بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا وقدوتنا وحبيبنا وامامنا محمدا عبد الله ورسوله وخليله ومصطفاه. اللهم صل وسلم وبارك عليه. وعلى ال وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. اما بعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام ومن الكعبة المعظمة ينعقد مجلسنا الحادي والثلاثون من مجالس مدارستنا لهذا السفر المبارك كتاب زاد المعاد في خير العباد صلى الله عليه واله وسلم. للامام شمس الدين ابي عبدالله ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وهذا المجلس المنعقد في اخر وخاتمة شهرنا هذا ذي الحجة في عامنا هذا الف واربعمائة واربع واربعين من هجرته صلى الله عليه وسلم نتم به ما كنا قد وقفنا عنده قبل الحج. فيما ساقه المصنف رحمه الله من الفصول في هديه صلوات الله وسلامه عليه في باب اللباس. وتتمة هذه الفصول في تتمة لمجلسنا هذا ان شاء الله تعالى في مجلسنا هذا اليوم الخميس المنعقد يوم الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام سنة اربع واربعين واربعمئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. مستكثرين في مجلسنا هذا في ليلتنا هذه في مكاننا المبارك هذا من خير الاعمال وازكاها عند ربنا واعظمها بركة. نستجلب بها صلاة ربنا علينا الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. لمحمد تقف القوافي هيبة او فيما يرتقي ويليق هذا الذي وافى فاشرق نوره شمسا وبانت للسراة طريق هو رحمة منذ استهل تهللت مهج وعاد الى الحياة بريق. صلوا عليه انما بصلاتكم ترتاح افئدة ويرحل ضيق. فاللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل مجلسنا يا رب عامرا بذكرك وطاعتك والقربة اليك. والصلاة والسلام على نبيك صلى الله عليه وسلم صلاة عنا وتتنزل بها صلاة ربنا علينا انه خير مأمول واكرم مسؤول. وقف البنى الحديث عند قول المصنف رحمه الله وكان له صلى الله عليه وسلم بردان اخضران وكساء اسود وكساء احمر ملبد نساء من شعر. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين حبيب رب العالمين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله وكان له صلى الله عليه وسلم بردان اخبران وكساء اسود وكساء احمر ملبد وكساء من شعر. هذه الجمل المتعاطفة في بيان بعض ما لبسه نبينا صلى الله عليه وسلم وقد سبق لنا منذ بداية هذه الفصول جملة من اسماء الالبسة التي ثبت في السنة استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم لها. من ذلك الذي ابتدأ به في الفصل العمامة. وذكر الثابت فيها ثم ذكر القميص وهو ما اليوم الثوب او الجلباب او الجلابية وهي احب الثياب اليه صلى الله عليه وسلم كما سيعيده المصنف الان وذكر ايضا الجبة والجبة ثوب واسع الكمين مشقوق المقدم يلبس فوق الثياب. ويسمى الى اليوم في بعض البلاد الاسلامية بالجبة كالجبة الازهرية والجبة الشامية ونحوها. وذكر ايضا لبسه عليه الصلاة والسلام للفروج قباء وهو ثوب يلبس فوق الثياب عادة ويتمنطق عليه يأتي عادة واسعا طويل الاكمام يتزيى به علماء الدين ذكر الازار والرداء وهو اشبه شيء بلباس المحرم في احرامه قطعتان من كساء او من لباس ونحوه يلف الرداء على اعلى الجسد والازار على اسفله. واذا اشتمل اللباس على القطعتين معا ازار يسمى حلة فلا يقال حلة الا اذا اجتمع الازار والرداء معا لبس عليه الصلاة والسلام الفروة المكفوفة بالسندس يعني بالحرير التي تأتي بطانة اكمامها وذيلها ورقبتها بشيء من الحرير ثم ثبت انه عليه الصلاة والسلام ترك لباسه لبس الحلة الحمراء لبس الخميصة والخميصة ثوب من خز او صوف يكون اسود اللون او غيره سواء وكان معلما معلما يعني له خطوط ونقش او كان سادجا لا نقش عليه وهو لون واحد لا يتغير. ذكر ايضا المصنف رحمه الله السراويلات واختلاف العلماء هل ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام لبسها او لم يلبسها وفيه لاهل العلم فمن اثبت لم يستدل بدليل صريح في لبسه عليه الصلاة والسلام للسراويل وهو لم يكن من لباس العربي المنتشر الشائع المعتاد. فانما يلبسون الازار والرداء ونحو ذلك. لكنه ثبت ان السراويلات كانت معروفة عند العرب ولهذا ذكرها عليه الصلاة والسلام في محظورات الاحرام من اللباس. ذكر ايضا الخف والنعل وذكر الخاتم وهل ثبت انه عليه الصلاة والسلام تختم في يمناه او في يسراه. وسيأتي ذكر الخاتم ايضا معنا في مجلس الليلة. ذكر ايضا ختام ذلك او الخوذة التي تلبس فوق رأس المحارب في القتال ومن لباس الحرب ايضا الدرع المسمى بالزردية. هذه كلها ثبت في ما مضى من مجالس وقف الحديث بابتداء ما استأنفناه اليوم في قول المصنف رحمه الله وكان له صلى الله عليه وسلم برداني اخبران. مثنى بردة والبردة كساء من صوف سواء كان مخططا او غيره يلتحف به كالعباءة. كان له بردان اخضران. وكان له عليه الصلاة والسلام كساء اسود. اذا تعددت الالوان. فما ثبت عليه الصلاة والسلام على لون واحد لبس الاسود والابيض والاخضر ولبس ايضا عليه الصلاة والسلام الحلة الحمراء والمقصود ان ما كان في لونها حمرة وليست بالاحمر الخالص. كما نبه المصنف عليه سابقا. وله ايضا كساء احمر ملبد ملبد بمعنى انه قد اعتلته طبقات اما من ثقل القماش او من قدمه. وكان له ايضا كساء من شعر به شعر بعض الحيوانات اما ما يكون من شعر الغنم او الماعز وهو اغلبه او غيرها من الحيوانات التي يجوز اتخاذ جلودها البسة وفرشا ونحوها. اراد المصنف اثبات التعدد في باب لباس المصطفى عليه الصلاة والسلام. وانه ممن يلزم نوعا واحدا او هيئة واحدة او لونا واحدا على الدوام بل كان يلبس ما تيسر وسيأتينا في كلام المصنف رحمه الله حتى في باب الطعام هدي نبوي عام في حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام. سواء كان في اللباس او في الطعام او في البيت والفراش. كان عليه الصلاة والسلام لا يتكلف لا يتكلف معدوما لا يبحث عن شيء غير موجود ولا يطلبه صلوات الله وسلامه عليه بل كان يأخذ ما تيسر من بين يديه عليه الصلاة والسلام. تيسيرا على نفسه وعلى اهل بيته ومن حوله ممن قوموا على خدمته كان لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا. الموجود يأخذه وغير الموجود المفقود لا يبحث عنه ولا ينشده يطلبه بعينه. فهذه جملة افادت تعدد هدي النبي عليه الصلاة والسلام في باب اللباس وسيأتي له تتمة الان ايضا ان شاء الله احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان قميصه من قطن وكان قصير الطول قصير الكم. واما هذه الاكمام واسعة الطوال التي هي كالاخراج فلم يلبسها هو ولا احد من اصحابه البتة. وهي مخالفة لسنته وفي جوازها نظر فانها من جنس الخيلاء. هل لبس نبينا صلى الله عليه وسلم القطن؟ الجواب نعم لبس الصوف ولبس القطن ولبس الكتان تعددت انواع البسته. لبس البردة اليمانية ولبس جبة رومية ولبس ثيابا مصرية قبطية اهداها له المقوقص حاكم الاسكندرية لبس عليه الصلاة والسلام انواعا من الثياب ما لم يكن فيها شيئا ما لم يكن فيها شيء ممنوع شرعا. وستأتي الاشارة الى بعضه. كان قميصه من قطب وكان قصير الطول قصير الكم قصر طول ثياب رسول الله عليه الصلاة والسلام كانت بين انصاف ساقيه الى كعبيه كانت بين انصاف الساقين الى الكعبين فلا يتجاوز الكعبين ولا يقصر عن انصاف الساقين. هذا هديه عليه الصلاة والسلام وقصر كذلك فان طول الاكمام في اللباس من علامة الارتخاء والثراء والنعومة التي والترفه التي لا تليق بالرجال. على عكس ثياب النساء التي يستحب بل يشرع تطويلها فتغطى القدمان وما اسفل من القدمين وتغطى الكفان وما جاوز الكفين. اما ثياب الرجال ان مظهر العزم والرجولة يقتضي شيئا من الحزم ينافي الارتخاء في اللباس. قال رحمه الله واما هذه الواسعة الطوال يصف نوعا من اللباس ربما جاء في ذهنك الان شيء منه رأيته او رأيت صورة له. بعض الثياب التي يلبسها بعض اهل البلدان واسعة الطول في الكم واسعة الفتحة. فاذا رفع الرجل ثوبه بدا طول الكم من حيث تغطية ومن حيث سعت طول الكم فتحة الكم. قال كالاخراج يريد به رحمه الله جمع خرج ارأيتم الى ما يوضع على ظهر البعير قطعة من قماش ذات جيبين تستعمل لحمل المتاع والبضاعة والفواكه وما يحمل عليها اصحاب الدواب سواء كان حمارا او بغلا او بعيرا فيضع وعاء ذا جانبين احدهما عن يمين الدابة عن يسارها فهو كيس ذو شقين ذو فتحتين. فشبه سعة اكمام تلك التي يصفها انها كالخرج الذي يوضع وعلى ظهر الحيوان في سعتها وتحمل البضاعة والامتعة والفواكه والزاد وما يحتاج اليه صاحب المتاع. قال فلم يلبسها هو ولا احد من اصحابه البتة. وهي مخالفة لسنته. ثم قال وفي جوازها نظر الان ليست مسألة انها ثبتت في السنة او لم تثبت يقول تنزيلها على قواعد الشريعة يقتضي عدم جوازها من اي اي باب؟ قال فانها من جنس الخيلاء. يعني فيها نوع من اظهار التعجب والفخر والمخيلة. فلو قال قائل ماذا لو وجد اليوم في بعض لباس الرجال في بعض البلاد هذا النوع من الثياب وجرى عرفا عندهم ولا خيلاء فيه ولا لا كبر ولا غرور فالجواب ان ذلك ان جرى عرفا ولم يتميز به لابسه بفخر ولا عجب ولا تكبر فهو من جنس اللباس المباح الذي لا تمنعه الشريعة. لكن المصنف رحمه الله ربما اشار الى ما تقرر في عرف في ذاك الزمان او في بلد من البلدان والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان احب الثياب اليه القميص والحبرة وهي ضرب من البرود فيه حمرة. هذان حديث قالت ام سلمة رضي الله عنها فيما اخرج ابو داوود والترمذي بسند صحيح. قالت وكان احب الثياب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص. قلنا ما القميص وما نسميه الثوب او الجلباب او الجلابية هو هذا القميص الذي يأتي ساترا للجسد من الاعلى الى اسفله بخلاف الازار والرداء فانه قطعتان قطعة اعلى الجسد وقطعة لاسفله. كان احب الثياب اليه القميص اما الحديث الثاني فحديث انس يقول قتادة رحمه الله قلنا لانس بن مالك اي الثياب كان احب الى رسول الله لا احب او اعجب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رضي الله عنه الحبرة على وزن عنبة قال الحبرة والحديث اخرجه مسلم. المراد بالحبرة نوع من الثياب تأتي من قطن او من كتان عبر يعني مزينة فهي جبيلة المنبر جميلة الصورة وفيها ايضا نوع من الجمال في اللبس الذي يزداد جمالا بلبس النبي عليه الصلاة والسلام اياه. فكان هذا من الثياب المحببة اليه عليه الصلاة والسلام. قال المصنف وهي ضرب من البرود جمع بردة فيها حمرة. ايضا ليس المقصود به الحمرة الخالصة فانه قد ثبت النهي عنها. لكن المراد ان فيها خيوط حمراء او كان فيها تقليم باللون الاحمر. هذان حديثان تقول ام سلمة رضي الله عنها احب والثياب اليه القميص. ويقول انس احب الثياب اليه الحبر والحبر بردة وليست قميصا. فكيف نجمع بين الحديثين؟ يقول اه المناوي رحمه الله تعالى في فيض معللا حب النبي عليه الصلاة والسلام للقميص. لماذا كان احب الثياب اليه القميص؟ قال رحمه الله تعالى كانت نفسه تميمة الى لبسه يعني القميص اكثر من غيره من نحو رداء او ازار لانه استر منهما وايسر اي استر وايسر. لبس القميص استر وايسر. اما كونه ايسر فانك اذا لبسته فهو مرة واحدة بخلاف الازار والرداء تلفه وتعقده واذا اردت ان تفكه تحله اما كونه استر فانه ظاف على الجسد من اعلى الى اسفل. بخلاف الازار فربما انكشف شيء من ساقه او فخذه او ربما انكشفت عورته حال منامه والقميص استر. يقول رحمه الله لانه استر منهما وايسر. لاحتياج فيهما يعني الازار والرداء لاحتياجهما الى حل وعقد بخلافه. بخلاف القميص فانما يلبس بادخال الجسد فيه لا غير. قال فهو احبها اليه لبسا. والحبرة احبها اليه رداء. فلا تدافع بين قال او ذاك احب المخيط وذا احب غيره. يعني يريد ان يقول ان كان الثوب مخيطا فالقميص احب والثياب اليه. وان كان الثوب غير مخيط فاحب الثياب اليه الحبر جمعا بين حديثين صحيحين عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله ويلوح من ذلك ان لبسه له اكثر لاي شيء بقميص لانه كان احب الثياب اليه فقال ربما يفهم من ذلك ان لبسه للقميص كان اكثر من غيره من الازار والبردة ونحوها. قال رحمه الله وكان لا يختلج في ذهني خلافه حتى رأيت الحافظ العراقي قال في حديث الباس مصطفى صلى الله عليه وسلم قميصه لابن ابي لما مات قال ما نصه؟ وفيه لبسه عليه الصلاة والسلام اولي القميص وان كان الاغلب من عادته وعادة سائر العرب لبس الازار والرداء ثم قال المناوي ولم اقف له على سلف في جزمه بهذه الاغلبية بالنسبة لخصوص المصطفى صلى الله عليه وسلم وفوق كل ذي علم عليم ولا يلزم من كون ذلك اغلب للعرب كونه اغلب له. لان احواله وشؤونه كانت منوطة بما يؤمر به بما كان دأب ابائه واخوانه من الانبياء والمرسلين فيما لم يوحى اليه بشيء لا بشعار العرب وزيهم على ان اغلبية لبس ازار والرداء لا ينافي اغلبية لبس القميص ولا مانع من لبس الثلاثة غالبا معا. فتدبر يعني يلبس القميص ويلبس فوقه البرد فان ايضا تلبس فوق الثياب فيكون جمعا بين الحديثين والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكان احب الالوان اليه البياض. وقال هي من خير ثيابكم فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم. لبس الوانا عدة كما ثبت قبل قليل. لبس السواد ولبس الاخضر ولبس الحمرة او ما فيه حمرا ولا لبس الابيض عليه الصلاة والسلام في ثيابه المتعددة. قال وكان احب الالوان اليه البياض ولهذا ساق هنا عندكم الحديث الذي فيه قال هي من خير ثيابكم فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم. والحديث ايضا في رواية اخرى البسوا من ثيابكم البياض فانها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم. الحديث الذي اخرجه الائمة عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما اخرجه الترمذي ايضا والحاكم واحمد من حديث سمرة بن جندب بلفظ البسوا البياض فانها اطهر واطيب وكفن وفيها موتاكم. حديث سمرة علل تفضيل البياض لما. قال فانها اطهر واطيب والمراد ان اللون الابيض انقى الالوان واصفاها فمن لبس البياض ظهر فيه النظافة ولان البياض شديد التأثر باي قذر او وسخ فانه يبدو عليه اكثر من غيره من الالوان. فاذا رأيت صاحب الثوب الابيض لا يزال بياض ثوبه على نقائه فهو يعتني بنظافته. لانه اذا اتسخ سرعان ما غسله والا لظهر اثر ذلك على ثوبي فهذا من ادب الشريعة في تربية ابنائها على العناية بالنظافة والتطهر والتجمل. يقول عليه الصلاة والسلام فانها اطهر واطيب. ولله كم للاسلام من نعمة على اهله ليس في العبادات والعقائد فحسب بل حتى في العادات ومكارم الاخلاق يرتقي الاسلام باهل الاسلام لان يكونوا من ارقى الشعوب ورقيا وعناية حتى بالثياب وبالمظهر وبالهيئة. هذه سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام. يقول البسوا ربايات طب ايه البسوا من ثيابكم البياض وكفروا فيها موتاكم. ولهذا جرت سنة المسلمين عامة في كل البلدان على تكفين موتى المسلمين في اكفان بيض لانها سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ويجوز غيره من الالوان فلو كفن الميت في ثياب غير بيضاء وفي اقمشة ذات الوان اخرى جاز ذلك ولا حرج لكنها السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها انها اخرجت كساء ملبدا وازارا غليظا فقالت نزع روح النبي صلى الله عليه وسلم في هذين. قال ابو بردة اخرجت الينا عائشة رضي الله عنها كساء وازارا غليظا قلت لكم الملبد هو النوع من اللباس الذي آآ خشن اما لقدمه او لثقل نسيجه. اخرجت كساء وازارا غليظا فقالت قبظ رح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين وفي لفظ لمسلم اخرجت كساء وازارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء اخرجت ازارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من التي يسمونها الملبدة. فاقسمت بالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين. والمقصود شيئان او فائدتان من هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها وحديثها في الصحيحين الفائدة الاولى اثباتها ان هذا الثوب في هذا الكساء وفي هذا الازار هو اخر ثوب مس جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قبض روحه في هذين الثوبين. والفائدة الاخرى هذا الوصف في اللباس الذي وصفته ام المؤمنين رضي الله عنها كساء غليظ وازار او كساء ملبد وازار غليظ. كل ذلك يدل على خشونة اللباس الذي كان يلبسه عليه الصلاة والسلام السؤال مرة اخرى هل هذا على الدوام انه كان لا يلبس الا الثوب الخشن والازارة الغليظة والكساء الملبد؟ الجواب لا لبس الحبر وهي من اجمل الثياب. لبس الحلة الحمراء وجعلوا يفضلون جماله على جمال القمر في منتصف الشهر صلوات الله وسلامه سلامه عليه لبس الازار الرداء والقميص والحبر ولبس الحلة كل ذلك لبسه. والمقصود تعدد هديه صلوات الله وسلامه عليه ارسل الله اليكم قال رحمه الله لبس خاتما من ذهب ثم رمى به ونهى عن التختم بالذهب ثم اتخذ خاتما من فضة ولم ينه عنه. انتقل الى لباس اخر الخواتم هل هي سنة؟ نعم لبس النبي عليه الصلاة والسلام الخاتم ولم يلبسه الا لما احتاج اليه عندما اراد مخاطبة الملوك والوفود والعظماء والرؤساء فقيل له ان الملوك والعظماء الا تقبل الا كتابا مختوما؟ فاتخذ خاتما عليه الصلاة والسلام وجعل نقشه محمد رسول الله صلى الله عليه وعليه وسلم. فلما اتخذ الخاتم اتخذه من فضة وجعل نقش خاتمه كما سمعت محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهل لبسه في يده اليمنى او في اليسرى؟ خلاف وقد تقدم في مجلس سابق ان الرواية صحت بالامرين. فمن الصحابة من جزم بانه لبسه في يمناه ومنهم من جزم انه لبسه في يسرا لكن هل لبس عليه الصلاة والسلام خاتم الذهب؟ الجواب نعم في بادئ الامر ثم نبذه وحرمه على امة. اخرج البخاري في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام اتخذ خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني اتخذت خاتما من ذهب فنبذه وقال اني لا البسه ابدا. فنبذ الناس خواتيمهم يعني اقتداء برسول الله. صلى الله عليه وسلم ثم اتخذ خاتما من فضة فاتخذ الناس خواتيم من فضة. قال ابن عمر رضي الله عنهما فلبس الخاتم بعد النبي صلى الله عليه عليه وسلم ابو بكر وعمر وعثمان حتى وقع من عثمان في بئر اريس كما اخرج البخاري. يعني خاتمه عليه الصلاة والسلام بقي في يد الخلفاء من بعده. فلبسه ابو بكر رضي الله عنه وكان في يده. ثم لما توفي ابو بكر رضي الله عنه انتقل الخاتم الى امير المؤمنين عمر رضي الله عنه فلبسه حتى مات. ثم انتقل الى يد امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فسقط الخاتم من عثمان رضي الله عنه وهو جالس على بئر اريس فتعبوا في نزح الماء ثلاثة ايام ايجاد الخاتم فما وجدوه فهذا نهاية امر خاتم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما حديث واما حديث ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اشياء وذكر منها انها ونهى عن لبوس الخاتم الا لذي سلطان. فلا ادري ما حال الحديث ولا وجهه والله اعلم. حديث ابي داوود اخرجه ايضا النسائي في الكبرى واحمد وفي المسند واخرجه البيهقي في السنن واخرجه ابن ماجة مختصرا. ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن عشرة اشياء عن الوشر والوشم والنتف وذكر في اخره ونهى عن لبوس الخاتم الا سلطان. يعني لا يلبس الخاتم احد في الاسلام الا من كان كمثله عليه الصلاة والسلام حاكما او سلطانا او اميرا لختم الكتب التي يرسلها او الخطابات ونحوها. يقول ابن القيم رحمه الله فلا ادري ما حال الحديث ولا وجه وسبب ذلك ما تقدم في بداية درسنا لكتاب زاد المعاد ان ابن القيم رحمه الله شرع في تصنيف الكتاب واتم جله في رحلة سفره رحمة الله عليه. فكان يكتب ما يكتب من عفو الخاطر ومن حاضر الذاكرة ترى الروايات والتعليق والفوائد الجمة والمسائل والاحكام فانما هي من من فؤاده رحمه الله. فلما غاب عنه هذا الحديث في شأن الحكم عليه افصح رحمه الله وابرأ ذمته. قال اما هذا الحديث فلا ادري ما حاله ولا وجهه والله واعلم الحديث ضعيف لان مداره على احد الرواة ابو عامر المعافر وهو مجهول عند المحدثين فلا يعارض هذا الحديث الضعيف بما ثبت من صحة لبس الخاتم ولبسه الصحابة رضي الله عنهم واولاد الصحابة رضي الله عنهم والائمة والعلماء في الامة جيلا بعد جيل فلو كان النهي صحيحا لما عمل به اهل الاسلام سلفا وخلفا والله اعلم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن كفه. يعني من جهة باطن الكف هس الخاتم ما يجعله من الاعلى يجعله من باطن الكف ليتم القبض عليه. هذا ثبت في حديث البخاري لما قال اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب او فضة وجعل فصه مما يلي كفه ونقش فيه محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال وذكر الترمذي انه كان اذا دخل الخلاء نزع خاتمه وصححه. وانكره ابو داوود. هذا حديث فيه خلاف بين محدثين هل ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا دخل الخلاء نزع الخاتم اجلالا لاسم الله الموجود في نقش رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه حديث اخرجه الترمذي في جامعه وصححه وصححه كذلك عدد من الائمة كابن حبان وصححه ايضا المنذري فانه صحح الحديث وعدد من اهل العلم لكن الامام ابا داود انكر الحديث وذكر فيه علة تضعفه. وابو داوود ايضا ليس وحده رحمه والله لانه قال عقب الحديث وانما يعرف عن ابن جريج عن زياد ابن سعد عن الزهري عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ فخاتما من ورق ثم القاه قال والوهم فيه من همام ولم يروه الا همام. وضعف الحديث ايضا عدد كالبيهقيون ودار قطني واطال النفس في تعليل الحديث وذكر عدم صحته. هل ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام كان ينزع خاتمه اذا دخل الخلاء فيه خلاف لحديث اخرجه بعض الائمة وصححوه واعله اخرون فالعلم عند الله. ويبقى يا كرام ان ان من كان معه خاتم او معه شيء فيه اسم الله عز وجل واراد دخول الخلاء فلا خلاف ان الاولى لاجلال بسم الله تعالى الا يدخل به الخلاء. سواء صح الحديث او لم يصح فان اجلال الله تعالى وتعظيمه وتعظيم اسمه سبحانه وتعالى من المتفق عليه بين العلماء قاطبة والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الطيلسان فلم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم انه لبسه ولا احد من اصحابه. بل قد ثبت في صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الدجال. فقال يخرج معه سبعون الفا من يهود اصبهان عليهم الطيالسة. ورأى انس جماعة ورأى انس جماعة عليهم الطيالسة فقال ما اشبههم بيهود خيبر الطيلسان. ويقال له الطيلس لباس ذو اهداب. ياتي مقوسا او ايضا يوضع على الكتف مثل الشال او الوشاح او يوضع على الرأس وربما كان له فتحة في منتصفه فيدخل فيه الرأس فيأتي مستديرا على الصدر الكتفين وعلى اعلى الظهر. يأتي مقوسا يلبس كالوشاح الذي اما ان يكون على الكتفين والظهر. او يكون فتحة يدخل منه الرأس فيغطي قوسا دائرا حول الصدر والظهر او يوضع حتى على الرأس. يلبسه اليهود المتدينون عادة في صلاتهم. او ايضا من اليهود فهو شعار من شعار يهود في لباسها في عبادتها خاصة. قال رحمه الله لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم انه لبسه ولا احد من اصحابه بل ان العرب في شتمها اذا ارادت ان تشتم احدا قالت يا ابن الطيلسان يريدون انه كأنهم يقولون يا اعجمي فهو نوع من السب والشتم. هذا الطيلسان الذي جاء في الحديث الذي ذكره المصنف في صحيح مسلم قال من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه وهو سهو من المصنف رحمه الله. والصواب ان الحديث في صحيح مسلم من رواية انس بن ما لك. رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدجال اذ يخرج اخر الزمان قال يخرج معه سبعون الفا من يهود اصبهان عليهم الطيالسة فهو شعار لليهود. انس رضي الله عنه صلى الجمعة ذات يوم في بلاد الشام فخرج فرأى جماعة كم من المصلين في المسجد يلبسون الطيالسة فانكر ذلك. وقال ما اشبههم بيهود خيبر اذا كان ينقدح مباشرة لانه شعار وزي يعرف به اليهود ينقدح عند الناظر ان هذا لباس لهم. فكان نوعا من تشبهي يقول ابن القيم رحمه الله اما النبي عليه الصلاة والسلام فما لبس الطيلسان ولا احد من اصحابه وذكر الان هنا حكم لباس الطيلسان او الطيلس والجمع طيالس وطيالسة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن ها هنا كره لبسها جماعة من السلف والخلف لما روى ابو داوود والحاكم في المستدرك عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من تشبه بقوم فهو منهم. وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم ليس منا من تشبه بغيرنا هذا اصل عظيم يا امة الاسلام في شريعة الاسلام اصل عظيم في باب العادات لان ان باب العادات مبني على الاباحة في الشريعة. فليس شيء حرام الا ما جاء التحريم فيه بدليل. وما لم يأتي في الدليل شيء الى المنع فيبقى اصل العادات على الاباحة في اللباس في الطعام في الشراب في المنام والاستيقاظ في الهيئات والمظهر كل شيء مبني على الاباحة الا ما جاء النهي عنه بضوابط شرعية ومنها هذا الضابط العام. ما هو؟ من تشبه بقوم فهو منهم متى اصبح اللباس او الهيئة شعارا تعرف به ملة من الملل في دينها لا في عاداتها المجردة اذا اصبح لباس علامة على مثلا دين البوذية او المجوسية او الهندوسية او النصارى في الكنائس او اليهود في المعابد اصبح لا يجوز للمسلم لبس هذا النوع لانه شعار يدل على ملة قوم في غير الاسلام. قال عليه الصلاة من تشبه بقوم فهو منهم. يعني يجري عليه حكمهم في الظاهر والمسلم لا يرضى لنفسه ان يحكم عليه بحكم غير المسلمين ولو كان في شأن اللباس والهيئات والطعام ونحوها من العادات. والحديث ايضا في عند الترمذي وان كان ضعيفا ليس منا من تشبه بغيره والحديث لا يثبت مرفوعا عن النبي عليه الصلاة والسلام لكنه في معنى الحديث الاول الذي اخرج الائمة ابو داود واحمد وغيره من تشبه بقوم فهو منهم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما ما جاء في حديث الهجرة ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى ابي بكر متقن بالهاجرة فان ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم تلك الساعة ليختفي بذلك ففعله للحاجة ولم تكن عادته التقنع وقد ذكر انس عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يكثر القناع وهذا انما كان يفعله والله اعلم للحاجة من الحر ونحوه. وايضا فليس التقنع هو التطيلس. ها هنا شيئان في خاتمة هذا الفصل ثبت الان في كلام المصنف ان لبس الطيلسان او الطيالسة هو من لبس اليهود المذموم الذي لا يجوز للمسلم التشبه به وانه يحمل على الكراهة في منع التشبه باليهود في هذا النوع من اللباس. قال رحمه الله عندنا حديثان يثبتان تقنع النبي صلى الله عليه وسلم ما التقنع؟ تغطية الرأس بقناع سواء كان جزءا من اللباس كما يكون مثلا في بعض الالبسة التي يكون في اعلاها في المقدمة غطاء للرأس يسحب تغطى به الرأس قال اما الحديث الاول فحديث الهجرة. في قصة الهجرة لما تواعد عليه الصلاة والسلام مع ابي بكر الصديق رضي الله عنه لصحبته في برحلة الهجرة اتاه في داره في الظهيرة في وقت غير معتاد. وكان متقنعا بالهاجرة يعني في حري الظهر. قال هذا اولا ليس طيلسانا وثانيا فعل ذلك ليتخفى به عليه الصلاة والسلام فانها رحلة هجرة وخروج من اذى قريش التي ارادت على الغدر به وقتله صلوات الله وسلامه عليه. والحديث الثاني حديث انس رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يكثر القناع يكثر من استعمال القناع وغطاء الرأس. لكن الحديث لا يصح وهو ضعيف. واجاب المصنف انه ان ثبت انه محمول على الحاجة للحر ونحوه ثم قال وايضا فليس التقنع هو التطيلس. فهذان جوابان اجدى وان اقطع للاحتجاج ان التقنع ليس لبسا للطيلسان ليس تطيلسا والجواب الثاني ان التقنع في حادثة الهجرة كان لغرض وحديث انس انه كان يكثر القناع ضعيف. وان صحح فمحمول على ما كان للحاجة لا على الدوام. هذا موقف ابن القيم رحمه الله في ذكره مسألة لبس الطيلسان وحكى فيه كراهية السلف رحمة الله عليهم قال الحافظ ابن حجر ووقع في حديث اسماء ابنة ابي بكر عند مسلم وقد مر معنا في المجلس الاخير قبل الحج انها اخرجت جبة طيالسة كسروانية. وفي رواية بعض الضبط خسروانية فقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا معناه الخلاف الواقع في جواز لبس الطيلسان او عدمه وهو مختلف في كراهيته وابن القيم رحمه الله ذكر القول بالكراهة وانتصر له فيما حكاه عن بعض اهل العلم فيما سمعت قبل قليل. وبعض اهل علم يذكر ايضا فيه قولا اخر حكى المرداوي في الانصاف قوله يكره الطيلسان في احد الوجهين. قال ابن تميم وكره السلف الطيلسان واقتصروا عليه على الكراهية. قال والوجه الثاني لا يكره بل يباح. وقدمه في الرعاية والاداب اب واطلقهما في الفروع. ولهذا فان الحافظ ابن حجر رحمه الله ناقش الامام ابن القيم في مسألة كراهية لبس الطيلسات وذكر انه يمكن ان يلتمس القول بجوازه ما لم يحمد على التشبه او كان لباسا معتادا لبعض اهل البلدان راحوا الصحيح ايضا متفاوتون في القاري في آآ في شرحه ايضا وافق ابن القيم في الكراهة واجاب عما ذكره الحافظ ابن حجر رحم الله الجميع احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل وكان اغلب ما يلبس النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان. هذه ثلاثة انسجة تصنع منها الثياب من يوم الناس الى يومنا هذا. القطن والكتان والصوف ويزاد الحرير بالنسبة للنساء فيما ابيح لهن دون الرجال خاصة وغير ذلك متعددة اليوم تطورت الصناعة واصبح البلاستيك ومشتقاته ايضا جزءا مما تصنع به الالبسة. لكن النبات الطبيعي ثلاثة النبات الطبيعي اما قطن واما كتان واما الصوف فمستخرج من الحيوان. اذا فنوعان من الالبسة نباتي. قطن وكتان ونوع الحيوان وهو الصوف الثلاثة كلها كما مر بكم ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام لبسها. سؤال اي هذه الثلاثة كان اغلب في لبسه عليه الصلاة والسلام. قال كان الاغلب ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان هذه مقدمة ليرد بها المصنف في كلام سيستطرد فيه فيما نقرأه الان في الاجابة عما قرره بعض اهل الاسلام في تقديم لبس الصوف مطلقا وزعم انها السنة او ان مظهر التقشف والزهد والتقلل من الدنيا يكون بلبس الصوف. وان هذا احب فوقعوا فيما وقعوا في تفضيل شيء كان مفضولا عند رسول الله عليه الصلاة والسلام. وابن القيم رحمه الله الان يريد ان يضع الميزان السنة النبوية اذا اردت ان تفاضل بين شيء وشيء في الشريعة فتقول هذا افضل من هذا. فلا تعتمد على رأيك ومعيارك ومقاييسك بل اعتمد على السنة فاذا بحثنا في السنة هل لبس النبي عليه الصلاة والسلام الصوف؟ نعم لبس. والبس الكتان؟ نعم. ولبس القطن؟ نعم. فاي الالبسة هذه كان اكثر واغلب القطن. فاذا قلنا الصوف افضل وجئنا نعلل فقدمنا شيئا فضلناه على شيء فضله رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذكر ابو الشيخ الاصبهاني باسناد صحيح عن حابس ابن عن حابس ابن ايوب انه قال دخل الصلت ابن راشد على محمد ابن سيرين وعليه جبة صوف وازار صوف وعمامة صوف. فاشمأز عنه محمد من بن سيرين امام من ائمة التابعين. اخو انس ابن سيرين رحم الله الجميع. نعم. قال فاشمأز عنه محمد وقال اظن اقوام من يلبسون الصوف يقولون قد لبسه عيسى ابن مريم. وقد حدثني من لا اتهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس الكتان والصوف والقطن وسنة نبينا احق ان تتبع صلى الله عليه واله وسلم. هذا جوابه العلماء هذا جواب ائمة سلف من لبس الصوف فقال هو لبس شيوخنا لبس ائمتنا اوليائنا علمائنا ثبت ان عيسى عليه السلام كان يحب لبس الصوف ويلبس قل له لكن حبيبي صلى الله عليه وسلم لبس الكتان والصوف والقطن. فاذا اردنا ان نقدم شيئا فلنقدم ما ثبت عندنا عن حبيب القلوب واسوتها وقدوتها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومقصود ابن سيرين بهذا ان اقواما يرون ان لبس الصوف دائما افضل من غيره. فيتحرونه ويمنعون انفسهم من وكذلك وكذلك يتحرون زيا واحدا من الملابس ويتحرون رسوما واوضاعا وهيئات يرون الخروج انهى منكرا وليس المنكر الا التقيد بها والمحافظة عليها وترك الخروج عنها. هذا كلام نفيس باهل العلم الربانيين الذين يجعلون منهاج الشريعة ما ثبت في الكتاب والسنة عندما نلتزم لبسا واحدا بشكل واحد وهيئة واحدة ولون واحد. ونزعم انه هو الافضل والاكمل مثلا اما لاهل البلد او لقراء البلد او لعلماء البلد او لغيرهم. ونزعم ان هذا هو الافضل بحيث يعد الخروج عن ذلك النمط من اللباس في هيئته او لونه او شكله يعد منكرا يعاب عليه صاحبه ويذم وكذا قال رحمه الله تعالى يتحرون زيا ويتحرون رسوما وهيئات يرون الخروج عنها منكرا وليس المنكر الا التقيد بها والمحافظة عليها وترك الخروج عنها. نعم. والصواب والصواب ان افضل الطرق طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سنها وامر بها ورغب فيها وداوم عليها. وهي ان هديه في اللباس ان يلبس ما تيسر من اللباس من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة. يعني اذا كنت ممن يحب لبس الصوف فجاءك ثوب قطن هدية فالبس تحب فجاءك الكتان او تيسر لك فالبسه هكذا هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا عليه الصلاة والسلام. قال ولبس البرود اليمانية والبرد الاخضر ولبس الجبة والقباء والقميص طويلة والازارة والرداء والخف والنعل. وارخى الذبابة من خلفه تارة وتركها تارة وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك يعني يلف العمامة على لحيته تحت حنك فمه عليه الصلاة والسلام ايش يعني هذا يعني ان باب اللباس يا اهل الاسلام امره واسع. ونبينا عليه الصلاة والسلام لبس ما وجد قومه من العرب يلبسونه وما اعتاده الناس في عصره لبس البرود اليمانية والبرد الاخضر والجبة والقباء لبس القميص والسراويل والازار والرداء لبس الخف والنعل لبس العمامة افترى ارخى الذبابة من خلفه وتارة تركها بين كتفيه وتاركا تارة كان يلبس العمامة المحنكة. كل ذلك يدل على سعة الهدي النبوي في باب اللباس. فلا تضيقوا واسع واجعلوا من هدي النبي عليه الصلاة والسلام معلما تتيسر معه الحياة بما ضبطت الشريعة به ادب المسلم في اللباس. للرجال ادابهم وللنساء ادابهن والشريعة انما ارتقت باهل الاسلام رجالا ونساء صغارا وكبارا ليكونوا في اعلى ما تكون عليه حياة البشرية سعادة وارتقاء آآ استعمالا لما اباح الله عز وجل من الطيبات احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكان اذا استجد ثوبا سماه باسمه. وقال اللهم انت كسوتني هذا القميص او الريال النداء او العمامة. اسألك خيره وخير ما صنع له. واعوذ بك من شره وشر ما صنع له. هذه سنة نبوية كريمة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يا اهل الاسلام. فرحم الله امرأ احيا هذه السنة وطبقها وعمل بها اخرج الائمة احمد وابو داوود والترمذي والنسائي من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه والحديث مروي في ايضا من دواوين السنة. كان عليه الصلاة والسلام اذا استجد ثوبا. يعني وجد ثوبا جديدا يلبسه. والمقصود بالثوب كل ما يلبس وليس المقصود بالثوب الذي نسميه اليوم هذا الثوب. اذا استجد ثوبا سماه وقال اللهم انت كسوتني هذا القميص او هذا الرداء او هذه العباءة او هذه الغترة يسمي الثوب الذي يلبس او حتى لو كان نعالا او خفا ثم يقول اسألك خيره وخير ما صنع له واعوذ بك من شره وشر ما صنع له ثلاثة اداب كبيرة في هذا الحديث. اولها الادب النبوي في التأسي برسول الله عليه الصلاة والسلام. ثانيها شعار النعمة والاعتراف بها للمنعم جل جلاله. عندما تشتري ثوبا بمالك وتدفع عليه من حر آآ ما لك وتخرج من جيبك وتنفق. فلا تظن انك اشتريت ثوبا نفيس وامتلكت الثوب الغالي لانك تملك قيمته لو لم يرزقك الله عز وجل ما امتلكت الثوب فاحمده ولا تقل لان فلانا من اصدقائي اهدى لي هذا الثوب. لو ما قدر الله لك ان يكون ثوبا لك ما وصل اليه. فيحمد المسلم ربه على هذه النعم ولو كانت في انظار الناس من الامور المعتادة او التي الفها الناس من النعم لكن يبقى القلب والمؤمن لا يغيب عن استشعار نعمة الله وحمده جل جلاله على النعم يا رجل انت مع البشر مثلك اذا هداك احدهم شربة ماء شكرته وقلت شكرا جزاك الله خيرا واذا كان اعلى من ذلك فاهداك عطرا او ساعة او قلما او ثوبا ظللت ممتنا بعبارات تسدي له فيها الاعتراف بالجميل ان نعم ربك عليك وهو يحب ان يسمع الحمد والثناء جل جلاله. اما الادب الثالث فان اللبس ها هنا للثوب والدعاء يحمل المسلم ايضا على سؤال الله عز وجل ان يكون لباس خير. لا تلحقوا به افة ولا عين ولا مرض ولا حسد ولا كبر. فما اجمل حياة المؤمن اذ يتأدب بادب الاسلام في لبسه متأسيا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال وكان اذا لبس قميصه بدأ بدأ بميامنه يعني يدخل شقه الايمن يلبس فيدخل رأسه ثم ذراع يده اليمنى ثم اليسرى وكذلك اذا لبس السروال تبدأ برجلك اليمنى وفي الخلع بالعكس عملا بالاصل العام كان عليه الصلاة والسلام يحب او يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله كما تقول امنا عائشة رضي الله عنها احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس الشعر الاسود كما روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرق مرحل من شعر اسود. الشعر الاسود كما قلنا شعر الحيوان سواء كان شعر ماعز او وشعر بقر او غيره من الحيوانات التي يجوز استعمال جلودها لباسا او قماشا او كساء او فراشا. قالت خرج علينا رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام وعليه مرط مرحل من شعر اسود. المرط الذي يجعل كالعباءة كالشرشف يجلس عليه ويلتحف به يتعدد استعماله مرحل معناه انه فيه صور الرحال وربما يروى ببعض الروايات مرجل بالجيم وهو طيب من شعر اسود يعني كان نوعا ايضا من الالبسة التي استعملها صلى الله عليه وسلم من شعر اسود. صلى الله اليكم قال رحمه الله وفي الصحيحين عن قتادة انه قال قلنا لانس اي اللباس كان احب الى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحبرة والحبرة من برود اليمن فان غالب لباسهم كان من نسج اليمن لانها قريبة منهم. وربما لبسوا ما يجلب من الشام ومصر كالقباطي المنسوجة من الكتان التي كانت تنسجها القبط هكذا ايضا تقدم حديث انس لما سئل رضي الله عنه اي لباس كان احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحبرا قلنا الحبر على وزن عنبة نوع من الاردية الجميلة المحبرة يعني المزينة. فكان يحب لباسه عليه الصلاة والسلام وهو من البرود التي تأتي من اليمن وكثير من لباس العرب في جزيرة العرب كان يأتي من اليمن لان غالب لباسهم كان يأتي من هناك ولبس البرود اليمنية وفيها الحمرة والصفرة والالوان المتعددة. وايضا يلبس العرب في مكة والحجاز ما كان يأتيهم من ارض الشام ومن ارض مصر فان تجارة العرب رحلة الشتاء والصيف وكانت احداهما الى الشام كانت تحضر معها ما يأتي من من البسة واطعمة ونحوها وكان يشتهر في مصر الى يوم الناس هذا ايضا صناعة الالبسة المنسوجة من الكتان فان ان ارض مصر من زمن الفراعنة كانت تشتهر بذلك وربما استعملوا الكتان ايضا في تحنيط المومياء الفرعونية منذ قديم الدهر فكانت تأتي الالبسة كالقباط المنسوجة من الكتان التي كانت تنسجها القبط نسبة الى قبط مصر المشهورين بصنعها وتجارتها التي كانت تتداولها التجارة انذاك عالميا. كل هذه الروايات وما سيأتي استدلال على سعة انواع لباس رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعدم اقتصاره على نوع معين او لون محدد دون الله اليكم قال وفي سنن النسائي عن عائشة رضي الله عنها انها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بردة من صوف فلبسها فلما عرق فوجد ريح الصوف طرحها وكان يحب الريح الطيبة. هذا الصوف لبسه نعم لبسه والحديث صحيح عند النسائي واحمد وابي داوود وغيرهم. لكن الصوف كما تعلمون حار ويحسن لبسه في الشتاء لحصول التدفئة به وارض الحجاز حارة. ويغلب عليها الصيف بحرارته. تقول عائشة رضي الله عنها جعلت النبي صلى الله عليه وسلم بردة من صوف فلبسها. فلما عرق وجد ريح الصوف وريح الصوف اذا اصابه العرق والحرارة غير مستحب فيه نتن. فكره ذلك وطرحها وكان يحب الريح الطيبة لانه طيب صلى الله الله عليه واله وسلم. نعم قال وفي سنن ابي داود عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه انه قال لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن ما كونوا من الحلل هذا من اجمل ما تسمعه من الروايات في وصف لباس رسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول ابن عباس رضي الله عنهما كما عند ابي داود والطبراني والحاكم واسناده حسن. رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن كما يكون من الحلل قلته لكم الحلة لا تسمى حلة الا اذا كانت يعني طقم واحد ازار ورداء. فاذا انفرد احدهما عن الاخر لا يسمى ما حل. الحلة التي تأتي ازار ورداء يعني عبارة عن قطعتين من شكل واحد ولون واحد. كان يلبس احسن الحلل عليه الصلاة والسلام ويخص بعض الاوقات كالجمع والعيدين ولقاء الوفود والاجتماع بالضيوف كان يعتني عليه الصلاة والسلام بالمظهر هذا نبي الامة واسوتها رسول الله عليه الصلاة والسلام. يعلمنا كيف يكون لباس احدنا جميلا ومظهره حسنا انظر كيف حتى استقر عند ابن عباس وهو احد صحابته رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن ما يكون من الحلل اختصر كثيرا من الاوصاف وانواع الالبسة قال احسن ما يكون من الحلل رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يلبسها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي سنن النسائي عن ابي رمثة انه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان اخضران والبرد الاخضر هو الذي فيه خطوط خضر وهو كالحلة الحمراء سواء فمن فهم من الحلة الحمراء الاحمر البحت فينبغي ان يقول ان البرد الاخضر اخضر بحت اخضر بحتا. وهذا لا يقوله احد. نعم هذا حديث النسائي في سننه الصغرى وفي الكبرى كذلك وعند اصحاب السنن ابي داوود والترمذي وعند ابن حبانة والحاكم. رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان اخضران هل تفهم من هذا انه برد اخضر خالص؟ ان بعض الناس ايضا يستدل بهذا على ان لبس البرد الخضراء اقرب الى السنة لثبوتها في الحديث قال لا البردة الخضراء التي فيها خطوط خضر كما ثبت في حديث سمرة بن جندب رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وعليه حلة حمراء وقد تقرر هناك واطال فيه المصنف الكلام ليست الحلة الحمراء الاحمر الخالص القاني. لم؟ لان النهي ثبت في الشريعة عن لبس الاحمر وذكر انه لباس اهل النار او لباس اهل الشرك. فاذا ما المقصود بالبردة الحمراء؟ الحلة الحمراء التي فيها خطوط حمر لان اللون الاحمر اذا تخطط مع الابيض وغيره برز من بين الالوان فتقول هذه حلة حمراء تغليبا كذلك ستقول رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يخطب عليه برداني اخضراء. ليس المقصود اخضر خالص. قال فيه خطوط قال وهو كالحلة الحمراء سواء يعني كيف تفهمه؟ فمن فهم من الحلة الحمراء الاحمر البحت ينبغي ان يقول ان البرد الاخضر هو هنا اخبار بحت وهذا لا يقوله احد. لان الحلة الحمراء فيها نهي فلا يستقيم في فهم هذه الروايات في وصف الوان الحلل والبرود التي لبسها المصطفى صلى الله عليه وسلم الا على انها مقلمة او معلمة او فيها خطوط دون فاذا ذكر البرد الاخضر والحلة الحمراء فيعني المقلمة باللون الاحمر او المخططة بالخطوط الخضراء يعني اثبات سنة ليس اللون المتحد الذي يثبت من لباسه دون غيره صلوات الله وسلامه عليه. احسن الله قال رحمه الله وكان مخدته وكان مخدته صلى الله عليه وسلم من ادم حشو هاليف. ادم يعني جلد الوسادة التي كان ينام عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم عبارة عن جلد حشوها ليف الليف الذي ينزع من سعف النخل يحشى بحيث يكون فيه ليونة تريح النائم اذا وضع رأسه على الوساد. ليس قطنا ولا ريش نعام ولا غيره من تائب الرفاهية في النوم انما هو ما وصف الصحابة رضي الله عنهم في وسادة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لم تم مجلس الليلة بعون الله تعالى وفي تتمة كلام المصنف رحمه الله في الحديث عن تقرير الهدي النبوي في اللباس وتفنيد ما يزعمه بعض المنتسبين للاسلام من تفضيل لون او هيئة او نمط خلاف ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كلام نفيس قرروا نأتي على بقيته في مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى فاستكثروا ليلتكم هذه وجمعتكم غدا من الصلاة السلام عليه صلى الله عليه وسلم. حمل الامانة والرسالة والهدى ما ظل صاحبنا الحبيب وما غوى صلى عليك الله يا بدر الورى وعليك صلى الله ما نجم هوى. فاللهم صل وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام الجلال والاكرام ونسألك يا رب علما نافعا وعملا صالحا متقبلا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا رب العالمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين