بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قلت وفقكم الله تعالى في خلاصة تعظيم العلم المعقد السادس رعاية فنون الاخذ وتقديم الاهم فالمهم. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد خاطره جمع العلوم ممدوح من كل فن ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار. ويقول شيخ شيوخنا محمد بن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب. ولا ينبغي للفضل ان يترك علما من العلوم النافعة التي تعين على فهم الكتاب والسنة اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه ولا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويذري بعالمه فان هذا نقص ورذيلة. فالعاقل ينبغي له ان يتكلم بعلم او يسكن القائل ولكن الرضا بالجن سهل انتهى كلامه. وانما تنفع رعاية فنون العلم باعتماد اصلين احدهما تقديم ليس المهم مما يفتقر اليه المتعلم في القيام بوظائف العبودية الا ان يكون قصده في اول طلبه تحصيل بصر في كل فد حتى اذا استكمل انواع العلوم النافعة. نظر الى ما وافق طبعه منها وانس من نفسه قدرة عليه فتبحر فيه سواء كان فنا واحدا ام اكثر؟ ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم وان ترد تحصيل في استثنان من العموم ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو رعاية فنونه في الاخذ وتقديم الاهم فالمهم. والمراد برعاية فنونه في يأخذ الاعتناء بها والاقبال عليها. الاعتناء بها والاقبال عليها الم تعلم فنون العلم ويحصيها ثم يقبل عليها واحدا واحدا ولا يحصر اقباله على فن دون اخر. ثم يرعى تقديم الاهم فالمهم. فيقدم والاعلى رتبة ثم يتبعه ما دونه. وابتدأ بيان هذا المعقد بقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد خاطره جمع العلم ممدوح. اي الاخذ باطراف العلوم. والاطلاع على انواعها فمما يمدح ويحمد للم تعلم ان يكون له اطلاع على انواع العلوم ومعرفة بها لان العلم لا ينفق في صنعته ولا يرتفع في اخذه الا من اصاب من كل فن حظا علوم هذه الملة الاسلامية مرتبط بعضها دون بعض. ولا يتصور ان يدرك البغية من تلك تلك العلوم من يحبس نفسه على واحد منها. فالفقيه الذي يروم منزلة الفقه العالية لا نصل اليها ان كان خلوا من علوم نافعة كاصول الفقه وقواعده ومقاصد الشرع الى انواع العلوم ذات الصلة بفن الفقه. ثم اتبعه ببيت مشهور هو لابن الوردي. اذ قال فيه من كل فن خذ ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار. اي نفس الحر تأبى ان تقف دون الاطلاع على ما ينفعها. فان الحر اذا ذكر له شيء ينتفع به تطلعت نفسه ومن جملة حال الحر في العلم ان يكون حريصا على انواع العلوم راغبا فيها متطلعا الى ثم ذكر قول شيخ شيوخنا محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله في كتاب له ماتع اسمه ارشاد الطلاب. وهو من الكتب النافعة في توجيه مقتبس العلم وملتمسيه. فلا يستغني طالب العلم عن مطالعة هذا الكتاب والانتفاع بما فيه من النصح والبيان. ومن جملته المذكور هنا اذ قال ولا ينبغي للفاضل ان يترك علما من العلوم النافعة التي تعين على فهم الكتاب والسنة اذا كان يعلم ومن نفسه قوة على تعلمه ولا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويذري بعالمه. فان هذا ورذيلة فذكر انه لا ينبغي لذي الفضل ان يترك شيئا من العلوم المعينة على فهم الكتاب والسنة لافتقاره اليها. في الحال التي وصف في قوله اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه اي اذا وجد من نفسه قدرة على فهمه فانما ذلك الخلق تتفاوت. وكم من امرئ يفتح له في علم ويغلق عليه علم اخر. والمتعلمون يبلغون هذا بارشاد مشايخهم. فان الشيخ المعلم يلحظ في حال المتعلم صلاحيته لهذا العلم وقدرته عليه او قلوده عنه. فاما ان يمضيه فيه واما ان يحوله له الى علم اخر انفع له. ثم ذكر من نصحه انه لا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويزري بعلمه. ويذري بعالمه. فان من افات المشتغلين بالعلم ان احدهم اذا جهل علما وقعد عن ادراكه عابه وعاب اهله وازرى عليه وهذا من علل المعلمين فتجد بارعا في الفقه واصوله. فاذا ذكر له علم الحديث وليست له يد فيه ولا معرفة به ازرع على المشتغلين به فقال هم يشتغلون بامر قد فرغ منه فان الاحاديث تكلم فيها الحفاظ تصحيحا ضعيفا وان الرواة تكلم فيها النقاد فان الرواة تكلم فيهم النقاد جرحا وتعديلا فيزري على ذلك العلم ويعيبه وهذا كما قال نقص ورذيلة. فان الجادة التي ينبغي شروخها هي ما ارشد اليه بقوله فالعاقل ينبغي ان يتكلم بعلم او يسكت بحلم اي من كان عاقلا فاراد ان يتكلم في شيء فانه اما ان يتكلم بعلم. واذا تكلم بعلم حمله العلم على رفعة رتبة ذلك العلم والاشادة به فانه لا يمكن لمن تعاطى علما من العلوم الشرعية وكان ذا بصيرة في العلم ان يرى شيئا من تلك العلوم نقصا وعيبا. فالضليع في الفقه لا يزري على الحديث واهله. والمحدث البالغ في الحديث لا يجزي على الفقيه على الفقه واهله وانما يكون الازرار ممن نقص علمه او عقله ولذلك قال ينبغي ان يتكلم بعلم او يسكت بحلم يعني يدعوه عقله الى ان يسكت عن القول في شيء لم علمه ومن هنا قال الشعبي نعم وزير العلم العقل نعم وزير العلم عقل فان العبد اذا حاز علما وجمع اليه عقلا انتفع انتفاعا عظيما فان العلم منزلة الملك الذي يدبر والعقل بمنزلة الوزير الذي يعين ويشير. فاذا كان له علم كامل وعقل نافذ ارشده العقل الى ما ينفع. فالذي يكون متمكنا من علم من العلوم ثم يذكر له علم اخر لا يد له فيه فاما ان يتكلم بعلم فيعرف بهذا العلم رتبته او يسكت بحلم فلا يدعوه عقله الى ان يعيب علما من العلوم المعتد بها. ثم قال والا دخل تحت القائل اتاني ان سهلا ذم جهلا علوما ليس يعرفهن سهل ليس يعرفهن سهل علوما لو طه ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهل. وقوله اتاني اي بلغني ذم جهلا علوما اي ذم علوما لجهله بها. اي ذم علوما بجهله بها. وقوله علوما لو تراها. اي لو طه بالقراءة على الشيوخ. اي لو تلقاها بالقراءة على الشيوخ. فاسم قراءة في عرف المتقدمين لما يتلقى عن الشيوخ. فاسم القراءة في عرف المتقدمين لما ما يتلقى عن الشيوخ. وقوله ما قلاها اي ما ابغضها ما قلاها اي ما ابغضها. لان من البغض ما ينشأ من الجهل ان من البغض ما ينشأ من الجهل. ومن مأثور القول من جهد شيئا وعاداه ومن مأثور القول من جهل شيئا انكره وعاداه. قاله الوزير خالد للبرمك وبعده الامام احمد بن حنبل رحمهما الله. فالعبد اذا جهل شيئا انكره نصب له العداوة سواء في اعيان الخلق او في معاني المعارف والعلوم. وهو يريد بهذه البيتين الخبر عن رجل اسمه سهل. تكلم بالذم في جملة من العلوم التي يتعاطاها الخلق وبين ان منشأ كلامه في ذم تلك العلوم نبت من جهله بها فهو ان يتلقاها عن الاشياء. فلما قعد عن تلقيها عزب علمه وعزب عنه علمه بها انكر تلك العلوم وذمها وقلاها اي ابغضها. وحقيقة حاله كما قال ولكن وبالجهل سهل اي يهون على المتكلم كلامه الذي تكلم به في دم تلك العلوم رضاه بالجهل فهو راض بالجهل الذي دعاه الى بغض تلك العلوم. ثم ذكر ان رعاية فنون العلم تنفع باعتماد اصلين احدهما تقديم الاهم فالمهم. اي تقديم ما تشتد اليه الحاجة. اي ما تشتد اليه الحاجة. والحاجة المطلوبة هنا هي العبودية لله والحاجة المطلوبة هنا هي وظائف العبودية لله. فيقدم من العلم الذي يلتمسه ما يحتاجه في القيام لله بما عليه من العبادة. فهو يرى ان تعلم ما يتعلق بالايمان وتوحيد الله عز وجل مقدم عنده حاجته اليه. فاذا حصل اصلا في توحيد الله توجه الى طلب اصل اخر من العلم في صفة الطهارة والصلاة ثم طلب ما بعده. فالمقصود بالمهم الذي تقدمه هو نظرك الى ما يلزمك في وظائف العبودية لله عز وجل. فمن الجهل المبين والغبن المستبين ان يعدل ملتمس العلم عما في وظائف العبودية لله الى شيء لا يلزمه بعد. كان يدرك حظا مما نعتنا من معرفة توحيد الله عز وجل وما يتصل بالصلاة والطهارة من احكام ثم تتشوف نفسه الى دراسة اصول الفقه او النحو او لذلك مهملا ما هو به اولى من معرفة معاني الفاتحة التي يقرأها وجوبا في كل واتقان قراءتها او معرفة اذكار الصباح والمساء. او معرفة ما يكون من الاذكار في بعض في ادبار الصلوات المكتوبات فان هذا تضييع لهذا الاصل وهو تقديم الاهم فالمهم فمما تنتفع به في العلم ان تقدم الاهم الذي يلزمك في وظائف العبودية وتؤجل غيره الى زمنه الصالح له. ولا يستطيع المتعلم ان يستقل بمعرفة ذلك. فهو مفتقر الى يرشده وكانت من وظائف المعلمين فيما سلف ارشاد المتعلمين. فلم يكن المتعلم فلم المعلم يحبس نفسه في صلته مع المتعلم على القاء العلم اليه فحسب. بل هو بمنزل منزلة الوالد الوالد الرؤوف به الذي يتلمس له ما يصلحه ما يصلح له ثم يرشده اليه فينبغي ان ينتبه المتعلم الى هذه الحال وهو ان يقدم ما يلزمه بوظائف العبودية ويجب على ان يرعوا هذا في ارشادهم وتعليمهم ودلالتهم على الخير. والاصل الاخر ان يكون قصد في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فن. فيعمد الى كل فن من من الفنون المتعارف عليها في الاعتقاد والحديث والتفسير والفقه والنحو والاصول ومصطلح واشباهها فيتلقى فيه مختصرا. على الوجه الذي تقدم من حرصه على حفظه وفهم معانيه قال حتى اذا استكمل انواع العلوم النافعة ينظر الى ما وافق طبعه منها وانس من نفسه قدرة عليه فتبحر فيه سواء كان فنا واحدا او اكثر. فاذا فرغ من هذه الرتبة وهي تحصيل متن مختصر في الفنون المتعارف عليها نظر بعد ذلك الى حاله من تلك الفنون. فاذا وجد انسه بواحد منها او اكثر وقدرته عليه قدمه هو وغيره على غيرهما. فلو قدر ان احدا تعاطى العلوم فادرك منها مختصراتها حفظا وفهما ثم وجد في نفسه محبة وميلا الى التفسير. وقوة عليه مع رغبة في العلوم التي تعين عليه كعلوم العربية وعلوم القرآن ونحوها. فاثرها على بقية العلوم كان هذا محمودا. فان الناس في المعارف العالية لا يستوون. والنابغ الذي يحصل مدارك العلوم لا يكون في الناس سوى الواحد بعد الواحد في مدد متطاولة لكن القدر الذي يجتمع فيه الخلق هو حرصهم على تحصيل اصول العلوم ثم اذا وجد في نفسه بعد ذلك محبة لشيء منها فن او اكثر وقدرة عليه قال نفسه الى هذا قال ومن طيار شعر الشناقظة قول احدهم وان تريد تحصيل فن تممه وعن سواه او قبل الانتهاء منه وفي ترابط العلوم المنعجاء ان توأما استبقا لن يخرجا ومعنى قوله شعر الشناقطة الطيار من الشعر ما لا يعرف طائله مع شهرته. الطيار من الشعر ما لا يعرف قائله مع شهرته. والى ذلك اشرت بقولي وشائع الابيات ان لم يعلم قائله الطيار بين الاممي. والشائع الابيات ان لم يعلم قائله بين الامم. فالشعر الطيار هو الشعر الذي يسير بين الناس ولا يعرف قائله وفي هذين البيتين الارشاد الى جادة نافعة في العلم. فقال وان تريد تحصيل فن تمم يعني اتمه. وعن سواه قبل الانتهاء مه. وهي كلمة زجر اي اجبر نفسك مانعا لها عن الدخول في غيره قبل تتميمه. وفي ترادف العلوم المنعجاء اي في جمع العلوم مترادفة جاء المنع. اي في جمع العلوم مترادفة جاء المنع توأمان استبقا لن يخرج مشبها هذه الحال بحال تضع توأمين اي اثنين فاستبقا اي ازدحما على الخروج من بطن امهما فيعصر خروجهما وتتعذر وتتعسر الولادة على امهما فكما يشق على المرأة خروج التوأم اذا ازدحم وتحتاج الى معونة فكذلك فان جمع العلوم على الذهن يجعله مزدحما. وربما انقطع عن العلم وفسد عليه فهمه لازدحام العلوم فيه. ومن المقولات السائرة في هذا الباب ازدحام العلوم مظلة الفهم. ازدحام العلوم مظلة الفهم. اي يحصل بسببه خطأ في الفهم فاذا ازدحمت العلوم تشوش فهم المتلقي. فالجادة السوية ان يجمع الم تعلم نفسه على متن او فن لا يشاركه غيره. فاذا اراد مثلا ان يقرأ ثلاثة الاصول لم يقرأ غيره في زمنه. فاشتغل بضبط هذا المتن حتى يفرغ منه ثم انتقل الى غيره وهذه طريقة المشارقة. واما المغاربة فعندهم ما هو اشد من ذلك. فانهم يمنعون الجمع بين الفنون فيحبس المتعلم نفسه على علم واحد حتى يتمه. فلو قدر انه اراد ان ان يدرس المعتقد قدم ثلاثة اصول ثم اتبعه بكتاب التوحيد ثم اتبعه بالقواعد الاربع ثم اتبعه بكشف الشبهات ثم اتبعه بالعقيدة الواسطية الى تمام سلم التعليم في الاعتقاد حتى يفرغ من علم الاعتقاد ثم ينتقل الى ما بعده وطريقة المشارقة ارفق بالطالب وانفع في وظائف العبودية. فانه لا ينبغي حبس المتعلم على فن واحد مدة تصل الى سنة مع اهماله ما يلزمه في وظائف عبوديته من اعتقاده وطهارته وصلاته وذكره لله سبحانه وتعالى. ثم ختم بقوله ومن عرف نفسه من نفسه قدرة على الجمع جماعة وكانت حاله استثناء من العموم اي من وجد قدرة على الجمع فانه بينه ويكون حاله استثناء من العموم. فالاصل في الخلق الاستقلال بفن واحد او كتاب واحد. وان وجد منهم من له قدرة فارشده معلمه الى ما ينفعه فانه يسلك هذه السبيل. وهذا الامر شيء نسبي يختلف فيه الناس ولا يعرف المتعلم ما يصلح له بل لابد له من مرشد يرشده ولما اضطرب نسقوا التعليم وازدحمت اموره حصل الخلل في المتعلمين لكن ينبغي ان يجتهد طالب العلم على سلوك هذه الجادة فانها انفع له في العلم وان طالت. فان من المتعلمين من يحدث نفسه الان اذا جمعت نفسي على كتاب ثلاثة الاصول فبقيت فيه شهرين فاني اضيع برهة من وقتي لا انتفع بها وهذا الخطأ بل جمعه نفسه على كتاب واحد باتقانه حفظا وفهما هو اسهل له في اخذ العلم فان الذي على نفسه في المزاحمة يضيع عليه وقته فيقل حظه من الحفظ والفهم. نعم. احسن الله اليكم قلت وفقكم الله المعقد السامع مبادرتنا الى تحصيله وقيام سن الصبا والشباب بل قال احمد رحمه الله شبابا الا بشيء كان فيكم فسقط. والعلم في سن الشباب اسرع من النفس واقوى تعلقا ولوسوقا. قال الحسن البصري رحمه الله الله العلم في الصغر كالنقش في الحجر. فقوة بقايا العلم في الصغر كقوة بقاء النقش في الحجر. فمن اغتنم شبابه نال فهو حمد عند مشيبه اغتنم سن الشباب الاغتنم صحوها الا اغتنم سن الشباب فلا اغتنم سن الشباب يا فتى. كلمة الا. احسنت القوم السرى ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا يتعلم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا ذكره البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه وانما يعسر التالم في الكبر كما بينه الماوردي في ادب الدنيا والدين لكثرة الشواغل وغلبة القواطع وتكاثر العلائق فمن قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو المبادرة الى تحصيله. اي المسارعة طاعة الى تحصيله. واغتنام سن سن الصبا والشباب. اي اهتبال سن الصبا والشباب غنيمة في طلبه. اي اهتبال سن الصبا والشباب غنيمة في طلبه ثم ذكر قول الامام احمد ما شبهته ثم ذكر قول الامام احمد ما شبهت الشباب الا بشيء كان في كمه فسقط. اي ماء اعد شبيها لسن الشباب التي كنت فيها الا كشيء كان في كم اي في طرف ثوبي من اسفل اليد كان فيه مدة ثم سقط فهو سريع التقضي عجل الذهاب. ثم قال والعلم في سن الشباب اسرع الى النفس. واقوى ونصوغا لفراغ القلب من المشغلات. لفراغ القلب من المشغلات. فان القلب اذا فرغ من المشغلات صفا. فاذا صار صافيا امكن ان يعلق به ما ينفعه من العلم. قال الحسن البصري رحمه الله العلم في الصغر كالنقش في الحجر. اي هو بمنزلة النقص في الحجر قوة وثبوتا فان الحجر اذا نقش فيه ثبت النقش فيه اكثر من ثباته في غيره قال فقوة بقاء العلم في الصغر كقوة بقاء النقش في الحجر. فمن اغتنم شبابه نال اي بغيته وحاجته. وحمد عند مشيبه سراه. اي حمد عند مخالطته طهولة العمر بظهور الشيب فيه سراه. اي سعيه مجتهدا. واصل واصل الشورى المسير في اخر الليل. واصل السرى المسير في اخر الليل قالوا سرى فلان خبرا عن اجتهاده ونشاطه. يقال سرى فلان خبرا عن اجتهاده ونشاطه ثم انشد بيتا له قال فيه ان اغتنم سن الشباب يا فتى عند المشيب يحمد قوم السرى اي اذا بلغوا سن المشيب فرحوا بما حصلوا من العلم لما اجتهدوا في حال الشباب. ثم دفع توهما يلوح كثيرا في خيال كبار السن ممن يروم تحصيل العلم وهو انهم لا يدركون العلم فقد صاروا في منأى عنه فقال ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا يتعلم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا كبارا. ذكره البخاري رحمه الله في كتاب العلم من فجمع العلم وتحصيله والنبوء فيه ممكن للكبير غير متعدي عليه. متى عليه وعظم اجتهاده فيه. ففي اخبار كثير من اهل العلم انهم لم يطلبوا العلم الا في متأخرة ثم صاروا من البارعين فيه. كالقطان الشافعي صاحب التصانيف المشهورة في الفقه فانه تأخر اخذه العلم حتى دخل الكبر وجاوز الاربعين او اكثر ثم برع في العلم حتى صنف فيه واشير اليه في العلم ثم بين ما يحول بين الكبير والعلم فقال وانما يعسر التعلم في في الكبر كما بينه ما وردي في ادب الدنيا والدين لكثرة الشواغل وغلبة القواطع وتكاثر العلائق. فعلا امتناع علمي على الكبير ثلاث. فعدل امتناع العلم على الكبير ثلاث. اولها كثرة الشواغل وهي العوارض المشغلة من زوج وولد وحاجة من حوائج الدنيا او غيرها وثانيتها غلبة القواطع اي كثرة الموانع التي تقطعه عن التماس العلم اي كثرة الموانع التي تقطعه عن التماس العلم وثالثها وثالثتها تكاثر العلائق اي تتابع العلائق كثرة والمراد بالعلائق الاتصالات النفسانية الاتصالات النفسانية. بينه وبين نفسه او بينه وبين الخلق بينه وبين نفسه او بينه وبين الخلق. فالواردات النفسية التي ترد على العبد في حال الكبر فتشغله بنفسه او تشغله نفسه بغيره كثيرة وهذه العلل لا تكون مقارنة حال الصبا والشباب. فلما سلم الشاب من هذه العلل الثلاث صار امكن في جمع العلم ولما اختص وفودها بالكبير عسر عليه العلم لا انه يستعصي عليه فلا يدركه. لكن متى احسن المعاملة مع هذه العلل؟ حصل العلم ولاجل هذا قال فمن قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم. اي من قدر من الكبار على دفع هذه العلل عن نفسه فانه يحصل العلم. نعم. احسن الله اليكم وفقكم الله المعقد الثامن لزوم التأني في طلبه وترك العجلة ان تحصيل العلم ليكون جملة واحدة اذ القلب يضعف عن ذلك وان للعلم فيه قال كثقل الحجر في يد حامله قال تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا اي القرآن واذا كان ان وصف القرآن الميسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فما الظن بغيره من العلوم وقد وقعت في منجما مفرقا باعتبار الحوادث والنوازل قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتلا وهذه الاية حجة في لزوم التام في طلب العلم وترك العجلة. كما ذكر الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه. والراغب الاصفاني في مقدمة التفسير ومن شعره المرء بها حكمة وانما السيل اجتماع النقط. ومقتضى لزم التأني والتدرج البذاءة بالمتون الصيغة الخصال المصنفة في للعلم حفظا واستشراحا والميل عن مطالعة المطولات التي لم يرتفع الطالب بعدوا اليها. ومن تعرض للنظر في المطولات فقد على دينه وتجاوز الاعتدال في العلم ربما ادى الى تضييعه ومن بدائع الحكم قول عبد الكريم رفاعي احد شيوخه احد شيوخ العلم بدمشق الشام في القرن الماضي طعام الكبار سم الصغار. ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقب تعظيم العلم وهو لزوم التأني في طلبه وترك العجلة. اي لزوم وهي السكينة في طلبه وترك العجلة بان يلتمس اخذه شيئا فشيئا بان يلتمس اخذه شيئا فشيئا. وعلله بقوله ان تحصيل العلم لا يكون جملة واحدة اي لا يكون دفعة واحدة. اذ القلب يضعف عن ذلك. اي يلحقه ضعف عن بلوغ هذا لا يقوى عليه وان للعلم فيه ثقلا كثقل الحجر في يد حامله. اي يجد القلب ثقلا للعلم اذا القي عليه كما يجد حامل الحجر ثقل الحجر في يده فان من قام رفع حجر ثقيل انس ثقله. فكذلك من اراد القاء العلم على قلبه دفعة واحدة فان قلبه يؤنس ثقله. وكما ان احدنا اذا رفع حجرا فثقلت يده عن حمله القاه فكذلك القلب اذا ثقل عن حمل العلم القاه. وهذا من اسباب الانقطاع عن العلم. فان العلم يهجمون على العلم فيرمون ادراكه في مدة يسيرة فيحملون قلوبهم ما لا تحتمل من الحفظ والفهم فتلقى عناء فتلقي العلم عنها. فيرجع صاحبها عن الاستمرار في طلب العلم وهو الذي على نفسه فعوض ان يبتدر نفسه بحفظ شيء يسير يحمل قلبه شيئا كثيرا. فاذا قيل له الزم حفظ نصف وجه من القرآن قال اجد من نفسي قدرة على ما هو اعظم فحمل قلبه حفظ وجهين من القرآن. واستطاع ذلك فما هو الا اسبوع واحد حتى ينقطع عنه لانه حمل قلبه ما لا يحتمل من الثقل. وكما يدرج البدن في تقويته فكذلك يدرج القلب في تقويته فمن رام ان يقوي بدنه ما نسى مارس رياضة ونظاما غذائيا خاصا شيئا فشيئا حتى وبدنه فكذلك اذا اردت ان تقوي قلبك في الحفظ ينبغي ان تأخذه شيئا فشيئا فالمبتدئون حفظ نصف وجه من القرآن ربما انتهوا الى حفظ وجهين في تلك المدة نفسها ولم ينقطعوا لانهم اخذوا نفوسهم شيئا فشيئا وكذلك في قوة القلب في الفهم فهو لا يحمل قلبه قدرا كبيرا من الفهم في يومه وليلته او في اسبوعه لئلا يضعف قلبه عن الادراك لما يلقى اليه من العلم فيدخل عليه ويمله لكن انه يأخذه شيئا فشيئا حتى يتمكن منه. وذكر ثقل العلم بدليل قول الله تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا اي القرآن. واذا كان هذا وصف القرآن الميسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من الذكر فما الظن بغيره من العلوم. اي اذا كان الثقل وصفا للقرآن في القائه على القلب فغيره من العلوم اولى لان القرآن وصف باليسر وان الله سبحانه وتعالى يسره على الخلق. ثم قال وقد وقع تنزيل القرآن لهذا الامر اي مراعاة له منجما مفرقا باعتبار الحوادث والنوازل. فلم ينزل القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة. لان القرآن محله من الادراك عند النبي صلى الله عليه انما هو القلب. كما قال تعالى نزل به الروح الامين. على ايش؟ على قلبك لتكون من فنزول القرآن محله القلب. فلما كان محله القلب والقرآن ثقيل وقع انزال القرآن منجي مفرقا. قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك اي ليكون ثابتا في فؤادك وفؤادك ثابتا به. فيكون محفوظا موعيا عند النبي صلى الله عليه وسلم فيثبت في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويثبت به قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ملجما اي في اوقات معينة اي في اوقات معينة فاصل النجم الوقت المضروب المعين فاصل النجم الوقت المضروب المعين. ثم ذكر ان هذه الاية في لزوم التأني في طلب العلم والتدرج فيه وترك العجلة. ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه والراغب الاصفهاني في مقدمة جامع التفسير فهذان العالمان جعل هذه الاية دليلا على ان العلم ينبغي ان يتأنى في اخذه وان وتدرج فيه شيئا فشيئا ثم ذكر بيتين شهيرين ابن النحاس الحلبي احد علماء العربية اليوم وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وانما السيل اجتماع النقط اي انما يكون السيل وهو الماء كثير الهادر من اجتماع نقط الغيث النازل من السماء فان نقط الغيث تجتمع شيئا فشيئا حتى يكسو هذا الماء فيسيل سيلا هادرا. ثم قال ومقتضى لزوم التأني والتدرج البداءة بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم حفظا واستشراحا والميل عن مطالعة المطولات التي لم يرتفع الطالب بعد اليها فلا يكون اخذ العلم متأنيا متدرجا حتى يستمسك باصلين عظيمين. احدهما ان يبدأ بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم. ان يبدأ بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم وتكون بذائته بها بالحفظ والفهم. كما قال حفظا واستشراحا. فتقصد الى تلك المتون الموجزة المرتبة في انواع العلوم. فتبدأ بها قبل غيرها. فمثلا من رام ان يدرس علم الحديث فانه يعمد الى الاربعين النووية فيأخذها حفظا وفهما فاذا عدل عنها الى ما فوقها فترك الاربعين النووية ولم يحفل بعمدة الاحكام ولا رضي ببلوغ المرام ولا يرى رياض الصالحين شيئا. وقال انا للبخاري والبخاري لي. فهذا لا يفلح. ابدا لان من دخل في شيء مقلوبا خرج منه مقلوبا. لكن من دخله على الوجه المرضي حاز منه وبغيته فاذا التمس علم الحديث باخذ الاربعين النووية حفظا وفهما ثم اتبعه اتبعها بعمدة الاحكام ثم تلت ببلوغ المرام ثم ربع رياض الصالحين ثم تطلع الى البخاري انتفع من اخذه البخاري وكان اخذه له صحيحا. والاخر والاصل الاخر الميل عن مطالعة المطولات التي لم يرتفع بعد اليها فلا يشتغل المتعلم في حال ابتداء التماس العلم بالكتب المطولة التي لم يرتفع اليها في رتبته العلمية وان زعم انه يصل اليها في رتبته الذهنية فان كثيرا من المتعلمين يخدع نفسه بقوله ان لي عقل وانا افهم. وليس هذا هو المراد في العلم. لكن المراد هو بلوغ رتبة ذلك الكتاب في اخذك العلم. فانه لو قدر ان احدا يعرف القراءة ويدرك عمد الى مجموع الفتاوى ابن تيمية فقرأ كلاما فانه غالبا يفهم اكثره ان لم يفهمه جميعهم وان لم يفهمه جميعهم وليس هو هذا وليس هذا هو المراد لكن المراد ان تكون التك العلمية كاملة لقراءة هذا الكتاب فان من يقرأ هذه المطولات بعد اكتمال الته العلمية يعظم انتفاعه بها. ويعرف مواقع العلم والقول فيها فيردها الى الاصول التي تأثرت في قلبه بالحفظ والفهم. فمما يلحق به والخسران طالب العلم ان يعمد الى هذه المطولات قبل بلوغه اياها في الرتبة في الرتبة العلمية عليها بالمطالعة فان ذلك يعود عليه بالعجز والثقل والانقطاع عن العلم او يولد فيه اقوالا لضعف الة الفهم عندهم. ولا نقصد بآلة الفهم مجرد الادراك. لكن نقصد بذلك بلوغ عقله في الرتبة الذهنية للعلوم بفهم مواقع القول في العلم. والا فالناس كما سلف يفهمون عادة ما اسمعوا او يلقى اليهم من الكلام لكن مآل ذلك من مدارك الفهم في الاحكام لا يصل اليها الا من بلغ تلك الرتبة فيه ثم قال ومن تعرض للنظر ومن تعرض للنظر في المطولات فقد يجني على دينه وتجاوز الاعتذار في العلم ربما ادى الى تضييعه. اي تجاوز حد الاعتدال في اخذ العلم ربما يؤدي الى تضييعه. ومن بدائع الحكم قول عبده الكريم الرفاعي احد علماء الشام طعام الكبار سم الصغار اي ما يتناوله الكبار فينتفعون به من طعام هو للصغار سم يموتون به. فانك لو اتيت الى صغير بطعام يجعل للكبار عادة من ارز ولحم وشحم فجعلت تدفعه في في هذا الرضيع الذي ليس له الا يوم او يومين او شهر او شهرين فانه يموت لعجز معدته عن قبول هذا الطعن وان لم يمت مرظ مرضا شديدا ولذلك جرت عادة الناس في ترقية الصغار في الطعام ان يدفعوا اليه اولا الحليب ومدة ثم ينقلوه بعد مدة الى انواع من الغذاء مرتبة حتى يبلغ بعد سنين طويلة. القدرة على ان يأكل الشحمة واللحم فكذلك من يلتمس العلم اذا اشغل نفسه بطعام الكبار فيدعى الى كتاب الى درس وفي ثلاثة الاصول فيقول لا انا احضر درسا في الروض المربع او يدعى الى درس في الاربع النووية فيقول لا انا احضر درسا في صحيح البخاري وهو بعده لم يأخذ من الفقه ولا من الحديث بنصيب ولا قرأ مختصرات هذه الفنون فمثل هذا يعرض نفسه بتناوله طعام الكبار بما يفسد قلبه ويمنعه العلم هذا معنى هذه الجملة وهو ان تعرض المتعلم لما لا يصلح له من الكتب المتطولة المطولة يفسد وعلمه وليس المراد كما يفهمها بعضهم ان المقصود منها هي حمل الناس على عدم التلقي على العلماء الكبار وان في هذه الكلمة تزهيدا فيهم فان هذا لم يقله احد الا من وقع في فهمه هذا ذهب فرآه معنى لهذه الجملة فالمتكلمون بهذه الجملة يريدون هذا المعنى وهو ان المبتدأ في العلم ينبغي ان يبتدأ بصغار العلم قبل كباره. واذا تعرض للكبار افسدته. سواء اخذه عن اكبر العلماء او اصغر فلو قدر ان احدا ابتدأ في العلم عند اعلم اهل الارض بفتح الباري ومجموع ابن تيمية وتفسير ابن كثير فانه يموت في العلم لا يستفيد ولو ابتدأ عنده بهذا الاصول والاربعين النووية واشباهها من المختصرات فانه ينتفع انتفاعا كثيرا. نعم الله اليكم قلتم وفقكم الله لما قيل لو الاخوان تتقدمون حتى الاخوان اللي في الخارج يدخلون تقدموا يا اخواني تقدموا في المجلس حتى يسأل الاخوان. الاخوان اللي في الخارج يدخلوا في الزوايا في اماكن. نعم. احسن الله اليكم. المعقد التاسع في العلم لو اتاني كل جرير من الامور لا يدرك الا بالصبر واعظم شيء تتحمل به النفس طلب المعاني تصبيرها عليه. ولهذا كان والمخابرات صابر وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه رحمه الله تعالى في تفسير هذه الاية هي مجالس الفقه ولن يحصن احد العلم الا بالصبر قال يحيى بن ابي كثير ايضا لا يستطاع العلم براحة الجسم. فبالصبر يخرج اماطة الجاه وبي تدرك لذة العلم وصبر العلم نواة احدهما صبروا في تحمله واخذه يحتاج الى صبر والفهم يحتاج الى صبر. وحضور مجالس العلم يحتاج الى صبر ونهاية حق تحتاج الى صبرة. والنوع الثاني صبر في اداءه وتبليغه لأهله فالجلوس للمتعلمين يحتاج الى صبر يحتاج الى صبر واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر وفق هذين النوعين من صبر العلم الصبر فيما والثبات عليهما لكل علا وثباته ولكن عزيز في الرجال ثبات. ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو الصبر في العلم تحملا واداء. والمراد بتحمل العلم جمعه وطلبه المراد بتحمل العلم جمعه وطلبه. والمراد باداء العلم تبليغه وبثه. والمراد باداء العلم تبليغه وبثه. فصاحب العلم مفتقر الى الصبر فيه ابتداء وانتهاء فان التحمل حال ابتداء. والاداء حال انتهاء. قال اذ كل جليل من الامور ايدرك الا بالصبر واعظم شيء تتحمل به النفس طلب المعالي تصبيرها عليها اي لا يمكن للعبد ان ينال امرا من الامور العظيمة الا بان يحبس نفسه عليه حتى يدركه. قال ولهذا كان الصبر مثابرة مأمورا بهما لتحصيل اصل الايمان تارة ولتحصيل كماله تارة اخرى. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا ففي الاية الامر بالصبر من جهتين. احداهما الصبر في النفس بلا مدافع الصبر في النفس بلا مدافعة. في قوله اصبروا والاخر الصبر في النفس مع المدافعة. الصبر في النفس مع المدافعة. في قوله وصابر فان المفاعلة تكون مع اخر سواك فالمصابرة والمقاتلة والمراغمة تكون مع طرف اخر. فالعبد مأمور بالصبر. في نفسه ان عن مدافع ينازعها ومأمور بالصبر مع وجود المنازع المدافع. ثم ذكر قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. قال يحي ابن ابي كثير في تفسير هذه الاية هي مجالس الفقه. فامر النبي صلى الله عليه بان يصبر في العلم اداء واولئك مأمورون بالصبر في العلم تحملا قال ولن يحصل احد العلم الا بالصبر. قال ابن ابي كثير ايضا لا يستطاع العلم براحة الجسم. فلا بد من بذل يتعنى به البدن. قال فبالصبر يخرج من معرة الجهل وبه تدرك لذة العلم فاذا صبر ملتمس العلم خرج من عين الجهل فانه لا يخرج من معرة الجهل ونقصه بمجرد ان العلم فيناله لكنه يحتاج الى صبر في العلم فهو يصبر على الحفظ ويصبر على الفهم ويصبر وعلى الجلوس في الدرس ويصبر على الذهاب الى الدرس ويصبر على استذكار هذا الدرس. قال وبه تدرك لذة العلم اي لا يبلغ العبد لذة العلم حتى يكون له صبر. فان المطالب العالية من اللذات يكون اول مبدأها الصبر. ومن هنا قال بعض فلاسفة اليونان الفضائل مرة الاوائل حلوة الاواخر. الفضائل مرة الاوائل حلوة الاواخر. اي يجد صاحبها مرارة في ابتداء اي ابتغائها ثم تنقلب هذه المرارة بعد الى حلاوة بما ينال من عاقبة حميدة للفضيلة التي اشتغل بها ومن جملة تلك الفضائل العين. فالمرء في ابتداء اخذه العلم يجد مرارة. فانت الان ربما تجد مرارة في انك تجلس هذه المدة في الدرس ويجلس غيرك في اللهو او في دعوات الخلق في مناسباتهم او غير ذلك من الامور التي تنزعك وتريد اخراجك من هذه الحلقة الى غيرها من مطالب النفس ورغباتها مراغمتك هذه الافة التي ترد على نفسك تجد بها مرارة. فاذا استويت على مطلوبك انت فيه حمدت عاقبتك ووجدت من اللذة العاجلة والاجلة والاجلة في العلم ما لا يجده اولئك الذين يضيعون اعمارهم وقدرهم فيما لا ينفعهم او فيما ينفعهم لكن غيره انفع لهم منهم. ثم ذكر صبر العلم فقال وصبر العلم نوعان. احدهما صبر في تحمله واخذه. والنوع الثاني صبر في وبثه وتبليغه الى اهله. فالعلم يحتاج الى صبر في المبتدع تحملا واخذا. ويحتاج صبرا في المنتهى تعليما وبتا. ثم ذكر حال الاول فقال في الحفظ يحتاج الى صبر فانت تحتاج الى مدة تجعلها للتحقق. قال والفهم يحتاج الى صبر. فانت تعيد النظر وتجيل الفكرة فيما تروم فهمه وهذا يحتاج الى صبر. قال ومجالس العلم تحتاج الى صبر. ورعاية حق الشيخ يحتاج الى صبر فالشيخ له حق وحتى ترعاه وتقوم به تحتاج الى صبر عليه فان النفس قد الى خلاف ذلك ثم قال في صبر الاداء والبث فالجلوس للمتعلمين يحتاج الى صبر. فان الجلوس المتعلمين لا يحصل للعبد مجردا بلذة ينالها فان هذه اللذة تكون في مبتدأ جلوسه شهرا وشهرين وسنة وسنتين فما هي الا مدة ثم ينقطع ويترك التعليم. لان الجلوس للمتعلمين يصاحبه انقطاع المرء عن مطالب اخرى لنفسه فيحتاج الى ان ينزع نفسه من تلك المطالب وان يجلسها في نفع المتعلمين وافهامهم يحتاج الى صبر. فانما ذلك الناس تختلف. وقد تلقي مسألة فيفهمها هذا ولا يفهمها فاذا رغب منك ان تعيد تلك المسألة ليفهمها كان هذا من حقه عليك فينبغي ان تصبر في افهامه هذه المسألة. قال واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر. فان الزلة تقارن ادمية ومما يقع من الزلات زلات المتعلمين مع المعلمين. ولا يستغرب صدور هذا لان هذا مقارن ادمية ومن تصدى لنفع الناس في التعليم فينبغي ان يعود نفسه الصبر على زلات المتعلمين فان من المعلمين من ينقطع تحت دعوى ان عامة ملتمس العلم اليوم صاروا يخلون بادبه وهذا ليس عذرا له بل الواجب عليه ان يقومهم بالاداب الحسنة وان يصبر على ما يقع منهم من الزلات ثم قال وفوق هذين النوعين من صبر العلم الصبر على الصبر فيهما والثبات عليهما. فاذا صبرت في التحمل فتحتاج الى مزيد من الصبر عليه واذا صبرت في الاداء فتحتاج الى مزيد من الصبر عليه. فلا يزال الصبر معك حتى تلقى الله وتعالى فان الصبر اعظم الالة التي تحصل بها المراتب العالية. ولا ينال العبد مرتبة عالية في الدنيا والاخرة حتى يكون صبورا. ومن لا يكون صبورا فانه لا يحرز تلك المطالب العالية. ولذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة بالصبر بخاصة نفسه فقيل له فاصبر وما صبرك الا بالله وقيل فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل كما انه شغله قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا فامر بالصبر واعيد عليه لان مرتبة النبوة العالية في الدنيا وما يكون له صلى الله عليه وسلم من المقامات العالية في الاخرة لن يناله الا بالصبر. ثم انشد قول الشاعر لكل اذا شؤوا العلا وثبات اي لكل الى غاية علا وثبات اي قفزات. ولكن عزيز في الرجال اي يعز في الرجال الثبات. وذكر الرجال خرج مخرج الغالب. والا فانه في الخلق كافة. فيعز في الرجال والنساء ان يثبتوا على مطلوباتهم. وقلت في اخر منظومة الهداية ان الثبات في الرجال ايش عزة يعني قل. الشطر الثاني ويغنم الرجال منه العزة اي اذا صبروا فانهم يغنمون عز الدنيا والاخرة. نعم. احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله المعقد العاشر. ملازمة هذا من العلم. قال ابن القيم رحمه الله الله في كتابه مذاهب السالكين. ادب المرء وقلة ادب عنوان شقاوته وبواره فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الندم ولاستجلب حرمانهما بمثل قلة الادب والمرء لا يسمو بغير الادب والمرء لا يسمو بغير الادب وانما يصلح لعلم من تأدب بادبه في نفسه ودرسه ومع شيخيه وقرنه صفوف الحسين رحمه الله في الادب تفهم العلم لان المتأدب يرى اهل العلم يعز العلم ان يضيع عند ومن هنا كان السلف رحمهم الله يعتنون بتعلم الادب كما يعتنون بتعلم العلم قال ابن سيرين رحمه الله كانوا يتعلمون الهدي كما طائفة منهم يقدمون تعلمه على تعلم العلم قبل ان تتعلم العلم وكانوا يظهرون حاجتهم اليه قال كثير من العلم وكانوا وكانوا يوصون به ويرشدون اليه قال مالك كانت امي تعممني وتقول لاذهبنا عبدالرحمن من اصل العلم بتضييع الادب. اشرف ليث ابن سعد رحمه الله على اصحاب الحديث فرأى منه شأن كأنه كرهه. فقال ما هذا؟ انتم الى من الادب احوج منكم الى الكثير من العلم. فماذا يقول الليث لو رأى حال كثير من طلاب العلم في هذا العصر؟ ذكر وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو ملازمة ادب العلم. لان وفور الادب من اسباب السعادة وقلة الادب من اسباب الشقاوة. لان وفور الادب يعني كثرته تتابعه من اسباب السعادة وقلة الادب من اسباب الشقاوة. وذكر تصديق ذلك في قول ابن القيم ادب المرء سعادته وفلاحه. وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره. والعنوان اسم لما يدل على الشيء والعنوان اسم لما يدل على الشيء. فمما يدل على سعادة العبد وفلاحه ادبه ومما يدل على شقاوته وبواره يعني خسارته قلة ادبه. ثم قال فما استجلب اي خير الدنيا والاخرة بمثل الادب. ولاستجلب حرمانهما بمثل قلة الادب. فيحصل خير الدنيا والاخرة بسلوك الادب. ويفقد الخير ويحظى العبد بالحرمان اذا قل ادبه. والمرء لا يسمو اي لا يعلو والمرء لا يسمو بغير الادب وان يكن ذا حسب ونسب. ثم قال وانما يصلح للعلم من تأدب بآدابه اي باداب العلم في نفسه ودرسه ومع شيخه وقرينه. فميادين عدم بالعلم اربع فميادين ادب العلم اربعة. احدها ادب النفس وتانيها ادب الدرس. وثانيها ادب الدرس. وثالثها الادب مع الشيخ وثالثها الادب مع الشيخ. ورابعها الادب مع القرين وهو الزميل المشارك ورابعها الادب مع القرين وهو الزميل المشارك. ثم ذكر قول يوسف ابن بالادب تفهم العلم. ومن معاني هذا ما بينه بقوله لان يرى اهلا للعلم فيبذل له. وقليل الادب يعز ان يضيع عنده فان الشيوخ المعلمين اذا رأوا المتعلم متأدبا بذلوا له العلم لانهم اهلا له. واذا رأوه قليلا الادب اكرم العلم ان يضيعوه. فحبسوه عنه فالمتأدب يفهم العلم بان يلقى اليه على وجه يدركه. وقليل الادب يمنع المعلم حظه من العلم يمنعه المعلم حظه من العلم بسبب سوء ادبه فتجد المسألة الواحدة يسأل عنها رجلان فيسأل احدهما شيخه بادب اجيبه عنها ويسأل الاخر شيخه بغير ادب فيمنعه منها فانه ليس من اكرام العلم ان يجيبهما مع افتراق حالهما. فاذا جاء الاول فقال احسن الله اليكم ذكرتم كذا واشكل علي قوله تعالى كذا وكذا. فيجيبه الشيخ ويدله على ما يرتفع به الاشكال فاذا تبعه اخر فقال معنفا للشيخ انكم تقولون قولا يخالف قول الله ونحن قول الله ولا نتبع قوله قال الله يوفقك هذا المعلم العاقل يعرض عنه حتى يتأدب فاذا تأدب دله على العلم ولا يقبل عليه فيقول لا هذه الاية معناها كذا وكذا والكلام الذي ذكرناه وجهه كذا وكذا لانه لا يراه اهلا لحمل العلم. واما الاول فانه يرى اهلا لحمل العلم فيدل على ما ينفعه من العلم ثم قال ومن هنا كان السلف رحمهم الله يعتنون بتعلم الادب كما يعتنون العلم اي بلغت العناية بالادب عندهم الاقبال عليه كالحال التي يقبل بها على العلم. واعتبر البول الواسع والفرق الشاسع بين حالنا وحالهم. فان كثيرا من المتعلمين يقبلون وحدانا وزرافات على دروس في العلم. فاذا ذكرت لهم دروس الاداب رأوا انها مما لا يضيع الوقت فيه وهم الضائعون باهمالهم تلك الاداب. سواء مما يتعلق باداب العلم او غير ذلك او ما يتعلق بغير ذلك من الاداب في الاسلام كافة. ولذلك تجد كثيرا من المتعلمين اذا ذكر له درس في اداب السلام او اداب الطعام لم يحفل به. ظنا منه انه قد ارتفع عن هذه الرتبة. فاذا جئته فسألته مسألة واحدة من مسائل ادب الطعام هل الادب المذكور في التقاط اللقمة اذا وقعت يتعلق بلقمة تامة او بافراد من الطعام. سكت وانقطع عن العلم وهذا دليل جهله لانه لو كان يعرف للادب رتبته لحرص على تعلم اداب الطعام. فينبغي ان اعتني يا طالب العلم بالادب مما يتعلق بالعلم خاصة او ما يتعلق بالدين كافة فانك اذا ضيعت الاداب ضيعت الدين فان الاداب من جملة الدين. واذا قويت الاداب في النفس قويت النفس على طلب الدين. واذا اوفت الاداب في النفس ضعفت النفس عن طلب الدين والعمل به. ثم ذكر من اثارهم في الاعتناء بتعلم العلم قال ابن وهو احد التابعين كانوا يتعلمون الهدي اي الادب كما يتعلمون العلم اي يجعلونه هذه المنزلة قال بل ان طائفة منهم يقدمون تعلمه على تعلم العلم. قال ما لك بن انس لفتى من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم. لان الادب وسيلة العلم. وكان من الجار في حلق اهل العلم ان يقدموا تعليم الادب على تعليم العلم. فاذا ورد عليهم متعلم لقنوه اداب العلم. اما القاء واما باقراء كتاب مختصر في ادب العلم كتعليم المتعلم للزرنوجي او تذكرة السامع للمتكلم لابن جماعة ثم نقلوه بعد ذلك الى العلم قال وكانوا يظهرون حاجتهم اليه. قال مخلد بن الحسين لابن المبارك يوما نحن الى كثير من احوج منا الى كثير من العلم. وكانوا يوصون به ويرشدون اليه. قال مالك كانت امي تعممني اي تلبسني العمامة حتى يحاذي في صورته الكبار مع صغر سنه فان العمامة شعار لمن؟ تقدمت السن وارتفع عن سن الصغر. قال وتقول لي اذهب الى ربيعة. تعد ابن ابي عبد الرحمن فقيه اهل المدينة في زمانه فتعلم من ادبه قبل علمه. فوجهت امه عنايته الى الامر الاعظم وهو ان يتعلم الادب قبل ان يتعلم العلم قال وانما حرم كثير من طلبة العصر العلم بتضييع الادب اي من اكبر العلل التي اوهنت طلاب العلم فحرموا العلم في عصرنا هذا تضييع الادب فهم لا يعنون به تعلما ولا يعنون به اقامة وتطبيقا. قال اشرف الليث ابن سعد رحمه الله على اصحاب الحديث فرأى منهم شيئا يكرهه. فقال فما هذا؟ انتم اذا يسير من الادب اي قليل من الادب احوج منكم الى كثير من العلم لان قليل العلم مع كثير الادب ينفع ويرفع. لان قليل العلم مع كثير الادب ينفع ويرفع وكثير العلم مع قليل الادب لا ينفع ولا يرفع. وكثير العلم مع قليل الادب ينفع ولا يرفع قال فماذا يقول الليث لو رأى حال كثير من طلاب العلم في هذا العصر؟ اي شيء الليث عوض ما ذكره دوراء الحالة التي عليها الناس اليوم في ادب العلم. لقال ما هو اعظم من هذه المقالة؟ واذا نصح العبد بما يدله ويرشده على الادب فانه ينبغي ان يحمل نفسه عليه وان يأخذ به اخذا حسنا. لان حسن حالك في الدنيا والاخرة في العلم عاجلا المآل الاخرة يكون على قدر ادبك. واحرص على تتبع ابواب الادب في ادب الكلام وادب السلام الطعام فلتكن من العلم الذي يعنيك. ومما يظرب به المثل على ما تقدم من تقديم غير مهم على الاهم ان تجد طالب علم يقرأ الورقات والاجرامية وهو لم يقرأ قط متنا في الادب فهو لا يعرف ما يجب عليه من حق السلام والاستئذان فتجد فيه ما هو خلاف الادب. فانت ترى من المتعلمين من يأتي مباشرة ويفتح الاباء ويفتح الباب دون استئذان ووقوف عند الباب وان يطرق ثلاثا. فاي علم ناله لو كان قرأ الورقات والاجرامية اذا كان شيء من الاداب الشرعية المتعارف عليها مما يتكرر في اليوم والليلة لا يعرفه فينبغي ان يعرف طالب العلم ما ينبغي ان يعتني به في وظائف العبودية ومن جملتها الاداب. وان ينزلها منزلتها حتى يحقق العبودية لله سبحانه وتعالى. فان جمع العلم لا يراد لذاته. وانما يراد لتكبير مقام العبودية عند الله سبحانه وتعالى وانما كان العلماء ورثة الانبياء واعلى الناس بعد الانبياء مقاما لكمال حالهم في العبودية فانهم لما اخذوا العلم وجمعوه واستعملوه كملت حاله بالعبودية فرفعهم الله عز وجل عنده فطالب العلم انما يلتمس من طلب العلم ان يحقق العبودية لله عز وجل فهو يتعرف وظائف العبودية ثم يعملها في نفسه. نعم. احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله. المعقد الحادي عشر صيانة العلم عما يشين مما يخالف المروءة ويخرمها من لم يصل العلم لم يصن العلم كما قال الشافعي رحمه الله قال قالوا من الحكماء واجمعوا كما قال ابن تيمية تجنوا ما يدنسه ويشينه. قيل لابي محمد سفيان ابن عيينة قد استنبطنا القرآن كل شيء فين المروءة تنشد فقال في قوله تعالى ومن ومن الزم ادب النفس للطالب تحليه بالمروءة وما يحمل عليها وتنكب خوارمها التي تخل بها. كحلق لحية كثرة الالتفات في الطريق او مد رجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية او صحبة الاراذل والفساق والمجان والبطارين او النصارى وقعت الاحداث والصغار ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو صيانة العلم عما اي حفظ العلم عما يقبح حفظ العلم عما يقبح مما يخالف اي يباينها ويفارقها. مما يخالف الموظوءة اي يباينها ويخالفها اي يشقها فاصل الخرم الشق. فاصل الخرم الشق وعلله بقول الشافعي من لم يصن العلم لم يصنه العلم. فالداعي الى صيانتك علم هو ان يكون العلم صائنا لك اي حافظا لك. فان لم تحفظ العلم وترعاه فان العلم لا يحفظك قال ومن اخل بالمروءة وقع فيما يشين بالوقوع فيما يشين. فقد استخف بالعلم اي لم يبالي به فلم يعظمه ووقع في البطالة اي في حال الفساد والمجانة. فتفضي به الحال الى اسم العلم عنه اي بان يمحى اسم العلم عنه. قال وهب ابن منبه رحمه الله لا يكون البطال من الحكماء اي لا يكون الماجن الفاسد المتباعد عن اخلاق العلم من الحكماء اي من اهل الحكمة ثم ذكر جماع المروءة اي الاصل الجامع لها. وهو استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه. ذكره ابن تيمية الجد وحفيده ابو العباس احمد رحمهما الله فمدار المروءة على امرين فمدار المروءة على امرين احدهما استعمال العبد ما يجمله ويزنه اي ما يكون به جميلا زينا اي ما يكون به جميلا زينا. والاخر تباعده عما يدنسه اي ما يلطخه بالقبائح ويشينه. اي تباعده عما نجسه من القبائح ويشينه. فاذا علا العبد فاذا عني العبد بهذين الامرين اصاب المروءة واصلها في القرآن هو قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. كما المصنف عن سفيان ابن عيينة وفيه قوله بعد ذكر هذه الاية ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق ثم قال ومن الزم ادب النفس للطالب تحليه بالمروءة. اي بان يتخلق بها. وما عليها اي ما يبلغه اياها وتنكبه اي اعراضه وتباعده. خوارمها اي خوارم المروءة وهي الامور التي تقدح في المروءة. واصل الخرم كما تقدم من الشر فسميت هذه الامور خوارم المروءة لانها تشقها وتمحو اسمها عن العبد. قال التي تخل بها كحلق لحيته او كثرة الالتفات في الطريق. فان المرء اذا سلك طريقا مراده منه الوصول الى شيء فلا ينبغي له ان يشتغل بالالتفات اصلا وانما يلتفت على قدر الحاجة فاذا والتفاته في الطريق فان هذا من خوارم المروءة. ومن جملة ما يتصل بالالتفات في الطريق الالتفات على السيارات الواقفة عند اشارة المرور. فان هذا مما يخالف المروءة. فليس من المروءة ان المرء بعينيه الى تلك السيارة ثم ينقلب الى تلك السيارة. بل ينبغي ان يحبس نظره على ما من الطريق والاشارة. واما التطلع ها هنا وها هنا فانه من خوارم المروءة. وكان مما اعتاد الناس هنا الامتناع عنه فلم يكن فيما مضى من خلق الناس ان يتطلعوا الى السيارات الواقفة عند الاشارة حتى بلي الناس خلل المروءة والديني معا فصار الناس لا يبالون بحفظ ابصارهم في اطلاقها الى الواقفين عند الاشارات. قال او بدل رجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية. فان الاصل في من جلس مع الناس ان يلزم قصة الادب وليس من جلست الادب في عرف الناس ان يمد رجليه الا ان يكون محتاجا لتعب او ان يكون مضطرا لمرض فهذا جرت عادة الناس للمسامحة فيه. واذا كان هذا مستقبحا في مجامع الناس فانه اولى ان يكون مستقبحا في مجالس العلم والدين لانها اعلن مجالس الخلق فليست مجالس الملوك هي اعلى مجالس الخلق. بل اعلى مجالس الخلق هي المجالس التي تخلف مجالس النبوة. والتي خلفت مجالس النبوة هي مجالس العلم فمن الادب فيها ان لا يمد رجليه الا ان يكون محتاجا او مريظا قال او صحبة والفساق والمجان والبطالين. فان هؤلاء لا يصلحوا لا يصلحون للصحبة او مصارعة الاحداث الصغار فان المرأة انما يعامل في هذه الحال وما شابهها يعامل في هذه الحال وما شابهها من كان في سن واما من كان يقصر عنه بمدة كحدث صغير فانه لا يداخله في مثل هذا. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله لما اقل الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له. اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب. لتعين هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. والزمالة في العلم سلمت من الغوين نافعة في الوصول الى المقصودة. ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه فان للقليل في اليه اثره. رواه ابو داوود والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين الخليل فلينظر احدكم من قال قال الرغي الأصفاني رحمه الله ليس اعداء الجليس لجليسه نظري اليه وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا المنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة الفضيلة فانك تعرف به. وقال ابن ما لك رحمه الله في ارشاد الطلاب وهو يوصي طالب العلم. ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو انتخاب الصحبة الصالحة له والمراد بالانتخاب الاختيار. فيختار المتعلم صحبة صالحة له. فان هذا من تعظيم العلم وليس من تعظيم العلم ان يصحب المرء فيه اهل البطالة والمجانة هو الفساد فان هؤلاء يقطعونه عنهم. ونفوس الخلق مفطورة على اتخاذ من يعاشره ويصحبهم. قال تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. فهذه الاية اصل في الانسان مدنيا بالطبع اي مفتقرا الى من يكون قرينا معاشرا له من الخلق قال اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من من الطلاب لتعينه هذه المعاشرة على تحصيل العلم والاجتهاد في طلبه. فالمقصود من اتخاذ العشير المقارن هو اعانته على تحصيل العلم وحمله على الاجتهاد فيه. ثم قال والزمالة في علمي ان سلمت من الغبائل اي من العوائد المفسدة اي من العوادي المفسدة اي الامور التي تعدي على تلك الصحبة فتفسدها. نافعة في الوصول الى المقصود. فالمرء عادة يفتقروا الى صاحبه والمشتغل بالفظائل ومنها العلم يفتقر اكثر فاكثر الى صاحب لمشقة تلك الفضائل فان الفضائل ثقيلة على النفس ومما يهونها عليها اتخاذ الاصحاب في طلبها قال ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب صحبة صالحة تعينه فان للخليل في لخليله اثرا. روى ابو داوود والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالف اي يكون المرء في دينه حسنا وسوءا بحسب حال من يصحبه غير من الاخلاء ما يعينه على صلاح دينه وحفظه. قال الراغب الاصفهاني ليس اعداء الجليس لجليسه بمقاله وفعله فقط بل بالنظر اليه. اي لا يقتصر اثر الجليس مع جليسه بان منه قولا او يرى منه في علاج فان هذا مما يعمل في النفس عمله. بل يتجاوز ذلك حتى يكون تأثره بالنظر اليه. ولذلك من صحب العلماء وجعل لنظر حظا فيهم انتفع بهذا النظر. وكذلك اذا صحب من لا تحسن صحبته فان ان نظره اليه يفسده. وفي اخباره الامام احمد انه كان يحضر مجلسه خمسة الاف. لا يكتبون شيئا وانما ينظرون الى ادبه وهديه. فكانوا ينتفعون بالنظر الى ما كان عليه من الادب الهدي فيعمل ذلك في نفوسهم. واذا كان هذا مع خليل محمود السيرة انتفع واذا كان مع قليل لا تحمد سيرته فلا تظن انك تتحفظ من قوله وفعله فقط بل ينبغي ان تتحفظ حتى من النظر اليه ولذلك فان صحبته لا تصلح لان ضررها عليك وخيم. ثم قال وانما يختار للصحبة من يعاش للفضيل لا للمنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاث الفضيلة والمنفعة واللذة. فان الاصحاب او الاصدقاء ثلاثة انواع. احدهم صديق فضيلة وثانيهم صديق منفعة. وثالثهم صديق لذة ذكره شيخ شيوخنا محمد الخضر ابن الحسين رحمه الله في رسائل الاصلاح فالصداقة تنعقد بين الناس تارة للمشاركة في فضيلة يطلبونها. ومنكم من يعرف انه صار صديقا لاخر لاجتماعهما في مجلس علم فلا شئت بينهما صداقة بالاجتماع على فضيلة وهي طلب العلم. وتارة تنشأ تلك الصداقة من منفعة يرجوها احدهما في الاخر. فهو يصادقه ويصحبه لاجل منفعة تصل اليه يكون ذا مال فينتفع بما ينفقه من المال عليه في اجتماعهما وسفرهما ونحو ذلك. وتارة عقد الصداقة لاجل لذة فهو يجعل فلانا صديقا له لاجل ما يصل من اللذة الى نفسه اذا اجتمع به كان يكون من دعابة ولطف فيصاحبه لاجل ما يجد من طيب النفس وانشراحها وتمتيعها بما يسمع من الفكاهة منه. وهذه الانواع الثلاثة لا يبقى منها الا صداقة فضيلة لان صداقة المنفعة واللذة تنقطعان بانقطاع موجبهما فالذي عقد الصداقة لاجل منفعة كغناك فانه اذا ذهبت تلك المنفعة تركه فلو قدر انك استقرت بعد غنى اعرض عنك وكذلك من عقد معك الصداقة لاجل لذة فقدها فانه لا يبقي تلك الصداقة التي بينك وبينه ولا تبقى من الصداقة قوية العقد الا الصداقة التي تعقد على الفضيلة قال فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به اي تخير من تصادقه لاجل الفضيلة فانك تعرف به اي بالنسبة اليه لانك اجتمعت معه لاجل فضيلة تطلبانها. ثم ختم من وصايا العلامة محمد ابن مانع في ارشاد الطلاب وهو كتاب نافع كما ذكرت لكم. مما فيه قوله ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فجميع هؤلاء الموصوفين في كلامهم مما يحذر ملتمس العلم من مخالطتهم. قال فان مخالطتهم سبب الحماة وشقاوة الانسان. اي اذا خالط المتعلم هؤلاء الناس فانه يحرم الخير الذي يرومه ويشقى بسببهم. وفي اخبار سفيان ابن عيينة انه كان يقول اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لاجل جليسه. اني لاحرم الرجل الحديث الغريب لاجل جليسه. اي لامنع الرجل حديثا يفيده لاجل جليس يجالسه. في الاطلاع سفيان على حاله بخبر عنه او كونه وفد معه فانه يمنعه لاجل نظره الى ذلك الجليس الذي يصحبه فمثله لا يصلح ان يكون محلا للعلم. نعم. احسن الله اليكم. قلت وفقكم الله في تحفظ العلم والمذاكرة فهؤلاء تحقق في ابن طالب العلم تعظيمه بكمال الالتفات اليه والاشتغال به. فحفظ خلوة بالنفس والمذاكرة جلوس الى القليل والسؤال اقبال على العالم ولم يزر العلماء على الحفظ ويأمرون به سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول بما حفظ اكثر من انتفاعنا بما قرنه. وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس ويبقى تعلقه بها والمراد بالمذاكرة وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو ايسر العلوم روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب قال ابن عبد البري رحمه الله في كتابه الثمين عند هذا الحديث واذا كان القرآن ميسر للذكر كالابل المعقلة من تعاهدها فكيف بسائر العلو؟ وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه فحسن المسألة نصف العلم. والسؤالات المصنفة كما سائر احمد وهذه قوته ويدفعها فته فحفظ غرس العلم والمذاكرة سقي والسؤال عنه تنميته ذكر المصنف وفقه الله عقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو بذل الجهد لضم الجيم وفتحها فيقال الجهد والجهل والمراد به الوسع والطاقة. والمراد به الوسع والطاقة. فيبذل جهده في ثلاثة ميادين. فيبذل جهده في ثلاثة ميادين. احدها تحفظ العلم اي حفظه احدها تحفظ العلم اي طلب حفظه. وثانيها المذاكرة به. اي مع الاقرار اي مدارسته مع الاقران. فاصل المذاكرة مفاعلة الذكر مفاعلة بالذكر بين اثنين فاكثر. فاصل المذاكرة مفاعلة بين اثنين بالذكر بين اثنين فاكثر بالذكر فيجتمع اثنان او اكثرا ويذكر كل واحد منهما شيئا من العلم ثم يذكر له الاخر شيئا من العلم. وثالثها السؤال عنه اي الاستفهام عما تغمض منه اي الاستفهام عما يغضب منه. ثم قال اذ تلقيه عن لا ينفع بلا حفظ ومذاكرة به وسؤال عنه. فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه بكمال الالتفات اليه ولاشتغال به. فالحفظ خلوة للنفس والمذاكرة جلوس الى القرين. والسؤال اقبال على العالم فالانتفاع ملتمس العلم باخذ العلم عن الشيوخ لا يكمل الا برعاية الحق في هذه الميادين الثلاثة. فيكون له حظ من الخلوة بنفسه تحفظا للعلم ويكون له حظ من الجلوس الى قرين يذاكره العلم الذي اخذه عن شيخه ويكون له حظ الى الاقبال على اهل العلم بسؤالهم. ثم ذكر شيئا يتعلق بهذه الميادين الثلاث. فقال فيما بالعلم بالحفظ ولم يزل العلماء الاعلام يحضون اي يحثون على الحفظ ويأمرون به. سمعت شيخنا عثيمين رحمه الله يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتفاعنا بما قرأناه لان رسوخ المحفوظ في القلب اقوى من رسوخ المقروء. لان رسوخ المحفوظ في القلب اقوى من رسوخ المقروء. فيستدعى منه العلم. فيستدعى منه العلم. فالعلم الذي يحضر في النفس مما اصله الحفظ اقوى من العلم الذي يحضر في النفس مما اصله القراءة فانك تنال العلم تارة بحفظه وتناله تارة بقراءته ولكل منهما مقامه الصالح له. والعلم الذي تحفظه هو حضورا في النفس واسرع استحضارا من العلم الذي ادركته بالقراءة فقط. ثم ذكر ما يتصل فقال وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس. اي يبقى العلم حيا في نفسك حاضرا مشهودا ويقوى تعلقه بها اي يقوى تعلق العلم بالنفس. والمراد بالمذاكرة مدارسة الاطراف وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو ايسر العلوم. ففي حديث ابن عمر انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة اي المقيدة. ان عاهد عليها امسكها. اي اذا داوم النظر الى استحكام القيد وبقائه بقيت مقيدة وان اطلقها لم يبالي في ضبط هذا القيد ذهبت اي انطلقت في المراعي قال ابن عبد البر رحمه الله في كتاب التمهيد واذا كان القرآن الميسر للذكر كالابل المعقلة من تعاهدها امسكها فكيف بسائر العلو؟ واكمل المعاهدة عرض القرآن على اخر وهو الذي كان في هديه صلى الله عليه وسلم من مدارسة جبريل عليه الصلاة والسلام. فاكمل حفظ العلم وتعاهده يكون بمذاكرته مع قرين يشاركك العلم. ثم ذكر ما يتصل بالسؤال فقال وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه لان العلم خزائن ومفتاحها السؤال كما قال بعض السلف العلم خزائن السؤال قال فحسن المسألة نصف العلم والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال. لما فيها من عظيم العلم. فانك تجد في الكتب المصنفة باسم السؤالات او باسم الفتاوى كثيرا من العلم لا تجده في تقرير تلك المسائل في كتب ذلك العلم بالسؤالات عظيم جدا. وينبغي ان يحرص طالب العلم على ان يكون معه كناش للسؤالات. فكم من سؤال يرد عليك ثم تنوي ان تسأل عنه شيخا ثم تغفل فيذهب عنك السؤال. ولو انك سألت هذا السؤال لكان فيه نفع عظيم لك وربما كان فيه نفع عظيم لامة من الخلق. فربما لم يمر ذكر وهذه المسألة من قبل في ديوان جامع ولا درس فيكون ذكرك هذا السؤال لمن قدح في نفسك افعل لك ثم اذا قيدت ذلك السؤال انتفعت به انتفاعا كبيرا. كسؤال سألني احدهم وتعرفون به شدة منفعة السؤال النافع لا للمتعلم فقط. بل للمعلم ايهما افضل؟ ان يأتي العبد باذكار الصباح والمساء. في المسجد ام في البيت؟ ايهما افضل ان يأتي العبد باذكار الصباح والمساء في المسجد ام في البيت؟ ابحثوا عن هذه المسألة واسأل عنها فالذين يسألون سيجدون نفعا في سؤال العلماء والذين يبحثون سيجدون ان وجدوا شيئا في والدرس القادم الذي يأتي بجواب يكتبه في ورقة ويضعوه هنا فمثلا لو قدر احدكم سأل الشيخ صالح الفوزان الشيخ عبد الرحمن البراك واجاب على هذا السؤال يأتي به فنستفيد. او الذي يجد شيئا من شيئا في الكتب من جواب هذا السؤال يفيدنا هذا السؤال السنا نحتاج الى جوابه كل يوم ام لا نحتاج؟ نحتاج ولا ما نحتاج؟ كل يوم نذكر الصباح والمساء لكن ايهما افضل؟ انظر الى عظمة هذا السؤال. وشدة الحاجة اليه. وانك ربما لا تجده في كتاب ولم يسبق قد سمعت احدا اجاب عنه. فسؤالك عنه منفعة لنا وللمسلمين فينبغي دائما طالب العلم ان يقيد السؤالات تعرض له حتى ينتفع هو وينفع المسلمين بها. ثم قال وهذه المعاني الثلاثة للعلم بمنزلة الغرس الشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته. فالشجر مغرس اولا ثم يسقى ثانيا ثم ينمى ثالثا قال فالحفظ غرس العلم. اذا حفظت فكأنما تغرس العلم في نفسك. فمثلا الذي يأتي ويحفظ ثلاثة الاصول. كانما يغرس هذه المعارك في قلبه. قال والمذاكرة سقيه اي مدارستك العلم مع قرين لك بمنزلة سقيك للعلم الذي صار في قلبك. قال والسؤال عنه تنميته اي زيادته وتكفيره فهذا السؤال الذي ذكرته لكم مثلا فيه زيادة للعلم وتنمية له في السائل سمع دروس في شرح اذكار الصباح والمساء وبيان جملة من مسائلها فكان مما يحتاج اليه هذه المسألة فهو لم علمه فقط هو لما علم معلمه ولما الان علومكم. وايضا نمى علوم من سيلقى عليهم السؤال فيمضون في في جوابهم وليس منتهى هذه التنمية في العلم فقط بل التنمية في العمل وهي اعظم فانه سيعرف ما هو جواب هذا السؤال ثم يعمل نعم. احسن الله اليكم. قلتم وفقكم الله. المعقد الرابع عشر اكرام واهل العلم ان فضل العلماء عظيم ومنصب منصب جليل لانهم اباء الروح فالشيخ ومن الفوائد ان علم علماء نجد في السؤالات هذي قاعدة عند اهل نجد لماذا؟ لان الشيخ المعلم عندهم يبين للطالب بقدر ما ينفعه. فاذا سئل السؤال وجدت فيه فائدة لا تجدها في الكتب. يعني استمعوا اذهبوا استمعوا الى شرح الواسطية للشيخ ابن باز رحمه الله. في شريطين تسمعه تجد تعليقات قليلة. تعليقات قليلة هي علم لكن الاعظم هي السؤالات. تجد الشيخ يسأل سؤال ثم يجيب عنه يبقى الانسان يبحث مدة طويلة حتى ينتهي الى جواب الشيخ. مثلا في العقيدة الواسطية رحمه الله هل اسم الصبور من اسماء الله؟ فقال لا انظر الان هذه الفائدة هذه فائدة تذهب وتبحث في الكتب وتجد فيها كلام وخلافه الصحيح مما ذكره الشيخ قال لا فالسؤالات خاصة وخاصة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ومن كان على طريقة علماء نجد من تقليل الكلام في البيان للمبتدئين وعموم الناس تجد ان الفائدة الاكبر في اجوبتهم. فهم يسألون اسئلة ثم يجيبون عنه. كذلك في السؤالات التي يسألها بعض الحاذقين للشيخ محمد ابن عثيمين تجد ان كثيرا من هذه الفوائد التي لا تجدها في شروحه تجدها في سؤالات ولذلك من الخطأ الواقع الان ان يتبع شرح شيخ القاه تسجيلا ثم تترك السؤالان. ففي السؤالات حل جملة من الاشكالات التي تقع في في الكلام. فلا طالب العلم بان يقرأ شرح للشيخ فلان مما اخذ من الاشرطة ثم لا يسمع للاسئلة. بل لا بد ان يسمع السؤالات حتى تنتفي عنه بعض الاشكالات التي تمر به في اثناء ذلك الشرح او يستفيد فوائد لا يجدها في الشرح. نعم. احسن الله اليكم المعقد الرابع عشر اكرام والعلم وتوقير منا فضل العلماء عظيم ومنصب منصب جليل لانه اباء الروح بروحك ما نن واذاب للجسد فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب. قال شعبة ابن الحجاج رحمه الله كل من سمعت منه حديثا فانا له واستنبط هذا المال من القرآن محمد وعليم الالوفوي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه فوائده فهو له عبد قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع بن نور ولم يكن مملوكا له وانما كان متملا له متبعا جعله الله فتاه لذلك. وقد امر شر برعاية حق العلماء اكراما له وتوقيرا واعزازا. فروى احمد في المسند عن ابي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرا او ارحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقا رحمه الله الاجماع على توقير العلماء فمن الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل التواضع واذا حدث عنه عظمه من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه. وليشكر تعليمه ويدعو له وليظهر الاستغناء عنه. وليؤذيه بقول او فعل تنبيه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ومما تناسب الاشارة اليه هنا باختصار وجد باختصار وجيز معرفة الواجب بازاء زلة العالم وهو ستة امور. الاول التثبت في صدور الزنة منه. والثاني التثبت في كونها خطأ. وهذه وظيفة علماء الراسخين فيسألون عنها والثالث ترك اتباعه فيها. والرابع التماس العذر لو بتأويل سائغ. والخامس بذل النصح له بلطف والسادس حفظ جنابه فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. ومما يحذر منه مما يتصل بتفصيل العلماء صورته التوقير وماله الاهانة والتحقيق. قليل كالازدحام على العالم والتضييق عليه والجاه الى ذكر المصنف ووفقه الله معقلا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو اكرام اهل العلم وتوقيرهم اي اجلال لان فضل العلماء عظيم ومنصبهم جليل فهم مستحقون للاكرام والاجلال وله من الابوة ابوة الروح كما قال لانهم اباء الروح. فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب جسد فالابوة التي تحيط بالعبد نوعان فالابوة التي تحيط بالعبد نوعان احدهما ابوة جسدية ابوة جسدية هي لوالده هي لوالده والاخر ابوة روحية هي معلمه وشيخه ابوة روحية هي لمعلمه وشيخه. فالمعلم والمؤدب والشيخ اب للروح. كما ان الوالد اب للجسد. ذكره ابن تيمية الحفيد ثم قال فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب. اي لما لهم من الابوة الروحية. قال شعبة ابن الحجاج كل من سمعت منه حديثا فانا له عبد. اي انا له مملوك. فانه قد ملكني بما له عليا من منة التعليم اي انا له مملوك فانه قد ملكني بما له من منة التعليم. ثم ذكر هذا المعنى من القرآن الذي ذكره محمد ابن علي الادفوي. فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد الفوائد فهو له عبد قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نون ولم يكن مملوكا له وانما كان له متابعا له فجعله الله فتاه بذلك. اي عد يوشع وهو احد الانبياء عليه الصلاة والسلام بمنزلة الفتى لموسى عليه الصلاة والسلام مع كونه غير رقيق له لما عليه من منة الهداية والارشاد والتعليم. فكذلك المعلمون لاجل هذه المنة يكون يكون هنا عندهم بهذه المنزلة. قال وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعزازا. وذكر حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ويعرف لعالمنا حقه فالعالم له حق يجب عليه على العبد ان يعرفه ونقل ابن حزم الاجماع على توقير العلماء واكرامهم. قال فمن الادب اللازم للشيخ على علم مما يدخل تحت هذا الاصل التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه ومراعية ادب الحديث معه واذا حدث عنه عظمه اي اذا ذكر شيئا من العلم ينقله عنه فانه يعظمه بشرط هو المذكور في قوله من غير غلو بل ينزله منزلته لئلا يشينه من حيث اراد ان يمدحه اي لا يرفعه فوق رتبة ليست له تكون عند العقلاء العارفين دون رتبته التي هو عليه. فيكون ذلك مذمة له من حيث اراد ان يرفعه. قال وليشكر تعليمه ويدعو له ولا يظهر الاستغناء عنه اي لا يظهر انه مستغني عن ارشاده وتعليمه. ثم حذر من اذيته بقول او فعل وليتلقف في تنبيهه على خطأه اذ وقع اذا وقعت منه زلة. فان الناس موضع الخطأ والنسيان فقد خلق الله عز وجل ولهم حظ من الزلة والخطيئة. معلما ومتعلما. فمتى بدر من المعلم خطأ وظهرت منه زلة تلطف في تنبيهه على خطأه اي سلك معه اللطف فيتحرى واحسن انواع اللطف معه. حتى يصيب منه مراده برجوعه عن خطأه التي وشكره متعلما المتعلمة على حسن تنبيهه على خطأه. ثم ذكر مما يناسب المقام الاشارة الى ما ينبغي ازاء زلة العالم. اي خطأه وهو ستة امور. الاول التثبت في صدور الزلة منه اي التحقق على وجه الثبت ان هذه الزلة وقعت منه فقد ينسب الى احد شيء لا يكون صادرا عنه من قول او فعل. والثاني التثبت في كونها خطأ. اي اذا تحقق ان ما ذكر صدر عنه فانه ينبغي ان يتثبت في انه خطأ فان الامر كما قال الاول وكم من عائب صحيحا وافته من الفهم السقيم. فكم من انسان يرى ان قولا او فعلا هو من جملة الخطأ لقلة علمه قال وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها لان زلة العالم من جنس المتشابه الذي يخفى لان زلة العالم من جنس المتشابه الذي يخفى فلا يترشح للعلم بها الا يا من رسخت قدمه في العلم ذكره الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم فاذا وقع لي المتعلم ان شيئا تثبت من صدوره عن احد العلماء زله انه يكون وجب عليه ان يعرف خطأه بعرضه على عالم اخر. ليبين له ان هذا القول خطأ ام له وجه معتد به قال والثالث ترك اتباعه فيها اي ترك اتباعه في زلته فلا يقتدى به فاذا تحقق زلل عالم في مسألة ما فليس من العذر لغيره ان يقال قد قال به فلان. مع كون العلماء قد بينوا ان ذلك القول خطأ ثم قال والرابع التماس العذر له بتأويل سائغ اي عذر له بحمل كلامه على وجه محتمل مرعي في العلم. قال والخامس بذل النصح له بلطف وسر لا بعنف وتشهير. لان المقصود رده عن الخطأ والزلل. واذا قوبل بالتشنيع والتشهير فانه ربما حملته الانفة عن عدم على عدم قبول تصويب المصوبين. قال حفظ جنابه فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. اي حفظ قدره. فلا يذهب قدره من قلوب المسلمين بان يعاب ويزرى عليه ولا يبالى بمنصبه فتضعف حشمته وقدره في قلوبهم ثم ختم بقوله ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقيق. فمن الناس من يسلك سبيلا يظن انها من جنس التوقير. وهي مما الى الاهانة والتحقيقات كالازدحام على العالم والتضييق عليه اي بان يصير مكانه ضيقا واذ جاءه الى السبل بان يضيق عليه طريق او مكان فان المجتمعين عليه انما ارادوا اعزازه واجلاله لكنهم جروا على شيء لا ينبغي في علومه لان مآل مآل ذلك هو التضييق عليه والجاءه الى اعلى في سبيل مما يخالف الاكرام. والاصل ان سبيل الاكرام هو سلوك الجادة الشرعية. فلا ينبغي لك ان تعدل عن الجادة الشرعية الى غيرها فان هذا خلاف التوقير. ومما كان يفعله بعض للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله وغيره وكان هو ينكره عليه انهم يقبلون عليه فيقبلون رأسه بلا مصافحة فكان ينهى عن ذلك ويقول انكم تتركون سنة المصافحة التي فيها الاجر العظيم وتكتفون بتقبيل الرأس لكن الانسان يسلم ويصابح ثم اذا شاء قبل واذا شاء لم يقبل. فانظر الى فقهه الله في الدلالة على سبيل التوقير مما يظن بعض الناس انه هو من وجوهه فيتركون سنة مأمورة بها ويعملون عملا لم يؤمروا به. نعم. احسن الله اليكم. قلتم وفقكم الله المعقل الخامس عشر مشكله الى اهله فالمعظم لعلمه يعول على لحل مشكلاته ولا يعرض نفسه لما لا تطيق خوفا من القول على الله بلا علم وافتراء على الدين. فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف سوق السلطان فان العلماء بعلم تكلموا ببصر ان سكتوا فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم. وان سكتوا عنه فليسع كما وسعوا. ومن شرط مشكلات الفتن الواقعة والنوافل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن. والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم الفازعة الى العلماء ولزم قولهم وان استمع اليه شيء من قول احسن الظن به فطرح قوله واذا اختلفت واذا اختلفت اقوالهم لزم قبل جمهورهم فالسلامة لا يعدلها شيء. وما احسن قول ابن عاصم في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفم تحسيننا الظن باهل العلم. ومن جملة مشكلة رد زلات العلماء والمقالات الباطلة للعلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو رد مشكله اي مشكل العلم الى اهله العارفين به. فالمعظم للعلم يعول على اربابه الاكابر بحل مشكلاته. واشار الى هؤلاء الاكابر بقوله يعول على والجهابذة من اهله. والدهاكنة جمع دهقان. وهو قوي التصرف في حدة والدهاقنة جمع دهقان وهو قوي التصرف في حدة مثلثة فيقال دهقان ودهقان ودهقان. والمراد بالتكليف عند علماء اللغة حركات الثلاث الكسر والفتح والضم. وقوله والجهامدة جمع جهبذ. بكسر الجيم وتفتح ايضا جه بكسر الجيم وتفتح ايضا. وهو النقاد الخبير ببوافر الامور. وهو افقاد الخبير ببواطن الامور. فالمشكلات من العلم تعرض على الموصوفين في هذه الاوصاف من قوة التصرف في العلم والخبرة الكاملة به. قال ولا يعرض نفسه لما لا لا تطيق اي لا يدخل نفسه بالكلام في المشكلات خوفا من القول على الله بلا علم والافتراء على الدين فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف صوت السلطان. فان العلماء بعلم بعلم تكلموا بصر نافذ سكتوا. فكلامهم الذي يبدر منهم هو كلام بعلم. وسكوتهم هو سكوت عن بصر نافذ اي عقل كامل. فان من بيان الحق ما يكون تارة بالكلام ومن بيان بحق ما يكون تارة بالسكوت. فالكلام بيان والسكوت بيان. وكل صالح في مقامه المناسب له. قال فان تكلموا في مشكل فتكلم بكلامهم. وان سكتوا عنه فليسعك ما وسعهم. اي اذا وقع امر من الامور المشكلة فتكلم فيه العلماء فتكلم فيه بكلامهم ودع ما تزينه زكى نفسك وان سكتوا عنه فليسعك ما وسعه. فان سكتوا فاسكت كما سكتوا. ثم قال ومن اشق المشكلات الفتن واقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن. فهذا الفتن التي تقع في الناس والنوازل التي تحدث بينهم مما لم يكن من قبل هي من اشق المشكلات التي ينبغي ان ترعى فيها ما تقدم. فتنظر الى العلماء فان تكلموا فتكلم بكلامه. وان فاسكت كما سكتوا. قال والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ولزم قوله وان اشتبه عليه شيء من قولهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم اي اذا سمع منهم كلاما لزمه وان وقعت شبهة له ازاء كلامهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم اي ترك قوله واخذ بقولهم وعلله بقوله فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها. اي لهم من الخبرة والتجربة ما ليس لك وليس المراد بتلك الخبرة شيئا يكون بالسن فقط. بل شيئا يكون بما يقع لهم من الاتصال بولي الامر فليس الشأن ان تجد ابن سبعين وابن سبعين يتكلمان في المسألة. بل الشأن ان يكون كل من المتكلمين له علم ثم ربما فضل احدهما على الاخر بان تكون له دراية بحقائق النوافل الحادثة لاتصاله بولي الامر. فمثلا لاعضاء هيئة كبار العلماء عامة واللجنة خاصة ومفتي البلاد خاصة خاصة خاصة من العلم بالوقائع والاحوال ما ليس لغيرهم من العلماء وان شاركوهم باسم العلم فيكون لهؤلاء من البصيرة في تلك النوازل والحوادث ما لا يكون لغيرهم ولو قدر انه اعلم منهم او اكبر منهم في السن. قال واذا اختلفت اقواله لزم قول جمهورهم وسوادهم اي اكثرهم. ايثارا السلامة اي عند الله سبحانه وتعالى. فالسلامة لا يعدلها شيء. فان العبد انما يطلب العلم ليسلم من المطالبة بالامر والنهي. فاذا عرظت هذه الحال فلزم الجادة فيها اصاب السلامة الله سبحانه وتعالى وليس المراد ان يسلم من كلام الناس فيه. فانه من ظن انه يسلم من كلام الناس فيه فهو مجنون كما قال الشافعي رحمه الله تعالى. لكن الشأن ان تسلم عند الله سبحانه وتعالى. فالناس يمدحون كتاره ويقدحون فيك تارة اخرى ويذكرونك بخير تارة ويذكرونك بشر تارة اخرى والعاقل لا يرعى هذا في الناس فهذه حالهم التي جعلهم الله عز وجل عليها. لكن يرعى حق الله عز وجل في كلامه فهو يتكلم مع ملاحظة حق الله عز وجل. احب الناس ام كلهم مدحوا ام قدحوا. ثم قال وما احسن قول ابن عاصم في ملتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم تحسيننا الظن باهل العلم. ثم قال ومن جملة المشكلات رد زلات والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون بينه الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع والحكم لان الزلات الصادرة من العلماء والبدع الواقعة في الناس من جنس المشتبه متشابه ولا يتمكن من بيان الحق فيه من رد الزلة وابطال البدعة الا العالم الراسخ نص الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. وطالب العلم وظيفته تبليغ اقوال العلماء في الزلات والبدع لان مبادرته الى رد شيء مع عدم رسوخ قدمه ربما اوقعه في الباطن فربما ما اراد رد بدعة فوقع في بدعة اخرى. وربما اراد رد زلة فوقع في زلة اخرى. ومن يعرف احوال الناس على التفصيل يرى هذا فيهم جليا. فكم من انسان يقوم لنصرة السنة؟ وهو لم تكتمل الته في نسوخ بالقدر بالرد على بدعة او ايضاح الزلة فيقع فيما يقابل ذلك من الزلات والبدع اما العالم الراسخ فانه اذا تكلم في رد بدعة ردها بالحق وتحفظ من الوقوع في بدعة اخرى وكذا اذا بين زلة بينها على وجه الحق. فلم يقع في زلة اخرى. نعم ثم قال فالجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها. الجادة السالبة من كل ما يفسدها اذا وقعت هذه المشكلات ان تعرضها على العلماء الراسخين. ثم اذا عرضتها عليهم ان تستمسك قولهم فيها في تلك المسألة فمن الناس من يعرض عن هذه الجادة باعراضه عن سؤال العلماء فمثلا اذا وقع واقعة من الحوادث. لا يذهب لسؤال العلماء. فتجده يسأل خطيب مسجدهم لانه بليغ او يسأل رجلا متكلما لانه له براءة في الكلام والبلاغة او يسأل شاعرا متحمسا ولا يسأل العلماء وتارة اخرى تجد منهم من يسأل العلماء فاذا ارشدوه الى ما ينفعه اعرض عنهم وطلب غيرهم فممكن الان واحد منكم مثلا يذهب الى احد العلماء في الافتاء او غيره فيسأله ما رأيك في التدخل الروسي في سوريا؟ فيقول له يا ولدي اشتغل بما ينفعك. فلا يعجبه هذا الكلام. ويذهب ويطلب غيره. يقول ما وجدت عندهم جواب. وهذا الذي قاله لك ما هو؟ اليس جوابه؟ قال اشتغل بما ينفعك. انت عليك وظائف من العبودية وهذه الامور قد جاء البيان في القرآن فيها فقال تعالى واذا جاءهم امر من من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى من؟ اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فهذا الوظيفة ترد الى من بيده الامر من ولاية الحكم والسلطان وولاية العلم والفتية. والذي ليس له شيء الامر لا ترد اليه والمتولي للامر يعرف الطريق النافع في تدبيره. فاشتغل انت بما ينفعك ودع غيرك متوليا لما سيسأله الله سبحانه وتعالى عنه. واجتهد انت فيما ينفعك لتنفع الناس فيما اذا احتيج اليك ولا تجد احدا يقفز هذه القفزات ويورد نفسه على ما ليس لها الا سقط على ام رأسه فقد رأينا في سالف الايام من اجابه العلماء بمثل هذه الاجوبة فظاق صدره بها وانتهى الامر الى تكفير الناس في هذا البلد علماء وامراء والخروج عليهم بالسلاح. كان سؤاله للمشايخ هكذا وكان جوابهم هكذا لكنه لم يستوصف وابى حتى انتهى امره الى تكفير الناس في هذا البلد بدأ شيئا فشيئا بتكفير الحكومة ثم بعد ذلك بتكفير الجنود الذين يعملون عندها ثم بتكفير العلماء لانهم ساكتون عن بيان الحق ثم بتكفير سائر الناس. لانهم ساكتون عن الكفر بالطاغوت ولا يكفرون بالطاغوت فلا يكفل بالطاغوت عنده الا فلان وفلان وفلان هؤلاء هم الكافرون بالطاغوت. وباقي الناس هم كفار عنده. فانتهى الامر الى ان خرج ثم قتل وكان مبتدأ امره انه سأل هذه السؤالات فقيل له اشتغل بما ينفعك لكنه لم يشتغل بما ينفعه والمرء ينبغي ان يعظ نفسه بغيره فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ الناس به هو الذي يقع فريسة لهذه الاهواء في ابواب العلم او ابواب العمل او ابواب الدعوة او ابواب الجهاد او غيرها ثم يعرض فيها عن الحق الحقيق ويقع في الشرور التي تنتهي به الى سوء العاقبة والمآل. نعم اليكم قلت موافقكم الله المعقل السادس عشر توقيع مجالس العلم واجلال واوعيته فمجالس العلماء كمجالس كمجالس قال سهل ابن عبدالله رحمه الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء فيقول يا فلان اي شيء يقول في كذا وكذا فيقول ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول بهذا القول وليس هذا الا لنبينا جثة الادم ويصغي الى الشيخ ناظر اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة ولاضطرب لضجة يسمعها ولا يعبث ولا يستند بحضرة شيخه واذا عطس خفض صوته ستر فمه بعد ربه جهدا وينضم الى توقير مجالس العلم اجلال واوعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب فاللائق بطالب العلم صون الكتاب وحفظ واجلال واعتناء به فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائع ولا يجعله بوقا واذا وضع وضعه وعناية ذكر المصنف الله ناقدا اخر من معاقد تعظيم العلم وهو توقير مجالس اهل العلم واجلال اوعيته واوعية العلم ما يحفظ ويثبت فيها ما يحفظ ويثبت فيها. وعمادها الكتب وعمادها الكتب. ومن جنسها الاشرطة الصوتية. وما جرى مجراه. فان انها تسمى اوعية العلم. ثم ذكر ما يدعو الى توقير مجالس اهل العلم بقوله فمجالس العلماء كمجالس لانهم يقومون بالنيابة عنهم فيها. فان مجالس الانبياء كانت لبيان حكم الله. ومجالس علماء ليس فيها الا بيان حكم الله. وذكر فيها كلام سهل ابن عبد الله. قد تستر رحمه الله انه قال من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء. اي لانها تحاكيها فهي شبيهة بها بما فيها من بيان حكم الله عز وجل فيما يحتاج اليه الناس كالمذكور في كلامه. ثم قال فعلى طالب العلم ان لمجالس العلم حقها. فيجلس فيها جلسة الادب اي الجلسة المتأدبة فيها ويصغي الى الشيخ ناظرا اليه ان يقبل على الشيخ ملقيا نظره اليه فلا يلتفت عنه من غير ضرورة ولا يضطرب لضجة يسمعها. اي لا يتحرك لاجل صوت عال سمعه فانه جلس هنا لاجل العلم ولم يجلس لاجل ان يستمع الى مصادر الاصوات التي يسمعها هنا او هناك ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع واذا عطس خفظ صوته واذا تثائب ستر فمه بعد رده جهدا فان المذكورات انواع من فنون حفظ حق مجلس العلم. ثم قال وينضم الى توقير مجالس العلم اجلال اوعيته التي يحفظ فيها وعمادها الكتب فاللائق بطالب العلم صون كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به فلا يجعله يحشوه بودائعه او فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه. اي لا يجعله بمنزلة الصندوق الذي يحفظ فيه فتجده يضع هنا اوراقا كثيرة ثم بعد ذلك يضع بطاقات له ثم بعد ذلك يضع بطاقات اقلاما فكأنه انزل الكتاب منزلة الصندوق في حفظ الاشياء قال ولا يجعله بوقا اي لا يجعله بمنزلة البوق بان يرد بعضه على بعض بان يمسكه على هذه الصورة التي هي صورة البوق الذي ينفخ فيه او يمسكه القراءة كهذه السورة بان يجعله نصف بوق فاما ان يجعله هكذا او يجعل بعظه هكذا فان هذا من خلاف الادب مع الكتاب فان كتابا يحفظ ويرفع باليدين او احدهما ببسطه لا بطي بعظه. قال واذا وضعه وضعه بلطف وعناية فاذا وضع الكتاب على الارض او غيرها فانه يضعه بلطف وعناية. قال رمى اسحاق ابن راهويه بكتاب كان بيده اي اقبل ومعه كتاب. فرماه على الارض فقال فغضب الامام احمد قال اهكذا يفعل بكلام الابرار؟ يعني اهكذا يهون على الانسان ان يلقي بشدة كتاب فيه كلام الابرار؟ اي اهل والطاعة فكيف اذا كان فيه القرآن والسنة؟ هذا اعظم تجد بعض الاخوان يأتي بالعقيدة الواسطية او بكتاب التوحيد ثم بعد ذلك يرميه يلقيه على الارض بشدة. فاذا قيل يا اخي في ايات وفي احاديث قال يا اخي هذا تشدد هذا مو تشدد هذا الادب والحالة التي تفعلها انت حال ضياع هذا سوء ادب مع كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم كتب اهل العلم فالادب ان تجعله على الارض ان شئت بلطف وعناية وان كنت من ان تجعله بين يديك في مكان مرتفع هذا اكمل في نبض العلم وتوقيره واجداله. ثم قال ولا يتكئ على كتابه. او يضعه عند قدميه. واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله بيده فاذا كان يقرأ في الكتاب على الشيخ فانه يرفعه على الارض ويحمله بيده ويقرأ فيه على هذه الصفة وخلاف ذلك هو خلاف الادب. ومن لم يتأدب مع اوعية العلم لن ينال ما فيها من العلم اذا لم تستعمل الادب معها لن تنال العلم فان الله عز وجل يحفظ حرم اهلها ومن حفظ حرمة اهلها ان يحبس الله عن الم تعلم العلم الذي فيها. نحن صرنا الى حال لا ندري نبكي ام نضحك. يعني يحظر درس وقد وضع الكتاب يا اخوان بين قدميه. يعني نزل الكتاب على الارض ومدعمه بقدميه. يعني فاتح كذا ومسنده بقدميه هذا يبي يحصل العلم لا يمكن بلسان الفطرة لو يراه انسان يقول هذه ليست حال انسان يطلب العلم اللي يطلب العلم يقبل على الكتاب الذي يأخذ منه العلم يأخذ منه العلم بتعظيم واجلال لا ان يلقيه بدون عناية ثم يريد ان يكون العلم الذي بالكتاب في قلبه الله عز وجل يحفظ العلم عن هذه القلوب المدنسة ما يجعل العلم فيها ولو حفظوا المعلومات لا ينتفعون بها في الاستنباط والفهم والعمل والدعوة والاصلاح. نعم. احسن الله اليكم. قلتم وفقكم الله لكن ذهب اهل الغيرة اول اهل الغيرة على العلم ما يسمحون بهذا. ما يسمح يطرد الطالب. الشيخ بن جراح رحمه الله على البوق والذي ذكرناه احد الطلبة فعل بالكتاب هكذا. فقال له الشيخ اعدل الكتاب يا ولدي. فعدله. بعد حوالي يعني عشر دقائق راعى العادة ما يخليها رجع مرة ثانية. فقال لها الشيخ ولدي اعدل الكتاب. بعد شوي رجع المرة الثالثة قال يا شيخ يا ولدي الدرس يتعذرك. اطلع برا لو سمحت هذا هو الدواء. بعض الناس ما ينفع معه الا الكي. اذا ما يعلمك قلبك ما يعلمونك الناس. اذا شيخك المعلم يعلمك الادب مع العلم. ثم بعد لا تبالي وتقول هذا شيخ كبير في السن هذا على طريقة الاولين الناس الحمد لله تطوروا الان مانا متعبدين بهذا الشيء لا نعلم دليلا من القرآن والسنة على انك ما تضع الكتاب هكذا فهذا ما ينال علم الكتاب والسنة هذا ما له الا انه يخرج من المجلس لما كان الناس حتى العوام عندنا كان عندهم تعظيم للعلم ما كانوا يرضون بهذه الاشياء. مرة احدهم عندنا في في نجد جوه ناس منتسبين الى الطلب فعمل لهم عشاء يتكلمون في العلم قبل العشاء فواحد منهم اساء ادب مع ابن القيم ذكر ومسألة قال ولو ابن القيم ترى عليه اشياء واشياء وكان كذا وكان كذا وكان كذا قام الرجال قال مجلس يتعذركم واللي يتكلمون في ابن القيم ما لهم عندي عشا. هذا صاحب الدين الصحيح. لما اساءوا الادب مع عالم معروف وان اخطأ فيما اخطأ فيه فلا يكون ذلك بتقليل الادب معه وهظم جنابه وارسال اللسان في الكلام فيه بغير حق بل يبين خطأه بقدر ما ما ينتفع به الخطأ اما الزيادة عن عن ذلك بالتثليب والعيب والتنقص ونحو ذلك هذا ليس من الدين وصاحب الدين المكيل ما يرضى بهذا في مجلسه. هذا كان رجل عامي. لكن هو يجلس عند العلماء ويسمع ابن القيم عالم ممن خدم الاسلام وله مآثر حسان فيه فلما سمع كلامهم فيه قال لهم المجلس يعذركم واللي ما يحفظك قدر ابن القيم ما له عندي عشا هذي شديدة على الناس ان يأتي ضيوفه لا يكرمه لكن هؤلاء ما يستحقون الكرامة. الذي ما يحفظه حد ابن القيم قدر ابن القيم وامثاله من العلماء هذا ما يستحق الكرامة. نعم السلام عليكم. قلت وفقكم الله تعالى المعقل السابع عشر الانتصار لو اذا تعرض للجناب بما لا يصلح. الرد على المخالف فمن استبنت مخالفته للشريعة رد عليه حمية للدين ونصيحة للمسلمين واليه فلا بأس كما في رواية عنه لدى المحدثين الى اخراج متعلم المجلس زجرا له فليفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله يعني بالاقبال عليهم وترك اجابته فالسكوت جواب ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة المباشر رحمه الله فربما سأله سائل عن ما لا ينفع فترك الشيخ اجابة وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخرا من معاقد تعظيم العلم وهو الذب عن العلم والذود عن حياضه اي الدفع عن العلم وحماية موارده. قال لان للعلم حرمة وافرة. توجب الانتصار له فالعلم من شعائر الدين وله حرمة معظمة. توجب الانتصار له اذا تعرض لجنابه بما لا يصلح. ثم قد ذكر مظاهر هذا الانتصار عند اهل العلم. فمنها الرد على المخالف فمن استبانت مخالفته للشريعة عليه كائنا من كان حماية للدين ونصيحة للمسلمين. ولم يزل الناس يرد بعضهم على بعض قاله امام احمد فمن بدر منه شيء خالف فيه الشريعة فانه يرد عليه حفظا للشريعة ولا يمنع من الرد فليس الرد على المخالف مستشنعا مستبشعا ما لم يخرج عن جادة الشريعة. وشرطه كما ذكر ابن رجب اذا احسن الخطاب واصاب الجواب. اذا احسن الخطاب واصاب الجواب. فالرد على ممدوح بجمع هذين الامرين. فاحدهما اصابة الحق. في رده اصابة الحق في رده. والاخر سلوك الادب الحسن فيه. سلوك الادب الحسن فيه ثم قال ومنها هجر المبتدع ذكره ابو يعلى في الراء اجماعا فان المتبع يهجر حفظا للدين وحماية له فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع فالاصل ان العلم لا يؤخذ الا عن السني السالم من البدعة لكن اذ اذا اضطر اليه كدراسة نظامية لا محيد عنها فلا بأس قال كما في الرواية عنهم لدى المحدثين فانه تحدث للناس احوال تستدعي مثل هذه الاحكام. قال ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه او ظهر منه لدد اي خصومة او سوء ادب فاذا تجاوز المتعلم حده في البحث اي في مراجعة شيخه في العلم او ظهر منه خصومة او سوء ادب فان من الانتصار للعلم ان يزجر الم تعلم بان ينهى عن ذلك ويقطع الكلام في العلم معه. قال وان احتاج المعلم والى اخراج المتعلم من مجلسه فجرا له فليفعل. اي ولو اضطر المعلم الى استصلاح المتعلم بزجره بان يخرجه من مجلسه كيف يفعل؟ كما كان يفعله شعبة وهو ابن الحجاج رحمه الله مع عفان ابن مسلم الصفاط في درسه. فكان عفان يراجع شعبة في الحديث فيثقل ذلك على شعبة فيخرجه شعبة من مجلسه. وماذا كان يفعل عفوا كان يرجع مرة ثانية يرجع في المجالس الاخرى يأتي يترك شعبة حتى يطيب صدره حتى يطيب خاطره يتسع صدره ثم يرجع اليه في مجلس اخر واذا اخرجه رجع اليه مرة اخرى ونفس طيبة الان في الجامعة الدكتور دهنا من القسم من القاعة ويخرج والقاعة والمحاضرة الثانية يحضر في نفسه كراهية شعبة عفان كان يحضر ما في نفسك راهية لانه حريص ويعرف ان معلمه ما فعل هذا الا لاجل منفعته. الان الناس لو ان احدا في المسجد لو سمحت يا اخي اخرج لانك انت غير متأدب؟ استعظموا هذا قالوا كيف يا اخي اطرد الناس من بيوت الله؟ يصد الناس عن لله يذكرون الايات والاحاديث في ذلك وهذا من الجهل. والا فمن توقير العلم واعظامه ان الذي لا يتأدب مع العلم ولا يحفظ قدره ليس له الا الطرد. سواء رجع واناب وانتفع ام لا. ولذلك كان مشايخنا رحمهم الله يستعملون هذا فنفعوا وانتفعوا يعني احد مجالس شيخنا الشيخ فهد بن حمير رحمه الله ظهر من بعض من كان يجلس معه لدوا خصومه في مراجعة في العلم وكان في ملحق خارج بيته غير في مسجده فقام رحمه الله وطف النور وقال المجلس تعذركم والدخل داخل طف عليهم النور قال تجلسون اجلسوا تخرجون اخرجوا. لانه لا يصلحهم الا مثل هذه الحال. تجده يستعمل معهم هذه الحال لانها امثل الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله وكان كفيفا لما كان في مجلسه مرة وتكلم بعض الناس بكلام في نتكلم فيها طردها الشيخ من المجلس قال لا عاد تحضر دروسنا جزاك الله خير. احد المشايخ الذين يدرسون الان وله في حظ واسع مرة طردها احد المشايخ رحمهم الله من المسجد لانه جاء اليه اول مرة فجلس اليه فتكلم في العلم الشيخ ما يعرف هذا فقال مباشرة ان كان عندك علم لا تحظر مجلسنا رح جزاك الله خير تفضل تفضل عندنا درسك عندك تمشي ذاك الرجل خرج لانه عرف ان الشيخ غضب لكنه انتظر خارج المسجد حتى خرج الشيخ قبل رأسه واعتذر وقال انا فلان انا حضرت عند فلان وفلان وفلان اريد ان احضر عندكم قال حياك الله لكن يا ولدي لا جيت مجلس لا تتكلم فيه والناس ما يعرفونك حتى لا يسيئنا الظن بك وحتى يؤدبه. انا لا اعرفه. وش عرفني ان كلامك له مقام في العلم ولا ليس له مقام؟ فلما كانوا هكذا الناس ولما صار الان لا يبالون بتأديب المتعلم. ويقولون هذا يا اخي ينبغي انك ترفق بالناس. ليس الرفق هو الضعف. بل من الرفق احيانا الدواء المر احيانا المريض والطبيب يعطيه دواء مر لانه يرفق به ولذلك سمي الطبيب رفيقا لانه يرفض فالطبيب يسمى طبيب ويسمى ايضا رفيقا. فينبغي ان يكون المتعلم عارفا هذا واذا وقع من معلمه زجر له يعرف ان المراد هو منفعته. ليس هو منفعة المتعلم ليس هو منفعة المعلم. اذا تركك المعلم في سهوك ولهوك وخطأك رجع عليك هذا بالظرر لكن المعلم اذا دلك على ما ينفعك فاعرف انه ينفعك. ولذلك كان كان النابهون يدلون الناس على الخير. فمنهم من ينتفع بتلك الدلالة. ومنهم من لا ينتفع بتلك لانه لا يأبه بها ولا يقيم لها وزنا. ولذلك شيخنا فهد بن حميم رحمه الله يذكر الشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ انه مرة حضر عنده فسأله قوم عن مسألة تتعلق بولي الامر فاجاب فلما سألوه عنها رحمه الله تعالى قال ما لنا رأي فيها او نحو هذه الكلمة. فلم يجبهم على ما يريدون. فلما خرجوا سأله الشيخ صالح لماذا اجبتهم هكذا؟ قال لاني ان اجبتهم بشيء اتخذوه سخرية لانهم ما يريدون هذا وان قابلتهم بغيره لم ينتفعوا به فقلت هذا الجواب الذي ينتفع به غيرهم وهم انتفعوا كل ما تنفعهم هذا يرجع اليهم. فالسائل انتفع لما رأى جواب شيخه لهم على هذه الصورة ثم تعامله معه على هذه الحال سأله لماذا؟ حتى يستعمله مع المتعلمين فيما يستقبل. يستعمل هذا الادب الذي رآه من شيخ مع اهله في من يتجدد ممن يحاكيهم في فعلتهم وهذا كثير ممن يلاحظ هذا عند العلماء ويتفطن له. ثم قال بعد ذلك وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب. قاله الاعمش. يعني احيانا ممكن تسأله سؤال وما يجيبك الشيخ ان سكوته جواب يرى ان الانفع لك ان اسكت ولا اجيبك عن هذا السؤال. قال ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله فربما سأله سائل عن ما لا ينفعه يعني لا ينفع السائل. فترك الشيخ اجابته. وامر القارئ ان يواصل قراءته. يعني هذا لم يتكلم اذا انتهى من سؤالك قال الشيخ نعم. يعني للقارئ اكمل قراءته او اجابه بخلاف قصده. يعني اجابه بجواب يخالف قصد السائل. فسئل رحمه الله مرة احسن الله في ايام انعقاد ما يسمى بمهرجان قال له احدهم احسن الله اليكم ما حكم الغناء في الجنادرية؟ السائل هذا ماذا يقصد؟ يقصد؟ عيب هذا المهرجان وان يوجه الشيخ كلامه اليه. فالشيخ قال له الغناء حرام في الجنادرية وغير الجنادرية. حتى لا يظن ان الجواب لاجل هذا الامر فقط. فذلك الذي سأل يشتهي ان يسمع كلاما في التنفير عن هذا وعيبه وتلبه ببيان حكم الغناء فاجابه الشيخ بما يدل على حرمته سواء كان في الجادية او في غير الجنادرية وهذه هي نظرة العالم الكامل الذي يطلب حق الله عز وجل. فالحكم عنده واحد. ما يختلف. سواء كان مع فلان او كان مع فلان. تجد بعض الناس الان يقع انسان في خطأ فيجعله خطأ ويجمع عليه خيره ورجله. ويقع نفس هذا الخطأ يقع وهذا الخطأ نفسه من اخر فتجده لا يبالي به فلماذا الوزن بميزانين؟ الا لضعف الدين في قلب العبد والا العبد كامل العبودية يجعل الناس جميعا على معيار الشريعة ما يجعل لي هذا معيار ولهذا معيار. نعم. السلام عليكم. قلتم وفقكم الله المعقد الثامن عشر التحفظ في مسألة العالم فرارا من مسائل الشر وحفظا لهيبة العالم. فان من السؤال ما يراد به التشغيل واقام الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه العلماء هذه المسائل لا قيام لهم ما لا يعجبه كما مر معك في زجر المتعلم فلابد من التحفظ في مسألة نار منا من اعمال اربعة اصول. اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم على التعنت والتهكم بين من ساقصوا في سؤال يحرم بركة العلم ويمنع منفعته ومثله لقوم دون قوم الاصل الثالث الانتباه الى صلاحية حال شيخ الاجابة عن سؤاله فلا يسأله في حال ثمن في حال تمنعه سنة متأدبة فيقدم الدعاء للشمس ويبدل في خطب ولا تكن مخاطبته ولو كمخاطبته على السوق واخلاق العوام. ذكر المصنف وفقه الله معقدا اخر من معاقل تعظيم العلم وهو التحفظ في مسألة العالم اي طلب الصيانة النفس فيها اي طلب الصيانة وحفظ النفس فيها. والحامل على ذلك التحفظ هو الفرار من مسائل الشغب. والفرار من مسائل الشغب. والشغب تهيج الشر وتحريمه تهييج الشر وتحريكه. فالعبد يتحفظ في سؤاله لئلا يبادر الى سؤال يتولى منه شر. ثم ذكر ان التحفظ في مسألة العالم يكون باعمال اربعة اصول. اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فهو ينظر في سؤاله الذي يسوقه باي شيء يسأل قال فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم. لا التعنت والتهكم. فهو يطلب ان ينال بسؤال فقها وعلما وليس مراده الجاء العالم الى العنت وهو الضيق والحرج. ولا السخرية وهي المرادة بالتهكم. قال فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته فسيء القصد فيما يبدر منه من اسئلة يلقيها يريد بها مقاصد خفية يحرم بركة العلم ولا تصل اليه منفعته والاصل الثاني التفطن الى ما يسأل عنه فلا تسأل عما لا نفع فيه. وهذا الذي لا نفع فيه. قال اما بالنظر الى حالك. اي بكون السؤال عن هذا ان لا نفع فيه بالنظر الى حالك كالمسألة السابق ذكرها عن حكم التدخل الروسي في سوريا فان هذه المسألة ليست نابعة لك في حالك فلست من من يشتغل بتدبير الامور امرا ونهيا احكاما وردا. قال او بالنظر الى المسألة نفسها. بان تسأل عن مسألة لا نفع فيها كأن يسأل سؤال كان يسأله سائل عن ماء طوفان نوح هل كان عذبا او كان مانحا فهذا مما لا نفع بالسائل فيه. قال ومثله السؤال عما لم يقع. او ما لا يحدث به كل احد وانما يخص به قوم دون قوم فان من العلم ما يجعل لخاصة من الناس دون وفي ذلك التخصيص ليس منشأه حسابهم وانسابهم او اموالهم كلا. ولكن منشأه موافق مداركهم فانك لست بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقوله الا كان لبعضهم فتنة كما قال ابن مسعود رضي الله عنه فان المتكلم بالعلم ينظر الى منفعة كلامه الى من يلقي اليهم العلم فانه ربما تكلم بكلام لا يفهمه بعضهم فيكون فتنة لهم. فيكون مقتضى نفع الخلق فيه ان يخص به قوم دون قومي باعتباري صلاحية مداركهم له. ولذلك كان المتعلمون فيما سبق عند العلماء لا ينزلون من واحدة بل منهم من يصلح له هذا المجلس ومنهم من لا يصلح له هذا المجلس وتكون لهم مجالس يختصون بها من بقوة مداركهم في العلم. قال والاصل الثالث الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله ان يتنبهوا الى كون حال الشيخ تصلح لان يجيب عن سؤاله فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريقك او راكبا سيارته. بل يتحين طيب نفسه ينظر الى المواقع التي تصلح للسؤال فيسأله فيها فاذا رآه مهموما لشيء اصابه او رآه متأملا متفكرا كان يتكلم في مسألة العلم ثم يتأمل فلا ينبغي ان تقطع تأمله بالقاء السؤال عليه. او تجده مشغولا بطلب شيء في المشي في طريق او راكبا سيارته. بل ينبغي ان تتطلب الاوقات الحسنة التي تكون نفسه طيبة فيها فتلقي عليه تلك الاسئلة. قال والاصل الرابع تيقظ السائل الى كيفية سؤاله. يعني ان يكون يقظا في كيفية السؤال باخراجه في صورة حسنة متأدبة فيقدم الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه فيقول احسن الله اليكم داعيا له. ويخاطبه بما يدل على تعظيمه. يقول احسن الله اليكم شيخنا ثم يرد سؤال ولا تكون مخاطبته له كمخاطبته اهل السوء واخلاق العوام. يعني تجده في خطابه له فيه نزخ وشدة ويخاطبك انه يقع التخاطب معه كما يقع التخاطب بين اوباش الناس من الباعة العوام الذين يتكلمون بكلام لا يعدونه ولا يتفطنون له فتجده يهجم على الشيخ تجد بعض الطلبة ما ان يسلم الشيخ بان يكون اماما يقول السلام عليكم ورحمة الله والسلام عليكم ورحمة الله من الصلاة هذا يعني وقع لي ليس ضربا من الخيال فما تنفلت وتقبل على الناس تقول استغفر الله واتوب اليه استغفر الله واتوب اليه استغفر الله واتوب اليه الا واحدهم يبادرك ويسألك وهذا ليس موقع سؤال وتجده يلقي السؤال عليك بلا استئذان ما يقول احسن الله اليك عندي بس سؤال ضروري لا تجده مباشرة يسأل السؤال فالشيخ ولو احتمل يعني قطعه له لذكره يشق عليه ان يحتمل سوء ادبه بالقاءه الكلام كيفما اتفق والانسان ينبغي له ان يتأدب في العلم حتى يأخذ العلم. اما عدم المبالاة العالم صاحب العلم لا يرظى بان لا يبالي الناس في العلم اذا كنت انت اموالك تحفظها وتحسبها وما ترضى احد يأخذ منها شيء بدون حق عالم ولا متعلم هذا حال الناس في اموالهم فالدين اشد ولذلك يحدثنا احد الاخوان ولم اكن حاضرا عن شيخنا الشيخ عبد الله ابن عقيل رحمه الله تعالى انه لما اصطف جالسون في مجلسه بعد الصلاة قال احدهم احسن الله اليك احب اني اقرأ عليك قال انت اول مرة تجي عندنا؟ قال نعم. قال خير؟ وش تبي تقرأ؟ قال اه ابي اقرا احسن مختصرة. قال سم وكان الشيخ رفيقا جدا مع كمال حزم رحمه الله. فبدأ الرجل قال بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله كتاب الطهارة قال له الشيخ عندك انت في كتاب اوله كتاب الطهارة؟ قال ايه يا شيخ كذا والطهارة؟ قال بس انا عندي قبله بسم الله الرحمن الرحيم في مقدمة قبل قال لا يا شيخ هذي مقدمة سهلة. هذي مقدمة سهلة نبدأ بالفقه اول شيء نبدأ بالفقه قال طيب وانت جزاك الله خير الحين جيت وحضرت ينبغي انك تقرا الكتاب من اوله حتى تقرا الكتاب كله قال يا شيخ انا والله اوقاتي ضيقة ومن زمان انوي اني اقرا عليك لكن ما يحصل لي والان اتفق اني صليت عندك وحبيت اني اقرا عليك وودنا نستفيد من الوقت ونقرأ في اصل الصلاة ندعوا الكتاب بالطهارة. قال اجل يا ولدي رح واذا جاك وقت ان شاء الله واتساع لك تجينا وتقرأ مختصرات من اول بسم الرحمن الرحيم سم اللي بعده هكذا اعزاز العلم وحفظه ما خلاه يقرأ خلاه يمشي وما عاد رجع له ذاك الرجل هذا اكرام العلم وحفظه لانه لم يأخذ العلم بحقه فلا بد ان يعامل بما يؤدبه. وكذلك السائل الذي لا يخاطب اهل العلم بما ينبغي من مخاطبتهم ينبغي لها ان يؤدب. والعلماء يفرقون بين سؤال العامي وبين سؤال ملتمس العلم. العامي له حال وملتمس علم له حال لذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله كان بعد العصر يذكر اذكاره يأتيه الناس العوام من خارج عنيزة شرطه هؤلاء يجعلهم يسألون اما طالب العلم اذا كان طالب علم يسأله عن شيء في الدرس ما يسمح له يقولون تسأل في الدرس ما تسألونه هذا معد للعوام ما يسمح لغيره. فمرة رأيت احد العامة لم يجلس لم يقتدي بطريقة الشيخ انهم يجلسون على يمينه ينتظرون واحدا واحدا ويسألون بعد ذلك اذا فرغ من اذكاره. فجاء وهدم على الشيخ مباشرة. فزجره الشيخ وقال اجلس في مكانك مع الناس. لان الانسان اذا لم تأدب يؤدب حتى ينتفع والا ان يجعل العلم لا جناب له ولا حفظ هذا من اسباب ذهاب العلم ليش الناس الان ما يطلبون العلم خمس سنوات ست سنوات ما يفلحون لانهم لم يأخذوه بحقه. لكن اذا اخذوا بحقه ينتفعون في مدة يسيرة. نعم. احسن الله اليكم. قلت الله المعقد التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه لذلك من اللطائف الشيخ محمد رحمه الله كان يعتني بالطلبة النائم يوقظه والغافل ينبهه واللي يقع منه يعني سوء ادب يعني يرده فرحمه الله يعني بلغ احد يعني اصحاب منك ان يحضر دروسه بلغ به الحال الى انه يعني من شدة ملاحظته للشيخ يقول احيانا تحصل لي احوال عجيبة يقول مرة وانا في السيارة واسمع درس للشيخ يقول وكنت افعل بلحيتي هكذا. يقول واذا الشيخ يقول لا تعبث بلحيتك. يقول يقصد الشيخ احد الجالسين يقول وانا كانه يخاطبني فصدق الطلب لو يوجب محبته وتعلق القلب بولده درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى فيه وانما تنال لذة العلم بثلاثة وان ذكر ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله بذل الوسع والجار وثانيها صدق الطلب وثالثها صحته صحة النية والاخلاص. ولا تتم هذه الامور ثلاثة الا مع دفن كل ما يشغل عن لذة العلم فوق لذة السلطان والحكمة التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة ولهذا كانت الملوك تتوب الى لذة العلم وتحس فقدا وتطرو تحصينها اذا ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالك لو شرق الغرب هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ فقال وهو مستوي على كرسيه وسرير ملكه بقيت خصلة اصحاب الحديث يعني فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان اذا عمر القلب من سقطت النفس على ذكر وفقه الله معقدا اخر مما عقد تعظيم العلم وهو شغف القلب بالعلم. اي شدة محبته. وشر القلب بلوغ المحبة شغاف القلب. بلوغ المحبة شغاف القلب. يعني باطنه فمن تعظيم العلم ان تقوى محبة القلب له حتى تغلب عليه. قال فصدق الطلب له يوجب محبته تعلق القلب به ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى فيه. ثم ذكر ما تنال به لذة العلم وهو ثلاثة امور ذكرها ابن القيم في مفتاح دار السعادة. احدها بذل الوسع والجهد. اي في طلبه وتحصيله. فيبذل طاقته وقدرته في طلب العلم. كجلوسنا مدة طويلة في هذا المجلس. فان هذا من صدق المحبة بان يبذل وسعه وجهده. واذا اردت ان تعرف كم تستطيع كم تستطيع ان تجلس في مجلس فانظر الى مجالس المؤانسة التي تجلس فيها من بعد صلاة العشاء الى الساعة الثانية عشرة او الساعة الواحدة. حتى تعرف مقدار ما ينبغي ان تكون عليه محبة محبة قلبك للعلم حتى تصدق فيه. قال وثانيها صدق الطلب بان يتوجه اليه توجها كاملا فلا يشغله عنه شيء بان يتوجه اليه توجها كاملا فلا يشغله عنه شيء. وثالثها صحة النية والاخلاص بان يصحح نيته في طلبه ويصفي قلبه في اخذه. وتقدم ان النية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. ان النية شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. وان الاخلاص شرعا هو ايش تصفية القلب بالارادة غير الله. تصفية القلب من ارادة غير الله. فالاخلاص هي صفة الشرعية للنية فالاخلاص هي الصفة الشرعية للنية. ثم قال ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب. ثم قال ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم التي تتطلع اليها نفوس كثيرة وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. فلذة العلم فوق اعظم لذة يعدها الناس وهي لذة الولاية بالسلطنة والحكمة والحكم فان الملوك الذين بلغوها كانوا يتأسفون على فوات لذة العلم. كما في خبر ابي جعفر المنصور. وهو من هو في الملك والحكم انه قيل له هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ فقال بقيت خصلة ان اقعد على مصطبة اي مكان مرتفع كالكرسي والدكان هذه اسماء للاماكن المرتفعة. قال وحولي اصحاب الحديث يعني طلاب العلم فيقول المستملي والمستملي اسم لمن يستدعي حديث المحدث اسم لمن يستدعي حديث المحدث. بقوله من ذكرت رحمك الله. بقوله من ذكرت رحمك الله. فالمستملي بين يدي المحدث فيقول له من ذكرت رحمك الله فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان حتى يتم ثم يبلغ عنه ويعيد من ذكرت رحمك الله حتى يكمل مجلسه. قال يعني فيقول حدثنا فلان حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة. اي بقيت هذه اللذة لذة العلم لم ينلها. قال ومتى عمر القلب بلذة العلم سقطت لذات العادات. وذهلت النفس عنها فاذا قويت لذة العلم في القلب اللذات التي اعتادها الناس في الاكل والشرب والنوم خلاص تذهل النفس عنها والنووي رحمه الله لما ابتدأ طلب العلم بقي اربع سنين لا ينام الا اتكاء. يعني يلقي وسائد يتكئ عليها فيغفر ثم يستيقظ اربع سنين لان محبة العلم غلبت على قلبه فتلك اللذات التي اعتادها الناس لم يعد لها طعم عنده ومثله الطعام فتجد المشتغل بالعلم ربما غفل عن لذة الطعام وقد لقيت رجلا خدم العلامة حافظ الحكم عدة سنين فسألته عن احوال الشيخ حافظ فذكر لي انه كان ربما يأتي له بالطعام يقول وانتظر اصيب من الطعام لان الطعام كان قليلا في الناس. يقول فيبقى الطعام مدة طويلة وهو يقرأ في الكتب لا يلتفت اليه فاذا طال الوقت زمانا طويلا قلت له الطعام احسن الله اليك. يقول فيقول لي بعد ذلك كن انت فانا لا اريد ان اكل. يقول فاتي الى الطعام واذا هو قد برد فلا انتفع به كثيرا. انظر الى انه غفل عن الطعام اولا ثم ثم بعد ذلك لم يطلبه. بل انصرف عنه لان محبة العلم غلبت على قلبه. فلا يجوز لذة الا في هذا الامر. قال بل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة. يعني الالام التي يلاقيها الانسان اذا تمكنت لذة العلم في قلبه تتحول الى لذة يعني مثل الم المشي في العلم قد تمشي للوصول الى شيخ يعني مدة طويلة ساعات على قدميه هذه الالام التي يجدها الناس انت عندك ادها لذة لشدة محبتك للعلم تجد بعض الناس مهما بلغ به المرض لكن يرى ان العلم يخفف عنه. انت الان اذا جيت الى مريظ اشتد به المرض واحدثت عنده صوت يتضجر عادة لكن قد يكون بعظ الناس هذا الالم الذي يتظجر منه الناس يكون عنده لذة. كان احد المشايخ توفي رحمه الله تعالى كان اصيب بمرض شديد كان مقرئ للقرآن فكان يوصي اولاده اهله انه مهما بلغ بي المرض فلا تمنعوا احدا يقرأ عندي القرآن يقول يقرأها لو اكون يقرأها رقية لي اسمع القرآن انا مهما بلغ بي من الالم فان القرآن سماع القرآن يخفف عني فمات رحمه الله وهو يقرأ عليه وطلابه حرصوا على ان يلازموه مع شدة المرض لما رأوا محبته له. فانظر هذا عادة الصوت يؤلم ويضجر لكن هو يرى ان هذا الصوت الذي يسمعه من القرآن الذي بقي رحمه الله تعالى اكثر من ثمانين سنة يقرأ القرآن فقد جاوز المئة لما توفي وجد ان هذا من اللذة وان عده الناس الما. نعم. قلتم وفقكم الله المعقل لينشرون حفظ الوقت في العلم قال رحمه الله في صيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف شرف الزمان وقدر وقته. فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيها قول ولا عظمت رعاية علماء الوقت حتى قال محمد ابن عبد الباقي البزاز رحمه الله ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لا وقال ابو رحمه الله الذي من عمري بقوله ختم المصنف وفقه الله معاقد تعظيم العلم بالمعقد المتم العشرين. وهو حفظ الوقت في العلم. لان الوقت هو وظرف زمان الاعمال. فالعلم لا يدرك ولا ينال الا لحفظ ظرفه من الزمن. وذكر كلام ابن الجوزي ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الافظل من قول والعمل ثم قال ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت اي اشتدت عنايتهم للوقت اي اشتدت عنايتهم بالوقت وتعظيمهم له حتى قال محمد بن عبد الباقي البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لعب اي لا يحفظ عن نفسه انه ضيع ساعة من عمره فيما يضيع فيه الوقت من اللهو او اللعب. وقال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في مئة مجلد اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري اي لا يرى ان لنفسه حلالا ان يضيع ساعة من عمره فكان يشتد في حفظ وقته قال وبلغت بهم الحال ان يقرأ عليهم حال الاكل بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلا اي حفظا للعلم فيكون القارئ خارج دار الخلاء ويقرأ العلم على من بداخله حفظا للوقت في العلم قال تحفظ ايها الطالب وقتك فلقد ابلغ الوزير الصالح بن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفس ما عنيت بحفظه اي اشد ما ينبغي ان تعتني بحفظه واراه اسهل او اراه اسهل او الله اسهل ما عليك يضيع. ويجوز ايضا واراه اسهل ما واراه اسهل ما عليك يضيع فاواه بالضم اي اظنه واراه بالفتح اي اقطع جازما جزما علميا بان اسهل ما عليك من الضياع هو ضياع العلم. فطالب العلم ينبغي له ان يحرص على حفظ وقته فانه لا ينال العلم الا بهذا ونكون بهذا قد ختمنا هذا الكتاب وهو خلاصة تعظيم العلم وفي ختمه انبه الى امور. احدها انه ابتدأت بحمد الله الليلة بعد صلاة المغرب. حلقات الحفظ في هذا المسجد في حفظ المتون الستة المقررة في هذا البرنامج. فاحث الاخوان على الحرص عليها لان احدنا يفرغ نفسه هذا اليوم لاجل العلم اجعل مجيئه بعد المغرب مبكرا ليعرض ما يحفظه من المحفوظات المرتبة فان هذا من اعظم العون لك على اخذ العلم وثانيها انبه الى انه في الاسبوع القادم سيكون اختبار عن هذا الدرس. ففي اخر المجلس ان شاء الله تعالى نختبر عن كتاب قرنص التعظيم للعلم والاختبار في الشرع وفي المتن نفسه. والتنبيه الثالث انبه الى ان درس القادم سيكون في كتاب فضل الاسلام. فكتاب ثلاثة الاصول مع غيره سنتفق على يوم علمي نجعله فيه لان فضل الاسلام سبق ان عقدنا فيه يوما علميا فسنجعل في اليوم العلمي غيره. والامر الرابع انوه لانه كان من المعتاد في بعض المساجد انقذ فيها الدروس وجود حافلة تنقل من جامعة الامام ومن جامعة الملك سعود ولم يتيسر هذا حتى الان والا اني مهتم بهذا الامر رغبة في افادة الطلبة الوافدين. فمن يعرف سبيلا الى ذلك فان المؤسسات الخيرية التي خاطبناها لم ترد علينا وكذلك المؤسسات التجارية اعتذروا بارتباطهم بعقود في نقل المدارس والجامعات فمن يعرف سبيلا الى ذلك فليعنا ابتغاء اعانة اخوانه من الطلاب الوافدين. والامر الرابع من كان عنده فكرة او افكار تطويرية برنامج فليمدنا بها. ففكرة حلقة الحفظ كانت موجودة من قبل لكنها كانت يوم السبت. ورأينا ان من المناسب تقديمها بان تكون في الوقت الذي يعقد فيه الدرس. اذا كان الوقت يعقد يوم الاربعاء بعد العشاء فالمناسب ان تكون بعد المغرب. فهذه فكرة تطويرية لاصل كان موجودا فيما سلف فمن كان عنده اي فكرة تطويرية تتعلق بالبرنامج فليوصلها الينا مشكورا مأجورا والحمد لله رب العالمين وصلى الله انما عبدي رسول محمد واله وصحبه اجمعين