الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك كده واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب العاشر من برنامج اصول العلم في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة الف وخمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب كشف الشبهات. لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف وقد انتهى من البيان الى قوله فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقلنا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع في المحشر. وارجو شفاعته ولكن الشفاعة فكلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا ولا تكونوا الا بعد اذن الله كما قال تعالى من الذي يشفع عنده الا باذنه. ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه. ولا يأذن الا لاهل التوحيد والاخلاص كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهو لا يرضى الا التوحيد. كما قال تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا اتكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد. حتى يأذن الله فيه ولا ايأذن الا لاهل التوحيد. تبين ان الشفاعة كلها لله. وانا اطلبها منه. فاقول اللهم لا تحرمني اللهم شفعه في وامثال هذا. ذكر المصنف رحمه الله من الدعاوى التي يتعلق بها في باب توحيد العبادة زعمهم ان من يأمر بتوحيد الله عز وجل في الالتجاء ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. واهل الحق من اهل السنة والجماعة يقرون بشفاعته صلى الله عليه وسلم ويعتقدون ان له صلى الله عليه وسلم شفاعات عدة وفيها ما لا يكون لغيره من الخلق الا انهم يعتقدون ان هذه الشفاعات ليست ملكا للنبي صلى الله عليه وسلم بل الشفاعة كلها لله عز وجل. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا فان هذه الاية دالة على انحصار ملك الشفاعة في الله وحده من وجهين احدهما تقديم ما حقه التأخير فاصل الكلام الشفاعة لله. فلما قدم الاسم الاحسن الله فصار تقدير الكلام لله الشفاعة علم ان تقديم ما حقه التأخير مفيد الحصر فملك الشفاعة هو لله وحده لا شريك له والاخر في قوله جميعا فانه يدل بالوضع العربي على ان جميع الافراد المندرجة في اسم الشفاعة مشمولة باسم الجميع ملكا لله مشمولة باسم الجميع ملكا لله فالشفاعة كلها لله عز وجل. والله عز وجل يجعل من شاء من الشفعاء وهو سبحانه وتعالى الذي اثبت الشفاعة لمن شاء نهانا ان نسأل غيره فلم يأذن لنا مع اعتقادنا ان النبي صلى الله عليه وسلم هو خير شافع ان نسأله صلى الله عليه وسلم الشفاعة فنقول يا محمد صلى الله عليه وسلم اشفع لنا. ولكن الله امرنا ان نسأله هو شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم بان يدعو الداعي منا بقوله اللهم شفع فيا محمدا صلى الله عليه وسلم واضح واضح ولا غير واضح طيب بعض السلف كرهوا هذا الدعاء ان يقول الداعي اللهم شفع في محمدا صلى الله عليه وسلم لماذا ها عبد الله ايه هم ما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم هم يسألون الله عز وجل اللهم شفع فينا محمد صلى الله عليه وسلم سدا للذريعة في الشرك وهنا لا ذريعة للشرك لان المدعو هنا من الله سبحانه وتعالى يعني هذا الاخ اه يقال ان كراهة من كره من السلف ذلك وجهه ان الشفاعة تكون في ابتغاء دفع العيوب كالذنوب ونحوها فهم كرهوا ذلك لان السائل حينئذ يكون متلطخا الذنوب فالشفاعة عندهم محلها دفع الافات. والصحيح ان الشفاعة لها متعلقان احدهما دفع الافات والاخر تحصيل الكمالات ان الشفاعة لها متعلقان احدهما دفع الافات وهي النقوص وهي النقائص والعيوب الاخر تحصيل الكمالات وهي المراتب العالية. واذا كانت الشفاعة كذلك فحينئذ لا كراهة في دعاء الله سبحانه وتعالى حصول شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم للداعي لانه لا يلزم من دعائه ان يكون مقارفا للذنوب ملتصقا بالعيوب بل ربما كان متخليا منها ملازما للطاعة لكنه يسأل الله عز وجل ذلك ابتغاء رفعة الدرجات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبها مما اعطاه الله الجواب ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك ان تدعو معه احدا. وقال تعالى فلا تدعوا مع الله احدا. وطلبك من الله نبيه عباده والله نهاك ان تشرك في هذه العبادة احدا. فاذا كنت تدعو الله ان يشفعه فيك فاطعه في قولك فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة اعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم. فصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء يشفعون. اتقول ان الله اعطاهم الشفاعة فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه. وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة. وانا اطلبه مما ما اعطاه الله فان قال انا لا اشرك بالله شيئا. حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا. وتقر ان الله لا يغفره. فما هذا فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره فانه لا يدري فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه اتظن ان الله عز وجل يحرمه هذا التحريم ولا يبينه لنا. فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فهذا يكذبه القرآن وان قال انهم يقصدون خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله زلفى. ويدفع عنا الله ببركته. ويعطينا ببركته. فكن وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبناء. الذي على القبور وغيرها فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام. هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك فهذا يرده ما ذكرها الله ما ذكر الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى او الصالحين فلابد ان اقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب. ذكر المصنف رحمه الله في كلامه المتقدم حججا تبطل تعلق المبطلين بدعوى شفاعة النبي صلى الله عليه ان لم فانهم ان ادعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وان داعيه يطلبه مما اعطاه الله سبحانه وتعالى فجوابه ان يقال له انما ذكرته من اعطاء الله نبيه صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق لا ننكره بل نحن نعتقد ان من اجل الشفعاء واعظمهم رتبة عند الله سبحانه وتعالى هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الله الذي اعطاه تلك الشفاعة اكراما منه سبحانه وانعاما وتفضلا نهانا ان نسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة. فكما اطعت الله في اثبات الشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فاطع الله عز وجل في ان يكون سؤالك الشفاعة من الله وحده لا شريك له. ثم ذكر رحمه الله حجة ثانية. وهي ان الشفاعة التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اعطاها غيره. فالملائكة يشفعون والانبياء يشفعون والافراط يعني الصغار الذي الذين ماتوا يشفعون والله عز وجل جعل لهؤلاء الشفاعة فاذا زعم ان هؤلاء الذين اوتوا الشفاعة يسألون الشفاعة كما يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقد وقع في الشرك الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن من دعاء اهل الجاهلية الاولى الانبياء والاولياء والصالحين فانهم يسألونهم الشفاعة. وقد جعل الله عز وجل سؤالهم لهم شركا. وان قال هم اعطوها وانا لا اسألهم اياها فحين اذ يقال كما امتنعت عن سؤال الانبياء والملائكة والافراط الشفاعة وجب عليك ان تمتنع عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة. فان المطلوب الملتمس هو الشفاعة وهي قد اتاها الله عز وجل الانبياء والملائكة والاولياء والافراط كما اتاها محمدا صلى الله عليه وسلم فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله لا يغفره وهذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا ما هو فانه لا يدري يعني حقيقة الشرك وانما لا يدري حقيقة الشرك لانه لم يميز العبادة. فلو عقل ان العبادة تشمل جميع انواع التوجه والطلب القلب لعلم انها لا تكون الا لله سبحانه وتعالى. فحينئذ قل له كما قال المصنف كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه لان المدعي براءته من شيء لا تصح براءته الا مع معرفتك. فلو قلت لاحد من الخلق انك اكلت الطعام الفلاني فانه ليس السبيل الاعظم في تبرئة نفسه ان يقول لم اكله بل اعظم من ذلك ان يقول لا اعرفه لا اعرف هذا النوع من الطعام الذي ادعيت اني اكلته. فحين اذ هذا الذي يشبه بما يشبه به من المقالات المبطلة ثم يبرئ نفسه يسأل هذا الذي تبرئ نفسك منه كيف تبرئ نفسك منه وانت لا تعرفه فاذا قال المتلطخ بالشرك انا بريء من الشرك يطلب منه بيان هذا الشرك الذي يتبرأ منه فاذا لم يعرف هذا الشرك فكيف تصح براءته منه؟ فان البراءة من شيء لا تصح لمن يعرفه. ثم اسأله مستنكرا كيف يحرم الله الله عليك هذا؟ ويذكره ان ويذكر ان انه لا يغفره وانت لا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله يحرمه ذلك التحريم؟ وينهى عنه اشد التأكيد ثم لا يبين حقيقته محال ان يكون كذلك. فان ما خوطبنا به من الشرع امرا ونهيا قد بين اتم فلا يخفى شيء من المأمور به ولا يخفى شيء من المنهي عنه. لان امتثال المأمور فعلا لا يمكن الا مع معرفته وامتثال المنهي عنه تركا لا يمكن الا مع معرفته. فاذا قيل لرجل اقم الصلاة لم يمكنه ان يقيمها حتى ايش يعرفها واذا قيل له لا تسرق لم يمكنه ان يمتنع من ان يمتنع من السرقة حتى يعرف حقيقة السرقة. فكذلك لا لا يمكن للعبد ان يمتنع من الشرك الا مع معرفته حقيقة الشرك التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها وبينها وان زعم هذا المشبه المبطل ان الشرك هو عبادة الاصنام قاصدا حصر الشرك في عبادتها وانه هو لا يعبدها فجاوبه بما يدحض فجاوبه بما يدحض شبهته ويبطل مقالته وانه اجنبي بما ادعى عما جاء به الانبياء والمرسلون وذلك بايراد تؤالين عليه احدهما ان تقول له ما معنى عبادة الاصنام التي حصرت الشرك فيها ما معنى عبادة الاصنام التي حصرت الشرك فيها اتظن انهم كانوا يعتقدون فيها انها تخلق وترزق وتدبر فان هذا يكذبه القرآن فانهم كانوا يقرون ان الخلق والرزق والملك والاحياء والاماتة لله رب العالمين. وان قال هو من قصد خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعو ذلك ويذبح له ويقول انها تقربه الى الله زلفى وانه يدفع عنا ببركته فقل له هذا تفسير صحيح لعبادتها. هذا تفسير صحيح لعبادتها وهذا الذي ذكرته من ان اولئك كانوا يقصدونها يرجون نفعها ويخافون عذابها وعقابها ويحذرون ضرها هو الذي وقعتم فيه عند القبور والاحجار التي تدعونها والسؤال الاخر ان يقال له اش قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك انه محصور في عبادتهم وان التعلق بالانبياء والصالحين هل مقصودك ان الشرك محصور في عبادتهم وان التعلق بالانبياء والاولياء والصالحين لا يدخل في ذلك ولا يكون شركا فان ادعى ذلك بينا له بطلانه. فان الله سبحانه وتعالى ابطل في القرآن التعلق بالانبياء والملائكة والصالحين والاولياء كما ابطل سبحانه وتعالى التعلق بالاحجار والاشجار والاصنام فان المعبودات على اختلاف انواعها صالحا او طالحا يكون التوجه اليها شركا اذا وجد معنى العبادة. فالذي اعبدوا النبي والولي والملك هو في الحكم كالذي يعبد الشجر والحجر والفلك فان الذي يعبد النبي والولي والملك هو في الحكم كالذي يعبد الشجر والحجر والفلك لماذا لماذا يسوى بين من يعبد النبي والولي والملائكة وبين من يعبد الشجر والحجر والافلاك لماذا؟ ها يا عبد الله لان هذا وذاك جعل عبادتهما لغير الله سبحانه وتعالى. فمتى جعل شيء من العبادة لغير الله وقع ذلك الجاعل في الشرك سواء جعله لنبي او جعله لشجر وحجر وصنم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله شيئا فقل له ومش بالله فسره لي فان قال هو عبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام فسرها لي وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له؟ فسرها لي. فان فسرها بما بينته فهو المطلوب. وان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه وان فسرها بغير معناها بينت له الايات الواضحات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يسألونه في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه كما صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ انها دا لشيء عجاب. بين المصنف رحمه الله بعدما تقدم سر المسألة يعني الاصل الذي يجمعها يعني الاصل الذي يجمعها وترجع اليه. فاعاد جواب الشبهة المدعاة انفا ان الشرك هو عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر اي تقدم منه بسط القول في كشف تلك الشبهة نشرا ثم اعاد دفعها لفا يعني طيا باجازة وهذا من انواع التفنن في الكلام وتتأكد منفعة البيان في الكلام اذا كان لاظهار الحق فان اولى الكلام بان يكون بيانا هو الحق. واذا تيسر لناصره ان يتفنن فيه فيجيء به على انواع مختلفة ومسالك متعددة فان هذا هو الحري. وهو من اعظم الجهاد في بيان الحقوق اصواته فعمد المصنف الى تنويع مسالك ابطال الباطل بسوقه في مسلك اخر ملفوفا اي مطويا بعد ما سبق نشره من دحض هذه الشبهة وحاصلوا ما ذكره ان المبطل المفاوض بكون الشرك منحصرا في عبادة الاصنام ان المشرك المبطل المفاوض يعني المراجع في كون الشرك منحصرا في عبادة الاصنام له ثلاث احوال له ثلاث احوال احدها ان يتوقف ان يتوقف في مناظرته فيما ادعاه ان يتوقف في مناظرته فيما ادعاه فيقال له انت لا تعرف الحق من الباطل انت لا تعرف الحق من الباطل وهو كاف في ابطال دعواه. لانه لا يميز الشرك الذي يتنصل منه لانه لا يميز الشرك الذي يتنصل منه وتانيها ان يفسر الشرك ودعاء غير الله بما فسره الله عز وجل في القرآن ان يفسر الشرك ودعاء غير الله عز وجل بما فسره الله عز وجل بالقرآن فاذا فسر الشرك بما فسره الله في القرآن انقطعت حجته لماذا اذا فسر الشرك بما فسره الله في القرآن انكسرت انقطعت حجته لماذا يا احمد احسنت لان الذي فسره الله في القرآن من حقيقة الشرك غير محصور في عبادة الاصنام لان ما فسره الله من حقيقة الشرك في القرآن غير محصون في عبادة الاصنام. فاذا فسرته بهذا فانه كما في الاصنام يكون مع غيرهم. وثالثها ان يفسر الشرك بمعنى باطل مخالف لما اخبر الله عنه. ان يفسر الشرك بمعنى باطن مخالف لما اخبر الله عنه بين له الايات الواضحات في معنى الشرك وعبادة غير الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فان قال انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل ان عبد القادر ولا غيره ابن الله. فالجواب ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل. قال الله تعالى قل هو الله احد الله الله الصمد والاحد الذي لا نظير له والصمد المقصود في الحوائج. فمن جحد هذا فقد كفر. ولو لم يجحد اخر السورة ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد. فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اول السورة. وقال الله تعالى ما اتخذ الله من ان ولد ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله. والذي كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب الاربعة. يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فقل هذا هو الحق ولكن لا يعبدون ونحن لا ننكر نحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه. والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم. ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين ذكر المصنف رحمه الله من جدار المبطلين ومماحلات المشبهين في باب توحيد العبادة قولهم ان الله سبحانه وتعالى لم يكفر مشركي العرب بدعاء الملائكة والانبياء ولكنه كفرهم لما زعموا ان الملائكة بنات الله وانهم هم لا يقولون ان احدا من هؤلاء المعظمين قديما وحديثا كعبد القادر وغيره هم ابناء الله سبحانه وتعالى. فكيف يكفر هؤلاء؟ وجواب باطلهم من اربعة اوجه وجواب باطنهم من اربعة اوجه اولها ان نسبة الولد الى الله سبحانه وتعالى كفر مستقل. ان نسبة الولد الى الله تعالى كفر مستقل قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد ثم قال لم يلد ولم يولد فاثبات ولد له كفر برأسه ولو كان يدعي العبد انه موحد لله. فلو قدر ان احدا يدعو الله ويستغيثه ويسأله ويذبح له وينظر له وزعم ان احدا هو ولد لله فهذا كافر خارج من الملة وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه. عبادة غيره ونسبة الولد اليه وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وقال وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقوا له بنين وبنات بغير علم الايتان المذكورتان مشتملتان على نوعين من الكفر فالايتان المذكورتان مشتملتان على نوعين من الكفر هما عبادة غير الله ونسبة الولد اليه هما عبادة غير الله ونسبة الولد اليه. فمن دعا غيره فهو ايش كافر. كافر. ومن نسب اليه الولد فهو مشرك كافر ايضا. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات ان الذين كفروا بدعاء اللات لم يجعلوه ابنا لله لم يجعلوه ابنا لله وكذلك الذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم ابناء لله وكذلك الذين كفروا بدعاء الجن لم يجعلوهم ابناء لله والمراد انه يوجد فيمن يدعو الجن لا يعتقد انهم ابناء لله. كما انه يوجد من يعتقد من مشرك العرب ان الجن ابناء لله سبحانه وتعالى ففي العرب شرك من هذه الجهة وهذه الجهة في الجن. لكن المقصود ان في العرب من لا يدعي ان الجن هم من ابناء الله ولكنه يدعوهم من دون الله فهو مشرك كافر. كما ان ذاك الذي يدعي انهم ابناء لله هو يكون كافر ورابعها ان العلماء في جميع المذاهب ان العلماء في جميع المذاهب في باب المرتد يذكرون في باب حكم المرتد يذكرون ان بما ان جميع العلماء في المذاهب المتبوعة الاربعة وغيرها يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم لله ولدا خرج من الاسلام. وان اشرك بالله خرج من الاسلام. ان المسلم اذا دعا لله ولدا خرج من الاسلام وان اشرك بالله خرج من الاسلام فيهفرقون بين هذين النوعين فيفرقون بين هذين النوعين فهذا كفر وهذا كفر وهذه المسألة مذكورة عندهم في باب حكم مرتد من كتاب ايش من كتاب الحدود من كتاب الحدود ومن اللطائف المبينة حقائق الدين المدعاة زورا في الكلب من الائمة الصادقين نسبة احد من العلماء الى التكفير لانه يكفر فان هذه النسبة موجودة عند كل عالم من علماء الامة فان فقه المذاهب الاربعة في كتاب الحدود فيه باب حكم المرتد ولو ان الناس نشروا كتب فقهاء الحنفية خاصة لوجدوا فيها اضعاف اضعاف اضعاف ما يجدونه في بالدرر السنية او غيره ولكن الهوى يلعب باهله. وهؤلاء وهؤلاء محقون. فان من كفره الله فهو كافر. ولكن بعض الناس لا يتصلوا بعلمه الا شيء. فيغفل عن كلام الفقهاء رحمهم الله في باب حكم مرتد. فيظن انه لا يوجد الكلام وعلى التكفير الا في هذا الكتاب دون ذلك الكتاب. ولو انه كان خبيرا بالمعارف الاسلامية والحقائق الدينية لوجد ان ان هذا امر ان هذا امرا ان هذا امر ثابت في دواوين الاسلام في كتب الفقهاء. فليس الشأن في صدور التكفير ولكن الشأن كل الشأن في ان يكون التكفير بحق لا بباطل ومن هذا الجنس المذكور هنا ان الفقهاء في باب المرتد ذكروا كفر هذا وذاك فاذا اشرك احد ينتسب الى الاسلام فهو عند هؤلاء الفقهاء كافر خارج من الملة. ولا يختص بهؤلاء دون هؤلاء دين الله لا ينسب الى احد دون احد. بل دين الله هو ما جاء في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. علمه من علمه له من جهله ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه ان قال بعد ما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يعرض بما لهم من مقام كريم وجاه عظيم عند الله سبحانه وتعالى فقل مبينا قدرهم هذا هو الحق ولكنهم لا يرفعون فيعبدون ولا يخفضون فيهضمون. فاولياء الله عز وجل لهم حق اوجبه الله سبحانه وتعالى لهم فان زيد عن هذا الحق وقال العبد في الغلو واذا نقص عنه وقع العبد في الجفاء فحقهم الذي لهم حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم. واما الذي ليس لهم فهو دعاؤهم من دون الله وعبادتهم من دون الله سبحانه وتعالى. ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات. فاهل السنة يقرون بما للاولياء من الكرامات. وينزهونهم عما يدعى له هم من الخرافات وربما وجد في كلامهم ما يهول هؤلاء لو ذكر لهم انهم يقولونه كقول ابن تيمية الحفيد انه لا يعلم احد بعد الصدر الاول. من الصحابة والتابعين واتباع التابعين جرى له من الكرامات كالذي جرى للشيخ في عبد القادر الجيلاني رحمه الله فانه كان عابدا عالما صالحا من فقهاء الحنابلة وعبادهم وصلحائهم فاجرى الله عز وجل على يديه ما اجرى من الكرامات تثبيتا واظهارا لمقامه. وهم يعتقدون مع ذلك ان هذه الكرامات التي له او لغيره لا تجعله متوجها اليه بالدعاء من دون الله سبحانه وتعالى. والامر كما قال المصنف ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين باطلين. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في من الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان شرك الاولين اخف من كاهل وقتنا بامرين احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة او الاولياء او الاوثان مع الله الا في الرخاء واما في الشدة فيخلصون الدين لله. كما قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ظلمات ظل من تدعون الا اياه. وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله اوتتكم الساعة غير الله تدعون الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيب اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسيما كان يدعو اليه من قبل. الاية وقال تعالى واذا غشيهم موج كالظلم فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء. واما في الشدة فلا يدعون الا الله وحده لا شريك له. وينسون ساداتهم تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين ولكن اين من يفهم قلبه هذه المسألة فهما راسخا. والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله اما نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية. واهل زماننا يدعون مع الله اناسا من افسق الناس. والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي يعتقد في الصالح والذي لا يعصي. مثل الخشب والحجر اهون ممن اعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. ذكر المصنف رحمه الله ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه يشركون في زماننا الاعتقاد وهو تأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق انه هو الشرك الذي انزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن وقاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم الناس. فان هناك فرقين عظيمين بين في الاولين وشرك المتأخرين احدهما ان الاولين يشركون بالله في الرخاء دون الشدة ان المشركين الاولين يشركون بالله في الرخاء دون الشدة فاذا لحقتهم شدة اخلصوا لله سبحانه وتعالى واما المشركون المتأخرون فانهم يشركون بالله في الرخاء والشدة. واما المشركون المتأخرون فانهم يشركون بالله بالرخاء والشدة وهذا الفرق جعله المصنف القاعدة ايش؟ من كتاب القواعد الاربع جعله القاعدة الرابعة من القواعد الاربع والفرق الثاني ان الاولين كانوا يدعون من دون الله سبحانه وتعالى اناسا صالحين من الانبياء والاولياء وغيرهم او احجارا واشجارا غير عاصية او احجارا واشجارا غير عاصية. واما المتأخر فانه بلغ الامر بهم ان يدعو من دون الله عز وجل من يشاهد منه الفسق والفجور. ان يدعو من دون الله عز وجل من يشاهد منه الفسق والفجور ومعنى ما ذكره امام الدعوة هنا وفي غير هذا الموضع من وقوع ذلك ان ذلك المدعو الذي يعظم في المتأخرين ليس مجمعا على صلاحه كالاولين الذين يدعون من دون الله بل تجد في من يدعى من الناس في الازمنة المتأخرة من هو عند قوم صالح وهم يتوجهون اليه. ومن هو عند اخرين رجل ايش فاسق فاسد كالذي يذكر من فجور وفسق يوسف وادريس وشمسان وغيرهم ممن كانوا في بعض هذه النواحي فانهم كانوا اهل دجل وفجور وسحر واختلاط بالنساء ويرمون بالزنا بهن على ما يعرف في تاريخهم ومع ذلك كان في الناس من يتوجه اليهم رغبة ورهبة هذا معنى كلامه رحمه الله. وسبق بست القول في بيان الفروق بين شرك المتقدمين والمتأخرين فذكرنا فيما سلف مجموع الفروق كم؟ عشرة فروق ام في شرح القواعد الاربع. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اصح عقولا واخف شركا من هؤلاء. فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا. وهي من اعظم شبههم فاصغي سمعك لجوابها وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا ونحن نشهد ان لا اله الا الله وهو ان محمدا رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم. فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟ فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امن ببعض القرآن وجحد بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة او اقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة او اقر بهذا كله وجحد وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج. ولما ولما لم ينقد ولما لم قد اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج انزل الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع. وحل دمه وماله. كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. فاذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا. زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل ما الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله. لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب فيه وقد نطق به القرآن كما قدمنا. فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج. فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور كفر. ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. واذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل الذي هو دين الرسل كلهم. لا يكفر سبحان الله ما اعجب هذا الجهل! ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون فان قال انهم يشهدون ان مسيلمة نبي ان مسيلمة نبي اي ان مسيلمة نبي. قلنا هذا هو المطلوب. اذا كان من رفع اذا فكان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة فبمن رفع شمسنا او يوسف او صحابيا او نبيا او غيرهم في مرتبة جبار السماوات والارض. سبحانه ما اعظم شأنه كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون. ويقال ايضا الذين حرقهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالنار. كل هم يدعون كلهم يدعون الاسلام وهم من اصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما فكيف اجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر والاعتقاد في علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يكفر. ويقال ايضا بنو عبيد القداح الذي اين ملك المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء دون ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من بلدان المسلمين. ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب باب حكم مرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه. ثم ذكروا اشياء كثيرة. كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه او كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب. ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر كفروا بعد اسلامهم اما سمعت الله كفرهم بكلمة؟ مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون الله وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله ان كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فهؤلاء الذين صرح الله فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قالوا كلمة ذكروا انهم قالوها على وجه المزح هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين. اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه الاوراق. ومن الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله تعالى عن بني اسرائيل قائل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام اجعل لنا اله وقال اناس من الصحابة اجعل لنا يا رسول الله اتى انواط كما لهم ذات انواط. فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل لموسى اجعل لنا اله ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة. وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك. وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواط لم يكفروا. فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك. وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك. ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا. وكذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات انواط بعد نهيه لكفروا. وهذا هو المطلوب. ولكن هذه القصة تفيد ان المسلمة بل العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهمناه ان هذا من اكبر الجهل ومكايد الشيطان وتفيد ايضا ان المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيد ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. لما فرغ رحمه الله تعالى من ابطال شبه المشبهين المدعين ان هؤلاء المشركين المتأخرين لم يقعوا في الشرك كر على دعوى اخرى مروجة وهي ان اولئك وان وقعوا في تلك الافعال فانها لا تستدعي تكفيرهم وقتالهم فابطلها رحمه الله تعالى بما ذكر فالشبه المذكورة في هذا الكتاب وجوابها ترجع الى اصلين فالشبه المذكورة في هذا الكتاب وجوابها ترجع الى اصلين. احدهما شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون ليس بشرك شبه يراد بها ان ما عليه المتأخرون من جعل العبادة لغير الله ليس شركا والاخر شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عن من وقع منه ذلك شبه يراد بها دفع التكفير والقتال عمن وقع منه ذلك وما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة متعلق بالشبه التي ترجع الى الاصل الثاني وهو دفع التكفير والقتال وهو من انفع ما في هذه الاوراق كما قال المصنف رحمه الله تعالى فانه ابطل هذه الدعوة من وجوه ثمانية فانه ابطل هذه الدعوة من وجوه تمانية الوجه الاول ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر فمن امن بالصلاة وكفر بالصيام فهو كافر. فمن امن بالصلاة وكفر بالصيام فهو كافر فمن دعا الله سبحانه وتعالى ودعا غيره فهو كافر لانه اثبت شيئا من الدين وانكر منه شيئا والوجه الثاني اطباق العلماء ومنهم الصحابة على تكفير من وقع في الكفر وقتالهم. تكفير العلماء اجماع اطباق العلماء منهم الصحابة على تكفير من وقع منهم الشرك والكفر وقتالهم وهذا استدلال بالاجماع العملي وهذا استدلال بالاجماع العملي في وقائع ثلاثة في وقائع ثلاث. فالواقعة الاولى واقعة الصحابة مع مع بني حنيفة واقعة الصحابة رضي الله عنهم مع بني حنيفة فان بني حنيفة كانوا يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله ولكنهم كانوا يقولون ايش؟ ومسيلمة ومسيلمة رسول الله. ومسيلمة رسول الله اكثرهم الصحابة بذلك وقاتلوهم عليه مع انهم يقولون لا اله الا الله. والواقعة الثانية ما جرى من علي من علي رضي الله عنه ما جرى من علي رضي الله عنه من تكفير الغاليين فيه من تكفير الغالين فيه وتحريقهم بالنار وتحريقهم بالنار مع انهم ينسبون انفسهم الى الاسلام مع انهم ينسبون انفسهم الى الاسلام فوافقه الصحابة في تكفيرهم فوافقه الصحابة في تكفيرهم وقتلهم وانكر عليه ابن عباس رضي الله عنه ايش تحريقهم وانكر عليه ابن عباس رضي الله عنه تحريقهم فهو لم ينكر كفرهم هو قتلهم ولكنه انكر ما عوقبوا به من التحريق. والواقعة الثالثة ما جرى من العلماء عند ظهور العبيديين ما جرى من العلماء عند ظهور العبيديين في عهد بني العباس المتسمين بالفاطميين المتسمين بالفاطميين فان العلماء اطبقوا على كفرهم نقل اجماعهم القاضي عياض المالكي. فان العلماء اطبقوا على كفرهم نقل اجماعهم القاضي عياض المالكي لانهم وان انتسبوا الى الاسلام فانهم كانوا يعتقدون في ملوكهم صفات الالوهية حتى قال قائلهم ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فانت الواحد القهار. تعالى الله عما يقول المبطلون. وهم من فرق الباطل فاتفق العلماء على كفرهم ووجوب قتالهم والف ابو الفرج ابن الجوزي كتابا اسمه النصر على مصر النصر على مصر لانهم كانوا اتخذوا مصر قاعدة لهم والوجه الثالث ان العلماء في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب حكم المرتد ان العلماء في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب حكم المرتد يذكرون فيه نواقض الاسلام يذكرون فيه نواقض الاسلام ومرادهم ان من وقع فيها من اهل الاسلام فانه يخرج منه ومرادهم ان من وقع فيها من اهل الاسلام فانه يخرج منه فالمرتد عندهم اسم لمن لمن كان مسلما ثم كفر. فالمرتد عندهم اسم لمن كان مسلما ثم كفر. فاذا وقع في الكفر وان قال لا اله الا الله فانه يكون مرتدا. والوجه الرابع ان الله حكم بكفر اناس لقولهم كلمة ان الله حكم بكفر اناس لقولهم كلمة تكلموا بها. قال الله تعالى ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم فهم كفروا بتلك الكلمة التي تكلموا بها مع كونهم يقولون لا اله الا الله وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. والوجه الخامس ما وقع من المستهزئين في غزوة تبوك. ما وقع من المستهزئين في غزوة تبوك. فاكثرهم الله عز وجل باستهزائهم مع انهم خرجوا في الجهاد بزعمهم مع انهم خرجوا في الجهاد بزعمهم عن النبي صلى الله عليه وسلم والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن ان الذين نزل فيهم القرآن من مشركي العرب لا يشهدون ان لا اله الا الله وهم مكذبون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المتأخرون وان زعموا انهم يشهدون ان لا اله الا الله فهم يصدقون النبي في شيء ويكذبونه في شيء فهم يصدقون النبي صلى الله عليه وسلم في شيء ويكذبونه في شيء كما تقدم من ذكر حالهم مع دعاء النبي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر ان من جحد وجوب الحج كفر وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كالواقع في سبب نزول اية الحج. في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمي انها نزلت في اناس اقروا بالصلاة والصيام ولكنهم لما امروا بالحج ابوا. وهذا يروى فيه شيء عن التابعين. وليس فيه شيء مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا المعنى حق باتفاق الفقهاء. فمن اقر بالصلاة والصيام وجحد الحج فهو كافر خارج من الملة. لا ريب في بكفره والوجه الثامن حديث ذات انواط والوجه الثامن حديث ذات انواط الذي رواه الترمذي من حديث ابي واقد الليثي ونكمل بيانه ان شاء الله تعالى بعد الاذان انتهى بنا البيان الى ذكر الوجه الثامن مما ذكره المصنف وهو حديث ذات انواط وهو عند الترمذي من اصحاب الكتب الستة باسناد صحيح من حديث ابي واقد الليثي وفيه ان بني اسرائيل وقعوا في الكفر لما قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام اجعل لنا الها كما لهم الهة فزجرهم موسى عليه الصلاة والسلام ونهاهم عن ذلك نظيره في حال من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه ان يجعل لهم شجرة عظيمة ينوطون بها اسلحتهم فانكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم. وامتنع كفر هؤلاء هؤلاء وامتنع تكفير هؤلاء وهؤلاء لانهم لما نبهوا انزجروا فلو انهم وقعوا في الكفر كفروا لكن النبيين الكريمين محمدا وموسى عليهما الصلاة والسلام بين للطائفتين ان هذا من الشرك وجعل اله مع الله سبحانه وتعالى فانكفوا عنه. والذي جرى عليه المصنف في كتاب كشف ان الواقع من الصحابة هو من الكفر من الشرك الاكبر. ووقع في كلامه في كتاب التوحيد بيان ان الواقع منهم هو من الشرك الاصغر فامام الدعوة له قولان في بيان قدر الشرك الواقع ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة حادثة ذات انوار احدهما انه شرك اكبر وهو الذي ذكره في كشف الشبهات والاخر انه شرك اصغر وهو الذي ذكره في كتاب التوحيد ولو قيل بامكان وقوع النوعين على اختلاف الافراد كان ممكنا. ولو قيل بامكان وقوع نوعين على اختلاف الافراد كان ممكنا فيكون منهم من وقع بطلبهم في الشرك الاكبر باعتقاد استقلالها بالتأثير ومنهم من وقع في الشرك الاصغر باعتقاد كونها سببا من الاسباب وكلهم لم يجري عليهم اسم التكفير لانهم انزجروا على لانهم انزجروا عن ذلك فلم يقعوا فيه وهؤلاء الذين وقع منهم ذلك كانوا حدثاء عهد بكفر واولئك الذين وقع منهم ذلك كانوا حدثاء عهد بكفر فكبار الصحابة هو اجلاؤهم لا يكون منهم كذلك لطول عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة التوحيد وكيفما كان فاللائق في مقام الصحابة نسبتهم الى وقوع الشرك الاصغر لا الى الشرك الاكبر فان هذا احرى في قدرهم. واما اذا صار البيان في حق غيرهم فحين اذ يقال ان من قصد التبرك بشيء معتقدا استقلاله بالتأثير شرك اكبر وان اعتقد انه سبب من الاسباب فهذا شرك اصغر. ثم ذكر المصنف رحمه الله ثلاث فوائد من قصة ذات انواط اولها الحذر من الشرك اولها الحذر من الشرك بمباعدته وقد عقد امام الدعوة بابا في كتاب التوحيد فقال باب الخوف من الشرك. فالعبد مأمور ان يخاف من الشرك وتنهى الاعلام بان العبد الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم ثم نبه عليه فانتبه وتركه فانه لا يكفر ثم نبه عليه فانتبه وتركه فانه لا يكفر. وثالثها ان من لم يكفر بكلمة الكفر او فعله لوجود ما يرفع عنه التكفير فانه لا يتساهل معه بل يغلظ له تغليظا شديدا لينزجر عن ذلك كما غلظ موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وقد بوب البخاري في كتاب العلم باب الغضب في الموعظة. باب الغضب في الموعظة. وذكر امام الدعوة في كتاب التوحيد في مسائل باب من تبرك بشجرة او حجل ونحوهما من المسائل الغضب والتغليظ وفي التعليم اي اذا وجد موجبه فاذا وجد موجب التغليظ والغظب عند التعليم وهداية الخلق انه يعمد الى ذلك. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله. وقال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله وكذلك قوله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها. ومراد هؤلاء الجهلة ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء الجهلة المشركين معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم. قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بنو بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بالنار وهؤلاء الجهلة مقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجلا ادعى الاسلام بسبب انه ظن انه ما ادعى الا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك. وانزل الله تعالى افي ذلك يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية. اي تثبتوا فالاية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل. لقوله فتبينوا ولو كان لا يقتل اذا قالها الم يكن للتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله معناه ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منهما يناقض ذلك. والدليل وعلى هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟ وقال امرت ان اقاتل الناس حتى فيقول لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم لان ادركتم لاقتلنهم قتلى عاد. مع كونهم من اكثر الناس عبادة تكبيرة تكبيرا وتهليلا حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم. وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الاسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة. وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني المصطلق لما اخبره رجل انهم منعوا الزكاة حتى انزل الله يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ. الاية وكان الرجل كاذبا عليهم. وكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه سلم في الاحاديث الواردة ما ذكرنا. ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى بعد تلك الشبهة. فان الشبهة الاولى تضمنوا ان هؤلاء يقولون لا اله الا الله فكيف يكفرون ويقاتلون؟ واما هذه الشبهة فانهم ادعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة قتله رجلا لما قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله وكذلك قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم وكذلك الاحاديث التي في الكف عن من قال لا اله الا الله. ومراد هؤلاء ان من قال هذه الكلمة فانه لا يكفر وتكون عاصمة له ويعزب عن علم هؤلاء ان اليهود الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم هم يقولون لا اله الا الله وكذلك بنو حنيفة الذين قاتلهم الصحابة رضي الله عنهم واكفروهم هم يقولون لا اله الا الله ولكن هؤلاء المبطلين لم يفهموا هذه الاحاديث ومعنى هذه الاحاديث اثبات عصمة الحال لمن قال لا اله الا الله ومعنى هذه الاحاديث اثبات عصمة الحال لمن قال لا اله الا الله بوجوه الكف عنه بوجوب الكف عنه في دمه وماله اذا قالها. ووراء تلك العصمة عصمة ثانية لا تثبت الا مع التزام مقتضى لا اله الا الله. ووراء تلك العصمة عصمة ثانية لا تثبت الا مع التزام اقتضى لا اله الا الله وهي عصمة المآل. فهي وهي عصمة المآل. فالعصمة التي تحقن بها الدماء وتحفظ الاموال نوعان. فالعصمة التي تحقن بها الدماء وتحفظ الاموال نوعان. احدهما عصمة الحال عصمة الحال ويكفي فيها قول لا اله الا الله والاخرى والاخر عصمة المآل ولا يكفي فيها مجرد قول لا اله الا الله بل لا بد من التزام مقتضاها. ولا يكفي فيها قول لا اله الا الله لا اله الا الله بل لابد من التزام مقتضاها. وسبق بيان ذلك في الاربعين النووية عند اي حديث ايه حنا قلناه هذا حديث ابن عمر الناس كم رقمه ايه احسنت في الحديث الثامن من احاديث الاربع النووية وهو حديث امرت ان اقاتل الناس من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ثم ذكر المصنف رحمه الله اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث على الوجه الذي ذكرناه. اولها ان الذي قال صلى الله عليه وسلم اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى قولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج وهم يقولون لا اله الا الله فليس مجرد قول لا اله الا الله عاصما للدم بل ربما يسقط بما يقتضيه حق الاسلام. والمسقط له في حق الخوارج هو الكفر او الفسق. على قوله لاهل العلم اصحهما والله الله اعلم ان الخوارج فساق ليسوا كفارا وقد نقل ابو العباس ابن تيمية الحبيب اجماع الصحابة على ان الخوارج ليسوا كفارا وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود وهم يقولون لا اله الا الله فانه قاتل بنو فانه قاتل بني يقع ثم بني النظير ثم بني قريظة من اليهود الذين كانوا في المدينة ثم ادرك بقاياهم في خيبر وكلهم يقولون لا اله الا الله وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة بني حنيفة. ما تقدم من قتال الصحابة بني وهم يقولون لا اله الا الله. ورابعها قصة بني المصطلق. قصة بني المصطلق. وهم قوم من خزاعة من العرب وهم قوم من خزاعة من العرب دخلوا في الاسلام وارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم الوليد ابن عقبة رضي الله عنه ساعيا يجمع زكاتهم وفيه انزلت هذه الاية يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ والاحاديث المروية في ذلك ضعيفة لكن ابا موسى المديني الحافظ نقل الاجماع على ان هذه الاية في الوليد بن عقبة لكن ابا موسى المدين للحافظ نقل الاجماع على ان هذه الاية في الوليد ابن عقبة وحقيقة الامر انول ان الوليد بن عقبة خرج اليهم يريد جباية الزكاة منهم فلما اقبل عليهم خرجوا يستقبلونه. فلما رأى جمعهم قسطا ظن انهم يمتنعون منه. فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره خبرهم على الوجه الذي فهم فهذه الاية في تقرير اصل كلي في تلقي الاخبار. لا على الجزم بوقوع هذا الوصف من الوليد بن عقبة رضي الله عنه هذا وجه تعلق الاية بقصة الوليد ابن عقبة مع بني المصطلق. وهؤلاء كانوا يقولون لا اله الا الله لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع في علمه انهم يمتنعون من الزكاة خرج لقتالهم مع كونهم يقولون لا اله الا الله ثم انكشفت جلية الامر له صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ولا هم شبهة اخرى وهي ما النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى ثم ثم بعيسى وكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان قل سبحان من طبع على قلوب اعدائه فان الاستغاثة فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها. كما قال تعالى افي قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم. او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق. ولا يقدر عليها الا الله تعالى اذا ثبت ذلك فالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب موقف وهذا جائز في الدنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادع الله لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه ذلك عند قبره بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره فكيف دعاؤه نفسه؟ ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار اعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه الصلاة والسلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبرائيل شركا لم يعرض على ابراهيم. فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه فانه كما قال الله تعالى فيه علمه شديد القوى. فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل ولو امره الله ان يضع ابراهيم عنهم في مكان بعيد لفعل ولو امره ان يرفع الى السماء لفعل. وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا في عرض عليه ان يقرضه او يهبه شيئا يقضي به حاجته. فيأبى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ. ويصبر حتى يأتي الله برزق منه لا منة فيه لاحد. فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون. ختم المصنف رحمه الله لشبهتين من شبه المشبهين في باب توحيد العبادة. فالشبهة الاولى استدلالهم بحديث الشفاعة الطويل. وفيه استغاثة الخلق بالانبياء ان يرفع عنهم هذا البلاء ولم ينكر الانبياء ولم ينكر الانبياء عليهم ذلك وجواب هذه الشبهة ان الخلق يسألون الاستغاثة من حي قادر حاضر حينئذ. فهم يسألونهم الدعاء وهم حال وقدرة على ما يسألونهم عليه. فكيف تجعل تلك الحال كحال الذين يدعون ميتا او غائبا او من لا يقدر على شيء فان هذا استدلال بالدليل في غير مقامه. فاستغاثة الناس بالانبياء كما قال المصنف رحمه الله تعالى فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها. حتى قال وكما تغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء او غيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى. واما الشبهة الثانية فهي استدلالهم قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما عرض له جبريل اذ القي ابراهيم في النار قال له جبريل الك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا وزعم هؤلاء انه لو كانت الاستغاثة بجبرائيل شركا لم يعرضها على ابراهيم وهذه الشبهة مندفعة من وجهين وهذه الشبهة مندفعة من وجهين احدهما من جهة الرواية وهي بطلان هذه القصة احدهما من جهة الرواية وهي بطلان هذه القصة فانها لا تروى من وجه صحيح. فانها لا تروى من وجه صحيح. وغاية ما فيها اثار اثار المقاطيع غير مرفوعة والوجه الثاني من جهة الدراية والوجه الثاني من جهة الدراية وهي ان قول جبريل لابراهيم عليه الصلاة والسلام الك حاجة؟ ليس من قبيل الاستغاثة الشركية ان قول جبريل لابراهيم عليه الصلاة والسلام الك حاجة؟ ليس من قبيل الاستغاثة الشركية لماذا؟ لان جبريل عرض عليه شيئا يقدر عليه مع حياته وحضوره. لان جبريل عرض عليه شيئا يقدر عليه مع حياته وحضوره. وليس هذا هو الواقع في الاستغاثة الشركية نعم الله اليكم ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم. ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ان التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل. فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما. فان عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كبير فرعون وابليس وامثالهما وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق ولكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار. ولم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا لشيء من الاعذار. كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنا قليلا وغير ذلك من الايات كقوله يعرفونه كما يعرفون ابناءهم. فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق. وهو شر من الكافر الخالص كما قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في احسن الله اليك. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها في السنة ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنياه اوجاهه او ملكه او مداره وترى من يعمل به ظاهرا لا باطنا فاذا سألته اما يعتقد بقلبه انه لا يعرفه. ولكن عليك بفيمايتين من كتاب الله تعالى اولاهما ما تقدم وهي قوله لا تعتذروا قد كفرتم من بعد فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غسوة تبوك على وجه المزح تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. ولكن من شرح بالكفر صدرا فلم يعذر الله من هؤلاء الا من اكره مع كون قلبه مطمئنا بالايمان. واما غير هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او ومداراة او مداراة لاحد او مشحة بوطنها واهلها وعشيرته او ماله او فعله على وجه المزح او لغير ذلك من الاغراض الا المكره والاية تدل على هذا من جهتين. الاولى قوله الا من اكره فلم يستثني الله الا المكره. ومعلوم ان الانسان لا يكره الا الا على العمل او كلام واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة. فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين او محبة الكفر وانما سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثره على والله اعلم ختم المصنف رحمه الله كلامه بمسألة اشار اليها بالتعظيم فقال ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة بين فيها ان التوحيد متعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل فلا الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد. اما من اقر بقلبه فقط او اقر او اعترف بالتوحيد في ظاهر عمله وفي قوله ولم يكن باطله مطمئنا به فانه لا يكون موحدا ولا يكون العبد موحدا الا باجتماع قلبه ولسانه وعمله على التوحيد. فالناس ينقسمون فلهذا الى ثلاثة اقسام فالناس ينقسمون باعتبار هذا الى ثلاثة اقسام. اولها ان يكون العبد مقرا بالتوحيد باطلا وظاهرة ان يكون العبد مقرا بالتوحيد ظاهرا وباطنا وهذه هي حال الموحد. جعلنا الله واياكم منهم. وهذه هي حال الموحد والقسم الثاني من يقر بالتوحيد باطنا من يقر بالتوحيد باطنا بمعرفة قلبه. ولكنه لا يلتزم به ظاهرا لكنه ولكنه لا يلتزم به ظاهرا. وهذه حال الكافر. والقسم الثالث من يكون قلبه منطويا على الكفر اما ظاهره فانه ينطق بالتوحيد. من يكون باطنه منطويا على الكفر اما فانه ينطق بالتوحيد وربما عمل به. وهذه هي حال المنافقين. وهذه هي حال المنافقين هذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة من انقسام الايمان على القلب واللسان والعمل فلا يكون العبد مؤمنا الا باجتماع هذه الثلاثة على الايمان والتوحيد. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد بيان هذه المقامات الثلاثة المتعلقة بالتوحيد في القلب واللسان والعمل ان العبد ينبغي ان يحذر من الوقوع فيما يخالف هذا المقتضى وان يتحفظ بصيانة توحيده ثم ذكر ايتين كريمتين حاضا على فهمهما تدل على ان العبد قد يكفر بسبب كلمة يقولها على وجه اللعب والمزاح واذا كان يكفر بكلمة يقولها لعبا ومزاحا فانه يكفر من تكلم بالكفر او عمل به خوفا نقص ماله او مجاهاته او مداراة للناس او مشحة بوطنه او حفظا لماله ودنياه او غير ذلك ولا يعذر منهم الا من اكره وشرط عذره ان يكون قلبه مطمئنا ان يكون قلبه مطمئنا بالايمان والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد والاكراه هو ارغام العبد على ما يريد ومحله الظاهر دون الباطن ومحله الظاهر دون الباطن. فان عقيدة القلب لا اكراه فيها فان عقيدة القلب لا اكراه فيها. ولذلك لا يكون الاكراه عذرا الا مع اطمئنان القلب بالايمان. ولذلك لا يكون الاكراه عذرا الا مع اطمئنان القلب بالايمان وهذا غاية ما يناسب المقام في بيان معاني هذه الرسالة النافعة المسماة كشف الشبهات وهي رسالة جليلة في البحث والمناظرة بدفع شبه المشبهين ومقالات المبطلين في توحيد العبادة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بها جميعا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا حجة علينا. بقيت بقية في ختام هذا المجلس قبل الصلاة. احدهما اننا نبتدأ باذن الله سبحانه وتعالى يوم الثلاثاء المقبل بعد صلاة العشاء ببرنامج اصول العلم في سنده الثالثة وذلك في مسجد شيخنا ابن عقيل رحمه الله تعالى بحي الهدى المقابل حي السفارات يوم الثلاثاء بعد صلاة العشاء الاخر انه لم تزل بقية من برنامج اصول العلم في هذا المسجد وهي قراءة الثبات المتعلق باجازتكم هم في كتب هذا البرنامج وسنقرأها بعد صلاة العشاء باذن الله تعالى. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين