السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه اصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا شرح الكتاب الثامن من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وخمس وثلاثين بعد الاربع مئة قلب وهو كتاب تفسير الفاتحة المفصل لمصنفه صالح بن عبدالله بن احمد العصيمي. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم احفظ شيخنا متعه بالصحة والعافية يا رب العالمين. قلتم غفر الله لكم في كتابكم تفسير الفاتحة وقصار مفصل وانزل الكتاب ليكون للعالمين نذيرا. وصلى الله على عبده ورسوله محمد. المبعوث داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان معرفة معاني كما منا والاشراف على مكنون الهدى هي اولى ما اجمل فيه النظر وحركت نحوه الفكر فبه تحصل النفوس وتحوز القلوب طمأنينتها. الا وان قصار مفصله اللطيف من الضحى الى اخر المصحف الشريف. محل عناية جمهور المسلمين حفظا لقصر آياتنا وعذوبة سياقها. ولكل فضائل مخصوصة ومقاصد منصوصة فهي حقيقة بالتفهم وجديرة بالتعلم. وهذا تفسير مختصر للسور المذكورة. يقوم بتناوله اسمه تأمله قيدته راجيا منفعته التامة وملتمسا مستفتحا بتفسير الفاتحة لها من مقام عظيم ومنزل كريم. والله اسأل السلامة من الزلل واتقاء سوء القول والعمل. قوله والاشراف على مكنون الهداة اي الاطلاع على ما تضمنه من الهدى اي الاطلاع على ما تضمنه من الهدى المحفوظ فيه وهداية القرآن نوعان الاول بداية عامة للخلق اجمعين والاخر هداية خاصة لعباد الله المؤمنين الاول هداية عامة للخلق اجمعين والاخر هداية خاصة لعباد الله المؤمنين والفرق بينهما ان هداية المؤمنين بالقرآن في ايضاح المحجة ان هداية المؤمنين بالقرآن في ايضاح المهجة وهي هداية الخلق اجمعين في اقامة الحجة وهداية الخلق اجمعين باقامة الحجة فالله عز وجل تكفل بانزال القرآن ان يجعله هدى فهو هدى للخلق اجمعين بما اقام الله عز وجل عليهم من الحجة فيه فانقطعت بانزال القرآن حجج الخلق على رب العالمين وهو هدى للمؤمنين خاصة لما تضمنه من انواع الدلالة والارشاد الكاشفة عن الطريق الموصل الى الله سبحانه وتعالى وقوله الاوان قصار مفصله اللطيف من الضحى الى اخر المصحف الشريف محل عناية جمهور المسلمين الى قوله فهي حقيقة بالتفهم وجديرة بالتعلم انباه الى جلالة هذا القدر المذكور من القرآن. وهو قصار المفصل واصح الاقوال في تعيين بدء المفصل انه من سورة قاف الى منتهى القرآن وان ابصاره تبتدأ من سورة الضحى الى اخر المصحف والمفصل من القرآن اكثره في الحكم الشرعي الخبري فان جل ما في المفصل يرجع الى حكم شرعي خبري يقتضي التصديق كما ان اكثر ما في صدر المصحف من سورة البقرة هو في الخطاب الشرعي طلبي ومن اراد ان يفتتح التفسير اخذا بجوامعه فانه ينبغي ان يعتني بهذين الطرفين فانك اذا تلقنت معاني التفسير الواردة في سورة البقرة احط بجوامع الحكم الشرعي الطلبي واذا احط علما بمعاني التفسير الواردة بالمفصل اخذت قبرا بجوامع معاني القرآن المتعلقة بالخطاب الشرعي الخبري وهذا من احسن مسالك اخذ التفسير وهو معمول به في بعض نواحي الهند فانهم يأخذون التفسير بهذين الطرفين ثم بعد ذلك يستكمل المتلقي معرفة التفسير اخذا لباقي المصحف لكنه يدرج نفسه في اخذه بسلوك هذه الجادة وهو مسلك حسن لما سبق بيانه نعم تفسير سورة الفاتحة عن ابي سعيد ابن المعلى رضي الله عنه قال كنت اصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم اجبه قلت يا رسول الله اني كنت اصلي قال لم يقل الله استجيبوا لله ولرسوله اذا دعاكم ثم قال الا اعلمك اعظم سورة في القرآن قبل ان تخرج من المسجد. فاخذ فلما اردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك اعظم كسورة من القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته. رواه البخاري ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما زال فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا فعليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم. ذكر المصنف ووفقه الله حديثين عظيمين في بيان فضل الفاتحة ووقع في الحديث الاول تسمية الفاتحة بالسبع المثاني وسميت الفاتحة السبع المثاني لامرين احدهما يتعلق بالالفاظ والمباني احدهما يتعلق بالالفاظ والمباني فان بعضها يتبع بعضا ويثنى بعضها على بعض فهي في نسق متتابع والاخر يتعلق بالحقائق والمعاني والاخر يتعلق بالحقائق والمعاني فقد سميت فيها انواع متقابلة من البيان فقد سنيت فيها انواع متقابلة من البيان كمقابلة الخبر بالانشاء في قوله سبحانه وتعالى في نصفها الاول الحمد لله رب العالمين. فان هذا خبر وقوله سبحانه وتعالى في نصفها الثاني اهدنا الصراط المستقيم فان هذا انشاء لانه دعاء ومثله مقابلة صفات الجلال بصفات الجمال فان الله قال عز وجل الحمد لله رب العالمين وهي من صفات بجلاله ثم قال الرحمن وهي من صفات جماله فلوقوع المقابلة بين وجوه من انواع البيان في القرآن سميت ايضا بالسبع المثاني فهي مسماة بذلك بالامرين معا وقوله في الحديث والقرآن العظيم اختلف في معناه على قولين احدهما ان هذه الجملة والقرآن العظيم صفة ثانية للفاتحة ان هذه الجملة القرآن العظيم صفة ثانية للفاتحة اي مقروء عظيم اي مقروء عظيم. والفاتحة اعظم سور القرآن كما في حديث ابي سعيد بن المعلى هذا والاخر ان الجملة مستأنفة يراد بها القرآن كله ان الجملة مستأنفة يراد بها القرآن كله. والعظمة وقعت في القرآن والسنة وصفا للقرآن الكريم كله فيكون النبي صلى الله عليه وسلم اعطي هذا واعطي هذا فاعطي القرآن كله موصوفا بالعظمة واعطي الفاتحة ها وهي ايضا موصوفة بالعظمة. لانها اعظم سور القرآن الكريم وقوله في الحديث الثاني فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي اي عهدا وقوله بعدها فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا لعبدي اي وعدا فسورة الفاتحة جامعة بين العهد والوعد فالعهد هو ان يبقى العبد ثابتة القدم والقلب على الصراط المستقيم. عبدا لله عز وجل. والوعد من الله ان يهديه صراط المستقيم صراط الذين انعم الله عز وجل عليهم البريئين من طريقة المغضوب عليهم والضالين. فسورة الفاتحة جامعة بين العهد والوعد. وهما يذكران في حديث شداد ابن اوس عند البخاري وغيره. المسمى بالسيد الاستغفار فان فيه وانا على عهدك ووعدك ما استطعت فالمراد بذلك العهد والوعد المتكرر على العبد في يومه وليلته. وهو المذكور في سورة الفاتحة فان المتكرر على العبد في اناء الليل واطراف النهار من عهد ووعد هو الواقع في سورة الفاتحة فيكونان هما المرادان بدعاء الداعي في الصباح والمساء عند ذكر سيد الاستغفار الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. بسم الله اقرأ القرآن. فمقصود اسمنة في فاتحة قراءته وبسم الله الرحمن الرحيم يقرأ والاسم الاحسن الله علم على ربنا عز وجل ومعناه المعلوم المستحق لافراده بالعبادة. قوله فالمقصود المبسم الاقرع مستعينا بالله مأخوذ مما دل عليه حرف الباء. فان حرف الباء البسملة حرف جر اصلي معناه الملابسة والمراد بالملابسة مصاحبته ووقوع الفعل معه مصاحبته ووقوع الفعل معه فالعبد يصحب ذكر الله عز وجل فعله. فيكون اتيا فعله حال استصحابه ذكر الله سبحانه وتعالى. مما يشتمل على الاستعانة به والتبرك بذكره. عز وجل ويقدر متعلق الجار والمجرور بفعل متأخر خاص. فاذا قال القائل عند بدء التصنيف بسم الله الرحمن الرحيم فان تقدير الكلام بسم الله الرحمن الرحيم تصنف وهذا الفعل احتيج الى تقديره لان من قواعد العربية ان الجار والمجور لا بد له من متعلق يبين معناه فان حروف الجر لا معاني لها في انفسها الا بحسب ما تكون فيه في سياق الجملة فتعطى معنى بحسب ما تكون فيه. ومما يعين معناها وجود المتعلق فان صرح به في اللفظ حمل عليه او لم يكن مصرحا به في اللفظ قدر كتقديرنا متعلق الجر والمجور بقولنا هنا بسم الله الرحمن رحيم اصنف ومتعلق الجذر والمجرور بالبسملة لابد له من ثلاثة اوصاف. ومتعلق الجاد والمجرور بالبسملة لابد له من ثلاثة اوصاف احدها ان يكون فعلا لاسما ان يكون فعلا لاسما. لان الاصل في الاعمال الخبر عنها بالافعال لان الاصل في الاعمال الخبر عنها بالافعال اي اذا اراد احد ان يعمل عملا ورامى ان يخبر عنه اخبر عنه ايش بفعل يعني انسان وضع امامه الاكل فاذا اردت ان تخبر به عنه قلت اكل فلان الطعام فانت تخبر عما اداه من عمل بفعل يدل عليه وثانيها ان يكون ذلك الفعل خاصا مناسبا لمقام المبسم ان يكون ذلك الفعل خاصا مناسبا لمقام المبسم فمثلا المبتدأ في التصنيف يناسب ان يكون الفعل المقدر معه ايش تصنف والقائل عند ابتداء طعامه بسم الله الرحمن الرحيم المناسب ان يكون الفعل المقدر معهم اكل وقس على هذا في سائر الافعال التي تتعلق بها البسملة. وثالثها ان يكون ذلك الفعل الخاص مؤخرا ان يكون ذلك الفعل الخاص مؤخرا لامرين احدهما تقديما لاسم الله تقديما لاسم الله. فلا يتقدمه شيء تقديما لاسم الله فلا يتقدمه شيء فالتقدير بقولنا بسم الله الرحمن الرحيم اصنف اكمل من تقديرنا اصنف بسم الله الرحمن الرحيم. لماذا لان الاول فيه تقديم اسم الله سبحانه وتعالى وتانيها ان تأخيره يفيد الحصر والقصر ان تأخيره يفيد الحصر والقصر فهو يقدم على الفعل متلبسا بذكر الله عز وجل وحده لا شريك له وقوله والاسم الاحسن الله علم على ربنا عز وجل هو خبر عن واحد من اسماء الله عز وجل بما اخبر الله عز وجل به عن اسمائه. فان الله قال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها الاية فاسماء الله عز وجل مجموعة تذكر موصوفة بقولنا الاسماء الحسنى فاذا اريد ذكر واحد منها قيل الاسم الاحسن الاسم الاحسن. لان الحسنى فعلة للتأنيث. من باب التفضيل فاذا اريد جعلها للتذكير قيل الاحسن فاذا اردت ان تذكر شيئا من اسماء الله فانك تقول الاسم الاحسن كذا وكذا. فمثلا لو اردت ان تعيب جملة قال الله فانك اذا اردت ان تعرب قال قلت فعل ماض فاذا اردت ان تعيب ما بعده قلت والاسم الاحسن الله ايش فاعل مرفوع الى اخر اعرابه ووقع الخبر عن اسماء الله عز وجل في خطاب الشرع بثلاثة اوصاف احدها الاسم الاحسن احدها الاسم الاحسن لقوله تعالى اسأل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وثانيها الاسم الجليل وثالثها الاسم الكريم. وثالثها الاسم الكريم ودليلهما قوله تعالى تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام على قراءة ابن عامر ودليلهما قوله تعالى تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام على قراءة ابن عامر يعني بالرفع وصفا للاسم فاذا اراد ان يخبر مخبر عن واحد من هذه الاسماء الثلاثة فانه يخبر باسم الحسن احسن او الاسم الجليل او الاسم الكريم هو الواقع في خطاب الشرع؟ وما عداه فانه يؤخر تقديما لما جاء في خطاب الشرع فان من قواعد العلم ان الخبر الوارد في خطاب الشرع قرآنا او سنة مقدم على غيرهما لماذا لان هذا من باب الاستغناء بخطاب الشرع عن كلام ما سواه. فاستغنائك بالقرآن والسنة من مظاهره ان الخبر في العلم عن حقائق الكتاب والسنة يكون بما وقع في الكتاب والسنة. لا بما ورد في كلام احد من بس فان الوارد في الكتاب والسنة وحي لا يتطرق اليه الغلط ولا الوهم بخلاف كلام البشر نعم احسن الله اليكم وقوله تعالى الرحمن الرحيم اسمان من اسمائه تعالى دالان على رحمته لو قال واحد لو قال طيب نحن في الكتب نجد يقولون لفظ الجلالة كيف هالكلام هذا وش نقول له يقول واحد في الكتب لفظ الجلالة نعم وين وجدناه يعني حنا هذا؟ في القرآن. يعني اذا كان هو وجد في الكتب احنا وهذا وجدناه في القرآن. فالذي في القرآن مقدم على ما في كتب البشر التي صنفوها. فما هو في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ مقدم على غيرهما. ولهذا هذا اشرف العلم اشرف العلم ما كان في القرآن والسنة واعلى الهمم كما قال ابن القيم في الفوائد اعلى الهمم همة طلب فهم المراد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لم نعم احسن الله اليكم. وقوله تعالى الرحمن الرحيم في سعتها والاخر دال عليها حال تعلقها بالخلق في اصولها اليهم. ذكر المصنف وفقه الله الفرق بين اسم الرحمن والرحيم في اصح اقوال اهل العلم وبيانه ان الرحمن اسم لله حال تعلق صفة الرحمة بذاته. ان الرحمن اسم لله حال تعلق صفة الرحمة بذاته وان الرحيم اسم لله حال تعلق صفة الرحمة بالمخلوقين الذين وقعت عليهم رحمة الله حال تعلق صفة الرحمة بالمخلوقين الذين وقعت عليهم رحمة الله سبحانه وتعالى ولذلك فانه اذا ذكر اسم الرحيم يذكر غالبا اذا ذكر المرحومون يذكر غالبا اسم الرحيم. قال الله عز وجل ان الله بالناس ايش؟ لرؤوف رحيم. فاذا ذكر المرحومون ذكر معهم اسم الرحيم. اشار الى هذا الفرق العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد ونظمته شعرا فقلت ورحمة لله مهما علقت ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت بذاته فالاسم رحمن ثبت او علقت بخلقه الذي رحم او علقت بخلقه الذي رحم فسمه الرحيم فاز من سلم. او علقت بخلقه الذي رحم فسمه الرحيم فاز من سلم نعم الله اليكم واول هذه السورة الحمد لله رب العالمين. الحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. رب العالمين اسم فالرب في كلام العرب المالك والسيد والمصلح للشيء والعالمين كله ورب العالمين اسم اضافي اي من الاسماء الالهية الاضافية فان اسماء ربنا باعتبار الافراد والاضافة تنقسم الى قسمين. احدهما اسماء الهية مفردة مثل ايش الله الرحمن والرحيم والاخر اسماء الهية مضافة مثل رب العالمين وعالم الغيب والشهادة ومالك يوم الدين ذكر هذين النوعين ابن تيمية الحفيد رحمه الله في الفتاوى المصرية وقوله فالرب في كلام العرب الملك هو السيد والمصلح للشيء ان يرجع الى هذه المعاني الثلاثة ان يرجعوا الى هذه المعاني الثلاثة ذكره ابن الانباري وغيره. فما عدا هذه المعاني مما يذكره المتأخرون فانه راجع الى واحد منها فاذا وجدت معنى من المعاني التي يذكرها المتأخرون ولم توجد في كلام الاوائل فاعلم ان هذا من تشقيقاتهم التي ترجع الى تلك الاصول ومن جملتها في هذه المسألة ان الرب في كلام العرب عند الاوائل يرجع الى هذه المعاني الثلاثة. فما وقع بعد من ذكر ثلاثين معنى من معاني الرعب هي ترجع الى هذه الثلاثة الله اليك والعالمين جمعا اعلم وهو اسم من الافراد المتجانسة منه فكل جنس منها يطلق عليه عالم فيقال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة وربوبيته عز وجل لم تنتج ظلما بل مضمونها العناية بالخلق ورحمتهم. ولهذا وصف نفسه بقوله الرحمن الرحيم فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصل رحمته اليهم ثم بقوله مالك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء عن الاعمال الذي قال الله تعالى فيه وما ادراك ما الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله وهو يوم القيامة بيدي الذكر لانه يظهر فيه للخلق كمال ملك الله تمام الظهور. انقطاع املاك الخناق. والا فهو مالك يوم الدين وغيره من الايام قوله ثم اكد ربوبيته بقوله مالك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال فسمي يوم القيامة بيوم الدين لجمعه امرين فسمي يوم القيامة يوم الدين لجمعه امرين احدهما الحساب الحساب وهو مبتدأه الحساب وهو مبتدأه والاخر الجزاء وهو منتهاه والاخر الجزاء وهو منتهاه فالاجتماع الامرين المذكورين ثم يوم القيامة يوم الدين. لان العبد يدان فيه محاسبا ومجازى فيدان فيه بحسابه على عمله اولا ثم يجازيه الله سبحانه وتعالى عليه الله وقوله اي نخصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك في جميع امورنا عبادة الله تعلم القلب له بالحب والخضوع. والمأمور به فيها امتثال الخطاب الشرعي والاستعانة به هي طلب العبد العون منه في الوصول الى المقصود. ثم قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم. اي دلنا وارشدنا اليه وثبتنا عليه حتى نلقاك. وهو الاسلام صراط الذين انعمت عليهم المتبعين للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم غير صراط المغضوب الذين غين صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود. ومن عدل على الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم ففيه شبه منهم ولا صراط الضالين الذين تركوا الحق عن جهل فلم يهتدوا وضنوا الطريق وهم النصارى ومن عدل عن المستقيم من هذه الامة عن جهل ففيه شبه منهم. قوله ثم وقال تعالى اهدنا اي دلنا وارشدنا الى الصراط المستقيم وثبتنا عليه حتى نلقاك. اعلام بان الهداية المطلوبة للصراط المستقيم نوعان اعلام بان الهداية المطلوبة للصراط المستقيم نوعان احدهما هداية وصول اليه بداية اصول اليه والاخر هداية ثبات عليه والاخر بداية ثبات عليه فدعاء الداعي اهدنا الصراط المستقيم جامع للامرين معا فانه يدعو الله عز وجل ان يدله ويرشده الى الصراط المستقيم ليصله ثم اذا وصله هو الى نوع اخر من الهداية وهو ان يثبته الله سبحانه وتعالى عليه حتى يلقاه. فلا استغناء للعبد طرفة عين عن هداية الله سبحانه وتعالى اه الله اليكم تفسير سورة الضحى عن جندب ابن سفيان رضي الله عنه قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين او ثلاثة فجاءت امرأة فقالت يا محمد اني لارجو ان يكون شيطانك قد تركك. لم اره قربك من دون منذ ليلتين او ثلاثة فانزل الله عز وجل والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. متفق عليه. قوله لم يقم ليلتين او ثلاثة اي لم يصب حظه من صلاة الليل اي لم يصب حوظه من صلاة الليل فترك قيام الليل ليلتين او ثلاث للشكوى الذي اعترته. يعني المرض الذي اصابه واحاط به احسن الله اليك بسم الله الرحمن الرحيم والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. وللاخرة خير لك من الغلى ولسوف يعطيك ربك فترضى. الم يجدك يتيما فاوى وجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر. واما بنعمة ربك فحدث. اقسم الله تعالى بالضحى ووسم ضوء الشمس اذا اشرق وارتفع والمراد به هنا النهار كله. ذكر المصنف وفقه الله ان الضحى في الاية يراد به النهار كله لانه وقع في مقابل الليل فقال الله والضحى والليل اذا سجى ولفظ الضحى ولفظ ضحى تصرف في القرآن على وجهين ولفظ الضحى تصرف في القرآن على وجهين احدهما ان يراد به النهار ان يراد به النهار كله اذا وقع مقابلا لليل اذا وقع مقابلا لليل كهذه الاية وكقوله سبحانه وتعالى اخرج ليلها واغطش في قوله تعالى في سورة النبأ واغطش ليلها واخرج ضحاها. سورة النازعات فوقع ذكر الضحى مقابلا لليل فيراد به النهار كله. والاخر ان يراد به بعض النهار وهو اوله ان يراد به بعض النهار وهو اوله المقابل للعشية ومنه قوله تعالى كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها. ومنه قوله تعالى كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها. فالضحى وقع هنا مقابلا ايش للعشية فيكون بعض النهار والمراد به اول النهار كما ان العشية هي اخر النهار. والضحى يتصرف بالقرآن على هذين المعنيين. بحسب مقابله قولي معه الله عليكم وبالليل اذا سكن بالخلق وثبت ظلامه على اعتنائه برسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال جوابا للقسم ما ودع لك ربك وما قلى اي ما تركك ربك وما ابغضك بابطاء الوحي وتأخره عنك. قوله وما ابغضك بافطاء بافطار الوحي تفسير لقوله في اخر الاية وما قلى. اي وما ابغض فالقلى هو البغض فالقلى هو البغض وتركت اضافة الفعل الى الكاف. فلم يقرن بالكاف كالفعل الاول فلم يقل الله ما ودعك ربك وما قلاك وانما قال ما ودعك ربك ايش وما قلى لماذا لحصول احسنت وقع ذلك تبعيدا لحصوله تبعيدا لحصوله. لان اضافته بالكافي ربما يكون فيها تقريب لوقوعه. ومبالغة في تبعيد وقوعه. وان الله عز وجل لا يبغض رسوله صلى الله عليه وسلم ابدا بدل وقع ذكر الفعل على هذه السورة وما يقع في كلام متأخر اهل العربية والتفسير من ان الحامل على ذلك هو مراعاة الفواصل اي ملاحظة ما تنتهي به كل اية لان الاية الاولى اخرها الف مقصورة وكذا الثانية والثالثة فهذا مما لا يسوغ اطلاقه في كلام الله سبحانه وتعالى وانما يتكلفه من يتكلفه من البشر رجاء موافقة البلاغة. فان البشر منهم من يتكلف ذلك ليقع سجعا فتقع البلاغة في كلامه وكلام الله عز وجل مستغن عن هذه الحاجة. فلا يليق وصف ذلك بكلام الله اطلاق ذلك في كلام الله سبحانه وتعالى. نعم الله عليكم. وهذا له من ربه في الدنيا. ثم بشره بما لهم في الآخرة فقال وللآخرة خير لك من الأولى ناخرة خير لك من دار الدنيا. ولسوف يعطيك ربك من مظاهر الانعام ومقامات الاكرام في الاخرة. فترضى والى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منفيين قوله والى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منفيين اما المنفيان فالاول منهما في قوله ما ودعك ربك والثاني في قوله ايش؟ وما قلى. واما المثبتان فالاول في قوله تعالى ايش ولسوف يعطيك ربك والاخر في قوله فترضى. نعم الله عليكم. ثم شرع يذكرهم بما امتن به عليه في الدنيا فقال الم يجدك استفهام تقرير اي وجدك يتيما لا لك ولا بل ما تاب وهو ماتت امه وهو صغير لا يقدر على القيام بمصالح نفسه. فاوى بان ضمك الى من تكفلك وجعل لك معوا تأوي اليه فكفله جده فكفله جده عبدالمطلب ثم لما مات كفنه عمه ابا طالب حتى ايده بنصره وبالمؤمنين ووجد ما معنى استفهام تقرير تجدون دائما في القرآن يقول استفهام تقرير استفهام استنكار. ما الفرق بينهما الفرق بينهما هدف استفهام التقرير في الاستنكار احسنت المراد باستفهام التقرير اثبات المعنى المذكور معه. اثبات المعنى المذكور معه والمراد باستفهام الاستنكار نفي المعنى المذكور معه نفي المعنى المذكور معه ففي هذه الاية الم يجدك يتيما هذا استفهام تقرير اي اثبات المعنى الذي ذكر معه واذا قيل االه مع الله؟ قيل استفهام ايش تنكار لان الله يستنكر اثبات اله مع الله سبحانه وتعالى نعس ووجدك ضالا لا تدري ما الكتاب ولا الايمان فهدى فدلك وارشدك وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وجدك عائلا فقيرا فاغنى بما ساق اليك من الرزق وقنعك به. وهذا المعنى الذي ذكره المصنف في تفسير قوله تعالى وجدك ضالا فهدى هو الذي دل عليه القرآن. فمعنى وجدك ضالا يعني ايش؟ غافلا عما يراد بك من النبوة والرسالة. قال الله تعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان فهذا معنى الضلال الذي جعل فعلا للنبي صلى الله عليه وسلم ثم الهداية بما انزل الله عز وجل عليه من الكتاب. الله تعالى وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن اعلم وكان فضل الله عليك عظيما. نعم احسن الله اليك. ومن هواك وهداك واغناك فحقه مقابلة نعمته بالشكر. ومنه ما ذكره الله عز وجل في قوله فلا تقهر اي لا تغلبهم صيام معاملته. واما السائل عن دين او دنيا فلا تنهر اي تزجر. بل اقض حاجته ووده برفق واما بنعمة ربك فحدث مخبرا عنها فان التحدث بنعمة الله داع لشكرها وسبب في محبة القلوب فان القلوب مجبولة على محبة المحسن اليها تفسير سورة الشرح ظهرك ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا. فاذا فرغت فانصب طب والى ربك فارغب. يقول الله تعالى ممتنا على رسوله صلى الله عليه وسلم. الم نشرح لك صدرك استفهام وتقرير اي شرحنا صدرك للاسلام. وهو ناشئ عن شرح صدره الحسي. الذي وقع مرتين اولاهما في صغره لما كان مسترضعا في بنين سعد والثانية ليلته سني به في مكة بين يدي الاسراء رواهما مسلم ووافقه البخاري في الثانية ترى المصنف وفقه الله في بيان هذه الاية ان الشرح الواقع لصدر النبي صلى الله عليه وسلم نوعان ان الشرح الواقع لصدر النبي صلى الله عليه وسلم نوعان فالنوع الاول الشرح الجسماني الشرح الجسماني ومحله جسم النبي صلى الله عليه وسلم ادي الشق صدره مرتين صدره مرتين اولاهما لما كان صغيرا مستوضعا في بني سعد اولاهما لما كان صغيرا مسترضعا في بني تعد والثانية لما كان كهلا عند ارادة الاسراء به لما كان كهلا عند ارادة الاسراء به من مكة الى بيت المقدس والنوع الثاني شرح روحاني شرح روحاني ومحله روح النبي صلى الله عليه وسلم ومحله رح النبي صلى الله عليه وسلم بما حشي قلبه من الحقائق الايمانية والكمالات الدينية بما حشي قلبه من الحقائق الدينية من الحقائق الايمانية والكمالات الدينية فشرح الله عز وجل صدره صلى الله عليه وسلم بالاسلام والشرح الجسماني مقدمة للشرح الروحاني والشرح الجسماني مقدمة للشرح الروحاني. فانه لما شق صدره صلى الله عليه وسلم اخرج منه حظ الشيطان. اخرج منه حظ الشيطان فشرح صدره صلى الله عليه وسلم لما انزله الله عز وجل عليه من الشرع ووضعنا اي حططنا عنك وزرك وهو الذنب الذي انقض اثقل ظهرك ورفعنا لك ذكرك فاعلينا قدرك وجعلنا لك الثناء الحسن بما شاء الله. وجعلنا لك الثناء الحسن بما شاء الله من محاسن ذكره بين الناس. وبما انزل من القرآن ثناء عليه وكرامة له. وبإلهام الناس التحدث بما جبنه الله عليه من المحامد في اول نشأته. ومن اعظم ذلك ان الله قرن ذكره بذكره في الشهادتين وله في قلوب امته من المحبة والتعظيم بعد الله تعالى ما ليس لاحد سواه وقوله فان مع العسر وهو الشدة يسرا اي سهولة والفاء فيه فصيحة تفصح عن كلام مقدر عن كلام من مقدر يدل عليه استفهام التقرير هناك اي اذا علمت هذا وتقرر فاعلم ان اليسر مصاحب للعسر فالعسر الذي عهدته وعلمته سيجعله الله يسرا. والتنكير للتعظيم. وفي تكرارها بقوله ان مع العسر يسرا. تأكيد لتحقيق اضطراب هذا الوعد وعمومه ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة ان قوله تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا اسراء يراد بالعسر فيه ما احاط به صلى الله عليه وسلم ولقيه من قومه واخبر بان هذا العسر الذي ناله سيصحبه اليسر. فسيجعل الله عز وجل معه يسرا والتنكير للتعظيم اي ذكرت كلمة يسرا منكرة لتعظيم اليسر الذي فيحيط به صلى الله عليه وسلم. والجملة الثانية تأكيد لتحقيق اضطراب هذا الوعد اي تحققه. وانه لا يتخلف بل هو عام في جميع الافراد ووقع في كلام كثير من المفسرين زعمهم ان اليسر المذكور في الايتين مختلف وان العسر واحد فعندهم ان الاية فان مع العسر يسرا وان مع ذلك العسر يسرا اخرا وقالوا ان المعرفة اذا اعيدت معرفة فهي عين الاولى واما النكرة فاذا اعيدت نكرة فهي غير الاولى. ورووا في ذلك وذكروا في ذلك حديثا وهو لا يغلب عسر اسرين وهذا الحديث لا يصح مرفوعا ولا موقوفا. وما ذكروه غلط من ثلاث جهات وما ذكروه غلط من ثلاث جهات احدها ان القاعدة هي اذا هي فيما اذا اعيدت النكرة معرفة ان القاعدة محلها فيما اعيدت فيما اذا اعيدت النكرة معرفة لا اذا اعيدت نكرة لا اذا اعيدت نكرة والواقع في الاية اعادة النكرة ايش نكرته والواقع في الاية اعادة نكرة نكرة. والقاعدة محلها له اعيدت النكرة معرفة فلو كانت الاية فان مع العسر يسرا ان مع العسر اليسر هنا قيل ان ان اليسر مختلف وان المذكورة في الايتين يسران والثانيها ان هذه القاعدة محلها فيما تباعدت فيه الجمل لا ما تتابعت هذه القاعدة محلها فيما تباعدت فيه الجمل لا ما تتابعت فان تكرار الجملة بعد الجملة تأكيد للاولى. فان تكرار الجملة بعد الجملة تأكيد للاولى وثالثها ان القاعدة تجري اذا كانت للعهد الذهني لا للجنس ان القاعدة تجري اذا كانت ال للعهد الذهني لا للجنس المفيد للاستغراق. لا للجنس المفيد الاستغراق اشار الى هذا جماعة من المحققين منهم ابو علي الجرجاني في كتاب نظم القرآن. ابو علي الجرجالي في كتاب نظم القرآن. وابن هشام في المغري اللبيب وابن عاشور في التحرير والتنوير نعم السلام عليكم ثم امر رسوله ثم امر رسوله صلى الله عليه وسلم بشكره والقيام بواجب نعمه. فقال فاذا فرغت فانصب اي اذا فرغت من من عمل باتمامه فاقبل على عمل اخر لتعمر اوقاتك كلها بالاعمال الصالحة. والى ربك فارغب فاعظم الرغبة اليه في مراداتك مقبلا عليه تفسير سورة التين بسم الله الرحمن الرحيم. والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد امين لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون. فما يكذبك بعد بالدين. اليس الله باحكم الحاكمين اقسم الله تعالى بالشجرتين المعروفتين التين والزيتون فقال والتين والزيتون مريدا منابتهما وهي ارض الشام ثم اقسم بجبل سيناء فقال وطوني سينين وهو الجبل الذي كلم الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام سينين لغة في سيناء وهي صحراء بين مصر وبلاد فلسطين. ثم اقسم اخرى فقال وهذا البلد الامين. وهو مكة المكرمة لامن الناس فيها والاشارة اليه للتعظيم. ولان نزول السورة واقع فيه. وهذه المواضع هي مواطن اكثر الانبياء فهي عرض النبوات ومهبط الرسالات ومهبط الرسالات ذكر المصنف وفقه الله في فاتحة بيانه ان الله اقسم بالشجرتين المعروفتين التين والزيتون ثم قال مريدا منابتهما ما الذي يدل على ارادة المنابت لانها مواضع احسنت والدال على ارادة منابتهما وهي ارض الشام سياق الايات. فان الاية الثانية في موضع والاية ثالثة في موضع فتعين ان يكون المراد بالايتين الاوليين موضعا ايضا وهو ارض الشام. فتقدير الكلام ارض الشام وارض مصر وارض الحجاز ثم بين ان موجب ذكر هذه المواضع الثلاث لما اقسم الله عز وجل بها انها ارض ايش اكثر النبوات فهي ليست ارض النبوات بل اكثر النبوات لان هناك من النبوات ما هو خارج عن هذه المواضع كنبوة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما كانت بابل من نواحي العراق وغيره من انبياء الله سبحانه وتعالى. فاكثر النبوات هي في هذه المواضع الثلاثة. لكن منها ما هو خارج عنها نعم الله عليك ثم ذكر جواب القسم في قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم فسواه الله وعدله وفطره على توحيده في تفسيري لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم فسواه الله وعدله وفطره على توحيده. يبين ان التقويم الاحسن الذي خلق فيه الانسان يشمل امرين يبين ان التقويم الاحسن الذي خلق فيه الانسان يشمل امرين احدهما التقويم الاحسن في باطنه التقويم الاحسن في باطنه وذلك بفطرته على التوحيد وذلك بفطرته على التوحيد والاخر التقويم الاحسن في التقويم الاحسن في ظاهره وذلك بخلقه في احسن صورة وذلك بخلقه في احسن صورة نعم احسن الله اليكم وقوله ثم رددناه اسفل سافلين في نار جهنم ان كفر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فانهم لا اليها بل جزاؤهم ما اخبر عنه بقوله فلهم اجر غير ممنون اي لهم اجر لا يشوبه كدر المن ولا يلحقون قطع وذلك في جنات النعيم. وهو الحساب والجزاء على الاعمال. فاي شيء يجعلك ايها انسان مكذبا بما جاءت به الرسل من الشرائع والمناهج وما بشرت به وانذرت من الجزاء بالجنة والنار وانت قد خلقت في احسن تقويم. اليس الله باحكم الحاكمين في الفصل والقضاء بين عباده من آمن منهم ومن كفر تفسير سورة على بسم الله الرحمن الرحيم. اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. كلا ان الانسان ليطغى استغنى ان الى ربك الرجعى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى. ارأيت ان كان على الهدى او امر بالتقوى ارأيت ان كذب وتولى. الم يعلم بان الله الله يرى نسفا بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة. فالنية منادي سنده الزبانية. كلا لا تطعه واسجد واقترب صدر هذه السورة الى قوله تعالى علم الانسان ما لم يعلم هو اول القرآن نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذلك في غار جبر حراء بمكة فانه كان يتعبد فيه الليالي ذوات عدد فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام فقال له فقال ما انا بقارئ فاخذه فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله. فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ فاخذه الثانية حتى بلغ منه الجهد ثم ارسله فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ فاخذه فغطه الثالثة حتى بلغ منه جهده ثم سنة ثبت هذا في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قوله وكان ذلك في غار جبل حراء معلم بان اسم جبل هو جبل حراء واذا ذكر الغار فقيل غار حراء فهو على ارادة محذوف معروف. تقديره غار جبل حراء. اي الغار المشهور بكبره بجبل حراء. اما تسمية الجبل باسم جبل النور والغاري باسم غار حراء فهذه تسمية حادثة تأخره فان العرب كانت تعرف الجبل باسم جبل حراء. واذا قالوا غار حراء فهم يريدون الغار المشهور كباره وحاله الذي هو في ذلك الجبل احسن الله اليكم. فامره في فاتحة ان يقرأ مستعينا بالله. من الفوائد في تفسير تفضل. في التفسير وفي الاحكام ان المواضع في تعيين اسمائها يعول على من على خبر اهلها على خبر اهلها. لماذا لانهم هم بها اعرف ولما تكلم في التفسير ومعاني الحديث من لا يعرف هذه المواضع نشأ الغلط في تحديدها او في تسمياتها فمثل تسمياتها كهذا الاسم او في تحديدها مثلا تجدون في بعض كتب الفقهاء اذا ذكروا ميقات السيل قالوا ويسمى قرن المنازل وقرن؟ نعم تعالي والعرب الذين يعرفون الحجاز يقولون قرن الثعالب في جهة وقرن اه يعني السيل في جهة اخرى فيقولون قرن الثعالب ليس في جهة السير ولا في الطائف اصلا وانما هو جبل صغير معروف في منى فداك هو الذي يسمى بقرن الثعالب احسن الله اليك فامرهم في فاتحتها ان يقرأ مستعينا بالله مستصحبا الفهم وملاحظة جلاله مأذونا له وقيل له اقرأ باسم ربك الذي خلق اي خلق الخلق جميعا ومنهم الانسان فانه خلق الانسان من علق والعلقة هي القطعة من الدم الغنيظ وذكر خلق الانسان بعد الامر القراءة اشارة الى الامر بالعبادة. فمن خلق الانسان لم يكن يتركه سدى. بل سيأمره وينهاه. وذلك بارسال الرسل هذه الكتب ثم قال ومن كرمه عز وجل انه هو الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم فان الله اخرجه من بطن امه لا يعلم شيئا وجعل له السمع والبصر والفؤاد فعلم ما لم يعلمه من قبل ومن اعظم اسباب علمه تعليمه القلم وهو الخط والكتابة. ولكن الانسان الظلوم الجهول يطغى متجاوزا ويعرض عما امر به ونهي عنه. اذا رأى نفسه غنيا بما انعم الله عليه. قال الله تعالى تا انا لا يطغى ان رآه استغنى. ثم تهدده وتوعده فقال ان الى ربك الرجعى. اي الى الله اين الله المصير والمرجع؟ وسيجازي كل انسان بعمله. ومن جنس الانسان من تسوء حاله فيعارض الامر والنهي وفق اعراضه عنه كمن ينهى عن الصلاة التي هي من افضل الاعمال المذكور في قوله تعالى ارأيت الذي ينهى عبدا اذا طن فتوعده الله بقوله ارأيت ايها الناهي ان كان العبد المصلي على الهدى او امر غيره بالتقوى اي وان ينهى من هذا وصفه. ارأيت اعجب من طغيان هذا الناهي؟ ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى فاعرض عن الامر والنهي الم يعلم بان الله يرى عمله؟ فهو مطلع عليه محيط به. افلا يخاف الله ويخشى عقابه. ولئن لم ينزج جذب المواعيد فليسعه التهديد وان استمر على حاله كلا لئن لم ينته عما يقول ويفعل لنشفعا بالناصية اي لنأخذن بناصيته وهي مقدم شعره اخذا عنيفا. فالشفع القبض الشديد بجذب. واستحقته ناصيته من اتصافها بوصفين هما المذكور في قوله ناصية كاذبة خاطئة فهي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها. فليدعو هذا الاثيم مناديا وهم اهل مجلسه فاننا سندعو الزبانية وهم ملائكة عذاب ليأخذوه ويعاقبوه شموا زبانية لانهم يزبنون اهل النار ان يدفعونهم بشدة. والايات السابقة نزلت في شأن ابي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وتهدد رواه الترمذي والنسائي في السنن الكبرى باسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند فمر ابو جهل ابن هشام فقال يا محمد الم انهك عن هذا وتوعده فاغمض له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد باي شيء تهددني؟ اما والله اني لاكثر هذا الوادي ناديا. فانزل الله فليدعو ناديه سندعو الزبانية. وقال ابن عباس رضي الله عنهما لو دعا ناديه لاخذته ملائكة العذاب من ساعته واصنوف البخاري مختصرة ولما فرغ من وعيد الله وتهديده اتباعه بامر منهي وهو العبد المصلي الا الا يطيعنا اياه. فقال كنا لا فيما ينهاك عنه ثم امره بما فيه فلاحه فقال واسجد لربك واقترب منه بالصلاح فان العبد اقرب ما يكون من رب به وهو ساجد ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء تفسير سورة القدر ما ادراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من الف شهر. تنزلوا الملائكة فيها باذن ربهم من كل امر. سلام هي حتى مطلع الفجر. يخبرنا الله عز وجل في هذه السورة عن انزال القرآن فيقول انا انزلناه اي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا قوله اي القرآن القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا فيه اعلام بان الانزال المذكور في هذه السورة ليس انزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بل انزاله من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا فانزال القرآن وقع مرتين بانزال القرآن وقع مرتين احداهما انزاله كتابة انزاله كتابة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا والاخر انزال تكلم انزال تكلم وهو انزاله على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا حسب الحوادث والوقائع والمذكور منهما في هذه السورة هو الاول احسن الله اليك وفي اسناد الانزال الى الله تشريف عظيم للقرآن في ليلة القدر اي الشرف العظيم. وهو اسم جعله الله وهو اسم جعله الله لليلة التي انزل فيها القرآن ولم تكن معروفة عند المسلمين. فذكرها بهذا الاسم تشويقا لمعرفتها. ولذلك اتبع او بقوله وما ادراك ما ليلة القدر فاستفهم عنها تفخيما لشأنها وتعظيما لمقدارها. قال ابن عباس رضي الله عنهما انزل القرآن جملة الى السماء الدنيا في ليلة القدر. ثم انزل بعد ذلك في عشرين سنة. قال ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا وقرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. رواه النسائي في السنن الكبرى واسناده صحيح وهي ليلة مباركة من ليالي رمضان قال الله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة وقال شهر موضوعنا الذي انزل فيه القرآن وسميت ليلة القدر لشرفها. ولانه قدم فيها ما يكون بعدها من المقادير والارزاق وفي تشريف الزمان انزاله تشريف ثان للقرآن يظهر علو قدره عند الله تعالى. تعظيم القرآن في هذه السورة وقع من جهتين تعظيم القرآن في هذه السورة وقع من جهتين اولاهما اسناد انزاله الى الى الله سبحانه وتعالى اسناد انزاله الى الله سبحانه وتعالى. قال تعالى انا انزلناه في ليلة القدر والثانية تشريفه بالانزال في زمن معظم تشريفه بانزاله في زمن معظم هو ليلة القدر نعم احسن الله اليكم ثم اخبر الله عن فضلها بقوله ليلة القدر خير من الف شهر. فالقيام فيها ايمانا واحتسابا خير من عمل الف شهر ليس فيها ليلة قدر. ومجموع مدتها ثلاث وثمانون سنة واربعة اشهر. وتلك الليلة هي المصنف وفقه الله ان الفضل المدخر في ليلة القدر المذكورة في قوله تعالى ليلة القدر خير من الف شهر هو الكائن بالقيام فيها ايمانا واحتسابا فانه من قام فيها ايمانا واحتسابا كان كانت تلك الليلة له خير من عمل الف شهر ليس فيها ليلة القدر فلابد من وجود امرين احدهما وجود العمل المطلوب في ليلة القدر وهو قيامها بالصلاة وجود العمل المطلوب في ليلة القدر وهو قيامها بالصلاة ايمانا واحتسابا والاخر خلو الالف شهر المقابلة لها من ليالي القدر قل له الالف شهر المقابلة لها من ليالي القدر يعني اذا الانسان وافق ليلة القدر متى تكون خير من الف شهر اذا كان عمله في تلك الليلة ايش قيام ايمانا واحتسابا صلى في تلك الليلة ايمانا واحتسابا. والاخر ان تلك الالف شهر يلزم ان لا لا يكن فيها ليلة قدر والا لو كان فيها عدة ليالي قدر وافقها الانسان فتكون افضل من تلك الليلة وتقييد العمل بالقيام هو الوارد في الاخبار الشرعية فان المطلوب من العبد في ليلة القدر هو قيامها بالصلاة فلا يقال فلا يقال العمل في ليلة القدر خير من العمل في الف شهر لانه لا يراد جنس العمل في ليلة القدر انما يراد عمل مخصوص وهو الصلاة لما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر قدم ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه واضح واضح؟ طيب لو قال قائل في حديث عائشة انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ارأيت ان ادركت ليلة القدر فماذا اقول؟ فقال قولي ايش اللهم انك عفو. اللهم انك عفو ما فيها كريم هذه زيادة لا اصل لها. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني فكيف يتوافق هذا الحديث مع الذي ذكرناه من ان العمل المطلوب هو الصلاة سجود من جملة احسنت الجواب عن هذا من وجهين احدهما ان حديث عائشة لا يثبت مرفوعا وانما صح عنها من كلامها هي موقوفا والاخر ان الدعاء من الافراد المنتظمة في الصلاة ان الدعاء من الافراد المنتظمة في الصلاة وقد تقدم قريبا ان من اعظم مواقع الدعاء ان يدعو والداعي حال وجوده وهو كائن في الصلاة احسن الله اليك وتلك الليلة هي في رمضان وفي وفي العشر الاواخر منه. وارجاها اوتارها وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة. ثم ذكر الله فضلا اخر لها في قوله تنزل الملائكة من السماء تنزل الملائكة من السماء والروح فيها اي في تلك الليلة والروح هو جبريل بإذن ربهم اي بأمره من كل امر قضاه الله في تلك السنة في السنة التي بعدها تلك الليلة سلام هي اي سلامة. والسلامة تشمل كل خير يتصل حتى مطلع الفجر. فمبتدأها غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر. وفي التعريف بمنتهاها حث على اغتنام فضلها قبل انتهاء وقتها تسير سورة البينة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة. وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين افاق ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه. كان كفار اهل الكتاب يقولون كان كفار اهل الكتاب يقولون سيبعث فينا رسول. وكان المشركون يقولون لهم اذا دعوهم الى اتباع اليهودية او النصرانية. لم يأتنا رسول كما اتاكم فاخبر الله في هذه السورة عن قوله موبخا فقال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى والمشركين منفكين عن كفرهم اي زائلين عما هم عليه التالكين له حتى تأتيهم البينة. وهي الحجة الواضحة التي وعد بها اليهود والنصارى في كتبهم. وتلقى فيها عنهم المشركون. صدر هذه السورة مما اشكل على كثير من المفسرين حتى قال بعضهم ان اغمض اية في القرآن الكريم هي قوله تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ما وجه الاشكال فيها ليش هذه الاية مشكلة لان الله سبحانه وتعالى اخبر بان هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى ومشركي العرب انهم لن يزولوا عن كفرهم حتى تأتيهم البينة فاذا اتتهم البينة فانهم يزولون عن كفرهم لكن الواقع انه لما جاءتهم البينة وهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان منهم من اسلم ومنهم من بقي على كفره هذا وجه الاشكال انه لم يتحقق ما اريد من ذكر الغاية في قوله تعالى حتى تأتيهم البينة ويرتفع هذا الاشكال اذا قيل ان الاية جاءت في سياق التوبيخ لهم وينتفع هذا الاشكال اذا قيل ان الاية جاءت في سياق التوبيخ لهم على دعواهم التي كانوا فان اليهود والنصارى كانوا يزعمون بان سيبعث نبي ويتبعوه. وهؤلاء العرب يقولون لم يبعث الينا نبي فان بعث اتبعناهم ووبخهم الله عز وجل بهذه الاية على خلاف ما قالوه من ادعائهم بانهم سيتبعون ما يأتيهم من الانبياء احسن الله اليكم. ثم فسر تلك البينة ثم فسر تلك البينة فقال رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي يتلو ما هو مكتوب في صحف مطهرة منزهة عن كل ما لا يليق وهي صحف الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ وما تلو النبي صلى الله عليه وسلم منها هو القرآن الكريم وتلك الصحف فيها كتب قيمة اي مستقيمة. وهي الكتب التي انزلها الله مع النبيين قال الله عز وجل كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين ممشدين فبعث الله النبيين مبشرين وموترين وانزل معهم الكتاب بالحق. ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ثم اخبر عن سببه المصنف وفقه الله ان المراد بقول الله تعالى رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو ما هو مكتوب في الصحف المطهرة. والمراد بتلك الصحف المطهرة صحف اللوح المحفوظ فهي كقوله سبحانه وتعالى في سورة عبس كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة. فالمراد صحف اللوح المحفوظ. ومتلو النبي صلى الله عليه وسلم مما هو في صحف باللوح المحفوظ هو القرآن الكريم. لان اللوحة المحفوظة تشتمل على القرآن وغيره والنبي صلى الله عليه وسلم يتلو منها القرآن الكريم لانه هو الكتاب الذي انزله الله سبحانه وتعالى عليه احسن الله اليكم ثم اخبر عن سبب كفر اهل الكتاب فقال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينات. قال كتب القيمة ماذا قال في وصفها؟ قال مستقيمة قال مستقيمة بعض المكتبات رأيتنا عليها يضعون خاصة في بلاد العجم يضعون على المكتبة فيها كتب قيمة يعني مستقيمة وليست كل الكتب التي يصنفها الناس مستقيمة. فلا ينبغي جعلوها وصفا لما صنفه الناس لان الله عز وجل جعلها بما تضمنه كلام سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم ثم اخبر عن سبب كفر اهل الكتاب فقال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة. وهذه البينة هي بينة اخرى غير اولى. فالبينة هنا الحجج والايات التي جاءتهم من قبل. فاختلفوا فيها وتفرقوا عنها. فهي قوله تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم ولم يأمرهم هذا الرسول الا بما امروا به من قبل في كتبهم وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين القاصدين بعبادتهم وجهه. فالاخلاص هو تصفية القلب من ارادة غير الله. حنفاء. قوله الاخلاص يعني في الشرع هو تصفية القلب من ارادة غير الله من يحفظ الضابط الذي ذكرناه فيه يا عبد الله احسنت اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. اخلاصنا لله صف القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن احسن الله اليك وقوله حنفاء مقبلين على الله مائلين عما سواه ويقيموا مقبلين على الله مائلين عما سواه الحقيقة في الحنف هي الاقبال والميل لازمه فانه اذا قيل بالوصف بشيء انه حنيف فالمراد وجود الاقبال فيه واما الميل فانه لازم له والكلمة تفسر بما وضعت له لا بلازمها والكلمة تفسر بما وضعت له لا بلازمها فاذا قلت مثلا في قول الله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم عنيفا ما معنى حنيفا يعني مقبلا على الله سبحانه وتعالى ولازمه الميل عما عما سواه اما تفسير حنيفا بانها مائلا عن غير الله فان هذا تفسير لها باللازم والكلمة تفسر بما وضعت له. اشار اليها في هذا المحل بخصوصه ابن القيم في مفتاح دار السعادة نعم الله وقوله تعالى ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وخصهما بالذكر لفضلهما وشرفهما وذلك المأمور به من اخلاص الدين واقامة الصلاة واداء الزكاة هو دين القيمة اي دين الكتب المستقيمة وهو الاسلام فلا عذر لهم في الاعراض ثم ذكر جزاء الكافرين بعد ما جاءتهم البينة فقال ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين ايدينا فيها اولئك هم شر البرية والبرية الخليقة واتبعه بذكر جزاء مقابليهم فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن. اي جنة اقامة لا يتحولون عنها تجري من تحتها الانهار اي من تحت اشجارها وغرفها على وجه ارضها في غير شق بغير شق اي في غير حفر ولا اخدود اي في غير حفر ولا احدود. فليست انهار الجنة كانهار الدنيا فان انهار الدنيا جردت جرت العادة بانها تجري في شقوق وحفر من الارض منخفضة عما سواها. واما انهار الجنة فانها تجري على وجه الارض من غير شق واشتهر عند المتأخرين انه لا يصح في ذلك حديث وان هذا المعنى ليس صحيحا المتأخرين يقول الاحاديث الواردة في ان انهار الجنة بغير اخدود لا يصح منها شيء. فيكون حالها كحال غيرها من الانهار والجواب عن هذه الدعوة من وجهين والجواب عن هذه الوجهة الدعوة من وجهين احدهما ان هذا التفسير ثابت عن التابعين ان هذا التفسير ثابت عن جماعة من التابعين كمسروق ابن الاجدع وغيره فلا يعرف عند الصدر الاول في تفسير هذه الايات الا هذا المعنى واذا وجد التفسير عن التابعين اتفاقا فانه يكون لازما للعبد واذا وجدت التفسير عن التابعين اتفاقا فانه لازم للعبد. لانهم تلقوا التفسير عن الصحابة الذين تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا ابو العباس في مقدمة ابن تيمية في مقدمة اصول التفسير والاخر انه ثبت عند احمد بسند صحيح من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اوتيت الكوثر فاذا هو نهر يجري ولم يشق شقا فاذا هو نهر يجري ولم يشق شقا والكوثر نهر في الجنة والحاق غيره به او لا من ادعاء وصف اخر. والحاق غيره به اولى من ادعاء وصف اخر. يعني اذا ثبت ان نهرا من اهالي الجنة وهو من اكبرها وهو نهر الكوثر انه يجري ولم يشق شقا فغيره من الانهار اولى ان يكون كوصفه. نعم احسن الله اليك. وقوله تعالى خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه. رضي عنهم بما عملوا من طاعته رضوا عنه بما اثابهم به من النعيم المقيم. وان ذلك الجزاء الحسن حق. لمن خشي ربه فلا يناله الا من كانت هذه صفته والخشية خوف مقرون بعلم تفسير سورة الزلزلة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال نزلت اذا زلزلت الارض زلزالها وابو بكر الصديق رضي الله كانوا قاعدون فبكى ابو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ابا بكر؟ فقال ابكتني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو انكم لا تخطئون ولا تدرون لخلق الله تعالى امة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم فيغفر لهم. رواه الطبراني في المعجم الكبير. واسناده حسن بسم الله الله بكم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال نزلت اذا زلزلت الارض زلزالها وابو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى ابو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا ابا بكر؟ فقال ابكتني هذه السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو انكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله تعالى امة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم سيغفر لنا تهلاو ليكم رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسنة لخلق الله امة ليغفر لهم احسن الله اليكم رواه الطبراني في المعجم الكبير واسناده حسن. يعني السلفال السببية اي يعني يخطئون ويذنبون لكي يغفر الله عز وجل لهم. يعني يظهر مغفرته سبحانه وتعالى ويشهد الخلق حقيقة صفته في مغفرته ذنوب خلقه. نعم احسن الله اليكم. اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها قال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها يومئذ يصدر الناس اشتاتا نيرا واعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن اعمل مثقال ذرة شرا يره. ذكر الله تعالى ابتداء حال الارض يوم القيامة فقال اذا زلزلت ارض زلزالها فرجت رجا شديدا واخرجت الارض واثقالها وهو ما تثقل به مما في بطنها فالقته على كما قال تعالى والقت ما فيها وتخلت. وقال الانسان مستعظما حالها. ما لها؟ اي ما حدث لها وماعاقبته ولا تكون زلزالتها كلها الا يوم القيامة. قوله ولا تكون زلزلتها كلها الا يوم القيامة اعلام بان الزلزلة التي تطرأ على الارض نوعان الزلزلة التي تطرأ على الارض نوعان احدهما زلزلة تعم الارض كلها وتشمل نواحيها كافة وهي الواقعة يوم القيامة وهي الواقعة يوم القيامة والاخر زلزلة مقيدة بناحية من نواحيها فلا تعم الارض ابدا وهي كل زلزلة تكون فيها قبل يوم القيامة. وهي كل زلزلة تكون فيها قبل يوم القيامة فالان نسمع ومن قبل انه هناك زلزال في تلك الارض وفي تلك الارض وفي تلك الارض فهو زلزال في تلك النواحي واما الزلزال العام فهو زلزال واحد فقط وهو زلزال يوم القيامة واضح ايهم المذكور في السورة الزلزال العام. طيب ما فائدة الزلازل المتفرقة قبل يوم القيامة ما الجواب تذكير بيوم القيامة. بالزلزال الاعظم. التذكير بالزلزال الاعظم. فيجعله الله عز وجل تنبيها وتذكرة قلق فيما يستقبلون من ذلك الزلزال الاعظم. ومن طرائق الشرع في الايات الكبرى ان الله عز وجل يجعل لها مقدمات تدل عليها وتنبه الى ما يكون مثل اعظم دجال من هو المسيح الدجال وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا تقوم الساعة حتى يخرج ايش؟ ثلاثون كذابا. يأتي معنا ان شاء الله في كتاب التوحيد. يعني يأتي ثلاثون كذاب ممن يشار لهم بالكذب العظيم. طيب هؤلاء يظهرون قبل المسيح لماذا تنبيها الى ما سيحدث من من هو كذاب اكبر منهم من فتنة وبلاء. وفي هذا بيان منفعة الاستعاذة الى المسيح الدجال لان من اهل العلم من استشكل الاستعاذة من المسيح الدجال مع عدم قدومه كل هذه الازمنة المتطاولة. فمن الجواب عن ذلك ان الاستعاذة من الدجال الاكبر تتضمن الاستعاذة من كل دجال دونه ان الاستعاذة من الدجال الاكبر تتضمن الاستعاذة من كل دجال دونه. ذكره ابن تيمية الحفيد وابو عبد الله ابن سعدي رحمهما الله نعم احسن الله اليك. وقوله تعالى يومئذ تحدث بما عمل على ظهرها من خير وشر بان ربك اوحى لها اي امرها ان تخبر به. فلا تعصي امره يومئذ يصدر الناس يقبلون الى الموقف والحساب اشتاتا اي اصنافا متفرقين ومقصود ليروى ما لهم فيريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات ويجازيهم عليها فلمحسنيهم النعيم المقيم ولمسيئهم عذاب اليم. فمن يعمل مثقال ذرة وهي النملة الصغيرة خيرا يره ان يره ويرى ثوابه في الآخرة. ومن يعمل المثقال ذرة شرا يره ان يره ويرى عقابه فيها. قوله في تفسير الفعل يرى في الايتين ويرى ثوابه في الاخرة ويره ويرى عقابه فيها اعلام بان الرؤية حينئذ تشمل امرين اعلام بان الرؤية حينئذ تشمل امرين احدهما رؤية العبد عمله احدهما رؤية العبد عمله والاخر رؤيته جزاء عمله رؤيته جزاء عمله فهو يرى يرى عمله بما كتب عليه من الملائكة من عمل صالح او سيء ثم يرى الجزاء الذي يكون عليه من ثواب او عقاب نفس احسن الله اليك. وروى النسائي في السنن الكبرى عن صعصعة رضي الله عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. قال ما ابالي الا اسمع غيرها حسبي حسبي واسناده صحيح تفسير معنى ما ابالي ان لا تسمع غيرها يعني خلاص لا يهمني ان اسمع شيئا مما يبين حكم الشرع على عمل العبد. حسبي حسبي. يعني يكفيني يكفيني اني لا اعمل خير الا ويعطيني الله عز وجل جزاءه ويحفظه لي ولا اعمل شرا الا ويحفظه الله عز وجل علي. فمريد النجاة يعمل بالخيرات ويفر من السيئات فهي كافية لهداية الانسان الى ما ينبغي من العمل فهي ترشده الى ان الذي ينبغي عليه من الذي ينبغي له من العمل ان يعمل من الصالحات وان يترك السيئات نعم. احسن الله اليك تفسير سورة العاديات ضبحا فالموريات قدحا مغيرات صبحا فاثرن به نقعا. فوسطن به جمعا. ان الانسان لربه لك كنود وانه على ذلك لشهيد. وانه لحب الخير لشديد. افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور. ان ربهم بهم يومئذ لخبير اقسم الله تبارك وتعالى بالخير الجاريات في سبيل الله فقال والعاديات ضبحا اي العاديات عدوا بليغا يصدر عنه الدبح وهو صوت نفسها في جوفها عند الاشتداد عدوها. فالموديات الموقدات بحوافرهن تلاطأنا عليه من الاحجار قدحا فتقدح النار ويتوقد شررها من ضرب حوافرهن اذا عدو فالمغيرات المباغ الاعداء بما يكره صبحا فانهم كانوا لا يغيرون على القوم اذا غزوا الا بعد الفجر. فتكون الغارة صباحا اثرنا به اي هيجنا واصعدنا بعدوهن وغارتهن نقعا وهو الغبار. النبي اي توسطن براكبهن جمعا وهم الاعداء الذين اقر عليهم. والقسم بالخيل على تلك الاوصاف لاجل التهويل وترويع المشركين بما اعد من الجهاد وآلته. وجواب القسم هو قوله ان الإنسان لربه لكنود. اين كفر لنعمة ربه وانه اي الانسان على ذلك الكفر لشهيد. في فلتات اقواله وافعاله. فيبدو منها على لسان وفي تصرفاتهما يتضمن الشهادة على نفسه بكفر نعمة ربه. وان اي الانسان لحب الخير وهو المال جديد اي كثير الحب له وحبه اياه حمله على البخل به فصيره كفورا. ولهذا قال الله تحذيره كيف يصل في الخير وهو وحبه اياه حمله على البخل به فسيره كفورا كيف الخير انتج هذا الشرط ما الجواب المال خير او ليس بخير قال الله تعالى كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا. يعني مال. كيف تكون نتيجته انه يمنعه ويبخل به يعني المال خير ولا هو الخير قيل ها يعني خير ايش يا عبد الرحمن لمتى اذكرناه في حديث يعني في بعض الدروس في حديث لا يمنع احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الخير. قلنا ان الخير اسم لما يرغب فيه طرعا وطبعا وهذا الخير نوعان احدهما خير مطلق ومحله الامور الدينية والاخر خير مقيد ومحله الامور الدنيوية ومنها المال فالمال خير مقيد. فاذا اخذه الانسان من حله ووضعه في حقه صار خير واذا اخذه من غير حل ووضعه في غير حق صار شرا فهو خير مقيد. ولذلك يوجد فيه بعض ما يكره كحال لمن يحبه حبا جما فيحمله على حبسه نعم احسن الله اليك ولهذا قال الله تحذيرا له وتخويفا. افلا يعلم هذا الكفور عن عقابه؟ اذا بعثر ما في القبور. اي اثر ما في واخرج الله الاموات منها وحصل ما في الصدور فجمع واحصي ما فيها من كمائن الخير والشر. ان ربهم بهم يومئذ لخبير اي مطلع على اعمالهم ومجازيهم عليها. وخص خبره بيوم القيامة حين تبعثر القبور ويحصن ما في الصدور. مع انه قدير بهم في كل وقت لان المراد جزاء بالاعمال الناشئة عن علم الله بهم واطلاعه عليهم. وهذا اخر هذا المجد نستكمل بقية الكتاب ان شاء الله تعالى في الدرس القادم بالنسبة للاختبارات الين وصلنا عقيد الواسطية اختبرنا فيها ما اختبرنا فيها. الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى الاختبار في العقيدة الواسطية. هذا امر يعني بعد الفراغ من الدرس نقضي في العقيدة الواصلية. الامر الثاني ايه بالنسبة لدرس الاربعين النووية حال ما حال دون اكماله. وسنكمله ان شاء الله تعالى في وقت قريب نعينه في احد ايام بعد العصر والمغرب والعشاء وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين