السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس الرابع في شرح الكتاب الثامن من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وخمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام. وقواعد الاحكام المعروف بالاربعين النووية. للعلامة يحي ابن شرف النووي رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان الى قوله الحديث الحادي والثلاثون نعم احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء واشرف المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا لشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين قال العلامة النووي رحمه الله تعالى في كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية. الحديث الحادي والثلاثون. عن ابي العباس سالم الساعدي رضي الله عنه انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا انا عملته احبني احبني الناس فقال زهد في الدنيا ويحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث اخرجه ابن ماجة واوله عنده اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله الحديث واسناده ضعيف جدا فانه رواه من حديث خالد بن عمر احد المتروكين عن سفيان الثوري عن ابي حازم المدني عن سهل بن سعد رضي الله عنه وروي من وجوه اخرى لا يثبت منها شيء فتحسين هذا الحديث بعيد جدا والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة والزهد في الدنيا شرعا الرغبة عما لا ينفع في الاخرة وهذا معنى قول ابن تيمية الحفيد الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة انتهى كلامه فالرغبة عن كل ما لا ينفع في الاخرة تسمى زهدا ويندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء فيندرج تحت هذا الوصف اربعة اشياء اولها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها المشتبهات لمن لا يتبينها ورابعها قبول المباحات فضول المباحات وهو ما زاد عن قدر الحاجة منها فالزهد يتناول افراد هذه الاصول الاربعة فالزهد يتناول افراد هذه الاصول الاربعة فاي شيء يرجع الى واحد منها فان الرغبة عنه تسمى زهدا لانها تشتمل على ترك ما لا ينفع في الاخرة ويعلم منه حينئذ ان ترك تناول المباح ليس زهدا لانه مما اذن الله عز وجل به فهي توسعة من الله لخلقه يحب ان يصيبوا منها عظهم والمذموم من تناول المباح هو فضوله لا اصله فالفضول الزائدة عن المباح المحتاج اليه هي التي يلام العبد على تناولها ويكون ذلك قادحا في زهده لانها لا تنفع العبد في الاخرة وتقدم ان البلوغ في وضول المباحات والتجاري معها يؤدي بالعبد الى مهالك في مهامه فيجره الى حبائل المحرمات ويهونها عليه. ومن جملة الزهد في الدنيا الزهد مما في ايدي الناس ومن جملة الزهد في الدنيا الزهد مما في ايدي الناس وافرد عنه في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة عنه وافرد عنه في الحديث لاختلاف الثمرة الناشئة عنه فالزهد في الدنيا يكسب العبد محبة الله فالزهد في الدنيا يكسب العبد محبة الله والزهد مما في ايدي الناس يكسبه محبة الناس والزهد مما في ايدي الناس يكسبه محبة الناس في الاختلاف الثمرة الناشئة عنهما افرد الزهد مما في ايدي الناس عن الاصل الجامع وهو الزهد في الدنيا نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد سعد ابن مالك ابن سنان الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ولا ضرار. حديث حسن ابن ماجة والدار قطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن امر ابن يحيى نبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فاسقط ابا سعيد وله طرق يقوي بعضها بعضا هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجة في السنن مسندا من حديث ابي سعيد الخدري وانما اخرجه هكذا الدارقطني في السنن فيعزى حديث ابي سعيد الخدري الى الدارقطني وحده ورواه الدارقطني من حديث الدواوردي عبد العزيز بن محمد عن عمر ابن يحيى المازني عن ابيه عن ابيه كعيد الخدري واختلف في وصله وارساله والمحفوظ فيه انه مرسل من كلام يحيى المازني احد التابعين يعزوه الى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ورواه ابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما باسناد ضعيف جدا فيصح عزوه الى ابن ماجة على انه من حديث من ابن عباس رضي الله عنه لا من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ويروى هذا الحديث من وجوه لا يخلو شيء منها من ضعف والامر فيها كما قال المصنف وله طرق يقوي بعضها بعضا فالحديث المذكور حسن باجتماع متابعته وشواهده وفي الحديث المذكور نفي امرين وفي الحديث المذكور نفي امرين احدهما نفي الضرر قبل وقوعه نفي الضرر قبل وقوعه في دفع بالحيلولة دونه في دفع بالحيلولة دونه والاخر نفي الضرر بعد وقوعه نفي الضرر بعد وقوعه فيرفع بازالته فيرفع بازالته فالحديث جامع للدفع والرفع المتعلق بالضرر فالحديث جامع للدفع والرفع المتعلق بالضرر فالدفع قبل وقوعه والرفع بعد وقوعه فالدفع قبل وقوعه والرفع بعد وقوعه وهو اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال. وهو اكمل من قول الفقهاء الضرر يزال لاختصاص قولهم بالضرر بعد وقوعه لاختصاص قولهم بالضرر بعد وقوعه واما قول النبي صلى الله عليه وسلم فانه يشمل ما قبله وما بعد. نعم. الحديث الثالث والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعطى الناس بداواهم لدار اموال قوم ودماءهم لكن البينات لكن البينة على المدعي واليمين على من انكر. حديث حسن رواه البيهقي وغيره كذا واصله في الصحيحين. هذا الحديث اخرجه البيهقي في السنن الكبرى من حديث عبدالله بن ادريس عن ابن جريج عن عثمان ابن ابي الاسود عن ابن ابي مليكة عبيد الله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنه وهو بهذا اللفظ غير غير محفوظ. وانما يثبت في الصحيحين بلفظ لو يعطى الناس بدعواهم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال واموالهم لادعى اناس دماء رجال واموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه. ولكن اليمين على المدعى عليه وهذا هو اللفظ المحفوظ فليس عندهما ان البينة على المدعي والمدعي هو المبتدع بالدعوة المطالب بها والمدعي هو المطالب بالدعوة المبتدئ بها وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك وضابطه عند الفقهاء من اذا سكت ترك اي اذا انقطع عن المطالبة ترك ولم يطلب لانه هو صاحب الحق الذي يدعيه واما المدعى عليه فهو الذي وقعت عليه الدعوى واما المدعى عليه فهو الذي وقعت عليه الدعوى وضابطه عند الفقهاء انه من اذا سكت لم يترك وضابطه عند الفقهاء انه من اذا سكت لم يترك لتعلق المطالبة بالحق به فلا بد ان يتكلم بما يبين ثبوت الحق له او لخصمه وقوله واليمين على من انكر اي من انكر دعوى المدعي فعليه اليمين اي من انكر دعوة المدعي فعليه اليمين. وهي القسم والمدعى عليه عليه والمدعي عليه عليه البينة. والبينة شرعا اسم لكل ما يظهر به الحق ويبين اسم لكل ما يظهر به الحق ويبين ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي ومقتضى هذا الحديث ان البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه واليمين على المدعى عليه وليس الامر كذلك بل لو صح الحديث فهو من العام المخصوص بل لو صح الحديث فهو من العام المخصوص لتظاهر الادلة باعتبار القرائن المحتفة بالقضية فربما تجعل اليمين في جانب المدعي وربما تجعل اليمين في جانب المدعى عليه وربما تجعل اليمين في جانب المدعي وربما تجعل في جانب المدعى عليه بحسب ما يترجح للقاضي في الوصول الى الحق على ما هو مبسوط في باب الدعاوى والبينات من كتاب القضاء عند الفقهاء نعم احسن الله اليكم. الحديث الرابع والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضافوا الايمان. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه. رواه بهذا اللفظ من حديث قيس ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابي سعيد الخدي رضي الله عنه وفيه الامر بتغيير المنكر لقوله فليغيره والامر يفيد الايجاب فانكار المنكر واجب. والمنكر شرعا هو كل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم وكل ما انكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحريم فالمنكرات تنحصر في ايش محرمات فالمنكرات تنحصر في المحرمات وتغيير المنكر على ثلاث مراتب وتغيير المنكر على ثلاث مراتب المرتبة الاولى تغيير المنكر باليد المرتبة الاولى تغيير المنكر باليد والمرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان. والمرتبة الثانية تغيير المنكر باللسان. والمرتبة الثالثة تغيير المنكر بالقلب تغيير المنكر بالقلب. والمرتبتان الاوليان شرط لوجوبهما الاستطاعة لقوله فان لم يستطع فبلسانه. ثم قوله فان لم يستطع فبقلبه. فاذا وجدت الاستطاعة عليهما وجد وجوبهما وان فقدت الاستطاعة سقط ايجاب التغيير باليد واللسان عن العبد واما المرتبة الثالثة فهي واجبة على كل احد في كل حال لثبوت القدرة عليها في حق كل احد من العباد لثبوت القدرة عليها في حق كل احد من العبادة والمراد بانكار القلب نفرته من المنكر وكراهيته له والمراد بانكار القلب نفرته من المنكر وكراهيته له فتحق المعنى المشار اليه في القول يقع به الانكار ولا يجب اقتران تمعر الوجه وتلونه وتغيره به فاذا نفر القلب من المنكر ولو لم يتغير الوجه حصل الانكار المطلوب شرعا القلب والمرتبة الاولى من المراتب الثلاث موكولة الى السلطان او نائبه والمرتبة الاولى من المراتب الثلاث موكولة الى السلطان او نائبه واما الثانية فانها حق لكل مسلم واما الثانية فانها حق لكل مسلم ولا تختص بذي السلطان دل عليه الاجماع على جريان الانكار باللسان من الصحابة والتابعين واتباع التابعين نقله الجويني في غيات الامم نقله الجويني في غيات الامم فمن رأى منكرا لم يسعه انكاره بيده لعدم قدرته عليه فانه يجب عليه مع وجود القدرة ان يغيره بلسانه ولا يشترط ان يقع له اذن خاص من السلطان او ان يكون نائبا له لكن يجب عليه ان يقع تغييره للمنكر باللسان وفق الطريقة الشرعية فقد تقدم في العقيدة الواسطية ان من اصول اهل السنة والجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة على ما توجبه الشريعة اي بحسب ما يقتضيه الحكم الشرعي لا ما تمليه رغبات الانفس و الاهواء في غير الانسان بلسانه متابعا الطريقة الشرعية. ولا يجوز له ان يبتدأ الانكار باللسان على خلاف طريقة اهل السنة والجماعة مما دلت عليه الادلة وجرى عليه عمل السلف رحمهم الله تعالى ووجوب تغيير المنكر شرط في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا والمراد بالرؤية هنا الرؤية البصرية بالعين للرؤية العلمية لان رأى هنا نصبت مفعولا واحدا وهذا حكم رأى البصرية واما رأى العملية فانها تنصب مفعولين فمن رأى بعينه منكرا وجب عليه تغييره ويلحق به السماع المحقق له ويلحق به السماع المحقق له فيجب على العبد تغييره فمتى لم يتعلق به رؤيته وما ناب عنها من سماع مباشر للمنكر فانه لا يجب عليه تغييره ويتعلق الوجوب بالسلطان ومن انابه عنه ويتعلق الوجوب بالسلطان او من انابه عنه يعني لو جاء واحد الان وقال انتم جالسين تدرسون هنا وفيه على بعد كيلو مترين منكرات واقعة في مكان يتعلق من الوجوب او لا يتعلق ما الجواب لا يتعلق لكن يتعلق بمن بالسلطان او ينوب عنه. فما يجي للمسجد ولا يكتب في الانترنت يروح للهيئة يروح للهيئة ويقول هنا فيه منكر اتقوا الله عز وجل. انتم مخولين بانكار. انتم مخولون بانكار المنكر وهناك منكر يجب عليكم ان تغيروه ويجب عليهم حينئذ ان يغيروه ولهذا فان العمل في هذا الميدان عمل جليل واجره عظيم ومؤنته ثقيلة لانه يكون نائبا عن ولي الامر في تغيير المنكرات فلا تبرأ ذمته وقد تحمل هذا الا بان ينكر ذلك حتى تبرأ ادمته حتى تبرأ ذمته وهو نائب عن المسلمين في اسقاط فرض الكفاية عنهم وله من الاجر ما لا يكون لمن يقتصر على فرض العين نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس والثلاثون. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على على بيع بعض. وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلم ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر ان يحقر المسلم. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. هذا الحديث اخرجه مسلم دون قوله ولا يكذبه فانها غير واردة في روايته جزم بذلك جماعة من الحفاظ فليست هي من اختلاف النسخ بل من غلط من يذكر الحديث بهذا اللفظ ويعزوه الى مسلم وهو كما تقدم عنده وحده فهو من افراده عن البخاري وقوله فيه ولا تحاسدوا نهي عن الحسد وهو كراهية وصول النعمة الى غيره وهو كراهية العبد وصول النعمة الى غيره دواء اقترن بتلك الكراهية تمني زوال النعمة ام لم يقترن دواء اقترن بتلك الكراهية تمني زوال النعمة ام لم يقترن فاذا وجدت كراهية وصول النعمة الى احد من الخلق صار هذا حسدا حققه ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله وقوله ولا تناجشوا نهي عن النجش. واصله في لسان العرب اثارة الشيء بمتن وحيلة اثارة الشيء بمكر وحيلة فهو نهي عن تحصيل المطلوبات بالمكر والاحتيال فهو نهي عن تحصيل المطلوبات بالمكر والاحتيال ومن افراده النجش المعروف في البيع ومن افراده النجش المعروف بالبيع بان يزيد في السلعة من لا يريد شراءها وقوله ولا تباغضوا نهي عن التباغض ومحله عند فقد المسوغ الشرعي ومحله عند فقد المسوغ الشرعي فاذا فقد المسوغ الشرعي نهي العبد عن بغض اخيه المسلم وان وجد مسوغ شرعي كتلطخه ببدعة او معصية او غيرها فانه يجب عليه ان يبغض منه ما خالف فيه حكم الشرع وقوله ولا تدابروا نهي عن التدابر وهو التهاجر والتصارم والتقاطع وهو التهاجر والتصارم والتقاطع ومحله اذا كان لامر دنيوي ومحله اذا كان لامر دنيوي اما اذا كان لامر ديني فهجره ابتغاء استصلاحه فذلك مأمور به كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك حتى تاب الله سبحانه وتعالى عليهم وقوله وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين وكونوا عباد الله اخوانا يحتمل معنيين احدهما انها جملة انشائية تتضمن الامر بتحصيل الاخوة تتضمن الامر بتحصيل الاخوة الدينية فينتظم فيها الامر بكل سبب يؤدي الى تأليف القلوب فينتظم فيها الامر بكل سبب يؤدي الى تأليف القلوب والاخر انها جملة خبرية انها جملة خبرية تفيد ان تعاطي الامور السابقة يؤول الى حصول الاخوة بين عباد الله تفيد ان تعاطي الامور السابقة يؤول الى عصور الاخوة الدينية بين عباد الله فاذا ترك التباغض والتحاسد والتدابر والتهاجر وقعت الاخوة الدينية المطلوبة بين عباد الله المسلمين وكلا المعنيين صحيح وقوله التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات اي اصل التقوى في القلوب اي اصل التقوى في القلوب. فاشارته صلى الله عليه وسلم هي الاعلام بمستقر التقوى من العبد هي للاعلام بمستقر التقوى من العبد وهو قلبه واذا عمر قلبه بها بانت اثارها على الجوارح واذا فرغ القلب منها انعدمت اثارها عن الجوارح فصار مدعيها حينئذ كاذبا في دعواه فالذي يترك المأمور ويواقع المحظور ثم اذا نصح قال التقوى ها هنا كاذب في دعواه لانه لو وجدت التقوى ها هنا لما ترك المأمور ووقع المحظور بل حملته تلك التقوى على ان يمتثل امر الله وان يجتنب ما نهاه الله سبحانه وتعالى عنه. نعم. احسن الله اليكم. الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطن به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم بهذا اللفظ هذا الحديث اخرجه مسلم وحده في هذا اللفظ فهو من افراده عن البخاري رواه من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن ابي صالح فذكوان الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه. وفي الحديث ذكر وخمسة اعمال مقرونة بذكر جزائها فالعمل الاول تنفيس الكرب عن المؤمنين في الدنيا وجزاؤه ان ينفس الله عن عامله كربة من كرب يوم القيامة واخر جزاؤه اليها تعظيما لاجره واخر جزاؤه اليها تعظيما لاجره فان كل كرب الدنيا دون كربة يوم القيامة فلارادة تعظيم اجر العامل كان ما ينفس عنه من الكرب قربة من كرب يوم القيامة التي هي اعظم الكرب فتعلق الثواب بها اكمل والعمل الثاني التيسير على المعسر وجزاؤه ان ييسر الله على عامله في الدنيا والاخرة والثالث الستر على المسلم وجزاؤه ان يستر الله على عامله في الدنيا والاخرة والناس في باب الستر قسمان والناس في باب الستر قسمان احدهما من لا يعرف بالفسق. من لا يعرف بالفسق ولا شهر به فهذا اذا زلت قدمه واقترف قطيعة فهذا اذا زلت قدمه واقترف خطيئة وجب تتروه وحرم بث خبره وحرم بث خبره والاخر من كان مشتهرا بالمعاصي منهمكا فيها مستكثرا منها فهذا اذا اطلع على من ذنبه لم يستر عليه فهذا اذا اطلع على ذنبه لم يستر عليه ووجب رفعه الى السلطان او نائبه ووجب رفعه الى السلطان او نائبه ليردعه عن غيه ليردعه عن غيه ويحسم مادة الشر من نفسه ويحسم مادة الشر من نفسه ويستباح من عرضه ما يتحقق به الغرض المذكور ويستباح من عرضه ما يتحقق به الغرض المذكور دون ما زاد عنه دون من زاد عنه فان الاصل حرمة عرض المسلم ولا يستباح شيء من عرضه الا بما اذنت به الشريعة فمن اراد ردع احد من هؤلاء عن غيه رفعه الى السلطان او نائبه مبينا من حاله ما يمكن من معرفة ما هو عليه من السوء ليردع عنه ويمنع منه. ثم لا يجعل بعد ذلك فاكهة يتناول بالسخرية والتشهير والاستهزاء فان هذا محرم والمنكرات من عورات المسلمين فان العورة اسم لما يستقبح ويستحيا من ظهوره وشيوع المنكرات في المسلمين عورة من عوراتهم لانه يستقبح ظهورها وتصاب النفوس بالكمد من رواجها واشاعتها باعلانها والتشهير بصاحبها مما تظهر به هذه العورة قال بعض السلف من اشاع منكرا فقد اعان على هدم الاسلام من اشاع منكرا فقد اعان على هادي من الاسلام وذلك لاجتماع امرين احدهما ايذاء نفوس المؤمنين باظهاره ايذاء نفوس المؤمنين باظهاره والاخر تقوية قلوب الفاسقين بالتمادي فيه والازدياد منه تقوية نفوس الفاسقين بالتمادي فيه والازدياد منه فلا يجوز للعبد ان يكون مشهرا للمنكرات معلنا بما يقع فيها من حوادث المسلمين فاذا اطلع على شيء منه سلك الطريق الشرعي الذي سبق ذكره دون زيادة عليه والعمل الرابع سلوك طريق يلتمس فيه العلم وجزاؤه ان يسهل الله به للعبد طريقا الى الجنة في الدنيا بالاهتداء الى اعمال اهلها وفي الاخرة بالاهتداء اليها في الدنيا بالاهتداء الى اعمال اهلها وفي الاخرة بالاهتداء اليها والعمل الخامس الاجتماع في بيت من بيوت الله وهي المساجد على تلاوة كتاب الله وتدارسه وجزاؤه نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوا الملائكة وذكر الله فيمن عنده ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ابانة للاصل الجامع بالعمل والجزاء فالجامع في العمل المراد من العبد اعانة اخيه المسلم والموعود من الجزاء ان يعينه الله سبحانه وتعالى ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه اعلاما بمقام العمل وان ما يرتفع اليه الانسان من المقامات العالية موكول بعمله ولا حظ لنسبه في ذلك فلا يبلغ بمجرد نسبه المقامات العظيمة في الدنيا والاخرة فالنسب لا يزكي احدا ولا يقدسه نعم. احسن الله اليكم. الحديث السابع والثلاثون. عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتب الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها افعملها كتبه الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف. فانظر يا اخي وفقنا الله واياك الى عظيم لطف الله تعالى وتأمل هذه الالفاظ وقوله عنده اشارة الى الاعتناء بها وقوله كاملات للتأكيد وشدة الاعتناء بها. وقال في التي هم بها ثم تركها كتبها الله عنده حسنة كاملة. فاكدها بكاملة وان عملها كتبها الله سيئة واحدة فاكد تقليلها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم من حديث الجعد ابن دينار عن ابي رجاء العطاردي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وقوله ان الله الحسنات والسيئات اي قدرا فالمراد بالكتابة هنا الكتابة القدرية دون الشرعية لان المكتوب شرعا المطلوب من العبد هو الحسنات دون السيئات لان المكتوب شرعا المطلوب من العبد هو الحسنات دون السيئات والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين والكتابة القدرية للحسنات والسيئات تشمل امرين احدهما كتابة عمل الخلق لهما كتابة عمل الخلق لهما فكتب الله عز وجل على كل عبد ما يعمله من خير او شر والاخر كتابة ثوابهما كتابة ثوابهما وهو المراد في الحديث وهو المراد في الحديث لقوله ثم بين ذلك وذكر بعده الجزاء لقوله ثم بين ذلك وذكر بعده الجزاء والحسنة اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن اسم لكل ما وعد عليه بالثواب الحسن وهي كل ما امر به الشرع وهي كل ما امر به الشرع والسيئة اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء اسم لكل ما توعد عليه بالثواب السيء وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم وهي كل ما نهى عنه الشرع نهي تحريم فيندرج في الحسنات الفرائض والنوافل فيندرج في الحسنات الفرائض والنوافل وتختص السيئات بايش بالمحرمات وتختص السيئات بالمحرمات والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو عن اربعة احوال والعبد بين الحسنة والسيئة لا يخلو عن اربعة احوال الحال الاولى ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها ان يهم بالحسنة ولا يعمل بها فيكتبها الله عنده حسنة كاملة فيكتبها الله عنده حسنة كاملة والمراد بالهم هنا هم الخطرات والمراد بالهم هنا هم الخطرات فاي طروء لارادة الحسنة في القلب يتفضل الله عز وجل به على العبد فيكتبه له حسنة كاملة والحال الثانية ان يهم بالحسنة ان يهم بالحسنة ثم يعمل بها فيكتبها الله سبحانه عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة ومقدار التضعيف بحسب حال العبد من الاسلام ومقدار التضعيف بحسب حال العبد من الاسلام فالناس يتفاضلون في حسناتهم بالتضعيف فوق العشاء فالناس يتفاضلون في تظعيف حسناتهم فيما فوق العشر وموجب المفاضلة قدر ما هم عليه من حسن الاسلام. قدر ما هم عليه من حسن الاسلام فالقدر الاقل المقطوع به ان كل من عمل حسنة فان الله عز وجل يجزيه عليها عشر حسنات والزيادة بالتضعيف فيما فوق ذلك يتفاوت فيه الخلق باعتبار تفاوتهم بحظوظهم من حسن الاسلام وامتثال امر الله عز وجل في تلك الحسنة وفي حديث عمار ابن ياسر عند ابي داود باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل لينصرف من الصلاة لم يكتب له الا نصفها ربعها ثلثها خمسها سدسها سبعها ثمنها تسعها عشرها وهؤلاء كلهم مصلون لكنهم تفاوتوا باعتفال تفاوتهم من حسن الاسلام في صلواتهم. والحال الثالثة ان يهم بالسيئة ويعمل ايهم بالسيئة ويعمل بها فتكتب سيئة واحدة فتكتب سيئة واحدة من غير مضاعفة من غير مضاعفة فالسيئة لا تضاعف على العبد في عددها فالسيئة لا تضاعف على العبد في عددها وربما ضوعفت بقدرها وربما ضوعفت في قدرها اي كيفيتها بالنظر الى شرف الزمان او المكان او الفاعل بالنظر الى شرف الزمان او المكان او الفاعل. قال الله عز وجل ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم يعني في البلد الحرام. فالسيئة في البلد الحرام اعظم من نظيرها في غيره فالنظرة الحرام في البلد الحرام اعظم وزرا من النظرة الحرام في غيره من البلدان لكن تضعيفها لا يتعلق بعددها. وانما بكيفيتها اي ثقلها في الميزان. والحال الرابعة يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها ان يهم بالسيئة ثم لا يعمل بها وهذه الحال معترك انظار ومختلف موارد بين اهل العلم وتحريرها ملخصا ان يقال ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين ان ترك العمل بالسيئة يكون لاحد امرين اولهما ان يكون الترك لسبب دعا اليه ان يكون الترك لسبب دعا اليه وثانيهما ان يكون الترك لغير سبب ان يكون الترك لغير سبب فتفتر عزيمته فتفتر عزيمته ويترك السيئة من غير سبب منه فالاول وهو ترك السيئة لسبب داع ثلاثة اقسام فالاول وهو ترك السيئة لسبب داع ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون السبب خشية الله ان يكون السبب خشية الله فتكتب له حسنة فتكتب له حسنة والقسم الثاني ان يكون السبب مخافة المخلوقين ان يكون السبب مخافة المخلوقين او مراءتهم فيعاقب على هذا والقسم الثالث ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة ان يكون السبب عدم القدرة على السيئة مع الاشتغال باسبابها مع الاشتغال باسبابها فهذا يعاقب كمن عمل فهذا يعاقب كمن عمل فتكتب عليه سيئة واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان واما ترك السيئة لغير سبب فهو قسمان القسم الاول ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات ان يكون الهم بالسيئة هم خطرات فلا يسكن القلب اليها ولا ينعقد عليها فلا يسكن القلب اليها ولا ينعقد عليها بل ينفر منها بل ينفر منها فهذا معفو عنه فهذا معفو عنه وتكتب له حسنة وتكتب له حسنة جزاء نفوره من المعصية وتكتب له حسنة جزاء نفوره من المعصية وهذا هو المذكور في الحديث وهذا هو المذكور في الحديث وشهود جزاء الهم بالحسنة والهم بالسيئة يتجلى فيه عظيم فضل الله عز وجل فان هم العبد بالحسنة يكتب له ايش حسنة وهمه بالسيئة وتركه لها ونفورها عنها يكتب له حسنة وهذا من مشاهد ان رحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كل شيء وان رحمته عز وجل سبقت غضبه والله سبحانه وتعالى يريد لعباده ان يكونوا من المهتدين وييسر لهم اسباب رحمته. قال الله تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين فمتى وجد هذا المعنى في القلب عند الحسنة؟ فصادفت ورودها في القلب هم خطرات تفضل الله عز وجل وانعم على العبد فكتبها له حسنة ولو لم يعملها واذا جرى ذكر السيئة في قلبه على وجه الخطرة دون انعقاد القلب عليها ثم نفر عنها تفضل الله عليه مرة اخرى فكتبها الله سبحانه وتعالى له حسنة والقسم الثاني ان يكون الهم بالسيئة هم عزم ان يكون الهم بالسيئة هم عزم وهم العزم هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة هو الهم المشتمل على الارادة الجازمة المقترنة بالتمكن من الفعل المقترنة تمكني من الفعل وهذا على نوعين وهذا على نوعين احدهما ما كان من اعمال القلب ما كان من اعمال القلب كالشك في الوحدانية كالشك في الوحدانية او التكبر او العجب او التكبر او العجب او غيرهما من امراض القلوب فان هذا يؤاخذ العبد به وربما صار منافقا او كافرا فان هذا يؤاخذ العبد به وربما صار كافرا او منافقا فاذا وجد هم العزم متعلقا بالشك بالوحدانية صار العبد كافرا واذا وجد هم العزم متعلقا بشيء من اعمال القلوب المحرمة كالكبر والعجب والحسد ترتب على العبد مؤاخذته بها وصار اثما والثاني ما كان من اعمال الجوارح ما كان من اعمال الجوارح فيصر العبد عليه فيصر قلب العبد عليه هاما به هم عزم فيصر قلب العبد عليه هاما به هم عزم لكن لا يظهر اثره في الخارج لكن لا يظهر اثره في الخارج اي لا يقع من العبد في خارج حاله فهذا يؤاخذ به عند الجمهور فهذا يؤاخذ به عند الجمهور وهو اختيار جماعة من المحققين كالمصنف ابي زكريا النووي ابن تيمية الحفيد رحمهم الله رحمهم الله تعالى وهذه الاقسام والاحوال العارضة للهم وما يترتب عليه من الجزاء تبين العبد دلالة العناية بحراسة خواطره والقيام على قلبه وانه يجب عليه ان يصون قلبه اعظم الصيانة وان يحرصه من الواردات التي تتابع عليه وربما عشعش فيه بعضها فباض وفرخ وجر عليه من الشر في الدنيا والاخرى ما لا منتهى لعظيم عقابه ووبيل عاقبته ولابي عبد الله ابن القيم كلام نافع متفرق في حراسة الخواطر وانها من اعظم الابواب التي ينبغي ان يحفظ العبد نفسه منها فان مبتدأ الشرور خطرة تكون في القلب فاذا ثبتت هذه الخطرة فيه كانت بمنزلة البذرة التي تثبت في الارض فاذا سقيت بماء يقويها قويت ساق الشجرة فيه ثم ارتفعت شجرتها وظهرت ثمارها النكدة بما يتلذذ به العبد من المعاصي والخطيئات ومدار الصلاح والفساد كما سلف على القلب فقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا قال وحصلها الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله. الا وهي القلب. قال ابن تيمية الحفيد القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده نعم احسن الله اليكم. الحديث الثامن والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استأذنني لاعيذنه. رواه البخاري. هذا الحديث اخرجه البخاري في صحيحه هذا اللفظ ووقع في بعض روايات البخاري وان سألني لاعطينه عوض ولئن سألني لاعطينه وكذا ولئن استعاذ بي عوضا ولئن استعاذني وزاد في اخره وماذا ترددت عن شيء انا فاعله كترددي عن نفس المؤمن يكره الموت واكره وانا اكره مساءته رواه البخاري وحده فهو من افراده عن مسلم بل هو من افراده عن جميع اصحاب الكتب الستة فلم يروه منهم البخاري رحمه الله تعالى رواه من حديث خالد ابن مخلد عن سليمان ابن بلال عن شريك ابن عبد الله ابن ابي نمر عن عطاء عن ابي هريرة رضي الله عنه وفي الحديث بيان جزاء معاداة اولياء الله وولي الله شرعا اسم لكل مؤمن تقي وولي الله شرعا اسم لكل مؤمن تقي فمن جمع الايمان والتقوى صار لله وليا. قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم. ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون وخص اسم الولي اصطلاحا بزيادة قيد غير نبي وخص اسم الولي اصطلاحا بزيادة غير نبي فالاولياء في عرف علماء الاعتقاد المؤمنون المتقون سوى الانبياء فالاولياء في عرف علماء الاعتقاد المؤمنون المتقون سوى الانبياء فالحقيقة المتعلقة بالولي نوعان فالحقيقة المتعلقة بالولي نوعان احدهما الحقيقة الشرعية الحقيقة الشرعية والولي فيها كل مؤمن تقي فيندرج فيها من الانبياء والاخر الحقيقة الاصطلاحية والولي فيها كل تقي غير نبي كل تقي غير نبي فلا يندرج فيها الانبياء ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من الله ومحل ذلك شيئان ومحل ذلك شيئان احدهما ان يعاديه لاجل دينه ان يعاديه لاجل دينه والاخر ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه ان يعاديه لاجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه فاذا وجدت هذه المعاداة باحد هذين الوجهين وجد الجزاء وهو ايذان الله عز وجل له بالحرب وان لم يوجد شيء منهما لم يوجد الجزاء باذن الله له بالحرب فمن عادى وليا لاجل الدنيا بلا ظلم ولا تعد كمن عادى وليا لاجل الدنيا بلا ظلم ولا تعد كمن يخاصم احدا ممن وصف باسم الولاية لايمانه وتقواه وظهور رتبته بالدين على ارض متنازع فيها لكل واحد منهما بينة وحجة عليها ومنازعته ومخاصمته ومعاداته في ذلك ورفعه الى السلطان او نائبه لا يكون متحققا فيه الجزاء المذكور في الحديث وهو ايذان الله حربه لان هذا يختص باحد المقامين الذين سبق ذكرهما وهو كون المعاداة لاجل الدين او كونها لاجل الدنيا مع حصول الظلم والتعدي عليه وقوله فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به الحديث معناه اوفقه فيما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي فلا يقع منه شيء متعلق بها الا فيما احبه الله عز وجل ورضيه نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان واستكرهوا حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما هذا الحديث اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي اخرجه ابن ماجة بلفظ ان الله وضع عن امتي واخرجه البيهقي ايضا بلفظ قريب منه واسناده ضعيف والرواية في هذا الباب فيها لين. فلا يكاد يصح فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وبه جزم احمد رحمه الله والعزو لابن ماجة مغن عن العزو الى البيهقي لان الحديث اذا كان في الاصول الستة لم يحتج الى عزوه الى شيء خارجها الا لزيادة معنى ككون سنده اصح او لنقل كلام عنه او غير ذلك من دواعي ذكره. وفي الحديث بيان فضل الله على هذه الامة بوضع المؤاخذة عنها في ثلاثة امور احدها الخطأ والمراد به وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وقوع الشيء على وجه لم يقصده فاعله وثانيها النسيان وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه وهو دخول القلب عما معلوم متقرر فيه وثالثها الاكراه وهو ارغام العبد على ما لا يريده من قول او عمل. ارغام العبد على ما لا يريده من قول او عمل والمراد بالتجاوز والوضع عن الامة عدم المؤاخذة بها. والمراد بالتجاوز والوضع عن الامة. عدم المؤاخذة بها فلا يتحقق الاثم بوجود الخطأ او الاكراه او النسيان ولا يكون العبد اثما بما اقترفه خلاف خطاب الشرع اذا كان على حال من هذه الاحوال الثلاثة. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الاربع عن ابن مرض رضي الله عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك رواه البخاري هذا الحديث اخرجه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه. رواه من حديث سليمان ابن مهران الاعمش عن مجاهد بن جبر المكي عن ابن عمر رضي الله عنهما وفي الحديث ارشاده صلى الله عليه وسلم الى الحال التي ينبغي ان يكون عليها العبد في الدنيا وانه ينزل نفسه احدى منزلتين وانه ينزل نفسه احدى منزلتين فالمنزلة الاولى منزلة الغريب فالمنزلة الاولى منزلة الغريب وهو المقيم بغير بلده وهو المقيم بغير بلده فقلبه متعلق بالرجوع الى بلده فقلبه متعلق بالرجوع الى بلده واشتغاله حينئذ بالدنيا في تلك البلدة قليل لانه ضاعن بها يريد الخروج منها والمنزلة الثانية منزلة عابد السبيل والمنزلة الثانية منزلة عابد السبيل وهو المسافر الذي يدخل بلدا ويريد الخروج منها فهو فيها اقل اقامة من الغريب فهو فيها اقل اقامة من الغريب لضعف تعلقه بها والمرتبة الثانية اكمل من الاولى والمرتبة الثانية اكمل من الاولى وجعل العبد في هذه الدنيا بمنزلة الغريب او عابر السبيل لانها ليست دارا له وجعل العبد في الدنيا بمنزلة الغريب او عابر السبيل في هذه الدنيا لانها ليست منزلا له فان منتهى منزله الى ما يحط به الى ما يحط فيه رحله من جنة جعلنا الله واياكم من اهلها او نار اعاذنا الله واياكم من لهبها وفي ميمية ابن القيم قوله فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم اي هي المنازل الاولى التي كان فيها مبتدأ خلق ابينا ادم عليه الصلاة والسلام وفيها الاقامة لمن احبه الله عز وجل ورضي عمله. نعم. احسن الله اليكم الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تابعا لما جئت به. حديث حسن رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح هذا الحديث عزاه المصنف الى كتاب الحجة واسمه الحجة على تارك المحجة لابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي ولم يظفر به بعد ويوجد له مختصر مجرد من الاسانيد وقد روى هذا الحديث من هو اشهر منه فالعزو اليه اولى فرواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء واسناده ضعيف لان مداره على نعيم ابن حماد احد الضعفاء مع علل اخرى في اسناده فتصحيحه بعيد كما بينه ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم لكن اصول الشرع تصدقه وتشهد له دراية لا رواية والهوى الميل المجرد ويغلب اطلاقه على خلاف الحق والهوى الميل المجرد ويغلب اطلاقه على خلاف الحق فيكاد يكون الثاني متعلق خطاب الشرع فيكاد يكون الثاني متعلق خطاب الشرع فللهواء معنيان فللهوى معنيان احدهما الميل المجرد وهو المراد في هذا الحديث الميل المجرد وهو المراد في هذا الحديث ومنه حديث عائشة في الصحيح ومنه حديث عائشة في الصحيح انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ما ارى ربك الا يسارع في هواك اي يجري الامور وفق ما ترغبه وتميل اليه والاخر الميل الى خلاف الهدى الميل الى خلاف الهدى ومنه قول ابن عباس رضي الله عنهما كل هوى ضلالة كل هوى ضلالة رواه ان لا لكائي باسناد صحيح ان رجلا قال له الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم فقال كل هوا ضلالة فيكون معنى هذا الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون ميله تبعا لما جئت به لا يؤمن احدكم حتى يكون ميله تبعا لما جئت به والايمان المنفي في هذا الحديث يحتمل معنيين والايمان المنفي في هذا الحديث يحتمل معنيين احدهما ان يكون المراد به اصل الايمان ان يكون المراد به اصل الايمان وذلك اذا كان المقصود بقوله لما جئت به وذلك اذا كان المقصود بقوله لما جئت به ما لا يكون العبد مسلما الا به ما لا يكون العبد مسلما الا به والاخر ان يكون المراد به كمال الايمان ان يكون المراد به كمال الايمان وذلك اذا كان المراد بقوله لما جئت به ما يكون العبد مسلما دونه ما يكون العبد مسلما دونه فينظر الى الفرد الذي يتعلق به الهوى فان رجع الى الاول صار المقصود نفيك ما نفي اصل الايمان عنه وان كان يرجع الى الثاني فالمقصود نفي كمال الايمان عنه. فمثلا لو ان احدا لم يكن ميله الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في كونه صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء فهذا يرجع على الايمان بالنقض فيتعلق باصل الايمان فيكون المنفي اصل الايمان عنه. واذا كان هوى عبد وميله على خلاف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يتعلق باصل الايمان ككراهية بعض النساء او قل كل النساء ان يتزوج عليها زوجها ثانية او ثالثة او رابعة فان هذا لا يتعلق في اصل الايمان وانما يتعلق بكمال الايمان فيكون المنفي حينئذ عن من لم يجد ميل قلبه الى متابعته يكون حين اذا نفيا لكمال الايمان عنه وهذا امر عظيم يوجد في الناس ولا يختص بالنساء فان الامر كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان كثيرا من الناس ودوا ان لم تأتي الادلة الشرعية بهذا وحكوه من المصاحف والسطور فهم لا يرغبون في ورود الادلة الشرعية بامر على خلاف ما تهواه انفسهم وترغبه فتجد في نفوسهم نفرة من هذا الاصل الذي قررته الشريعة موافقة للعبد في هواه الذي يميل واليه واعتبر هذا في حال الناس تجد ان كثيرا من الناس ينفر من شرائع الدين او يؤولها بحسب ما يوافق نفسه فيحكم على شيء من الادلة انها لا تتعلق بهذا الزمان او لا تتعلق بهذه الحال او انها خاصة ببقعة دون بقعة او المراد بها زمنا سابقا لم يعد الناس متحققين بما كانوا عليه فيما سلف وكل هذا من تحكم الذي يقول فيه الانسان الخبر دون علم بل يقوله بهواه كما اتفقا لبعض من اتفق من الكلام في ابواب العلم على خلاف ما دل عليه الدليل الشرعي. فهذا يقول من كيسه لا من حكم الشرع نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني والاربعون عن انس رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرت غفرت لك. يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع من حديث كثير ابن فائز عن سعيد ابن عبيد عن بكر ابن عبد الله المزني عن انس ابن مالك رضي الله عنه واسناده لا بأس به وله طرق يقطع بها الناظر ان الحديث حديث حسن ولفظه في النسخ التي بايدينا من جامع الترمذي على ما كان فيك عوض على ما كان منك والحديث مشتمل على ذكر ثلاثة اسباب عظيمة من اسباب المغفرة اولها الدعاء المقترن بالرجاء الدعاء المقترن بالرجاء وقرن الدعاء بالرجاء لافادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله وقرن الدعاء بالرجاء بافادة ان الداعي حاضر القلب مقبل على الله فليس دعاؤه دعاء لاه فليس دعاؤه دعاء لاه ساه وثانيها الاستغفار وهو طلب المغفرة واقله استغفر الله واكمله استغفر الله واتوب اليه واكمله استغفر الله واتوب اليه وثالثها توحيد الله واشير اليه بعدم الشرك في قوله لا تشركوا بي شيئا لان غاية التوحيد ابطال التنديد لان غاية التوحيد ابطال التنديد فعمارة القلوب بالتوحيد يراد منها ازهاق الشرك وابطال التنديد واخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب واخر ذكره مع جلالة قدره لعظم اثره في محو الذنوب وذلك في قوله لاتيتك بقرابها مغفرة اي بملئها مغفرة والقراب بضم القاف وكسره وهو ملء الشيء فيكون المعنى لو اتيتني بملئ الارض ذنوبا وانت موحد لاتيتك بملئها مغفرة نعم. احسن الله اليكم خاتمة الكتاب. فهذا اخر ما قصدته من بيان الاحاديث التي جمعت قواعد الاسلام وتضمنت ما لا يحصى من انواع العلوم في الاصول والفروع والاداب وسائر وجوه الاحكام. وهانا اذكر بابا مختصرا جدا في ضبط خفي الفاظية مرتبة. لان لا يغلط بشيء من وليستغني بها حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها. ثم اشرع في شرحها ان شاء الله تعالى في كتاب مستقل. وارجو من فضل الله تعالى ان في لبيان مهمات من اللطايف وجمل من الفوائد والمعارف لا يستغني المسلمون عن معرفة مثلها ويظهر لمطالعها جزالة هذه الاحاديث وعظم فضلها وما اشتملت عليه من النفائس التي ذكرتها والمهمات التي وصفتها ويعلم ويعلم بها الحكمة في اختيار هذه الى اربعين وانها حقيقة بذلك عند الناظرين. وانما افردتها عن هذا الجزء ليسهل حفظ الجزء بانفراده. ثم من اراد ضم الشرح اليه فليفعل ولله عليه المنة بذلك اذ يقف على نفائس اللطائف المستنبطات من كلام من قال الله في حقه هوى ان هو الا وحي يوحى ولله الحمد اولا واخرا وباطنا وظاهرا. لما فرغ المصنف رحمه الله من سرد الاحاديث الجامعة قواعد الاسلام اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. والحامل لاتباعه تلك الاحاديث بالباب المذكور امران والحامل لاتباعه تلك الاحاديث بالباب المذكور امران احدهما منع الغلط في قراءتها منع الغلط في قراءتها كما قال لان لا يغلط في شيء منها لئلا يغلط في شيء منها والثاني اغناء حافظ تلك الظغوط اغناء حافظي تلك الضغوط عن غيره في تحقيق الفاظها عن غيره في تحقيق الفاظها كما قال وليستغني وليستغني حافظها عن مراجعة غيره في ضبطها. ثم وعد المصنف ان يشرح الاحاديث التي انتخبها في كتاب مستقل. واختر المنية فلم يشرح تلك الاحاديث ذكره تلميذه ابن العطار في شرح الاربعين فانه اخبر ان الحامل له على شرح الكتاب ان مصنفه مات ولم يشرح تلك الاحاديث والكتاب الرائج بين الناس منسوبا الى النووي في شرح الاحاديث النووية لا تثبت نسبته اليه. وكذا الكتاب الاخر المنسوب الى ابن دقيق العيد في شرح الاربعين لا تثبت نسبته اليه ايضا. ثم ذكر انه افرد هذا الجزء عن تلك الاحاديث ليسهل ضبط هذا حفظ هذا الجزء بعد حفظ تلك الاحاديث فيتم بحفظه بعدها الامر كله لانه يحفظ تلك الاحاديث لانه يحفظ تلك الاحاديث النبوية ثم يحفظ ما يعين على ضبط الفاظها. وهذا من اهم المهمات في خطاب الشرع ان يحفظه الانسان على وجه الصواب لانه خطاب له حرمته فلا يجوز للانسان ان يحفظه على ما يتبادر له من قراءته وربما اخطأ في قراءتها وصح عن ابن مسعود عند الدارمي وغيرها انه قال اقرأوا القرآن كما علمتم. فقراءة خطاب الشرع اتؤخذ بالتلقي وترك ذلك يوقع العبد في الغلط واذا كان في القرآن فانه امر عظيم وكذا وقوعه في السنة. للقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم افصح الخلق فلا يكون كلامه على خلاف تلك الفصاحة فالذي يحرف الاحاديث بحفظها على غير وجهها يتخوف عليه من الاثم العظيم بالدخول في حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه نعم. باب الاشارات الى ضبط الالفاظ المشكلات. هذا الباب وان ترجمته بالمشكلات فقد ينبه في الالفاظ من الواضحات. في الخطبة الله امرء روي بتشديد الضاد وتخفيفها والتشديد اكثر. ومعناه حسنه وجمله. الحديث الاول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو اول من سمي امير المؤمنين. قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. المراد لا تحسب له امل الشرعية الا بالنية قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناها مقبولة. قوله رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله معناه مقبولة المعهود في خطاب الشرع متقبلة لان مرتبة لان التقبل مرتبة فوق القبول فالقبول يدل على صحة العمل وبراءة الذمة واما التقبل فانه يشتمل ايضا على محبة الله العامل ورضاه عنه ذكره ابن القيم رحمه الله ولاجل هذا كان دعاء الانبياء هو سؤال التقبل لا سؤال القبول فكانوا يقولون ربنا تقبل منا فالسؤال بالتقبل اعظم من السؤال بالقبول والخبر بالتقبل اعظم من الخبر بالقبول نعم احسن الله اليكم الحديث الثاني لا يرى عليه اثر السفر هو بضم الياء من يرى. قوله تؤمن بالقدر خيره وشره. معناه تعتقد ان الله قدر الخير والشر وما قبل خلق الخلق وان جميع الكائنات بقضاء الله تعالى وقدره وهو مريد لها. هذا الذي ذكره المصنف هو بعض الايمان بالقدر والمختار ان الايمان بالقدر يرجع الى حقيقته الشرعية فالقدر شرعا هو علم الله بالوقائع هو علم الله بالوقائع وكتابته لها هو علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها ومشيئته وخلقه اياها والمراد بالوقائع الحوادث الكائنات الحوادث الكائنات قوله فاخبرني عن عمارتها وظيفتي الهمزة اي علامة ويقال امار بلاها لغتان لكن الرواية بالهاء قوله تلد الامة ربتا اي سيدتها ومعناه ان تكثر السراري حتى تلد الامة سرية بنتا لسيدها وبنت السيد في معنى السيد وقيل يكثر بيع يساري حتى تشتري المرأة امها وتستعبدها جاهلة بانها امها وقيل غير ذلك قد اوضحت في شرح صحيح مسلم بدلائله وجميع طرقه قوله تعالى اي الفقراء ومعناه ان اسافل الناس يصيرون اهل ثروة ظاهرة قوله لبثت مليا هو بتشديد الياء اي زمانا كثيرا. وكان ذلك ثلاثة هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما. قوله رحمه الله هكذا جاء مبينا في رواية ابي داوود والترمذي وغيرهما هو ايضا عند النسائي وابن ماجة فكان حقيقا بالمصنف ان يستوي ان يستوفي العزو اليهم فيقول وقع مصرحا به عند اصحاب السنن واسناده صحيح والمحفوظ فيه اطلاقه دون تقييد الايام والليالي. وورد التقيد بالليام والليالي في بعض الروايات الا انها غير محفوظة والمحفوظ فيه الاطلاق فيصلح ان يكون ثلاث ليال او ثلاثة ايام نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس قوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اي مردود كالخلق بمعنى المخلوق الحديث السادس قوله فقد استبرأ لدينه وعرضه اي صان دينه وحمى عرضه من وقوع الناس فيه قوله يوشك هو بضم الياء وكسر الشين اي يسرع ويقرب قوله حمى الله محارمه معناه ان الذي حماه الله تعالى ومنع دخوله هو الاشياء التي حرمها الحديث السابع قوله عن ابي رقية وبضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء قوله الداري منسوب الى جد له يقال له جد له اسمه الدار وقيل الى موضع يقال له دارين ويقال فيه ايضا الدير نسبة الى دير كان يتعبد فيه وقد بسطت القول الايضاح في اوائل شرح صحيح مسلم. قوله رحمه الله وقيل الى موضع يقال له دارين ذكر ابن طاهر في الانساب المتفقة عن ابي مظفر عن ابي ورد الاديب النسابة ان ذلك غلط فاحش وانه ليس من دارين فلا تصح نسبته الى البلدة المسماة دارين وقوله ويقال فيه ايضا الديري نسبة الى دير كان يتعبد كان يتعبد فيه يوهم اطلاق التعبد انه وقع منه بعد الاسلام وليس هذا مرادا بل المراد دير كان يتعبد به فيه قبل الاسلام وبه قيده المصنف في شرح مسلم وفي تهذيب الاسماء واللغات فكان ينبغي ان يقول نسبة الى دين كان يتعبد فيه قبل الاسلام اي حال تنصره لان التدين في الصوامع والتخلي فيها عن الناس ليس من شعائر الاسلام نعم احسن الله اليكم الحديث التاسع قوله واختلاف هو بضم الفاعلة بكسرها. الحديث العاشر قوله غذي من حرامه ظم الغين وكسر التاء للمعجمة المخففة قوله غذي بالحرام بضم الغين وكسر الدال المعجمة المخففة وفيه لغة اخرى ذكرها الجرداني في شرح الاربعين نقلا عن المصابيح انه جاء ايضا بالتشديد وغذي بالحرام لكن المشهور في الرواية هو التخفيف وغذي بالحرام. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الحادي عشر قوله دع ما يريبك الى ما لا بفتح الياء وضمها لغتان والفتح افصح واشهر ومعنى اترك ما شككت فيه واعدل الى ما لا تشك الى ما لا تشك فيه هذا الذي تراه المصنف من تفسير الريب بالشك تقدم ان فيه نظرا وان الريبة هو قلق النفس واضطرابها. ذكره جماعة من المحققين كابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن وحفيده بالتلمذة ابي الفرج ابن رجب والشك فرض من افراد الريب على ما تقدم بيانه. فالريب شك وزيادة نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني عشر قوله يعني بفتح اوله. الحديث الرابع عشر. قوله اثنين بالزاني معناه المحصن اذا وللاحصان شروط معروفة في كتب الفقه الحديث الخامس عشر قوله او ليصمت بضم الميم قوله رحمه الله او ليصمت بضم الميم وسمع كسرها ايضا وهو القياس فيصح ليصمت وليصمت نعم. احسن الله اليكم الحديث السابع عشر القتلة والذبحة بكسر اولهما قوله وليحد هو بضم الياء وكسر الحاء وتشديد الدال يقاله احد دا السكين وحدها واستحدها بمعنى الحديث الثامن عشر جندب بضم الجيم وبضم الدال وفتحها وجنادى بضم الجيم الحديث التاسع عشر تجاهك بضم التاء وفتح الهاء اي امامك كما في الرواية الاخرى. قوله تجاهك بضم التاء ذكر الفيروز ابادي في القاموس انها تجيء مثلثة اي بالضم والفتح والكسر فيقال تجاهك وتجاهك وتجاهك نعم احسن الله اليكم. تعرف الى الله في الرخاء اي تحبب اليه بلزم طاعة واجتناب مخالفته الحديث العشرون قوله اذا لم تستمع فاصنع ما شئت معناه اذا اردت الى شيء فان كان مما لا تستحي من الله ومن الناس في فعله فافعله والا فلا وعلى هذا مدار الاسلام تقدم ان الحديث يجوز ان يكون خبرا ويجوز ان يكون انشاء مفيدا للامر وما ذكره المصنف فيه ضيق وما سلف بيانه اوسع واعم نعم. احسن الله اليكم. الحديث الحادي والعشرون. قل امنت بالله ثم استقم. اي استقم كما امرت ممتثلا امر الله تعالى مجتنب النهيه الحديث الثالث والعشرون قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان المراد بالطهور الوضوء. قيل معناه ينتهي تضعيف ثوابه الى نصفها الايمان وقيل الايمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء. ولكن الوضوء تتوقف صحته على الايمان فصار نصفه. وقيل المراد بالايمان الصلاة والطهور شرط لصحتها فصار كالشطر. وقيل غير ذلك ما ذكره من المعاني حسن لكن احسن منه ما تقدم ذكره من ان الطهور يراد به الطهارة الحسية. وهي شطر الايمان اي شطر شرائعه لان الطهارة الحسية تطهر الظاهر وبقية الشرائع تطهر الباطن. نعم. احسن الله اليكم. قوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان اي ثوابها وسبحان الله والحمد لله تملآن اي لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والارض. وسببه ما اشتمل اتا عليه من التنزيه والتفويض والتفويض الى الله تعالى والصلاة نور اي تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء وتهدي الى الصواب وقيل يكون ثوابها نورا لصاحبها يوم القيامة وقيل لانها سبب استنارة القلب والصدقة برهان اي حجة لصاحبها في اداء حق المال وقيل حجة في ايمان صاحبها لان المنافق لا يفعلها غالبا والصبر ضياء اي الصبر المحبوب وهو الصبر على طاعة الله تعالى والبلاء ومكاره الدنيا وعن المعاصي ومعناه لا يزال صاحبه مستضيا مستمرا على الصواب كل الناس يغدوه فبايعوا نفسه. معناه كل انسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب منهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها اي يهلكها. وقد بسطت شرح هذا الحديث في اول شرح صحيح مسلم. فمن اراد زيادة فليراجع وبالله التوفيق الحديث الرابع والعشرون قوله تعالى حرمت الظلم على نفسي اي تقدست عنه فالظلم مستحيل في حق الله تعالى لانه مجاوزة الحد التصرف في غير ملك وهما جميعا محال محال في حق الله تعالى تقدم ان المختار بالظلم انه وضع الشيء في غير موضعه. وما ذكره المصنف فيه نظر بسطه ابن تيمية الحفيد في رسالة مفردة طبعت باسم شرح حديث ابي ذر للغفاري نعم احسن الله اليكم قوله تعالى فلا تظالموا هو بفتح التاء اي لا تتظالموا قوله تعالى الا كما ينقص المخيط وبكسر الميم واسكان الخاء المعجبة ومدح الياء اي الابرة ومعناه لا ينقص شيئا الحديث الخامس والعشرون الدثور بضم الدال والثاء المثلثة الاموال واحدها الدس واحدها دثر كفلس وفلوس قوله وفي بضع احدكم هو بضم الباء واسكان الضاد المعجمة وهو كناية عن الجماع اذا نوى به الابادة وهو قضاء حق الزوجة وطلب صالح وعفاف النفس وكفها عن المحارم. قوله رحمه الله هو كناية عن الجماع. ويقع ايضا كناية عن الفرج ويقع وايضا كناية عن الفرج ذكره المصنف نفسه في شرح صحيح مسلم. نعم احسن الله اليكم. الحديث السادس والعشرون. السلامة بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم. وجمع سلاميات بفتح الميم وهي المفاصل وهي ثلاثمئة وستون مفصلا. ثبت ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابع والعشرون النواس بفتح النون وتشديد الواو وسمعا بكسر السين المهملة وفتحها والفتح اشهر قبله حاك بالحاء المهملة والكاف اي تردد وبصة بكسر الباء الموحدة الحديث الثامن والعشرون الارباط بكسر العين وبالموحدة سارية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت قوله ذرفت بفتح الذال المعجمة والراء اي سالت قوله بالنواجذ هو بالذال المعجمة وهي الانياب وقيل الاضراس والبدعة ما عمل على غير مثال سبق. ما ذكره رحمه الله في حج البدعة هو اشبه بحدها في اللسان العربي لا بحدها في الوضع الشرعي وقد تقدم بيان حدها شرعا وهو المراد في الحديث انه انها كل ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. احسن الله اليكم. الحديث التاسع والعشرون وذروة بكسر الذال وضم هاءه على ملاك الشيء بكسر الميم اي مقصوده قوله بكسر الذال وضمها والكسر افصح كالذروة افصح من الذروة وذكر ايضا الفتح ذروة لكنها لغة رديئة نعم احسن الله اليكم ملاك الشاي بكسر الميم اي مقصوده قوله بكسر الميم وتفتح ايضا فيقال ميداك وملاك ومعناه ايش مقصود الشيء يعني جماع الشيء ونظامه وقوامه فتسمية البنت باسم ملاك معناه نظام امر هذه الاسرة وعمادها وعينها ومدار امرها هذه البنت المسماة ملاك ولا تعلق لها بالملائكة نعم احسن الله اليكم قوله يكب هو بفتح الياء وضم الكاف الحديث الثلاثون الخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وبالنون منسوب الى خشينة قبيلة معروفة قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء. تعرفون قبيلة خشينة؟ هو يقول معروفة معروفة ولذلك سبحان الله كثير من يعني مسائل العلم خفيت لان كثيرا من القدامى صار يعبر عنها معروفة معروفة فبعضها يبقى معروفا نعم كقبيلة خسينة في باب الانساب لكن فيه اشياء كثيرة من ما فسروا به كلام العرب يقولون معروف كذكرهم لعبة عند العرب فاذا ذكرت هذه اللعبة في معاجم اللغة قالوا معروفة وصارت اليوم مجهولة لانها ذهبت مما ذهب من احوال العرب. نعم. احسن الله اليكم قوله جرثوم بضم الجيم والثاء المثلثة واسكان الراء بينهما وفي اسم واسم ابيه اختلاف كثير قوله صلى الله عليه وسلم فلا تنتهكها انتهاك الحرمة تناولها بما لا يحل الحديث الثاني والثلاثون ولا ضرار هو بكسر الضاد المعجمة الحديث الرابع والثلاثون فان لم يستطع فبقلبه معناه فلينكر بقلبه وذلك اضعف الايمان اي اقله ثمرة الحديث الخامس والثلاثون ولا يخذله بفتح الياء واسكان الخاء وضم الذال المعجمة ولا يكذبه هو بفتح الباء واسكان الكاف قوله بحسب امرئ من الشر وباسكان السين المهملة ان يكفيه من الشر الحديث الثامن والثلاثون فقد اذنته بالحرب هو بهمزة ممدودة اي اعلنته بانه محارب لي قوله تعالى استعاذني ضبطوا بالنون وبالباء وكلاهما صحيح. قوله رحمه الله ضبطوه بالنون اي استعاذني اي استعاذ بي وكلاهما صحيح لانهما جميعا في البخاري نعم احسن الله اليكم. الحديث الاربعون كن في الدنيا كأنك غريب نوابر السبيل. اي لا تركن اليها ولا تتخذها وطنا. ولا تحدد نفسك للبقاء فيها ولا بنية نائبها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب في غير وطنه. ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب الى اهله الحديث الثاني والاربعون عنان السماء بفتح العين قيل هو السحاب وقيل ما ان لك منها اي ظهر اذا رفعت رأسك قوله بقراب قوله بتراب الارض بضم القاف وكسرها لغتان روي بهما والضم اشهر معناهما يقارب ملئها فصل اعلم ان الحديث المذكور اولا من حفظ على امتي اربعين حديثا معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها ولم يعرف معناها هذا حقيقة معناه وبه يحصل انتفاع المسلمين لا بحفظ ما ينقله اليهم. والله اعلم بالصاب. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. وصلاة وسلامه على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين. قال مؤلفه فرط منه ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الاولى سنة ثمان وستين وستمائة قوله رحمه الله معنى الحفظ هنا ان ينقلها الى المسلمين وان لم يحفظها اي لا يشترط ان يحفظها صدري قلبه لكن المشترط هو ان ينقلها الى المسلمين فاذا تحقق نقلها على الوجه الاتم ولو بقلمه دون صدره تحقق له الثواب المذكور في الحديث وان كان الحديث المذكور ضعيفا كما تقدم بيانه وهذا اخر ما يحتاج اليه من بيان معاني هذا الكتاب على وجه يبين مقاصده الكلية ومعانيه الاجمالية وبه نكون بحمد الله قد فرغنا من الكتاب الثامن من برنامج اصول العلم واجزت لكم روايته عني بالسند المذكور في اخر كتاب اصول العلم وكذا اجزت لكم الكتاب الذي تقدم درسه وهو تفسير الفاتحة ها معاني وقصار المفصل. ونحن ان شاء الله تعالى نستكمل في الايام المستقبلة بيوم الاربعاء في الموعد المقدر له بعد العشاء الكتاب التاسع وهو كتاب التوحيد ثم بعد ذلك نأتي على العاشر وهو كشف الشبهات ثم نختم المقدمة الفقهية الصغرى وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبدي ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه مع تحيات تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض هاتف رقم اربعة تسعة واحد واحد تسعة ثمانية خمسة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته