من الاصول العلوم وابرز المنطوق منها والمفهوم ان لاجئ فهذا اشرف الكتاب الاول من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف خمس وثلاثين بعد اربعمئة والالف وهو كتاب خلاصة تعظيم العلم مصنفه صالح ابن عبد الله ابن حمد العثيمي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الله لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قلت ما احسن الله اليكم في كتابه العظيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ما التوحيد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد. المخصوص باجل المسجد وعلى اله وصحبه كل الفضل والرأي السبيل. اما بعد فاستخرج منه للمكانة المذكورة وجعل فيه من كل ما ليكون من انفس طلبة شمس النهار ويترشح الى العمل والابتكار. فاسأل الله لي ولكم فضله العظيم. ابتدى المصنف وفره الله كتابه بحمد الله سبحانه وتعالى ملوحا بمراده في قوله الحمد لله المعظم بالتوحيد قال الله تعالى وربك فكبر اية عظيمة واجل تعظيم الله سبحانه وتعالى هو تعظيمه عز وجل للتوحيد ثم صلى وسلم على عبده ورسوله محمد المخصوص باجل المزيد مما اتاه الله عز وجل في الدنيا والاخرة. قال الله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. ثم اتبع ذلك بالصلاة والسلام على اله واصحابه. اولي الفضل والرأي السالي. ثم قال اما بعد فهذه من كتاب ابي عظيم العلم خلاصة اللغم اين غاوته فهو مستأجر من كتاب اكبر منه. اسمه تعظيم العلم وحمل على استخلاص هذه الخلاصة اعداده لمقصد الحفظ كما قال اعدت لالتقاطها لمخرج الحفظ لان الكلمة اذا قلدت كان اعون على حفظه. فاذا نثر شق ذلك على حافظه ثم قال فاستخرج منه للمنفعة المذكورة وهي اصول الحفظ اللباس وهو خالصه بل باب كل شيء خالصه وجعل فيه الانموذج اي المثال المحتذى من كل باب فجعل في كل باب من ابوابه ما يكون مثالا محتدى بالاطلاع على ما ينبغي منه ليكون في نفوس الطلبة شمس النهار. اي واضحا جريا يقال هذا الشيء كشمس النهار اي في وضوحه وجلائه ويترشحوا بعده الى العمل والابتكار. لانه المقصود من العلم. فان الامر كما قال وانفرد ابن الجوزي العلم شجرة والعمل ثمرة. انتهى كلامه فتلخيص القول بالمقاصد المذكورة في هذا الكتاب يراد منها ان يكون المقصود فيه واضحا جليا ليستعين به متلقيه على العمل والادثار. والمراد من الدكار الاتعاظ والامتثال اصله الذ التكرار بدل فدال ثم وقلبت الذال بالا وادغمت التالية في الاولى وصار الادثار والمراد به الاتعاظ احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. وعلى اله عدد من تعلم وعلم اما بعد فان الطلب من العلم موقوف على على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله. فمن امتلى قلبه العلم صالح ان يكون محلا له وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب ينقص حظنا في منه حتى يكون من القلوب قلب ليس فيه شيء من العلم فمن افضل العلم لا حجا وهو عليه ووفدت رسل فنونه اليه ولم يكن للناس فيه غاية الا تلقيه ولا لنفسه لذة الا وكأن ابا محمد دارين الحافظ رحمه الله لمح هذا المعنى وختم كتاب العلم من سننه المسماة بالمسند الجامع معرفة معاقب تعظيمه وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم فمن اخذ بها كان معظم معظما للعلم مجلا له. ومن ضيعها لنفسه ولهواه واطاع. فلا يلومن اثرا ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم ذكر المصنف وفقه الله ان نصيب العبد من العلم موقوف على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله اي ممتهن بذلك فبقدر ما يكون في القلب من تعظيم العلم واجلاله يتهيأ للعبد الحصول عليه والوصول اليه فمن امتلأ قلبه بتعظيم العلم واجلاله صلح ان يكون محلا له اي تهيأ ان يكون مكانا له فان القلب محل العلم ولا يترشح القلب للعلم الا بتهيئته. كما ان الارض الجوداء اذا اريد زرعها احتيج الى تهيئة من قبل فمن بادر البدر فيها بالنثر ووالى الماء عليها بالقطر ولم يهيئها من قبل فان بدره لا ينبت. وان نبت لم يثمر. وان اسمر لم يكفر. وكذا العلم. فاذا لم يكن القلب تهيأ صالحا له فان ملتمس العلم لا يجب اليه طريقا سريعا. وربما انفق كثيرا من وقته ويهدي نفسه فلا يحصل من العلم الا يسيرا. وموجب ذلك فقدان صلاحية قلبه للعلم بفراغه من تعظيم العلم واجلاله. فهو لا يعقل هذا المعنى الشريف وهو ان يكون مجلا معظما للعلم. فانه متى عظمه واجله حصله. ومتى فقد ذلك منه لم ينله كما قال وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب ينقص حظ العبد منه حتى يكون من القلوب قلب ليس فيه شيء من العلم. وانما فقد العلم منه بفقدان اجلال اجلال العلم تعظيمه منه فلما صار قلبه فارغا من اجلال العلم وتعظيمه فرغ قلبه الى العلم ولم يصلح ان يكون لارضا بذرعه ثم قال فمن عظم العلم لاحت انواره عليه اي ظهرت انواره عليه ووفدت اي قدمت غسل فنونه اليه ولم يكن لهمته غاية الا تلقيه. ولا لنفسه لذة الا الفكر فيه ولا ينال هذا المقام الا موصلها قلبه بذلك فلو اجر انه اقبل بنفسه على العلم لكن لم يخالط قلبه رجال العلم واعظامه فان العلم لا يستقر في قلبه ثم قال وكأن ابا محمد الحافظ رحمه الله لا مح هذا المعنى فختم كتاب العلم من سننه المسماة في المسند الجامعي بدار في اعوام العلم فاخر كتاب العلم من سنن الدارمي ترجمته بقوله باب اعظام العلم. وهذا من دقيق فقهه. وكان ابو العباس ابن تيمية ابا محمد للبخاري في فقهه واخبر رحمه الله تعالى هذه الترجمة تنبيها ان ما سلف من تراجم كتاب العلم في سننه بما فيه بيانه كيفية اخذه وتلقيه وما ينفع منه ونعت اخذه عن الشيوخ لا يمكن احرازه الا بان يأنس القلب بالعلم معظما له. فاذا عظم القلب العلم انتفع بما سبق ذكره من المعارف والعلوم التي بثها الدارمي رحمه الله تعالى في تراجم العلم من سننه وليس المراد بالمعنى المسروق انفا ان احراز العلم لا يكون الا مع طهارة القلب. فانك وربما رأيت من يحفظ العلم مسائله وهو في حال تفارق ما يوجبه العلم. وانما المراد نفيه حصول العلم الذي له بركة. مما يورث والعلم والفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فيتجلى بملتمسه من المعاني الخفية والحقائق اللطيفة ما لا يكون لغيره. وبهذا يحصل اللون الشافع والفرق الواسع بين من كان قلبه طاهرا صالحا للعلم النافع وبين من يكون قلبه حاملا لعلم يكون على لسانه فقط. فان العلم منه ما يجري على اللسان ومنه ما يثبت على الجنان فالمراد اثباته بالمعنى المتقدم العلم الذي يثبت في الجنان فتظهر اثاره وبركته ومنفعته في العاجل والاجل واما علم اللسان فربما رأيت من الخلق من يحرز منه قدرا لكن لا تحصل له به منفعة في العاجلة والآجلة ولا ترى عنده من لطائف المعارف وشريف العلم ما يكون عند غيره ممن امتلأ بتعظيم العلم واجلاله وصلح ان يكون العلم نابع محلا له. ثم قال المصنف واعوذ اول شيء اي اكثر شيء اعانة على الوصول الى اعظام العلم واجلاله معرفة معاقل تعظيمه ثم بين معنى المعاقد بقوله وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب ثم ذكر من بعدها فقال فمن اخذ بها كان معظما للعلم مجلا له ومن ضيعها فلنفسه اضاع فلا يلومن ان فتر الا نفسه يداك او فتى وبوك نفخ ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم كما قال الشافعي رحمه الله تعالى. فمن اراد الحصول على العلم النافع ظاهر البركة العاجلة والآجلة فليأخذ بمعاقد تعظيم العلم هي الاصول التي متى سلكها العبد صار معظما مجلا للعلم فحصل بهذه العظمة التي استوت في قلبه ان يكون من القلوب المترشحة عند الله سبحانه وتعالى للعلم النافع الذي تونس لذته ويأنس العبد به ويركن اليه فهذا الكتاب مبين للسبيل القويم للوصول الى تعظيم العلم الذي متى تأكد بالقلب اكسب صاحبه العلم النافع في العادل والاجل. فينبغي ان يجتهد طالب العلم في توصل هذه المقاعد علما في توصل هذه المعاقد علما ثم امتثالها عملا مع دوام الاقبال بصدق على الله اعانه وتعالى فان العبد اذا صدق الله ها صدقه الله. واذا كان الكريم من الخلق يأنف في عرفهم ان يرد سائلا يسأله فان اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى لا يعد سؤال السائلين ولكن نشأنا في صدق اليقين. فمن التمس العلم معظما له بصدق واجمل طرق باب الكريم سبحانه وتعالى فان الله عز وجل يفتح له العلول والمعارف وبه يدرك ان العلم لا يناله حافظ مجيب ولا ذكي المعي وانما يناله ذكي هيأه الله سبحانه وتعالى لذلك. فكم رأيت اين اناس يوصفون بالحفظ والفهم لكنهم يحال بينهم وبين العلم. واعظم اسباب ما حال بينهم وبين العلم فراغ قلوبهم من تعظيم العلم وهذا المعنى ليس شيء نفقده لاسى في عوام المسلمين. بل صار امرا نذوء العلقم من فخذه طلاب العلم فكم من امرئ يواجد العلم وينسب اليه لكنه قليل التعظيم له. واذا اردت ان تعرف صدق مقالتي فاعترف ما سيأتي من معاقل تعظيم العلم في احوال الخلق. وتفقد هذا في نفسك قبل الناس. تجد ان ان كثيرا منا قد فرغ قلبه من كثير من هذه المعاني. واذا وجد بعض هذه المعاني في قلبه لم تكن مستوية على الوجه الاتم. فحينئذ تنفق الاوقات وتبذل الجهود وتمضي الاعمار ولا يدرك العبد من العلم الا قليلا. والعلة فيه لا في العلم ولا في عطية الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم العاقد الاول قصير وعائدهم وهو القلب وبحسب طهارة القلب يدخل العلم. واذا ازداد طهارة زادت قابلية خروج العلم فمن اراد حيازة العلم فليسلم باطلا ويضحي قلبه من نجاسته. فالعلم جوهر اللطيف لا يصلح الا للقلب النظيف. وطهارة القلب تطيع يا صياد من نجاسة الشبهات. من نجاسة الشهوات. واذا كنت تستحي من نظر مخلوق مثلك الى وسط ثوبك تستحي من نظر الله الى قلبك. ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان صلى الله عليه وسلم قال طريقنا مالك واموالكم ولكن ينظروا الى قلوبكم واعمالكم. ومن لم يقع منه نجاسته هؤلاء المواطن قال سهل ابنائي رحمه الله حرام على قلب ان يتلوه النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل لما بين المصنف وفقه الله ان ليل العلم موقوف على تعظيمه. وذكر قبل ان تعظيمه يدرك بلزوم معاقله وهي الاصول الجامعة المحققة لهذا المعنى في القلب شرع ان يبين جملة من هذه المعاقد واحدا واحدا وابتدأها بالمعقد الاول. وهو تطهير وعاء العلم لان لكل شيء وعاء ووعاء العلم القلب وبحسب طهارة القلب يدخله العلم النافع واذا ازدادت طهارته ازدادت قابليته لمن بما ينفع من العلم فمن اراد حيازة العلم فليزين فاضلة ويطهر قلبه فان العلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف وكما ان الخلق يحفظون جواهر الاف المال عندهم من ذهب وفضة وعقيق وغيرها في محل صالح لحفظها ولا يلقون فيها في المدابر فكذلك العلم لا يصلح لقلب يكون مزبلة. فان العلم من ميراث النبوة والنبوة اصطفاء من الله سبحانه وتعالى. ولا يجعل الله عز وجل شيئا من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم في غلول هي مزابل قلوب الخلق. والقلب الذي ينعت بانه من مزابغ القلوب هو القلب مما ينجسه من الشهوات والشبهات. فان القلوب تعتوضها نوعان من واو هنا المذكوران في قول المصنف الى اصلين عظيمين احدهما طهارته من نجاسة الشبهات والاخر طهارته من نجاسة الشهوات فالمرض الاول مرض الشهوة والمرض الثاني مرض الشهة وهما يدفعان بتطبيقهما عن القلب صار القلب طاهرا صالحا للعلم. ومتى كان القلب ملطخا بقاذورات النجاسات من الشهوات والشبهات فانه من مزابغ القلوب. واذا زاد ما فيه من هذه النجاسة انتفى وصول اليه والمراد بالعلم العلم النافع الذي يؤنس المرء ثمرته العاجلة والاجلة. ثم ذكر النبوة حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان الله ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم وفيه ان محل نظر الله من العبد موقعان احدهما نظره سبحانه وتعالى الى قلبه والاخر نظره سبحانه وتعالى الى عمله. فهما محل النظر الى العبد فمتى استقام استقامت حال العبد ومتى ساء شاءت حال العبد فانما يلحق العبد من ضيق صدر وتغير حال وزلزلة خاطر وخلق روح هو بما يكون بقلبه وما يجريه من عمله قال ابو الفرج ابن الجوزي في صدر فصل له في صيد الخاطر تصفية الاحوال على قدر تصفية الاعمال تصفية الاحوال على قدر تصفية الاعمال. انتهى كلامه. اي متى صف العبد عمله صفت له حاله ومتى ساء عمله ساءت حاله وهذا المعنى موجود في كلام مطرف ابن الشخير ابن علاء ابن الشخير اذ قال فيما رواه ابو نعيم الاصفهاني في كتاب الحلية من صفى صفي ومن خلط خلط عليه. اي متى صفى العبد اعماله واستقام امر قلبه صفا له حاله. ومتى خلص في ذلك اختلطت عليه احواله. ثم قال المصنف من طهر قلبه فيه العلم حل اي وجد وقع ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم اي تركه وارتحل. ثم قال قال سهل بن عبدالله ورحمه الله حرام على قلب ان يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل يعني من الذنوب والمعاصي. وشاهده في القرآن قوله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون اذ بغير الحق قال سفيان ابن عيينة احرمهم فهم القرآن احرمهم فهم القرآن. انتهى كلامه فهم يحرمون فهم القرآن بما في قلوبهم من فساد اعظمه انهم يتكبرون في الارض بغير الحق فاذا كان اصل العلم وهو فهم القرآن يحجب بالذنوب التي تكون في القلب ومن جملتها الكبر والخيلاء فان سائر الذنوب احجبوا الانسان عن سائر العلوم فاذا امتلأ قلب العبد بامراض الشهوات والشبهات صارت هذه العلل حائلا بينه وبين وصول العلم اليه والخطيئة والذنب جبلة آدمية وقلة بشرية لا ينفك العبد عنها ولا يلام العبد على وقوع ادام وصدوره منه. وانما يلام على ترك لتوبة من الذنب. وفي صحيح مسلم من حديث سعيد ابن عبد العزيز عن ربيعة ابن يزيد عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما عربي تبارك وتعالى فذكر حديثا طويلا وفيه يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب فذكر حال الخلق انهم يذنبون بالليل والنهار وهم مأمورون بما يمحو هذه الذنوب وهو والتوبة الى الله سبحانه وتعالى. قال ابو العباس ابن تيمية الحبيب في العقيدة التبويرية من اذنب فندم فتاب فقد اشبه اباه ومن اشبه اباه فما ظلم. انتهى كلامه. اي صار مشابها لابيه ادم عليه الصلاة والسلام في وقوع دم منه ثم ندمه عليه الصلاة والسلام على مقارفته الذنب ومبادرته التوبة من الذنب فينبغي ان يتعاهد ملتمس العلم قلبه بنفي هذه النجاسات الواردة عليه من الشهوات والشبهات عنه بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى وتكرار ذلك. وهذا من اسرار ملازمته صلى الله عليه وسلم الاستغفار في اليوم والليلة مرارا كثيرة. فكان يستغفر في اليوم مائة مرة ويعدل في المجلس سبعين استغفارا. كل ذلك للايغال في دفع هذه النجاسات عن قلبه. واذا كان هذا حال عطاه المطهر ابي القاسم صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فان حال احدنا في حاجته الى التوبة اعظم. ويتأكد هذا في ابتغاء العلم. فان من اعظم ما يعينك على اصول العلم اليك وطهارة قلبك ملتهنة بيد نجاسة الشهوة والشهد عنه. واعون شيء لك في دفعها عنه مبادرتك التوبة وتكرار الاستغفار ربك سبحانه وتعالى. نعم سلام عليكم اياك نعبد الله مخلصين له الدين رحمة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى وما سبق من سبق ولا وصل من السلف الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين. قال ابو بكر المغوتي رحمه الله تعالى سمعت رجلا يقول يقول لابي عبد يعني احمد ابن حنبل وذكر له عبد الله بهذا وانما ينال المرء من على قدر اخلاصه اخيرا يقوم على اربعة اذا قصدها. عن نفسه بتاريخها ما علينا من العبودية وارشادهم وجاءوا لم يحظوا من الضياع. الرابع نعمل اليه. رحمهم الله يخافون الاخلاص لطلبك اليك. فيتضرعون عن الى انهم لم يحققوه في قلوبهم. سئل الامام احمد فقال لله عزيز ولكنه شيء حبب ومن ضيع الاخلاص فاته ابن كثير وخير وكيل. وينبغي للقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل. وهو الاخلاص في اموره ويحمل على هذا الوقود شدة معالجة النية. قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى ما يشفينا شتى علي من نيتي لانها تتقلب علي ولخال سليمان الهاشمي رحمه الله ربما احدث بحديث واحد فإذا الحديث الواحد يحتاج الى نيات ذكر المصنف وفقه الله ناقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو اخلاص النية فيه لان اخلاص الاعمال اساس قبولها. وسلم اصولها قال الله تعالى وما امروا الا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء اي حال كونهم مخلصين لا دين لله سبحانه وتعالى وفي الصحيحين عن عمر رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بنية اي متعلقة بنية عاملها ولكل امرئ ما نوى اي حظ العامل من عمله على قدر في يده والمأمور به في النجاة ان يخلص العبد لله والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله والى هذا المعنى اشرت بقولي اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. اخلاصنا لله صفي القلب منه ارادة سواه فاحذر يا فطن فالحقيقة الاخلاص وجود تصفية فيه. وهذه التصفية متعلقها الارادة بان يخلد العبد ارادته لله سبحانه وتعالى. فلا يكون في قلبه ارادة احد سوى الله سبحانه وتعالى الا ثم ذكر المصنف ان من سبق ممن سبقه ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الى الدرجات الرفيعة والمقامات المنيبة الا بالاخلاص لله رب العالمين قال ابو بكر رحمه الله سمعت رجلا يقول لابي عبدالله يعني احمد ابن حنبل وذكر والاخلاص فقال ابو عبد الله بهذا ارتفع القوم. اي ارتفعوا بصدقهم واخلاصهم فارتفاع العبد في مراتب الدنيا والاخرة على قدر صدقه والفرق بين والاخلاص نصيبه وتوحيد المراد والاخلاص ان النصيحة هو توحيد المراد والاخلاص هو توحيد الارادة ذكره ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله. فيكون العبد صادقا اذا وحد مراده بان يتوجه الى الله سبحانه وتعالى. ثم يتحقق له الاخلاص اذا خلص هذا التوجه من الالتفات الى ارادة غير الله سبحانه وتعالى. ثم بين المصنف ان المرء ينال العلم على قدر اخلاصه فلا يناله في حسنه ولا نسبه ولا ماله ولا سلطانه وانما يناله بقدر اخلاصه روى الخطيب البغدادي وابن عساكر في امانيه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انما يحفظ الرجل على انما يحفظ الرجل على قدر نيته. اي لا يحصل له اثور الحفظ وقوته الا بقدر ما يكون في قلبه من النية صالحة او فاسدة. فان صلحت او يحبه وان فسدت الفرجى عليه في الحفظ فالعبد لا يدرك العلم بالقوة الظاهرة فقط كما يخيل للناس وانما يدركه بقوة باطنة من اعظمها الاخلاص فانه مع الاخلاص يحصل للعبد من القوة على الحفظ والفهم ما لا ما لم يكن له من قبل فيتجدد له بصدق ارادته وجه الله سبحانه وتعالى قوة ينعم الله سبحانه وتعالى ويتفضل بها عليه. ثم بين المصنف كيفية الاخلاص لان من مدارك العلم التي توجب الاعتناء بها معرفة كيفيات الاخلاص المرادة شرعا في الاعمال. فان لكل عمل من الاعمال نيته. وقد تأسف ابن في اتهام المدخل على عدم الفقهاء المنبهين للخلق الى نيات اعمالهم فان العبد يحتاج الى تعريف له في نية عمله والوضوء له نية والصلاة لها نية والصيام له نية وطلب العلم له نية والنكاح له نية. ولا يراد من هذه النية مجرد المعنى العام. من ارادة وجه الله سبحانه وتعالى بل في مضامين ذلك معان متى استشرف لها القلب واطلع عليها احرز العبد قوة في يده في هذا العمل. فحصلت له البركة. وهذا من وجوه حضور الناس في اعمالهم. فانهم يختلفون في شهود مقادير النية فيها. فمن الناس من يصلي الصلاة ونيته فيها اسقاط الفرض الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه ليس الا. وهذا هو المعنى الذي يريده الفقهاء من كلامه. ومن الناس من يؤدي الصلاة فيها انواع من النيات فهو يؤدي الصلاة وهو يريد ان يكون له اتصال بالله سبحانه وتعالى. فان الخلق يأنسون بالخلق ومن الخلق من يكون قولوا انثوا بالله عز وجل ومن طوائف الانس به سبحانه وتعالى وقوف العبد بين يديه في الصلاة فمن الناس من يأتي ليحصل له وفود بين يدي الله سبحانه وتعالى. قال الامام احمد رحمه الله تعالى رفع اليدين في الصلاة القاء العبد الحجاب بينه وبين الله. فاذا رفع العبد يديه قائلا الله اكبر فكأنما ارسل اجابة المسدل بينه وبين الى الله سبحانه وتعالى. هذه واحدة من النيات التي يمكن ان تسعدها القلوب في الصلاة. ووراء ذلك من جهة اخرى. كل ارجعوا الى معنى النية في الصلاة. وكل عمل من الاعمال الدينية او الدنيوية تعترف به انواع من النيات. مدى القلب حصلت له قوة فانتفع من العمل الذي اداه ومن جملة ما ينبغي ان يحيط به ملتمس العلم خبرا نية العلم. فان من الناس من يطلب العلم ويفوت كيفية الاخلاص فيه لا لمخالطة قلبه ارادة غير الله عز وجل. وانما لاصول علمه ادراك اصول هذه النية التي بالقلب صار ملتمس العلم واقفا على الاخلاص الشرعي في العلم. وقد ذكر المصنف ان الاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول فالاول رفع الجهل عن نفسه اي ان ينوي رفع الجهل عن نفسه بتعريفها. ما عليها من العبوديات وليطابها على مقاصد الامن والنهي فيتعرف بطلبه العلم طريق العبودية لله سبحانه وتعالى. وهو يدرك ان حظرته عند ربه على قدر عبوديته له ويدرك ان من مقاصد التماته العلم ان يكون العلم سببا موصلا له الى معرفة ما يعبد به ربه سبحانه وتعالى والثاني رفع الجهل عن الخلق اي ان ينوي بالجهاز العلمي رفع الجهل عنهم بتعليمهم وارشادهم لما فيه مصالح دنياهم واخرتهم فهو لا يريد ان يترفع عليهم. وانما يريد ان يرفع عنهم الجهل بتعليمهم وارشادهم الى مصالح الدنيا والدين ثم ذكر العصر الثالث وهو احياء العلم. والمراد به حفظوه من الضياع. فينوي بطلبه العلم ان يحيي الى الماء وينعشه فلا يضيع. لان العلم في هذه الامة هو اصل حفظ دينها فاذا حفظ العلم فيها حفظ دينها. واذا ضاع العلم فيها ضاع دينها. وما ضاع الدين اشد مما ضاع من الطين. وانت لم تسمع من ينعي فقدان المسلمين فراجيس كثيرة في المشرق والمغرب ولا يحرك ساكنا وهو يشهد لجلاء فقدان المسلمين لكثير من اصول دينهم وغلبة الجهل عليهم فكم من مسلم ينتسب الى الاسلام مثله. لكنه لا يعرف حقيقة هذا الدين. وفقدان معالم الدين للمسلمين اشد من فقدان الطين. لانه اذا استقام امرهم في دينهم عادت لهم تلك الاظاليس. واذا يستقم لهم دينهم فانهم لا يزالون في نقص حتى يأذن الله عز وجل برفع البلاء عنه وتأمل هذا في طلب جملة من الاصول الدينية التي صارت مجهولة عند المسلمين صار منهم من يوغل فيها بالجفاء ومنهم من يوغل فيها بالغلو والحق بين ضلالتين والحسنة بين سيئتين اعتبر هذا في ابواب شتى من الجهاد او بالامر بالمعروف او بالنهي عن المنكر او غير ذلك فلا تجد في نفوس اكثر المنتسبين الى العلم على فقدان هذه المعالم الشرعية كما ارادتها الشريعة. وتسمع منهم لوعة وتأدبا على ما يفرد من بلد ها هنا وهناك وهو ضياع العلم والدين اشد من ضياع تلك الاراضي. لانه اذا استنكر ضياع الدين فيهم فلم يزالوا في نقص في اموالهم وانفسهم وبلدانهم. فان استقاموا على دينهم رد الله سبحانه وتعالى ما كان لهم من مجد. فانهم لم لينالوا ذلك المجد لانتابهم ولا حسابهم ولا شجاعتهم وانما نالوه بعجل الاسلام. قال عمر الله عنه يا ابي عبيدة فيما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق باسناد صحيح نحن قوم اعزنا الله بالاسلام. فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر الاصل الرابعة من اصول نية العلم وهو ان ينوي العمل بالعلم فان العلم لا يراد بذاته وانما يراد في مقاصد عدة من جملتها ان ينوي العبد العمل به واشرت الى هذه الاصول الاربعة بقول ونية للعلم رفع الجهل عم ونية للعلم رفع الجهل عم عن نفسه وغيره من النسم عن نفسه فغيره من النسم وبعده التحصين للعلوم من وبعده التحصين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن ضياعها وعمل يهي زكر. ونية للعلم رفع الجهل عن نفسه وغيره من النسم. وبعد التحسين للعلوم من ضياعها وعمل به زكن. وقوله النسم جمع نسمة والمراد بها الخلق وقوله زكن اي ثبت ثم ذكر المصنف ان السلف رحمهم الله كانوا يخافون فوات الاخلاص في طلبهم العلم عن ادعائه فلا يدعون انهم حققوا وليس المراد فقدان تحقيقه من قلوبهم. ولكنهم كانوا يعاملون نفوسهم بالنقص فينظرون اليها بانها لم تحقق ما ينبغي عليها من نية العلم فكانوا يتورعون عن ادعائه ومن ذلك ما ذكره ان الامام احمد سئل هل طلبت العلم لله؟ فقال لله ان يشقوا علي ان اقول اني طلبت العلم لله ثم قال ولكنه شيء حبب الي وطلبته ثم قال ومن ضيع الاخلاص فاته علم كثير وخير وفير. فاذا ضيع العبد الاخلاص فاته ما يفوت فاقد الاخلاص من العلم الكثير والخير الوفير. ثم ذكر انه ينبغي لقصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل بان لا فلا عن تقلبه في نفسه في اموره كلها ثم بين موجب تفقد الاخلاص في النيات فقال ويحمل على هذا التفقد شدة معالجة النية. اي معاناة النية تصحيحا واصلاحا على وجه شديد فان من رام اصلاحا يده وتقويمها على الوجه الاتم وجد شدة في ذلك. قال سفيان الثوري ما عالجت شيئا اي ما ثابت معالجة شيء اشد عليلا من نيتي لانها تتقلب علي اي لان النية تتغير وتتحول فان النية محلها القلب والقلب متقلب متغير بحسب ما يعتريه من الواردات. ثم اورد قول الهاشمي ربما احدث بحديث واحد وولي فيه هجرة بنية صالحة فاذا ادمت على بعضه اي اذا حدثت ببعضه تغير في تغير نيتي فاذا الحديث الواحد يكادوا الى نجاة والمراد بالنيات المحتاج اليها اي يحتاج الى تصحيح النية ان يحتاجوا الى تصحيح النية والمراد بتصحيح النية ردها الى المأمور به شرعا اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها. ردها الى المأمور به شرعا اذا عرض لها ما يغيرها او يفسدها بل العواوظ التي تهجم على النية نوعان العوارض التي تهجم على النية نوعان احدها عوارض تفسدها احدها عوارض تفسدها فتنقلها الى المأذون به شرعا الى المحرم شرعا وتنقلها من المأذون به شرعا الى المحرم شرعا. والاخر عوارض تغيرها عوارب تغيرها فتنقلها من المأمول به شرعا الى المباح فتنقلها من المأمور به شرعا الى المباح ولا يدفع هذه العوارض والمغيرة او المصيبة الا دوام تصحيح النية. فكل عمل فان ابتدأته ونيتك فيه حسنة فاعلم انك لا تخلص من معرت وهذه يهجم عليه فيغير نيتك او يفسدها وعروة الخلاص من هذه العوارض دوام تصحيح النية بان تتفقد نيتك مرة بعد مرة في مطلبك الذي اريده فمتى رأيت فيها تراجع للانتقال من القصر الحسن الى المباح؟ وردتها الى المأمور شرعا او وجدت خرجت الى مرض فاسد من الاغراض التي تعرض للنية وردتها الى المأمور به شرعا وهذا الامر في ملاحظة النية امر شاق يحتاج الى مجاهدة عظيمة لكن هذه المجاهدة تهون مع المداومة. قال الله تعالى والذين جاهدوا فيها لنهدينهم سوا قال بعض السلف جاهدت نفسي في قيام الليل. عشرين سنة حتى استقامت لي وقال احدهم جاهدت نفسي في تعلم الصمت عشر سنوات. وقال احدهم حفظت قلبي عشرين سنة فحفظني عشرين سنة. فاذا داوم العبد المجاهدة وعرفت نفسه ذلك استقامت. فمتى جعل العبد بين بصير في قلبه وناظريه تصحيح النية وصار مراقبا هذا المقام ما هي الا مدة من عمره حتى تألفوا حتى تألف نفسه هذا المقام فيكون ذكارا مدثرا لمراقبة نيته. ومن غفل عن هذا المقام فانه ربما استشرى فيه هذه العلل وصار يتنقل من غرض فاسد الى غرض اشد فساد وربما كان في ذلك عطبه وهلاكه فان القلب لا يموت دفعة واحدة وانما يموت القلب بما يسري اليه من العلل فتداخله علة من العلل على نحو لطيف. فاذا غفل عنها تمكنت منه. فاذا وثقت القلب جرت اليها اخرى. فاذا استوى مقاومهما في القلب استرجعتا علة ثالثة فما هي الا علة بعد علة يستمريها العمد حتى يموت قلبه في غفلة منه عن مجاهدة نفسه ومراغمتها في تصحيح النية. وهذا يقرر صدق ما ذكره ابو عبد الله رحمه الله تعالى في قوله ما سبق من سبق ولا وصل من وصل الا بالصدق والاخلاص فالوصول الى المراتب المنيفة والمقامات العالية لاحراز المعارف والعلوم لا يكون الا بمجاهدة عظيمة. وهذه المجاهدة لا تستدعي منك سنة او سنتين او ثلاثا او خمسا بل في هذه الازمان صارت المجاهدة تستدعي منك مدة اكثر مما كان في الزمن الاول. فان الاحوال التي اعترضت الخلق وما الفته نفوسهم وما صار من الاحوال الملازمة لهم مما يباين على السلف ما يذكره السلف مطلوبا في زماننا اضعاف ما كانوا لتغير الازمان. لكن مما يهون عليك ذلك ان من كان مع الله كان الله معه مما ييسر عليك ذلك انك اذا تعلقت بالله سبحانه وتعالى اعانك ووفقك. فكن مع الله ليكن الله عز وجل معه. وان المرء لا يركن الى شيء وثيق ولا عتيق. الا الى الله سبحانه وتعالى فمتى تطلع الى غيره؟ فاغتمر في طلب العلم بقربه من شيخه او قوة حفظه او فهمه او كونه منتسبا الى بيت علم فان ذلك لا يجدي عليه شيئا وانما ينفعه وجدان معه عن المتقدم ذكرها في قلبه فمتى حقق الاخلاص في قلبك رفعه الله سبحانه وتعالى الناس يرونه لا شيء كان يوفيه بربه سبحانه وتعالى معظما عند الخلق قال رجل لعثمان بن سعيد الدارمي مستعظما عليه من انت لولا العلم من انت؟ لولا العلم فقال عثمان بن سعيد مدحني من حيث اراد ان يذمن مجحني من حيث اراد ان يلمني يعني قال انت بالعلم صرت شيئا وهذا الامام رحمه الله تعالى من طالع كتابه بالرد على بشر المريزي وغيره رأى قوة صلته بربه سبحانه وتعالى وتعظيمه واجلاله لله عز وجل ولهذا من قرأ كتب كتب عقائد السلف وهو يشهد ببصيرة قلبه اعظامهم واجلالهم لله سبحانه وتعالى اطلع على معنى من المعاني التي جعلت علم السلف شريفا فان كلامه فيما يتعلق بتعظيم الله واجلاله عند ذكر صفاته في تقريرها او في الرد على المخالفين فيها نطلعك على ما في قلوبهم من اجلال الله واعظامه مما اورثهم علما نافعا وسداد شواهده بما يستقبل. نعم السلام عليكم ثالثها الذي رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك ولا تعجز ولا تعجز. قال الجنيد رحمه الله يصبح تعزيز وتعجز رواه منكم قال رحمه الله فان لم ينم كله نال بعضا. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى عشر خاتمات وتقول رحمة بايه؟ حتى يؤدي الى رحمه الله تعالى خير البخاري كله على الشيء الذي يليه في ثلاث مجالس الثانيات ليلته الى صلاة الفجر ويوم الثالث من طرف النار الى صلاة المغرب فكان يقول ولا تكن شابا ابراهيم يا احبتي الى العالمين ما شاف حد ما شاب عزمي ولا حزم ولا خلق ولا ولا ديني ولا كرامي وانما والشيء في الشعر غير الشيء في الامام. ذكر المصنف وفقه الله اذا ثالثا من معاقل تعظيم العلم وهو جمع همة النفس عليه فان من دلائل تعظيم كريم ان تجمع ممتك عليه. ثم بين كيفية جمع الهمة وذلك بتفقد ثلاثة امور ذكرها ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهي متسقة في طي الحديث النبوي المذكور بعد فاولها الحرص على ما ينفع. لان تكمل عليه وتعتني به وتاليها الاستعانة بالله عز وجل في تحصيله اي طلب العون من الله عز وجل في تحصيله لان قواك مهما بلغت اذا ركنت اليها خذلتك. قال الاول اذا لم يكن عون من ظاهر الفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. قال ابو العباس ابن تيمية الحديث تأملت انفع الدعاء ووجدته سؤال الله سبحانه وتعالى العون على طاعته. انتهى كلامه. فافضل ما يكون من الدعاء ما يوفق العبد الى اصول مقاصده وهو التماسه الاعانة من الله عز وجل وثالثها عدم العدل عن بلوغ البغية منه. فلا ينبغي للعبد ان يتقاعد عاجزا عن ادراك مطلوبه الذي يرومه وهذه الامور الثلاثة جمعت في قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ثم ذكر من كلام من مضى من اين من كلام الجنيد وابي عبدالله ابن القيم. ثم قال اي من الوسائل الموصلة وسمو نفس اعتبار حال من سبق وتعرف التعرف همم لقوم عظيم اي نظر في سنن الماضيين من الانبياء والعلماء والشهداء والصالحين فان المرء يرى بما كانوا عليه نزلا مثل الخلق هم من لحم وعظم ودم يهون ذلك عليه الاقتداء بهم. قال ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد الخاطر لا اجد شيء شيئا انفع لطالب العلم من ادمان النظر في سير السلف. لا اجد شيئا لطالب العلم انفع من ادمان نظري انتهى كلامه. لان الاقتداء بالافعال ابلغ من الاقتداء بالاقوال. فاذا رأى المرء سابقا له كان فعالا لامر رمى ادراكه بعد عمله ذلك عند من كانت له الفة في نفسه وحمية لها على ان يقتدي باولئك الماضيين في دينه كسيهم ثم ذكر من احوالهم طرفا فمن ذلك ما ذكره عن الامام احمد انه كان وهو في الصبا ربما اراد الخروج قبل الفجر الى حلق الشيوخ فتأخذ امه بدياره وتقول رحمة به. حتى يؤذن الناس او يصلحوا يعني انتظر اذان الناس لصلاة الفجر او حتى يظهر الصبح ويبين فكان يريد ان يمضي قبل الفجر ملتمسا للعلم. فكانت امه تحول بينه وبين ذلك وتطلب منه اما انتظار اذان الفجر او انتظار ذهاب غرس الفجر غرس الليل وظلمته قبل ميلاد الفجر ثم ذكر قراءة الخطيب البغدادي صحيح البخاري قل له على اسماعيل الحيري في ثلاثة مجالس وهذا امر عظيم ذكر ابو عبد الله الذهبي رحمه الله تعالى في تاريخ الاسلام انه لا قبل لاحد من اهل زمانه بمثله واذا كان هذا شيء صار ثقيلا على من كان في تلك القرون ممن كان في زمن ابي عبدالله الذهبي في القرن الثاني فانه في هذه الازمان اشد اليه وتحقيقه لكن من رام التشبه بالاكرمين وراغم نفسه في ذلك قدر على مساندتهم. اي الوصول الى ما كانوا عليه ومن لطائف ذلك ان ابن قولون احد علماء القرن العاشر من الحنفية ذكر في الاوسط انه قصد محاذاة الخطيب في فعله فقرأ صحيح البخاري على احد اشياخه في ثلاثة ايام كصنيعة الخطيب رحمه الله تعالى في قراءته. وهكذا اذا كانت الهمم عظيمة استطاعت اللحوق بمن سبق. ثم ذكر ان ابا محمد من التفاني اول ابتدائه يعني في طلب العلم يدرس الليل كله اي يعمر ووقته في الليل بالدرس وساماه في ذلك ابو زكريا النوم فانه اخبر انه في ابتلاء طلبه العلم بقي خمس سنوات لا ينام الا اتكاء والكتاب في يديه. فكان من شدة رغبته في العلم واقباله عليه انه بيان مضطجع وانما كان يوضع له وسائد في محله الذي يقرأ ويدرس فيه فاذا اراد ان ينام اتكأ عليها فنام والكتاب في يديه. ثم ذكر من خبر ابن الكفان ان امه كانت ترحمه وتنهاه عن القراءة بالليل فكان يأخذ المصباح ويجعله تحت الجبنة شيء من الالية العظيمة ويتظاهر بالنوم فاذا رقدت اخرج المساح واقبل على ثم اوصاك المصنف وقال رجلا رجله على الثرى اي وجه الارض ثابتة وهامة همته فوق الثريا وهو النجم المعروف اي مرتفعة ولا تكن شاب البدن اشيب الهمة فلا تكن الشاب الظاهر كذلك اشيب البعض في همتك وعزمك والاشيب تقدمت به السن ولا يقال له شايب في اصح قولي اهل اللغة وانما يقال اشيب ثم قال فان همة الصادق لا تشيب. اي ان المرأة المقبلة على ما يرومه لا تشيب همته مع صدقه. فما حسنت به الحياة اشتغل بمطلوبه ومرغوبه. ثم اورد بيتين لابي الوفاء ابن عقيل احد انبياء العالم من الحنابلة ما اشاب عزمي ولا حزمي ولا خلقي ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي وانما اعتراض شعري غير صبغته والشيب في الرأس غير الشيب في الهمم. وكم من لين تراه اسود الشعر لكن همته بيضاء. وكم من امرئ تراه ابيض الشعر ولكن همته سوداء. فهو ماض في همته في نشاط وذاك مع جلد ظاهره لكونه شابا الا انه ميت العزيمة ومتى غويت الهمة حملت البدن ومتى ضعفت الهمة اثقلها البدن الامر كله على الهمة نعم احسن الله اليكم الى علم القرآن والسنة وسلم الاسلامي علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عليهم رحمة الله العلم والابن فيما تقدم اكثر ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو خوف الهمة فيه. اي توجيهها الى علم قرآن وسنة لان كل علم نافع مرده الى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك. ومما يندرج في هذا الامر استمساك طالب العلم في الجناة علم الكتاب والسنة لانه هو العلم الصحيح النافع وباء العلوم اما خادم لهما. اي الكتاب والسنة. فيؤخذ منه ما تتحقق به الخدمة. اي ما تحصل به توضيح معانيهما. والاطلاع على مقاصد الكلام فيهما. او اجنبي عنهما. اي بعيد مفارق لهما فلا يغر الجان به. قال ابو الفاضل ابن حجر في كلام له وباقي العلوم. اما الات لفهمهما وهي الضالة المطلوبة او اجنبية عنهما وهي ضارة مغلوبة. انتهى كلامه. ثم استحسن المصنف قول عياض في كتابه الاجماع العلم في اصلين لا يعلوهما الا المضل عن الطريق اللاحق علم الكتاب وعلم الايتان التي قد اسئلت عن قال ابن ابي العلم في شرح الطحاوية فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليلا بقيادة كلام المتقدمين فانه قليل كثير البركة. انتهى كلامه. وذكر هذا المعنى ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى وانما وجد نفع في كلام السلف مع قلته لسلامة مقاصدهم هذا في كلام الخلفي في فوائد كثير من هذه المقاصد في كلامهم. ومن لطائف الكلام في ذلك ان رجلا قال يحملون الاسرى ما بال كلام السلفي انفع من كلامنا اطلبوا هذا السؤال اطلبوا هذا اليوم ما بال كلام السلفي انفع من كلامنا فقال لانهم تكلموا في عز الاسلام لانهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن لانهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن. ونحن تكلمنا بعزة النفس ونحن تكلمنا بعدة وطلب الدنيا ورضا الخلق. ونحن تكلمنا بعزة نفس وطلب الدنيا ورضا الخلق اخرجه العراقي في شعب الايمان وابو العين الاصفهاني في كتاب الحلية فلما كانت هذه المعاني المذكورة بطلب عز الاسلام ونجاة النفوس وسلامتها من العواد الحصول رضا الله سبحانه وتعالى في ذلك عظم كلام السلف. ولما ضعفت هذه المقاصد او وجبت في المتأخرين ضعفت البركة في كلامهم فمن شابه السلف في مقاصد قومه حصلت البركة في كلامها ومن قل حظه من تلك المقاصد قلت البركة في كلامه. ومن عدمت تلك المقاصد من كلامه عزمت من كلامه فليس العبرة بكثرة الهدى وانما العبرة بنفع النفع اليست العبرة ان يتكلم الانسان كثيرا وانما العبرة بان يكون ذلك المنثور للخلق نافع. وانما يكون نافعا اذا استوفى صاحبه المقاصد في كلامه. فصار يتكلم الا ولا يتكلم للخالق فيطلب رضا الله ولا يطلب رضا الخلق. ويريد عند الاسلام وظهوره. ولا يريد ظهور نفسه والدفاع منصبه ويريد هداية الخلق الى الله ولا يريد هداية الخلق له. فاذا وجدت هذه المعاني انتفع الناس بكلامه واذا كانت هذه المعاني فانه مهما اوتي من المصاحف الظاهرة والبيان الثالث فان هذا الكلام يذهب هدرا ولا يوجد في قلوب الناس له معنى. ومن رأى الله عز وجل في كلامه تفجرت ينابيع العلم في اقلامه ومن عجائب الكفايات في ذلك ما ذكره ابن عبد الهادي الصغير في ذيل طبقات الحنادق في ترجمة ابي الفرج ابن رجب انه حضر مرة مجلسا للنظام مما يجتمع فيه الفقهاء كل مذهب من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ويتكلم في مسألة ادلى فيها كل بقوله فلما خرج ابو الفرج من مجلسه وكان يصحبه تلميذه ابن لحام قال له رحمك الله الم تكن ذكرت في مجلس كذا وكذا؟ كلاما فيها قال وكنت سمعت منه كلاما نفيتا لم يكن هؤلاء قوله مع نفسي امام هذا المشهد الانسان تكلم في مسألة في مجلس وقررها تقرير عظيم ثم جاء الى مجلس ليس فيه الطلاب. فيه العلماء وما ذكرت هذه المسألة ما نتكلم فلما خرج سأله تلميذه وكان يريد ان يتكلم ليرى الناس منزلة شيخ قال ابو الفرج ابن رجب ذلك كان لله وهذا خشيت الا يكون لي اذهب لله وهذا اخاف الا يكون لله. ولذلك انت تقرأ في كلام ابي فرج ابن رجب فلتقول هذا من اين بالكلام يأتي به من فتح الله عز وجل عليه ولذلك يا اخواني لن تنالوا العلم بالحفظ والفهم والشيوخ والكتب لا كلام الحفظ اذا كنتم مع الله تنالون العلم اذا كنت مع الله اذا كان العبد مع الله عز وجل اقبالا واثباتا ورجاء ومحبة وخوفا واستعانة وتوكلا فتح الله عز وجل له من ابواب الفهم ما لا يوجد في الكتب العلم بيجري في الكتب لو كان العلم في الكتب هذا القرآن اصل العلم موجود في كل المساجد ومع ذلك ليس الناس كلهم علماء العلم يوجد في القلب يجعله الله عز وجل في القلب. وانما يجعله الله في القلب على قدر وجود المعاني الصالحة في القلب فاذا وجدت هذه المعاني صالحة في القلب فان الله سبحانه وتعالى يهيئ للعبد من امره رشده واذا فسد امر الانسان لم ترده قواه ذكر في ترجمة اللي الموافق احد الصباح قليل من المالكية انه كان مرضا مرة من طرف الحي يعني قليلا فرأى احد تلاميذه يتكلم مع فتاة من بنات الحي فقال وقد تاجر الحمد لله اني عرفت انكم اوتيتم من انفسكم ولم تؤتوا من قبل فاني كان يقدم علي الطالب فينهل في العلم في خمس سنوات وانتم تأتون فتكون مدة ستبقون مدة طويلة في العلم فخشيت ان يكون هذا مني. فلما عرفت حالكم علمت ان هذا انظر في هذه الحال الانسان اذا وجد منه هذه المعاني فاسدة حتى في المعلم المعلم بركة علمه على قدر والمتعلم الانتفاع بمعلمه على قدر صلاح قلبه والناس الذي يوجد فيهما يؤثر في العلم العلم ليست معلومات العلم روح لطيفة سارية في هذا الكون بتقدير الله سبحانه وتعالى. يمضيها الله عز وجل في نفوس يرجع من القلب واذا اراد الله حجبها لم يخرج دون ذلك شيء قال المردي جاءت امرأة في حلقة الدرس والافتاء في الجامع الكبير. المراد فقيه من فقهاء الشافعية الكبار قال فوقفت علي وراء الحلقة فقالت يا فقيه امرأة فعلت كذا وكذا وذكرت مسألة من مسائل الحيض قال وكنت احدث نفسي اول المجلس يعني يحدث نفسه باول مجلس الفقه قال كانها لم تطرق سمعي من قبل كأن هذه المسألة من قبل وهو له وله مصنفات في الذبح قال فسكت فلما قال صمتي قالت باي شيء تجلس على الكرسي الله ادري به العجوز المرأة ولكن اي شيء تجلس على الكرسي وانت ما تعرف قال فلما خرجت من باب الجامع ارتفع الحجاب وذكرت المسجد هذا علم عالم فقيه وله تصانيف لكن لما اراد الله ان يؤدب حجب عنه هذه المسألة ولذلك متى وقع في قلبك هذا المعنى لم تغتره بالنفس ولا تبالي بالناس وتعرف ان هذه القوى التي تحيط بك في نفسك او بغيرك ليست شيئا وانما الامر هو ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى فمتى كان هذا عارا؟ رأيت من انواع المعارف والعلو ما لا يخبر عنه احد وليس المراد بوجدان تلك المعاني ان تنتصب على الفراص وان ترتفع بالمناصب ولكن حقيقتها ان تجد الانس واللذة في قلبك جاء رجل الى ابي عبد الرحمن عبد الله المبارك فقال يا ابا عبد الرحمن الا تجلس معنا فقال اني اجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فقال اتهزأ بي قال لا اجزأ بك ولكني اجلس انظر في كتبي فكأنما اقول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. هذا المعنى اللي وجد هذي من جمع زي كذا ما يدور هذا الجد ما وجد لا يبحث عن جنبه ولا يبحث عن ذكر ولا يبحث عن منصب ولا يبحث عن رئاسة عنده من العلوم والمعارف ما يجعله غنيا النفس قال سفيان الثوري العالم غني عن الناس والناس محتاجون اليه انا عارف ما نبالي بالناس. شاقوا وتركوا وخلوا فكم لا يبالي. هذا هو العلم الذي تريد ان تبحث عنه. لا تبحث عنه لتجلس على تبحث عنه تكون ذا منصب ولا تبحث عنه ليشار اليك بالاصابع ابحث عنه لتكون ذا لذة مع العلم اذا خلوت بربك سبحانه وتعالى هذا هو الذي ينبغي ان تبحث عنه وهو الكنز الاعظم لا يغرك حال الناس المناصب والرئاسات والشهادات ودروس لا يضرك اهم شيء ما يكون من انسك بالعلم اذا انت انست والعرب ربما يوضع الاكل عندهم بمكة ونقلني بسيارته في اجرته سألتم من اي بلد انت فقالت هل تعرف الشيخ حاتم والحجمي فقال نعم كنت اجما القادم وقلت له ما تذكر من احوال فذكر لي من احوال وكان منها قال انه ربما يصغر له الطعام وهو يطالع في الكتب وانا ابقى عنده رجاء ان اشاركه في الطعام يبقى الساعة او الساعتين او الثلاثة وهو لم يشعر باني قلت له اقرعه يقول ثم يرفع نظره فيقول جاء العشاء فاقول يا شيخ من مدة فيقوني لا اريده ان كان فيه انظر هذا كيف ان عادات الخلق غالت عنه؟ لان لذته مع العلم وله رحمه الله تعالى اخباره في ذلك. نعم احسن الله اليكم العاقل الخامس سلوك الجارية المرسلة اليه. لكل يوصل اليه. ونادى طريقا محمد يقول فيها قبل به ما كان معكم لانه يقول للراجح فلابد من حفظ المعتمد واولهما وهي مهدية والاصل في هذا عن ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اما الوصف الثاني فهو النصيحة والاخر ويعرف ما يصلح له وما يضره وفق تعبئة للنية التي ذكرها الشاطئ في المنافقات ذكر المصنف وفقه الله من الاخر من عائد تعظيم العلم وهو سلوك الجادة الموصلة اليه. اي لزوم الطريق الا تبلغك علمي لان لكل مطلوب طريقا يوصل اليه فمن سلك جادة مطلوبه اوقفته عليه ومن عدل عنه لم يظفر بمطلوبه فمن اخذ قتلا حسنا في طريق العلم وصل اليه. ومن عدل عنا ضل وانقطع ولم ينل مقصوده. وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثير وهذا الطريق المنعوت في اصل العلم بينه جماعة من المتكلمين في هذه الحقيقة مثلهم شخص من كل فن احسنه لحفظ متن جامع من تأخذه على مفيد ناصح. وفريق العيد به. وجاء الذنوب مبنية على اصلين احدهما حفظ مس جامع للراجح. فمن اراد العلم فلابد له من الحفظ قال شيخ شيوخنا محمد بن مانع في ارسال الطلاب لا شك عند العقداء ان العلم لا ينال الا عند العقلاء ان العلم لا ينال الا بحفظ انتهى كلامه ثم ذكر المصنف ان المحفوظ المعوذ عليه هو المتن الجامع اي المعتمد عند اهل الفن فالمحفوظ الذي ينبغي ان تتوجه اليه هو ما تلقاه اهل العلم من قبول. فاياك ومثنى لم يحظ بقبول اهل العلم فان من الغفل المستبيد والنقص المبين ان ينفق المرء من وقته وقوته فيها غير معتمد لم يتلقاه اهل العلم بالقبول. فان العلم على درجات متفاوتة ليست في مرتبة جاهزة. فاذا فحصت الابرياء المصنفة بالعربية وجدت عدة انبيات اعياها مقاما واسناها اسبتا هي الفية ابن مالك. فاذا اذ استقال المرء بتعذيب على نفسه فحفظ الفية الاخرى كالفية الشيوخ والدية الاجور او غيرهما في هذا الجهات المعروفة في علم العربية فانه يضر بنفسه حيث عمل الى اثنين ليس في المرتبة العليا مما تلقاه اهل العلم بقبول في علم العربية في مكوناتها. فينبغي ان يكون المحفوظ المراد الاقبال عليه المراد الاقبال عليه محفورا تتلقاه اهل العلم بالقبول واعتمد فاذا تركت هذا الاصل افسدت على نفسك العلم ومن ما يتعلق بهذا الاصل التحرير من مصارعات الاذهان في الخلق فيما يراد حروب فان من الناس من صار يزين للمديرية المدرسين للعلم افضل شيء يرى هو فيه منفعة وهذه المنفعة لو اجرت فانها لا تتعدى تقديره هو وما تطهير جمهور الخلق فعلى الهين فقد رأيت مرة برنامجك اللي كيبغي جعل اول محفوظ فيه فيما يتعلق بالحديث صحيفة همام ابن المنبه هذي اول محظور لاحظ صحيفة امام المنبه لو انك فحصت كل الكتب المصنفة في الراتب في اي قرن كانوا يحفظون صحيفة همام عند ابتداء الطلب يحفظ طالب العلم صحيفة المنام في الحديث وهذا الذي وضع البرنامج يقول صحيفة همام اقدم مقيد في علم الحديث وهو ثقة يرويها عن ابي هريرة. فهي حقيقة في التقدير هذا المعنى عنده لكن ليس عند غيب ليس عند علماء الامة طبقة من عند الطبق فمما يسلمك من مخارعات الاذهان ومبتكراتها اذا قيل لك احفظ كذا وكذا انظر هل هذا مما كان عليه الامر؟ من قبل ام لا؟ فان كان عليه الامر فخذ به وان كان موافقا للامر وزيادة فخذه وان كان مخالفا للامر كالذي مثلنا فدعه فانك لن تندم. بخلاف لو انتقيت صهوته فانها ما هي الا سنوات حتى تتندم على نفسك انك ضيعتها في حفظ كذا وحفظ كذا وحفظ كذا ولو ان كذا وكذا لكان انفع لك ومن طرائف الحكايات بهذا ان شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى كان اذا سئل ما يحفظ طالب العلم في الحديث كان اكبر كتاب يلهج به هو بلوغ المال حتى قال الشيخ عبد العزيز سرحان اني سألته سبع مرات او اكثر ما احفظ في الحديث؟ فقال بلوغ الموت والشيخ ابن مالك ليس الواحد في هذا انظر الى الشيخ ابن عثيمين ماذا قال؟ انظر الى الشيخ محمد ابراهيم من قبله انظروا الى ابن سعدي ماذا قال؟ تجد بلوغ المرأة طيب الحين واضح عندكم احدهم مرة ارسل لي رسالة ينقلها عن احد يقول من يوصي الطلاب بحفظ بلوغ المرام فقد غشهم صحيحة يقول الصحيحين هذه لانكم في زمن من الزمان كانوا يبتدئون بحكم الصحيحين ابدا ولن تجدوا من يحفظ الصحيحين لان الطريقة التي يحضر عليها الناس ليست طريقة الحفرات طريقة الحفر والمحدثين ليست هذه الطريقة التي سميت عليها الفسق كما بينه في غير هذا المقام لماذا يغشهم هذا الكلام؟ قال لان في حديث ضعيف هذا من الجهل لانه وجود احدهم ضعيفة اولا منها ما ضعفه الحافظ لنفسه ولكنه ذكرها لانه لانها عملت هذا الباب فذكرها واذا اردت ان تعرف الفرق بين حفظ الصحيحين لو قدرنا وجود من يحفظ الصحيح ايه؟ فهذا غير موجود والمختصرات المتأخرة فيها علل كثيرة ولذلك لو فان الاولين كان يحفظهم مقصر الحميدي الجمع الى الصحيحين وغيره. اما المتأخرة فهي علم كثيرة. لو قدر خذوا بلوغ المرام انظروا الابواب التي ليس فيها حديد من الصحيح كذلك ابواب من الدين ليس فيها حجم صحيح يعني الذي يحرم الصحيحين ستبقى عليه ابواب من الدين في الاحكام لم يحكم فيها شيء واذا جعلت بعده رياض الصالحين في ابواب الرقائق والاخلاق والسلوك والاداء رأيت فوتا كثيرا في هذا. ولهذا فان اهل العلم الحذر من المطاوعات التي كبرت طلبة العلم على وجوههم في طلب العلم ومن اعظمها مما يتعلق بالعمر ما يحدث لناس من المحفوظات وكل شيء احدث لك انظر هل من كان من اهل العلم ممن سبق قريبا يعتنون به ويحرمونه او يحفظون ما يضارعه او له صلة بمحروم واذا رأيتهم في الحديث وجدتهم اولا يحفظون الاربعين ثم عمدة الاحكام ثم بلوغ المرض هذا هو العلم بحفظ اصول الحديث النبوي بما ذكرناه انفا من فوق ابواب الى العلم من احاديث في الصحيحين والامر الثاني في عصر العلم ان يتلقاه طالب العلم عن مفيد ناصح سامع بين امرين احدهما الافادة وهي الاهلية في العلم والاخر النصح اي ارادة نفعه المتعلمين بان يكون رصده افادة الناس لا افادة لنفسه. ثم ذكر الاصل في تلقي العلم عن الشيوخ وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن منكم لابد من اخذه عن شيخ يلقنك العلم ويتصف بالافادة وهي الاهلية ويكتسب ايضا مما وتجمع معنى ايه احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به. اي ان يكون صالحا للاقتداء به. وليس المراد الكمال وليس المراد الكمال لان هذا مما يعجب في الخلق فان طبيعة المرء ان الذنوب وخطايا تعتريه ولكن ان المراد من كثرت حسناته فغلبت سيئاته فان هذا وصف العدل ذكره ابو عبد الله الشافعي في صحيحه. ثم قال والابتداء بهديه ودله وثبته وللهادي اسم للطريقة التي يكون عليها العبث. اسم بالطريقة التي يكون عليها العبد. وهذه الطريقة المسماة بالهدي يشمل شيئين احدهما لا يدله والمراد به الهدي المتعلق بالصورة الظاهرة الهادي المتعلق بالصورة الظاهرة. والاخر والمراد به الهدي المتعلق بافعاله والمراد به الهدي المتعلق بافعاله والاخر معيشته بطرائق التعليم باي يحسن تعليم المتعلم ويعرف ما يصلح له وما يضره وفق التربية العلمية التي نعتها الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقة وهذا من افد المعاني التي ينبغي تلمسها في الشيوخ فليس كل قادر فليس كل من عنده علم قادر على تبليغه او عليكم بكيفية تبليغه. فمن الناس من يحسن طوائق التعليم فليوطن المتعلمين في العلم شيئا فشيئا. ومنهم الا يتقن ذلك فلا يتخرج به المتعلمون. ولهذا ليس كل الشيوخ شيوخا تخرج. ليس كل شيوخ المعلمين يمكنهم ان يخرجوا طالب وانما يخرج الطالب الشيخ العارف بطرائق التعليم الذي يحسن فقية المتعلم بانواع العلوم ثم في اصول تلك العلوم ثم في كيفية تلك العلوم فهو يعرف ما ينبغي تلقينه له في علم نحو مثلا. ثم اذا اراد ان يلقنه علما انه لان يغير مقاصد البلد ثم ينقله الى بيت اخر يزيده فيه شيئا من الليالي ثم يزيده بعد ذلك نقلا الى متن اوسع وهو ثم يزيده بيانا فوق ما سبق من البيان. فيترقى الم تعلم شيئا فشيئا في مسائل العلم. وفي كيفية تلقيها له فيستفيد في العلم ويتخرج سريعا. وكم من انسان لا يتقن هذا المسألة فيرهي الطالبين في مهاوي الايات لانه يلقي اليهم كل ما يحمله من العلم. ذلك على فواهيهم ويترك العلوم لظنهم انهم لا يسمحون له ولم يؤتوا من قبل هذا وانما اوتوا من ثقل ما اوتي اليهم من العلم. لكنهم اذا اظلموا شيئا فشيئا وبينت لهم مقاصد ثم نقلوا في المختصر المتوسط الى ما يزيد فوق ذلك من معاني تلك المسائل ثم ركوا بعد كذلك الى ما فوقه يستفاد فائدة عظيمة. فمتى وجدت معلما دبيبا فاطنا يحسن عقلك اهل العلم فاستلمت ذكره فان هذا من اعون ما ييسر لك الوصول للعلم وهو الذي كان متهيئا بذكر الله العلمي في القرن الماضي فكان من المعلمين من تصدر للتعليم وهو يحسن التعليم ويعرف فوائده فيتخرج منه كشيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم في الرياض وشيخ شيوخنا عمر بن سيرين في بريدة وشيخ شيوخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي في عنيدة هؤلاء يحسنون تعليم الطلبة وينقلونهم شيئا فشيئا في العلم فهو لا يغير للطالب عند ثلاثة الاصول جميع مسائل التوحيد حتى يكون سبع ثلاثة الاصول كانه شرع لفتح المجيد. وانما يعطي الطالب ما يلزمه من فهمي هذا المختصر ثم اذا تمادى هذا الطالب في طلب العلم واطال ملازمته ونصحوا بما يصلح له وماذا يصلح له؟ وما يقدم وما يؤخر. فكان الطلبة يتخرجون بمثل هؤلاء فلما فقد هذا او نذر في الازمنة الاخيرة صار الطلبة لا يستفيدون وهم لا يعرفون الخلل. ومن وجوه الخلف هذا المسلك الذي ذكرتموه احسن الله اليكم امي ممدوح لكل من يطلب ولا تشهد به فالحقوق ضالعون عن الاسرار. فيقول شيخنا محمد بن مانع رحمه الله والسنة فان هذا نفسه ينبغي له ان يتكلم بعلم او ان يسكن في حلم والا دخل تحت قول القائل الثانيا اهلا المهم فتبحر به سواء كان فنا واحدا ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم وان ما سواه قبل الانتهاء منه ومن عرف من نفسه وكانت حال المصنف وفقه الله لاعبا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو رعايته في الاخرة اي الاعتدال بها والاعتدال عليها اي الاعتدال بها والاقبال عليها وتقديم الاهم فالمهم. اي تقييم الاعلى رتبة فيما يحتاجه على ما دونه من العلم. واورد صدر كلامه قول ابن فرج ابن الجوزي جمع العلوم جمع العلم ممدوح ايضم اطراف العلم والتأليف بين ظنونه في ظنه ممدوح ثم ساق قبل ابن رحمه الله من كل فن يدخل ولا تجهل به فالحر مطلع على الاشرار. ثم اورد كلام شيخ شيوخ محمد ابن مالح السادة الطلاب انه لا ينبغي للطاعة به ان يترك علما من العلوم الناجحة التي تعين على فهم الكتاب والسنة. اذا كان يعلم من نفسه قوة على ولا ولا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويجزي بعالمه فان هذا النقص ان هذا النصر لفضيلة فالعقل ينبغي ان يتكلم بعلم او يسكت بعلم واذا دخل تحت قول الغالب فدان ان سهل اما جهلا علوما ليس يعرفهن سهل علوما لو اراها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل تهنون. وقوله الثاني عبادة وقوله لما جهل اي لم لجهله علوما من العلوم وقوله علوما لو اراها اي يوم تلقاها بالقراءة وقوله ما قلاها يعني ما ابغضها. لان من البغض ما ينشأ عن الجهل قال خالد البرمجي وزير العباسيين وكان من الانفياء من جهل شيئا انكره وعاداه. وصارت هذه الكلمة وسار الامثال من جهل شيء انكره وعاداه ثم ذكر ان رعاية فنون العلم تنفع تنفع باعتماد اصلين عنهما تقييم الاهم فالمهم والمراد ما بينه بقوله مما يتفقد واليه المتعلم بالقيام بالوظائف بوظائف العبودية لله. واصل الهمة في العلم في ذو رانيته ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك ورب الجهل عن نفسك يؤذن فيه ما تحتاجه من امر عبادتك. الله سبحانه وتعالى فيكون تقدموا الى اهمية ما تتحقق فيه عبادتك لله عز وجل. ومتى وقع هذا المعنى في القلب او قضى عن تهديد من البيان. فان من المبتدئين من يأتيك فيسألك هل احضر درسا من المصطلح او احضر كان في اصول الفقه وانت تعرف من حاله انه لم يخرج درسا فيما يلزمه من ذكر الله سبحانه وتعالى واداب او عقيدته او طهور او صلاته. فهذه له الزم من ان يدرس مثلا في الاصول او في النحو او وبقواعد الفجر او غير ذلك من العلوم ما الذي يكون بالمحل الاعلى مما تطلبه ما تفتقر اليه في عبادة الله سبحانه وتعالى. فاذا جعلت هذا اصلا في ثالثا عرفت الاهم في الاهم في عقلك هو ما تستقرب اليه في اقامة العبودية لله سبحانه وتعالى ثم ذكر الاصل الاخر وهو ان يكون من اصله في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فنين فيعمد الى انواع العلو ويأخذ مختصرا يتلقاه صحيحا بالحفظ والفهم. فيأخذ متنا في الاعتقاد ثم اخر في فقه ثم ثالثا في التفسير ثم ورابعا ثم خامسا في النحو الى ان يستوفي انواع العلوم النافعة فيكون ايدي بترقي هذه المختصرات. وهذا الامر في المبادئ لا يستقل به طالب العلم. لان المبتدأ بالعلم لا ليس له في هذا الطريق فيحتاج الى شيخ يرشده ويبين له ما يحتاج اليه وهذه الصلة التي كانت موجودة فيما ثبتت بين المعلم والمتعلم كانت من اسماه فلاحين. فلما صار هم المعلم الجلوس على الكرسي والقاء العلم وهم المتعلم الحضور بكتابه ثم الخروج مع الباب وصارت الصلة بينهما صار المتعلم يخرج وخط عشوائي فيه انواع العلم لا يعرف ما يأخذ منه وما يترك وما يصلح له الان وماذا يصلح نفوس المعلمين الى اجساد المتعلمين وحملهم على اللازم لهم فصاروا ربما يذكرون في علوم لا يحتاجونها الان ويمضون فيها وقتا ثم يدكرون بعد مدة ويتطلبون من الى حال ولو كان الشيخ حريصا على نفع من يأخذ عنه لكان حقيقا به ان يرشده الى ما يلزمه من الاخبار من هذا ان الشيخ صالح الاطرم رحمة الله عليه وكان يقرأ عند شيخه محمد ابن ابراهيم رحمة الله عليه. فاخذ عنده في بطون المعتقد ثلاثة الاصول وكتاب التوحيد والقواعد الاربع وكشف الشبهات ثم شرع يقرأ عليه من حفظ العقيدة الوافظية فلحن في اولها فقال له شيخه اترك العقيدة الوسطية الان ويدرس النحو ادرس الاب الرومية واولاد الرامية ثم بعد ذلك ندرس العقيدة الوسطية عاد الشيخ المعلم اللي حريص على نفع الطالب رأى انه مضى عنده ارى في ما يلزمه في المعتقد وهو ملازم له ثم قرأ عليه في كتاب يمكن غير هدف اول وهو مستند الى اقامة لسانه في النحو فلابد للمتعلم بشيء يرشده بالعلم حتى يترقى فيه شيئا فشيئا ثم ذكر المصنف من طيار يقول احدهما يعني اتمها ولعن سواه قبل الانتهاء منه اي ينتهي عن ذلك. وما وقوله وفي ثلاث مقال وفي تواجد العلوم المنعجاء يعني بجمعها مترادفة ان توأمان سبق ان يخرج يعني شأن المرأة التي تحمل توأمين فاذا اراد ان يخرجا مستبقين لم يمكن لهما ان يخرجا جميعا وربما ماتا ثم قال ومن عرف قدرة على جمع جمع وكان افعاله استثناء من العلوم استثناء من العموم يعني ان الاصل في الانسان ان ينفرد بعلم يجمع نفسه عليه فان وجد لنفسه قدرة على الرمي علم اخر معه كان ذلك صالحا له الا ان هذا يكون استثناء وربما اقرت بعض الاحوال كما في زماننا ان ليجمع الانسان بين علميه او اكثر في تحصيله لكنه ينبغي له ان يرعى الاخدشي فشيئا لها حتى لا يثقله ذلك فانه ربما لا يتهيأ له درس في الفقه الا بهذا الزمن واخر في العقيدة في هذا الزمن وربما لو تأخر عن هذه المدرسين لم يتخاطب الله ويريد ان يبادر الى اخرهم الحال المعلم للطلبة ممن يوفيهم في مختصرات العلم اللازمة لهم. فلا بأس ان يجمع ما بين علمين لكن يراعي اهله في لزوم مذاكرة هذه العلوم وعدم التشويش على نفسه بتكثير بل يقبل على هذين العلمين في المتنين الذين يتلقاهما ثم يمضي ليله ونهاره في الحفظ والاهل فيهما ومن الطلبة من يظن ان العلم يكون بقراءة الاذن. وهذا شيء لا يفهمه. العلم يكون كما سبق. في حفظ متن جامع للرافع تأخذه على مفيد ناصح. فلو انظر فطالب العلم عشر سنوات من عمره وهو يحفظ ويفهم تلك المحفوظات كان هذا كافيا له في العلم ولو لم يقع هذه الكتب المصنفة التي صارت المقابر تتبع كل يوم بشيء ولو ان احدكم رأى بعض مكلفات من مضى او من بقي من العلماء الذين كان يشار اليهم فانه لا يجد فيهم احد له مكتبة عظيمة وربنا لا يعد من العلماء انه مكتبة عظيمة الا قوم لا يتجاوزوا لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة. وتجد اكثر العلماء لم تكن مرتباتهم كبيرة. كامثال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وامثال الشيخ صالح بن فوزان وهم قال الشيخ عبد الله الغزال او غيرهم من اهل العلم. فيجب ان مكتباتهم ليست كبيرة لكنهم اخذوا العلم اخذا صحيحا بالحفظ والفهم فمتى حفظ الانسان الاصول المعتمدة