بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. امام الهدى وسيد الورى صلوات الله الله وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب البيت الحرام ينعقد هذا المجلس الأسبوعي الثالث والاربعون من مجالس دراستنا وقراءتنا لكتاب زاد المعاني في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا اليوم الخميس ليلة الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الاول سنة خمس واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نجلس في ليلة مباركة في مكان مبارك نكتنز من عمل صالح مبارك ما تثقل به الموازين وتزداد به الحسنات بذكر الله ربنا جل جلاله. والصلاة والسلام على نبينا محمد واله صلى الله عليه وسلم بمحمد حرفي يطيب ويفخر. فهو الرسول الهاشمي الاطهر. صلى عليه الله في عليائه فعليه صلوا يا كرام واكثروا. ولكل مصل على نبيه صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من ربه عز وجل كما قال عليه الصلاة والسلام فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فطوبى للمصلين عليه صلى الله عليه وسلم ان لم وبشراهم صلاة ربهم عليهم عشرة اضعاف صلاة احدهم على حبيب قلبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم في مجلسنا الليلة ايها الكرام نواصل ما ذكره المصنف رحمه الله من خصال الفطرة والفصل الذي بين ايدينا الليلة في هديه عليه الصلاة والسلام في قص الشارب. بعدما مر بنا جملة من خصال الفطرة التي تقدمت في مجلسين او ثلاثة سابقة. فيها الحديث عن الختان فيها الحديث عن الخطاب فيها الحديث عن الاكتحال وعن الطيب وبعض قصاد الفطرة التي ما زال حديث المصنف رحمه الله موصولا بها. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في قص الشارب الشارب الشعر الذي ينبت فوق الشفة العليا وهي من خصال الفطرة التي يختص بها الرجال ومن خصال الفطرة في الاسلام العناية بقص الشارب او احفاءه او جزه كما ستأتيكم الروايات بعد قليل كان لنبينا عليه الصلاة والسلام عناية بهذا الباب كعنايته بسائر خصال الفطرة. ولهذا اورده المصنف رحمه الله في هذا الفصل تقدم بكم حديثه عليه الصلاة والسلام عشر من الفطرة وقال فيها قص الشارب واعفاء اللحية وذكر باقي الخصام هل قص الشارب مستحب او واجب على الرجال الذي ينقله الفقهاء في المذاهب الاربعة الاستحباب فالحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة يحكون استحباب قص الشارب للرجال. بل حكى فيه بعضهم الاجماع ذلك كما نقله العراقي والشوكاني رحم الله الجميع. وبعض الظاهرية يقول بوجوب قص الشارب. قال ابن حزم رحمه الله اما قص الشارب ففرظ واخذوه من ذكره في خصال الفطرة لان خصال الفطرة عند بعضهم محمولة على الوجوب مطلقا. كما نقله الامام ابن عربي رحمه الله وذكر الحافظ ابن حجر ما تعقب به. هذا من حيث الحكم الفقهي. هل قص الشارب واجب او مستحب عليه جماهير الفقهاء كافة الاستحباب. وبعض الظاهرية قال بالوجوب. ينقل المصنف رحمه الله الان اثبات كون قص الشارب من خصال الفطرة ثم ينقل هدي النبي عليه الصلاة والسلام في شاربه كيف كان يفعل فيه ثم يذكر خلاف الفقهاء هل الافضل قصه؟ او حلقه واحفاؤه؟ بما جاءت به الروايات وسيذكره في هذا الفصل واما المصنف الامام ابن القيم رحمه الله فقد قال في كتابه الاخر تحفة المودود في احكام المولود قال واما قص فالدليل يقتضي وجوبه اذا طال وهذا الذي يتعين القول به لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم به. ولقوله من لم يأخذ من شاربه ليس منا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال ابو عمر ابن عبد البر ابو عمر قال ابو عمر ابن عبد البر روى الحسن ابن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه ويذكر ان ابراهيم كان يقص شاربه ووقفه طائفة عن ابن عباس. الشاهد في هذه الرواية نسبة قص الشارب الى خليل ابراهيم عليه السلام قال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص شاربه وهذا ثابت في روايات ستأتي لاحقا. قال ويذكر اي النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم عليه السلام كان يقص شاربه الحديث مرفوعا لا يصح. ولهذا قال المصنف رحمه الله ووقفه طائفة عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الامام ابو حاتم الرازي وهو اصح ممن يرفعه. فاثباته موقوفا يعني ان الذي قال ان الخليل ابراهيم عليه السلام كان يقص شاربه هو ابن عباس رضي الله عنهما. فيكون اثرا موقوفا عليه ولان ابن عباس رضي الله عنهما لا يدرك الخليل ابراهيم عليه السلام ولا يعرف من خبره الا بما جاء توقيفا عن الوحي فهو من الموقوف الذي له حكم المرفوع. لكنه من حيث الصنعة الحديثية لا تصح الرواية المسندة التي يرفع فيها نسبة هذا الفعل الى الخليل ابراهيم عليه السلام عن نبينا صلى الله عليه وسلم. ثم ماذا؟ اذا ثبت نسبة الفعل الى ابي الانبياء خليل الله ابراهيم عليه السلام فيصح لك ان تقول ان قص الشارب سنة الخليلين. ابراهيم محمد عليهما الصلاة والسلام. وهذا اعظم في ميزان الشريعة. وهو ايضا اكمل اجرا لانهما ممن اصطفاهما الله عز وجل واتخذ الله ابراهيم خليلا. ويقول عليه الصلاة والسلام ولكن صاحبكم خليل الله. فمن اتخذه الله خليلا ان عنه صفة او سمت او هيئة فثق تماما انها الكمالات التي لا يبتغى من ورائها كمال ولا جمال ولا هيبة اجل ولا اعلى مما كان عليه الخليلان ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وروى الترمذي من حديث زيد بن ارقم انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يأخذ من شاربه فليس منا وقال حديث صحيح. نعم حديث زيد ابن ارقم اخرجه الائمة احمد والنسائي والترمذي وصححه الترمذي وابن حبان. من لم يأخذ من شاربه فليس منا حديث يدل على الحلق او على القص والتقصير على التقصير لانه قال من لم يأخذ من شاربه. ومن هنا للتبعيظ يعني من لم يأخذ من شاربه ويقص منه فليس منا ليس منا هل هذا بمعنى انه كفر وخرج من دائرة الاسلام الجواب لا لكنه ليس منا من اخلاقنا وخصالنا وهيئاتنا اهل الاسلام ليس مما عليه شأن المسلمين من هو هذا الذي يطيل شاربه ويتركه حتى يصير كثيفا فينزل على شفتيه ويبدو غليظا. ليس هذا من هيئة اهل الاسلام من ترك شاربه حتى يصير كثيفا وغليظا فينزل شعر شاربه على شفتيه فربما مر به طعامه وشرابه اذا اكل او شرب فهذا ليس من خصال اهل الاسلام. وهو من الادلة التي استدل بها الفقهاء على استحباب قص الشارب. وعلى انه من خصال الفطر. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خالفوا المشركين. وفروا اللحى واحفوا هذان حديثان احدهما في مسلم والثاني في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ولفظ الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم جزوا الشوارب. ما جزوها قصوها والاخذ منها اخذا شديدا يعني كثيرا وليس شيئا قليلا جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس هذا لفظ رواية مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه واما حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين فلفظه خالف المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب احفاؤها الاخذ منها بما يقارب الحلق الاخذ منها اخذا شديدا حتى يبدو بياض الشفة وما فوقها هذه الروايات سنستفيد منها الدلالة وما قال الفقهاء رحمهم الله فيما تدل عليه هذه الاحاديث هذان الحديثان تستفيد منهما جملة فوائد اولها امر النبي عليه الصلاة والسلام يقول في احد الحديثين جزوا الشواري وفي الثاني احفوا الشوارب. هذا امر يا امة الاسلام من نبي الاسلام رسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول جزوا يقول احفوا وفي رواية عند البخاري انهكوا الشوارب من الانهاك يعني كانه يتعبها من شدة ما يأخذ من شعرها فلا يبقى منها الا القليل هذه الفائدة الاولى هي امر والامر ان لم يدل على الوجوب فلا اقل من الاستحباب ومر بك ان جمهور الفقهاء على القول بالاستحباب وبعض الظاهرية يقول بالوجوب الفائدة الثانية التي نستفيدها من هذين الحديثين الاشارة الى شيء من مقاصد وعلل وحكم هذا التوجيه النبوي الكريم. ليش قال اعفو اللحى وجزوا الشوارب ايش قال ارخوا اللحى واحفوا الشوارب. قال في الرواية الاولى عند مسلم خالفوا المجوس وقال في الرواية الثانية التي في الصحيحين خالفوا المشركين. اذا واحدة من الحكم التي جاء بها التشريع لنا معشر الرجال بارخاء اللحى وحلق الشوارب او قصها المخالفة لاهل الاديان والملل الاخرى انه استقلال المسلم بهويته يا قوم. انه الاعتزاز بدينه الاسلام. انه التميز عن اهل الاديان الباطلة ولو في الهيئة واللباس والشكل والمظهر لا يريد لنا لا يريد لنا الاسلام ان نكون امعات. ولا تبعات ولا ان نكون مقلدين خلف كل ناعق ومتبعين ان لكل شيء يظهر في الكون الصيحات والصرخات والاستجابة لكل ناعق والتقليد والمتابعة الحثيثة لكل شيء يظهر في الساحة ليس هذا من ميزان الاسلام الاسلام لا يمنع مواكبة التحديث والتطور والحضارة والتجدد. لكن هذا شيء وانسلاخ المسلم من هويته وسم وشكله وقيمه واخلاقه شيء اخر. الاعتزاز بالمبادئ والقيم. الاستقلال بالشخصية والهوية ولو كان في هيئة وجه الانسان في شاربه ولحيته مطلب يقول عليه الصلاة والسلام خالفوا المشركين خالفوا المجوس وذلك انهم يعمدون الى العكس. توفير شعر الشوارب وتغليظها وحلق اللحى واحفائها وازالتها. فجاء الامر النبوي في هذه الاحاديث بالاستقلال. بالتميز ليبقى المسلم هكذا عزيزا في هويته. واذا هذا الاصل عاش المسلم استقلالا في شأنه كله. ليس معنى هذا كما قلت الانعزال عن الحياة. وقطيعة المجتمعات البشرية كلا لكن المطلوب ان يكون لاهل الاسلام ومجتمعات المسلمين ما يخصها تستجيب للتطور وتأخذ من الحداثة وتنتقل الى الرقي والتقدم في الوقت الذي تحافظ فيه على اخلاقها على ثوابت على قيامها كما تحافظ على عقائدها لئلا يقول قائل يا كرام كيف نبالغ في شأن اللحية والشوارب؟ والقضية شكلية ولا يعدو ان يكون مظهرا للانسان ولا نبالغ في هذه الشكليات حتى يقول بعضهم ان هذا من القشور وليس من اللباب في الشريعة. ليس في ديننا قشر ولب شريعتنا وديننا واحكامنا خير كله وصلاح لابن ادم في عاجله واجله في دنياه واخراه. فالاخذ بالشريعة في كل باب من ابواب الحياء في العقائد في في المظهر والهيئات في السنن في العادات كلها هي من التي ترتقي بالاسلام والمسلمين ليكونوا اعزة كراما بين ركب بشرية وبقدر ما نتنازل ونتخلى ونزهد في توجيهات الشريعة واحكامها والله يا قوم يصيبنا من الذل والاحباط والتراجع والانتكاس بقدر ما نبتعد عن الشريعة التي اعزنا الله تعالى بها اما قال الفاروق عمر رضي الله عنه نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله الاعتزاز بالاسلام لا يكون في باب دون باب بل لنفهم امرا اخر بالعكس تماما. الانتقاء من احكام الشريعة ان نأخذ ما نريد ونترك من الشريعة ما لا نريد هو المسلك المذموم بل هو الشأن الذي ذكر في القرآن صنيعا للنفاق والمنافقين اجاركم الله اما قال الله عز وجل عنهم وهو يحكي ذما لشأنهم وصنيعهم فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه. فاحبط اعمالهم. ما الذي اتبعوه فاسخط الله ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامن والله يعلم اصرارهم في قراءة اسرارهم. ثم جاء الوعيد فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه يا امة الاسلام ان مما يسخط الله ان نأخذ ببعض الدين ونترك بعضه كصنيع اهل النفاق اجاركم الله نحن نقرر في هذا الباب ما يحتاج اليه المسلمون في دنياهم واخراهم في معاشهم ومعادهم. فليست القضية اغراء في الشكليات واعتناء مجردا بالمظاهر والهيئات. هيئة المسلم واحكامها جزء من دينه وشريعته الاسلام الذي علمك كيف تصلي خمس صلوات؟ وكم ركعة في كل صلاة؟ الاسلام الذي علمك والزمك بصيام رمضان وبأداء المناسك وعلمك كيف تعبد الله في تلك الابواب هو الاسلام الذي امرك باعفاء اللحى وقص الشوارب او جزها وانهاكها فالباب واحد. نعم الرتب متفاوتة. وليست احكام الاسلام الكبرى قواعده العظام كمسائله الاصغر منها والاقل شأنا. لكن المبدأ والمنطلق في القبول لدى المسلم واحد. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا فاذا جئنا اليوم لمجتمعاتنا المعاصرة واردنا اقتفاء الهدي النبوي فانه فيما نسمع ونقرأ من احاديثه عليه الصلاة والسلام قال في صحيح مسلم جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس. وقال في الاخرى خالفوا المشركين. وفروا اللحى واحفوا الشوارب. فلو قال قائل لكن بعض المشركين اليوم او بعض اليهود مثلا يعفون اللحى فهل يصح لنا ان نعكس الهدي النبوي؟ فاذا اعفوا هم لحاهم حلقناها نحن لانه يقول خالفوا. الجواب هذا فهم سقيم لانه لما قال خالفوا ما امر بمطلق مخالفة بل ذكرها تعليلا. الامر الصريح اعفوا اللحى جزوا الشوارب ارخوا اللحى وفروا اللحى احفوا الشوارب فالالتزام بالامر. واما التعليل فوجه ذكر به احد حكم هذا التشريع. ومن ورائه حكم اخرى فاذا جاء اليوم الذي اقبل فيه المجوس او اليهود او المشركون على اعفاء اللحى فاولا لن يكون هذا لكلهم ولن يكون سمتا وهيئة لهم حتى يصبح ديدنا وشعارا لهم حتى نقول حان وقت مخالفتهم. فاذا فعله بعضهم انما يفعله الاحاد منهم. ويبقى الحديث على بابه خالف المشركين. واذا سئلت اليوم من اكثر من الاكثر في المشركين واليهود والمجوس وغيرهم من الطوائف الذين يعفون لحاهم او الحارقون لها سيبقى الباب على اصل الحادقون هم الاكثر فيبقى التوجيه النبوي على بابه بامر المخالفة والله اعلم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي صحيح مسلم عن انس رضي الله عنه انه قال وقت لنا في قص الشوارب وتقليم الاظفار الا اترك اكثر من اربعين ليلة في صحيح مسلم ذكر انس رضي الله عنه اربعة اشياء قال وقت لنا في قص الشوارب وتقليم الاظافر ونتف الابط وحلق العانة الا نترك اكثر من اربعين ليلة والاربعة كلها من خصال الفطرة كما مر بكم قص الشارب وتقليم الاظافر ونتف الاباط وحلق العانة. كلها اصلا من خصال الفطر لكن حديث انس رضي الله عنه في صحيح مسلم افاد فائدة جديدة وهي التوقيت الزمني. ما معنى وقت لنا حدد لنا وقت الا نتركه اكثر من اربعين ليلة. السؤال من الذي وقته ما صرح انس قال وقت لنا لكن الصحابة رضي الله عنهم في ابواب التشريع اذا نسبوا الفعل الى ما لم يسمى فالمقصود به قطعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم لا يتلقون الا منه ولا يشرع الاحكام احد بينهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاجل ذلك فان صريح الرواية عند ابي داود والنسائي من حديث انس نفس الحديث هذه قال وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاوضحت الرواية الاخرى صريح ما بني هنا الى ما لم يسمى فاعله. اذا الذي وقته لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اذا ترك احدنا ايها المسلمون اذا اخر قص شاربه او تقليم اظفاره او حلق عانته او نتف ابطه لاي سبب من الاسباب الا يتجاوز ذلك اكثر من اربعين ليلة كما حكى انس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم لان هذا مبدأ النظافة والطهارة والجمال والحسن والكمال. فان هذه الامور الاظفار وشعر الشارب والابط والعانة. اذا طالت وازدادت بها المدة وكثف الشعر فيها وطال الاظفار اجتمع فيها الوسخ والنتن اما الاظفار فما يجتمع تحتها من السواد والغبار وبقايا الطعام شيء مقرف مقزز لصاحبه قبل غيره واما باقي الشعر كالشارب والابط والعانة فانها ايضا مجمع الاقذار. الشارب يجتمع فيه غبار الهواء وبقايا الطعام والشراب وشعر الابط والعانة يجتمع فيه العرق والفضلات والخارج من جسد الانسان. والمطلوب في المسلم النظافة والطهارة فجعل اقصى حد في ذلك اربعون ليلة كما حكى انس رضي الله عنه سينتقل المصنف الان الى مسألة قص الشارب والحلق والتفضيل بينهما. قص الشارب اذ فطرة وهدي نبوي فاجتمع الامران يعني كما تقدم معنا في مجلس سابق ان المراد بالفطرة اصل الخلقة التي خلق الله الانسان عليه اما خلق الله ابن ادم الذكور منهم اما خلقهم تنبت لهم شعور الشوارب واللحى سمة للرجولة وتمييزا لهم عن الانوثة هي فطرة اذا ثم اجتمع مع هذه الفطرة الامر النبوي. يعني لو لم نجد حديثا يقول قصوا الشوارب ولا نجد حديث يقول احفوا الشوارب ولا انهك الشوارب. فقط قال عشر من الفطرة وذكر منها قص الشارب. هذا وحده كاف ليثبت لك ان قص الشارب فطرة ان كنت ادميا فطرة ان كنت اداميا فقص الشارب فطرة وتركه حتى يصير كثيفا وغليظا خلاف الفطرة. وان فعلها بعظ البشر كالمجوس والمشركين ونحوهم. هذا مخالفة للسنة والفطرة على حد سواء. ثم هو موافقة للمجوس والمشركين وبعض الاديان الباطلة. هذا الذي نفهمه من نصوص الشريعة بشأن احفاء الشوارب او قصها اما التفضيل بين القص والحلق فالذي يعرض له المصنف الان رحمه الله تعالى. احسن الله اليكم قال رحمه الله واختلف السلف واختلف السلف في قص الشارب وحلقه ايهما افضل قال واختلف السلف في قص الشارب وحلقه ايهما افضل فقال مالك في موطئه يؤخذ من الشارب حتى يبدو طرف الشفا حتى يبدو طرف الشفاه فقال مالك في موضئه يؤخذ من الشارف يؤخذ من الشارب حتى يبدو طرف الشفه يبدو حتى يبدو طرف الشفه وهو الاطار ولا يجوزه فيمثل بنفسه. هذا اول القولين وهو مذهب المالكية ومنسوب الى الامام مالك نفسه رحمه الله تعالى. فانه قال يؤخذ من الشارب فقط يعني يقص ويخفف منه الى اي حد قال حتى يبدو طرف الشفا وهو الاطار يعني اعلى الشفا فاذا زال الشعر وارتفع حتى ظهر طرف الشفة وحدودها من الاعلى وهو المسمى باطار الشفه فحصل المقصود. قال ولا يجزه فيمثل بنفسه رأى مالك رحمه الله واستقر هذا مذهبا للمالكية ان حلق الشارب تماما مثلت منهي عنها في الشريعة. ما المثلى المسلى ان يعمل الانسان في البدن شيئا خلاف الخلقة التي خلقه الله عليها ولهذا جاء النهي عن التمثيل بالقتلى في الجهاد. الا تقطع اذان ولا انوف ولا اطراف ولا اصابع. هذا من المثلى او يقول مالك رحمه الله لا يجوز شاربه فيمثل بنفسه. يعني يعمل المثلى لنفسه بنفسه. والنهي عن المثلى في الشريعة. نعم. قال وذكر ابن عبد الحكم عن مالك انه قال ويحفي الشوارب ويعطي اللحى. وليس احفاء الشارب حلقه وارى ان يؤدب من حلق شاربه. واضح من مذهبه رحمه الله حتى لما يأخذ برواية احفو الشوارب قال وليس احفاء حلقه ما الاحفاء عنده قال الاخذ منه اخذا شديدا لا يبلغ الحلق. قال وارى ان يؤدب من حلق شاربه هذا التغليظ في الانكار في مذهب الامام مالك رحمه الله اخذ ببعض الروايات الصريحة في الحديث ورأى ان ان حلق الشارب بالمرة يعني حلقه وازالته تماما من المثلى التي نهت عنها الشريعة مطلقا. نعم. احسن الله اليكم. قال وقال ابن القاسم عنه احفاء الشارب عندي مثله قال مالك وتفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم في احفاء الشارب انما هو الاطار. وكان وكان يكره ان يؤخذ من اعلاه نعم قال وتفسير حديث احفاء الشارب انما هو الاطار الذي قلنا عنه انه حدود الشفة العليا واطرافها. فيرفع من قص شاربه يبدو واطار الشفا. قال وكان يكره ان يؤخذ من اعلاه. يعني ان يقص من الشارب من اعلاه يعني مما يلي الانف يقول فهذا ليس هو المطلوب. المطلوب رفع الشارب عن الفم. وليس انزاله عن الانف. نعم. قال وقال اشهب عنه في حلق الشارب انه وارى ان يوجع ضربا من فعله قال مالك وكان عمر بن الخطاب اذا كربه امر نفخ فجعل رجل يراده وهو يفتل شاربه. نعم. هذا الاثر عن آآ امير المؤمنين عمر رضي الله عنه اذا كربه امر نفخ. يعني اذا اهمه امر وهو يفكر ويطرق رأسه يجعل يخرج من غير صدره من الهم والكرب الذي اصابه فينفخ بفمه فيبلغ نفخ الهواء شاربه يعني يعيش يعني لو كان يحلقه لم يكن في الشارب شعر يطير بالهواء او يتأثر به. فكان له شارب قال وهو يفتن شاربه وفتن الشارب اخذ اطرافه. يريد ان يقول لو ان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه كان يحلقه فاي شيء سيفتله بل كان هناك شعر للشارب يفتله فهذا من الاثار التي اه قال بها الامام ما لك رحمه الله فرأيت من العبارات قال ليس احفاء الشارب بحلقه وارى ان يؤدب من حلق. كان يكره ان يؤخذ من اعلاه. قال انه بدعة وارى ان يوجع ضربا من فعله. هذه مرويات الامام ما لك رحمه الله التي ثبتت في الموطأ ونقلها بعض اصحابه عنه تقررت مذهبا للمالكية بان السنة في القص وليس الحلق والاحفاء. نعم. احسن الله اليكم. قال وقال عمر بن عبدالعزيز السنة بالشارب الاطار. يعني كما نقل عن مالك رحمه الله حتى يبدو اطار الشفة وهو اعلاه قال وقال الطحاوي ولم نجد عن الشافعي شيئا منصوصا في هذا واصحابه الذين رأيناهم المزني والربيع كانا يحيفان شواربها كانان يخفيان قال واصحابه الذين رأيناهم المزني والربيع كانا يحفيان شواربهما ويدل ذلك على انهما اخذاه عن طيب قال الان اما الشافعي فلم نجد عنه رحمه الله اثرا منصوصا في هذا لم نجد عنه نصا صريحا ما مذهبه؟ هل قصوا عنده او ولا او الحلق يقول الطحاوي لكن اصحابه الذين رأيناهم المزني والربيع ذكر من كبار تلامذة الامام الشافعي الامام المزني والامام الربيعي بن سليمان المرادي وانما ذكر هذين بان الطحاوي الامام الحنفي ادرك هذين الامامين بل المزني خاله اخو امه وقد تتلمذ عليه. وكان الطحاوي اول امره شافعي المذهب ثم انتقل الى المذهب الحنفي. فهو هو قريب من تلامذة الامام الشافعي الكبار المزني والربيع فيقول انا ما رأيت الشافعي ولم اجد نصا صريحا عنه ما الذي في الشارب الحلق ام التقصير؟ قال لكن الذي رأيته من طلابه الكبار وتلامذته الائمة انهما كانا يحفيان كوارب ما الاحفاء الاخذ اخذا شديدا الى ما يقارب الحلق. قال ويدل ذلك على انهما اخذاه عن الشافعي فانه لو تقرر عندهم ان امامهم وشيخهم كالامام ما لك رحمه الله ينكر ذلك ويشدد فيه ما كانا يفعلانه رحم الله او الجميع. نعم. احسن الله اليكم قال واما ابو حنيفة وزفر وابو يوسف ومحمد فكان مذهبهم في شعر الرأس والشارب ان الاحفاء افضل من التقصير. نعم هذا الحنفي وحكاه الطحاوي رحمه الله عنهم لانهم ائمة مذهبه وان لم يدركهم لكن المقرر عند الائمة في المذهب الحنفي ابو حنيفة ابو حنيفة وزفر بن الهذيل والقاضي ابو يوسف والقاضي محمد بن الحسن كان مذهبهم في شعر الرأس والشارب فكله عندهم شعر رأس وان كان هذا وجها فهو جزء من الرأس. المذهب عندهم ان الاحفاء والحلق افضل من التقصير فيكون ايضا في الشارب حلقه افضل من تقصيره. نعم. قال وذكر ابن خواز منداد عن الشافعي ان مذهبه في حلق الشارب كمذهب ابي حنيفة هذا قول ابي عمر نقل المصنف الامام ابن القيم رحمه الله ما تقدم من اسطر عن الامام ابن عبدالبر الحافظ ابي عمر في التمهيد النقولات السابقة وخصوصا ما يتعلق بالامام مالك رحمه الله فان ابن عبد البر مالكي المذهب فنقل ذلك عنه ونقل عن ابن خويز من داد وهو من فقهاء المالكية عن الامام الشافعي ان مذهبه في حلق الشارب كابي حنيفة يعني اي تفضيل الاحفاء والحلق على مجرد التقصير. نعم قال واما الامام احمد فقال الاثرم رأيت احمد بن حنبل يخفي شاربه شديدا وسمعته يسأل عن السنة في احفاء الشارب فقال يحفي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احفوا الشوارب وقال حنبل قيل لابي عبد الله ترى للرجل يأخذ شاربه ويحفيه ام كيف يأخذه قال ان احفاه فلا بأس وان اخذه قصا فلا بأس فقال ابو محمد في المغني وهو مخير بين ان يحفيه وبين ان يقصه من غير احفاء. طيب الان الذي نقله عن الامام ما لك رحمه الله وتفضيل التقصير دون الاحفاء والذي رجحه عن الحنفية والشافعية العكس. تفضيل الاحفاء على التقصير. قال اما الامام احمد فقال الاثرم رأيت احمد بن حنبل يحفي شاربه شديدا يعني يأخذ منه اخذا شديدا الى ما يقارب الحلق قال وسمعته يسأل عن السنة في احفاء الشارب فقال يحفي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام احفوا الشوارب والامام احمد رحمه الله كما هو معروف عنه شدة عنايته بالسنة وتحريه فيها فلما سئل ما السنة؟ قال يحفي واستدل باللفظ قال احفوا الشوارب قال حبل وهو ابن عم الامام احمد ابن حنبل حنبل ابن اسحاق ابن حنبل. ومن كبار تلامذة احمد ومن المعتمدين في رواة المذهب عن الامام احمد احمد قال قيل لابي عبد الله سئل يعني وهو حاضر. ترى للرجل يأخذ شاربه ويحفيه ام كيف يأخذه؟ يعني يقص حتى يبلغ الاحفاء او كيف يفعل قال ان احفاه فلا بأس وان اخذه قصا فلا بأس هذا على ماذا يدل على جواز الامرين. وعلى ان الامام احمد مذهبه في هذا واسع ويجوز الامرين لم بورود الروايات بكلا الامرين فجوز هذا وجوز هذا قال ابو محمد وهو ابن قدامة في المغني يقرره مذهبا وهو مخير بين ان يحفيه وبين ان يقصه من غير احفاء. فلمجموع الروايات قال الحنابلة توازي الامرين. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. قال الطحاوي وروى المغيرة ابن شعبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ من شاربه على سواك وهذا لا يكون معه احفاء. اخذ من شاربه على سواك في حديث غيرة ابن شعبة لما كان ضيفا عند رسول الله عليه الصلاة والسلام فرأى شاربه غليظا فقال له اقصه لك على سواك فقصه رسول الله عليه الصلاة والسلام اختلف شراح الحديث هل كان يقصد المغيرة رضي الله عنه لما قال فقصه على سواك او يقصد نفسه عليه الصلاة والسلام؟ وايا كان هل الذي قص شاربه المغيرة؟ فقصه له رسول الله عليه الصلاة والسلام او كان شعر شاربه عليه الصلاة والسلام فقصه على سواك قد دل على المشروعية ما معنى قصده على سواك؟ اخذ عود السواك فرفع الشعر الشارب عليه ثم اخذ ما زاد عنه كما يفعل الحلاق اليوم بان يأخذ الشعر على مشط ونحوه ثم يأخذ ما زاد عليه فاخذ بعود السواك لانه يريد ان يجعل له حدا. ولا يكون هذا الا لان شعر الشارب قد طال. فنزل على الشفا عليه الصلاة والسلام ان يأخذ منه ولم يشأ ان يأخذه كله بل اراد تحديده فبماذا حدده بعود السواك فاخذه على سواك قال المصنف وهذا لا يكون معه احفاء يعني قص الشارب على سواك لن يكون اخذا شديدا بل سيكون ما زاد على السواك في الشعر الذي يطول عنه والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله واحتج من لم يرى احفاءه بحديثي عائشة وابي هريرة المرفوعين عشر من الفطرة فذكر منها قص الشارب. وفي حديث ابي هريرة المتفق عليه الفطرة خمس. فذكر منها قص الشارب يعني مذهب الامام مالك رحمه الله ومن وافقه لماذا يمنعون احفاء الشوارب ولو سمعت التشديد في ذلك بدعة ومثلى وارى ان يؤدب صاحبه قال عمدوا الى الروايات التي فيها ذكر قص الشارب. مثل ماذا؟ مثل حديث عشر من الفطرة. خمس من الفطرة. هل قال حلق شارب ماذا قال فيها؟ قال قص الشاة قال فلما ذكر الفطرة وخصالها عليه الصلاة والسلام ذكر قص الشائب فعمدوا الى هذه الروايات. طيب والذين يقولون بان السنة احفاء الشارب. بماذا استدلوا بالروايات الاخرى التي فيها الامر احفو الشوارب جزوا الشوارب انهكوا فمن لم يرى الاحفاقا لا هذه الروايات المقصود فيها المبالغة وليس حقيقة الاحفاء وليس حقيقة الجز فالمسألة اذا قريبة التناول نعم. واحتج البحون قال واحتج المحفون باحاديث باحاديث الامر بالاحفاء وهي صحيحة وبحديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجز شاربه قال الطحاوي وهذا الاغلب فيه الاحفاء وهو يحتمل الوجهين. الاحفاء يحتمل القص ومجرد التقصير ويحتمل المبالغة فيه الى حد ما يقرب من الحلق فيسمى احفاء ولانه محتمل رأيت الخلاف بين الائمة الفقهاء رحمة الله عليهم جميعا. نعم قال وروى العلاء ابن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة يرفعه جزء الشوارب وارخوا اللحى قال وهذا يحتمل الاحفاء ايضا وذكر باسناده عن ابي سعيد وابي اسيد ورافع ابن خديج وسهل ابن سعد وعبدالله ابن عمر وجابر وابي هريرة انهم كانوا يحكون شواربهم وقال ابراهيم بن محمد بن حاطب رأيت رأيت ابن عمر يحفي قال رأيت ابن عمر يحفي شاربه كانه ينتفه وقال بعضهم حتى يرى بياض الجلد. هؤلاء جملة من الصحابة رضي الله عنهم. ابو سعيد الخدري وابو اسيد ورافع ابن خديج وسهل ابن سعد الساعدي وابن عمر وجابر وابو هريرة رضي الله عنهم ثبتت عنهم الروايات باسانيد انهم كانوا يحفون الشوارب سؤال هل يكون احفاء الشوارب بدعة او مثلة منهيا عنها ويفعله العدد الوافر من الصحابة رضي الله عنهم يريد بهذا الاستشهاد على ان تفضيل القص على الاحفاء شيء وان القول بالاحفاء خطأ او وبدعة شيء اخر فهؤلاء الصحابة ثبت عنهم بل قال رأيت ابن عمر يحفي شاربه كانه ينتفه. وان كان في سند هذا الاثر انقطاع عن لا يصح معه. قال بعضهم حتى يرى بياض الجلد. اي جلد جلد الوجه الذي هو فوق الشفا يعني يأخذ من شعر الشارب حتى يبدو بياض الجلد بياض البشرة التي تكون تحت الشعر نعم قال رحمه الله قال الطحاوي ولما كان التقصير مسنون عند الجميع كان الحلق فيه افضل قياسا على الرأس قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين واحدة فجعل حلق الرأس افضل من تقصيره فكذلك الشارب والله اعلم واحكم. يقول الصحابي رحمه الله اتفق الجميع المالكية وغيره على مسألة التقصير وانه جائز والقائلون بتفضيل الاحفاء فالاحفاء عندهم تقصير وزيادة. فاتفقوا على ان التقصير قدر مشترك. وعندما اتفقوا يقول لم فالحلق افضل بالقياس. قياس ماذا على ماذا قياس شعر الشارب على رأس شعر الرأس فان في النسك اذا اعتمر الانسان او حج الرجل فانه يجوز له حلق رأسه ويجوز يجوز له التقصير والافضل الحلق لقوله صلى الله عليه وسلم رحم الله المحلقين. ثلاثا قالوا والمقصرين يا رسول الله. قال في الثالثة والمقصرين. فجعل حلق الرأس افضل؟ قال الطحاوي رحمه الله فكذلك نجعل شعر الشارب الحلق فيه افضل من التقصير. هذا ما يتعلق بصنيع الفقهاء في تفضيل الامرين. وانت قد علمت رعاك الله انه وردت الاحاديث والاثار الصحيحة بقيلا الامرين ما هما القص والاحفاء فاذا ثبتت الروايات بالامرين فمقتضى الجمع بين تلك الروايات ما هو التخير بين الامرين فمن شاء قص شاربه ومن شاء احفاه ومعظم الالفاظ في رواية الحديث المرفوع الى رسول الله عليه الصلاة والسلام القص قص الشارب اكثر في عدد الروايات فالسنة اذا ثابتة بكلا الامرين وان كانت الروايات اكثر بقص الشارب ومنه ايضا من لم يأخذ من شاربه فليس منا ووردت بعض الروايات بالحلق احفوا الشوارب انهكوا الشوارب جزوا الشوارب. وهي ليست صريحة في الحلق بل ايضا محتملة للتقصير المبالغ فيه وليست صريحة بالحلق. فاذا اراد المرء الخروج من الخلاف ومال الى حلق الشارب فالاحفاء بما يقارب الحلق وليس الحلق ابعد له عن الخلاف واقرب له في الا يكون الا على قول الفقهاء جميعا من غير خلاف لاحدهم رحم الله الجميع تم كلام المصنف رحمه الله في هذا الفصل وقد رأيت انه اوسع الحديث فيما يتعلق بقص الشارب في اثباته من خصال الفطرة وفي هدي النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك. وسيشرع بعد ذلك في فصول اخر من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام ولان ذكر اللحية اقترن بالشارب في تلك الاحاديث جميعا سواء احاديث خصال الفطرة او حديث جزوا الشوارب انهكوا الشوارب احفوا الشوارب. ارتبط معها في الرواية دوما الحديث عن اللحى والارتباط بين الشارب واللحية جاء على وجه التناقض دائما. يأمر بقصع الشارب باحفاء الشارب بجز وفي مقابله يأمر باعفاء اللحى وتوفيرها وارخائها. اسمعوا معشر الرجال رعاكم الله الاحاديث النبوية التي خاطبنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم انا وانت وسائر الرجال. قال وفروا اللحى وهذا اللفظ في الصحيحين قال ارخوا اللحى وهذا اللفظ عند مسلم في الصحيح قال اعفوا اللحى وهو ايضا في الصحيحين. قال اوفوا اللحى وهو هو ايضا في الصحيحين وفي رواية عند مسلم ارجوا اللحى في بعض الروايات ارخوا اللحى وردت رواية بالجيم ارجو قيل اخذت من الارجاء بمعنى ارجئوا. والارجاء والتأخير يعني اتركها واخر شعرها حتى يسترخي وضبطت ارجئوا او ارجو. وعن ابن عمر رضي الله عنهما كما في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام امر احفاء الشارب واعفاء اللحية. يقول الامام النووي والشوكاني وعدد من الفقهاء قال هذه خمسة الفاظ نبوية قوية ثبتت واجتمعت في شأن اللحى وفروا واعفوا واوفوا وارخوا وارجو وكلها كما يقول الشوكاني تدل على تركها على حالها اعفوا من الاعفاء فلا تدخل عليها مقصا ارخوا من الارخاء حتى تطول وفروا من التوفير حتى تكون وفيرة كثيفة ارخوا من الارخاء واوفوا من ان تكون وافية ايضا كثيرة هذا يا كرام امر النبي عليه الصلاة والسلام الصريح لكل رجال الامة وهو يقول لهم وفروا ارخوا اعفوا اوفوا وارجوا ولهذا فان الالفاظ النبوية التي اجتمعت في اكثر من عشرين حديثا اكثرها في الصحيحين فيها الامر باعفاء اللحى قرر فقهاء الامة مالكية وشافعية وحنفية وحنابلة في تقرير الجمهور ان حلق حلق اللحى بالرجال حرام في مشهور المذاهب الاربعة. بل حكى الامام ابن حزم رحمه الله الاجماع فقال واتفقوا ان حلق جميع اللحية ان حلق جميع اللحية مثلى لا تجوز وكذا ابن القطان رحمه الله ايضا حكى في الاقناع في مراتب الاجماع هذه الادلة وهذا التقرير الفقهي يرشدنا الى شيء عظيم معشر الرجال. فيما يتعلق فيما يخصنا وهو اعفاء اللحى التي خصنا الله بها معشر الرجال وجعلها من الفطرة التي خلقنا عليها بل هو هدي الانبياء والرسل اوما سمعت هارون يقول لاخيه موسى عليهما السلام قال يا ابن امة لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي. قالوا فهذا سبت الانبياء والرسل الكرام. عليهم السلام انهم كانوا في اكمل الهيئات واجمل المناظر واعلى المراتب ولا اختار الله لهم الا اسماها واحسنها واجملها وقد كانوا على كمال الهيئة ومن بينها وفرة اللحية. بل هكذا ثبت في وصف الحبيب المصطفى رسول الله عليه الصلاة والسلام كان كثير شعر اللحية كان كثيف اللحية في الفاظه حكتها احاديث الشمائل التي وصفت جمال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ان بياض وجهه فالفاظ الاحاديث التي حكت جمال وجه المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا تخلو من ذكر جمال وجهه المبيض المشرب بحمرة الممتلئ بشعر لحيته الذي اضاء به وجهه الانور عليه الصلاة والسلام. في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال وكان كثير شعر اللحية فقال رجل وجهه مثل السيف ممن يحضر مجلس جابر لما شده وصف الجمال فقال هل وجهه مثل السيف يعني في اللمعان والبريق؟ فقال جابر لا بل كان اثنى الشمس والقمر يعني في قوة الاضاءة وتمام النور لان بريق السيف لمعة وتختفي اذا برق نور يسقوع فيه فهي لمعة وتزول. اما نور القمر والشمس فمستمر مضيء مشرق. وفي لفظ اخر يقول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كان كثير شعر الرأس رجله عظيم اللحية مشربا وجهه بحمرة صلى الله عليه وسلم وفي لفظ اخر من حديث علي كثير الشعر رجله ويقول عظيم اللحية مشربا حمرة ابيظ صلى الله عليه واله وسلم في الفاظ تعددت فيها روايات الصحابة واتفقت على ان لحية النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام كان فيها كثرة الشعر. فاذا اضفت هذا مع امره الصريح لنا معشر الرجال في اكثر من عشرين حديثا بالفاظ متعددة. فيها الامر باسدال زينة الرجل في وجهه وهي لحيته تأكد عندك ان هذا الامر النبوي ينبغي ان يقع في قلوب رجال الامة موقع التعظيم والاجلال. فمن احب رسول الله عليه الصلاة والسلام امتثل امره ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبه به في هيئته وسبته. ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفسه ولا تقوى على مخالفة امره. بل هي مخالفة للفطرة. يعني هب هب انه لم يأتي امر او فلح ولا فارخوا اللحى وما جاءك الا انه من الفطرة اعفاء اللحى عندي ان هذا اقوى من الامر لان الفقهاء يناقشون هل الامر للايجاب او الاستحباب؟ فمن لم يقل بوجوب اعفاء اللحى من الفقهاء؟ يقول هذه من خصال الفطرة وهي للاستحباب لكن ما ذكر من خصال الفطرة هو اقوى في الدلالة. لان تدري ما معناه؟ معناه ان كنت اداميا ففطرتك التي خلقك الله عليها اعفاء اللحى وقص الشارب فمن طالت اظافره فلم يقصها وشاربه فلم يقصه كان على خلاف هدي الانسان وفطرة الانسان. فكذلك حلق اللحى الفطرة ولتقرب لك صورة اخي الكريم فان الفطرة في الرجال اعفاء اللحى. والفطرة في النساء عكس ذلك فان الله ما خلقهن بلحى بل ابات وشعر في الرؤوس طويل تتزين به النساء فجعل الله الشعر في النساء زينة في الرؤوس وجعل الشعر زينة في الرجال في الوجوه. فزين كل خلق من خلقه بما جعله فطرة فيه فلو تخيلت امرأة تتزين بشعر تعفيه في لحيتها فاشمأزت نفسك وانقبض قلبك فلك ان تتخيل رجلا يتزين بحلق لحيته فيغاير فطرة الرجال الى النساء. نقرر هذا في وقت يحتاج القلب المسلم ان يمتلئ تعظيما للسنة واجلالا لها وحرصا على خصال الفطرة التي جاءنا الاسلام ليكملنا بها. الليلة ليلة الجمعة ايها المباركون وفي في جوفها من الخيرات واكتناز الحسنات بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتسابق فيه المحبون غدوا صلى عليك الله خير صلاته ما لاح قمري على الاشجار صبحا مساء غدوة وعشية عدد الرمال نظرة الابحار فاللهم صل وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه من اشد لامته له حبا ولسنته اتباعا. ومنه يوم القيامة قربا في المجلس وحشرا في زمرته. اللهم اكرمنا بالموت على سنته والحياة على سنته. واحشرنا في زمرته واكرمنا يوم القيامة بشفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا حي يا قيوم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلى الله وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى رسول الله محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين