السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصول وسهل بها اليه اصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج اصول العلم لسنته الرابعة ست وثلاثين واربع مئة والف سبع ثلاثين واربعمئة والف وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها. لامام دعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثانية عشر الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ابن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست ومائتين والف نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب بن سليمان الثميني رحمه الله تعالى في مصنفه ثلاثة الاصول وادلتها. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب عليك نتعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. الثانية بالثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على اللذاتين. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل. والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله من ذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم الى الملوك. والتصالح تجري مجراها. ثم ذكر انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. فالمسألة الاولى العلم. وهو شرعا ادراك خطاب الشرع. ومرده الى المعارف ثلاث معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم والعلم المأمور به شرعا له وصفان وفق ما ذكره المصنف. احدهما ما يطلب منه ما يطلب منه. وهو ما تعلق بالمعارف الثلاث المذكورة في خطاب الشرع والاخر ما يطلب به. ما يطلب به. وهو كونه واقعا بالادلة. اي مقترنا بها. فالجار والمجرور في قوله بالادلة يتعلق بالمعارف الثلاث. لا باخرها فتقدير الجملة معرفة الله بالادلة. ومعرفة نبيه بالادلة. ومعرفة دين الاسلام بالادلة فمعرفة الاصول الثلاثة لابد من اقترانها بالادلة والمراد بالاقتران هنا اعتقاد العبد الايمان بها على وجه الجزم. بانها مبنية على ادلة شرعية معتمدة. فاذا اعتقد العبد اصول ما يتعلق بهذه المعارف الثلاثة. من معرفة ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه عليه وسلم على وجه الجزم بانها مبنية على ادلة صحيحة معتمدة كفاه ذلك في صحة ايمانه. لا انه يطلب من كل احد معرفة الادلة على التفصيل لتعذر ذلك في عموم الخلق. والمعرفة المذكورة هي المعرفة الاجمالية. وهي هي واجبة على الناس كلهم. اما المعرفة التفصيلية فتتعلق ببعض افرادهم كبار ما قام بهم من الاحوال المقتضية وجوب التفصيل. فالحكم والقضاء والافتاء والتعليم. فالواجب على الحكام والقضاة والمفتين والمعلمين واشباههم. من معرفة الشرف ليس كالواجب على غيرهم. بالنظر الى قام بهم من الاحوال المقتضية وجوب التفصيل في حقهم. فمعرفة الشرع المأمور بها نوعان. احدهما المعرفة الاجمالية. وهي معرفة اصول الشرع وكلياته. وهي معرفة اصول الشرع وكلياته. ويتعلق وجوبها بالخلق كافة. والاخر المعرفة تفصيلية وهي معرفة تفاصيل الشرع. ويتعلق وجوبها ببعض الخلق الذين اقترنت بهم احوال تقتضي وجوب التفصيل في معرفة الشرع كالحكم او القضاء او الافتاء او التعليم. والمسألة الثانية العمل به. اي بالعلم. والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع. والعمل شرعا هو ظهور صورة خطاب الشرع على العبد وخطاب الشرع نوعان. احدهما خطاب الشرع الخبري. وظهور صورته بامتثال التصديق نفيا واثباتا. والاخر خطاب الشرع الطلبي. وظهور صورته بامتثال الامر والنهي واعتقاد حل الحلال. فمن خطاب الشرع الخبر قوله تعالى ان الساعة اتية لا ريب فيها. ومنه قوله تعالى وما بظلام للعبيد. فكيف يكون العمل بهما ما الجواب؟ نعم. ايش؟ تصديق الخبر اثباتا في الاول ونفيا في الثاني. فظهور صورته في الاول يكون بامتثال التصديق بات وظهور صورته في الثاني يكون بامتثال التصديق نفيا ومن خطاب الشرع الطلبي قوله تعالى واقيموا الصلاة وقوله تعالى ولا تقربوا الزنا. وقوله تعالى هو الذي سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحمه بطارية فظهور صورته في الاول بايش؟ بامتثال امري باقامة الصلاة وظهور صورته في الثاني؟ ما الجواب؟ يا سامر احسنت بامتثال النهي في اجتناب الزنا. وظهور صورته في الثالث. اهلا وسهلا باعتقادي حلي لحم البحر. فخطاب الشرع لا يخرج عن هذه الموارد التي ذكرناها ويكون العمل بها على النحو الذي حققناه. والمسألة الثالثة الدعوة اليه. اي الى العلم. والمراد بها دعوة الى الله لان من دعا الى العلم وفق خطاب اذا رأيت فانه يدعو الى الله. اذ العلم مرده كما تقدم الى المعاني في الثلاثة واسها المعظم ورأسها المقدم معرفة الله. فمن دعا الى العلم وفق خطاب الشرع فانه داع الى الله عز وجل. فتقدير الجملة في قوله اليه اي الى الله سبحانه وتعالى. وفق البيان الذي تقدم ذكره. والدعوة الى الله شرعا هي طلب الخلق كافة. طلب الخلق كافة الى اتباع سبيل الله على بصيرة. الى اتباع سبيل الله على بصيرة والمسألة الرابعة الصبر على الاذى فيه. اي في العلم تعلما وعملا ودعوة. والصبر شرعا حبس النفس على حكم الله حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان. احدهم حكم الله القدري. والاخر حكم الله الشرعي. والمذكور هنا يتعلق بالصبر على الاذى في العلم. وهو من الصبر على حكم الله ايش؟ شرعي كيف يتكلم الاخ خالد نعم يا عبد الله لماذا ايش؟ يعني لان الاذى قدري. والمذكور هنا يتعلق بحكم الله القدري لان الاذى منه لا من الحكم الشرعي. لان الاذى منه لا من الحكم الشرعي. فمن القدر وقوع الاذية لمن اشتغل بمحاب الله ومراضيه ومنها العلم. لكن الصبر على حكم الله الشرعي موجود ايضا. باعتبار كون العلم به. فالصبر في قول المصنف الصبر على الاذى فيه يتناول النوعين مع فهو من الصبر على حكم الله القدري بالنظر الى كون الاذى منه وهو من الصبر على حكم الله الشرعي باعتبار ان العلم مأمور به. والدليل على وجوب هذه المسائل الاربع هو سورة العصر. كيف تجد سورة العصر على وجوبها نعم. كيف تدل يقول الاخ ان السورة فيها ذكر هذه المسائل الاربع الذين امنوا العلم عملوا الصالحات العمل تواصوا بالحق الدعوة الى الله التواصوا بالصبر الصبر على الاذى فيه. وهذا حق لكن اين دليل الوجوب طيب طيب يقول الاخ ان السورة ذكر فيها ان جنس الانسان في خسر ثم منها هؤلاء الموصوفين بهذه الصفات الاربع. نعم. فاين الوجوب؟ كيف نعرف انه واجب ايوه ودلالة السورة على وجوب تعلم هذه المسائل الاربع هو توقف حصول النجاة عليها. هو توقف حصون النجاة عليها. فلا ينجو العبد من الخسارة الا بها. فهي واجبة لان سلامة العبد ونجاته التي امر بطلبها لا تحصل الا بها. وبيانه ان الله سبحانه وتعالى اقسم بالعصر. والعصر هو الوقت كائن اخر النهار. فان اسم العصر في خطاب الشرع عند الاطلاق يراد به هذا المعنى دون فانك لا تجد اثم العصر في خطاب الشرع على معنى الدهر. وانما سمي الصلاة صلاة العصر لوقوعها في هذا الوقت. وهذا آآ يسمى لغة الشرع او لغة الكتاب والسنة. ذكره ابن الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم والشاطبي في اخرين. فاذا عرف ان الشرع يريد لفظ معنى دون سواك قدم على غيره. لانه هو لغة الشرع. واضحة؟ واضحة القاعدة هذي يعني عند هناك لغة اسمها اللغة العربية عامة هناك لغة خاصة منها اسمها لغة لغة الشرع يعني اذا اطلق في خطاب الشرع يراد هذا المعنى دون غيره. ومن جملته هنا العصر. فالعصر في خطاب الشرع لا يراد به الا الكائن اخر النهار. وهذه قاعدة نافعة لازمة في فهم خطاب الشرع. والامر كما ذكر ابن تيمية رحمه الله بكلام الله ان كثيرا من المتكلمين في العلم يجهلون لغة الشرع ثم يفسرون خطابه بما يعرفونه من كلام العرب او بما يعرفونه من كلام من نشأوا بينهم. ويظنون انه مراد الشرع. مثلا قوله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل ثقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. من النافرة يعني ينبغي ان تكون طائفة من تلك الفرقة تنفر وطائفة تبقى. فمن النافرة؟ التي تجاهد ام التي تطلب العلم؟ فهل تكون اية دليلا على الجهاد او دليلا على الرحلة في طلب العلم. ما الجواب؟ الجهة لماذا؟ كيف مقصود بها النفير في سبيل الله منين جبت المقصود هذا؟ من اين جئت بالمقصود هذا؟ كيف عرفت نعم ايش؟ الذين ينفرون يخرجون للعلم ايش يتبقوا في الدين. طيب. ها هذا كلام منثور. نريد الدليل. من اين فهمت هذا ها لماذا؟ احسنت انتبه الاخ والمراد هنا بالنافرة الفرقة المجاهدة لان اسم النفير في خطاب الشرع عند الاطلاق بالجهاد فقط. فانت اذا قلبت اية القرآن في مواضع منه والاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في جملة منها وجدت اسم النفير اذا اطلق في خطاب الشرع المراد به الجهاد. فالاية في الجهاد فالنافرة هي الخارجة للجهاد والباقية هي التي تطلب العلم. والمقصود ان تعلم ان للشرع لغة تحمل معانيه على تلك اللغة لا على غيرها. فاقسم الله سبحانه وتعالى في السورة بوقتها العصر الكائن اخر النهار. ان جميع جنس الانسان في خسر. لقوله ان الانسان لفي خسر. ثم استثنى سبحانه من هذا الجنس نوعا موصوفين باربع صفات فالصفة الاولى في قوله الا الذين امنوا وهذا دليل العلم كما قلت يا اخي كيف دليل العلم؟ كيف دليل العلم ها احسنت لان الايمان لا يتحقق اصلا وكمالا الا بالعلم هذا دليل العلم لان الايمان لا يتحقق اصلا وكمالا الا بالعلم. والثانية في قوله تعالى وعملوا الصالحات وهذا دليل العمل. وهذا دليل العمل. وذكر الصالحات يبين ان المطلوب منا ليس جنس العمل. بل جنس مخصوص. وهو العمل الصالح الجامع بين الاخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والثالثة في قوله تعالى وتواصوا بالحق. وهذا دليل الدعوة الى الله لان التواصي اسم للتفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر لان التواصي اسم للتفاعل بالوصية بين اثنين فاكثر. فيوصي بعضهم بعضا والموصى به هنا هو الحق. والموصى به هنا هو الحق. وهو اسم لما وجب ولزم واعلاه ما وجب ولزم بطريق الشرع. واعلاه ما وجب ولزم بطريق الشرع والرابعة في قوله تعالى وتواصوا بالصبر وهذا دليل الصبر. سورة العصر مع قصرها تدل على المسائل الاربع. وهي وافية ببيانها ثم ذكر المصنف رحمه الله قول الشافعي رحمه الله هذه السورة لو ما ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. اي لكفتهم في قيام الحجة عليهم بوجوب امتثال حكم الله. خبرا وطلبا. ذكره ابن تيمية وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ال الشيخ وعبد العزيز ابن باز رحمهم الله. يعني لو جا واحد وقال هذا كلامه بصحيح قال قل الشافعي قول الشافعي لو ما انزل الله على خلقه الا هذه السورة قال هذا الكلام ليس بصعب. قلنا لماذا ليس بصحيح؟ قال اين الصلوات الخمس؟ اين صيام رمضان اين الحج؟ كيف تكون كافية لهم؟ قلنا له يا رجل هذا الشافعي قال وان كان الشافعي؟ العبرة بالدليل ها ما رأيكم؟ انتم معه ولا مع الشافعي؟ ها؟ مع الدليل قل دائما نحن مع الائمة الذين هم اعلم بالدليل. اذا تبين لنا انهم خالفوا الدليل نعم مع الدليل. اما اذا لم يتبين هذا لا يصح. ما الجواب؟ ايه احسنت جوابه ان هذا المعنى الذي توهمه المتكلم غير مراد للشافعي. فلم يرد الشافعي الاستغناء هذه السورة في بيان جميع احكام الشرع. لكنه اراد معنى وهو كفاية فتوى في اقامة الحجة على الخلق بامتثال خطاب الشرع خبرا وطلبا فكلام الشافعي رحمه الله تعالى صحيح وقد بينه الائمة. واذا اشكل عليك كلام متكلم من العلم وجهابذته. وائمة الهدى فان عجزت عن معرفة وجهه فلا تهجم بتزييفه وابطاله. بل بين غموضه عليك بعد بيانك الحق الذي تعلمه فتبين ما تعلمه ثم تقول ولم يظهر لي معنى كلام الشافعي رحمه الله والله اعلم بمراده. واذا فتشت وجدت غيرك من المشتغلين بالعلم قبلك ولا سيما الدهاقنة السابقين منهم قد بينوا معاني ما يشكل من كلام من تقدمهم. واذا كمل التك في العلم ووفقك الله عز وجل الى معرفة حقائقه واجتباك في الهداية والارشاد تبين لك من المعاني ما يخفى على غيرك. ومن لاحظ بعين الادب كلام العلماء فتح الله له ابواب الفهم. ومن اسف الادب معهم اوقعه الله في مهاوي الردى فان الذي يبادر بالجراءة على كلام العلماء تزييفا وابطالا يعجل الله عز وجل بفضحه. وبيان جهله فان العلماء اولياء الله سبحانه وتعالى اذ هم ورثة النبوة وارسال الكلام بالجراءة عليهم دون روية وتأني فتح باب شر على العبد. واذا جعل المرء نصب عينيه منازعة الائمة الراسخين فان هذا دليل ما يجده في نفسه من محبة ظهور وكبر وتعال. فان العبد اذا خفض نفسه لله رفعه الله. واذا رفع انفه شامخا فان الله عز وجل يؤدبه باذلاله. ولهذا كان من حكمة الله ان المتكبرين يجعلون يوم القيامة في سورة الذر اي النمل. يطأهم الناس باقدامهم. ليذيقهم الله عز وجل الذل والهوان فادبهم سبحانه وتعالى بهذا العقاب. فمن تكبر في العلم كسر ومنخفض نفسه فيه رفع. وعند احمد باسناد قوي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تواضع لله هكذا وخفض يده رفعه الله هكذا واشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده. والمقدم من هذه المسائل الاربع هو العلم. فهو اصلها الذي تنشأ منه وتتفرع عنه واورد المصنف لتحقيق هذا كلام البخاري رحمه الله تعالى بمعناه. ولفظه باب العلم قبل القول والعمل. لقول الله تعالى فاعلم انه لا لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم. انتهى كلام البخاري فقوله هنا في اخر كلام البخاري قبل القول والعمل زيادة للبيان. طيب ما وجه دلالة هذه الاية؟ على ما ذكره المصنف نعم القول وهو العمل كيف؟ القول هو عمل بذاته. كيف القول هو عمل بذاته؟ يعني انت ما تقول الايمان اعتقاد وقول وعمل ومع الاشكال المقصود الان كلكم تقولون دليل العلم فاعلم انه لا لكن اين دليل القول والعمل ايش؟ نعم تشمل احسنت. ووجه دلالة الاية على ما ذكرت. انه بدأ بالعلم في قوله فاعلم انه لا اله الا الله. ثم عطف عليه القول والعمل في قوله واستغفر لي ذنبك وللمؤمنين. فان الاستغفار هو طلب بالتوبة فان الاستغفار طلب المغفرة بالتوبة. والتوبة تشمل عند الاطلاق القول والعمل. والتوبة تشمل عند الاطلاق القول والعمل واستنبط هذا المعنى قبل البخاري سفيان ابن عيينة رواه عنه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء. ثم اخذه عن البخاري الغافقي في مسند الموطأ تذوب باب العلم قبل القول والعمل. فالبخاري له سابق لاحق في الاستنباط المذكور فسابقه شيخ شيوخه ابو محمد سفيان ابن عويد الهلالي وتابعوه الجوهري صاحب مسند الموطأ. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله انه يجب على كل ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن. الاولى ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. والدليل قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذوه وبيلا. الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا غيرهما. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له مقالات من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب. والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم اخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. ذكر المصنف رحمه الله هنا ثلاث مسائل عظيمة يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن والعمل بهن. فالمسألة الاولى مقصودها بيان وجوب طاعة الرسول وذلك ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا اي مهملين الا نؤمر ولا ننكر؟ فارسل الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم. فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصى دخل النار. كما قال تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا. اي شديدا. واتبع خبر ارساله للرسول الينا بذكر عاقبة فرعون لما كذب موسى عليه الصلاة والسلام تخويفا لنا من تلك العاقبة. واتبع ذكر ارسال الرسول الينا بعاقبة بعون لما عصى موسى عليه الصلاة والسلام تخويفا لنا من تلك العاقبة. فمن عصى الرسول الذي بعثه الله اليه حل به عقاب الله وعذابه في الدنيا والاخرة. واما المسألة فمقصودها ابطال الشرك واحقاق توحيد الله. ببيان ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لان العبادة حقه. والله لا يرضى بالشركة في حقه. والنهي عن دعوة غير الله دليل على ان العبادة كلها لله. والنهي عن دعاء غير الله دليل على ان العبادة كلها لله. لان اسم الدعاء يطلق في خطاب الشرع وتراد به العبادة كلها فقوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا تقدير فلا تعبدوا مع الله احدا. من اين جئنا بهذا التقدير؟ نعم على ماذا يدل هذا؟ احسنت لان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن واسناده صحيح. واما مسألة الثالثة فمقصودها بيان وجوب البراءة من المشركين. لان طاعة الرسول وابطال الشرك وهما الامران المذكوران في المسألتين الاولى والثانية لا لا يتحققان الا مع البراءة من المشركين. فالمسألة الثالثة التابع اللازم للمسألتين الاوليين. فان من اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم وابطل الشرك موحدا لله كان لازم حاله. ايش؟ البراءة من المشركين. لماذا هذا لازم حاله لان المشركين باعتبار طاعة الرسول ماذا يرون فيها؟ يعصونهم وباعتبار افطار الشرك يشركون بالله سبحانه وتعالى. فاذا اطاع العبد الرسول صلى الله عليه وسلم وافضل الشرك كان لازما له ان يبرأ من المشركين فلا يجتمع الايمان الناشئ من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وابطال الشرك مع محبة اولئك المشركين. بل يكون اهل الايمان في حد واهل الكفر في حد. واذا امتازوا لم يكن بين الفريقين الا البراءة. ومعنى قوله تعالى من حاد الله ورسوله اي من كان في حد متميز عن الله ورسوله. وهو هو حد الكفر فان المؤمنين يكونون في حد ويكون المشركون في حد. فلا يكون بينهم الا الا العداوة والبغضاء. اذا تقرر هذا فان هاتان المقدمتان المذكورتان و المسائل الاربع والثلاث رسالتان من كلام المصنف رحمه الله عمد بعض اصحابه اليهما فجعلهما بين يدي ثلاثة الاصول وادلتها ثم شهر هذا المجموع باسم ثلاثة الاصول وادلتها. فمبتدأ رسالة ثلاثة الاصول من قول المصنف اعلم ارشدك الله لطاعته. والمتقدم عليها هو من كلامه جعله بعض اصحابه استحسانا بين يدي رسالة ثلاثة الاصول وادلتها. ثم سمي هذا المجموع باسم اخره. فسمي ثلاثة الاصول وادلتها. ذكره ابن قاسم في حاشيته وهو امر معلوم لمن تسلسل اخذه هذه مصاريف الى مصنفها بالتلقي عن الشيوخ مشابهة. هذي قاعدة مهمة. الان بعض بعض الناس يقول مثلا المسائل في كتاب التوحيد ليست من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب لماذا؟ لماذا يقول هذا؟ هذا ممكن تلقاه عن واحد يتلقى من الكتب لانه وجد نسخة بخط الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس فيها ذكر المسائل. فحسن بعض من حسن بارائه وهم كثير بان الكتاب في اصله خال من المسائل. ونحن لسنا بحاجة الى هذه لان هذا الكتاب مأخوذ بالتلقي شهرة في طبقات اهل العلم طبقة بعد طبقة وفيه المسائل. ونص على احفاده الشيخ سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد والشيخ عبد الرحمن ابن حسن في فتح المجيد فتجدهما في مواضع من الكتاب يقولان وذكر المصنف في مسائل هذا الباب كيت وكيت ثم يذكران كلاما. فلا عبرة حينئذ بتلك النسخة وان كانت بخطه الا انها نسخة كتبت على وجه الاختصاص. فكتبها اختصارا للاقتصار على الادلة. وترك لامر دعا اليه كقلة الورق بيده واحتياج الناس الى كتابة نسخة من الكتاب. فلما كان الامر كذلك كتبه بدون مسائله او لغير ذلك من الامور الداعية اليه. فالمقصود ان ان تعلم ان اصل العلم والتلقي بالافضل عن الشيوخ مشابهة. واما التلقي عن الكتب فلا ينفع صاحبه ما لم يجعل بين يدي تلقيه عن الكتب القراءة عن الشيوخ مدة حتى اذا اوعد في العلم بادراك اصوله وكلياته انتفع بعد ذلك بما ويطالعه من دواوين اهل العلم. واما قلب المسألة فانه يقلب رأس صاحبه. ويضيع علمه وربما ضاع دينه فانه قل احد تلقى العلم عن الكتب دون الشيوخ الا ظهر الفساد في علمه اما بقول شاذ او بالانحلال عن العلم واهله او بالازراء على اهل العلم في زمانه وعيبهم بنقص علومهم وان مصاريف الاوائل فيها العلم الزاخر الذي لا ينتهي الى غير ذلك من الادواء والعلل. ومما ينبه اليه ايضا ان نسمع هذه الرسالة ايش؟ ما اسمها؟ ثلاثة الاصول وادلتها. وليس اسمها الاصول الثلاثة. فالاصول الثلاثة اسم رسالة اخرى للمصنف كتبت مختصرة تحوي مقاصد هذه رسالة وهي منشورة في مجموعة التوحيد وهي منشورة بمجموعة التوحيد فعلماء الدعوة عندهم ثلاثة الاصول وادلتها يراد به معنى والاصول الثلاثة يراد به معنى اخر. نعم. احسن الله اليكم المصنف رحمه الله تعالى اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام. مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا. فان الحنيفية في الشرع لها معنيان. احدهما عام وهو لا والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك. ولازمه الميل عما سواه ببراءة من الشرك المذكور في قول المصنف ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية ولبها المحقق وصفها الجامع للمعنيين المذكورين. وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ووقع في كلام المصنف وغيره نسبتها الى ابراهيم تبعا لوقوعها في القرآن كذلك فان الحنيفية في القرآن نسبت الى ابراهيم دون غيره. والحامل على اختصاص نسبتها في القرآن الى ابراهيم دون غيره امران. احدهما ان الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم ينتسبون الى ابراهيم. ويذكرون انه اب لهم. ويزعمون انهم على دينهم فاجدر بهم ان يقتفوا سيرة ابيهم. فيكونون حلفاء لله غير مشركين به فابلاغا في ايضاح التوحيد وابطال الشرك واقامة الحجة عليهم نسب هذا الدين الى ابيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام. والاخر ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء بخلاف سابقيه من الانبياء. فلم يجعل الله احدا منهم اماما لغيره من الانبياء ذكره ابن جرير في تفسيره. وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. والاخر خاص وهو التوحيد. والاخر خاص وهو التوحيد ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك ما يتعلق بالتوحيد بعد بيان العبادة نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ومعنى يعبدون يوحدون واعظم ما امر الله به التوحيد هو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به ذكر المصنف رحمه الله في الجملة المتقدمة ان جميع الناس مأمورون بالعبادة ومخلوقون لها وذكر دليله وهو قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالاية تدل على امرين احدهم ان الجن والانس مخلوقون للعبادة. والاخر انهم مأمورون بها فالاول صريح لفظها. والثاني لازم. فانهم اذا كانوا مخلوقين للعبادة فهم مأمورون بها. ثم فسر المصنف رحمه الله يعبدون بقوله يوحدون وله وجهان. احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده فان اعظم العبادة هي توحيد الله. فان اعظم العبادة هي توحيد الله. والاخر انه من تفسير تقظي بما وظع له شرعا. فان العبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع فالمراد بها التوحيد. فان العبادة اذا اطلقت في الشرع فالمراد بها التوحيد. قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد اذ ذكره البغوي في تفسيره. ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به التوحيد اعظم ما نهى عنه الشرك مع بيان حقيقتهما. لان الحنيفية التي تقدمت تجمع بين التوحيد والشيب فهي تجمع بينهما باعتبار الاقبال على التوحيد والميل على الشرك. فهي تجمع بينهما باعتبار الاقبال على التوحيد والميل عن الشرك. والتوحيد له معنيان شرعا. احدهما عام وهو افراد الله بحقه. وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات. وحق في الارادة والقصد والطلب. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهو المعهود شرعا عند اطلاق التوحيد في خطاب الشرع يعني اذا اطلق التوحيد في باب الشرع يراد به توحيد العبادة كحديث جابر رضي الله عنه في صفة في حج النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قوله فاهل بالتوحيد. رواه مسلم. وكان الذي اهل به النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الى اخر هذه التلبية وهي تتعلق بافراد الله بالعبادة. واما الشرك شرعا فله معنى احدهما عام. وهو جعل شيء من حق الله لغيره. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير غير الله وهذا هو المعهود شرعا عند اطلاق اسم الشرك في خطاب الشرع ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. طيب كيف تدل هذه الاية على ما ذكره كيف تدل هذه الاية على ما ذكره؟ نعم ايش؟ يعني هو اراد ذكرها دليل على ايش على اعظمية الامر بالتوحيد واعظمية النهي عن الشرك. لاحظت هو قال واعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما امر الله به هو الشرك والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فهو دليل على ماذا؟ على ايش؟ ليس على الامر على اعظمية التوحيد واعظميتي النهي عن الشرك. فليس المقصود بيان كون الاية دليلا على الامر بالتوحيد ودليلا على النهي عن الشرك وانما يراد ما هو اعلى وهو اعظمية الامر بالتوحيد واعظمية النهي عن الشرك. لكن الاية في ظاهر بلفظها فيها الامر بالتوحيد في قوله واعبدوا الله والنهي عن الشرك في قوله ولا تشركوا به كيأ فغمض على جماعة دلالة الاية على الاعظمية. لاحظتوا؟ لماذا لانه نظر اليها دون تمام سياقها. ودلالة الاية على اعظم نيتهما مستفادة من تقديمهما في اية الحقوق وهي قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى الى تمام الاية. وذلك من وجهين. وذلك من وجهين. احدهم ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالعبادة. ابتداء تلك حقوق معظمة بالامر بالعبادة. وحقيقتها التوحيد. والنهي عن الشرك. والنهي عن الشرك والاخر عطف ما بعدهما عليهما. عطف ما بعد عليهما لانه لا يبدأ الا بالاهم. لانه لا يبدأ الا بالاهم صرح به ابن قاسم في حاشية ثلاثة الاصول. والمح اليه المصنف في مسائل الترجمة الاولى من كتاب التوحيد. في المسألة الحادية عشرة من تلك ترجمة نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفة فقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. لما بين المصنف ان جميع الناس قبونا للعبادة ومأمورون بها ذكر انه يجب على الانسان معرفة ربه دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور لانه لا يمكن القيام بالعبادة الا بمعرفة ثلاثة امور. احدها معرفة المعبود الذي تجعل له والعبادة معرفة المعبود الذي تجعل له العبادة. وثانيها معرفة المبلغ عنه معرفة المبلغ اعنه. وثالثها معرفة صفة عبادته. معرفة صفة عبادته فالامر الاول يتعلق بمعرفة الله. والامر الثاني علقوا بمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم. والامر الثالث يتعلق بمعرفة دين الاسلام فكل امر بالعبادة يتضمن الامر بهذه المعارف الثلاث. لان تحقيق العبادة موقوف عليها. لان تحقيق العبادة موقوف عليها. فمثلا قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم هذا من ادلة الاصول الثلاثة. لماذا؟ لان العبادة التي امرنا بها لا يمكن ايقاعها الا بان نعرف المعبود الذي نجعل له العبادة اولا. ثم ان نعرف المبلغ عنه ثانيا ثم نعرف صفة عبادته ثالثا. وهي ترجع الى المعارف التالية كما تقدم. فاذا قيل لك ماذا الاصول الثلاثة؟ فالجواب كل اية او حديث فيه الامر بعبادة الله عز وجل واضح؟ واضح ام غير واظح؟ واظح ام غير واظح؟ لان بعظ الناس يأتي الان انتم مفتونون بهذه الكتب. من اين الدليل على تسمية ثلاثة اصول؟ هاتوا لي دليل من القرآن والسنة على ذلك فالجواب هذا بين بحمد الله على الوجه الذي ذكرناه ان الله امرنا بالعبادة فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. في ايات اخرى وهذا الامر بالعبادة تنتظم فيه هذه الاصول الثلاثة. فمعرفة المعبود هي معرفة الله ومعرفة المبلغ هي معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة صفة العبادة هي دين الاسلام. ولا يمكن التحقق بالقيام بالعبادة الا بمعرفتها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم اذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السما السبع فيهن والاراضون السبع ومن فيهن وما بينهما. والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكثر من خلق الناس. وقوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنت قلتم اياه تعبدون. وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم وعلى العرش يغش الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. شرع المصنف رحمه الله يبين الاصل الاول من الاصول الثلاثة وهو معرفة العبد فقال فاذا قيل لك من ربك فقل ربي الله الذي رباني. فالرب هو الله وربوبيته هي من تربيته الخلق بنعمه. الظاهرة والباطنة ورغوبيته هي من الخلق في عمه الظاهرة والباطنة. فاذا كان الله هو مربي الخلق فهو المستحق ان يكون المعبود. ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى بعد ذكر ربوبية الله هو معبودي ليس لي معبود سواه. اي لكونه ربا صار لي معبودا ثم ذكر دليل الربوبية والالوهية فقال والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. فالربوبية في الاية في قوله رب العالمين. والالوهية فيها في قوله لله. فهو المستحق الحمد مألوها اي تتوجه اليه القلوب بالحب والخضوع. وقول المصنف رحمه الله كثيرا للعالمين. وكل من سوى الله عالم هي مقالة تبع فيها غيره من المتأخرين وحقيقتها اصطلاح جرى على لسان المتكلمين في العلوم العقلية ثم ذاع وشاع حتى ظن انه حقيقة لغوية. فان العالمين في لسان العرب اسم للمخلوقات المشتركة بجنس واحد. فان العالمين في لسان العرب اسم للمخلوقات كتفي جنس واحد وتسمى افرادا متجالسة. وتسمى افرادا متجانسة. كعالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة فهي عدة عوالم باعتبار اشتراك افرادها في الجنس في شيء بينها. ويجمع عالم على عالمين ولا يتعلق بكل ما سوى الله. لان من المخلوقات افرادا لا جنس لها. لان من المخلوقات افرادا لا جنس لها. كالعرش والكرسي والجنة والنار. فاسم يختص بالمخلوقات المشتركة في جنس من الافراد المتجانس. هذه هي حقيقة العالمين في لسان العرب الذي نزل به القرآن. واما المعنى المذكور فاصله مقدمات منطقية مرتبة اولها الله قديم. وثانيها العالم حادث. فنتيجتهما كل ما سوى الله عالة. فهذه الكلية هي نتيجة منطقية للقضيتين المذكورتين. ولا تعرفه العرب في لسانها. والقرآن يفسر باللسان العربي لا بالاصطلاح الحالي. والقرآن فسروا باللسان العربي لا بالإصطلاح الحاذف. ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره. واضح واضح معنا العالمين؟ طيب بعض الاخوان قال طيب يا اخي الكرسي والجنة والنار العرش هذه يجمعها عالم الجمادات هذي عالم الجمادة. وجوابه ان يقال هذا عالم الجمادات. هذا من تقسيمات العلوم الحديثة لا باعتبار الحقائق الشرعية واللغوية. فانما يسميه المتأخرون جمادا يجعل الله له صفات الحي. مثل ايش؟ مثل اليد لا اظهر من هذا الجدار. فانهم يسمونه جمادا. والله عز وجل في سورة الكهف قال جدارا يريد ان ينقط فجعل له ارادة وهي من صفات الحي. فالمعارف الشرعية لغوية غير الاوضاع التي عليها علوم المتأخرين في الفلك او غيره من المعارف الانسانية عنه الخلق ومن الخطأ الواقع اليوم عند المتكلمين في بيان الشرائع تفسير خطاب الشرع بهذا الاصطلاحات فمثلا في علوم الهيئة يفرقون بين النجم والكوكب يقولون النجم جسم ايش؟ مضيء والكوكب جسم معتم. جسم معتم وهذا المعنى خلاف لفظ النجم والكوكب في القرآن والسنة. فانه لا يقع على هذا المعنى الذي ادعوه وهي اسم للاجرام السماوية باعتبار فهي تسمى تارة كوكب الاعتبار وتسمى تارة نجما باعتبار اخر على ما يكون بيانه في مقام اخر لكن المقصود ان تعلم ان خطاب الشرع يفسر بلغته او بما تعرفه العرب بكلامها لا بالعلوم الحادثة. نعم احسن الله وجيهكم. قال رحمه الله تعالى والرب هو المعبود والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلق والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء. وانزل من السماء لا اله فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة. لما بين المصنف رحمه الله فيما سلف ان الله عز وجل هو ربنا وان ما سواه عالم ذكر دليل معرفة الرب سبحانه وتعالى فقال فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته. والدليل المرشد الى صفة الله نوعان والدليل المرشد الى معرفة الله نوعان احدهما التفكر في اياته الكونية اخر التدبر في اياته الشرعية. وهما مذكوران في قول المصنف باياته. لان اسم الايات يقع شرعا على نوعين احدهما الايات الكونية وهي المخلوقات. والاخر الايات الشرعية وهي وحي الله الذي نزل على انبيائه. وهي وحي الله الذي نزل على انبيائه فيكون العطف في قوله باياته ومخلوقاته من عطف الخاص على العام فالمخلوقات من افراد الايات فالمخلوقات من افراد الايات كقولك جاء القوم ومحمد ومحمد من جنس القوم وهو من عطف الخاص على العام. والامثلة التي ساقها المصنف للايات تقوي ارادته الايات الكونية دون الشرعية. والامثلة التي ذكرها المصنف تقوي ارادته الايات الكونية دون الشرعية. ووجه تخصيصها بالذكر في امران احدهما ان دلالة الايات الكونية على الربوبية اظهر واجلى ان دلالة الايات الكونية على الربوبية اظهروا واجلى. قيل لاعرابي بما اتعرف الله؟ قال سماء ذات ابراج وبحار ذات امواج واراض ذات فجاج. الا تدل على الواحد فهو استدل بالايات الكونية لظهورها وجلاءها في الدلالة على الله سبحانه وتعالى اخر عموم معرفة الايات الكونية. عموم معرفة الايات الكونية. فيشترك فيها المؤمن كافر والبر والفاجر. وذكر المصنف ان من ايات الله الليل والنهار والشمس والقمر وان من مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبعة ومن فيهن وما بينهما. وهؤلاء المذكورات كلها تعد ايات وكلها تعد مخلوقات. وفرق المصنف بينها متابعة متابعة للوارد في القرآن الكريم. فان اسم الايات يطلق كثيرا في القرآن على الليل والنهار والشمس والقمر ويطلق اسم المخلوقات فيه كثيرا على السماوات والارض وما فيهن وما بينهما. والداعي الى وقوعه كذلك في القرآن هو ملاحظة الوضع اللغوي قوية عند العرب والداعي الى وقوعه كذلك في القرآن وملاحظة الوضع اللغوي عند العرب. فان الاية في كلام العرب هي العلامة. فان الاية في كلام العرب هي العلامة. ووجوب هذا المعنى في الليل والنهار والشمس والقمر اظهر. فانهن علامات لتتابعهن وخفائه النافحين دون حين. فان النهار يسبق الليل ثم يتبعه الليل. والشمس تظهر في النهار وتغيب في الليل والقمر يظهر في الليل ويغيب في النهار. واما الخلق فانه في كلام العرب على ارادة التقدير. واما الخلق فانه في كلام العرب على ارادة التقوى قدير وظهور هذا المعنى في السماوات والارض اظهر وابين. فانه هما مجعولتان على صورة لا تتغير في الليل ولا في النهار. فهما مقدرتان على تلك الصورة فهما مقدرتان على تلك الصورة. ثم بين المصنف رحمه الله ان الرب هو المستحق للعبادة. فقال بعد ذكره الدليل بعد ذكره الدليل المرشد الى معرفته والرب هو المعبود. اي والرب والمستحق ان يكون معبودا. فليست هذه الجملة في بيان معنى الرفع. لكن في بيان استحقاق الرب العباد لكن ببيان استحقاق الرب للعبادة. وذكر دليلا عليها قوله تعالى ايها الناس اعبدوا ربكم. ثم ذكر موجب استحقاقه العبادة. الذي خلقكم والذين من قبلكم الى تمام الاية والتي بعدها. فذكر من مظاهر الربوبية ما يدل على استحقاق الالوهية. فذكر من مظاهر الربوبية ما يدل على استحقاق الله الالوهية. واوسع طريق في القرآن للالزام بالالوهية هو بيان الربوبية. نعم. احسن الله قال رحمه الله تعالى وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان. ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والروضة الرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر. وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. لما قرر المصنف رحمه الله وجوب عبادة الله علينا واستحقاقه لها بما له من الربوبية شرع يبين حقيقة العبادة بالارشاد الى انواعها. فذكر انواعا من العبادة المأمور بها اجمالا وتفصيلا. فاجمالها في الاسلام والايمان والاحسان. وتفصيلها في الدعاء والخوف الرجاء والتوكل الى اخر ما ذكر. فقول المصنف هنا ومنه الضمير عائد الى ايش؟ طيب المعلومات الثلاث راجع الى فعل العبادة الى فعل العبادة. فتقدير الكلام وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه. اي ومن فعل العبادة التي تتعلق بالاسلام والايمان والاحسان الدعاء والخوف والرجاء الى اخر ما ذكر. وبين ان تلك الانواع كلها لله تعالى دليل قوله تعالى وان المساجد لله الاية. ودلالة الاية على ذلك من وجهين. احدهما في وان المساجد لله. فمدار المنقول في تفسيرها على اختلافه يرجع الى ان الاعظام دلالة والخضوع كله لله. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وهو نهي عن عبادة غير الله. وهو يستلزم الامر بمقابله وهو عبادة الله وحده. وهو يلزم الامر بمقابله وهو عبادة الله وحده. ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر واستدل باية المؤمنون ووجه الدلالة منها مركب من امرين احدهما ذكر فعل متوعد عليه. ذكر فعل متوعد عليه. في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر والفعل المذكور هو عبادة غير الله. لان الدعاء يقع اسما للعبادة كلها كما تقدم والاخر توعده بالحساب مع بيان المآل. توعده بالحساب مع بيان المآل في فانما حسابه عند ربه. انه لا يفلح الكافرون. فالوعيد بالحساب تهديد له وذكر عدم فلاح الكافرين اعلام بمصيره. وانه النار لان نفي الفلاح في الاخرة لا يكون الا عن اهل النار. لان نفي الفلاح في الاخرة لا يكون الا عن اهل يا رب وذكر عدم فلاحهم تنبيه الى ان المذكور من افعالهم. فمن افعال عبادة غير الله. والشرك فرد من افراد الكفر. فان الكفر يكون بالشرك وغيره. فان الكفر يكون بالشرك وغيره. فالشرك يستلزم جعل شريكه. والكفر يوجد فيه هذا ويفقد تارة اخرى. فتارة يكفر العبد بالشرك وتارة يكفر العبد بغير الشرك. وتارة يكفر العبد بغير الشرك على ما هو مبين في موضعه من المطولات وهذا اخر هذا المجلس ونستكمل الكتاب بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين