بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وله الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه على ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب بيت الله الحرام وفي هذه لليلة الكريمة المباركة ليلة الجمعة في هذا اليوم الثاني عشر من شهر ذي القعدة. سنة اربع واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ينعقد هذا المجلس الاسبوعي الثلاثون. من مجالس مدارستنا لزاد عادي في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم للامام شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى وهو اخر مجالسنا قبل موسم الحج هذا العام ان شاء الله تعالى. لنعود مدارسة الكتاب بعده بعون الله وتوفيقه جل وعلا والفصل الذي بين ايدينا تتمة لما ابتدأناه ليلة الجمعة الماضية في الفصل الذي ساق فيه المصنف رحمه الله ما يتعلق بلباس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاجعلوا مجلسكم ايها الكرام في هذا المكان المبارك وفي هذه الليلة المباركة عامرا بذكر الله تعالى. وبالصلاة والسلام على رسول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فقد قال فيما صح عنه صلوات الله وسلامه عليه. اكثروا الصلاة علي فان الله وكل بي ملكا عند قبري. فاذا صلى علي رجل من امتي قال لي ذلك الملك يا محمد ان فلان ابن فلان يصلي عليك الساعة. صلى عليك الله ما طير شدا في الواحة الغناء باح وغرد ما ردد التكبير صوت مؤذن اصغى له من هيبة كل المدى صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله ولبس صلى الله عليه وسلم القميص تبدأ من اول الفصل ربطا للكلام نعم قال فصل في ملابسه صلى الله عليه وسلم كانت له عمامة تسمى السحاب كساها عليا وكان يلبسها تحت القلنسوة وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة. تقدم هذا ليلة الجمعة الماضية وان القلانسوة غطاء الرأس اشبه بغطاء الرأس المعاصر الطاقية التي يلبسها عامة الناس فلبس العمامة بقلنسوة ولبس القلنسوة بغير عمامة. كل ذلك من سعة الامر. وما ان العمائم تيجان العرب وهي اكثر هيبة وجمالا في لباسهم المعتاد انذاك. نعم قال وكان اذا اعتم ارخى عمامته بين كتفيه كما روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث انه قال رأيت النبي صلى الله الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد ارخى طرفيها بين كتفيه وفي مسلم ايضا عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء وعليه عمامة سوداء بغير احرام كما هو اللفظ عند مسلم في الصحيح. والمقصود بهذا الحديث حديث جابر وحديث عمرو بن حريث رضي الله عنهما هو في دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح. دخل وعليه عمامة سوداء. نعم قال ولم يذكر في حديث جابر دؤابة فدل على ان الذبابة لم لم يكن يرخيها دائما بين كتفيه وقد يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه اهبة القتال والمغفر على رأسه. فلبس في كل موطن ما يناسبه. نعم لم يكن هديه الدائم عليه الصلاة والسلام ارخاء الذئاب وهو طرف العمامة. فان العمامة اذا لفت على رأس يكون احد طرفيها تحت اللفافة ويبقى الطرف الاخر فاذا دلي على الكتف يقال ارخى ذئابة عمامته وربما كانت عمامة صماء اذا ادخل الطرف الاخر بعد استواء لفها على الرأس فتكون مثنية ايضا في اللفافة وهذا ايضا من عامة ما تلبسه العرب في هيئة العمائم. وربما لبست العرب العمامة المحنكة. التي يدير فيها لابس العمامة طرفها تحت حنكه يعني تحت ذقنه. وكانوا يحتاجون الى هذا كثيرا خصوصا في الركوب والجهاد لان العمامة تحتاج الى ما يثبتها على الرأس ولم تكن لهم عصابات تشد بها العمائم على الرؤوس استعانوا على ذلك بالتحنيك والمقصود لف طرف العمامة تحت الحنك لتكون اثبت في التحرك والركوب والنزول الى ذلك. وهذا كله من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. في كان في انه كان يلبس ما تلبسه العرب لا يتكلف ذلك امرا مفقودا ولا يرد موجودا صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان شيخنا ابو العباس ابن تيمية قدس الله روحه يذكر في سبب الذبابة شيئا بديعا وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه بالمدينة لما رأى رب العزة تبارك وتعالى فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الاعلى قلت لا ادري فوظع يده بين كتفي فعلمت ما بين السماء والارض. الحديث وهو في الترمذي وسأل عنه البخاري فقال صحيح قال فمن تلك الغداة ارخى الذبابة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم وهذا من العلم الذي تنكره السنة الجهال وقلوبهم ولم ارى هذه الفائدة في شأن الذبابة لغيره. نعم تقدم ايراد الحديث هذا ليلة الجمعة الماضية بتمامه فيما اخرج الامام الترمذي وصححه شيخه البخاري وقد سأله عنه رحم الله الجميع. نعم قال ولبس القميص وكان احب الثياب اليه. وكان كمه الى الرسغ. ها هنا يعدد المصنف الامام ابن القيم رحمه رحمه الله جملة من البسة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يكن لباسا واحدا ولا بصفة واحدة لا تتغير ولا تختلف بل تعددت انواع البسته. فلبس القمصان والجبة ولبس القباء ولبس الكساء والرداء ولبس الحلة عليه الصلاة والسلام في انواع مما كانت تلبسه العرب. ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن ابن تيمية رحمه الله واما الاكل واللباس فخير الهدي فيه هدي محمد صلى الله عليه وسلم. الى ان قال وكذلك كاللباس كان يلبس القميص والعمامة ويلبس الازار والرداء ويلبس الجبة والفروج وكان من القطن والصوف وغير ذلك. ثم قال فسنته في ذلك تقتضي ان يلبس الرجل ويطعم مما يسره الله ببلده من الطعام واللباس فاذا كان لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا صلى الله عليه وسلم. يلبس لباس اهل بلده العرب. ماذا كانت تلبس قريش لبست العمائم والقمصان والازر والاردية فلبس ما تلبسه العرب ومهما عاش مسلم في بلد ولاهل البلد رماس تعارفوا عليه وليس فيه محذور شرعي فانه يلبسه ولا حاجة له ان يتكلف لباس غير اهل بلده فيكون اما مستنكرا بينهم. او يكون مشتهرا بينهم كلا الامرين جاء النهي عنه في الشريعة. اعني لباس الشهرة ومخالفة العرف الذي ربما اثار عليه بعض الجهال او تطاول الالسنة عليه وهو في غنى عن ذلك كله. لبس عليه الصلاة والسلام القميص. وكان احب الثياب اليه ما المقصود بالقميص ما نسميه اليوم الثوب او الجلابية او الجلباب هو هذا القميص الذي تلبسه قطعة من اعلى الرأس تلبسه فينسدل الى رجليك سواء كان طويلا او قصيرا وسواء كان كمه الى العضد او كان الى الذراع. قال وكان كمه الى الرسغ يعني مفصل الكف فلم تكن اكمامه طويلة تغطي الكف ولا الاصابع هذا قميص رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال وكان احب الثياب اليه. مع لباسه لغيره مع لبسه لغير لذلك من انواع اللباس كما سيأتي صلوات الله وسلامه عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس الجبة والفروج وهو شبه القباء والفرجية ولبس القباء ايضا ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين ولبس الازار والرداء. قال الواقدي كان رداؤه بردة طول ستة اذرع في ثلاثة وشبر وازاره من نسج عما نطول اربعة اذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر. لبس الجبة صلى الله عليه وسلم التي يسميها كثير من الناس الى اليوم الجب الذي هو نوع من العباءة او ثوب سابغ واسع الكمين مشقوق المقدم يلبس فوق الثياب كالجبة المصرية والشامية التي يلبسها كثير من الناس اليوم. وربما كانت لباسا يتميز به العلماء او الدعاة او الائمة والخطباء يسمى جبة لبسها عليه الصلاة والسلام وكانت معروفة عند العرب ايضا. قال ولبس الفروج وهو شبه القبائل الفروج شبه القبائل ايضا ثوب يلبس فوق الثياب ويتمنطق عليه. يعني يلبسه فوق الازاء او فوق القميص ثم يتمنطق علي يشد له بمنطق في وسطه. وربما لبس فوق الفروج ايضا لباسا اخر اما لتوقي البرد واما للزينة والحذية فيستعمل ذلك كله وهو نوع من البسة العرب. وهذا الفروج يكون ضيق الكمين والوسط يكون غالبا مشقوقا من الامام ومن خلفي ليلبس او يسهل لباسه. اذا ليس هو اللباس الاساس الذي يلبسه المرء فوق جسده. لكنه الثوب فوق الثوب قال رحمه الله وهو شبه القبائل وتقدم معناه. قال والفرجية ايضا قيل في معناها ثوب واسع طويل الاكمام يتزيى به العلماء والدعاة والوجهاء في البلد. قال ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين. وهو الحديث الذي اخرج الترمذي انه صلى الله عليه وسلم كما في حديث المغيرة رضي الله عنه لما جاءه وهو يتوضأ فمسح على خفيه قال وهو قد لبس جبة رومية ضيقة الكمين. جبة الرومي يعني نسبة الى بلاد الروم في صنعها. وضيقة الكمين يعني كان كمها ضيقا فاراد عليه الصلاة والسلام ان ينزع يده ليتوضأ فضاق الكم فنزعها ليكمل وضوءه عليه الصلاة والسلام سلام قال ولبس الازار والرداء. اما هذا فمعروف وهو ما يلبسه المحرم الرجل اثناء الاحرام فالنصف الاسفل الذي يغطي نصف الجسد يسمى ازارا والنصف الاعلى يسمى رداء. فكل ثوب يتكون من ازار ورداء يسمى حلة اذا اجتمع اذا كان قطعتين فانه يسمى حلة. فاذا انفرد احدهما قيل للاعلى رداءه للاسفل ايذاء قال هنا في زيادة وصف الازار والرداء فيما نقل عن الامام الواقدي رحمه الله كان رداؤه بردة طول ست اذرع في ثلاثة وشبر. رداء القطعة الاعلى التي يلبسها على صدره وظهره عليه الصلاة والسلام. كانت عبارة عن بردة عن قطعة من القماش او الثياب. طولها ستة اذرع والذراع يقارب نصف متر تقريبا. فلما تقول ستة اذرع هذه قرابة ثلاثة امتار. في ثلاثة وشبر يعني عرضها ثلاثة اذرع وشبر وهذا ايضا يقارب المتر والنصف تقريبا والازار الذي كان يلبسه كما ذكر الواقدي رحمه الله كان من نسج عمان. يعني يؤتى به من ارض عمان يصنع هناك. طول اربعة اذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر. والطول وهو الذي يلف به على الجسد. فكان اربعة اذرع قرابة المترين عرضه ذراعين وشبر يعني متر وربع تقريبا. نعم قال ولبس حلة حمراء والحلة ازار ورداء ولا تكون الحلة الا اسما للثوبين معا. علمت معنى الازار والرداء كما يلبس المحرمون الرجال في الإحرام قال لا تسمى حلة الا للثوبين معا. يعني مثل ما تقول ان يكون طقما واحدا من قطعتين ازار ورداء يسمى فاذا اهدي او خاط ثوبا او قدم له يقول هذه حلة. قال ولبس حلة حمراء عليه الصلاة والسلام كما ثبت في بعض الاحاديث ومنها حديث جابر ابن سمرة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان وعليه حلة حمراء كاني انظر الى بياض ساقيه. في ليلة الاضحيان يعني ليلة مقمرة مضيئة في منتصف الشهر وكان من تمام حديثه في وصف جمال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيته في حلة حمراء في ليلة الاضحية وعليه حلة حمراء قال فجعلت انظر اليه والى القمر فلهو عندي احسن من القمر صلى الله عليه واله وسلم وانما اراد وصف جمالي رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي كان ابيض البشرة بياضا مشربا بحمرة مع ما في باقي اوصاف جماله صلى الله عليه وسلم التي ازداد بهاؤها وجمالها بالحلة الحمراء التي لبسها وليس المقصود الحلة الحمراء خالصة الحمرة. وهو الذي سينبه عليه المصنفون رحمه الله. نعم قال وغلط من ظن انها كانت حمراء بحتا لا يخالطها غيرها وانما الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الاسود. كسائر البرود اليمنية هي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر والا فالاحمر البحت منهي عنه اشد النهي. ففي صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحمر قال رحمه الله غلط من ظن ان الحديث الذي جاء فيه وصف لباس النبي عليه الصلاة والسلام للحلة الحمراء انها الاحمر الخالص القاني. قال هذا غلط. ليش غلط لسببين الاول النهي الصحيح الصريح في سنته عليه الصلاة والسلام عن لباس الاحمر الخالص. في رواية سيأتي ذكرها الان بعد قليل وذكر في الحديث انها من لباس الكفار فهي منهية عنها فلا يمكن ان ينهى عن شيء صلى الله عليه وسلم ويفعله. والسبب الثاني ان مصطلح الحلة الحمراء او البردة الحمراء التي كانت تلبسها العرب ليست تعني الحمرة الخالصة. فانما هي برود يمانية يعني تأتي من بلاد اليمن واليمن كل ما كان جنوب الجزيرة العربية انذاك يسمى يمنا وكل ما كان شمالها يسمى شاما فكانت البرود التي تأتي من هناك وايضا كانت الازر التي تأتي من هناك عبارة عن قطع من القماش التي تأتي مقلمة فيها خطوط حمر مع بياض فيها وخطوط اخرى سوداء. ولا يزال اهل جنوب الجزيرة العربية يلبسون مثل هذه البرد الى اليوم. يلبسونها بهذه الهيئة فهي شيء من البياض معه حمرة وصفرة وسواد مخططة فاذا قيل لبس بردة حمراء او حلة حمراء يعني التي فيها لون احمر واما الحمرة الخالصة فمنهي عنها. قال رحمه الله وانما الحلة الحمراء بردان يمانيان بخطوط حمر مع الاسود كسائر البرود اليمنية. وهي معروفة بهذا الاسم. يعني ليش يقولون حلة حمراء؟ قال بعت ما فيها من الخطوط الحمر والا فالاحمر البحت منهي عنه اشد النهي. وساق الادلة. ومنها حديث صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المياثر الحمر المياثر الحمر جمع ميثرة مأخوذة من الوثارة كما تقول هذا فراش وفير يعني آآ لينوا الاكناف وطئ ناعم مريح فنهى عن المياثر الحمر والمقصود بنهيه عن المياثر الحمر ان المياثر هذه فرش كانت تصنعها الاعاجم يضعها الراكب على الدابة تحته مثل السرج. مثل السرج الذي يجعله على ظهر الخيل اذا ركب او الحمار او البغل او البعيد فكانوا يضعون تلك المياثر لانها لينة ناعمة فتريح الجالس عليها نهى عليه الصلاة والسلام عن المياثر الحمر. هل النهي عن الميافر لانها مياثر؟ او لانها حمراء الحديث عند البخاري نهى عن المياثر الحمر. وفي بعض الروايات نهى عن المياثر مطلقا من غير تقييد لها بالحمرة. وتأول العلماء سبب هذا النهي فقيل لما فيها من الخيلاء انها نوع من من التوسع الخارج عن قدر حاجة الانسان فيفضي الى الخيلاء. لان سرج الدابة عادة انما يكون من قطيفة وليف ونحوية فان يتخذ من المياثر فذاك نوع من الخيلاء الذي لا تستحبه الشريعة. وقيل بل للتشبه فان جاءت من قبلهم. وقيل لانها غالبا تصنع من جلود ما لا يذبح من الحيوان. فنهى عنه صلى الله عليه وسلم لما يغلب على الظن من نجاستها. على كل حال ثبت النهي في الصحيحين وغيرهما نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن وفي بعض الروايات قيده بكونه احمرا. وقد فسر علي رضي الله عنه المياثر في روايته للحديث كما اخرج مسلم في صحيحه قال شيء كانت تجعله النساء لبعولتهن على الرحل كالقطائف والارجوان يعني تصنعه المرأة آآ يعني من باب الخدمة والاكرام لزوجها يجعله على الرحل اذا ركب على الدواب قال كالقطاء في ارجوان يعني في نعومتها ولطافتها وما يصنع بها الجالس اذا صعد او ركب على ظهور الدواب والبهائم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي سنن ابي داود عن عبد الله ابن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه رأى عليه ريطة بالعصفر فقال ما هذه الريطة عليك؟ قال فعرفت ما كره فاتيت اهلي وهم يسجرون تنورا لهم فقذفتها فيها ثم اتيته من الغد فقال يا عبد الله ما فعلت الريطة فاخبرته فقال هلا كسوتها بعض اهلك فانه لا بأس بها للنساء الريطة ما هي قالوا الريضة ثوب من قطعة واحدة مثل الملاءة رقيق لين يعني اشبه بقطعة واحدة من القماش تلف على الجسد لكن غالبا تكون رقيقة قريبة الى الشفافية لينة ناعمة فهي انسب بلباس النساء من الرجال يقول ابن عمر يقول ابن عمرو رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى عليه ريطة مدرجة بالعصفور مدرجة يعني مصبوغة بالعصفر والعصفر. معروف باسمه الى اليوم عند العطارين. نبات يستخرج منه صبغ اصفر او احمر ويستعمل ايضا في الصبغ فيخرج منه لون تصبغ به الثياب ونحوها قال رأى عليه ريطة مدرجة بالعصفور فقال ما هذه الريطة عليك؟ ما زاد عليه الصلاة والسلام على السؤال ففهم عبد الله ابن عمرو قال فعرفت ما كره انظر الى عجيب فقه الصحابة رضي الله عنهم علوي ادبهم في تعاملهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتباههم الى الاشارة منه والى الكلمة والى العبارة بل حتى الى تعبيرات الوجه وسوق الكلام ونبر الجمل فانهم يجعلون من كل ذلك عندهم مقاما عظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال له لا تلبس ولا قال لا يعجبني الذي لبسته قال ما هذه الريطة عليك؟ قال فعرفت فعرفت ما كره. قال فاتيت اهلي وهم يشجرون تنورا لهم. يشعلون النار في التنور تهيئة للخبز ونحو قال فقذفتها فيه احرقها قال ثم اتيته من الغد فقال يا عبد الله ما فعلت الريطة رآه قد خلعها قال ما صنعت بها؟ قال فاخبرته بماذا بانه احرقها في التنور. فقال عليه الصلاة والسلام هلا كسوتها بعض اهلك فانه لا بأس بها للنساء. يعني ما نهيتك عنها لانها محرمة لذاتها. لكنها لا تلائم الرجال. قيل اما لرقتها وليونتها التي لا تناسب لباس الرجال وهذا فصل عظيم في الشريعة بين شأن الرجال وشأن النساء وتبا لبشرية معاصرة تأبى الا ازالة الفوارق بين الذكر والانثى بالممكن والمعقول وبغير الممكن والمعقول. والشريعة انما جاءت بما يستقيم مع الفطر السوية. ولا حتى اللباس الناعم الرقيق يناسب الانثى الناعمة الرقيقة. ولا يليق هذا بالرجال. وهذا احد اوجب وجوه نهي الرجال عن لبس الحرير فانه لا يحسن بهم ولا يليق بهم ولا الذهب. لان الزينة والحلي والتنعم تجمل شأن النساء. اما الرجال فانما شأنهم اعظم من ذلك. مصاعب الحياة وقوام البيوت عناية بالاستخلاف الذي اراد الله عز وجل له البشرية في الارض انما يقوم على اكتاف الرجال وتبقى النساء في العظيمة التي لا يزاحمهن فيها احد. ولهن المشاركة العجيبة العظيمة الواسعة ابوابها في الحياة. قال هنا هلا كسوتها بعض اهلك فانه لا بأس بها للنساء والحديث اخرجه احمد وابو داوود وابن ماجة وصححه الحاكم وغيره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي صحيح مسلم عنه ايضا انه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال ان هذه من لباس الكفار فلا تلبسها. هذه رواية اخرى عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ايضا قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين ان قلنا ان الرزقة التي سبقت في الحديث الاول وهي مدرجة بالعصفر. انما كان النهي عنها لانها ريضة يعني لباس ملاءة رقيقة لينة فان الحديث الثاني قال ثوبين معصفرين. وغالبا اذا اطلق الثوبان فالمراد ازار ورداء او قميص وتحته ايضا ازار. اذا كان القميص ليس مسدولا الى انصاف الساقين. قال رضي الله عنه رأى علي ثوبين وعصفرين فقال عليه الصلاة والسلام ان هذه من لباس الكفار فلا تلبسها اذا ها هنا تحدد النهي وهل هو عن الازار والرداء؟ او عن اللون الذي رآه؟ اللون المعصفر هو المصبوغ بحمرة قانية خالصة او بصفرة قريبة الى الحمرة فنهاه عليه الصلاة والسلام قال ان هذه من لباس الكفار فلا تلبسها وفي رواية اخرى عنه ايضا في صحيح مسلم يقول رضي الله عنه رأى علي النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين قال اؤمك امرتك بهذا ليش حمل السؤال على الام لان هذا اللباس نساء طب ليش ما قال له زوجتك لان عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه من صغار شباب الصحابة فلم يكن الظن به ان يكون ذا زوجة انذاك فاذا ان لبس شيئا او ظهر عليه شيء فهو غالبا من تهيئة قم بهلة من زوجته. قال عليه الصلاة والسلام اامك امرتك بهذا هذا السؤال كان كافيا لان يفهم عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كراهية النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى ايش رأى رأى ثوبين معصفرين اذا ليست الريطة التي في الحديث السابق فقال عبدالله بن عمرو اغسلهما قال احرقهما والحديث في صحيح مسلم كيف نقول هنا امر بالاحراق وهناك في الحديث قال هلا كسوتها بعض اهلك فانه لا بأس بها للنساء يقال والله اعلم احدى اجابتين اما ان يقال كان الحديث هنا عن ثوبين معصفرين وليس فيه شيء يصلح للنساء كما كان في الريطة هناك. فهناك الريطة كان النهي عن نعومتها ورقتها فلابست النساء انسب منها للرجال. اما الثوبان المعصفران فانه لا يتهيأ لبسهما ويتوجه الجواب الثاني ان يقال ان هذا كان قبل ان يأمره عليه الصلاة والسلام بالامر الاخر بلباسه بعض اهله لما رأى بعد ذلك عليه الصلاة والسلام من ان في احراق هذا اللباس هدرا لمال يمكن الانتفاع به تعددوا الاجابات باختلاف زمن جوابه صلى الله عليه وسلم. اما حديث المصنف رحمه الله فدلالة واضحة على قوله ان هذه من لباس الكفار. فلباس الاحمر القاني الخالص. لا يجوز للرجال ولا للنساء. ويجتنب ما كان خالصا في حمرته لما سمعتم من النهي وكما سيأتي ايضا هنا في بعض الاحاديث التي يسوقها المصنف رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي صحيحه ايضا عن علي رضي الله عنه انه قال نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس المعصفر ومعلوم ان ذلك انما يصبغ صباغا احمر. نعم وهذا ايضا في صحيح مسلم. وفي بعض السنن انهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى على رواحلهم اكسية فيها خيوط عهن حمر رأى على الرواح رأى على ظهور الجمال التي كانوا يرتحلون عليها والدواب التي كانوا كانت معهم في اسفارهم رأى اعلى الرواحل عكسية جمع كساء فيها خيوط عهن حمر. والعهن الصوف فرأى فيها خيوط صوف حمراء اللون نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ارى هذه الحمرة قد علتكم فقمنا سراعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض ابلنا فاخذنا الاكسية فنزعناها عنها. رواه ابو داوود. واخرجه كذلك الائمة احمد والطبراني رحم الله الجميع. لكن مدار الحديث على مبهم من الرواة وهذا احد اسباب تضعيف الحديث. فهذه الاحاديث وغيرها مما سمعتم نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المياثر الحمر ونهى عبدالله بن عمرو فقال ان هذه من لباس الكفار. ونهى عليا عن لباس المعصفر رضي الله عن الجميع. دلالة واضحة على ان الاحمر الخالص لا يجوز لبسه. فكيف تريد ان تفسر الحديث رأيت النبي عليه الصلاة والسلام عليه حلة حمراء ان المقصود به الحمرة الخالصة فهذا لا يصح مع تعدد النهي الصريح الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم عن لباس الاحمر الخالص. نعم قال وفي جواز لبس الاحمر من الثياب والجوخ وغيرها نظر. الجوخ نوع ايضا من الصوف صفيق. ويسمى الى يوم عند اهل الاقمشة والثياب بالجوخ بالاسم نفسه. نعم. واما كراهته فشديدة جدا فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم انه لبس الاحمر القانئ؟ كلا لقد اعاذه الله منه. وانما وقعت يبهت من لفظ الحلة الحمراء والله اعلم. نعم. وتقدم بيان المراد بالحلة الحمراء البرود اليمنية المقلمة. المخططة التي فيها خطوط حمراء مع الوان اخرى كالسواد والصفرة. فيقال حمرة لان اللون الاحمر اشد بروزا من به اذا اجتمعت معه فيكون الاحمر ابرز فاذا وصفت لباسا مخططا فلا تقل البردة الحمراء الصفراء الخضراء السوداء تصفها باشهر الوانها والحمرة ابرز واظهر فيطلق عليها على طريقة العرب في اطلاق الاوصاف او الاسماء على ما غلب على الاشياء دون من بقية الاوصاف والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس الخميصة المعلمة والساذجة ولبس ثوبا اسود. المعلمة يعني التي عليها اعلام او عليها خطوط او عليها نقش والساذجة التي نقول عنها اليوم سادة التي ليس عليها شيء قطعة من لون واحد ليس فيها زخرفة ولا الوان فيقال عنه سادة او سادج وكلتاهما كريمتان مأخوذة من الفارسية فانه بمعنى الشيء الذي يعني لا مزيد فوقه فهو على اصل آآ بدايته واصبح هذا يطلق على الثوب واللباس والطعام فتقول ثوب سادة وتقول ايضا قهوة سادة يعني لا سكر فيها ولا اضافات. ويقال ايضا ساذج وسادة بمعنى واحد. فاذا وصف انسانا بضعف العقل وقلة التفكير قالوا فلان ساذج يعني يعني عقله بسيط على الدرجة الاولى فقط وليس فوقه مزيد فهم او ذكاء قال رحمه الله ولبس الخميصة المعلمة والساذجة. الخميصة التي تلبس ثياب تكون من صوف غالبا. غالبا تكون سوداء في اللوم كانت ايضا من اللباس المنتشر. فسواء كانت مقلمة او كانت ساذجة لا شيء عليها. كل ذلك لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس الفروة المكفوفة بالسندس لبس الفروة المكفوفة بالسندس. ايضا الى اليوم يسمى هذا اللباس فروة الذي يلبس ويكون حشوه نوع من فراء الحيوان الذي اوصوف. يراد به التدفئة في الغالب من مس البرد لبس الفروة المكفوفة بالسندس المقصود هنا بالثياب المكفوفة هي التي يجعل فيها ما يكون في اطرافها او في حواشي اه آآ مدخل الرأس فيها الرقبة او الذيل ما يكون فيها مخيطا بشيء يساعد على مزيد من زينتها. فيقال الثوب المكفوف او القميص المكفوف الذي تم عمل ذيله. واكمامه وجيه. وربما كان على الاكمام كذلك كان عليه كفافا من حرير فيطوى الحاشية والاطراف وتكون الطية في الكم وفي مدخل الرقبة وفي اطراف اللباس من الحرير قال لبس الفروة المكفوفة بالسندس والسندس هو من الحرير نوعه من الحرير السندس والاستبرة كلاهما حرير سواء كان رقيقا او غليظا. قال رحمه الله لبس الفروة المكفوفة بالسندس سؤال هل لبس الحرير عليه الصلاة والسلام اما الحرير الخالص فلا. طيب وماذا عن اللباس الذي يأتي في اطرافه حرير في اطراف اكمامه او في مدخل الرقبة او في الذيل هذا الحديث الذي اراده المصنف نعم فروى الامام احمد قال فروى الامام احمد ابو داوود باسنادهما عن انس ابن مالك ان ملك الروم اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم مستقى ان ملك الروم اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم مستقة من سندس فلبسها قال فكأني انظر الى يديه تذبذبان قال الاصمعي المساتق فراء طوال الاكمام. قال الخطابي يشبه ان تكون هذه المشتقة مكفوفة بالسندس لان الفروة لا تكون سندسا. طيب الحديث هكذا ان ملك الرومي اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم من سندس قال الاصمعي المساتق فراء طوال الاكمام ثروة ذاتكم من طويل قال مستقة من سندس. فهل لبس هذه الفروة من الحرير؟ الجواب لا. الفروة لا تكون من الحرير. ولهذا قال الخطابي يشبه وان تكون هذه المستقى مكفوفة بالسندس. يعني حاشيتها واطرافها لا انها كلها من الحرير لانها لا تكون من حرير فاذا هذا تفسير حديث الامام احمد وابي داود في حديث انس ان ملك الروم اهدى مستقة من سندس. قال فلبسها النبي صلى الله عليه وسلم فكأني انظر الى يديه تذبذبان جاء في رواية الامام احمد قال تذبذبان من طولهما. يعني رأى يدي النبي عليه الصلاة والسلام في تلك الفروة من طول بالاكمام تذبذبان يعني لا تكاد تبدو لطول اكمام الفروة ثم ماذا بالحديث قال ثم بعث بها الى جعفر. من جعفر ابن عمه ابن ابي طالب فلبسها ثم جاءه فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اني لم اعطكها لتلبسها قال فما اصنع بها قال ارسل بها الى اخيك النجاشي اين جاشي نجاش الحبشة وكيف كان اخاه نعم لان جعفر رضي الله عنه كان بارض الحبشة من المهاجرين الاوائل وبقي هناك الى غزوة خيبر بل كان من رؤوس وفود المهاجرين الى الحبشة. وهو الذي ثبت الله به الاسلام ورد به وفد قريش التي ارادت ان تأخذ المهاجرين من النجاشي بما ابداه من حسن جواب وما قرأ من قرآن وما تلى على مسامع النجاشي. فبين جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وبين النجاشي صحبة وليست مجرد اخوة الاسلام فقط فالمقصود من الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام اهدي له من سندس فلبسها. الحديث الذي اخرجه احمد وابو داوود بهذا اللفظ هو عند ابن حبان ابن عند ابن حبان ان الذي اهداه ليس ملك الروم بل اكيدر دومة الجنة دومة الجندل معروفة ايضا باسمها الى اليوم في شمال الجزيرة العربية قريبا من تبوك. ومعنى اكيدر دومة الجندل يعني او حاكمها ورئيسها كما تقول نجاشي الحبة الشواقي صر الروم وكسرى فارس ومقوقص ومصر فاهدى له اكيدر ردومة الجندل هذه المستقى وذلك انه وقع اسيرا في يد خالد رضي الله عنه. فجيء به الى النبي عليه الصلاة والسلام فافتدى. ثم تركه صلى الله عليه وسلم واطلقه فارسل هدية كان فيها هذا اللباس. هل اسلم او لم يسلم؟ مختلف في شأنه اهداه الله بقي على النصرانية والحديث ايضا عند البخاري بلفظ مختلف قال اهدي الى النبي صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه تقدم قبل قليل ان الفروج عبارة عن لباس واسع يلبس فوق الثوب. وليس بعيدا عن معنى المستقى او معنى الفروض. قال او هدية الى النبي عليه الصلاة والسلام فالروج حرير فلبسه ثم صلى فيه ها اذا لبس الحريم اسمع الى باقي الحديث قال ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له. ثم قال لا ينبغي هذا للمتقين وعند مسلم في الصحيح ان الذي اهدى والحديث مبني للمجهول اهدي الى النبي عليه الصلاة والسلام فروج حرير في صحيح مسلم ان المهدي يكايدر دومة الجندل. ايضا عند البخاري في الحديث الصحيح قال اهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس قلنا السندس ايضا هو الحرير. وكان ينهى عن الحرير. فعجب الناس منها. من ماذا من هذه الفروة او هذه الجبة التي جاءت من حرير ولا عهد للعرب في جزيرة العرب بمثل هذا النوع من اللباس الذي يصنع من حرير خالق قال فعجب منها الناس فقال عليه الصلاة والسلام والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن لمعاذ في الجنة احسن منها مناديل المناديل وليس اللباس منديل سعد في الجنة المنديل الذي يمسح به الاذى والعرق ويمتخط فيه احسن من الجبة الحرير التي جاءت هدية فتعجبوا منها كان ينقلهم عليه الصلاة والسلام الى الاخرة. ونعيمها ويعلق قلوبهم بالنعيم الحقيقي. لان لا تتعلق ببعض المتاعز الزائف الذي يمر في الحياة عرضا وهو ايضا صلى الله عليه وسلم يزرع في قلوبهم معالي الامور للارتقاء الى الغرض اعظم والمهمة الكبرى عبودية الله وتحقيق تقواه صلوات الله وسلامه عليه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل واشترى صلى الله عليه وسلم سراويل والظاهر انه انما اشتراها ليلبسها. وقد روي في غير حديث انه لبس السراويل وكانوا يلبسون السراويلات باذنه. اخرج الائمة ها هنا حديثا فيما ذكره اصحاب السنن واخرجه غير واحد ان النبي عليه الصلاة والسلام دخل السوق قال ابو هريرة رضي الله عنه فرأيته اشترى سراويلات باربع دراهم. قال فسألته يا رسول الله وانك لتلبس السراويل؟ قال نعم. في السفر والحضر وبالليل والنهار فاني امرت بالتستر فلم ارى شيئا ومنه لكن الحديث ضعيف من طرقه ولا يصح بحال بل حكم بعض الائمة بكونه مع ضعفه الشديد من الاحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اشترى السراويل قال والظاهر انه انما اشتراها ليلبسها فليس هناك نص صريح في لبس النبي عليه الصلاة والسلام للسراويين. لكن العرب كانت تلبسه واصلحوا ما في ذلك احاديث محظورات الاحرام. لما سئل عليه الصلاة والسلام ما يلبس المحرم؟ قال لا يلبس العمائم ولا الويلات ولا الخفاف فنص على السراويلات لانها كانت مستعملة وتلبسها العرب لكن هل لبسها هو صلى الله عليه وسلم ليس هناك حديث صحيح يثبت به ذلك. فهو من المباحات العامة التي لبسها العرب واقرها الاسلام. بل فيه من الستر كما جاء في الرواية وان لم تكن صحيحة اما عامة لباس العرب فكان الازار والرداء. والازار اذا لبس يلبس على غير سروال. وهو غالبا له صلة ببعض الاحكام الشرعية. ومنه مثلا امره عليه الصلاة والسلام للمستيقظ من نوم الليل ان يغسل يديه قبل ان يدخلهما في الاناء. ماذا قال؟ قال فان احدكم لا يدري اين باتت يده فمن لبس الازار على غير سروال فانه مفض الى فرجه عادة. فربما اصاب النائم اثناء نومه مس وربما كان فيه بعض نجاسة او بقية من اثر نجاسة فامر المستيقظ من النوم الذي يريد الوضوء ان يغسل يديه قبل ان يدخلها في الاناء ثلاثا. فهذا اقول يتصل مع جملة مما تقرر في احكام الشريعة التي تؤكد ان غالب لباس العرب كان على غير لباس السراويلات والا لبسها بعضهم وكان ذلك مما ابيح واقر في الشريعة لكن لا يثبت صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح صريح. ولهذا قال المصنف والظاهر فلم يجزم بذلك رحمه الله تعالى احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس الخفين ولبس النعل الذي يسمى التاسومة. التاسومة او التاسومة او اسمه قيل كلمة تركية الاصل. وقيل فارسية والمراد بها النعل اكرمكم الله الذي يلبس في القدمين. اما قف فهو الذي يغطي ظهر القدم وباطنه ويهو ساق او له رقبة تغطي الكعبين الى الساق فان طاله قصر فما غطى ظهر القدم وباطنه والكعبين معا يسمى خفا. وما كان دون ذلك تسوء قطعة من جلد او جلد ماعز او بقر او غيره او قطعة من من غيرها من المصنوعات. تكون مغطية لباطن قدم ثم يشد على ظهر القدم بحبل او خيطه فذاك نعل بمختلف انواعه واسمائه. قال لبس النعل عليه الصلاة والسلام. ولبس الخف وكان ربما يمشي احيانا محتفيا لا خف ولا نعلم وكان يمشي محتفيا احيانا صلى الله عليه وسلم. وهذا ايضا من شأن العرب وعادتهم فنريد لكل من يقف على مثل هذا الهدي النبوي الا ينزل تلك الروايات والوقائع وما كان محفوظا وما كان معهودا في ذلك الزمن ان يعني يستنكره لانه لا يطابق واقعا نعيشه اليوم فيقول كيف هذا؟ لا هذا لباسه وهذه عادته وهذا الذي كانوا يعتادون عليه فلبس الخف ولبس النعل الذي يسمى التاسوما او الدسمة او تسمة في بعض العبارات وكل جلد غير مدبوغ. واذا كان جلدا لم ينزع عنه الشعر قيل النعل السبتية. كل ذلك ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه ربما لبسه في قدميه احيانا عليه الصلاة والسلام احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس الخاتم واختلفت الاحاديث هل كان في يمناه او يسراه؟ وكلها صحيحة السند. لبس الخاتم عليه الصلاة والسلام والمراد به خاتم ختم الكتب والرسائل. لم يكن يلبس الخواتم لكن لما اراد عليه الصلاة والسلام الكتابة الى الملوك والرؤساء قيل له ان الملوك لا تقبل كتابا الا ان يكون مختوما لانهم يتثبتون ممن ارسل الرسالة فاتخذ خاتما عليه الصلاة والسلام من فضة وكان فصه حبشيا وكان نقش خاتمه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا كتب الخطاب او الرسالة ختمه عليه الصلاة والسلام بهذا النقش الذي كان على خاتمه ثم يضع الخاتم في اصبعه هل لبس الخاتم في يمناه او في يسراه؟ تعددت الاحاديث وتعارضت فمنها ما اثبت انه كان في اليمنى ومنها ما اثبت انه كان في اليسرى. وكل الاحاديث في هذا صحيحة. ولهذا جوز العلماء لبس الخاتم للرجل سواء كانت في اليد اليمنى او اليسرى فكل ذلك قد صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويلبسها اما في الخنصر او في البنصر. اما النهي عن لبس الخاتم فقد جاء النهي عنها في وللتي تليها يعني السبابة. فينهى عن لبس الخاتم في هذين الاصبعين ويلبسها في الخنصر او في المنصر كما ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولبس البيضة التي تسمى الخوذة ولبس الدرع الذي يسمى الزردية. وظاهر يوم احد بين درعين. هذه لباس الحرب البيضة الخوذة التي يلبسها المقاتل على رأسه. اليوم الخوذة من حديد وكانت كذلك احيانا تصنع من حديد. واذا دل تحتها الزرد الذي ينسج لغطاء الرأس والرقبة يسمى المغفر فلبس البيضة بيضة الحرب التي تأتي غطاء واقيا للرأس ويكون مقببا مرتفعا غالبا لحماية الرأس من ضربات بالات الحرب قال ولبس الدرع قلنا القميص المنسوج من من حديد او من حلق من حديد يلبسها المقاتل يحتمي بها ايضا من ضربات السيوف والرماح ونحوها. قال رحمه الله تعالى وظاهر يوم احد بين درعين صلى الله عليه وسلم يعني احتمى يوم احد في غزوتها لما خرج بدرعين وليس بدرع واحد ظهر بين درعين فلبس درعا فوق درع مزيدا من التوقي والاخذ بالاسباب مع تمام توكله على رب الارباب. صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي صحيح مسلم عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها انها قالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخرجت جبة طيالسة خسروانية لها لها لبنة ديباج وفرجاها مكفوفان بالديباج فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها. الحديث في صحيح مسلم عن اسماء رضي الله عنها اخت عائشة رضي الله عنها فهي تنقل قطعة من ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذتها من اختها عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها اخرجت جبة فقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه سلم. يقول الراوي وقد رآها فاذا هي جبة طيالسة خسروانية. وفي بعض نسخ صحيح مسلم كسروانية الى كسرى يعني هي اشبه بلباس ملوك فارس. فهذه الجبة وقد تقدم ان الجب الثوب الذي يلبس فوق الثوب الذي يكون مفتوحا من الامام له اكمام واسعة ولباس واسع. وقولها جبة طيالسة طيالسة جمع طيلسان وهو ما يعم الثوب الذي يعم سائر الجسد. والطيلسان عبارة عن كساء مدور يجعل على الكتف والظهر غير مخيط ولا نقش فيه كساء مدور يوضع على الكتف في لبس على الخلف مثل الوشاح لكنه واسع فينزل على الظهر يغطى به قالت لها لابنة ديباج يعني مرقعة بالحرير عند فتحة الرقبة. وفرجاها مكفوفان يعني فتحة هذه الجبة من الامام ومن من الخلف وهي مدخل الرأس فيها مكفوفة بالديباج وقلنا معنى مكفوفة ما جعلت لها كفة. التي يكف فيها قائط الثوب بمعنى انه يجعل في في الاطراف والجوانب ويثني عليها لتحلية الثوب او لحمايته في طرف الذيل في الاكمام في مدخل الرقبة. فلما رأى ما اخرجت عائشة رضي الله عنها ما اخرجت اسماء. رضي الله عنها من تلك جب جبة الطيالسة الكسروانية او الخسروانية وعليها لبنة ديباج وفرجاها مكفوفان بالحرير. قالت هذه كانت عند عائشة رضي الله الله عنها حتى قبضت. قالت فلما قبضت قبضتها. لما ماتت عائشة رضي الله عنها اخذت اسماء هذه تنبت من اختها عائشة رضي الله عنهما تقول وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها تبركا باثر رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما انهم يعطون اياها المرضى فيلبسونها او تغسل في شرب الماء الذي غسلت به. وهذا ليس لاحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لخصوصية البركة التي كانت في جسده الشريف عليه الصلاة والسلام. ولهذا تبرك الصحابة بعرقه. وتبركوا بشعره الذي وزعه عليهم لما علق رأسه بعد النسك عليه الصلاة والسلام. اما ان ينقل هذا الى غيره من البشر فلا ولا كرامة. انما هو ورسول الله عليه الصلاة والسلام الذي خصه الله بتلك الكرامات. فهل يجري هذا الى اليوم في التبرك باثار رسول الله عليه الصلاة والسلام الجواب يقال نعم لو ثبت ان شيئا من الاثار ما زال محفوظا الى اليوم. لكن الصحيح انه لم يبق شيء من اثر عليه الصلاة والسلام وعامة ما يعرض في بعض المتاحف وبعض المعارض انما هو شيء يذكر لا يثبت تاريخا ولا سندا ولا رواية والعلم عند الله. هذا جزء من كلام المصنف في فصل اللباس ولا يزال في الفصل بقية ناتي عليها تباعا ان شاء الله في المجالس المقبلة بعد موسم الحج ان مد الله في العمر وفسح في الاجل. فاكثروا من صلاتكم وسلامكم على الهادي البشير والسراج منير. يا رب صل على النبي المصطفى ما اهتزت الازهار من نفس الصبا. يا رب صل على النبي واله ما كب في الجو قابل كوكبا. صلوا على المختار فهو شفيعكم. في يوم يبعث كل طفل اشيبا صلى وسلم ذو الجلال عليه ما ازكاه في الرسل الكرام واطيبا. اللهم صل وسلم