة هذه البدعة التي اذا سرت الى اديانهم افسدتها. وينبغي ان يعظم المرء نكور قلبه من البدع. لان من ركن اليها ربما علقت بقلبه شبهة منها فاودت به في مهامه الضلالة والخسران في دنيا والاخرة. ولهذا كان السلف رحمهم الله تعالى يحذرون من السماع لاهل البدع. وعلله الذهبي في سير اعلام النبلاء بقوله لان القلوب ضعيفة والشبه خطافة لان القلوب ضعيفة والشبهاء خطافة اي قلب المرء ضعيف فان القلوب تتقلب وما سميت قلوبا الا لتقلبها والشبه تخطف المرء وربما علقت في قلبه شبهة ثم عسروا عليه ان يدفعها فجرته تلك اشهر شبهة الى مستنقع البدع ومما عوض لي في اقبال الناس في هذه الازمان ان رجلا كان يتتبعه مقالات المخالفين من اهل البدع الوالغين في اعراض الصحابة من الرافضة وغيرهم ابتغاء الرد عليه. فما هي الا جه حتى تكاثرت عليه شبه لم يمكنه ردها فصار يذكر كلاما هو كلامه وتعلق قلبه ببعض مقالاته. وكان اول امره يذكر عن نفسه انه او يريد الذب عن السنة ولكن الذب عن السنة لا يمكن بلا الة والة الذب عن السنة هي العلم ولهذا ذكر الامام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كشف الشبهات ان الخوف هو الموحد الذي لا سلاح له يعني العلم فالذي ليس له علم يخالف عليه في دينه وربما يعلق قلبه بشيء من الشبه فيتعثر وينقطع عن الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر مما يتعلق وبهذا الاصل انه لا يوقد العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين كأن يكون في دراسة نظامية لا اختيار له فيها ويكون فيها من يدرس ممن هو منسوب الى البدعة. ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه او ظهر منه لدد يعني خصومة او سوء ادب فانه يزجر عن ذلك حفظا لحرمة العلم وتوقيرا لجنابه وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا له فليفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله مع لمسلم في فكان صحبة اذا ظهر من عفان شيء يخالف الادب دجره واخرجه من مجلسه ولم يزل هذا جاء باهل العلم لا حمية لانفسهم وانما حفظا لهيبة العلم وتوفيرا لحرمته واجلالا له من ان يتعدى عليه الاغمار والجهال والناقصون من الخلق. فربما كان دواؤه ان يحجب عنه العلم بطرده ولقيت لكم قريبا ما بدر من العلامة بن جراح رحمه الله تعالى. وفي اخبار الطبقة التي سبقت من شيوخ شيوخنا كالشيخ محمد ابن إبراهيم وغيره ذكر هذه الاشياء انهم ربما زدغوا الطالب بطرده وهذا موجود الى اليوم في القاعات الدراسية في الجامعة او في المدرسة فيطرد الطالب منها اذا قل بالادب ثم في في المحاضرة الآتية وقد جلس في اوائل الصفوف. واما المساجد التي يراد فيها العلم لله فلو ان معلما قال للطالب انت ايها الغاضب انتبه انتبه قالوا هذا يتدخل في خصوصيات الناس وهذا شديد وهذا ما يحسن التصرف مع الطلبة وهذا يبغض الناس بالعلم. وهذا كله من الجهل لانه عندما يقول له انتبه انما يريد به منفعتك. علم لئلا يجلس بين يديه فيخرج دون منفعة. وان من امانة المرء وكمال دينه ان يحرص على نفع الناس فالذي يجلس للناس ولا يبالي بهم ولا يحرص عليهم في مقالب ولا في افعاله ولا في نصحهم فهذا يطشهم ويخدعهم فالناصح لهم هو الذي يأمرهم وينهاهم ويدلهم ويزجرهم ولو حمله ذلك على ان يطرده من مجلس العلم يتأدب بأدبه وقد اتصل بي من اخبار اناس طردوا من مجالس العلم لكن لكمال عقولهم رجعوا مرة اخرى الى شيوخهم واعرف احد المشارين اليه بالعلم اليوم اخطأ مرة في مجلس شيخه رحمه الله تعالى فقال له شيخه في المجلس بين يدي الطلبة ان مجلس المسجد يتعذر منه يعني عندنا هذه اهل نجد يعني امش يتعذر منه فعرج هذا الرجل جزاه الله خيرا ولم يذهب غاضبا الى بيته بقي خارج المسجد حتى خرج الشيخ فقبل رأسه واعتذر منه وفي الغد فجرا جاء الى درس لان هذا علامة عقله وصار اليوم مشارا اليه بالعلم ولو لم يكن حاله هو هذا لكان اليوم كبقية الذين كانوا في زمانه ثم ذكر انه قد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب قاله الاعمش فتجده يسأل سؤالا ثم لا يجاب عليه تأديبا له وحملا له على ما ينفعه ويذكر ان احد المشايخ مرة سأله احد الطلبة سؤالا لا ينبغي وكان الدرس في الفجر فقال اصبحنا واصبح الملك لله فالسؤال الذي بعده لان مثل هذا الدرس لا ينفع بان مثل هذا السؤال لا ينفعك فصرفه عنه في مثل هذا الدعاء ثم قال ذاكرا حال جماعة مما رأى من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله ربما سأله سائل عن ما لا ينفعه يعني يسأل عن شيء لا حاجة له فيه. فيترك الشيخ اجابته ويأمر القارئ بمواصلة قراءته او يجيب بخلاف قصده. وهذه المظاهر التي ذكرنا انما يريد بها اهل العلم هداية الخلق فان هداية الخلق تكون بطرائق وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى على الغضب في التعذيب يعني انتصارا لحرمة العلم فمن مسالك اهل العلم الانتصار له بالغضب ومعاملة الم تعلم بما يصلحه ولو كان في ذلك شيء من التقسيم قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد المؤمن للمؤمن كهي دين تغسل احداهما الاخرى وقد لا ينقلع الوسخ الا بشيء من التقشيم انتهى كلامه فمن الناس من لا يندفع عني ما لحقه من نجاسة في ادبه واخلاقه واخذه للعلم الا بمعاملته بالخشونة التي تدفع عنه النجاسة وملتمس العلم اذا كان كامل العقل رأى ان هذا من احسان معلمه اليه وقد زجر الاعمش احد اصحابه في مجلسه وغلظ له القول فقال رجل جاء الى مجلس الاعمى الاعمش لذلك الرجل لو قال لي مثل ما قال لك لما بقيت بمجلسك وش يقول له؟ يقول لو قال لك مثل ما قال لي لو قال لي مثل ما قال لك لما بقي في مجلسه فسمعه الاعمش فقال اوتريد ان يكون احمق مثلك هل تريد ان يلتهي بالحال الى ان يكون احمق كحالك عندما تقول مثل هذا الكلام وتصده عن العلم والخير. نعم احسن الله اليكم. المعقدة الثامنة عشر التحفظ في مسألة العالم. فرارا من مسائل الشر وحفظ هيبة العالم فان من السؤال ما يراد به التشغيب وايقاظ الفتنة وانشاءات السوء من انس منه العلماء هذه المسائل بقي منهم ما لا يوجبه كما مر معك من زهن متعلم فلابد من التحفظ من مسألة العالم ولا بتحفظه فيها اذا من عام الاربعة اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال والتعلم لا التعنت موتاكم فانه فان منسى قصده في السؤال يحرم بركة العلم المهم وانما فات. الاصل الثاني التبطل اذا ما يسأل عنه ثلاثة نسأل عن ما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة نفسها. ومثله السؤال عما لم يلقى او هنا يحدث به كل واحد وانما قوم دون قول الاصل الثالث الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متذكرا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته بايته حيا وطيب نفسه. الاصل الرابع تيقظ السائر الى خلفية سواريه باخراجه في صورة حسنة متأدبة ويقدم الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه ولا تكون مخاطبته له كمخاطبة اهل السوق واخلاق العوام. ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخرا من معاقد تعظيم العلم وهو التحفظ في مسألة العالم اي طلب الصيانة وحفظ النفس فيها اي طلب الصيانة وحفظ النفس فيها والحامل على ذلك الفرار من مسائل الشر وحفظ هيبة العالم والعلم والشغب باسكان الغيب وهو تحريك الشر واثارته ولا يقال الشغب محركة الغير في اصح قولي اهل العربية ثم ذكر ان من الاسئلة ما يراد به التشغيل وايقاظ الفتنة واشاعة السوء وان من انس منه العلماء هذه من انس منه العلماء وهذه المسائل لقي منهم ما لا يعجبه كما مر معك في زجر المتعلم فلابد من التحفظ في مسألة العالم. ثم اوشك الى اربعة اصول من اعملها كان ثالثا الجادة المأمونة فيما يعرضه من السؤالات على العلماء. فاولها الفكر في سؤاله لماذا اي لاي شيء يسأل فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم اي ابتغاء العلم لا التعنت والتهفل اي لا طلب المشقة والحرج بالعالم والسخرية به بين من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته فالذي يريد ابتلاء اهل العلم بالاسئلة امتحانا يعبد طريقا الى حرمان نفسه بركة العلم بسوء قصده. ثم ذكر الاسماء الثاني وهو التفطن الى ما يسأل فلا تسأل عما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك لأنه لا يكون نافعا لك حينئذ او بالنظر الى المسألة نفسها فليس لها صلة بما ينفعك ومثله السؤال عما لم يقع اي عن شيء لم يقع بعد او ما لا يحدث به كل احد وانما يخص به قوم دون قوم فان من العلم ما يجعل لقوم دون قوم وغضب عليه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب العلم منه والعالم الكامل يعرف ان من السؤالات ما لا يجاب عليه كل احد لان مدارك الخلق مختلفة وافهامهم متباينة. وليس كل احد يقع منه الجواب موقع ما اراد المتكلم ومن هنا ثنى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كما في الصحيح عمر بن الخطاب ان يقوم مقامه المشهور في موسم الحج لما يحضره من ابنائي والاعراض ومن لا يعي الوعي الكامل لكلام عمر رضي الله عنه. واشار عليه ان يؤخره حتى المدينة فيتكلم بين يدي كمل الخلق من رؤوس الناس من الصحابة رضي الله عنهم ثم ذكر الاصل الثاني ذلك وهو الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله فلا يسأله في حال تمنعه لكونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته بل يتحين طيب نفسه. ومن اخبار اهل العلم في ذلك ان رجلا سأل ابن المبارك رحمه الله تعالى عن حديث وهو يمشي فقال له ابن المبارك ليس هذا من توقيع العلم وكان يحيى ابن معين مارا يوما فتعلق به رجل فقال انت يحيى ابن معين؟ قال نعم. فقال حدثني بحديث هذا من شكر يبي حديث قال انت يحب معي؟ قال نعم. قال حدثني بحديثك قال فاذكرني انك سألتني ان احدثك حديثا فلم احدثك يقول كيف تذكرني؟ يقول وحدثني حديثا اذكرك به. قال اذكرني انك طلبت مني ان احدثك حديثا. فلما احدثك به لانه سأله ذلك على حال لا ينبغي سؤاله فيها ثم ذكر الاصل الرابع وهو تيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه للصورة حسنة متأدبة فيقدم الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه ويظهر حاجته الى جوابه ولا تكون مخاطبته له خاطبته اهل السوق واخلاط العوام بل يسوقه سياقا حسنا لينال ما يؤمله لانه اذا ساقه في سياق تيئ ربما جلب عليه ذلك ضررا ولم ينتفع بجواب شيخي. نعم احسن الله اليكم. المعقد التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه. فصدق الطلب له يوجب محبته وتعلق القلب به. ولا ينال العبد درجة حتى تكون لذته الكبرى فيه وانما تنام لذة العلم من ثلاثة امور ذكرها ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى احدها والجهل وثانيها صدق الطلب وثالثها صحة النية والاخلاص. ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا ما دفي كل ما يشغل عن من قلب ان لذة العين فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة. وتبذل لاجلها اموال وفرة وتسفك دماء ولهذا كانت الملوك تتوق الى لذة العلم وتحس فقدها وتطلب تحصيلا. قيل لابن جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كان فمالكوه تمنع الشرق والغرب هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنل؟ فقال عمر مستو على كرسيه وسرير هلكه بقيت خصلة يا اصحاب الحديث فيقول مسلم لمن ذكرت رحمك الله يعني فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق لا حديث المسندة ومتاور القلب سقطت لذات العادات واللاهيات النفس عنها بل تستهين الالام لذة بهذه اللذة ذكر المصنف وفقه الله ناقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو شغف القلب بالعلم اي محبته له وغلبته عليه ومعنى شغف القلب بلوغ المحبة شغف القلب اي باطن القلب ثم ذكر ان لذة العلم تنال بثلاثة امور ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى احدها بذل الوسع والجهل يعني الطاقة والقدرة في طلب العلم وثانيها خفض الطلب بان يتوجه اليه توجها كاملا. فيوحد مراده المطلوب وثالثها صحة النية والاخلاص بان يصحح نيته في ارادة العلم تقربا الى الله سبحانه وتعالى ويصفي قلبه من ارادة غير الله عز وجل والنية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله ارادة القلب العمل تقربا الى الله والاخلاص شرعا ايش تصفية القلب من ارادة غير الله. والضابط الذي ذكرناه يوسف اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن والاخلاص هو الصفة الشرعية للنية والاخلاص هو الصفة الشرعية للنية النية معنى واسع. والمراد الشرعي من النية هو الذي يسمى اخلاصا ثم ذكر ان هذه الامور الثلاثة لا تتحقق الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب فاذا دفعت المشكلات من العوائق والعلائق عن القلب كمل لذة العلم فيه ثم ذكر ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة ولهذا كانت الملوك تحس بفقد هذه اللذة وتسوق اليها التمسوا النظر بها كما ذكر من خبر عن ابي جعفر المنصور لما قيل له هل بقي من من الدنيا شيء لم تنله؟ فقال بقيت خصلة ان اقعد على مصطبة يعني على مكان مرتفع وحوله اصحاب الحديث اي طلابه فيقول المستملي وهو الذي يستخرج حديث المحدث ويلتمسه منه. من ذكرت رحمك الله اي من حججك بهذا الحديث فاقول حدثنا لان قال حدثنا اناس فهذا الرجل معنا حازه من لذة السلطان والحكم والمال بقيت هذه اللذة فائتة له فهو مبتغ الفوز بها والحصول عليها لانها اعظم اللذات ثم قال ومتى عمر القلب بلذة العلم سقطت لذات العادات وذهلت النفس عنها اي متى استوت لذة العلم في القلب فان اللذات التي اعتادها الناس من مأكل او مشرب او منام تسقط عن المرء ويذهل عنها. ومن اخبار ذلك ما ذكرت لكم ان النووي رحمه الله كان في مبتدأ اخذه العلم لا ينام الا اتكاء. والكتاب في يديه وبقي على هذا خمس سنوات فحملته لذة العلم التي وجدها على الذهول عن لذة المنام. وفي اخبارهم رحمهم الله تعالى من الذهول عن لذة الطعام لاجل لذة العلم او لذة المنام لاجل لذة العلم. اخبار كثيرة واحوال متعددة تدل على علو هممهم وشرف نفوسهم عندما عمروا قلوبهم بالعلم فجهلوا فذهلوا عن تلك اللذات الزائلة من مأكل او مطعم او مشرب او ملبس وربما رأيته لاجل ففي حال العلم عليه وتمزده به غافلا عن شيء مما يعتني به الناس ويطلبونه ملتمسين له وربما كان العلم بلذته دواء لامراضهم وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في روضة المحبين عن شيخه ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى انه مرض واعتل فجاءه احد الاطباء منعك له علته فارشده الطبيب الى ما يتداوى به ثم قال له وعليك ان تترك مطالعة الكتب في هذه المدة وقال له ابو العباس ابن تيمية احاجك بعلمك فقال قل فقال انكم تقولون ان الحرارة تقوي الطبيعة وان الطبيعة اذا قويت اندفعت عن النفس بالعلل يعني اذا كملت حرارة البدن يجري استيفائه متطلباته من بروتينات وغيرها فان ذلك يدفع عنه العلج. قال نعم فقال اني احب العلم وان محبة العلم تحرك حرارة بدن. فاذا تحررت فيه الحرارة اندفعت عني تلك العلب. فقال له الطبيب هذا لم ندركه بعلم يعني كون كتب تقوي فيك هذه المحبة هذه الحرارة فتزول عنك العلل هذا شيء لا نعرفه وادركت رئيس قضاة حائل الشيخ سليمان السكيت رحمه الله تعالى وهو من اواخر تلاميذ محمد الامين ابن محمود الشنقيطي صاحب مدرسة النجاة في الزبير وعبد الله بن خلف عيان في الكويت وقد قرأ عليهما قبل وفاته باكثر من سبعين او خمس وسبعين سنة وكان يعرض له مرض هو مرض الاضرار الذي لا ينفك عن صاحبه عن الخروج الى الخلاء بين مدة واخرى تكون قصيرة العادة فكنت اذا جلست عنده يذكر لي انه يفقد هذه العلة وانه ربما جلست معه خمس ساعات لا يقوم الى الخلاء فمن شدة محبة العلم عنده انه يذهل عن مرضه الذي هو فيه ويذهب ذلك المرض عنه فتتقلص هذه المياه التي تندفع حتى لا يجد اثرا للعلة وانما كان كذلك لكمال لذة العلم في قلبه فلاجل قوة لذة العلم في قلبه قلبه صار جاهلا عن هذه الحال التي تعرض له بسبب الاعتلال رحمه الله تعالى رحمة واسعة. نعم. احسن الله اليكم العشرون حفظ الوقت في العلم وانا ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد خاطره مما يدل على محبة للعلم واهله وشيوخه انه لما ذكر لي قراءته على هؤلاء هذا في حائل وهؤلاء في بلد بعيد الزبير وفي الكويت وخاصة الشيخ عبد الله بن خلف بن حيان قاضي الكويت المتوفى سنة تسعة واربعين وثلاث مئة والف فقلت له مؤنسا ابشرك بان احد طلبة العلم اصدر كتابا في سيرة الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان وسآتي به اليك لتطلع على احوالك فقال لا احتاج كتابا يخبرني عن احوال الشيخ ابن حيان والله ان ذكر الشيخ ومحبته يسري في قلبي الى الان. ووالله ان فضله علي ففضل والدي او اعظم. ثم بكى بكاء تجد هذا صحيح محبة العلم حتى انني لما سألته عن العلوم التي تلقاها كان نص الكلام الذي اخذه عنهم يحفظه الذي اخذه وقلت له محمد الامين بن محمود؟ قال نعم قرأت عليه الاجرامية ذكر لي نص الاجرامية في اولها ثم ذكر شرح الشيخ رحمه الله تعالى هذا لاجل قوة سوقه بالعلم فلاجل قوة موصوقه بالعلم لصقت هذه المعاني علقة هذه المعاني في قلبه ثم اثرت في حاله وهذا باب عظيم وهو باب لذة بالعلم واذا كان احدكم يقرأ في السير يجعل من مطالبه في احوال اهل العلم النظر الى مشاهد لذة العلم التي تكون عندهم. نعم. احسن الله اليكم المعقد ينشره حفظ الوقت بالعلم. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في الصيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف زمانه وقد وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه لفظ مثلا افضل من القول والعمل. ومن هنا ابو بكر اية العلماء بالوقت حتى قال محمد بن عبدالباقي بزاز ساعة من عمري في لهو او لعب وقال ابو الوفاء الذي صنف كتاب الخلل في ثمانمائة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة منورين وبلغت بهم الحال ان يطرأ عليهم حللك. بل كان يقضى عليهم وهم في دار الصلاة. فاحفظ ايها الطالب ربك. فلقد ابلغ الوزير ابن هريرة في نصحك بقوله والوقت انفاس ما امرك بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع. تمت الخلاصة كتب المصنف وفقه الله معاقل تعظيم العلم بالمعقد المتم العشرين وهو حفظ الوقت في العلم لان الوقت غرف الاعمال وطلب العلم يحتاج الى وقت فلا ينال المرء بغيته منه حتى يحفظ وقته ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت حتى قال محمد بن عبد الباقي البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لعب وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في ثمانمئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري وبلغ بهم الحال ان يقرأ ان يقرأ عليهم حال الاكل اي وهم يأكلون بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء وهذا لا يخالف تعظيم العلم فكان القارئ خارج الخلاء فيقرأ عليهم حفظا للوقت كما ذكره ابن ابي حاتم عن ابيه انه كان يقرأ عليه في تلك الحال وكما ذكر في ترجمة المجد ابن تيمية رحمه الله تعالى. وبتعظيمهم للوقت وحفظهم له فازوا بهذه العلوم فكانوا يظنون باوقاتهم ويشحون بها. قال الحسن البصري ادركت اقواما احدهم اشح وقته من احدكم بدراهمه يعني شدة الشح بوقته كحال احدنا اذا ملك مالا فهو يخاف عليه ان يضيع وقيل لعامر ابن عبد قيس من عباد اهل الكوفة وقد مر بقوم اذ بنا نكلمك ساعة فقال ان الشمس لا تقف يقولون وقف نبي نسولف معك فقال ان الشمس لا تقف يعني الوقت لا يبقى فينبغي ان يحرص طالب العلم على وقته ولقد ابلغ ابنه في نصحه اذ قالوا الوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيعك اي هو اسهل شيء يضيع عليك فاذا لم تنتفع به وبهذا تمت خلاصة تعظيم العلم وهي حقيقة بتكرار النظر فيها وتقليب الفكر في معانيها والحرص على حفظ مبانيها وبتمامه يكون بحمد الله قد فرغنا من الكتاب الاول في برنامج اصول العلم وقد اجزتكم برواية هذا الكتاب هذا الكتاب برواية هذا الكتاب عني وانبه في ختم هذا اجلس الى امورهم احدها في الاسبوع القادم درس ثلاثة الاصول في الوقت نفسه وثانيها مقررات هذا البرنامج له لها نسخ معينة هي التي ينبغي ان يحرص عليها من يريد الجلوس في حلقته النسخ موجودة مصورة في بعض مراكز التصوير ومنها مركز الصواب في خدمات الطالب في حي الفلاح عند الجامعة توجد في بعض المجاميع التي طبعت ووزعت على بعض الطلبة. وسنعزم ان شاء الله تعالى على طباعة هذا المجموع اصول العلم سيكون في ايديكم ان شاء الله تعالى بعد الحج كما ان القائمين على هذا الدرس في المسجد فيعتنون ايصال هذه النسخ اليكم حسب وسعهم وترثها ان من اراد ان يحضر بنسخة اخرى فله ذلك لكن هذه النسخ قد قبلت على نسخ خطية متعددة وبعضها مما قرأ على المصنف او عليه خطه او هو بخطه. لكن لا يحضر احد منكم بشرح ابدا. لان من ادب العلم في مجالسه عدم شرح للمتن الذي يقرر عليه لان الشرح يحول بينك وبين ما يلقى اليك ولم يكن هذا من عادة اهل العلم بل كانوا يجدرون عن هذا ويمنعونا من حضور مجالس الدرس بنسخة شرح لانها تقطع الطالب عما يلقى اليه فيفوته كثير من العلم والامر الرابع كل درس من هذه الدروس سيتبعه اختبار سريع في الدرس الذي يليه وهذا الاختبار هو من جملة الدرس فليس شيئا زائدا عليه فكما تحظر الدرس حتى ينتهي فاعلم ان انتهاءه يكون بانتهاء الاختبار فكل درس افرغ منه سيكون بعده اختواط في الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى عندنا اختبار في الكتاب الاول وهو خلاصة تعظيم العلم بمثله وشرحه وتسجيل الصوت للشرح موجود في موقع الجامع وفي غيره من المواقع على الشبكة العنكبوتية والتنبيه الخامس يعقد ان شاء الله تعالى برنامج يضاهي هذا البرنامج اسمه برنامج اصول العلم يدرس فيه جماعة من المشايخ الاخرين في مسجد ابن سعدي في حي الفلاح شرق دار العلوم في يوم الاحد بعد العشاء فانصح الاخوة خاصة الذين في شمال الرياض ان يحضروه كما املوا منكم ان نشارك في توزيع اعلاناته فاعلاناته موجودة عند الباب الشمالي وعند الباب الجنوبي وهذا من نشر العلم والخير والاعانة عليه ربما يقف على هذا الاعلان احد فيحضر هذه الدروس فينتفع فيكتب لك الاجر. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم هم من العاملين بامره الداعين اليه من الاسئلة في الدرس الماظي يقول هذا الاخ يقول ثالث الاصول موجودة في مركز الحفيد للتصوير مقابل طيبة يقول هذا السائل يقول التزمت طريق الاستقامة مؤخرا فما نصيحتكم؟ واجد وحشة في نفسي احيانا نصيحتي بان تشكر نعمة الله عز وجل عليك اذ هداك فاخرجك مما كنت فيه الى خير تأكلته. فاحرص وعلى شكل هذه النعمة واسألي الله عز وجل الزيادة عليها والتمس من يعينك في الثبات على هذا الخير واعظم ما يعينك معرفتك دينك بطلب العلم فاحرص على طلب العلم فانه من اعظم ما تثبت به القدم على الصراط المستقيم فان الصراط المستقيم هو العلم والعمل ومفتاح العمل العين. احرص على طلب العلم. واما ما تجده من وحشة فان هذا من اثار ما اه بقي معك من ضلالتك او عنايتك التي كنت فيها فستجد هذه الوحشة التي تحتاج الى نزع فلا بد من دوام المجاهدة بذلك والله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا واستقامة النفس لا تكون دفعة واحدة كما مضى ذكره بل يحتاج المرء الى مجاهدة طويلة حتى تستسلم لك النفس وتنقاد يقول هل يؤثر الترف على طلب العلم؟ خاصة انه منتشر بين طلاب العلم؟ نعم الترف وهو الانغماس في النعم قدر الزائد عن الحاجة يؤثر في عبودية المرء لا في طلب العلم فقط. فان الانسان يتعاجز بايظانه في النعم لما في به فيها عن المقامات الكاملة. فينبغي ان يتحفظ المرء من السرف. وان يكتفي بقدر للحاجة من النعم فان الله يحب ان يرى اثر النعمة على عبده بالقدر الذي يحصل به كمال حاله واما الزيادة على ذلك بفضول المباح فانها مضرة بالعبد قاطعة له عن مدارج الكمال فاياك والترف فان في الترف التلف يقول يصلي طلابكم بتشريعة في نفس الكلية هل هناك اشكال في هذا مع العلم ان المسجد الذي في الجامعة تكون الميكروفونات مغلقة لا ادري هذه الكلية التي يذكرها الانسان لكن لكن الصلاة تؤدى في المساجد فاذا كان هناك مسجد قريب فتصلي في هذا المسجد واما نفس المباني هذه لا يصلى في يصلى في المساجد هذا السائل يقول اريد التدرج بعلم النحو وعلم التوحيد الكتب او المتون التدرج في علم ما لا ينحصر في مرتبة واحدة هي مرتبة الحفظ والفهم. بل اخذ العلم يكون شيئا فشيئا تارة بالحفظ وتارة بالسهل وتارة بالقراءة وتارة بالبحث منعت ذلك مما يقول لكن نذكر مقدم ذلك وهو الحفظ والفهم الذي ينبغي ان يعتني به ملتمس علم التوحيد والاعتقاد هو المتون الدارجة في بلادنا مما هو اكثره في هذا البرنامج هذه الاصول كتاب التوحيد الشبهات والقواعد الاربع والعقيدة الواسطية والحموية والتدميرية والطحاوية فعلى هذه الكتب الثمانية يدور تأصيل علم الاعتقاد وهي مما ينبغي ان يحفظه طالب العلم ويتفهمه. فاحرص على هذه المتون المذكورة. وهناك متون اخرى هي من وجوه الزيادة لمن اراد ان يتربح فيها للفهم كنوعة الاعتقاد او السفارية او غيرها. كما ان مما يحسن فهم حفظه الحاقا كتاب سلم الوصول للعلامة حافظ الحكم. والاصل في علم التوحيد ان تحفظ المتون المنثورة التي يذكر فيها التي تذكر فيها الادلة كالكتب التي سمينا ويحفظ مختصر واحد منظوم لتبقى هذه المسائل في النفس واما حفظ المنظوم فيه دون منثوب هذا لا ينفع. واما النحو فمقدم ما يحفظ فيه هو متنان. احدهما نظم الرومية لمحمد بن اوبة القلاوي والفية ابن ما لك فهاتان المتنان هم اللذان هما اللذان يحفظان احدهما مختصر وهو نظم الاجرومية والاخر المطول وهو الالبية واما في الفهم فتبتدأ بالاج الرومية الاجرامية ثم بعد ذلك تنتقل الى قطر الندى ثم بعد ذلك تنتقل الى الفية ابن مالك وهذه الكتب كافية في تأصيل علم النحو فيك تأصيلا قويا اذا حفظت وفهمت هذا يقول ما هو حل التعارض بين قوله تعالى لنحيينه حياة طيبة يعني قوله تعالى من عمل صالحا وهو مؤمن من ذكر ان عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وقوله صلى الله وقوله صلى الله عليه وسلم اشد الناس بلاء الانبياء الحديث الجواب انه لا تعارض بينهما فان الحياة الطيبة لا تعني سلامة الانسان من ورود الابتلاء عليه بل الحياة الطيبة هي لذة القلب وطمأنينته لذة القلب وطمأنينته ذكر هذا المعنى ابن سعدي في تفسيره والقاسم في تفسيره واصل الطيبة كل وجه من وجوه الطيب. لكن قاعدته واصله هو طمأنينة القلب. وربما ورد على العبد ابتلاء شديد ومع ذلك هو في حياة طيبة وفي اخبار ابي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي رحمه الله تعالى انه لما فر من القضاء في الشام واوى الى بلدة العريش في مصر ابتلي حتى عمي وقطعت يداه وقطعت رجلاه يعني انظر الى هذا الابتلاء العظيم الذي وقع فيه فمر مرة رجل خرج الى الجهاد بخيمة على فسمع صوتا يقول الحمد لله حمدا كثيرا يكافئ مزيد نعمان فاعجبه هذا الحمل وقال لاتين هذا الرجل فلما وقف على خيمته على باب خيمته وسلم رآه على هذه الحالة التي رجل اعمى مقطوع اليدين مقطوع الرجلين فقال اني سمعتك تقول كذا وكذا فاي نعمة لله تردها عليك قول اي نعمة وانت على هذه الحال تقول الحمد لله قل انا حسبتك في اشياء واشياء واشياء وتقول هالكلام قال لقد ابقى الله لي لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا او قال الله لسان ذاكر وقلبي شاكر فحمد الله عز وجل على هذه النعمة هذا في حياة طيبة رغم انه تجده اعمى ومقطوع اليدين ومقطوع الرجلين وهذه حالف وانصح طلاب العلم بقراءة هذه القصة للعظة والعبرة وهي في ثقات الثقات لابي حاتم بن حبان رحمه الله تعالى بترجمة عبد الله بن زيد الجرمي المعروف بابي قلابة اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى الحمد لله رب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين