بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام الاتمان على امام الهدى وسيد الورى نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. اما بعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد مجلسنا الاسبوعي هذا بعون الله تعالى وتوفيقه. بمدارسة كتاب الامام ابن القيم رحمه الله وتعالى زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم. وينعقد هذا المجلس التاسع والعشرون من مجالس مدارسة في الكتاب في هذا اليوم الخميس الخامس من شهر ذي القعدة سنة الف واربعمائة واربع واربعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. في ليلة مباركة في مكان مبارك. في شهر حرام وبلد حرام. نجتمع في ليلة نستكثر فيها من الصلاة سلامي على سيد الانام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وكلنا طمع في عظيم فضل الله ورحمته. فمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرا وهذا المجلس ايها الكرام الذي نتدارس فيه الليلة فصلا في دواب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقد تقدم الحديث في مجالس مضت عن جملة من خصائص ومقتنيات رسولنا عليه الصلاة والسلام. وكان اخر ذلك في ليلة الجمعة الماضية فصل في اثاثه وسلاحه عليه الصلاة والسلام. وهذا الفصل في الدواب التي ركبها عليه الصلاة سلام سواء كانت ابلا او حميرا او بغالا وغيرها. عدت وسميت وحفظت اسماؤها يا قوم لقد حفظت اسماء الدواب التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم. انها امة تحبنا ابيها عليه الصلاة والسلام وترقب شأنه وتحفظ هديه وتنقل بكل حب وحرص وعناية كلما يتعلق بنبيها عليه الصلاة والسلام. امة هذا شأنها حفية بنبيها احرى بها ان تكون ما تكون لسنته واثبت ما تكون على هديه صلى الله عليه وسلم. هذه هي امة الاسلام تجعل من عليه الصلاة والسلام قدوة ولانه اسوة حسنة في حياة الامة فانها تبحث عن كل شأن من شئونه حياته عليه الصلاة والسلام. هذه الفصول وما سبق وما سيلحق ان شاء الله كلها في سياق عناية امة الاسلام بكل شئون سيرتي وشمائلي واخباري وحياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. انها فصول اشبه بسلم يرتقي عليها العبد المسلم درجات نحو العلا هناك في حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو بهذا الحب ان ينشئ طاعة صادقة في حياته لرسول الله. صلى الله عليه وسلم يرجو بهذا الحب ان يحشر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو بهذا الحب ان يكون من اصدق الامة علما بحياة عليه الصلاة والسلام وان لم يكن واحدا من صحابته حسبه انه فرد من امته. وان جاء في اخر الزمان لكن القلب ملئ حب لرسوله الا صلى الله عليه واله وسلم. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين. قال المصنف رحمه الله فصل في دوابه صلى الله عليه وسلم فمن الخير السكب قيل وهو اول فرس ملكه. وكان اسمه عند الاعرابي الذي اشتراه منه بعشر اواق الضرس وكان اغر محجلا طلق اليمين كميتا وقيل كان ادهم. دواب رسول الله عليه الصلاة والسلام تعددت فمنها الخيل ومنها البغال ومنها الحمير وكلها سيأتي ذكرها تباعا في هذا الفصل الخيل فابتدأ بها المصنف لانها احب الدواب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخرج الامام النسائي في السنن من حديث انس رضي الله عنه قال لم يكن شيء احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل فكانت للخيل في حياته عليه الصلاة والسلام فرحة وبتهاجم وسرور. وهي فوق كل ذلك الة يستعان بها على الجهاد ويغزى عليها في سبيل الله. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الباب بعناية. قال فمن الخيل السكب. قيل هو اول فرس ملكه. كان اسمه عند الاعرابي الذي اشتراه منه فسماه النبي عليه الصلاة والسلام السكب اشتراه بعشر اواقن. وكان من صفة هذا الخيل اغر محجلا طلق بيميني كميتا الغر والتحجيل في الفرس هو بياض في قوائمها وفي جبهتها. الغرة بياض في جبهة الفرس سواء كان لونه اسود او احمر او غيره. فاذا كان البياض في جبهته سميت هذه غرة. واما جيل فالبياض في قوائم الفرس الاربع. وهذا من اجمل ما يكون في الوان الفرس. ان يكون اسود اللون او احمر او غيره ثم تأتي تأتي غرة البياض في منتصف جبهته مع بياض في قوائمه. فيقال له اغر محجل قال رحمه الله طلق اليمين. يعني كانت كانت قائمته اليمنى او قدمه اليمنى طلقا يعني بلون اسد وليس فيها بياض فكان بياض القوائم في ثلاث دون يمناها. قالوا هذا اجمل واشد بهاء في لون الخيل وشكلها كميتا يعني هذا اللون وقيل كان ادهم. هذه اسماء الوادي الخيل فيقال للبياض المختلط بسواد من اشهب ويقال للاحمر كميت ويقال للاسود ادهم. فعد في لونه او اختلفت الرواية في لون فرسه السكب وهو اول ما اقتنى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الخيل. احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمرتجز كان اشهب وهو الذي شهد فيه خزيمة ابن ثابت الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت يقصد رحمة الله تعالى عليه ما اخرج بعض الائمة في السنن كابي داود والنسائي وما اخرج احمد والحاكم في المستدرك ان خزيمة ابن ثابت ذكر حديثا فيه قصة شراء النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفرس من الاعراب. وفي الرواية انه عليه الصلاة والسلام ابتاع فرسا من اعرابي. فاستتبعه النبي صلى الله الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه. استتبعه يعني قال له اتبعني. فمضى الاعرابي يتبعه. والنبي عليه الصلاة والسلام يريد ان يلحقه ربما الى داره ليعطيه ثمن الفرس الذي اشتراه. قال فاسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي وابطأ الاعرابي فطفق رجال يعترضون الاعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه ما يدرون عن ذلك فجعلوا يساومونه في الفرس. فنادى الاعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت مبتعا هذا الفرس والا بعته. وهو قد حصل البيع وتم. لكنه ربما طمع في مزيد ثمن عرض عليه. فلما طالت المسافة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يناديه ان كنت عن هذا الفرس والا بعته. فقام النبي صلى الله عليه وسلم. حين حين سمع نداء الاعرابي فقال اوليس قد ابتعته منك فقال الاعرابي لا والله ما بعتكه. فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم بلى قد منك فطفق الاعرابي يقول هلم شهيدا من يشهد لك انك اشتريت؟ فقال خزيمة ابن ثابت انا اشهد ان انك قد بايعته فاقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة قال بم تشهد؟ كيف تشهد وانت لم تحظر البيع؟ قال خزيمة رضي الله عنه بتصديقك يا رسول الله يكفي انك تقول انه تم البيع فانا اشهد بتصديقك يا رسول الله قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين. وهذه منقبة لم تحصل في الامة لاحد سواه رضي الله عنه وارضاه. قال المصنف رحمه الله المرتجز كان اشهب. وقلت لكم الاشهب هو البياض المختلط بسواد في لونه وهو ايضا من اجمل الالوان التي تكون في وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت. قال ابن عباس رضي الله عنهما فيما اخرج الحاكم كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يسمى المرتجز. قيل في سبب تسميته بالمرتجز انه كان له صهيل حسن كأنه ينشد رجزا فسمي بالمرتجز والا فالرجز لون من الشعر الذي يذكره الشعراء فسمي الخيل بذلك كما سمعت. قال رحمه الله واللحيف واللزاز والضرب وسبحة والورد فهذه سبعة متفق عليها. هذه السبعة السكب والمرتجز ثم عدد خمسا متتابعة اللحوم كيف ويقال اللخيف او اللخيف. واللزاز والظرب وسبحة والورد. هذه اسماء اشهر اسماء فرس النبي صلى الله عليه واله وسلم. في حديث اه سهيل في حديث سهل بن سعد الساعدي كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له اللحيف. قال ابو عبد الله وقال بعضهم اللخيف. هذا الفرس قيل اهداه له عروة ثروة ابن عمرو من ارض البلقاء، وقيل ربيعة بن ابي البراء فرد له النبي عليه الصلاة والسلام مقاما لها اهداء هدية بهدية فرائض من نعم بني كلاب. اللحيف او اللحيف فعيل بمعنى فاعل. قالوا كذلك لانه كأنه يلحف الارض بذنبه لطول ذيله اذا مشى. فكأنه يغطي الارض من ورائه سمي باللحيف من اللحاف. وقيل ايضا بضم اللام وفتح الحاء لحيف او لحيف والبعض يضبطها بالخاء انه قف وقال الواقدي سمي اللحيف لانه كان يلتحف بعرقه شبه بلحيف الجبل او بلحيف الجبل بريء وصغر. اما الخيل الرابعة المسمى باللزاز اهداه له المقوقص. حاكم الاسكندرية في مصر ولزاز من قولهم لاززته بمعنى لاصقته. كأنه يلتصق بالمطلوب اذا سعى لسرعته. فيدرك وما يريد من سرعة عدوه وجريه. وقيل بل سمي باللزاز لاجتماع خلقته فهي كأنها مشتملة ضغط والملز المجتمع الخلق. وقيل قال الواقدي سمي لزازا لانه كان ملززا موثقا اما الخامس فهو الضرب اهداه له ايضا فروة ابن عمير الجذامي. الظرب واحد الظراب وهي الروابي الصغار. ثم كذلك لكبره وسمنه. وقيل بلغوته وصلابة حافره. الخيل السادسة سبحة وسبحة هي التي ذكر فيها حديث انس رضي الله عنه لما سئل اكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم لقد راهن على فرس يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك واعجبه. سبحة فرس شقراء اشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعرابي من جهينة بعشر من الابل وسابق عليها يوما فاقبلت في وللخير فسميت سبحة من قولهم فرس سابح اذا كان حسن مد اليدين في الجري كانه يسبح ويقال سبح الفرس في جريه لسرعة عدوه وخطوه. اما سابع هذه الافراس فهو الورد الذي كان قد اهداه له تميم الداري رضي الله عنه فاعطاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فحمل عليه في سبيل الله ثم وجده يباع برخص اخذ عمر رضي الله عنه الفرس ثم حمل عليها في سبيل الله يعني جعلها في آآ ادوات الغزو والجهاد في سبيل الله ثم رآه يباع برخص فقال لا تشتره الورد لون بين الكميت والاشقر ويروى ايضا ان خيل الورد كانت لحمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنهم جميعا وارضاهم نعم احسن الله اليكم قال فهذه سبعة متفق عليها سبعة متفق عليها ويذكر بعضهم افراسا اخر سيأتي اشارة المصنف اليها لكنهم اتفقوا على هذه السبعة. السكب والمرتجز واللحيف واللزاز والظرب وسبحة والورد قال جمعها الامام ابو عبد الله محمد ابن ابي اسحاق ابن جماعة الشافعي في بيت فقال والخيل سكب لحيف سبحة ضرب لزاز مرتجز ورد لها اسرار اخبرني بذلك عنه ولده الامام عز الدين عبدالعزيز ابو عمر اعزه الله بطاعته. جمعت السبعة في البيت الذي والخيل سكب لحيف سبحة ظريب لزاز مرتجز ورد لها اسرار. وجمعها بعضهم في غير ذلك كقول بعضهم لم يزل في حربه ذا واثبات وثبات كلفا بالطعن والضرب وحب الصافينات من لزاز ولحيف ومن السكب الموات ومن المرتجز السابق سبق الذاريات. ومن الورد ومن سبحة قيد العاديات. وجمعها اخرون كما ذكر الحافظ العراقي رحمه الله تعالى في قوله سكب اللذاذ ظريف وسبحة مرتجز ورد لحيفة سبعة وليس فيها عندهم من خلف والخلف في ملاوح والطرف كذاك ضرس وشحى مندوب مرواح بحر ادهم نجيب ابلغ مع مرتجل مع يعسوب سرحان والعقال سجل يعبوب. ذكر اسماء جملة من الافراس والخيل التي الف في عدها كما اشار اليها المصنف الان هنا. قال وقيل كانت له افراس اخر خمسة عشر. ولكن مختلف فيه وسمى بعضها الحافظ العراقي في الابيات التي سمعت قبل قليل. وكان دفة سرجه من ليف وكان له من وكانت سرجه من ليف. السرج ما يوضع على ظهر الخيل للركوب عليه. ولكل ترجم دفتان يعني جانبان عن يمينه وعن يساره قال كانتا من ليف والليف هو الليف الذي يؤخذ من سعف النخل يستخدم في كثير من الاعمال والصناعات ومنها ما كان في دفة سرج خيل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وربما ركب الخيل صلى الله عليه وسلم عريا من غير سرج. وهذا ايضا في اعلى مراتب الفروسية الفارس على الخير وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك القدح المعلى صلوات الله وسلامه عليه. اوجز المصنف الخلافة في بقية الافراس قال كانت له افراس اخر خمسة عشر. بعض المعتنين بالسيرة اوردها كالابلق الذي حمل عليه النبي عليه الصلاة والسلام بعض اصحابه وذو العقال وذو اللمه وكانت فرسا لعكاشة ابن محصن والمرواح والسرحان واليعسوب واليعبوب. والبحر والشحاء والسجل وملاوح والطرف والنجيب خمسة عشر مختلف في عدها بين ارباب السير احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان له من البغال دلدل وكانت شهباء اهداها له المقوقس. وبغلة اخرى يقال لها فضة اهداها له فروة الجزامي. وبغلة شهباء اهداها له صاحب ايلة. واخرى اهداها له صاحب دومة الجندل. وقد قيل ان النجاشي اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم بغلة فكان يركبها هذه خمسة من البغال سماها المصنف رحمه الله. البغلة الاولى دلدل التي اهداها له المقوقص حاكم بمصر لما بعثه له النبي عليه الصلاة والسلام بالخطاب الذي يدعوه فيه للاسلام. فارسل بعض الهدايا ومنها هذه البغلة المسماة بدلدل كانت شهباء يعني كان لونها بياضا مختلطا بسواد. قال والثانية بغلة يقال لها فضة وقد اهداها له فروة الجذام. والثالثة بغلة شهباء. اهداها صاحب ايلة والرابعة واهداها صاحب دومة الجندل. اذا قيل صاحب اي لا صاحب دومة الجندل. صاحب عمان فالمقصود حاكمها. او عنها او اميرها فكل هؤلاء اذا كتب لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالدعوة الى الاسلام ربما اجاب بعضهم تلك الخطابات ورد مع الوفود ومع رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا كما حصل هنا مع عيلة وصاحب دومة الجندل. اما الخامسة قيل ان النجاشي قد اهدى ايضا بغلة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكان يركبها. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومن الحمير عفير وكان اشهب اهداه له المقوقص ملك القبط. وحمار اخر اهداه له فروة الجزامي. عفير اشهر ما سمي من التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي ايضا في جملة هدايا المقوقس حاكم الاسكندرية بمصر فانه قد اهدى له جملة من الهدايا بغلتان وحمار وجاريتان كانت فيهما ماريا القبطية ام ابراهيم ابن رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وذكر ان سعد بن عبادة اعطى النبي صلى الله عليه وسلم مارا فركبه. انتهى رحمه الله من ذكر اسماء الخيل والبغال والحمير. فيشرع عندئذ في ذكر الابل التي كان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال ومن الابل القصوى قيل وهي التي هاجر عليها والعضباء والجدعاء ولم يكن بها عضب ولا جدع. وانما سميت بذلك. وقيل كان كان باذنها غضب فسميت به. وهل العضباء والجدعاء واحدة او اثنتان؟ فيه خلاف والعظماء هي التي كانت لا تسبق. ثم جاء اعرابي على قعود له فسبقها. فشق ذلك على المسلمين. فقال صلى الله عليه وسلم ان حقا على الله الا يرفع من الدنيا شيئا الا وضعه. سمى رحمه الله ثلاثة من اولها القصواء وهي ربما كانت من اشهر الابل والنوق التي حفظ اسمها في السيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل هي التي هاجر عليها وهي التي حج عليها حجة الوداع صلى الله عليه واله وسلم قال والعظباء والجدعاء. العظباء من العظب وهو شق الاذن والناقة العظباء مشقوقة الاذن اما الجدعاء فمقطوعة الاذن فالاجدع من قطع انفه او اذنه. فاذا قيل ناقة جدعاء او شاة جدعاء معنى انها مقطوعة الاذن. قال العظباء والجدعاء هل هي ناقتان او ناقة واحدة؟ فيها خلاف. وبعظ اهل العلم يذكر انها واحدة بل بعض المؤرخين يقول ان القسواء هي العظباء والجدعاء. فليست الا ناقة واحدة تعددت اسماؤها وجزم بذلك بعضهم كالامام محب الدين الطبري رحمه الله تعالى. فسواء اعددت العضباء والجدباء الجدعاء واحدا او عددتهما اثنين فهما ايضا في خلاف هل هما ذاتهما القصوى او غيرهما؟ نبه تنبيها اخر فقال لم يكن فيها عضب ولا جدع. يعني سميت عضباء ولم تكن مشقوقة الاذن. وجدعاء ولم تكن مقطوعة الاذن لكنه اسم فقط اطلق عليها ولهذا قال وانما سميت بذلك. وقول اخر بل ما سميت عظباء الا لشق في اذنه واشار الى الخلاف هل هما؟ ناقتان او واحدة. ثم ذكر الحديث الذي اخرجه الامام البخاري في الصحيح من حديث انس رضي الله عنه انه كان للنبي عليه الصلاة والسلام ناقة وهي العضباء. وقيل القصواء. فكانت فلا تسبقوا. يعني اذا اجري السباق بين الابل كان لا يسبقها شيء من النوق. حتى جاء اعرابي على قاعود له القاعود ما يكون من الذكر من ولد الابل اذا امكن الجلوس والقعود عليه يسمى قعودا قعودا وهذا اذا تم له سنتان الى ست سنوات يسمى قعودا. فاقبل الاعرابي على قعود له فسبق ناقة عليه الصلاة والسلام فكان هذا حاصلا لاول مرة وما سبقت قبل قال فشق ذلك على المسلمين. لماذا شق عليهم كيف تسبق ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كانوا يحبون حتى نوقه عليه الصلاة والسلام يفرحون بان ناقة سواها تسبقها. فشق ذلك عليهم يعني كأنهم حزنوا لذلك فكان للنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الموقف توجيه نبوي كريم. قال ان حقا على الله الا يرفع من الدنيا شيئا الا اعطانا درسين كبيرين في هذه الجملة. الاول الا تفرح بشيء من امور الدنيا مهما كبرت في ايدي اصحابها. اي شيء فإياه من امور الدنيا فافرح به. لكن لا تبالغ في الفرح به. لا تظن ان السيارة التي اشتريت والبيت الذي سكنت والزوجة التي تزوجت والولد الذي رزقت والوظيفة التي انت فيها. لا تظن مهما بلغت في تلك الامور اعلى المراتب انك اصبحت اعلى بني ادم رتبة على وجه الارض. تواضع والتواضع يقتضي انك مهما فرحت بشيء مما اوتيت فافرح به الله عز وجل لكن لا يعني هذا انه لن يبلغ احد نعمة اعلى مما اوتيت هذه واحدة واما الثانية فالتواضع الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعيشه ويربي عليه اصحابه. نعم كانت ناقته لا لكن الله قدر في امر ان تأتي ناقة ذلك الاعرابي او قاعود ذلك الاعرابي فيسبق ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطانا هذا الدرس الكبير ان حقا على الله الا يرفع من الدنيا شيئا الا وضعه من الدنيا. اما ما رفع الله الله عز وجل من امر الكرامة الاخروية والعزة بالدين فلا يضع شيئا رفعه الله عز وجل. لكن امور الدنيا مهما ارتفعت والجاه والاموال وكل امور الدنيا كل شيء يرتفع له نقصان. وهكذا سنة الله عز وجل في الحياة فكان هذا توجيه نبوي كريم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وغنم صلى الله عليه وسلم يوم بدر جملا مهريا لابي جهل في انفه برة من فضة. فاهداه يوم ليغيظ بذلك المشركين. غنم عليه الصلاة والسلام في غنائم بدر التي نصره الله تعالى فيها على قريش هزيمة لهم وكان نصرا وعزا للمسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام. كان فيما غنم من الغنائم صلوات الله وسلامه عليه جملا مهريا الابل المهرية منسوبة لقبيلة مهرة بن حيدان من قبائل اليمن. من انفس اموال واجود انواع ابلها على الاطلاق. فيقال لها جمال مهرية او ابل مهرية نسبة الى الى قبيلة مهرة ابن حيدان باليمن. هذه الابل وتلك النوق من اوصافها التي تتميز بها عن سائر انواع الابل عند العرب انها نجائب تسبق الخيل اذا عدت وهذا في اندر ما يكون في الابل ان يكون لها من السرعة في العدو ما تسابق الخيل وتسبقها. فهي نجائب وجمع نجيبة يعني ابل فريدة نفيسة يفرح بها اصحابه وهي من انفس ما تكون. غنم النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر جملا مهريا انا صاحبه ابا جهل فوقع في المغنم وكان ابو جهل قد حلاه بحلقة من فضة في انفه. ولهذا قال في انفه برة من فضة والبورة حلقة تجعل في انف البعيد. وكانت من فضة لشدة حفاوة ابي جهل ببعيره هذا فوقع في في اغنم الذي اصابه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر. قال رحمه الله فاهداه يوم الحديبية ليغيظ وبذلك المشركين. اهداه لمن اهداه للبيت الحرام هديا فذبحه عليه الصلاة والسلام اهداه يعني ذبحه هديا للبيت الحرام يوم الحديبية ويوم الحديبية لما قدم عليه الصلاة والسلام محرما ساق الهدي بين يديه هو واصحابه ومنعه كفار قريش كما علمتم سنة ست من الهجرة وبعد المفاوضات تم صلح الحديبية وكان من اول شروطه الا يدخل البيت الحرام ولا يعتمر صلى الله عليه وسلم هذا العام وان يعود من العام القابل تسلطا واذى من قريش الا يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرم ذلك العام اثباتا لعلو كعبهم ونفوذ كلمتهم لئلا يقال انه غلب امرهم فدخل صلى الله عليه وسلم. فقد كانوا محرمين وانتم تعلمون ان من احرم وجب عليه ان يتم عمرته لقول الله تعالى واتموا الحج والعمرة لله. قال فان سرتم فما استيسر من الهدي. من منع من دخول الحرم بعد احرامه فلا يتحلل الا بهدي يذبح ابعث في الحرم ثم يتحلل صاحبه. قال فان احصرتم فما استيسر من الهدي. ولهذا امر النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه يوم حديبية ان ينحروا الهدي ويتحللوا فلما تباطؤوا في ذلك لما شق على نفوسهم مما اصابهم من الجور الذي شعروا به في بشروط قريش يوم الحديبية بادر عليه الصلاة والسلام بنصيحتي ورأي ام سلمة رضي الله عنها ان يخرج الى الناس فيحلق رأسه وامامهم. قال اهدى ذلك الجمل الذي غنمه وقد كان لابي جهل. يعني بعث به الى الحرم فذبح هناك اغاظة للمشركين. قال بعض اهل العلم هذا الجمل الذي كان لابي جهل خاتمته اجمل من خاتمة ابي جهل نفسه. فانه نحر في سبيل الله واكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم جميعا احسن الله اليكم قال رحمه الله وكانت له خمس واربعون لقحة وكانت له مهرية ارسل بها اليه سعد ابن عبادة من نعم بني عقيل. هذا ايضا من عداد الابل لكنه لم تكن من النوق التي يعدها للركوب لم تكن من ركائبه عليه الصلاة الصلاة والسلام بل من الابل التي ينتفع بالبانها وبلحمها ان شاء صلى الله عليه وسلم تسمى لقحة قال كانت له وخمس واربعون لقحا ومعها مهرية هي ايضا من النوق التي تنسب الى قبيلة مهرة بن حيدان ارسل بها اليه سعد بن عبادة كانت من نعم بني عقيل يعني من بهائم الانعام لهم وكانت له مائة شاة لا يريد ان تزيد كلما ولد الراعي بهمة ذبح مكانها شاة. كانت له عليه الصلاة السلام مائة شاة يرعاها بعض اصحابه كما يرعى الابل والخمس والاربعين لقحة التي كانت عنده. هذه شياه التي كانت عنده كان يحرص عليه الصلاة والسلام الا تزيد على مئة. كلما ولدت ذبح مكانها شاة. هكذا عليه الصلاة والسلام وقد دل على ذلك كما اخرج بعض اصحاب السنن في حديث لقيط ابن صبيرة رضي الله عنه. وفي رواية ابن حبة انا في صحيحه للحديث قال قال لقيط بن صبرة كنت وافد بني كنت وافد بني المنتفق او في وفد بني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله وصادفنا عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قالت فامرت لنا بخزينة فصنعت لنا. والمراد انا صنعت لهم طعاما تكرمهم به رضي الله عنها وارضاها قال ثم اوتينا بقناع ولم يقل قتيبة القناع والقناع الطبق فيه تمر. فاكرمتهم وضيفتهم عائشة رضي الله عنها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل اصبتم شيئا او امر لكم بشيء؟ قال قلنا نعم يا رسول الله. قال فبينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس اذ دفع الراعي غنمه الى المراح يعني الى المستراح من المرعى ومعه سخلة تيعر. يعني ابن لشاة حديث عهد ولادة له صوت يصيح به ويرتفع. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ما ولدت يا فلان؟ يعني اذا كان هذا مولد فما ولدت؟ قال الراعي بهمة يا رسول الله. البهمة صغير الشياهي. قال فاذبح لنا مكانها شاة ان اصبحت مئة وواحد الان. فلما ولدت قال اذبح لنا مكانها شاة ووافق هذا وفد بني المنتفق وهم ضيوف عنده صلى الله عليه وسلم ثم قال لا تحسبن انا من اجلك ذبحناها. كانه رأى عليه الصلاة والسلام في وجوههم الحرج انه تكلف لهم ان يذبح شاة فاراد عليه الصلاة والسلام ان يطيب خواطرهم وان يطمئن نفوسهم فقال لا تحسبن انا شاة او ذبحناها من اجلك قال لنا غنم مئة لا نريد ان تزيد. فاذا ولد الراعي بهمة ذبحها مكانها شاة الى اخر الحديث. فدل هذا على المئة شاة التي كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان هديه فيها كلما ولد الراعي بهمة ذبح مكانها شاة وبارك الله له في الشياه فما زالت تتوالد والنبي عليه الصلاة والسلام له من ذلك الطعام واكرام ضيفه صلوات الله وسلامه عليه. احسن الله اليكم. قال رحمه الله كانت له سبع اعنز مناح منائح ترعاهن ام ايمن كانت له سبع اعنز جمع عنزة منائح. المنائح جمع منيحة. والمنيحة ان هنا للشخص ناقة او بقرة او شاة ذات لبن. فيدفعها الى من يشرب لبنها ثم يردها اليه فهي منحة ليست مستدامة. انما يستفيد منها الممنوح شرب اللبن لا غير كانت للنبي عليه الصلاة والسلام سبع اعنز منائح. فكان بعض الانصار يهديه وبعضهم يرسل له منيحة عنز تبقى عنده يشرب عليه الصلاة والسلام باللبنها. فانظر كيف كان الصحابة يفعلون. رضي الله عنهم. كان احدهم لا يهدي لرسول الله عليه الصلاة والسلام قدحا باللبن. ولا يهدي له اناء ولا يرسل له يوما ويوما لا. يهديه العنزة باكملها ان تكونوا عنده يحلبها صلى الله عليه وسلم متى شاء كل يوم. فتبقى العنزة بلبنها منيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له سبع اعنز ترعاهن ام ايمن مولاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. تم هذا الفصل قد ذكر فيه المصنف رحمه الله كما سمعتم الخيل والبغال والحمير وذكر الابل والنوق وذكر في اخر ذلك هذه دواب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت كما ترى هي على نمط حياة العرب انذاك ما تكلم شيئا ولا استدعى شيئا ولا جمع شيئا ومع ذلك فلم يشغله كل ذلك عن مسيره الاعظم الصلاة والسلام في الدعوة وتبليغ الرسالة. فربما كان المال عند صاحبه مشغلة وملهاة وكان غلبة وقته وامره وهمه في رعاية ماله. وربما كان الموفقون اسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. ممن يحملون هم الدين وخدمته وتبليغه والقيام على شؤون الدعوة ويكون لهم من الخير الذي يرزق الله تعالى احدهم بما شاء فيكون عونا لهم على ما هم فيه من طاعة وخدمة لدين الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل في ملابسه صلى الله عليه وسلم هذا الفصل طويل الذيل قليلا يعدد فيه المصنف رحمه الله ما نقله اهل العلم وارباب السير مما حفظ من لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الباب لطيف فيه ماء انواع الالبسة التي فقد كثير منها اليوم بمعنى انه ليس للناس عهد بلبس مثله. فيعرف اسمه و طريقة الناس في لباسهم لكن الهدي العام في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يلبس ما تلبسه العرب انذاك. فلبس لباس قومه. كانوا يلبسون الازار والرداء والقميص والجبة والعمامة. لبس كل ذلك عليه الصلاة والسلام. لم يكن يتكلف في لباسه شيئا يدعو الى الفخر والخيلاء والمباهاة. لم يكن عليه الصلاة والسلام يعمد في اللباس الى ما يشتهر به بين الناس ويتميز به بين اصحابه. بعيدا عن مظاهر القبة او والخيلاء والمفاخرة يلبس ما يلبسه الناس. ولذلك ربما يدخل الداخل مسجده صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع اصحابه فيسألوا ايكم محمد عليه الصلاة والسلام؟ لم تكن مناصب العظمة يوما بلباس صاحبها. لكن العظمة هي فيما يكتب الله عز وجل للعبد من علو قدر ورفعة شأن في الدنيا وفي الاخرة. ولا شك ان اعظم البشر قدرا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رفع الله قدره واعلى شأنه واوجب على الامة محبته والاقتداء بسنته طاعته صلى الله عليه وسلم. في هذا الفصل يعدد اسماء انواع اللباس من عمامة وقلنسوة ومن سائر انواع الالبسة التي تأتي تباعا هذا الفصل نتعلم منه جملة من الامور اولها هذا الرصد العجيب هذا نبينا عليه الصلاة والسلام ما رأيناه باعيننا لكن الوصف الدقيق الذي حفظت فيه الرواية لكل شأنه جعلتنا كأننا نراه صلى الله عليه وسلم. والامر الثاني ان هذا الباب من اللباس فيه شيء من ضوابط الشريعة التي نهت الرجال عن الحرير وعن اسبار الثياب وعند التشبه بالكفار وعن تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. هي ضوابط في الشريعة للباس ثم ليلبس المسلم بعد ذلك ما شاء من المباح. في ضوابط ما جاءت به الشريعة في هذا الفصل نتعلم تواضع المصطفى صلى الله عليه وسلم وانه كان في لباسه وطعامه وفراش نومه كان يأخذ بما تيسر بين يديه عليه الصلاة والسلام لم يكن يتكلف لباسا كما لم يكن يتكلف طعاما ولا يتكلف فراشا عليه الصلاة والسلام انما هو اليسير الذي يكون بين يديه عليه الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله كانت له عمامة تسمى السحاب كساها عليا وكان يلبسها تحت القلنسوة. وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس ويلبس العمامة بغير العمامة معروفة وقد قالوا العمائم تيجان العرب. فكان العرب انما يلبس العمامة على رأسه غطاء له وزينة وجمالا ولم يكن من مروءة العرب ان يمشي احدهم حاسر الرأس مكشوفا. وكانوا يأنفون من ذلك. فكان هذا ايضا من لباسهم ومداياتهم. العمائم تيجان العرب لم يكونوا ملوكا وان كانوا رعاة ابل وغنم لكن العمائم اشبه بالتاج الذي يلبسه الملوك والعظماء. كان للنبي عليه الصلاة والسلام عمامة. ولبس العمامة ولم يزل يلبسها وتعددت الوان عمائمه عليه الصلاة والسلام ومنها ما سيأتي ذكره ابن العمامة السوداء ونحوها. قال هنا كانت له عمامة تسمى سحاب كساها عليا وكان يلبسها تحت القلنسوة. العمامة التي تلف على رأس العربي وتعصب على رأسه ربما تكون مع القلنسوة او بغير قلنسوة. والمقصود بالقلنسوة غطاء للرأس ذو قبة. فاذا كان في القتال تكون من حديد ويكون معها المغفر وفي غير القتال تلبس القلنسوة ايضا نوعا من غطاء الرأس. فربما تلبس العمامة بغطاء في القبة المسمى بالقلنسوة وتلبس من غيرها. قال رحمه الله وكان يلبسها تحت القلنسوة اذا لبست القلنسوة لفت عليها العمامة. فايتهوم فايتهما تكون تحت الاخرى القلنسوة تحت العمامة. قال هنا وكان يلبسها تحت القلنسوة قال محقق النسخة هكذا في جميع اصول الكتاب وهو سبق قلم ويشبه هذا ما يحكى في كتب النحو من امثلة القلب كقولهم ادخلت القلنسوة في رأسي والصواب ادخلت رأسي في القلنسوة لكن من القلب الذي جرى في النحو يضرب به المثال وقولهم خرق الثوب المسمار. والصواب ان المسمار هو الذي يخرق الثوب. ويقول انكسر الزجاج الحجر وهكذا فالمقصود انه كان يلبس العمامة ويلبس القلنسوة تحتها وربما لبس القلنسوة بغير عمامة او العمامة بغير قلنسوة كل ذلك كان في غطاء رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان اذا اعتم ارخى عمامته بين كتفيه كما روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث انه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد ارخى طرفيها بين كتفيه. الحديث اخرجه مسلم وهو في وصف دخوله مكة عام الفتح صلى الله عليه وسلم. قال رأيته على المنبر وعليه عمامة سوداء قد ارخى طرفيها بين كتفيه. طرف العمامة اذا لفت فانها تكون مرخاة تكون بين الكتفين تنزل هكذا. قال هنا في الرواية ارخى طرفيها. وفي سنن ابي داوود بلفظ ارخى طرفها مفردا وهو الراجح. فان للعمامة اذا لفت على الرأس طرفا واحد طرفا واحدا وليس طرفين. في وصف حديث عمرو بن حريث الذي اخرج مسلم في الصحيح كاني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد ارخى طرفيها بين كتفيه. حديث وعمرو بن حريث مختلف في لفظه وليس في جل طرقه ذكر الارخاء. وسيشير المصنف الى ان حديث جابر في مسلم لم فيه ذكر الذبابة. نعم. قال وفي مسلم ايضا عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عمامة سوداء بغير احرام كما في رواية مسلم ودخل مكة يوم فتحها عليه الصلاة والسلام. نعم. ولم يذكر في حديث فدل على ان الذبابة لم يكن يرخيها دائما بين كتفيه. بل عامة طرق حديث عمرو بن حريث لم يرد فيها ذكر الارخاء ايضا. وقد يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه اهبة القتال. والمغفر على رأسه فلبس في كل فلبس في كل موطن ما يناسبه وكان شيخنا ابو العباس ابن تيمية قدس الله روحه يذكر في سبب الذبابة شيئا بديعا. وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم ما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه بالمدينة لما رأى رب العزة تبارك وتعالى. فقال يا محمد فيما الملأ الاعلى قلت لا ادري فوظع يده بين كتفي فعلمت ما بين السماء والارض. الحديث طويل اخرجه الامام الترمذي وغيره وصححه عدد من اهل العلم قال احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة يعني اقامها فصلى وتجوز في صلاته يعني خففها فلما سلم دعا بصوته فقال لنا على مصافكم كما انتم. ثم انفتل الينا فقال اما اني ساحدثكم ما حبس عنكم الغداة اني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت فاذا بربي تبارك وتعالى في احسن صورة. فقال يا محمد قلت ربي لبيك. قال فيم يختصم الملأ الاعلى؟ قلت لا ادري يا رب قالها ثلاثة قال فرأيته وضع كفيه بين كتفي حتى وجدت برد انامله بين ثديي. فتجلى لي كل شيء وعرفت فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملأ الاعلى؟ قلت في الكفارات قال ما هن؟ قل تمشي الاقدام الى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلاة واسباغ الوضوء في المكروهات. قال ثم فيما قلت اطعام الطعام الكلام والصلاة بالليل والناس نيام. قال سل. قال سل قل اللهم اني اسألك فعل الخيرات وترك المنكر وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني واذا اردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون واسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك. قال صلى الله عليه وسلم انها حق فادرسوها ثم تعلموها. فاشار الى هذا الحديث ان ارخاء الذئاب وهو طرف العمامة كان صبيحة اليوم الذي رأى فيه هذه الرؤيا في المنام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحديث وهو في الترمذي وسأل وسأل عنه البخاري فقال صحيح قال فمن تلك الغداة ارخى الذئابة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم وهذا من العلم الذي تنكره السنة الجهال وقلوبهم. ولم ارى هذه الفائدة في شأن الذؤابة لغيره. تم الحديث هنا على العمامة في المجلس القادم ان شاء الله القميص والجبة والازار والرداء وسائر انواع الالبسة على نبينا افضل الصلاة والسلام فاستكثروا ليلتكم من صلاتكم وسلامكم عليه. فعليه صلى الله ما سقى عضيا وترنمت وارقاء اشعار وعليه صلى الله ما التف الدجى وترددت ذكراه في الاقطار صلوا عليه وسلموا تسليما. فيا رب صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعة وشفاء من كل داء يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر وترحمنا واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين. ونسألك يا رب حبك وحب من يحبك. وكل حب كل في عمل يقربنا الى حبك ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين