السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس الثالث بشرح الكتاب الثامن من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وخمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام. وقواعد الاحكام المعروف بالاربعين النووية للعلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله. المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله الحديث الحادي والعشرون الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين قال علامة النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية. الحديث الحادي والعشرون عن بامر وانقلابي امرأته سفيان ابن عبدالله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك. قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه. دون البخاري فهو من افراده عليه الا انه قال في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم. فجعل الفاء موضع ثم وفي لفظ لمسلم لا اسأل عنه احدا بعدك وحقيقة الاستقامة شرعا طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم. طلبوا اقامة النفس على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها ظاهرا وباطنا المتمسك بها ظاهرا وباطنا والحديث مشتمل على امرين احدهما الايمان بالله المذكور في قوله قل امنت بالله والاخر الاستقامة على شرعه والاخر الاستقامة على شرعه المذكور في قوله ثم استقم وهما امران متلازمان الايمان اوله والاستقامة تكملته التابعة له فان من امن بالله استقام على شرعه احسن الله اليكم. الحديث الثاني والعشرون عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا. اادخل الجنة؟ قال رواه مسلم ومعناه حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللته الحلال فعلته معتقدا حلة هذا الحديث اخرجه مسلم وحده ولم يروه البخاري فهو من افراده عنه رواه مسلم من حديث معقل ابن عبيد الله عن ابي الزبير المكي عن جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما فذكره وقوله احللت الحلال اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر وقيد الفعل الذي ذكره المصنف فيه نظر لان استيعاب انواع الحلال بالفعل متعذر لان استيعاب انواع الحلال بالفعل متعذر فيكفي فيه وجود الاعتقاد فانواع المطعومات المباحة ربما ينقضي الدهر باحدنا ولم يأكل بعضها فلا يحتاج الى الفعل في تصحيح احلاله الحلال بل يكفيه الاعتقاد. فمتى اعتقد حل الحلال كفاه ذلك في تصحيح دينه ولو لم يصب شيئا من ذلك الحلال وفطم نفسه عنه سواء كان من انواع المأكولات او المشروبات او غيرهما من انواع المباحات فقوله حرمت الحرام اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه فلا بد من هاتين المرتبتين الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم ففي عبارة المصنف قصور لانه خصه بالاجتناب دون ذكر اعتقاد الحرمة لانه خصه بالاجتناب دون ذكر اعتقاد الحرمة ويمكن القول بان ذلك الاعتقاد مندرج في الاجتناب ويمكن القول بان ذلك الاعتقاد مندرج في الاجتناب لكن الاكمل هو الافصاح عنه لكن الاكمل هو الافصاح عنه ليعلم المطلوب شرعا ليعلم المطلوب شرعا فتحرر مما سبق ان المطلوب في الحلال اعتقاد حله ولو لم يفعله وان المطلوب في الحرام اعتقاد حرمته مع اجتنابه والمراد بالاجتناب المباعدة والترك ووقع في الحديث اهمال ذكر الزكاة والحج وهما من اجل شرائع الاسلام واسقط بالنظر الى حال السائل واسقط بالنظر الى حال السائل فلم يكن له مال يزكيه ولا قدرة له على الحج فليس هو من اهلهما وقوله ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة قال نعم فيه بيان ان الاعمال من موجبات دخول الجنة فيه بيان ان الاعمال من موجبات دخول الجنة اما بابتداء الدخول فيها او بالمصير اليها بعد دخول النار او بالمصير اليها بعد دخول النار فاهلها منهم من يدخلها ابتداء فلا يسبق دخوله عذاب ومنهم من يدخلها بعد ان ليعذبا في النار ممن استحق دخولها ثم يكون مصيره الى الجنة بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع وقوله في الحديث نعم اي مع تقدير ما سبق في السؤال اي مع تقدير ما سبق في السؤال فيكون تقدير الجواب نعم ايش قدروا الجواب نعم احسنت نعم اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام دخلت الجنة ويشار الى هذا بقاعدة فقهية فيقولون السؤال معاد في الجواب السؤال معاد في الجواب قال ابو بكر الاهدل في منظومة القواعد الفقهية ثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب حسب ما افادوا ثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب اسلما افادوا نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثالث هو العشرون عن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض. والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء. والقرآن حجة لك او عليك. كل الناس يغدون فبايعوا نفسهم فمعتقها او موبقها رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه اخرجه من حديث يحيى ابن ابي كثير عن زيد بن سلام عن ابي سلام منطور الحبشي عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه. وقوله في الطهور شطر الايمان بضم الطاء منه والمراد به فعل التطهر والشطر هو النصف والشطر هو النصف فمعنى الجملة فعل الطهارة نصف الايمان فعل الطهارة نصف الايمان والمراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء والمراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية المعروفة عند الفقهاء. لانها هي هودوا عند الاطلاق في خطاب الشرع. لانها هي المعهود عند الاطلاق في خطاب الشرع فاذا ذكرت الطهارة فيه تعلق الكلام بالطهارة الحسية المذكورة في تأليف الفقهاء ومن ثم جرى الائمة المصنفون في الحديث على ذكر هذا الحديث في كتاب الطهارة كمسلم ابن الحجاج هو غيره منهم ممن صنف في السنن ثم روى الحديث في كتابه فجعله في كتاب الطهارة منه واختلف القائلون بان المراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية في معنى هذه الجملة على قولين واختلف القائلون بان المراد بالطهارة في الحديث الطهارة الحسية بمعنى هذه الجملة على قولين احدهما ان المراد بالايمان فيها الصلاة ان المراد بالايمان فيها الصلاة لان الله سماها ايمانا لان الله سماها ايمانا فقال وما كان الله ليضيع ايمانكم فقال وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم يعلم هذا من سبب نزول الاية عند تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة والاخر ان الايمان شرائع الدين ان الايمان شرائع الدين فتكون الطهارة الحسية تطهيرا للظاهر وشرائع الدين تطهيرا للباطن فتكون الطهارة الحسية تطهيرا للظاهر وتكون الشرائع الدينية الباقية تطهيرا للباطن وهذا القول الثاني اصح القولين لان الصلاة لا لان الطهارة لا تبلغ من الصلاة شطرها لان الطهارة لا تبلغوا من الصلاة شطرها فعند اصحاب السنن من حديث علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مفتاح الصلاة الطهور والمفتاح للشيء لا يبلغ كونه شطره والمفتاح للشيء لا يبلغ كونه شطره فهو مفتاح يدل عليه ويفضي بالعبد للوصول الى ما تعلق به لكنه لا يبلغ من ذلك الشيء شطره فلا تكون الطهارة من الصلاة بمنزلة الشطر منها والاوفق ان تكون الطهارة بمنزلة الشطر من شرائع الدين الباقية لان الطهارة الخارجية بالوضوء او الغسل او بدلهما وهو التيمم تطهر البدن ظاهرا وتكون شرائع الايمان الباقية مطهرة للباطن كاقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان فانهن وغيرهن من شرائع الدين تكون تطهيرا للباطن وقوله وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماء والارض هكذا وقع الحديث على الشك عند مسلم وفيه احتمالان احدهما ان تكون الكلمتين ان تكون الكلمتان مقرونتين تملآن ما بين السماء والارض ان تكون الكلمتين مقرونتين ان تكون الكلمتان مقرونتين تملأ ما بين السماء والارض والاخر ان تكون كل واحدة منهما تملأ ما بين السماء والارض ان تكون كل واحدة منهما تملأ ما بين السماء والارض فاللفظ جاء مثنى تارة في قوله ايش تملآن فيتعلق به الاول وجاء مفردا تارة اخرى تملأ فيتعلق به الثاني فوقع في رواية النسائي وابن ماجه في هذا الحديث والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض. ووقع في رواية النسائي وابن ماجة في هذا الحديث والتسبيح والتكبير يملئان ما بين السماء والارض وهذه الرواية اصح وارجح من وجهين وهذه الرواية اصح وارجح من وجهين احدهما من جهة الرواية فان رواتها اوثق رجالا فان رواتها اوثق رجالا واحسن اتصالا من رواية مسلم وكون مسلم اصح الكتب بعد البخاري المراد به في جملته لا في تفاصيله المراد به في جملته لا في تفاصيله فربما بالنظر الى حديث ما تكون رواية غيره من اصحاب السنن او المسانيد اصح من روايته كهذا الحديث اما باعتبار المجموع فان صحيح مسلم مقدم على غيره من كتب الحديث بعد البخاري والاخر من جهة الدراية والاخر من جهة الدراية فانه يبعد ان تكون الحمد لله وحدها تملأ الميزان فانه يبعد ان تكون الحمد لله وحدها تملأ الميزان كما في الجملة السابقة والميزان اوسع مما بين السماء والارض والميزان اوسع من ما بين السماء والارض فيما يثقل به ثم اذا قرنت هذه الكلمة بغيرها قل وزنها ثم اذا قرنت هذه الكلمة بغيرها قل وزنها وذلك في قوله وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والارض فان هذا يخالف الرواية المتقدمة التي فيها ان الحمد لله تملأ الميزان وهو اعظم مما بين السماء والارض فتكون حينئذ الرواية المذكورة عند النسائي وابن ماجه اصح رواية ودراية انه قال والتسبيح والتكبير تملآن ما بين السماء والارض وقوله والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء تمثيل لهذه الاعمال بمقادير ما لها من النور تمثيل لهذه الاعمال بمقادير ما لها من النور فالصلاة نور مطلق والصلاة نور مطلق والصدقة برهان وهو الشعاع الذي لي وجه الشمس محيطا بقرصها. وهو الشعاع الذي يلي وجه الشمس محيطا بقرصها فان هذا الشعاع يسمى برهانا والصبر ضياء وضياء هو النور الذي يكون معه نوع حرارة واشراق والضياء هو النور الذي يكون معه نوع حرارة واشراق دون اضرار واحراق دون اضرار واحراق فهذه الاعمال شبهت بمقاديرها من الانوار وهذا التشبيه له متعلقان. وهذا التشبيه له متعلقان احدهما منفعتها للارواح بالحال منفعتها للارواح في الحال والاخر منفعتها للخلق باجورها عند المآل منفعتها للخلق باجورها عند المآل فمنفعة العبد بالصلاة اعظم من منفعته بايش بالصدقة ومنفعته بالصدقة اعظم من منفعته بالصبر ككون النور انفع له من البرهان. والبرهان انفع له من الظياء وهذه المنفعة المرجوة للعبد لها محلان. احدهما في الدنيا بما يقع للروح من لذة وانس بهذا العمل فتكون الصلاة اعظم من الصدقة والصدقة اعظم من الصبر والاخر بالنظر الى المآل في الاخرة فان الاجور المترتبة عليها متفاوتة فاجر الصلاة اعظم من اجر الصدقة واجر الصدقة اعظم من اجر الصبر ووقع في بعض نسخ مسلم في الجملة الثالثة والصيام ضياء وهو مفسر للصبر ووقع في بعض نسخ مسلم في الجملة الثالثة والصيام ضياء وهو مفسر للصبر لانه فرد من افراده فان الصيام يغلب اطلاق اسم الصبر عليه. ومنهن سمي رمظان شهرا فالصبر ومن هنا سمي رمظان شهر الصبر لما في الصيام من فطم النفس عن مألوفاتها وقطعها عن عادات فيها وقوله كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها معناه ان كل انسان يسعى فمنهم من يسعى في فكاك نفسه بانقاذها ومنهم من يسعى في اباق نفسه واهلاكها فمن سعى في طاعة الله فهو ساع في انقاذ نفسه وفكاكها. ومن سعى في معصية الله فهو داع في اباق نفسه اي اهلاكها ومعنى يغدو اي يسير في اول النهار فان الغدو هو السير في اول النهار والمراد به الشروع في الاعمال والمراد به الشروع في الاعمال والجاري في عادة الناس انهم يبتدرون اعمالهم اول النهار والجاري في عادة الناس انهم يبتدرون اعمالهم في اول النهار نعم احسن الله اليكم الحديث الرابع والعشرون عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه عز وجل انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني يكسكم. يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك ففي ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم بهذا اللفظ. دون البخاري فهو من افراد عنه واوله عنده في النسخ التي بايدينا فيما روى عن الله تبارك وتعالى بما روى عن الله تبارك وتعالى. اخرجه مسلم من حديث ربيعة ابن يزيد عن ابي ادريس عن سعيد بن عبد العزيز عن ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه وقوله يا عبادي اني حرمت الظلم الى اخره فيه بيان تحريم الظلم من جهتين فيه بيان تحريم الظلم من جهتين احداهما كون الله حرمه على نفسه كون الله حرمه على نفسه فاذا كان محرما عليه معك مال قدرته وتمام ملكه فتحريمه على غيره اولى لظهور عجزه ونقصي ملكه فتحريمه على غيره اولى لظهور عجزه ونقص ملكه والاخرى ان الله جعله بيننا محرما لقوله فلا تظالموا اي لا يظلم بعضكم بعضا اي لا يظلم بعضكم بعضا فهو نهي والنهي مفيد ايش التحريم وهو نهي والنهي مفيد التحريم فيحرم ظلم الخلق بعضهم بعض واحسن ما قيل في بيان حقيقة الظلم انه وضع الشيء في غير موضعه انه وضع الشيء في غير موضعه اختاره ابن تيمية الحفيد وحقيقة الظلم من مشكلات الانظار ومضايقها لتعدد متعلقاته واختلاف موارده واشبه شيء بموافقة الوضع اللغوي والشرعي هو الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية برسالته في شرح حديث ابي ذر هذا مع انه اشار في احدى رسائله الى ان هذا الحد ربما احتاج الى زيادة قيد او ملاحظة معنى اخر في مقام اخر. لكن الاصل الجامع له هو هذا انه الشيء في غير موضعه فقوله فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه جملة تحتمل معنيين صحيحين الاول انها امر على حقيقته ان من وجد خيرا فليحمد الله على ما عجل له من جزاء عمله الصالح. وان من وجد غير ذلك فهو مأمور بلوم نفسه وعتابها على الذنوب التي وجد عاقبتها بالدنيا فتكون هذه الجملة على ارادة الامر مبنى ومعنى والاخر انها امر يراد به الخبر وان من وجد في الاخرة خيرا فسيحمد الله وان من وجد بالاخرة خيرا فسيحمد الله ومن وجد غير ذلك فسيلوم نفسه ولا تمندم وان من وجد غير ذلك فسيلوم نفسه ولا تمندم. فتكون الجملة قبرا في صورة الامر فتكون الجملة طبرا في صورة الامر يراد منها الاعلام بما ستؤول اليه حال الناس في الاخرة يراد منها الاعلام بما ستؤول اليه حال الناس في الاخرة وكلا المعنيين صحيح وكلا المعنيين صحيح بالنظر الى محله فالمعنى الاول محله اين الدنيا والمعنى الثاني محله الاخرة. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس والعشرون عن ابي ذر رضي الله عنه يظن اننا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع احدكم صدقة قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم لو وضع في حرامها كان عليه فيها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ دون البخاري. فهو من افراد عنه. ورواه في موضع اخر مختصرا بزيادة في اوله واخره وكلاهما من حديث يحيى ابن يعمر عن ابي الاسود الدؤلي عن ابي ذر رضي الله عنه. وقوله اهل الدثور اي اهل الاموال وقوله اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الى اخر الحديث فيه بيان حقيقة الصدقة وانها شرعا قسم جامع لانواع المعروف والاحسان. اسم جامع لانواع المعروف والاحسان وحقيقتها ايصال ما ينفع وحقيقتها ايصال ما ينفع والصدقة من العبد نوعان والصدقة من العبد نوعان احدهما صدقة مالية عمادها المال عمادها المال والاخر صدقة غير مالية وهي كل نفع يوصل سوى المال وهي كل نفع يوصل سوى المال كالمذكور في الحديث من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله وفي بضع احدكم صدقة البضع بضم الباء كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا كلمة يكنى بها عن الفرج وتطلق على الجماع ايضا وكلاهما تصح ارادته في الحديث وكلاهما تصح ارادته في الحديث فذكره المصنف في شرح صحيح مسلم ذكره المصنف النووي في شرح صحيح مسلم وقوله ارأيتم لو وضعها في حرام الى اخره ظاهره انه يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة ظاهره انه يؤجر على اتيان اهله ولو لم تكن له نية صالحة والمختار حمله على الادلة الشرعية الاخرى والمختار حمله على الادلة الشرعية الاخرى المفيدة التقييد بالنية في حصول الاجر المفيدة التقييد بالنية في حصول الاجر وان العبد لا يؤجر على المباح بمجرد فعله وان العبد لا يؤجر على المباح بمجرد فعله فاجره عنه متعلق بنية صالحة تكون له فاجره عنه متعلق بنية صالحة تكون عنه. فمتى قصد الناكح نية كاعفاف نفسه او اعفاف زوجه او طلب ولد صالح او تكثير امة محمد صلى الله عليه وسلم او غيرها من النيات الشرعية للوطء حصل له الثواب على هذا المباح للنية الصالحة التي انطوى عليها قلبه ووقع في الرواية المختصرة المشار اليها انه يجزئ من ذلك ركعتان من الضحى اي يجزئ العبد عن هذه الصدقات المذكورة ان يركع ركعتين من الضحى. وسيأتي بيان وجه تخصيص الركعتين من الضحى بحصول الصدقة عن العبد. نعم احسن الله اليكم الحديث السادس والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة من الناس عليه صدقة كل كل كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل على في دابته فتحمله عليها وترفع له عليها متاعا وصدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه ولفظه بسياق مسلم اشبه لكنه عنده تعدل بين الاثنين معرفا وقال وكل خطوة دون ذكر الباء وقال وكل خطوة دون ذكر الباء اخرجاه من حديث معمل البصري عن همام ابن منبه عن ابي هريرة رضي الله عنه فقوله كل سلامى السلامى المفصل. وعدة مفاصل الانسان ثلاثمائة وستون مفصلا وعدة مفاصل الانسان ثلاثمئة وستون مفصلا. ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عائشة وقوله عليها صدقة اي تجب على العبد فيها صدقة اي تجب على العبد فيها صدقة. لان على في وضع الشرع اسم للواجب المأمول به. لان على في خطاب الشرع اسم للواجب المأمور به. ومنه قوله تعالى ولله على الناس حج البيت ومنه قوله تعالى ولله على الناس حج البيت والمراد في ايجاب الصدقة هو كون اتساق العظام نعمة والمراد بايجاب الصدقة هو كون اتساق العظام وحسن انتظامها في صورتها نعمة من الله توجب على العبد التصدق على كل مفصل منها ليحصل له شكر يومه. والشكر يكون بامتثال العبد لفعل الواجبات وترك المحرمات فمتى امتثل العبد خطاب الشرع اتيا بالواجبات تاركا المحرمات جاء بشكري يومه وما وراء ذلك فهو من الشكر المستحب كتزود العبد بالنوافل وتركه المكروهات وقد وقع في الحديث هذا وسابقه انه يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما العبد من الضحى وعينت الركعتان لان المفاصل كلها يقع تحريكها عند صلاة ركعتين لان المفاصل كلها تقع تحريكها عند صلاة ركعتين فتكون جميع مفاصل الانسان مستعملة في صلاة ركعتين. فادى كل مفصل ما عليه من الطاعة شكرا لله سبحانه وتعالى. واختير وقت الضحى لانه وقت غفلة واختير وقت الضحى لانه وقت غفلة. فالناس في الضحى نوعان فالناس في الضحى نوعان احدهما عاملون مكتسبون يسعون في امر دنياهم عاملون مكتسبون يسعون في امر دنياهم والاخر بطالون كسالى بطلون يكسالى يغطون في مراقدهم يغطون في مراقدهم فكل طائفة منهم مشغولة عن ذكر الله عز وجل فكل طائفة منهم مشغولة عن ذكر الله عز وجل فهو وقت غفلة لانصراف الناس عن العبادة باحد الامرين المذكورين وصلاة ركعتين فيه اقبال على الله عز وجل وذكر له وصلاة ركعتين فيه اقبال على الله عز وجل وذكر له وبراءة من الغفلة ومن قواعد الشرع ان العمل يعظم اجره في وقت الغفلة. ومن قواعد الشرع ان العمل يعظم اجره في وقت الغفلة او مكانها في وقت الغفلة او مكانها مثل ايش وقت الغفلة وقت الهرج احسنت يعني وقت الفتن يغفل الناس عن الاقبال عن الله عز وجل يقبلون على ماذا؟ على تتبع اخبار الفتن وفي صحيح مسلم من حديث معاوية ابن قرة عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الهرج ايش؟ كهجرة الي لان الهرج وقت غفلة. اما بالوقوع في الفتنة او بتسمعها ونقل اخبارها. ومثل مكان الغفلة السوق ولهذا كان ابن عمر رضي الله عنه كما صح عنه ينزل فيمشي في السوق ويصلي على الناس ويذكر الله عز وجل لان مكان السوق مكان غفلة فيعظم اجر الذاكر فيه. وكذا النوم فان ذكر الله على النوم مما يعظم اجره لان النوم وقت غفلة وكذا اخر الزمان ودلائلها مشهورة في السنة نعم. احسن الله اليكم. الحديث السابع والعشرون عن النواس ابن سمعنا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن وابسة بن معبد رضي الله عنه انه قال اتيت رسول الله صلى عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم. قال استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب. والاثم ما بالنفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. حديث حسن رويناه في مسند الامامين احمد بن حنبل والدارمي باسناد حسن هذه الترجمة الحديث السابع والعشرون تشتمل على حديثين وادراجهما في ترجمة واحدة صير عدد احاديث الكتاب باعتبار تراجمه كم ها باعتبار تراجمه اثنان واربعون. وباعتبار افراده هي ثلاثة واربعون حديثا لان هذه الترجمة فيها حديثان اولهما حديث النواس رواه مسلم بهذا اللفظ دون البخاري فهو من افراده عنه ووقع في رواية لمسلم الاثم ما حاك في صدرك رواه مسلم من حديث عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيه عن النواس رضي الله عنه واما حديث وابسة فرواه احمد في المسند والدارمي في المسند ايضا باسناد ضعيف. واللفظ المذكور اقرب الى رواية الدارمي. وله شاهد من حديث ابي ثعلبة الخشن رواه احمد في المسند والطبراني في المعجم الكبير واسناده جيد قاله ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم فيكون حديث وابسطة حديثا حسنا باعتبار شاهده من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقوله البر حسن الخلق فيه بيان حقيقة البذء انه حسن الخلق والبر يطلق على معنيين احدهما خاص وهو الاحسان الى الخلق في المعاملة. الاحسان الى الخلق في المعاملة ومنه بر الوالدين والاخر عام وهو اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة وهو اسم لجميع الطاعات الباطنة والظاهرة. فيشمل المعنى الاول وزيادة. وفي هذه الجملة كانوا معنى البر باعتبار حقيقته. وفي حديث وابسة سيأتي بيانه باعتبار اثاره ويقابل البر الاثم وله مرتبتان ويقابل البر الاثم وله مرتبتان الاولى ما حاك في النفس وتردد في القلب ما حاك في النفس وتردد في القلب وكره العبد ان يطلع عليه الناس وكره العبد ان يطلع عليه الناس لاستنكارهم له وتانيهما ما حاك في النفس وتردد في القلب وان افتاه غيره بانه ليس باثم. ما حاك في وتردد في القلب وان افتاه غيره انه ليس باثم والمرتبة الثانية اشد على صاحبها من الاولى لانه في الاولى ربما امتنع خشية الناس واما في الثانية فيجد فيهم من يفتيه بانه ليس باثم وما تقدم تعريف للاثم باعتبار اثره اي بالنظر الى ما يوجد منه في القلب اي بالنظر الى ما يوجد منه في القلب فالاثم باعتبار اثره وما حاك في النفس وتردد في الصدر واما باعتبار حقيقته فهو ما بطأ بصاحبه عن الخير واخره عن الفلاح ما بطأ بصاحبه عن الخير واخره عن الفلاح وقوله في حديث وابسة استفت قلبك امر باستفتاء القلب. اي يطلب الفتي من قلبك. وهذا مخصوص بمحل الاشتباه في وهذا مخصوص بمحل الاشتباه في الحكم ولا يتعلق بالحكم نفسه. ولا يتعلق بالحكم نفسه. فالحكم على الاشياء لا يستفاد من قلب فالحكم على الاشياء لا يستفاد من القلب ويستفاد من الشرع لكن تعليق الحل او الحرمة الوارد في الشرع يستفتى فيه القلب لكن تعليق الحل او الحرمة الوارد في الشرع يستفتى فيه القلب فمثلا تعيين كون صيد من الحلال او الحرام يحتاج الى الدليل الدال على انه صيد محرم او صيد حلال واما تعيين وقوع صيد مصيد شرعي انه وقع على وفق الشرع او لا فهذا يرجع في محل الاشتباه فيه الى القلب فلو عرض للعبد غزال فرماه ثم شك في هل سمى ام لم يسمي عليه؟ فانه حينئذ يرجع الى القلب في ايش في تعيين الحل او الحرمة باعتبار ما يميل اليه قلبه من وقوع التسمية او عدم وقوعها لكن لا يستفاد حكم نفس ذلك الصيد الذي يراد صيده هل هو حلال ام حرام من القلب؟ فلو عرظ عرظ صيد لا يعرف لاناس خرجوا للصيد فصادوه ولما جاؤوه لم يعرفوا تحديد نوعه فيرجعون للقلب ولا لا يرجعون لا يرجعون الى القلب لانه لابد من دليل شرعي يدل على ان هذا الصيد من انواع المحرمات او انواع المحرمات والمستفتي الذي يرجع الى قلبه فيما سلفا هو المتصف بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية والمستفتي الذي يرجع الى قلبه فيما سلف هو المتصف بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية فاستفتاء القلب مشروط بشرطين فاستفتاء القلب مشروط بشرطين. احدهما ان يكون الاستفتاء في محل الاشتباه ان يكون الاستفتاء في محل الاشتباه المتعلق بتحقيق مناط الحكم المتعلق بتحقيق مناط الحكم والاخر ان يكون المستفتي قلبه ان يكون المستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية والاستقامة الشرعية فقوله البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب هذا تفسير للبر باعتبار اثره هذا تفسير للبر باعتبار اثره اي بالنظر الى ما يحدثه في القلب والنفس من سكينة وانشراح وطمأنينة وقوله وان افتاك الناس وافتوك معناه ان ما تردد في قلبك وحاك في نفسك فهو اثم وان افتاك الناس وافتوك وهذا مشروط بامرين احدهما ان يكون من وقع الحيك والتردد في نفسه ان يكون من وقع الحيك والتردد في نفسه ممن استنار قلبه بصلاح الحال ممن استنار قلبه بصلاح الحال فهو مستقيم على الطريقة الشرعية والاخر ان يكون مفتيه ممن عهد منه الاجابة بالتشهي ان يكون مفتيه ممن عهد عنه الاجابة بالتشهي وطلب موافقة الناس وطلبوا موافقة الناس في محبوباتهم فاذا وجد هذان الامران استفتى العبد قلبه في هذا الحيك وجزم بانه اثم واطرحه وتركه ولم يعول على مفتيه لما عرف عنه من موافقة اهواء الناس ومراداتهم احسن الله اليكم الحديث الثامن والعشرون عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه انه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة منها القلوب وذرفت من العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وقال الترمذي وحديث حسن هذا الحديث اخرجه ابو داود والترمذي كما عزاه اليهما المصنف ورواه ابن ماجة ايضا فكان ينبغي ان يعزوه اصنف الى اصحاب السنن ثم يستثني النسائي فيقول رواه الاربعة الا النسائي. وهذا الحديث حديث صحيح من حديث الشاميين قاله ابو نعيم الاصبهاني الحافظ وهو مؤلف من امرين احدهما موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ووجل القلب هو رجفانه وانصداعه ووجل القلب هو رجفانه وانصداعه. لذكر من يخاف سلطانه لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته. لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته او رؤيته قاله ابن القيم في مدارج السالكين وذرف العين جريان الدمع منها وذرف العين جريان الدمع منها والاخر وصيته صلى الله عليه وسلم الجامعة لاربعة اصول وصيته صلى الله عليه وسلم الجامعة لاربعة اصول احدها تقوى الله وتقدم بيان معناها والاوتاني السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان المتأمر عبدا مملوكا يأنف الاحرار حال الاختيار من طاعته. والفرق بين السمع والطاعة ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال وثالثها لزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين واكد الامر بها بالعض على النواجذ. اي الاضراس والرابع الحذر من محدثات الامور والرابع الحذر من محدثات الامور وهي البدع التي تقدم ذكر حدها في حديث عائشة رضي الله عنها وهو الحديث الخامس الذي سلف ونكمل بقية المجلس بعد الاذان باذنه تعالى. احسن الله اليكم. الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله انه قال قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوموا رمضان وتحج البيت. ثم قال الا ادلك على ابواب بالخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا تتجافى جنوبهم عن حتى بلغ يعملون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه الجهاد ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك وهل يكب الناس في النار على وجوههم من قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي وابن ماجة واسناده ضعيف راياه من حديث عاصم ابن ابي النجود عن ابي وائل شقيق ابن سلمة عن معاذ ابن جبل واسناده منقطع وروي من وجوه اخرى لا يسلم شيء منها من ضعف ومن اهل العلم من يقويه بمجموعها ويجعله حسنا واللفظ المذكور هنا اقرب الى لفظ الترمذي ولكن فيه لقد سألتني وقال برأس الامر كله واوله عنده قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر واصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله الحديث وهو من الاحاديث العظيمة الجامعة بين الفرائض والنوافل فاما الفرائض فهي المذكورة في قوله تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وهي اركان الاسلام الخمسة المتقدمة في حديث من ابن عمر رضي الله عنهما وهو الحديث الثالث من احاديث الاربعين بني الاسلام على خمس. واما النوافل ففي قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير ففي قوله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير اي ما يمدح من نوافله اي ما يمدح من نوافله والمذكور في الحديث ثلاثة انواع اولها الصوم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة والجنة اسم لما يتقى ويحتمى به والجنة اسم لما يتقى ويحتمى به كالدرع او الخوذة التي تكون على الرأس والثاني الصدقة المذكورة في قوله والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والثالث صلاة الليل المذكورة في قوله وصلاة الرجل في جوف الليل وجوف الليل هو وسطه وجوف الليل هو وسطه وذكر الرجل جرى تغليبا وذكر الرجل جرى تغليبا فالمرأة مثله لان النساء شقائق الرجال الا ما قام الدليل على اختصاصه باحد النوعين وقراءة الاية عقب ذكر الصلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها وقراءة الاية عقب ذكر صلاة الليل للدلالة على جزاء اهلها ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر تفاصيل الجمل بالاصل الجامع فقال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه ووقع في اصل كتاب النووي الجواب بقوله الجهاد في سبيل الله وهذه هي رواية الترمذي فان رواية الترمذي وقع فيها الجهاد وصفا للثلاث المذكورة كلهن فالجهاد رأس الامر والجهاد عمود الامر والجهاد ذروة سنام الامر هكذا وقع عند الترمذي وتبعه النووي في اصل كتابه وهو المثبت في النسخة المقروءة على تلميذه ابن العطار رحمه الله ووقع عند غيره التصريح بان رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. وهذه الرواية التامة هي المحفوظة في الحديث وهذه الرواية التامة هي المحفوظ محفوظة في رواية الحديث وتكون رواية الترمذي مختصرة منها وفيه الخبر عن ثلاث مقامات دينية اولها في قوله رأس الامر الاسلام اي رأس الدين الاستسلام لله اي رأس الدين الاستسلام لله. وهذه حقيقة الاسلام وثانيها عمود الدين وثانيها عمود الدين وهي الصلاة فهي منه بمنزلة عمود الخيمة الذي ترتفع به فهي منه بمنزلة عمود الخيمة الذي ترتفع به وثالثها ذروة سنام الدين وهو الجهاد في سبيل الله والذروة بكسر الذال وتضم. وهي اعلى الشيء وهي اعلى الشيء فمن اعلى المقامات الدينية الجهاد في سبيل الله عز وجل. ثم بين ملاك ذلك كله فقال الا اخبرك بملاك ذلك كله اي بجماعه فان الملاك بكسر الميم وتفتح ايضا هو نظام الشيء وقوامه الجامع له هو نظام الشيء وقوامه الجامع له ثم اخبر عنه بقوله كف عليك هذا اي اللسان فجماع الامر كله يرجع الى حفظ اللسان فجماع الامر كله يرجع الى حفظ اللسان لان من حفظ لسانه تحقق له دينه تاما لان من حفظ لسانه تحقق له دينه تاما فحفظ اللسان يعين الانسان على الاشتغال بنفسه وترك عيب غيره وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون في من لسانه ويده فحفظ العبد لسانه يعينه على القيام بامر الله عز وجل واطلاقه لسانه يحول بينه وبين امر الله سبحانه وتعالى قال ابن عون ذكر الله دواء وذكر الناس داء ذكر الله دواء وذكر الناس داء وقال مكحول الشامي ذكر الله شفاء ذكر الله شفاء وذكر الناس داء. ثم قال ثكلتك امك اي فقدتك وهي كلمة تجري على لسان العرب لا يراد منها حقيقتها فان حقيقة قوله ثكلتك امك دعاء عليه بان تفقده امه بموته وهلاكه وفي كلام العرب ما يجرونه لا يريدون به حقيقته وهو واقع في احاديث نبوية عدة منها قوله هنا ثكلتك امك فانه لا يراد الدعاء عليه بالهلكة بل المراد تنبيهه بل المراد تنبيهه فان الانسان اذا حرك قلبه بهذا الدعاء استيقظ منتبها لما يساق اليه وقوله وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ الحديث ان يطرح الناس بالنار على وجوههم فالكب هو الطرح والمكب به هو حصائد الالسن. كما قال حصائد السنتهم والحصائد جمع حصيدة وهي كل شيء قيل في الناس وقطع به عليهم وهي كل شيء قيل في الناس وقطع به عليهم ذكره ابن فارس في مقاييس اللغة فالحديث المذكور لا يتناول التحذير من الكلام كله ويتناول التحذير من نوع خاص منه لشدة خطره وهو ما يجريه الانسان على لسانه من حكم على الناس وقطع عليهم فان هذا من اعظم موردات الهلاك فلا يجوز للانسان المجازفة فيه ولا ينبغي له الجراءة عليه الا ببينة وبرهان مما يجعله ثقيلا على العبد فالحكم على احد بالايمان او الكفران او السنة او الابتداع او الطاعة او المعصية امر ثقيل لا يجوز للعبد ان يقتحمه الا ببينة عنده لان تبعته عظيمة وخيمة وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه عند ابن ابي الدنيا في كتاب الصمت وغيره انه قال ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان ما رأيت شيئا احق بطول حبس من لسان انتهى كلامه لشدة خطره على الانسان فينبغي ان يتحرز العبد في منطقه ويتحفظ في كلامه ومن كمال السلف قلة كلامهم ومن سقوط الخلف كثرة كلامهم. فان كلام السلف كان قليلا لانهم يتخوفون ان تقع على السنتهم كلمة تودي بهم الى المهالك فكانوا يتحفظون ويرون كثرة الكلام عيبا ثم انقلب الامر فصار الانسان يمدح بكثرة كلامه واتساع منطقه وهذا خلاف المرغب فيه وعن لان الامر كما جاء عن جماعة من السلف انه من كثر كلامه كثر سقطه. ومن كثر سقطه ذهب حياؤه. ومن ذهب حياؤه قل ورعه. فهي حلقات اخذ بعضها ببعض وكان من خصائص علماء الدعوة الاصلاحية في هذه البلاد قلة كلامهم فهم فيما يبينونه من معنى الدين لا يوسعون القول وفيما يجيبون به على اسئلة المستفتين لا يوسعون القول ولا يحبون مقاما يكون فيه المقام مقام كلام. ولا تجد لهم فيما سلفا ولع الاعلام. ورعاية للقاءات فيه لان اجراء اللسان بالقول يفتح على الانسان ابوابا من الشرور وكانوا يستقبحون ذلك واهل العقل يرون ان ذلك هو غاية العقل والكمال فان الامر في هذا الشأن كما كان يؤثر عن عبد الحميد الثاني سلطان بني عثمان الاخير انه كان يكره الصحفيين فقيل له لماذا؟ فقال لان الصحفيين يريدون ان اقول ما يريدون لا ان اقول ما اريد لان الصحفيين يريدون ان اقول ما يريدون. لا ان اقول ما اريد فينبغي للانسان ولا سيما طالب العلم ان يحرص على حفظ لسانه ومنطقه. والا يتوسع في قوله. نعم. احسن عليكم. الحديث الثلاثون بيت نبت الخشني جرثوم من ناشئ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل فرضه فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها. وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها حديث حسن رواه الدارقطني وغيره. هذا الحديث اخرجه الدار قطني وغيره. وفي سياقه تقديم تأخير عما اثبته المصنف واسناده ضعيف فانه رواه من حديث داود ابن ابي هند عن مكحول عن ابي ثعلبة الخشني واسناده منقطع وليس عنده في النسخة المنشورة رحمة لكم وانما وسكت عن اشياء من غير نسيان. وفي الحديث جماع احكام الدين مع بيان الواجب فيها فانه قسمت فيه احكام الدين الى اربعة اقسام وذكر الواجب فيها. فالقسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها القسم الاول الفرائض والواجب فيها عدم اضاعتها. والقسم الثاني الحدود والمراد منها في الحديث ما اذن الله به والمراد منها في الحديث ما اذن الله به والواجب فيها عدم تعديها اي عدم مجاوزة الحد المأذون به اي عدم مجاوزة الحد المأذون به والقسم الثالث المحرمات والواجب فيها عدم انتهاكها بترك قربانها والانتهاء عن اقترافها بترك قربانها والانتهاء عن اقترافها. والقسم الرابع المسكوت عنه وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا وهو ما لم يذكر حكمه خبرا او طلبا بل هو مما عفا الله عنه والواجب فيه ترك البحث عنه وقوله وسكت عن اشياء فيه اثبات صفة السكوت والاجماع منعقد عليها انها من صفات الله نقله ابن تيمية الحفيد رحمه الله ومعنى السكوت الالهي عدم اظهار الحكم ومعنى السكوت الالهي عدم اظهار الحكم لا الانقطاع عن الكلام لا الانقطاع عن الكلام لان السكوت يقع على معنيين لان السكوت يقع على معنيين احدهما ترك بيان الحكم والاخر الانقطاع عن الكلام والاول هو المراد منهما والصفة الالهية تكون ثابتة بمعنى منفية باخر كصفة النسيان فانها تثبت لله بمعنى الترك عن علم وعمد فانها تثبت لله بمعنى الترك عن علم وعمد ولا تثبت لله بمعنى الذهول عن المعلوم ولا تثبت عن الله بمعنى الذهول عن المعلوم فتثبت بوجه وتنفى باخر وكذلك صفة السكوت هي ثابتة لله بمعنى عدم بيان الحكم اما ترك الانقطاع عن الكلام فانه لم يرد في الادلة فنقول يتكلم الله سبحانه وتعالى اذا شاء ولا يتكلم سبحانه وتعالى اذا شاء. واما السكوت فيستعمل في عدم بيان الحكم كهذا الحديث فنقول من احكام الشرع ما هو مبين ومنها ما قد سكت الله سبحانه وتعالى عنه وهذا اخر هذا نجلس ونستكمل بقيته بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه