السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا ويسر بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله ما بينت اصول العلوم وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا طرح الكتاب السادس من برنامج اصول العلم في سنتها الرابعة ست وثلاثين واربع مئة والف وسبع وثلاثين واربع مئة والف وهو كتاب الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام في العلامة يحيى بن شرف النووي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية نفعنا الله بعلمه وعلمكما في الدارين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارض مدبر الخلائق اجمعين باعث الرسل صلوات وسلام عليه من المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين. بالدلائل القطعية البراهين احمده على جميع نعمه. واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين. وبالسنن المستنيرة المسترشدين جوامع الكلم وسماحة الدين. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين والكل وسائل الصالحين اما بعد ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة ثم دنى بحمد الله عز وجل على جميع نعمه سائلا اياه المزيد من فضله وكرمه. ثم تشهد شاهدا لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة ووقع في كلامه ما يشير الى مقصوده في كتابه في قوله المخصوص بجوامع الكلم فان من الخصائص النبوية والشمائل المحمدية ان الله عز وجل اتاه جوامع الكلم والجامع من الكلم ما قل لفظه ومبناه وجل قصده ومعناه ما قل لفظه ومبناه وجل قصده ومعناه فالكلام يوصف بكونه جامعا اذا اتصف بامرين احدهما قلة الالفاظ والمباني قلة الالفاظ والمباني والاخر جلالة المقاصد والمعاني جلالة المقاصد والمعاني فاذا كان اللفظ قليلا والمعنى جليل سمي الكلام جامعا وجوامع الكلم التي اوتيها محمد صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم فانه غاية الجمع في الكلم فلا شيء انفع للخلق منه فهو قليل المباني جليل المعاني والاخر ما صدق عليه النعت المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم ما صدق عليه النعت المتقدم من كلامه صلى الله عليه وسلم فاذا كان لفظه قليلا ومعناه جليلا عد من جوامع الكلم كقوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة والاحاديث المذكورة في هذا الكتاب هي من هذا الضرب فانها من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم. نعم فقد روينا عن علي بن ابي طالب وعبدالله بن مسعود ومعاذ ابن جبل وابي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس ابن ما لك وابي هريرة سعيد الخدري رضي الله عنهم اجمعين. بالطرق كثيرة بروايات متنوعة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء وفي رواية بعثه الله فقيه عالما. وفي رواية ابي الدرداء وكنت له يوم القيامة يوم القيامة شافعا وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له دخول من اي ابواب الجنة شئت. وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه. وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصى المصنفات فاول من علمته صنف فيه عبد الله ابن المبارك ثم محمد ابن اسلم الطوسي. العالم الرباني ثم الحسن ابن النسوي وابو بكر الاجري وابو بكر محمد بن ابراهيم الاصبهاني والدار قطري والحاكم وابو نعم وابو عبدالرحمن السلمي وابو سامر المالني وابو عثمان الصابوني وعبدالله بن محمد الانصاري وابو بكر البيهقي وخالق ليحصون من المتقدم والمتأخرين وقد استخرت الله تعالى في جمع اربع احاديث اقتداء بهؤلاء الائمة الاعلام وحفاظ الاسلام. وقد اتفق العلماء على جواز العمل الضعيف في فضائل الاعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة ليبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلى الله عليه وسلم نظر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأتى كما سمعها ثم ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة معتمد جماعة ممن صنفوا الاربعينيات الحديثية ذاكرا الاصل الذي بنوا عليه كتبه. وهو حديث من حفظ على امتي اربعين حديثا وعزاه الى رواية جماعة من الصحابة بالفاظ مختلفة ثم قال واتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه وافادت هذه الجملة امرين احدهما ان الحديث المذكور حديث ضعيف لم يرتفع ضعفه مع كثرة طرقه. فان الجاري في العادة عند المحدثين ان كثرة طوق الحديث تمنحه قوة. وتقاصرت طرق هذا الحديث عن رفعه عن رتبة الضعيف لاشتداد ضعف احادها لاشتداد ضعف احادها فان شرط تقوية الطرق الضعيفة بعضها ببعض كفة الضعف فاذا كان الضعف قويا في احادها لم يكسبها قوة والاخر ان الحكم على هذا الحديث بالضعف مما وقع عليه الاتفاق. فاتفق الحفاظ وهم رؤوس المحدثين الموصوفون بالمعرفة والتقدم في هذه الصنعة ان هذا الحديث ضعيف ولا يقدح في هذا الاتفاق الذي ذكره المصنف ان احد الحفاظ قبله وهو ابو طاهر السلفي ذهب في مقدمة كتابه الاربعين البلدانية الى تقوية الحديث فان ابا طاهر من حفاظ القرن السادس وكأن المصنف اراد اتفاقا قديما والاجماع اذا انعقد لم يقدح فيه مخالفة من خالف بعده ومخالفة الاجماع تقع في طورين احدهما قبل انعقاده فيكون جرى خلاف فيه ثم اجمع الناس عليه فحينئذ يعتذر عن تلك المخالفة بانها وقعت قبل انعقاد الاجماعي. فلا تقدحوا فيه كقول ابن المنذر واتفقوا على جواز الوضوء بالماء الاجل الا ابن سيرين فيكون الاتفاق انعقد بعد ابن سيرين على جواز الوضوء بالماء المتغير بطول المكث. والاخر ان تقع تلك المخالفة بعد انعقاد الاجماع ان تقع تلك المخالفة بعد انعقاد الاجماع فلا تقدح فيه لانه صار حجة لانه صار حجة. ومن هذا الجنس الواقع هنا فان مخالفة ابي طاهر السلفي وغيره ممن جاء بعده لا توهنوا الاتفاق الذي ذكره المصنف لانه اتفاق قديم عند الحفاظ. وساق المصنف هذا الحديث الذي عد اصلا بنى عليه المصنفون في الاربعينيات مصدرا له بقوله روينا وفيها لغتان مشهورتان الاولى ضم الراء وكسر الواو مشددة. روينا والثانية فتح الراء والواو بلا تشديد. فتح الراء والواو بلا تشديد. روينا. ولكل واحدة منهم هما مقامها فان اللغة الاولى روينا يأتي بها المتكلم اذا تفضل عليه شيوخه بالرواية فيقول روينا اي روى لنا مشايخنا واللغة الثانية يأتي بها المتكلم اذا استنبط هو مغوي مشائخه. اذا استخرج هو مروي مشايخه فاذا اقبل عليهم واستخرج ما عندهم من الرواية ساغ ان يقول روينا فالفرق بينهما ان الشيخ في اللغة الاولى هو المبتدئ ببذل الرواية. فيتفضل بها على اصحابه الاخرين عنه واما في اللغة الثانية فان الم تعلم هو المبتدئ بطلبها من شيخه. وذكر فيها لغة ثالثة وهي ضم الراء وكسر الواو مخففة روينا وهي ضم الواو الراء وكسر الواو مخففة. روينا وهذه اللغة عند التحقيق الى اللغة الاولى وهذه اللغة عند التحقيق ترجع الى اللغة الاولى فالفعل فيها مبني لغير المعلوم في كل لكنه تارة شددت الواو وتارة لم تشدد. ثم ذكر المصنف جماعة من الحفاظ الذين صنفوا في الاربعينيات ممن تقدمهم واردفهم وبذكر الباعث له على جمع هذه الاربعين وهو امران احدهما الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام حفاظ الاسلام الاقتداء بمن ذكر من الائمة الاعلام الاسلام والاخر بذل الجهد في بث العلم بذل الجهد في بث العلم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد منكم الغائب متفق عليه من حديث ابي بكرة رضي الله عنه. وقوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءا سمع اني مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها رواه ابو داوود والترمذي من حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه واسناده صحيح وذكر في اثناء كلامه اتفاق اهل العلم على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الاعمال وفيه نظر من وجهين احدهما ان حكاية الاتفاق متعذرة لوجود المخالفين ممن يرى ان في صحيح الحديث اغنية عن ضعيفه وهو كلام جماعة من اشهرهم الامام مسلم ابن الحجاج فانه صرح بهذا في مقدمة صحيحه فيشمل عند هؤلاء جميع ابواب الديانة ومنها فضائل الاعمال والاخر ان الصحيح ان الحديث الضعيف لا يعمل به استقلالا. ان الحديث الضعيف لا يعمل به استقلالا ما لم يقترن بما يدعو الى العمل به. كالاجماع او قول الصحابي او علة مستنبطة او غير ذلك من القرائن التي تقوي العمل بالحديث الضعيف واظحة المسألة هذي لان الحديث الضعيف لا يعمل بالاستقلال لكن اذا اقترن بما يدعو الى العمل عمل طيب ما الفرق بين وجود الحديث الضعيف هنا وعدمه الان مثلا متى تذبح العقيقة كايوم تابع فان لم يمكن الرابع عشر فان لم يمكن فالحادي طيب هل صح في هذا شيء بعد السابع رابع عشر والحادي والعشرون الجواب لا ما صح في ذلك شيء لكن عليه الاجماع فالعمل على هذا عند اهل العلم ذكره الترمذي رحمه الله طيب الان الذي لم يعق في السابع متى يستحب له ان يعوض ها الرابع عشر فان لم ففي الحادية والعشرون يعني ايهما افضل؟ العقيقة في اليوم العاشر ام في الرابع عشر الرابع عشرة طيب الان المروي في في ذلك لا يصح العمل هنا وقع بماذا بالاجماع والاجماع الذي معه حديث ضعيف اقوى من الاجماع الذي لا حديث مع الذي لا حديث معه وكذلك قول الصحابي الذي يقترن بحديث ضعيف قير من قول صحابي مفرد لماذا رواه الحديث الضعيف يكذب او نغلب عدم الثبوت نغلب عدم الثبوت صيانة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم لذلك من الخطأ الواقع عدم الاعتداد بالاحاديث الضعاف مطلقا فان هذه طريقة حادثة فان الحديث الضعيف له رتبة في الرواية والدراية. ومن اعتبر كلام ائمة الاسلام يا احمد وغيره وجد مواضع هذا الاحتجاج عندهم واذا اردت ان تدرك العلم فينبغي ان تصبر طرائق اهله فمثلا ابو داوود قال في رسالته الى اهل مكة وما سكت عنه فهو طالع فقد يرد في الباب حديثا واحدا لا يريد غيره ومع ذلك يصرح ايضا بضعفه وتارة يرد الحديث بباب لا يوجد فيه غيره ويكون فيه الراوي الذي ضعفه في مقام اخر ومع ذلك يسكت عن لماذا فعل هذا لان المصنفين على الابواب ما شرطهم اللي يصنفون على الابواب الان من سنن ابي داوود وسنة الترمذي او غيرها من لان المصنفين في السنن يوردون اقوى ما روي في في الباب يريدون اقوى ما روي في الباب وان كان ضعيفة ذكره ابن حجر في احدى التراجم في كتاب تعجيل المنفعة. فاذا اردت ان تنتفع في العلم فلا تجعل اجعل نفسك حاكما على اهله واستفد من طرائقهم في فهمه والتدبر فيه فان المرء اذا امعن نظره في تصرف اهل العلم فهمه وادركه ادراكا حسنا. واذا تجرأ عليهم بالحكم بما يراه هو لم ينتفع الا قليلا قال رحمه الله ثم من العلماء من جمع الاربعين في اصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الاداب وبعض في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصدها وقد رأيت جمع اربعين اهم من هذا كله وهي اربع احاديث مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصفه العلماء بان مدار الاسلام عليه او هو نصف الاسلام او ثلثه او نحو ذلك ثم التزموا في هذه الاربعين ان تكون صحيحة ومعظمها في صحيحي البخاري ومسلم. واذكر محذوف الاسني بالاسهل احفظها ويوم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى. ثم اتبعها بباب في ضبط خفي الفاظها. وينبغي لكل راغب في الاخرة ان يعرف هذه الاحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنفيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره. وعلى الله الكريمات ما لي واليه تفويض واستناد له الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمة. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة شرط كتابه وانه يرجع الى سبعة امور. الاول انه مشتمل على اربعين حديثا وهو كذلك بالغاء الكسر فان عدتها باعتبار التراجم اثنان واربعون وباعتبار المعدود من الاحاديث فان عدتها ثلاثة واربعون حديثا والمراد بالتراجم ما يعقده المصنف قبل سوق الحديث من العد كقوله الحديث الاول الحديث الثاني الحديث الثالث فانه ذكر اثنتين واربعين ترجمة واما بالنظر الى المعدود من الاحاديث فان احاديث الكتاب ثلاثة واربعون حديثا فانه في الحديث السابع والعشرين ذكر حديثين احدهما عن النواس ابن سمعان رضي الله عنه والاخر عن وابسط ابن معبد رضي الله عنه فهما مجموعان في ترجمة واذا فصل احدهما عن الاخر صارت عدة الاحاديث ثلاثة واربعون حديثا نبويا ومن قواعد العرب في كلامها ان العدد اذا كان دون الخمسة طرحوه واذا كان طوقها رفعوه فيقولون في الجامع الاثنين واربعين هو اربعون. فيقولون في الجامع لسبعة واربعين هو وخمسون والثاني ان هذه الاربعين شاملة ابواب الدين اصولا وفروعا وقارب رحمه الله وترك اشياء للمتعقب ومن اشهر من اتم كتابه الحافظ ابو الفرج ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم فانه زاد عليه حتى بلغ تلك الاحاديث خمسين حديثا من جوامع الكلم. والثالث ان كل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. وصفه العلماء بانه مدار الاسلام او نصفه او ثلثه او ربعه وهذه الاوصاف يراد بها التعظيم مما يبين علو قدر الحديث الموصوف بذلك. والرابع ان كل هذه الاحاديث صحيحة فيما اداه اليه اجتهاده فقد خالف في بعضها كما تعلمه في مواضعه باذن الله ولا يقدح فيما ذكره من ان هذه الاحاديث صحيحة كونه حكم على جملة منها من حسن لان الصحيح عند جماعة من الحفاظ يراد به الثابت الذي يجمع الصحيح والحسن. وممن جرى على هذا ابو بكر ابن خزيمة الصحيح وصاحبه ابو حاتم ابن حبان في صحيحه ثم ابو عبد الله الحاكم في مستدركه في اخرين يخرجون احاديث مثال في كتب وصفوها في الصحيح لان اسم الصحيح عندهم يشمل الحسن فانهم يريدون به الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والخامس ان معظمها في صحيحي البخاري ومسلم وعدة ما فيها من احاديث الصحيحين اتفاقا وانفرادا تسعة وعشرون حديثا فهذه الاحاديث منها ما اتفق عليه البخاري ومسلم ومنها منفرد به البخاري عن مسلم ومنها من فرد به مسلم عن البخاري. مما يبين وجلالة الصحيحين فاكثر ما يحتاج اليه في احكام الاسلام هو مروي في البخاري ومسلم. والسادس انه يذكرها محذوفة الاسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها. فالمقصود بالحفظ هو اللفظ النبوي والاسناد وسيلة تؤدي اليه. كانت في الزمن الاول ضرورة لازمة. فان طريق نقل الحديث ثم لما دونت الكتب طاب حفظ الاسانيد زينة فالرجلان اللذان يقول احدهما عن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنية وانما لكل امرئ ما نوى الحديث متفق عليه هو كالرجل الذي يقول قال البخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة قال اخبرنا مالك عن محمد ابن ابراهيم التيمي عن يحيى ابن سعيد عن علقمة ابن وقاص عن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنية الحديث اخرجه مسلم بهذا الاسناد فانهما يستويان في مقصود حفظ الحديث. وانما يزيد احدهما على الاخر زينة في العلم لا اصل فيه مما يعرفك بان الذي ينبغي ان تجمع عليه همتك وتعتني به اعتناء تاما هو حفظ الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم ثم اذا تبحرت في العلم واتاك الله حفظا قويا كمل حينئذ ان تذكر تلك الاسانيد وتحفظها. واما قبل ذلك فلا شغل لك فيها. وهي لا تزيد رتبة حافظها عن غيره في تحقيق العلم فتحقيق العلم هو فهمه وهذه الاسانيد زينة ليس الا وابهار الخلق بها لا يدل على جلالة قدرها فان المبهرات تأخذ بالعقول وقد تكون باطلة كالسحر فان السحر يأخذ بالعقل وهو باطل والدجال يأتي الناس بما يأخذ بعقولهم ويسحر الباب مع دجله. فطالب العلم ينبغي ان يشتغل بالعلم الاصيل النافع ومن اكمله حفظ الفاظ الحديث النبوي. واذا رأيت الناشئة في العلم يشتغل بحفظ الاسانيد فاكتب على قفاه لا يفلح بانها تورث الاغتراب قال حماد بن سلمة من طلب الحديث لغير الله مكر به. فان كثيرا ممن يتهافتون عليها في في اول ابتدائهم الطلب غاية مناهم ان يشار اليهم بالحفظ فتجد احدهم قبل ان يحفظ الاربعين يتطلب جمع اسانيدها. ليقال انه يحفظ الاسانيد وهذا لا نفعله به ثم غاية امره ان ينقطع عن العلم وهذا امر من جرب الناس وعناهم وفيه وجد اثر هذا في فساد علومهم وعقولهم اذا شغلوا بمثل هذه الامور في مبتدأ طلبهم فاذا اردت ان تنتفع في العلم فسر بسيد اهله المعروفين باخذه. والسابع انه يتبعها بباب في ظبط خفي بعضها وهو بمنزلة الشرح الوجيز لها وتتأكد الحاجة اليه في الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم. فمن اراد ان ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم لزمه ان يذكره كما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم. فان جماعة من الحفاظ ذكروا ان من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي به ناقله ملحونا او على وجه من الكلام لا تعرفه العرب. فاذا حفظت الحديث فاجتهد في ان يكون له مع اتقان الفاظه بالا تقع في الغلط على مقام النبي صلى الله عليه وسلم بان له من الكلام ما لم يقله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأته ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري القشيري النيسابوري في صحيحيهما الذين هما اصح الكتب المصنفة هذا الحديث من الاحاديث المتفق عليها اي مما رواه البخاري ومسلم والحديث المذكور لا يوجد عندهما بهذا السياق لا في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم. وهو منفق من روايتين منفصلتين عند البخاري ووجود الحديث فيهما سهل نسبته اليهما بهذا اللفظ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صدره جملتين شريفتين فقال انما الاعمال بالنيات انما لكل امرئ ما نوى فانهما تتضمنان خبرين فانهما تتضمنان خبرين فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل فالجملة الاولى خبر عن حكم الشريعة على العمل. والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة على العامل والجملة الثانية خبر عن حكم الشريعة عن العامل وفيهما رد الامر كله الى النية وهي شرعا ارادة القلب العمل ارادة القلب العمل تقربا الى الله ارادة القلب العمل تقربا الى الله فاذا وجدت ارادة القلب في عمل متوجهة الى الله عز الا سميت نية. والمراد بها هنا النية الشرعية. النية الشرعية المطلوبة منك ان يكون توجهك في عملك الى الله سبحانه وتعالى وتقدم اني ذكرت لكم في بعض المجالس اننا اذا ذكرنا النية كان تعبيرنا بالارادة اكمل من تعبيرنا بالقصد لماذا لان الارادة هي الواردة في الخطاب الشرعي في القرآن والسنة. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا يتبين به المقال فنعت عملا واحدا هو الهجرة اشترك فيه عاملان في صورتهما الظاهرة وافترقا في نيتهما الباطلة فالعمل المذكور في الحديث الهجرة والصورتان المذكورتان فيه الصورتان المذكورتان فيه احداهما الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. احداهما الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الاخرى الهجرة الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها الهجرة الى دنيا يصيبها او ينكحها فالعمل الظاهر وهو الهجرة افترق باطنا في نية صاحبيه فكان احدهما مهاجرا الى الله ورسوله وكان الاخر مهاجرا الى دنيا يصيب او امرأة يتزوجها. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جزاءهما فجزاء الاول وقوع اجره على الله واشير اليه بقوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى الله ورسوله تحقيقا لوقوع ثوابه. تحقيقا لوقوع ثوابه فوقعت المطابقة بين العمل والجزاء. فوقعت المطابقة بين العمل والجزاء. واشير الى جزاء بقوله صلى الله عليه وسلم فهجرته الى ما هاجر اليه بترك ذكر ما يحصله بترك ذكر ما يحصله من مطلوبه فاولد مجملا بقوله فهجرته الى ما هاجر اليه. تحقيرا لجزاءه تحقيرا لجزائهم فلا حظ له من اجر الهجرة الا ما اراد من نية عاجلة في زينة الحياة الدنيا من المال او الزوجة واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لانه عمل لم تكن تعرفه العرب قبل الاسلام فان العرب كانت شديدة اللصوق بارضها تأبى الخروج منها الا لغلبة عدو او طلب كلأ. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بدين الحق كان من جملة احكامه مفارقة الدار والارض الى دار وارض اخرى لاجل حفظ الدين. وكان هذا شديدا على الخلق. فلاجل تعظيمه في قلوبهم ذكره النبي صلى الله عليه مثالا منوها بعظمة اجر من هاجر الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا انه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثار السفر ولا يعرفه منا احدا حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة هي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتين استطاعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر واؤتمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فاخبرني عن احسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة قال من المسؤول عنها هذه اعلم من السائل قال فاخبرني عن ما رأتها قال ان تجد اللمة ربتها وان ترى الحفاة العراة لعالة رعاء الشاي قانون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل واتاكم معلمكم دينكم. رواه مسلم هذا الحديث اخرجه مسلم في صحيحه دون البخاري فهو من افراده عنه وليس في النسخ التي بايدينا منهم قوله جلوس. ووقع في اخره ثم قال لي يا عمر بزياد لي وقوله في الحديث فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. اي اسند ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم. وقع التصريح بهذا في حديث ابي ذر وابي هريرة رضي الله عنهما مقرنين عند النسائي والحامل له على فعل ذلك اظهار شدة فاقته وافتقاره الى جواب سؤاله. اظهار شدة فاقته وافتقاره الى جواب سؤاله فان من عادة العرب قديما وحديثا الانطراح على المطلوب عند تعظيم السؤال. فاراد ان يبين للنبي صلى الله عليه وسلم شدة حاجته الى ما جاء يسأل عنه ففعل هذا. فاشرأبت اليه اعناق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انتفعوا بسؤاله الذي سأل وقوله في الحديث يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الحديث فيه بيان حقيقة الاسلام وذكر اركانه وسيأتي هذا في الحديث الثالث. وقوله فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته الحديث فيه بيان حقيقة الايمان وذكر اركانه. فالايمان في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم عام وهو الدين الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته شرعا التصديق الجازم باطنا وظاهرا تصديق الجازم باطنا وظاهرا تعبدا بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. تعبدا بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة على مقام المشاهدة او المراقبة والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطلة. والاخر خاص وهو الاعتقادات الباطنة فكلاهما يسمى ايمانا والاول يقع اسما للدين كله فيطلق اسم الايمان ويراد به جميع الدين واما الثاني فانه يطلق مقرونا بالاسلام والاحسان او احدهما فاذا قرن بهما او باحدهما علم ان المراد به حين اذ الاعتقادات الباطنة. واما اركان فعدت في هذا الحديث ستة. في قوله صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فقوله فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. في بيان حقيقة الاحسان وذكر اركانه. والاحسان المراد في الحديث هو الاحسان مع الخالق بان يعبد العبد ربه كانه يراه. فان لم يكن يراه فان الله يراه. فالاحسان له الشرع معنيان احدهما عام وهو اتقان الباطن والظاهر اتقان والظاهر تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا لله بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والاخر خاص وهو اتقان الباطن والظاهر. والاخر خاص وهو اتقان الباطن والظاهر فالاول يقع اسما للدين كله. فيسمى الدين احسانا واما الثاني فانه يطلق اذا قرن الاحسان بالاسلام والايمان او احدهما فاذا ذكر الاحسان وحده اريد به الدين. واذا ذكر مع الايمان والاسلام قيل ان المراد حينئذ اتقان الباطن والظاهر. وقوله فاخبرني عن امارتها يعني علامتها فالامارة بفتح الهمزة هي العلامة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث علامتين للساعة الاولى ان تلد الامة ربتها والامة هي الجارية المملوكة والربة مؤنث الرب والربة مؤنث الرب ومعناه عند العرب يرجع الى السيد والمالك والمصلح للشيء ومعناه عند العرب يرجع للمالك والسيد والمصلح الشيء والثانية ان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان فيقع في اخر الزمان من اولئك الموصوفين بتلك الاوصاف تطاولهم في البنيان. والمراد بقوله الحفاة الذين لا الذين لا ينفعلون والعراة الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم الذين لا يلبسون ما يستر عوراتهم والعالة الفقراء المحتاجون والرعاء الذين يرعون بهائم الانعام من الابل والبقر والغنم والتطاول هو التفاخر بالطول ارتفاعا هو التفاخر بالطول ارتفاعا فان اسم التطاول يختص بما ارتفع عن الارض لا بمن بسط عليه فانه يكون اتساعا لارتفاعا وصلة العلامتين المذكورتين بما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من حقائق الاسلام والايمان والاحسان ان النبي صلى الله عليه وسلم ارشد في صدر الحديث الى قوام الاعمال ثم بين في اخره موقع الجزاء في المآل ثم بين في اخره موقع الجزاء في المآل فانت يطلب منك في الدنيا اسلام وايمان واحسان وسيكون جزاؤك عليهن اذا قامت الساعة ومن دقائق العلم التي لا اعلم احدا صنف فيها التصنيف في مناسبات الحديث النبوي اي مناسبات الحديث بعضه لبعض وهذا مما صنف فيه وتوسع في الكلام عليه في القرآن واما في الحديث النبوي فلا اعلم له ذكرا فكما ان السور وراء الايات يكون بينها مناسبات فكذلك الالفاظ النبوية واياك بينهن مناسبة. فمثلا يظهر في الحديث الاول مناسبة قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها وامرأة ينكحها فهجرته الى ما هجر اليه بصدر الحديث بان النبي الله عليه وسلم قرر في صدره قاعدتين تتعلقان بالنية. ثم ذكر مثالا يتضح به قالوا في تلك القاعدتين ومثله حديث جبريل الطويل فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في صدره ما يطلب من العبد من الاعمال ثم ذكر في اخره الساعة بانها محل الجزاء في المآل واذا راعى العبد هذا في الاحاديث النبوية اعانه على فهمها. فانه لا يكون بعض الحديث بمنأى عن بعض فالكلام واحد والمتكلم واحد. والنبي صلى الله عليه وسلم الذي اوتي جوامع الكلم فلا بد ان يكون لما اختاره صلى الله عليه وسلم من الجمل في كلامه مناسبات تدل على فقه عظيم فمن تدبر هذا اطلع على علم جم في الاحاديث النبوية كالذي ذكرناه فيما سلف من معاني هذين الحديثين. قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه من قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا ورسوله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم معا فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم وقوله في الحديث بني الاسلام اي الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. فان الاسلام يقع اسما للدين كله ويقع ايضا على معنى خاص وهو الاعمال الظاهر ويقع على معنى خاص وهو الاعمال الظاهرة فيكون تارة عاما وتارة خاصا وسبق بيان هذا في شرح ثلاثة الاصول. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان اسلام فانه مثله ببنيان له خمس دعائم يقوم عليها هي اركانهم وما عداها من شرائع الاسلام فهي تتمة البنيان فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان. فشرائع الاسلام باعتبار الركنية وعدمها نوعان. احدهما شرائع الاسلام التي هي اركانه. وهي الخمس المذكورة في الحديث ولا سادس لها يوجد في سادس لها يقول اخونا ان بعض اهل العلم يقولون ان الجهاد في سبيل الله هو الركن السادس ها وش رايكم فيكون في الحقيقة لا سادس لها وما يقع في كلام بعض اهل العلم من عد سادس كالجهاد في سبيل الله او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمقصود به تعظيم ذلك لا حقيقة كونه ركنا والاخر شرائع الاسلام التي ليست اركانا. شرائع الاسلام التي ليست اركانا مما هو واجب او نفي طفل مما هو واجب او نفل. وعد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث اركان الاسلام واحدا واحدا فذكر الركن الاول في قوله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فالشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة وذكر الركن الثاني في قوله صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة هي الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة. وذكر الركن الثالث في قوله صلى الله عليه وسلم وايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة. هي الزكاة المفروضة في الاموال المعينة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الركن الرابع في قوله حج البيت وحج البيت الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. هو حج بيت الله الحرام في العمر مرة واحدة. وذكر الركن الخامس في قوله صلى الله عليه وسلم وصوم رمضان هو صوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة وصوم شهر رمضان في كل سنة فالمقادير المذكورة هي الحدود المحققة لاركان الاسلام. فالمقادير المذكورة هي الحدود المحققة اركان الاسلام فما زاد عليها فانه لا يكون من الركن وان كان واجبا فانه لا يكون من الركن وان كان واجبا. فمثلا من الزكاة الواجبة زكاة الفطر. ولا تدخل وفي حقيقتي الركن ومن الحج الواجب حج النذر ولا يدخل في حقيقة الركن فانه لا يكون واجبا لنفسه وانما وجب على العبد لما اوجبه على نفسي فمنفعة معرفة هذه المقادير الاطلاع على ان ما زاد عليها ليس من جملة ركن وان كان واجبا. وان ما كان منها فانه لا يسقط بحاله. وان ما كان منها فانه لا يسقط وبحال يعني مثلا هل هناك سنة ما فيها صيام رمظان الجواب لا ما يسقط ما يسقط مريحات. هل هناك يوم ما في خمس صلوات مكتوبات الجواب؟ لا ليس هناك يوم ليس فيه خمس صلوات مكتوبات طيب اذا اجتمع العيد والجمعة وصلى العبد مع الامام صلاة العيد فانه حينئذ يسقط عنه الجمعة في اصح القولين. ولا يسقط عنه الظهر فانه يصليها اتفاقا الا قولا شاذا فتبقى في يوم العيد كم صلاة مفروضة خمس صلوات مكتوبة في اليوم والليلة لكن الذي كان يجمع له جعل رخصة لمن جمع في العيد ان لا يشهد الجمعة لذلك العلم المحقق يؤدي بالعبد الى الامر الموفق علم المحقق يؤدي بالعبد الى الامن الموفق وان كان عاميا وان كان عاميا فان رجلا كان محبا للصالحين وللعلم واهله شهد مجلسا يتداول فيه بعض طلاب العلم رسالة يطالعونها ببيان سقوط الجمعة اذا اجتمع العيد والجمعة فصلى العيد ثم زاد كاتبها في الطنبور نغمة كما يقال فاسقط الظهر ايضا فاسقط الظهر ايضا فقال هذا العامي ان كلامه هذا غير صحيح لانه لا يوم ما في خمس صلوات لانه لا يوجد يوم ما فيه خمس صلوات فكانت الفطرة من العلم المحقق اوثق في معرفة الامر الذي يكون فيه التوفيق ممن يذهب به شذوذه الى مثل هذه الاقوال. نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله والحديث الرابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوقة ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضاة مثل ذلك ثم يورث الملك فينفخ في روح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فوالذي لا غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخل وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة دخولها رواه البخاري ومسلم هذا الحديث مخرج عند البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه وليس هو عن عند احدهما في هذا اللفظ وهو ملفق من السياقات المروية عندهما. وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ان احدكم يجمع خلقه اي يضم خلقه ومحل الضم الرحم ومحل الضم الرحم. ويكون ابتداؤه باجتماع ماء الرجل والمرأة ويكون ابتداؤه باجتماع ماء الرجل والمرأة ويسمى اجتماعهما نطفة. ويسمى اجتماعهما نطفة. وهذا مبتدأ الخلق وقوله ثم يكون علقة اي بعد كونه نطفة والعلقة هي القطعة من الدم والعلاقة هي القطعة من الدم وقوله ثم يكون مضغة اي بعد كونه على قتل اي بعد كونه علقة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحم هي القطعة الصغيرة من اللحم وقوله ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات وقع في رواية البخاري التصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات. وقع في رواية البخاري تصريح بان النفخ متأخر عن كتابة الكلمات فتكتب الكلمات اولا ثم تنفخ فيه الروح وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين. وكتابة المقادير تقع في الرحم مرتين الاولى بعد الاربعين الاولى في اول الثانية بعد الاربعين الاولى في اول الثانية وجاء ذكرها في حديث حذيفة الغفاري رضي الله عنه عند مسلم والثانية كتابتها بعد الاربعين الثالثة. كتابتها بعد الاربعين الثالثة. اي بعد اربعة اشهر وهي المذكورة في حديث ابن مسعود هذا والقول بتكرار الكتابة هو الذي تجتمع به الادلة. والقول بتكرار الكتابة هو الذي تجتمع به الادلة وانتصر له من الاجلة ابو عبد الله ابن القيم في كتاب التبيان وشفاء العليل وتهذيب سنن ابي داود. واتفق وقوع تكرار كتابة المقادير واتفق وقوع تكرار كتابة المقادير لماذا لماذا تكتب المقادير مرة بعد مرتين لتأكيد نفوذ القدر لتأكيد نفوذ القدر وانه لا يتخلف وانه لا يتخلف فان المكتوب اذا اعيد مرة ثانية قوية تأكيده فانت اذا كتبت على ورقة جملة من الكلام بقولك الاربعين في مباني الاسلام ثم رجعت عليها مرة اخرى بالقلم. كانت بعد رجوعك الثاني ابين واقوى من كتابتك الاولى فكذلك الامر هنا فانه تعاد كتابة المقادير لتأكيد نفوذها. وان قدر الله وتعالى لا يتخلف وقوله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة الحديث هو باعتبار ما يبدو للناس ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر للناس وذكر ايضا الرجل يعمل بعمل اهل النار فيما يظهر للناس فتكون خاتمة الاول ان يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وخاتمة الثاني ان يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وفرق بينهما باعتبار ما في قلبيهما بل الاول قسيسة ترديه وللثاني خصيصة ترقي بل الاول خسيسة ترديه. وللثاني خصيصة ترقيه. فان الذي يعمل بعمل اهل الجنة فيما يظهر ناس يستكن في قلبه شيء من الخسائس المردية التي تجره الى عمل اهل النار مما كان يبطنه في قلبه فيبدو عليه هذا العمل ويموت عليه فيختم له بكونه من اهلها واما الثاني ممن يعمل بعمل اهل النار بما يظهر للناس فيكون في قلبه خصيصة ترقيه اي شيء من الخصائص كخشية الله مخافته وتعظيمه واجلاله فتغلب عليه عند خاتمته فيعمل بعمل اهل الجنة تدخلها فالامر باعتبار ما في قلب كل احد فمن له خسيسة اردته فاظهرت عليه السوء ومن له خصيصة ذرته فاظهرت عليه الخير. وهذا معنى قول جماعة من السلف كسعيد بن جبير وغيره ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار وان الرجل ليعمل السيئة يدخل بها الجنة. ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار وان الرجل ليعمل بدخول بها الجنة. فان الاول يعمل الحسنة ثم يشهدها فيكون دائم الذكر لها ممتنا بها على الله مستعظما بها على خلق الله فترديه في نار جهنم واما الثاني وهو فاعل السيئة فانه يفعل السيئة فلا يزال الخوف يغلقه خائفا من الله سبحانه على ان يأخذه بتلك السيئة فيجتمع في قلبه من الخوف والاجلال والاعظام لله عز وجل ما يستدعي رحمة الله له فيرحمه الله سبحانه وتعالى فيدخله الجنة. ولهذا فان صلاح الباطن اعظم من صلاح الظاهر. ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم قال وان في الجسد ايش لمضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله قصيصة ولا خصيصة قصيصة من اللحن الشائع عند الناس يقولون خصيصة هذا لحن انما هي خصيصة يقولون كقبيلة وقبائل خصيصة وخصائص قبيلة وقبائل خصيصة وخصائص. الخصائص هي المزايا المعلية. والخسائس هي الرزايا المردية هي الرزايا المردية قال رحمه الله والحديث الخامس عن ام المؤمنين ام عبدالله عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا وقد علقها البخاري هذا الحديث مخرج في الصحيحين فهو من المتفق عليه والرواية التي عند مسلم علقها البخاري اي ذكرها بلا اسناد. فان المعلق عند المحدثين ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر. ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر. فالبخاري رحمه الله لم يثق اسناد هذه الرواية من عمل عملا واما مسلم فانه ساق اسنادها وفي الحديث بيان مسألتين عظيمتين المسألة الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه ففيه بيان حد المحدثة في الدين ففيه بيان حد المحدثة في الدين التي سمتها الشريعة بدعة. فبينت حقيقة البدعة بامور اربعة اولها ان البدعة احداث اولها ان البدعة احداث اي ايجاد ما لم يكن من قبل. اي ايجاد ما لم يكن من قبل وثانيها ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا ان ذلك الاحداث في الدين لا الدنيا وثالثها انه احداث في الدين بما ليس منه انه احداث في الدين بما ليس منه فلا يرجع الى اصوله ولا تشهد له قواعده فلا يرجع الى اصوله ولا تشهد له قواعده. ورابعها ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد ان هذا الاحداث في الدين بما ليس منه يقصد به التعبد فحقيقة اتخاذها دينا ارادة التقرب بها الى الله. فحقيقة اتخاذها دينا ارادة التقرب بها الى الله. فالحد الشرعي للبدعة مستفادا من الحديث ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد وحقائق الاسماء الدينية المستفادة من الشرع مقدمة على غيره وهي اول ما ينبغي ان يلتمس منه العبد حقائق الدين. هذه قاعدة نافعة. ولا سيما في علم الاعتقاد مثلا لو اتينا الى الكفر شرعا ما هو الكفر شرعا تغطية تغطية ستر الايمان من اين هذا؟ من قوله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله اصل الكفر في اللغة هو الستر يعني ومن يستر ايمانه فقد حبط عمله فالكفر شرعا هو ستر الايمان وهو نوعان احدهما ستر اصله وفيه الاية والاخر سترك ما له وفيه قوله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفر الحديث في احاديث اخرى. فاولى ما ينبغي ان تعمل فيه ذهنك في التماس حقائق الدين هو القرآن والسنة. فان من التمس بيان الحقائق الدينية منهما صارت حقائق الدين بينة امامه لا يتلذز فيها. فلا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو منها. واما الذين يفزعون الى الاصطلاحات التي تقع في كلام المتكلمين فانهم يقعون غالبا في الغلط على الحقائق الدينية فيخرجون منها ما هو من حقيقتها ويدخلون فيها ما ليس من حقيقتها كالذي ذكرناه في حقيقة البدعة. فان هذا الحديث كاف في بيان حقيقته لان النبي صلى الله عليه وسلم بينها بقوله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه وهذه المحدثات تسمى في الشرع بدعة. لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثات بدعة. فالمحدثة التي حكم عليها بانها بدعة. فسرها حديث عائشة. من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. قال الامام احمد الحديث يفسر بعضه بعضا. والمسألة الثانية بيان حكم البدعة في قوله صلى الله عليه وسلم فهو رد. اي مردود البدعة لا تقبل من صاحبها بل بدعة لا تقبل من صاحبها. والرواية الثانية عند مسلم التي علقها البخاري اعم من الاولى فانها تبين رد نوعين من العمل فانها تبين رد نوعين من العمل. احدهما عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على ما حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع زيادة على حكم الشريعة والاخر عمل ليس عليه امرنا وقع خلاف حكم الشريعة عمل ليس عليه امرنا وقع خلاف حكم الشريعة فالاول في ابطال البدع المحدثة الاول في ابطال البدع المحدثة والثاني في ابطال المنكرات الواقعة والثاني في ابطال المنكرات الواقعة فالحديث اصل جليل في الامرين الحديث اصل جليل في الامرين. فهو يسلط للرد على اهل البدع والضلال. فهو يسلط للرد على اهل البدع والضلال. ويسلط للرد على اهل الفساد والانحلال. ويسلط للرد على اهل الفساد والانحلال فانظر الى عظيم ما جمعه هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم من المعاني التي تستوفي رد على المخالفين المنتسبين الى الاسلام. فان المنتسبين الذين هم من اهل الاسلام ولم يخرجوا منه. يقعون تارة في البدع والضلالات ويقعون تارة اخرى في الموبقات والمنكرات. فهذا الحديث سيف الحق بالعدل من الشرع في الرد على هؤلاء وهؤلاء. فمن تغرغر قلبه بحلاوة معنى الحديث النبوي علم انه يسلط على هؤلاء وعلى هؤلاء. وان الطائفتين شر على الاسلام واهم وان الشرع حذر من هؤلاء وحذر من هؤلاء. فاهل الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه سلم يباينون اهل البدع والضلال ويفارقون اهل الفساد والانحلال. فلا يركنون الى اولئك ولا يركنون الى اولئك. فهم عندهم بنظر واحد في حكم الشرع من المباينة والترك فكل طائفة قد تركت من الشرع شيئا وان كانت الضعيفة الاولى شرا من الثانية لكن ما في الثانية من الشر لا يستدعي ترقيق الحال فيها فان العبد كما يفر من صحبة اهل البدع يفر من صحبة اهل الفساد والانحلال. فهذا نظر الشرع الحكيم الى الدين القويم الذي ينبغي ان يكون عليه العبد فالمستقيم على دين الاسلام لا يركن الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. ويعلم ان كل طائفة فيها من الشر ما يوجب جهادا وان هؤلاء يجاهدون وهؤلاء يجاهدون وتنزل كل طائفة رتبتها من الجهاد فالقائم به والداعي اليه والمتعرض لابطاله على وفق ما ارادت الشريعة. ومن اوغل في العلم عرف الجهل ومن اوغل في العلم عرف الجهل. فالخلل الواقع في مباينة هاتين الطائفتين نشأ من الجهل بالحقائق ولا يعرف الجهل على حقيقته الا اهل العلم. قال سهل ابن عبد الله التستري لا يعرف الجهل الا العلماء لا يعرف الجهل الا العلماء. لان الجاهل ماذا يقول عن نفسه؟ يقول جاهل ولا يقول عندي علم؟ يقول عندي علم. لكن صاحب العلم كلما زاد علمه زاد معرفته بالجهل وان ما يقع فيه الناس من الجهالات امر عظيم وان ما يفوته هو من العلوم العظيمة يدل على سعة العلم. نعم قال رحمه الله الحديث السادس عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما نور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى فقد استبرى لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وفيه بيان قسمة الاحكام الشرعية الطلبية. وفيه بيان قسمة الاحكام الشرعية الطلبية من جهة ظهورها انها نوعان احدهما بين جلي. بين جلي. فالحلال بين والحرام بين. كحل بهيمة الانعام حرمة الزنا كحل بهيمة الانعام وحرمة الزنا. والاخر مشتبه متشابه. والاخر مشتبه متشابه وهو هنا ما لم يتضح معناه ولا تبين الدلالته. وهو هنا اي في الاحكام الشرعية الطلبية ما لم يتضح معناه ولا تبينت دلالته والناس فيما يشتبه عليهم منها نوعان والناس فيما يشتبه عليهم منها اي من الاحكام الشرعية الطلبية نوعان احدهما من يكون متبينا لها عالما بها. من يكون متبينا لها عالما بها واشير اليهم في قوله صلى الله عليه وسلم لا يعلمهن كثير من الناس فانه لم ينفي العلم بها عن الناس كلهم فنفاه عن كثير مما يدل على ان كثيرا يعلمونه. فنفاه عن كثير مما ما يدل على ان كثيرا يعلمونه فلا يخفى على الناس كلهم. ويكون فيهم من يعلمه وفيهم من لا يعلمه والاخر من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها. من لا يتبينها ولا يعلم حكم الله فيها وهؤلاء صنفان. الصنف الاول المتقي للشبهات التارك لها. المتقي للشبهات التارك لها والصنف الثاني الواقع فيها الراكع في جنباته الواقع فيها الراكع في جنباتها والواجب على العبد اذا لم يتبين حكم المشتبه ان يترك الواجب على العبد اذا لم يتبين حكم المشتبه ان يتركه. فترك من الفرائض الواجبات فترك المشتبهات من الفرائض الواجبات. لامرين احدهما الاستبراء للدين والعرظ فمن ترك الشبهات طلب البراءة لدينه من الله وعرضه من الناس. فمن ترك الشبهات طلب براءة لدينه من الله ولعرضه من الناس. والاخر ان الوقوع في الشبهات يجر الى الوقوع في ان الوقوع في المشتبهات يجر الى الوقوع في المحرمات وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للراعي يرعى حول الحمى الحمى هو الموضع الذي يمنعه ملك او غيره من العظماء لاجل مصلحة خاصة او عامة فان الراعي اذا جاء بهائمه من الابل او البقر او الغنم ليرعاها حوله فانه يوشك ان ليرتع فيه ان يقربوا ان تدخل البهائم الحمى. فيؤخذ بذلك ويعاقب عليه. وحمى محارمه اي الذي منعه الله الخلق ونهاهم عن قربانه هو المعاصي فمن وقع في الشبهات فانه يتجرأ على الوقوع في المحرمات فالواجب على العبد ان ينأى بنفسه على ما اشتبه عليه. فان هذا تتحقق به براءة ذمته من الله ويسلم عظه من الناس ويجعل بينه وبين الحرام حصنا منيعا واما المتهتك في الشبهات المستهتر بها الوالغ فيها فانه يلحقه المؤاخذة من الله ومن خلقه ويهتك ستر الحرام فتدخله تلك المشتبهات الى المحرمات وهذا ظاهر فيما افترعه الناس باخرة من التساهل في مشتبهات الاموال والانكحة. فانها اوقعتهم في الحرام. فباب المال ما يسمى بالمساهمات وباب الانكحة هذه الانواع المخترعة من الزواج. فانها جرت الناس الى ان وقعوا في محرمات موبقة واولى الناس بالبعد عن هذا وذاك هم المنتسبون الى العلم واذا رأيت من ينسب الى العلم متساهلا في باب المال او باب الانكحة فاعلم ان علمه الذي معه صورة لا حقيقة له فان العلم يحمل صاحبه على طلب براءة ذمته في ماله وفيما يلج فيه من الانكعة وظهور التساهل بذلك من ادلة رقة الدين عند الناس. الواجب على العبد ان يحذر من هذه متشابهات ولا يدخل فيها فيجب عليه ذلك وجوبا مقطوعا به للحديث المذكور. نعم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث وان في الجسد مضغة ليبين قوة اثر صلاح الباطن من صلح باطنه صلح ظاهره واذا صلح القلب صلحت الجوارح واذا فسد القلب فسدت الجوارح ما بمناسبة هذه الجملة الاخيرة اول الحديث انه اذا صلح القلب قوي على حفظ صاحبه عن المشتبهات قوية على حفظ صاحبه عن المشتبهات وانه لا يطلب الا البين من الاحكام في حلال او حرام طيب الحديث السابق حديث ابن مسعود ما مناسبة اوله لاخره ارجعوا له الحديث الرابع ما الجواب؟ يعني القدر السابق والقدر القدر السابق والقدر القدر السابق الكتابة في المقادير القدر اللاحق المآل ما يكون من المآل ولذلك بعض اهل العلم كشيخ شيوخنا بن سعدي رحمه الله جعل الاحكام ثلاثة حكم شرعي وحكم قدري والحكم في الاخرة في الجنة او النار والتحقيق ان الحكم الذي في الاخرة يرجع الى الثاني الحكم القدري فالحكم القدري منه ما هو في الدنيا ومنه ما هو في الاخرة قال رحمه الله الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين نصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من زوائده عليه وقوله صلى الله عليه وسلم فيه الدين النصيحة اي الدين كله هو النصيحة. اي الدين كله هو النصيحة وحقيقة النصيحة شرعا قيام العبد بمال غيره من الحقوق قيام العبد بمال غيره من الحقوق فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم هي القيام بحقوقهم وهذا الحد هو الجامع لحقيقة النصيحة شرعا وما عداه فانه يرجع اليه والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان. والنصيحة باعتبار منفعتها نوعان احدهما ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم نصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصور ما منفعتها مقصودة في الاصل للناصح والمنصوح. وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم وهي النصيحة لائمة المسلمين وعامتهم بل منتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح والمنتفع من بذل النصيحة في الاول هو الناصح والمنتفع من بذل النصيحة في الثاني هو الناصح والمنصوح معا فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ولائمة المسلمين اي اصحاب الولاية فيهم اي اصحاب الولاية فيهم. واصلها الولاية السلطانية. فائمة المسلمين هم امراؤهم ائمة المسلمين هم امراؤهم. ومن ينوب عنهم في ولاياتهم. ومن ينوب عنهم في ولايتهم. فيندرج في هذا سلطان والقاضي والمعلم والمفتي وكل من ولي ولاية شرعية ينوب فيها عن الامام لذلك من فقه الولايات الشرعية علم شدة خطرها كاخواننا من المعلمين فانهم ينوبون عن ولي امر المسلمين في تعليم المسلمين فان من واجبات ولي الامر في السياسة الشرعية في الاسلام تعليم الناس دينهم. واذا لم يمكنه ان يقوم عليهم جميعا الواقعي في زماننا الاتساع للخلق وكثرتهم فانه ينيب نوابا يقومون بهذا الحق وهم الان في المدارس خاصة وما كان من جنسها في المعاهد والجامعات فهم يقومون بهذا الحقل للمسلمين ومن قصر في قصر في حق عام يعظم السؤال عنه في الاخرة. قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق اثنان وحسابهم على الله تعالى. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه واللفظ للبخاري وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم جملة من شرائع الاسلام ترجع الى نوعين. النوع الاول ما يثبت به الاسلام ما يثبت به الاسلام وهو الشهادتان فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار مسلما. فمن جاء بهما ثبت له عقد الاسلام وصار تسليما معصوم الدم والمال معصوم الدم والمال والنوع الثاني ما يبقى به الاسلام ما يبقى به الاسلام واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واعظمه اقامة الصلاة وايتاء الزكاة فالعبد اذا جاء بالشهادتين كف عنه فلم يقتل. ثم اذا التزم مقتضى الشهادتين ثبتت له عصمة الدم والماء ثم اذا التزم مقتضى الشهادتين ثبتت له عصمة الدم والمال فقوله صلى الله عليه وسلم اذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم اي صارت اموالهم ودماؤهم حراما غير حلال. لما علم من ظواهرهم. وهذه العصمة نوعان احدهما عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين. عصمة الحال ويكتفى فيها بالشهادتين فمن جاء بالشهادتين ثبتت له عصمة دمه وماله حالا. والاخر عصمة المآل ويراد بها العاقبة عصمة المآل ويراد به العاقبة. ولا يكتفى فيها بالشهادتين. ولا يكتب ففيها في الشهادتين بل لا بد من الاتيان بحقوقهما. بل لابد من الاتيان بحقوقهما في الاسلام وعندئذ يحكم ببقاء العصمة التي ثبتت له ابتداء وعندئذ يحكم ببقاء العصمة التي ثبتت له ابتداء فمثلا اذا اريد احد على الاسلام في قتاله فقال لا اله الا الله وكان السيف عليه مشهورا فانه يكف السيف عنه ويصير حرام الدم والمال فلما اخذ الى عسكر المسلمين طال فيهم وعرف بدين الاسلام وان هذا الدين فيه خمس صلوات في اليوم والليلة وان فيه زكاة وفيه صيام رمضان وفيه حج البيت. وغير ذلك من حقوق الاسلام فقال انا لا اسلم على هذا ولا اريد هذه الاعمال. فلا اصلي ولا ازكي ولا اصوم ولا احج فهذا بقيت له العصمة ام زالت عنه زالت عنه لانه جحد هذه الاركان ولم يعتد بها. وان قال لا اله الا الله محمد رسول الله فان هذه الكلمة لا تبقى لصاحبها الا اذا بقي ملتزما لمقتضى الشهادتين والذي ذكره شيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من ان بعض الناس ينكر عليه قتال اناس يقعون في الكفر ويقولون لا اله الا الله صار مشاهدا في حياتنا اليوم فتجد من الناس من يقول هذا كيف يكون كافر وهو يقول لا اله الا الله وتجده يقع في الشرك الاكبر تجده يدعو غير الله يستغيث بغير الله ويذبح لغير الله وغير ذلك من افعال الشرك الاكبر وهو يقول لا اله الا الله فتجد من الناس من يقول هذا مسلم لانه يقول لا اله الا الله بل صرنا الى حال صار فيها بعض الناس يقول لا ينبغي ان يسمى اليهود والنصارى كفارا فان هذا احتكار للدين الحق وهؤلاء كان لهم انبياء. فانى لكم ايها المسلمون ان تحتكروا الدين عن هؤلاء. وينسى هذا الجاهل ان الله عز عز وجل هو الذي قال لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين وقال في السورة نفسها ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين. فالله عز وجل سماه كفارة وفي الاية الثانية اخبر عن مآلهم انه الى النار. لكن اذا عظم الجهل بالاسلام رأيت في الناس ما لا يظن عاقل انه كان يراه في الاحلام فالجهل يفعل باهله الافاعيل ولهذا من اعظم الجهاد جهاد الحجة والبيان في هداية الناس الى الدين الحق ويتأكد هذا في الجاهلية وظهور البدع والضلالات وغلبة الكفر والنفاق في الناس وهذا من ذلك الزمن فيجاهد عبد ببيان دين الله ويعرف به ويعيد ويبدي فيه فان الناس محتاجون اليه اشد من حاجتهم الى الطعام والشراب قال الامام احمد الناس الى العلم احوج منهم الى الطعام والشراب وبين ابن القيم وجه ذلك بان الطعام والشراب قوام الابدان والعلم قوام الارواح بمعرفة الحق فهم يكونون احياء بمعرفة الحق واما اذا فقدوا الطعام والشراب فانما تموت ابدانهم. ولكن اذا فاتهم العلم ماتت ارواحهم. نعم. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما تنتفي به العصمة فقال الا بحق الاسلام الا بحق الاسلام فان العصمة في الدم والمآل ترتفع بحق الاسلام. وهو نوعان. احدهما ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض ترك ما يبيح دم المسلم وماله من الفرائض. والاخر انتهاك ما يبيح دم المسلم وماله من المحرمات انتهاك ما يبيح دما المسلم وماله من المحرمات. يعني اذا ترك الانسان واجبا من الفرائض قد يبيح دمه او يبيح ما له مثل ايش مثل ترك الصلاة فانه يبيح تمام ومثل ايضا عدم اخراج الزكاة فانه يبيح حق الزكاة اتفاقا. واختلف في تغريمه من المال تعزيرا على قولين لاهل العلم. وانتهاك الحرام قد يبيح دمه مثل قتل النفس المكافئة. قتل النفس وقد يبيح ماله مثل المحافظة الموقعة في محرم مثل اتلاف مال غيره اتلاف مال غيره فانه يؤخذ من ماله بقدر ما يصلح به قالوا هذا نعم. قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع عن ابي هريرة عن ابي هريرة عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتمنوا ما استطعتم فانما هناك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم عن انبيائهم. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه. واللفظ لمسلم لكنه قال فافعلوا منه عوض فاتوا منها. لكنه قال فافعلوا منه عوضا. قوله فاتوا منه. وفي الحديث بيان الواجب علينا في الامر والنهي فالواجب في النهي الاجتناب وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه وهو الترك مع مباعدة السبب الموصل اليه فالاجتناب ترك وزيادة. فالاجتناب ترك وزيادة. ففيه ترك المنهي وترك كل ما يوصل اليهم ففيه ترك المنهي وترك كل ما يوصل اليه وهذه قاعدة الشريعة في المنهيات الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة الامر بالمباعدة مع النهي عن المواقعة كقوله تعالى ولا تقربوا الزنا كم فيه نهي ناهيك احدهما النهي عن فعله الزنا والاخر النهي عن الطرائق الموصلة للوقوع في تلك الفاحشة والواجب في الامر فعل ما استطيع منه والواجب في الامر فعل ما استطيع منه. فقوله صلى الله عليه وسلم وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم دليل على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة على ان فعل المأمور معلق بالاستطاعة. فمن عجز عنه سقط عنه ذلك المأمور على ما هو مبين في مواضعه من الفقه وقواعده ثم قال صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم وهم اليهود والنصارى هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم طيب ما صلة هذه الجملة بالحديث قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فتموا الصدق. ثم قال فاهين ما لك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على ما الجواب وصلة الجملة الاخيرة من الحديث باوله حث الناس على الاستسلام لله حث الناس على الاستسلام لله بالامر والنهي حث الناس على الاستسلام لله في الامن والنعيم. فمن استسلم لله اعانه الله فمن استسلم لله اعانه الله فصارت له قوة يفعل بها المأمور ويترك بها المحظور. وهذا اصل عظيم في فهم الحديث فاذا اردت ان تفهم حديثا دائما فاحرص على ان تتفهم جمله وما صلة بعضها ببعض واذا كانت فقوة من الحفظ فقرنه بغيره من الاحاديث النبوية فمثلا اضرب لكم مثلا في قوله صلى الله عليه وسلم ان الماء طهور لا ينجسه شيء الا يريدون في كتاب الطهارة في باب المئة من حديث بن سعيد الخدري رضي الله عنه رواه ثلاثة ولا اربعة ها ببلوغ المرام ايش ثلاثة اللي هم من ما عدا ابن ماجد طيب والحديث الثاني حديث سلمان ابن عامر اذا افطر احدكم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا افطر احدكم فليفطر على تمر ها؟ فان لم يجد فعلى ما فانه له طهور رواه اصحاب السنن هذا يريدونه في كتاب طيب هنا حكم على الماء طهور وفي حديث ابي سعيد حكم على الماء بانه طهور هذه الطهارة التي هنا هي الطهارة التي هنا لماذا لا السياق الحديث الاول يتعلق بالطهارة الظاهرة والحديث الثاني يتعلق بالطهارة الباطل الحديث الاول يتعلق بالطهارة الظاهرة طهارة البدن بالوضوء والغسل والحديث الثاني يتعلق بالطهارة الباطنة فان الصائم مأمور بان يفطر على احد شيئين احدهما التمر والاخر الماء ان لم يجده فمنفعة التمر بتقوية البدن وزيادة ما ينفعه ومنفعة الماء في دفع الافات والاظرار عنه ولذلك سماه طهورا لمنفعته للبدن بانه ينفي عن العلل التي قد ترد على الصائم من الصيام فهذا الحديث هو ذاك الحديث اجتمع على تقرير هذا المعنى فاحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها من المعاني الشافي والحقائق الكافية ما يفنى دونه العمر ولهذا تجد ان اهل العلم يقولون ينبغي ان يجعل صاحب العلم اكثر همته في فهم الكتاب والسنة ينهى العلم عن الحقيقة لكن لا يصل الى هذا الا من سلك طريق اهله من سلك طريق اهله هذا يصل لما يأتيك واحد وياخذ القرآن ويقول اتدبر ويبدأ يعطيك من راسه هذا ما يتدبر هذا يلعنه قال ابن تيمية ولا يمكن تدبر القرآن الا بمعرفة تفسيره لا بد تعرف معاني التفسير ثم بعد ذلك التدبر لان حقيقة التدبر تفاعل من الدبر وهو الوصول الى الغايات في حقائق الايات. اما فيك انسان يحفظ جزء عمه ثم يقول اتدبر القرآن ويفتح ويعطيك من التدبرات التي يمليها من رأسه مثل ذكرت لكم احدهم ممن يشار اليه بالعلم يقول وان الله لمع المحسنين ان المقصود لمعة من اللمعان وان كل محسن عليه لمعة هذا من كيسه والان ما اكثر الكيس هذا كلن يصرف الحين يسمونه تدبر القرآن وهذا غلط مثله ايضا من يأتي ويقول نحن نقرأ كتب الحديث ونستخرج منها الاحكام فاذا قلت طيب قرأت في الاصول والقواعد يقول لا هذي علوم حادثة هل تكلم ابو بكر وعمر وعثمان في الاصول؟ هل تكلم التابعين في الاصول؟ عطني احد صنف في الاصول وفي القواعد من الصحابة والتابعين والتابعين هذا فهم اعوج لان اولئك كان فيهم غريزة مركوزة وانتصرت علة مغروسة نعم يقول في المرافق يقول اول من صنفه في الكتب محمد بن شافع المطلب. وغيره كان له سليقة مثل الذي للعرب من خليقة. كان في وخلائقهم فصاحت اللسان معرفة معاني الكلام العموم الخصوص الاطلاق والتقييد فكانوا يعرفونه باعتبار فصاحتهم من زمن النبوة مع صلاح قلوبهم وصفاء مقاصدهم فالعدول عن هذا الى طرائق احدثها بعض الناس بمعاني الكتاب والسنة ويسمي هذا انه ينبغي ان نتفهم الكتاب والسنة. تفهم الكتاب السنة بالطريقة التي تؤدي الى ذلك مما عليه اهل العلم واما الذي عليها ما عليها اهل العلم اتركه لا خير لك فيه مهما غرك فيه الناس وزمروا حوله واطنبوا فان كثيرا من الناس يعجبه الشيء ولا حقيقة له. ومن سلك طريق الامنين امن ومن سلك غير طريقهم فانه يلحقه الهلك في الدنيا والاخرة. نسأل الله عز وجل ان يهدينا جميعا الى الطريق الاقوى وهذا اخر هذا المجلس وانبه في اخره على امور اولها في الدرس القادم يكون باذن الله كبار ايش العقيدة الواسطية وثانيها انعقدت منذ الليلة اه حلق اه حفظ المتون فاهيب بالاخوان جميعا ممن كان فيها ان يديم الاتصال بها والاستمرار في حفظه ومن لم يسجل فيها ان يسجل من الان ويستقبل في ايامه حفظ ما ينفعه ولو لم تخرج من هذا البرنامج الا بحفظ كتاب او كتاب او ثلاثة فهو خير لك من ان تخرج ولم تحفظ شيئا فمهما فاتك من الخير لا يفتك الخير كله وثالثها انه سيتم اضافة بعض الايام التي نشرح فيها بعض الكتب ونعلن عنها في في حينه فبعض الكتب سنأخذها في ايام في ايام السبت ان شاء الله تعالى ونبلغهم ان شاء الله تعالى بها والامر الرابع اه هذا البرنامج وهو برنامج العلم هذه السنة هي السنة الرابعة وقد كتبت خطة لتطويره فمن كان عنده اي فكرة تتعلق بتطوير هذا البرنامج فليتفضل بكتابتها وايصالها اليه ما ترى ان فيه خيرا ونفعا المسلمين فجزاك الله خير اقترح ما تراه. فبعض هذه البرامج كانت من اقتراحات بعض الاخوان ولحقها شيء من التطوير والتقسيم فصار لهم جزاء من المشاركة في هذا الاجر كلما انعقدت هذه البرامج فكل واحد منكم لا يقعد عن ابداء اي فكرة فانها ربما تكون خيرا لكثير من الناس بعده ممن ينتفعون بارائه وافكاره وفق الله الجميع في الارض والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله