السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم اما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب السادس من برنامج اصول العلم بسندتنا الرابعة ست وثلاثين واربع مئة والف سبع وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب اربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام للعلامة يحيى ابن شرف النووي رحمه الله. المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة وقد انتهى بنا البيان عند قوله رحمه الله فالحديث العاشر او قبله التاسع والعاشر العاشر نعم عليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين في مباني الاسلام وقواعد الاحكام المشهورة بالاربعين النووية بعلمه وعلمكما في الدارين قال الحديث العاشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال تعالى يا ايها الرسل كونوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبة ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا ربي ومطعمه حرام ومشرب حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟ رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه بهذا اللفظ واوله عنده يا ايها الناس ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. الحديث وقوله الا طيبا اي الا فعلا طيبا اي الا فعلا طيبا والمراد بالفعل الايجاد والمراد بالفعل الايجاد. فيندرج فيه القول والعمل والاعتقاد فيندرج فيه القول والعمل والاعتقاد. فلا يقبل الله من انتقادات والاقوال والاعمال الا ما كان طيبا والطيب منها الجامع وصفين والطيب منها الجامع وصفين احدهما الاخلاص لله احدهما الاخلاص لله والاخر الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقوله وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين تعظيم للمأمور به تعظيم للمأمور به اذ امر به المؤمنون كافة وامر به خواصهم وهم المرسلون. اذ امر به المؤمنون كافة وامر به خاصهم من سادات المؤمنين وهم المرسلون. فاجتماع الامر به للمرسلين والمؤمنين معا تعظيم للمأمور به. واغراء بامتثاله. واغراء بامتثاله اي حث بالغ على امتثاله. والمأمور به في الايتين شيئان والمأمور به في الايتين شيئان احدهما اكل الطيبات احدهما اكل الطيبات والاخر عمل الصالحات والاخر عمل الصالحات وقوله ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر الى اخره فيه ذكر اربعة امور من من مقتضيات الاجابة فيه ذكر اربعة امور من مقتضيات الاجابة مقابلة باربعة امور من موانعها. مقابلة باربعة امور من موانعها وهذا من ابلغ المقابلة. وهذا من ابلغ المقابلة. بالجمع بالمبنى والمعنى بالجمع في المبنى والمعنى. فهي باعتبار مبناها اربعة في مقابل اربعة وهو باعتبار وهي باعتبار معناها اربعة تتعلق بما يقتضي الاجابة مقابلة اربعة مما يمنع الاجابة فاما مقتضيات اجابة الدعاء الاربعة فاولها اطالة السفر. اطالة السفر والسفر وحده كاف في استدعاء اجابة الدعاء. فالسفر وحده كاف في استدعاء اجابة الدعاء فدعاء المسافر مستجاب فدعاء المسافر مستجاب وقرن بالاطالة وقرن بالاطالة وحال الشعث والاغبراء وحال الشعث والاغبرار لبيان شدة استحقاق الداعي اجابة دعائه. لبيان من شدة استحقاق الداعي اجابة دعائه والثاني مد اليدين الى السماء. مد اليدين الى السماء اي رفعهما. اي رفعهما اه والثالث التوسل الى الله باسم الرب. التوسل الى الله باسم الرب والرابع الالحاح على الله. الالحاح على الله بتكرار ذكر الربوبية فرار ذكر الربوبية في قوله يا ربي يا رب في قوله يا ربي يا رب واما موانع اجابة الدعاء الاربعة واما موانع اجابة الدعاء الاربعة المذكورة في الحديث فاولها المطعم الحرام فاولها المطعم الحرام وثانيها المشرب الحرام وثانيها المشرب الحرام وثالثها الملبس الحرام وثالثها الملبس الحرام ورابعها الغذاء الحرام. ورابعها الغذاء الحرام. والغذاء اسم جامع لكل ما به قوام البدن ونماءه اسم جامع لكل ما به قوام البدن ودماؤه فكل شيء حصل للبدن به قوة ونماء فانه يسمى غذاء ومنه الطعام والشراب ومنه الطعام والشراب. ولا ينحصر فيه ولا ينحصر فيه فمثلا النوم والدواء يسميان غذاء ولا يسميان طعاما ولا شرابا فمثلا النوم الغذاء يسميان غذاء ولا يسميان طعاما وقوله فانى يستجاب لذلك؟ اي كيف يستجاب لمن كانت تلك حاله؟ اي كيف يستجاب لمن كانت تلك حاله والمراد من هذه الجملة تبعيد حصول اجابة الدعاء. تبعيد حصول ابت الدعاء لا القطع بعدم وقوعها. لا القطع بعدم وقوعها فان الله يستجيب للكافر فان الله يستجيب للكافر بدلالة القرآن والسنة فان الله يستجيب للكافر بدلالة الكتاب والسنة. فاجابته دعاء المسلم العاصي اولى. فاجابته دعاء المسلم العاصي اولى لكن الحديث خرج مخرج الوعيد والتهليل. لكن الحديث خرج مخرج الوعيد والتهديد تخويفا للمسلم تخويفا للمسلم ان تكون تلك حاله فلا يستجاب دعاؤه. ان تكون تلك حاله فلا يستجاب دعاؤه يرحمك الله. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي عشر عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما انه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وقال وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي في الجامع والنسائي في السنن الصغرى واسمها المجتبى من السنن المسندة واللفظ المذكور للترمذي واللفظ المذكور في الترمذي وزاد فان الصدق اطمئن طمأنينة فان الصدق اطمأنينة والكذب ريبة. والكذب ريبة واسناده صحيح وفيه تقسيم الواردات القلبية الى قسمين الاول الوارد الذي يريبك الوارد الذي يريبك اي يولد الريب في نفسك ان يولدوا الريب في نفسك والثاني الوالد الذي لا يريبك الوالد الذي لا يريهك اي الذي لا يولد الريب في نفسك اي الذي لا يولد الريب في نفسك والريب قلق النفس واضطرابها والريب قلق النفس واضطرابها ذكره جماعة من المحققين منهم ابن تيمية الحفيد صاحبه ابو عبد الله ابن القيم وحفيده بالصحبة والاخذ ابو الفرج ابن رجب رحمهم الله فما تولد منه قلق النفس وانزعاجها واضطرابها يسمى ريبا وتفسير الريب بالشك الواقع في كلام بعض اهل العلم هو باعتبار اصله انه يوجد فيه الشك باعتبار اصله هو انه يوجد فيه الشك فاصل الشك دخول شيء في شيء في وهم القلب. دخول شيء في شيء في وهم القلب. فتيه فيتوهم القلب دخول شيء في شيء اخر ثم يتزايد هذا حتى يبلغ الريب. ثم يتزايد هذا حتى يبلغ الريب وورود الريب يكون في الامور المشتبهة وورود الريب يكون في الامور المشتبهة. اما الامور البينة من حلال وحرام فلا يرد فيها الريب عند من صح دينه. اما الامور البينة من حلال او حرام فلا يرد فيها الريب عند من ضحى دينه وقوي يقينه من المسلمين والمأمور به في القسم الاول ان تدعه. والمأمور به في القسم الاول ان تدعه. وفي القسم ان تأتيهم وفي القسم الثاني ان تأتيه فما ولد في قلبك ريبا وجب عليك ان تتركه. فما ولد في قلبك ريبا وجب عليك ان تتركه. نعم عليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث رواه الترمذي في الجامع وابن ماجه في السنن ايضا وابن ماجه في السنن ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين احد التابعين رحمه الله ثم رواه الترمذي من حديث علي بن الحسين احد التابعين رحمه الله مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو المحفوظ في الحديث وهو المحفوظ في الحديث فلا يروى مسندا من وجه يصح. فلا يروى مسندا من وجه يصح فهذا الحديث حديث ضعيف بالنظر الى الرواية. فهذا الحديث حديث ضعيف بالنظر الى الرواية. اما بالنظر الى الدراية اي صحة معناه. اما بالنظر الى الدراية اي صحة بمعناه فان اصول الشرع وقواعده تشهد له. فان اصول الشرع وقواعده اشهد له وفي الحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام بالحديث الارشاد الى ما يقع به حسن الاسلام. وهو قدر زائد عن مطلقه وهو قدر زائد عن مطلقه فان الاسلام اسم لجميع شرائح الدين كلها. فان الاسلام اسم لجميع شرائع الدين كلها وله مرتبتان وله مرتبتان احداهما مطلق الاسلام مطلق الاسلام. وهو القدر الذي يثبت به الاسلام. وهو القدر الذي يثبت به الاسلام فمتى التزمه العبد صار مسلما فمتى التزمه العبد صار مسلما داخلا في جملة اهل القبلة داخلا في جملة اهل القبلة. وحقيقته التزام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وحقيقته التزام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. والاخت حسن الاسلام والاخرى حسن الاسلام وحقيقتها امتثال شرائع الاسلام امتثال شرائع الاسلام على مقام المشاهدة او المراقبة. على مقام المشاهدة او المراقبة فهذه المرتبة تتعلق بتحقيق مرتبة الاحسان فهذه المرتبة تتعلق بتحقيق مرتبة الاحسان. المذكورة في حديث عمر رضي الله عنه في قصة جبريل ففيه قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك فحديث الباب يتعلق بالمرتبة الثانية فحديث الباب يتعلق بالمرتبة الثانية. وهي اعظم من الاولى. وهي اعظم من الاولى فمن حسن اسلام العبد ان يترك ما لا يعنيه. فمن حسن اسلام العبد ان يترك ما لا يعنيه ومعنى يعنيه اي ما تشتد عنايته به وتتوجه اليه همته اي ما تشتد عنايته به وتتوجه اليه همته. فيكون فيكون فيكون مقصوده ومطلوبه فيكون مقصوده ومطلوبه. والذي لا يعني العبد ما لا يحتاج اليه في مصالح دينه ولا دنياه. والذي لا يعني العبد ما لا يحتاج اليه في مصالح دينه ولا دنياه وافراد ذلك كثيرة. وافراد ذلك كثيرة. وهي ترجع الى اربعة اصول. وهي ترجع الى اصول الاول المحرمات الاول المحرمات والثاني المكروهات. والثاني المكروهات والثالث المشتبهات لمن لا يتبينها. المشتبهات لمن لا يتبين والرابع فضول المباحات. فضول المباحات وهو ما زاد عن قدر الحاجة منها. وهو ما زاد عن قدر الحاجة منها فاي فرد يرجع الى واحد من هذه الاصول الاربعة فهو لا يعنيك. فاي فرض يرجع الى واحد من هذه الاصول الاربعة فانه لا يعنيك. ومن حسن اسلامك ان تتركه. ومن من حسن اسلامك ان تتركه. فتعرضك له من عدم حسن اسلامك. فتعرضك له من عدم حسن اسلامك. فاذا كان من حسن اسلام العبد تركه ما لا يعنيه فان من سوء اسلام العبد شغله بما لا يعنيه. فان من سوء اسلام العبد شغل بما لا يعنيه. ومن اشتغل بما لا يعنيه ضعف دينه. وهي ايمانه وقل يقينه وتكاثرت عليه المشغلات التي تقطع قلبه عن الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث عشر عن ابي حمزة انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكره المصنف فهو من المتفق عليه. واللفظ بخاري وقوله لا يؤمن احدكم اي لا يكمل ايمانه اي لا يكمل ايمانه فان نفي الايمان له مرتبتان. فان نفي الايمان له مرتبتان احداهما نفي اصله نفي اصله مما يخرج به العبد من الاسلام اما يخرج به العبد من الاسلام الاخرى نهي كماله. نفي كماله. مما لا يخرج به العبد من الاسلام. مما لا يخرج به العبد من الاسلام والمذكور في الحديث من المرتبة الثانية للاولى والمذكور في الحديث من المرتبة الثانية للاولى. فلا يكمل ايمان العبد حتى ان لاخيه ما يحب لنفسه وما ذكر مع نفي الايمان فهو واجب من الفرائض وما ذكر مع نفي الايمان فهو واجب من الفرائض. ذكره ابن تيمية الحفيد في الايمان الكبير وابو الفرج ابن رجب فيفتح الباري. فاذا وجدت حديثا فيه ذكر نفي الايمان فاذا وجدت اية او حديثا فيها نفي الايمان فالمذكور معها واجب المذكور معها واجب سواء تعلق باصل الايمان او كماله. سواء تعلق باصل الايمان اني او كماله. فنفي الايمان يفترق في معناه. تارة يرجع الى نفي اصله تارة يرجع الى نفي كماله لكنه لا يرتفع ابدا عن كون المذكور معه واجبا. لكنه لا يرتفع ابدا عن كون المذكور معه واجبا. وقوله لاخيه اي للمسلم اي للمسلم لان عقد الاخوة الايمانية كائن معه لان عقد الاخوة الايمانية كائن معه والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير والذي يحبه العبد لنفسه هو الخير ووقع التصريح به في رواية النسائي وابن حبان. ووقع التصريح به في رواية النسائي وابن حبان لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الخير وهو يستلزم ان يكره له ما يكره لنفسه من الشر. وهو يستلزم ان يكره او ما يكره لنفسه من الشر وترك ذكر ذلك اكتفاء بان حب الشيء يستلزم كراهية ضده. اكتفاء بان ذكر حب الشيء يستلزموا كراهية ضده والخير اسم لما يرغب فيه شرعا وعرفا. والخير اسم لما يرغب فيه شرعا عنه وعرفا وهو نوعان احدهما الخير المطلق وهو الذي يرغب فيه من كل وجه وهو الذي يرغب فيه من كل وجه ومحله الامور الدينية. ومحله الامور الدينية والاخر الخير المقيد والاخر الخير المقيد وهو الذي واظب فيه من وجه دون وجه. وهو الذي يرغب فيه من وجه دون وجه ومحله الامور الدنيوية ومحله الامور الدنيوية فمن الاول الصلاة وبر الوالدين. فمن الاول الصلاة وبر الوالدين ومن الثاني الزوجة والمال والولد ومن الثاني الزوجة والمال والولد فالاعيان المتعلقة بالنوع الاول هي خير مطلق فمن اي وجه اوتيت كانت خيرا واما المذكورة في النوع الثاني فانها تكون تارة خيرا من وجه وتكون تارة شرا من وجه. فالمال والزوجة والولد اذا كانوا عونا على الخير كانوا خيرا للعبد. واذا كانوا عونا على الشر كانوا شرا للعابدين اذا علم هذا فان قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه يكون تارة مطلقا ويكون تارة مقيدا فما علمت انه خير لاخيك وجب ان تحبه له وما علمت او غلب على ظنك انه شر له لم يكن واجبا عليك ان تحبه له فمثلا اذا اندرج اخ لك في حلقة علم او مجلس فقه او غير ذلك من ابواب الخير وجب عليك ان تحب له هذا كما تحبه لنفسك فانه لا يأتي بمثل هذا الا الخير. واذا تعلق بشيء من امر الدنيا كطلبه نكاح امرأة غنية او ترشحه لرئاسة ومنصب فانه لا يجب عليك ان تحبه له. وان احببته لنفسك. اذا علمت او غلب على ظنك انه يكون شرا له. بان تتخوف عليه حصول الفساد والشر من دخوله في هذا الامر. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه واللفظ لمسلم الا انه قال دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله. دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله الله واني رسول الله وقوله الا باحدى ثلاث اي الا بواحدة من الثلاث المذكورة. الا بواحدة من الثلاث المذكورة. وهذا استثناء بعد نفي. وهذا استثناء بعد ذا نفي يفيد القصر عند علماء المعاني. تفيد القصر عند علماء المعاني فالسباحة الدم تكون بواحدة من الخصال الثلاث المذكورة في الحديث فاستباحة الدم تكون بواحدة من الخصال المذكورة في هذا الحديث ورويت احاديث عدة فيها زيادة على هذه الثلاث. ورويت احاديث عدة فيها زيادة على هذه الثلاثة وعامتها ضعاف لا تثبت. وعامتها ضعاف لا تثبت والمقبول من الاحاديث المتضمنة ذكرى ما يحل به دم المسلم ترجع الى حديث ابن مسعود رضي الله عنه. والمقبول اي الثابت من الاحاديث المتضمنة ذكر ما يحل ما يحل به دم المسلم ترجع الى حديث ابن مسعود رضي الله عنه بينه ابو الفرج ابن رجب في جامع علوم العلوم والحكم فان حديث ابن مسعود رضي الله عنه فيه ذكر اصول ما يحل به دم المسلم. فان حديث ابن مسعود فيه ذكر اصول ما يحل به دم المسلم. فاصول ما يحل دم المسلم ثلاثة. فاصول ما يحل دم ثلاثة الاول انتهاك الفرج الحرام. انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصاء. والمذكور منه في الحديث الزنا بعد الاحصان والثاني سفك الدم الحرام تفك الدم الحرام والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمذكور منه في الحديث قتل النفس والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والمراد بها المكافئة اي المساوية شرعا والثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة ترك الدين ومفارقة الجماعة وذلك بالردة عن الاسلام وذلك بالردة عن الاسلام. او ما يلحق بها او ما يلحق بها من ترك السنة من ترك السنة ومفارقة الجماعة ترك السنة ومفارقة الجماعة فاي شيء ثبتت به الاحاديث في السباحة دم المسلم فانه يرجع يرجع الى واحد من هذه الاصول الثلاثة المذكورة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فمثلا الاحاديث المروية في قتل من وقع باللواط ترجع الى اي اصل ترجع الى الاصل الاول وهلم جرا. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم هذا الحديث رواه البخاري ومسلم كما ذكر المصنف فهو من المتفق عليه وهو متفق عليه بلفظ فلا يؤذي جاره اما رواية فليكرم جاره فعند مسلم وحده وهو من المتفق عليه بلفظ فلا يؤذي جاره اما رواية فليكرم جاره فعند مسلم وحده وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثا من خصال الايمان المتعلقة بكماله الواجب. المتعلقة بكماله الواجب الاولى الله. الاولى قول الخير او الصمت عما عداه قول الخير او الصمت عما عداه والثانية اكرام الجار والثانية اكرام الجار وفي الرواية المتفق عليها عدم اذيته. وفي الرواية المتفق عليها عدم والثالثة اكرام الضيف والثالثة اكرام الضيف والخصلة الاولى تتعلق بحق الله والخصلة الاولى تتعلق بحق الله والخصلتان الثانية والثالثة تتعلقان بحقوق الخلق والخصلتان الثانية والثالثة تتعلقان بحقوق الخلق وليس للاكرام حد ينتهي اليه. فتقديره مردود الى العرف. فتقديره مردود الى العرف فما عد بالعرف اكراما دخل في الاكرام المأمور به. فما عد في العرف اكراما دخل بالمأمور به من اكرام الجار والضيف. من اكرام الجاري والضيف وحد الجوار لم يثبت فيه حديث وحد الجوار لم يثبت فيه حديث فيرجع تقديره الى العرف فيرجع تقديره الى العرف. فما سماه العرف جارا كان له عليك حق فما سماه العرف جارا كان له عليك حق واما الضيف فهو كل من قصدك من غير بلدك فهو من قصدك كل من قصدك من غير بلدك الضيف ما اجتمع فيه وصفان الضيف ما اجتمع فيه وصفان. احدهما ان يكون من خارج البلد ان يكون من خارج البلد ومن كان من اهل البلد يسمى زائرا ومن كان من اهل البلد يسمى زائرا وتسميته ضيفا من باب التوسع. وتسميته ضيفا من باب التوسع والاخر ان يكون متوجها اليك نازلا عليك ان يكون متوجها اليك نازلا عليك فما جمع هذان الوصفان فما جمع هذين الوصفين فانه يسمى ضيفا. فانه يسمى ضيفا يثبت له الحق الشرعي من الاكرام. يثبت له الحق الشرعي من الاكرام وجوبا في اصح القولين وجوبا في اصح القولين يعني لو ان انسان جاءك من داخل البلد وطرق عليك الباب قلت من؟ قال انا فلان. وسمى اسمه فعرفت انه من زملائك في القاعة. من النازلين من القاعة الدراسية او العمل من النازلين من اهل البلد فاعتذرت اليه وقلت انا مشغول كان هذا مأذونا به شرعا ام ممنوع شرعا يعني مأدونا فيه شرعا. فان قال انا فلان وسمى صاحبا لك من خارج البلد قصدك فيسعك شرعا رده ام لا يسعك لا يسعه فانه يجب عليك ان تبذل له حقه من الاكرام. وان قدر ان ان اتصل بك صاحب لك فسمى لك احدا من اصحابكم من خارج البلد جاء اليه وانه عمل له مأدبة ودعاك للاجتماع به على تلك المأدبة فاتيت اليه فحينئذ يكون اكرامك له على حسب حكم العرف في حد الاقامة واجبا ام غير واجب ما الجواب؟ غير واجب لماذا غير واجب في حكم الشرع لانه لم يقصدك ولم ينزل بك فان دعوته للنزول عندك كان مستحبا واما الايجاب فانه لا يتعلق بذمتك طيب ذكرنا الاكرام انه يرجع فيه الى العرف ولا ينتهي الى الى حد ولا ينتهي الى حد طيب لو انه جاءك انسان من خارج البلد تفضل وبدل ان تذبح له شاة كالحال الموجودة عندنا في اكرامه ذبحت له حاشيا ودعوت اربعة ثم قدمت اليهم هذا الحاشد ففعلك هذا جائز ام غير جائز غير جائز لماذا لانه اسرار جائز لماذا ايش ما اسمعك ذكر ايوه بقصة ايش ابراهيم مع الملائكة ماذا قرب اليهم اجد وكانوا قليلا فهذا جائز وليس من الاسراف الاسراف اذا لم تودع هذه النعمة بعد الفراغ منها الطريق الشرعي لكن لو انه قدمه الى واحد في العرف الجاري عندنا قد يأتيك ضيف وتذبح له ذبيحة وتقدم اجلس عليها واحد هذا عرف عندنا فهذا لا شيء فيه لانه من اكرامه فاذا فرغ من اكله هو واكل من بعده ثم بعد ذلك حفظ هذا الطعام وانتفع به او قسم بين محتاجين هذا جائزا لكن اذا وضع في غير موضعه كان يرمى بالمزابد او غير ذلك من بانواع التصرفات المحرمة في النعمة فهذا هو الذي يأثم به صاحبه. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصي قال لا تغضب رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم فهو من افراده عنه وفي الحديث النهي عن الغضب وفي الحديث النهي عن الغضب ونهيوا صلى الله عليه وسلم يشمل امرين ولن يروا صلى الله عليه وسلم يشمل امرين الاول النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه النهي عن تعاطي الاسباب الموصلة اليه من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه. من كل ما يحمل على الغضب ويهيجه فاي شيء يؤدي تعاطيه؟ الى الغضب فهو منهي عنه. فاي شيء يؤدي تعاطيه؟ الى غضب فهو منهي عنه والثاني النهي عن انفاذ مقتضى الغضب. النهي عن انفاذ مقتضى غضب فلا يمتثل ما امره به غضبه فلا يمتثل ما امره به غضبه. ويراجع نفسه حتى تسكن ويراجع نفسه حتى تسكن والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس والذي ينهى عنه من الغضب ما كان انتقاما للنفس او دفعا للاذى عنها او دفعا للاذى عنها. اما ما كان الانتهاك حرمات الله اما ما كان غضبا لانتهاك حرمات الله فهو مأمور به. فهو هو مأمور به وهذا من دلائل الايمان وهذا من دلائل الايمان فالعبد مأمور ان يغضب لحق الله اذا تعدي عليه. فالعبد مأمور ان يغضب لحق اهذا تعدي عليه؟ والمأذون به من الغضب حينئذ والمأذون به من الغضب حينئذ يجب ان يكون وفق ما اذن الله به يجب ان يكون وفق ما اذن الله به. لا ما تدعو اليه النفس لا ما تدعو اليه النفس ويهواه العبد. ويهواه العبد فمثلا لو قدر ان انسانا مر بقوم يلعبون والصلاة قد اقيمت والامام يقرأ فحظهم على الصلاة فزجره احدهما فزجره احدهم ونهاه ان يتدخل بما ليس من اختصاصه فغضب فغضب غضبا شديدا ومضى الى المسجد وهو يتوجع على هذه الحال في ابناء المسلمين كان فعله من الغضب مأذونا به ام غير مأذونا به كان مأذونا به فان عمد بعد قول ذلك القائل تلك الكلمة له الى عصا غليظة فظرب بها ذلك القائل ضرب مبرحا حتى اوجعه فان فعله جائزة من غير جائزة فان فعله غير جائز اذ ليس له ان يتعدى على احد من المسلمين الا بحق الشرع. واما داعي النفس والهوى فانه لا يجوز للعبد ان يأتمر به كالذي يفعله من يفعله اذا عوظ في قوله في شيء يتعلق بالشرع فانه وان كان محقا فانه يجب عليه ان يلزم حكم الشريعة فيما تأمره به. لذلك فان من خصائص اهل السنة والجماعة كما ذكره ابن تيمية في العقيدة الواسطية انهم يرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق ما توجبه الشريعة اي لا وفق الاهواء والاراء. وهذا فرقان ما بين اهل السنة والجماعة وغيره. فان اهل السنة والجماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون الى الله وفق ما اذن الله به في الشرع المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم. واما غيرهم فانهم يخرجون عنها الى الاراء او الاهواء او ما تمليه عليهم الرغبات او ما يقعون فيه في محاذاة الكفار او غير ذلك. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع عشر عن ابي على شتان ابن اوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قاتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. وليحد احدكم فليرح ذبيحته رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنهم. فهو من افراده عنه. واوله عنده عن شداد ابن اوس رضي الله عنه وانه قال اثنتان حفظتهما من رسول الله اثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح ولفظه في النسخ التي بايدينا فاحسنوا الذبح موضع فاحسنوا الذبح وقوله ان الله كتب الاحسان على كل شيء اي كتبه قدرا او شرعا اي كتبه قدرا او شرعا. فالكتابة تحتمل معنيين الكتابة تحتمل معنيين. احدهما ان تكون الكتابة قدرية ان تكون الكتابة قدريا فيكون المعنى ان الله قدر وقوع الاشياء جارية على الاحسان. ان الله قدر وقوع الاشياء جارية على الاحسان الذي سيرها عليه الذي سيرها عليه. فالمكتوب هنا هو الاحسان مكتوب هنا هو الاحسان. والمكتوب عليه هو كل شيء. والمكتوب عليه هو كل شيء فكل شيء قد جعله الله في احسن صورته. فكل شيء قد جعله الله في احسن صورة وحال والثاني ان تكون الكتابة شرعية ان تكون الكتابة شرعية فيكون المعنى ان الله امر عباده ان الله امر عباده بالاحسان الى كل شيء ان الله امر عباده بالاحسان الى كل شيء فالمكتوب هنا هو الاحسان. فالمكتوب هنا هو الاحسان والمكتوب عليه وهم العباد غير مذكور والمكتوب عليه وهم العباد غير مذكور فالمذكور هو المحسن اليه فالمذكور هو المحسن اليه وهو كل شيء وهو كل شيء. والحديث صالح للمعدنيين مع والحديث صالح للمعنيين معا فيجوز ان تكون الكتابة قدرية ويجوز ان تكون الكتابة شرعية على ما تقدم في معنى كل. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالا من الاحسان يتضح به المقال وهو الاحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والبهائم. وهو الاحسان في قتل من يجوز قتله من الناس والبهايم. فقال فاذا قتلتم فاحسنوا قتله واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح فامر باحسانهما ويكون ذلك بايقاعهما على الصفة الشرعية. فيكون ذلك بايقاعهما على الصفة شرعية فاذا اوقع القتل والذبح وفق الشرع فاذا وقع القتل والذبح وفق الشرع كان ذلك كان ذلك احسانا واذا اوقع على غير الشرع لم يكن احسانا. واذا اوقع على غير الشرع كان احسانا كان غير واذا اوقع على خلاف الشرع كان غير احسان. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبدالرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر الغثاري رضي الله عنه هذا الحديث اخرجه الترمذي من حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه. ثم رواه من حديث عن ابن جبل ثم رواه من حديث معاذ ابن جبل وقال نحوه ولم يسق لقضاه. فقال نحوه ولم ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه ثم قال قال محمود بن غيلان وهو احد شيوخه والصحيح حديث ابي ذر والصحيح حديث ابي ذر اي ان هذا الحديث روي تارة من مسند ابي ذر من الخاري وروي تارة اخرى من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه والصحيح المعروف في الرواية انه عن ابي ذر رضي الله عنه لا عن معاذ ابن جبل والحديث عن ابي ذر اسناده ضعيف. والحديث عن ابي ذر اسناده ضعيف. وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء. وروي من غير وجه لا يثبت منها شيء ووصية النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل من جوامع الوصايا النبوية. ووصيته النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل من جوامع الوصايا النبوية. وتروى فيها احاديث عدة وتروى فيها احاديث عدة منها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف. منها الصحيح ومنها الحسن ومنها الضعيف وجمعت وصية النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في حديث ابي ذر بين حقوق الله وحقوق عباده. وجمعت وصية النبي صلى الله الله عليه وسلم معاذ ابن جبل المذكورة في حديث ابي ذر بين حقوق الله وحقوق عباده فان على العبد حقين فان على العبد حقين. احدهما حق الله احدهما حق الله. والمذكور منه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة. والمذكور ومنه هنا التقوى واتباع السيئة الحسنة. والاخر حق العباد حق العباد والمذكور منه هنا معاملة الخلق بالخلق الحسن. معاملة الخلق خلقي بالخلق الحسن فالخصال المذكورة في الحديث ثلاث. فالخصال المذكورة في الحديث ثلاث. الاولى تقوى الله الاولى تقوى الله. وحقيقة التقوى شرعا وحقيقة اقوى شرعا اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه. بامتثال خطاب الشرع بامتثال خطاب الشرع وتارة تذكر هذه التقوى متعلقة بالله كقوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم وتارة تذكر متعلقة في اليوم الاخر لقوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الى الله وتارة تذكر متعلقة بالنار وتارة تذكر متعلقة بالنار الاخرة وعذاب الاخرة لقوله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا الاية وغيرها والخصلة الثانية اتباع السيئة الحسنة اتباع السيئة الحسنة اي فعل الحسنة بعد في علم السيئة اي فعل الحسنة بعد فعل السيئة وله مرتبتان وله مرتبتان. الاولى الاتباع بقصد اذهاب السيئة. الاتباع بقصد اذهاب السيئة فالحسنة مفعولة بقصد الاذهاب فالحسنة مفعولة بقصد الاذهاب. والثانية الاتباع من غير قصد الاذهاب الاتباع من غير قصد الاذهاب. فالحسنة مفعولة مع عدم قصد محو السيئة فالحسنة مفعولة مع عدم قصد محو السيئة والمرتبة الاولى اكمل من الثانية والمرتبة الاولى اكمل من الثانية. لماذا ليس المرتبة الاولى اكمل من الثانية لما فيه من شهود القلب السيئة خوفا منها. لما فيه من شهود القلب السيئة خوفا منها فهو يفعل الحسن بعد السيئة خائفا عاقبة تلك السيئة وتلك الحال اكمل من حال من يفعل سيئة ثم يذهل عنها ثم ثم يفعل حسنة بعد ذلك فالخصلة الثالثة معاملة الخلق بالخلق الحسن. معاملة الخلق بالخلق الحسن والخلق في الشرع له معنيان احدهما عام وهو الدين وحقيقته امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. وحقيقته امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. ومنه قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. ومنه قوله تعالى وان لعلى خلق عظيم. اي دين عظيم. قاله مجاهد ابن جبل وغيره. والاخر خاص والاخر خاص وهو المعاملة مع الناس فانها تسمى خلقا. والاخر المعاملة مع الناس فانها تسمى خلقا وهي المقصودة في الحديث وهي المقصودة في الحديث ووصف فيه الخلق بالحسن ووصف فيه الخلق بالحسن. وحقيقة الخلق الحسن الاحسان الى الخلق بالقول والفعل وحقيقة الخلق الحسن الاحسان الى الخلق بالقول والفعل. فكل ما عد احسانا الى الخلق من قول او فعل فانه يسمى خلقا حسن وهو من دلائل كمال الايمان فان الخلق الحسن يدل على ان متعاطيه من المؤمنين اكمل حالا من غيره ممن يسيء معاشرة خلقي ومعاملتهم معاشرة الخلق ومعاملاتهم اقواله وافعاله واولى الناس بالخلق الحسن هم المنتسبون الى طلب العلم فان مما يتميز به المتنسك السالك طريق العلم حرصه على الاخلاق الحسنة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. فان هذا العلم ميراثه المقبلون على الاشتغال به ينبغي ان يقتدوا بهديه صلى الله عليه وسلم في اخلاقه. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع عشر عن ابي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فسل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قدر كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي احفظ الله تجده امامك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا هذا الحديث اخرجه الترمذي ولفظه ولو اجتمعوا على ان يضروك. ولفظه ولو اجتمعوا على ان يضروك عوضا وان اجتمعوا واسناده حسن اما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف فهي عند عبد ابن حميدي في مسنده. اما الرواية الاخرى التي ذكرها المصنف فهي عند عبد ابن حميد في مسنده وفي سياقه زيادة على المذكور هنا. وفي سياقه زيادة على المذكور هنا. واسنادها ضعيف واسنادها ضعيف ورؤيت هذه الجملة من طرق اخرى تحسن بها. ورويت هذه الجملة من طرق اخرى تحسن سوى قوله واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك. وما اصابك لم يكن ليخطئك فليس في طرق هذا الحديث ما يشهد لثبوتها في وصية النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما وان كانت ثابتة في احاديث اخرى ستأتي باذن الله في كتاب التوحيد في باب ما جاء في منكر القدر. فهذه الوصية المذكورة لابن عباس بالالفاظ المثبتة بين هي حسنة سوى الجملة التي استثنيناها في هذه الوصية. والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله حفظ امره. والمراد بحفظ الله المذكور في قوله احفظ الله حفظ امره. وامر الله نوعان احدهما امر قدري امر قدري وحفظه بالصبر عليه. وحفظه بالصبر عليه. والاخر امر ترعي امر شرعي. وحفظه بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال. فحفظه بتصديق الخبر. وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال وبين النبي صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله في جملتين. وبين صلى الله عليه وسلم جزاء من حفظ امر الله في جملتين الاولى احفظ الله يحفظك. الاولى احفظ الله يحفظك. والثانية احفظ الله تجده جاء احفظ الله تجده تجاهك. وفي الرواية الثانية تجده امامك. في الرواية الثانية تجده امامك. فجزاء من حفظ امر الله شيئان. فجزاء من حفظ امر الله شيئان احدهما تحصيل حفظ الله له تحصيل حفظ الله له وهذه وقاية. وهذه وقاية والاخر تحصيل نصر الله تحصيل نصر الله وتأييده. تحصيل نصر الله تأييده وهذه رعاية. وهذه رعاية فمن حفظ امر الله احيط بالوقاية والرعاية. فمن حفظ امر الله احيط بالوقاية والرعاية الوقاية لدفع العلل والافات فالوقاية لدفع العلل والافات. والرعاية لتحصيل الرتب والكمالات والرعاية لتحصيل الرتب والكمالات وقوله رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ثبتت المقادير اي ثبتت المقادير. وفرغ من كتابتها. وفرغ من كتابتها وقوله تعرف الى الله في الرخاء عليك في الشدة مشتمل على عمل وجزاء مشتمل على عمل وجزاء. فاما العمل فمعرفة العبد ربه فاما العمل فمعرفة العبد ربه واما الجزاء فمعرفة الرب عبده واما الجزاء فمعرفة الرب عبده. فالمبتدأ للعمل العبد فالمبتدئ للعمل العبد. والمتفضل بالجزاء هو الله. والمتفضل بالجزاء هو الله ومعرفة العبد ربه نوعان ومعرفة العبد ربه نوعان. احدهما معرفة الاقرار بربوبيته معرفة الاقرار بربوبيته وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر وهذه المعرفة يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر فتجد في الكافرين من يؤمن بربوبية الله وهم اكثرهم. كما تجده في المؤمنين. ويكون وجار المؤمنين مؤمنون بربوبية الله كما يؤمن به اظرارهم. والاخر معرفة الاقرار بربوبيته معرفة الاقرار بالوهيته. معرفة الاقرار بالوهيته وتختص هذه باهل الاسلام وتختص هذه باهل الاسلام فلا يكون لاهل الكفر منها شيء. فلا يكون لاهل الكفر منها شيء. وليس الابرار من اهل الاسلام فيها وليس الابرار من اهل الاسلام فيها كالفجار وليس الابرار من اهل الاسلام فيها كالفجار فان اقرار ابرار المؤمنين بالوهية الله اعظم من اقرار فجارهم فان اقرار الابرار فان اقرار ابرار المؤمنين بالوهية الله اعظم من اقرار فجارهم. ومعرفة الله عبده نوعان ومعرفة الله عبده نوعان احدهما معرفة عامة معرفة عامة تقتضي شمول علم الله عبده واطلاعه عليه تقتضي تمول علم الله عبده واطلاعه عليه والاخر معرفة خاصة تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد. تقتضي معرفة الله عبده بالنصر والتأييد فيكون لاهل هذه المرتبة من المعونة والتسديد والتوفيق ما ليس لغيرهم نعم السلام عليكم قال رحمه الله تعالى الحديث العشرون عن ابي مسعود عقبة ابن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم رواه البخاري وحده دون مسلم. فهو من افراده عنه. فهو من افراده عنه وقوله فيه ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اي مما اثر عن الانبياء السابقين اي مما اثر عن الانبياء السابقين. وصار محفوظا عنهم يتناقله الناس وصار محفوظا عنهم يتناقله الناس وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت له معنيان له معنيان احدهما انه امر على ظاهره. انه امر على ظاهره فاذا كان ما تريد فعله لا يستحيا منه فاذا كان ما تريده فعله لا يستحي منه فاصنع ما شئت فلا تثريب عليه فاصنع ما شئت فلا تثريب عليك ولا عيب لك. فلا تثريب عليك ولا عيب لك والثاني انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته انه ليس من باب الامر الذي تقصد حقيقته والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين. والقائلون بهذا يحملونه على احد معنيين اولهما انه امر بمعنى التهديد انه امر بمعنى التهديد بانه ان لم يكن لك حياء يمنعك فاصنع ما شئت فستلقى ما تكره بانه ان لم يكن لك حياء يردعه فاصنع ما شئت وستلقى ما ما تكره. وثانيهما انه امر بمعنى الخبر انه امر بمعنى الخبر اي اذا لم تفتح فاصنع ما شئت اي اذا لم تستحي فاصنع ما شئت لان من له حياء منعه حياؤه لان من له حياء منعه حياؤه. ومن لا حياء له لم يمنعه شيء ومن لا حياء له لم يمنعه شيء فهو خبر عن الناس وما يصنعونه بحسب الحياء فهو خبر عن الناس وما يصنعونه بحسب الحياء فالحديث المذكور فيه تعريف بالمقام الشريف للحياة فالحديث المذكور فيه تعريف بالمقام الشريف للحياء وانه مما ينبغي ان يتجمل به العبد وانه مما ينبغي ان يتجمل به العبد ولتحصيل الحياء طريقان. ولتحصيل الحياء طريقان. احدهما طريق وهبي طريق وهبي وهو ما يجبر الله عز وجل عليه العبد وهو ما يجبر الله عليه العبد ويغرسه في نفسه. ويغرسه في نفسه والاخر طريق كسبي والاخر طريق كسبي. بما يدركه العبد من معرفة الله. بما يدركه العبد من معرفة الله واطلاعه عليه واطلاعه عليه وشهوده نعمته وعظيم فضله وشهوده نعمته وعظيم فضله فمتى قوي هذا في القلب حمل صاحبه على الحياء. فمتى قوي هذا في القلب حمل صاحبه على الحياء. نعم قال رحمه الله تعالى حديث الحادي والعشرون عن ابي عمرو انه قال قلت يا رسول الله يقول لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم هذا الحديث ورواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عنه فوقع لفظه في النسخ التي بايدينا قل امنت بالله فاستقم. ووقع لفظه في النسخ التي بين ايدينا بلفظ قل امنت بالله فاستقم. فجعلت الفاء موضع ثم. فجعلت الهاء موضع ثم وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم وحقيقة الاستقامة طلب اقامة النفس على الصراط المستقيم. وهو دين الاسلام. وهو دين لام فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها باطنا وظاهرا. المتمسك بها ظاهرا وباطنا والناس في ذلك طبقات متفاوتون. والناس في ذلك طبقات متفاوتون. فان انهم اذا اجتمعوا في اصل استقامة افترقوا في احادها فانه اذا اجتمعوا في اصل الاستقامة افترقوا في احادها. واذا غلبت على العبد الطاعات سمي مستقيما وان وجدت منه الخطيئات. وان غلبت على العبد الطاعات سمي مستقيما وان وجدت منه الخطيئات. نعم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الحديث الثاني والعشرون عن جابر ابن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارأيت اذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اأدخل الجنة قال نعم رواه مسلم ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى احللت الحلال فعلته معتقدا حله هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من افراده عني. وفي الحديث ذكر اربعة اعمال. وفي الحديث ذكر اربعة اعمال الاول اداء الصلوات الخمس في قوله صليت الصلوات المكتوبات في قوله صليت الصلوات المكتوبات اي المفروضات وهي الخمس في اليوم والليلة والثاني صيام شهر رمضان قيام شهر رمضان في قوله وصمت رمضان والثالث تحليل الحلال في قوله واحللت الحلال اي اعتقدت حله اي اعتقدت حله وقيد الفعل الذي ذكره المصنف في قوله فعلته معتقدا علة فيه نظر وقيد في علم الذي ذكره المصنف في قوله جعلته معتقدا انه فيه نظر. لتعذر الاحاطة بافراد الحلال معرفة وفعلا لتعذر الاحاطة بافراد الحلال معرفة وفعلا والواجب على العبد هو اعتقاد حلها والواجب على العبد هو اعتقاد حلها لا تعاطيها جميعا. لا تعاطيها جميعا مثلا هناك بعض الاشياء من المأكولات قد لا تأكلها ابدا لكن تعتقد انها حلال فهذا الاعتقاد يكفيك فلا حاجة الى قوله فعلته معتقدا في الله فانك قد لا تفعله. وكذلك هناك انواع من الحلال من المطاعم والمشارب وغيرها قد لا تحيط به معرفة. فيكون في بلد دون بلد. والرابع تحريم الحرام. تحريم الحرام في قوله وحرمت الحرام في قوله وحرمت الحرام. اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. اي اعتقدت حرمته مع اجتنابه. فلا بد من هاتين المرتبتين معه. فلا بد من هاتين المرتبتين مع الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم اعتقاد الحرمة الاعتقاد للحرمة واجتناب المحرم. ففي عبارة المصنف قصور لانه خصه بالاجتناب دون ذكر اعتقاد الحرمة. ففي عبارة المصنف قصور لانه خصه باجتناب المحرم دون ذكر اعتقاد الحرمة. ويمكن ان يعتذر عنه بان ان الاعتقاد مندرج في الاجتناب. ويمكن ان يعتذر عنه بان الاعتقاد مندرج في الاجتناب والاولى في مقامات التعليم الابلاغ في التفهيم. والاولى في مقامات التعليم الابلاغ في التفهيم. وهو واراد هذا الكتاب لعموم المسلمين. فالمناسب لحالهم ان يفصح عن ذلك بان يقول اجنبته مع اعتقاد حرمته. ثم قال السائل بعد ذكر هؤلاء الاربع ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة؟ قال نعم. ففيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة ففيه بيان ان هذه الاعمال من موجبات الجنة اما بالدخول اليها ابتداء او انتهاء اما بالدخول اليها ارتداء او بالمصير اليها انتهاء. او بالمصير اليها انتهاء. بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع. بحسب اجتماع الشروط وانتفاء الموانع وهذا اخر البيان على هذه الجملة ونستكمل بقية الكتاب في الدرس القادم باذن الله. وانبه الى تأجيل اختبار العقيدة الواسطية في الاسبوع القادم فباذن الله الاسبوع القادم بعد درس الاربعين والاختبار العقيدة الواسطية وفق الله الجميع ما يحبه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا رسوله محمد واله وصحبه اجمعين