بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة في الضلالة. ايها الاخوة الكرام من رحاب البيت الحرام ينعقد هذا المجلس الاسبوعي السادس والاربعون. من مجالس مدارستنا كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم. للامام ابن القيم رحمه الله في هذا اليوم الخميس ليلة الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الاخر سنة خمس واربعين. واربعمائة والف من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام في ليلتنا هذه في مجلسنا هذا في البيت الحرام من صلاتنا وسلامنا على نبي الامة وهاديها رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء الظفر بصلاة ربنا سبحانه وتعالى على احدنا عشرة اضعاف صلاته على نبيه. القائل صلى الله عليه فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ومن صلى الله عليه نال الخير والبركة والرحمة وكان افي عداد اهل الجنة اولم يقل ربنا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور بالمؤمنين رحيما. اصطفاه لمليك نورا وهديا. فالرسالات قد تناهت اليه فانيروا ايامكم كل بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. مجلس الليلة ايها الكرام نتدارس فيه الفصل الذي ترجم له الامام ابن القيم رحمه الله بقوله فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه. صلة تن للفصول الماضية الموجزة التي فيها جمل. من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ابواب شتى متعددة الانحاء لانه سيشرع بعد ذلك في تفاصيل الهدي النبوي مرتبة على ابواب الحياة عبادات ومعاملات. سائلين الله التوفيق والسداد مستكثرين من صلاتنا وسلامنا على نبينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه. خطب النبي عليه الصلاة والسلام في امته على بعفته ثلاث عشرة سنة بالمدينة كان يخطب فيها الجمع والاعياد ومجامع الصحابة وكل مناسبة فيها اجتماع لهم يناسب ان يخطب فيهم خطبا صلى الله عليه وسلم تقول العرب اصدق الشعر اكذبه ولهذا فلم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم شاعرا بل قال عنه ربه وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. ولكن اعذب الكلام اصدقه واجمل الوعظ انفعه واروع الخطب ما تجلجل صداها في الاذان ودوت كلماتها في القلوب فاحيت الارواح قادت لها النفوس ولذلك فما تربع على عرش جمال الكلام وروعة الخطاب اعظم من رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم كلامه اعذب الكلم. ووعظه عليه الصلاة والسلام اجمل الوعظ وانفعه وخطبه وحي من الله ونور مبين هذا الفصل فيه جمل ليس في حصر الخطب وسردها. ولكن في معالم هذه الخطب النبوية التي صنعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولئن جلس احدنا يا كرام فحظر خطبة خطيب فصيح بليغ بارع فضربت له الاذن وانست له النفس وانشرحت له الصدور. فقام يتحدث عن جمال ما سمع من خطبة الخطيب. فما ظن بسماع الصحب الكرام رضي الله عنه بخطب النبي المصطفى. عليه الصلاة والسلام. لا مجال بان تقارن خطبة كخطيب مهما اوتي من الفصاحة والبلاغة بخطب من كان يتكلم بوحي من الله وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى هكذا خطب عليه الصلاة والسلام هذا الفصل في بيان معالم هذا الهدي النبوي في خطب النبي صلى الله عليه وسلم. والسؤال المتبادر عادة الذي يسأله بعض طلبة العلم اين نجد خطب النبي صلى الله عليه وسلم على مدى ثلاث عشرة سنة خطب في امته الجمعة والاعياد وخطب بهم في حجة الوداع وفي مواقف شتى في حياته عليه الصلاة والسلام لما لا نجدها مجموعة مروية في ديوان كما يصنع الخطباء اليوم اذا اجتمعت لاحدهم مجموعة من خطبه صار لها ديوان وهي مجموعة وخطب النبي عليه الصلاة والسلام على المنبر وكلامه كثير جدا. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله ولو جمعت الاحاديث التي فيها ذكر حديث اتخاذ المنبر يقول ولو جمعت الاحاديث التي فيها ذكر خطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وكلامه عليه لكانت كثيرة جدا. قال وكذلك احاديث اتخاذ المنبر كثيرة ايضا فالسؤال اين هي لما لا نجد الخطب كاملة مجموعة مسروودة؟ والجواب من وجهين احدهما ان خطب النبي عليه الصلاة والسلام كان يغلب في رواية الصحابة لها روايتها مجزئة مفرقة على هيئة جمل بل لا تستبعد ان كثيرا مما تحفظ من الاحاديث والجمل النبوية الموجزة في الكلمات الجامعة النافعة هي مقتطعة من خطبه عليه الصلاة والسلام. فاذا سمعت ابن عمر او ابا هريرة او جابرا او غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم. قال لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم حكى جملة واثنتين وثلاثا فانك لا تستبعد ان تكون جزءا من خطبة على المنبر ذاك اليوم فروى الصحابة جملة منها بعضها قطعة منها وليس بالضرورة ان يقول لك انها كانت على المنبر او كانت من خطبة جمعته عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك فعدد من الصحابة روى. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول كذا سمعته يقرأ على المنبر كذا في الصحيحين وغيرهما هذا الوجه الاول في الجواب ان الخطب النبوية مبثوثة. منثورة في دواوين السنة في الصحاح والجوامع والسنن مبثوثة كثيرة محفوظة لئلا يقول قائل ضاعت خطبه عليه الصلاة والسلام. فقدتها الامة لم تحفظ ولم تروى. بلى محفوظة كثيرة مأثورة مروية لكنها مبثوثة في الابواب التي انتقلت فيها الرواية روايات. الجواب الاخر يا كرام انه لم يزل من اهل العلم منذ صدر الامة الاول من اعتنى بجمع الخطب النبوية وحفظها وروايتها و بعض ما حفظ ونقل لنا وبقي اسمه محفوظ وما فقد فالله اعلم به فمن ذلك كرسالة فيها خطب النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن محمد المدائني. المتوفى سنة اربع وعشرين ومائتين من الهجرة خطب النبي صلى الله عليه وسلم لابي احمد العسال المتوفى سنة تسع واربعين وثلاثمائة من الهجرة. خطب النبي صلى الله عليه وسلم لابي الشيخ الاصبهاني المتوفى تسع وستين وثلاثمائة للهجرة. خطب النبي صلى الله عليه وسلم للامام ابي نعيم الاصبهاني المتوفى سنة ثلاثين واربعمائة. خطب النبي صلى الله عليه وسلم لابي العباس جعفر بن محمد المستغفرين متوفى سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة. الخطب الاربعون المعروفة بالودعانية. جمعها القاضي ابو نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي المتوفى سنة اربع وتسعين واربعمائة. هذه جملة في الخمسة القرون الاولى التي مات اصحابها ومؤلفوها وما عداها فكثير. فضلا عن عدد من الدراسات المعاصرة والابحاث والرسائل الجامعية. التي عمدت الى جمع تلك الخطب من دواوين السنة بحيث يجمعون كل رواية فيها يقول الصحابي سمعت النبي عليه الصلاة والسلام على المنبر قال كذا او كان يوم عرفة قال كذا او يوم عيد الاضحى قال كذا. فجمعت تلك الخطب ودرست من الناحيتين الحديثية. رواية دراية كل هذا اثبات بان خطب النبي عليه الصلاة والسلام ما زالت محفوظة وما ينقله المصنف هنا انما هو معالم من ذلك الهدي النبوي في خطبه عليه الصلاة والسلام كيف كانت. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله خطب صلى الله عليه وسلم على الارض وعلى المنبر وعلى البعير وعلى الناقة. هذا افتتاح كلام المصنف في هذا الفصل على ماذا كان يخطب النبي عليه الصلاة والسلام هل كان له هيئة واحدة معتادة في خطبه اكان لا يخطب الا على المنابر الا يخطب الا على شيء مرتفع؟ قال بل خطب على الارض وعلى المنبر وعلى ظهر البعير والناقة بما تيسر له في موقف خطبته يخطب عليه الصلاة والسلام. خطب على الارض لما كان يتكئ الى جذع يخطب عليه قبل قبل ان يصنع المنبر له عليه الصلاة والسلام كان يخطب على الارض لم يصعد على شيء. انما كان يتكئ على ذلك الجذع فلما فصنع المنبر المبني من ثلاث درجات انتقل اليه. وترك الجذع الذي حن حتى سمع حنينه في مسجده عليه الصلاة والسلام. فخطب على الارض وخطب على المنبر ذي الثلاث الدرجات غير المرتفعة يصعد درجتين ويجلس على الثالثة وخطب ايضا على البعير كما في حجة الوداع على ظهر ناقته القصواء. يحج فيخطب على ظهر ناقته. يكون بين اصحابه فيخطب بين اهو دل هذا على جواز ان يخطب الخطيب قائما على الارض او صاعدا على المنبر او راكبا على شيء على ظهر دابة بعير او ناقة او فرس او حمار او غيرها. فدل ذلك على اتساع الامر للخطيب في ان يخطب بما تيسر له من هيئة وحال وهدي النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الباب على السعة احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان اذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقول بعثت انا والساعة كهاتين ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى. ويقول اما بعد فان فخير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. روح الخطبة من رح الخطيب. اما الكلمات ذات العبارات والحروف فلا نبظ لها ولا حراك شتان بين خطبة وخطبة لانه شتان بين خطيب وخطيب اذا كان شعر القصيدة هي مشاعر شاعرها فالخطبة نفس الخطيب وروحه التي تتدفق بين احرفه وثنايا عباراته وكلماته. ولا والله ما المنابر خطيب مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احيت الكلمات ارواح السامعين مثلما فعلت كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ما احيت ارواح سامعيه في مجلس خطبته عليه الصلاة والسلام فحسب بل احيتهم والامة من بعدهم قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل الى يوم الناس هذا. وان والله لنسمع من كلامه عليه الصلاة والسلام ما نقرأه او نسمعه مما يروى على اذاننا فتعود لكلماته حياة الارواح ونبضها المتدفق في الصدور. جعل الله لكلام نبيه عليه الصلاة والسلام من الاثر ما تخطى حاجز الزمن وما زالت الامة تجتمع على مائدة حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم. تقتبس من نوره وتستضيء بنوره تأخذ من هديه ما فيه صلاح دنياها واخراها الى يوم القيامة مات عليه الصلاة والسلام وبقيت كلماته حية في نفوس الامة تتداولها جيلا بعد جيل. مات عليه الصلاة والسلام والتحق قبل رفيقي الاعلى لكن سنته ووحي دينه الذي جاء الله تعالى به على يدي رسوله صلى الله عليه وسلم ما يزال نبعا متدفقا تستقي منه الامة الى يوم القيامة. كلماته ندية الاصداء رطبة الاحرف ما زالت تفعل فعلها في القلوب. وهذا من من بركة الوحي الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اسمع ماذا يقول ابن القيم رحمه الله في وصف هذه الروح التي كانت روحا لكلماته عليه الصلاة والسلام. كان اذا خطب احمرت عيناه وعلى صوته واشتد غضبه ما كانت خطبته كلمات تلقى من وريقات. كانت كلمات تخرج من الصدر اذا بها كلمات تبعث الحياء تحمر العينان ويعلو الصوت ويشتد الغضب هي حياة في رح الخطيب يقول كانه منذر جيش يقول صبحكم مساكم. اذا جاء جيش يداهم اهل بلدة وقرية فاسرع النذير لاهل القرية يحذرهم فان هيئته وحاله مما اعتراه من الفزع والخوف والعجلة والاسراع وارتفاع الصوت كحاله عليه الصلاة والسلام اذا صعد المنابر يخطبها. فانه احمر عيناه ويرتفع صوته وهو يقول بهذه الهيئة بعثت انا والساعة كهاتين اشارة الى قرب القيامة وكون الامة في اخر الزمان. ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى. يشير مع الكلام يستعمل ولغة الجسد يتكلم فاذا عيناه ناطقتان واذا وجهه ينقل الكلام واذا الصحابة يعيشون حس خطبته بكلامه مشاعره وتعبيرات وجهه ولغة جسده يشير باليد ويعبر بملامح الوجه واذا الصحابة كلهم مأسور لما يرى ويسمع من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكان مما يقوله ايضا في صدر خطبه كما في صحيح مسلم اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي محمد صلى الله عليه واله وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. هذه جمل اربعة كان التقال على لسانه عليه الصلاة والسلام في افتتاح خطبه هي معاقد الاسلام. هي اصول عظام. الخيرية المطلقة في بكلام الله والخيرية المطلقة في الهدي والشأن والسيرة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا كلام اعظم ولا ولا خير من كلام الله. ولا هدي في الامة او سيرة او حياء اجمل ولا اكمل ولا انفع من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقرر الاصل العظيم في الاتباع واغلاق باب الابتداع في الاقتصار على السنة وترك المحدثات. قال وشر الامور جمع محدثة وهو كل شيء احدث في الدين بعد اكتماله وتمام الوحي والتحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى ثم ذلك التعميم العام وكل بدعة ضلالة. لا شيء من البدع يوصف بخير ولا حسن ولا هداية في الامة. لان ابتداع انما يكون احداثا في الدين استدراكا على الشريعة ولسان حال صاحبها ان النبي عليه الصلاة والسلام ما اتم الدين ولا اكمل الله له الرسالة. فالاستدراك بالاحداث هو اسوأ ما فيها واشأم ما يحتويها. قال وكل بدعة كما اخرج الامام مسلم في صحيحه رحمه الله قال رحمه الله وكان لا يخطب خطبة الا افتتحها بحمد الله واما قول كثير من الفقهاء انه يفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار وخطبة العيد وخطبة العيد بالتكبير فليس معه قم به سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة والسنة تقتضي خلافة وهو افتتاح جميع الخطب بالحمد لله. وهو احد الوجوه الثلاثة لاصحاب احمد وهو اختيار شيخ قدس الله روحه اقصد شيخه شيخ الاسلام ابي العباس احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى الهدي العام في افتتاح الخطب الافتتاح بحمد الله ايا كانت الصيغة اسمية او فعلية. فاذا قلت احمد الله فهي صيغة فعلية تدل على حمد المتكلم لله تعالى واذا قلت الحمد لله فهي صيغة نسبية. وهي ايضا تدل على اثبات الحمد باجمعه حصرا. للمنعم سبحانه تعالى واما خطبته عليه الصلاة والسلام فجمعت بين الصيغتين الفعلية والقولية. فانه كان يقول ان الحمد لله تصدر بالجملة الاسمية الموكدة. ثم يعطف فيقول نحمده ونستعينه ونستغفره. جمع بين محاسن الصيغتين فان الجملة الاسمية تفيد الاستقرار والثبات. والجملة الفعلية تفيد الحدوث المتكررة المتجددة. فجمع صلى الله عليه وسلم بين المعنيين باشتمال الصيغتين. ان الحمد لله نحمده. فالحمد مستقر ثابت متجدد على السنتنا ما زلنا نكرره فجمع بين معاني الصيغ عليه الصلاة والسلام الافتتاح بحمد الله سنة يا كرام. يفتتح بها النبي عليه الصلاة والسلام خطبته ومجلسه وحديثه الى اصحابه اورث اهل العلم في الاسلام هذا الهدي النبوي. فلا يفتتح عالم مجلسه ولا كتابه اذا الفه ولا درسه ولا الا بالحمد لله جل وعلا اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام علم الامة كيف تفتتح كلامها بالحمد لله. كما تفتتح القرآن الكريم بفاتحة الكتاب الحمد لله كما تفتتح الصلاة بعد تكبيرة الاحرام في الفاتحة بالحمد لله. كما تفتتح يومها اذا اصبحت بالحمد لله الذي احيانا بعدما اماتنا. كما تختتم يومها عند المنام بالحمد لله الذي يميتنا ثم يحيينا نحن امة الحماديين ونبينا من بيده لواء الحمد يوم القيامة صلى الله عليه وسلم وتأتي هذه الامة الكريمة الحامدة لربها تحت لواء نبيها صلى الله عليه وسلم القائل وبيدي لواء الحمد يوم القيامة فعلمنا كيف نعيش الحمد لله في كل شؤوننا وشأن الخطب والوعظ ومجالس الهداية والخير والارشاد. اولى بان تكون مفتتحة بنسبة الحمد والاعتراف بالفضل والثناء والجميل لربنا الكريم المنعم سبحانه وتعالى. قال واما قول كثير من الفقهاء بالتفريق بين خطبة وخطبة. فيقولون خطبة باستسقاء تفتتح بالاستغفار. لان المقام مقام تضرع وانكسار وطلب المطر ونزول الغيث. وخطبة العيد تفتتح بالتكبير لان لا فرحة وبهجة والتكبير من سنن العيدين قال هذا وان كان جائزا لكنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه سنة ثابتة تروى عنه عليه الصلاة والسلام. فصح اذا ان نقول ان افتتاح الخطب جمعة واستسقاء وعيدا كلها تكون بالحمد لله. فلو استبدل خطيب بغيرها فافتتح بالتكبير او افتتح بالاستغفار جاز ذلك. لكن الهدي النبوي اكمل واتم واعظم وقد كان قائما على الافتتاح كما قال في جميع الخطب بالحمد لله سبحانه وتعالى احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يخطب قائما وفي مراسيل عطاء وفي مراسيل عطاء وغيره انه صلى الله عليه وسلم كان اذا صعد المنبر اقبل بوجهه على الناس ثم قال السلام عليكم. قال الشعبي وكان ابو بكر وعمر يفعلان ذلك. كان يخطب قائما صلى الله عليه وسلم وفي خطبة الجمعة كان يخطب خطبتين قائما يفصل بينهما بجلوس كما يفعل خطباء المسلمين في الجمع اليوم خطبته قائما لانها ادعى الى انتباه السامع ولفت الانظار فان الخطيب في موقف الصدارة وجمع الناس واستحواذ الاسماع اليه. فناسب ان يكون في موضع يبدو امامهم واقفا وهم جلوس. فالهدي النبوي في الخطب القيام وكان يخطب قائما عليه الصلاة والسلام. ثم ساق اثرا يروى عن عطاء بن رباح رحمه الله ولانه تابعي في الحديث مرسل. والمرسل من انواع الضعيف ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا صعد المنبر اقبل بوجهه على الناس ثم قال السلام عليكم. يفتتح استقبال للناس في مجلسه وخطبة الجمعة بالسلام. قال الامام الشعبي وكان ابو بكر وعمر يفعلان ذلك يعني ايضا يستفتحون الخطبة بالسلام على اهل المسجد والجامع فاذا اذن المؤذن القى الخطيب خطبته كما يفعل خطباء الجمعة اليوم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يختم خطبه بالاستغفار وكان كثيرا ما يخطب بالقرآن. هذان معلمان من الهدي النبوي. كان يختم خطبه بالاستغفار. يستغفر الله ويحث الامة على الاستغفار. ولهذا انت تسمع خطباء الجوامع في غالب احوالهم يختم احدهم خطبته ايضا بالاستغفار. قائلا ان يقول مثلا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا اليه فالخطبة اذا افتتحت بالحمد وختمت بالاستغفار فانها على اثر من هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. المعلم الثاني وكان كثيرا ما يخطب بالقرآن. والمقصود بالخطبة بالقرآن ان تكون الخطبة مشتملة على تلاوة ايات من القرآن وربما اقتصرت الخطبة على سورة من سور القرآن كما سيذكر في حديث صحيح مسلم الاتي. قال وفي صحيح مسلم عن ام هشام بنت عن ام هشام بنت حارثة انها قالت ما اخذت قاف والقرآن المجيد الا عن رسول الا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كل يوم جمعة على المنبر اذا خطب الناس. هذا الحديث في صحيح مسلم تقول ام هشام بنت حارثة ابن النعمان رضي الله عنها. تقول ما اخذت قاف والقرآن المجيد. يعني سورة قاف الا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية تقول ما حفظت قاف الا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة هل هذا على عمومه؟ ان كل خطبه في الجمعة كان لا يقرأ فيها الا سورة قاف؟ الجواب لا لكنها كناية عن تكرر ذلك كثيرا. وام هشام تقول انا اصلا ما حفظت سورة قاف الا من كثرة ما سمعتها من لسان الله عليه الصلاة والسلام ليس في الصلاة بل في خطبة الجمعة. يقرأها كل يوم جمعة على المنبر اذا خطب الناس. قال الامام النووي رحمه الله وفيه استحباب قراءة قاف او بعضها في كل خطبة استنادا الى هذه الرواية الصحيحة من حديث ام هشام رضي الله عنها فيما حكته من شأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واليوم يقال هذا ايضا لا زال من السنة ان يخطب بالقرآن مع مراعاة مع مراعاة ما يحصل به المقصود من هذا الهدي النبوي. لماذا كان يقرأ عليه الصلاة والسلام في خطبه القرآن لماذا كان يقتصر على مثل سورة قاف نعم سورة قاف فيها الوعد والوعيد والتذكير وتقرير التوحيد والجنة والنار لكن السؤال لماذا الاقتصار؟ الجواب لان القوم عرب وفي لسانهم من الفصاحة وادراك المعاني ما يكون القرآن واياته ابلغ من كل كلام يسمعونه فاذا سمعوا القرآن كان غاية ما يطرق اسماعهم من البيان والايضاح الشافي ووعظ القلوب وايصال المعنى اليوم لما بعد العهد بفصاحة اللسان وتردت الملكة اللغوية وضعفت الاسماع وغابت معاني كثير من مفردات القرآن فلا يقال ان الاقتصار التام في كل الخطب على قراءة سورة سورة من سور القرآن قاف او غيرها يكون محققا للمقصود كما تحقق في زمنه عليه الصلاة والسلام. فاذا اراد خطيب ان يفعل ذلك كان الاولى به ان يمزج بين قراءة القرآن في الخطبة او الاقتصار على سورة مع الحرص على تقريب معانيها لاجل ان يفهم السامعون. والا فان اليوم في زمننا هذا مع غياب كثير من معاني كلمات القرآن عن الافهام وادراك المعاني بين العرب فضلا عن العجم لا يحقق المقصود والاقتصار على صعود المنبر لقراءة سورة قاف ثم نزوله من على المنبر تطبيقا للسنة فيه مع جفاء يعني سيتمسك بظاهر الرواية دون مراعاة لتحقيق المقصود من ان تكون الخطبة وعظا للقلوب. ان تكون اصلاحا للنفوس ان تكون دلالة على ما يحتاج اليه العباد في امر دينهم ودنياهم. تحقق هذا زمن الصحابة لان القرآن نزل بلسانهم وسورة قاف وغيرها من ايات القرآن كانت بما يتحدثون به ويسمعونه ويتكلمون به فكان اتم واعظمه واجمله على مسامعهم ان يسمعوا من كلام الله عز وجل مثلما قالت ام هشام ما حفظت قاف او ما اخذت قاف والقرآن المجيد الا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كل يوم جمعة على المنبر وانما قلنا ان قولها كل يوم جمعة ليس على ظاهره في ان كل خطب الجمعة كانت مقتصرة على سورة قاف لان كثيرا من الخطب فيها غير ذلك وفيها مرويات اخرى في الصحيحين من حديث يعد ابن امية رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك وهذه في الزخرف وليست في قاف قال ابن عباس رضي الله عنهما كما في الصحيحين ايضا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول انكم ملاقوا الله فاتي عراة غرلا وهذه ليست سورة قاف فدل على ان قولها كل جمعة تقصد بها الغالب او تقصد به ما كانت شهدته رضي الله عنها من خطب الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا عامة الخطب على اطلاقها والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذكر ابو داوود عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا تشهد قال الحمدلله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن من يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فانه لا مر الا نفسه ولا يضر الله شيئا وقال ابو داوود عن يونس انه سأل ابن انه سأل ابن شهاب عن تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة. فذكر وهذا الا انه قال ومن يعصه ما فقد غوى. هذا الذي يسمى بخطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح بها مجالسه خطب الجمعة ومجالسه اذا تحدث الى اصحابه فسماها العلماء خطبة الحاجة التي كان ابن مسعود رضي الله عنها يذكرها عن النبي عليه الصلاة والسلام انه كان اذا تشهد قال وذكر ترى هذه الجمل وفيها ما سمعتم من نسبة الحمد مطلقا الى الله اعترافا بالجميل وثناء على المنعم بما هو له سبحانه فيها ايضا التجاء الى الله واستغفار وفيها احتماء ونعوذ بالله من شرور انفسنا. فيها الافتقار بطلب الهداية من الله من يهدي الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. في جمل الشهادتان كلمة التوحيد. اشهد ان لا اله الا الى الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله. فيها اثبات الوحدانية لله والنبوة والرسالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فانه لا يظر الا نفسه ولا يضر الله شيئا. وفي الرواية الاخرى ومن يعصهما فقد غوى. كل هذه جمل ان قيلت فتكررت على الاسماع تقررت معانيها في النفوس وحبذا ان تتقرر هذه المعاني العظام في نفوس اهل المسجد واهل الجمعة واهل القرية واهل البلد واهل الاسلام كافة ان تطرق اسماعهم هذه العبارات كل جمعة. واذا بهم يسمعون توحيد الله واثبات النبوة والرسالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اظهار الافتقار في طلب الهداية من الله. الالتجاء اليه سبحانه. هذه طالما تكررت تتكرر معانيها في النفوس وتكرارها والمداومة عليها في الهدي النبوي في احد مقاصدها تحصيل هذا المعنى باستقراره في النفوس ومن يصلي مع خطيب الجمعة هذا الاسبوع والذي يليه وبعد سنة وسنتين وثلاث فانه تتنوع عليه الموضوعات اسمعوا من الوعظ والخطابة مواظيع شتى. الا ان مفتتحها اذا كان متكررا فانه مهما اختلفت في المواضيع يبقى هذا الاصل العظيم متكررا على اسماعهم كل جمعة كما في هديه صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال ابن شهاب وبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا خطب كل ما هو ات قريب لا بعد لما هو ات ولا يعجل الله لعجلة احد ولا يخف لامر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس. يريد الناس امرا ويريد الله وما شاء الله كان ولو كره الناس ولا مبعد لما قرب الله ولا مقرب لما بعد الله. لا يكون شيء الا الا باذن الله. هذا انموذج من خطبه عليه الصلاة والسلام وان كان مرويا مرسلا عن ابن شهاب الزهري وقد اخرجه ابو داوود في المراسيل فليس من الصحيح المسند المتصل الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم على ما فيها من المعاني الصحيحة التي ثبتت في جملة كلامه عليه الصلاة والسلام في اثبات هذه المعاني. آآ قرب يوم القيامة وقصر هذه الحياة واثبات الكمال المطلق لله عز وجل ونسبة الامر والارادة والتدبير اليه وحده سبحانه. ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الناس امرا ويريد الله يعني ويريد الله امرا فينفذ امره سبحانه لا ما اراد الناس قال وما شاء الله كان ولو كره الناس كل تلك المعاني تقررت بجملة من النصوص الشرعية في الكتاب وفي السنة فان ضعفت الرواية لارسالها فان مضمونها ومعناها صحيح ثابت في جمل من كلامه صلى الله عليه وسلم وايضا مما دلت عليه نصوص الكتاب العزيز في عدد من ايات القرآن الكريم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان مدار خطبه على حمد الله والثناء عليه بالائه واوصافه بالاءه واوصاف كماله ومحامده وتعليم قواعد الاسلام وذكر الجنة والنار والميعاد والامر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه واقع رضاه فعلى هذا كان مدار خطبه. هذا يشبه ان يكون تحليلا لخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانك لو جمعتها فحصرتها واحصيتها وحللت ما جاء فيها على ما اقتضى ما يفعل الناس في الدراسات المعاصرة اليوم فانك تجدها تدور حول هذه المعاني قال كان مدار خطبه على هذه القضايا وانت اذا تأملتها وجدتها من محكمات الشريعة ومن قواعد الدين العظام وجدتها ما تقوم عليه جمل تفاريع الاسلام وعباداته وشرائعه تقوم على هذه القواعد العظمى حمد الله والثناء عليه بالاءه واوصاف كماله. هذه قاعدة العبودية وعليها مدار الاسلام اصولا وفروعا. لا شيء في الدين في العقائد ولا الاحكام يقوم الا على هذا الاصل العظيم تعظيم رب العالمين امين واجلاله في النفوس وان يكون لربنا سبحانه وتعالى من الثناء عليه والاعتراف له بالحق ومعرفة قدره عظيم. وما اتى في نصوص الكتاب والسنة من عظمة ربنا وجلاله وكماله ومحامده. ان يكون هذا من الاصلي ومن اعظم ما يتكلم عنه العلماء والخطباء والائمة والدعاة بل هذا من اعظم ما تكلم به الانبياء. ان والعباد بربهم وان يدلوا العباد على خالقهم وان يرشدوا البرية الى ربها وخالقها. لان التوحيد يقوم بعد معرفة قلقد الخالق فاذا عرفوه حق المعرفة عظموه. واذا عظموه قاموا له بالحق الذي اوجب عليهم من توحيد وافراد عبادة كما اراد الله عز وجل وافة العباد بدءا من الشرك وانتهاء بادنى الضلالات او الفسق والعصيان مردها الى الجهل بالله عز وجل ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله ما عصى الله الا جاهل ليس يقصد جهل التعليم والامية في القراءة والكتابة. يقصد الجهل بعظمة الله اوما قال ربنا وما قدروا الله حق قدره فآفة العباد ضعف تعظيمهم لله وضعف تعظيمهم وعدم تقديرهم لله حق قدره مرده الى الجهل بالله. ولو عرفوا الله لعظموه ولو عرفوه لقدروه حق قدره جل في علاه. فهذا اصل عظيم هو قوام الدين. ولهذا فما كانت لتخلو منها خطب الله صلى الله عليه واله وسلم. وما اجمل الكلام حين يكون عن ربنا سبحانه تحلو الخطب والله بذكر لا ويجمل الكلام اذا اشتمل على تعظيم الله واجمل الوعظ واحلاه في المسامع واعظمه اثرا في النفوس اذا كان مضمنا لتعريف العباد بالله بل ايات القرآن تقوم في صريح دلالاتها وتضمينها على هذا المعنى العظيم الاشارة الى معنى تعظيم الله ومعرفته حق معرفته. ثم قال وتعليم قواعد الاسلام وذكر الجنة والنار والميعاد والامر بتقوى الله وتبيين موارد غضبه مواقع رضاه. قواعد الاسلام وليست التفاصيل ما كان يخطب عن مفطرات الصيام صلى الله عليه وسلم ولا كان يخطب عن صفة العبادات على نحو مفصل يجعلها في خطبة جمعة. ولا عن احكام كفارة اليمين. نعم هذه دعاة يحتاج اليها لكن الكلام على الهدي النبوي كيف كان في الخطب يتكلم عن قواعد الاسلام يتكلم عن المعاد الجنة والنار. الاوصاف كما جاء في القرآن الكريم. يأمر بتقوى الله لانه من ناطوا اصلاح القلوب يتكلم ما الذي يرضي الله ليستدل عليه العباد؟ وما الذي يغضبه جل في علاه ليتجنبه العباد؟ قال على هذا كان مدار خطبه صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يقول في خطبه ايضا ايها الناس انكم لن تطيقوا او لن تفعلوا كل ما امرتم به ولكن سددوا وابشروا. هذا ايضا مما ثبت في خطبه صلى الله عليه وسلم بحديث وان كان في جمل بعض رواياته ضعف لكن مجموعها يعضد بعضه بعضا ولهذا حسن اسناده بعض اهل العلم. الحديث عند الائمة احمد وابي يعلى وابن خزيمة في الصحيح والبيهقي في والطبراني ايضا والحديث من حديث الحكم ابن حزم الكلفي. قال رضي الله عنه وفدت الى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم سابع سبعة او تاسع تسعة يعني اماكن سبعة وانا معهم او كن تسعة وانا بينهم. قال فدخلنا عليه. فقلنا يا رسول الله زرناك فادعوا الله لنا بخير. قال فامر بنا او امر لنا بشيء من التمر هذا هو الشأن اذ ذاك دون يعني يعني كانت المسألة في غاية من القلة والحاجة فما اعطاهم من التمر كان قليلا قال والشأن اذ ذاك دون يعني كان في قلة وضعف فاعطاهم ما تيسر صلى الله عليه وسلم قال فاقمنا بها اياما في المدينة. شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام متوكئا على عصا او قوس فحمد الله واثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركة. هكذا صفاء ما سمع في خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال اي ايها الناس انكم لن تطيقوا او لن تفعلوا كل ما امرتم به. ولكن سددوا وابشروا. يعني ايها الناس انتم يقولون على النقص على الخطأ على التقصير وليس فينا كامل لكن هذا ليس عذرا لان نستسهل في المعاصي والتقصير والذنوب ولكن سددوا وقاربوا. اجتهد بقدر ما وسعت خذ بالعزم وانهض في طريق عبادتك لله واستبق في الخيرات. هذه الجمل القصيرة التي كانت على في خطبته عليه الصلاة والسلام فقال ولكن سددوا وابشروا وفي رواية قال ولكن سددوا وابشروا يقصد لكن اقتصدوا في العمل واجتهدوا فيما تقدير وابشروا ربنا كريم يجزل العطاء ويكرم من طرق بابه ومن تعثر فاستغفر وتاب فربنا سبحانه كريم تواب قال رحمه الله وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم. وهذا ايضا معلم كبير نعم الخطيب اذا خطب الجمعة ان يحدث الناس بما هم فيه من حال وشأن او امر يشغل الناس فاذا كان الناس في حال هم وكرب او مصيبة او مرض او داء او شيء يشغل بالهم ان لا يكون بعيدا عن ذاك فيتكلم فيما لا يعنيهم يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم. خطب يوم عرفة صلى الله عليه وسلم فتحدث عن جمل قواعد الاسلام وشرائعه العظام. غير ما كان يخطب به مثلا في خطبة الجمعة. ولما خطب العيد ترى ما يناسب المقام فنعم الخطيب من اذا تحدث الى الناس تحدث بهمومهم وشجونهم ومقتضى ما يشغل فهذا هو الذي يجعل الناس يجدون في خطبة الجمعة زادا. يتقوون به من اسبوع الى اسبوع. فينهضون في مسيرة عبوديتهم الى الله عز وجل على بصيرة. يتواصون بالحق والخير والهدى. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ولم يكن يخطب خطبة الا افتتحها بحمد الله وتشهد فيها بكلمتي الشهادة ويذكر فيها نفسه باسمه العلم. يعني ما تقدم قبل قليل في حديث ابن مسعود لما يقول الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ثم بكلمة التوحيد اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يذكر نفسه باسمه العلم يعني لا عن نفسه بالضمير ما يقول اشهد اني رسول الله. بل يسمي نفسه باسمه العلم واشهد ان محمدا رسول الله او عبده ورسوله صلى الله عليه واله وسلم الله اليكم قال رحمه الله وثبت عنه انه قال كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء. كل خطبة تخلو من اثبات الشهادة بالوحدانية لله والنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي خطبة ناقصة مشوهة كاليد الجذماء التي اصابها الجذام اجاركم الله. والجذام ان عوفي منه صاحبه. بقي من اثره في الجلد ما تشمئز منه انظار الناظرين فكل خطبة تخلو من الشهادتين فهي بذلك المنظر القبيح المزعج التي لا ترتضيه النفوس. والحديث اخرجه الائمة احمد وابو داوود والترمذي وصححه ابن حبان الله اليكم قال رحمه الله ولم يكن له شاويش يخرج بين يديه اذا خرج من حجرته ولم يكن يلبس لباس الخطباء اليوم لا طرحة ولا زيقا واسعا يشير المصنف رحمه الله الى بعض ما احدثته الامة في قرون متأخرة. بعد القرون الفاضلة هيئة وزي وسمت وشيء من الطقوس التي مشى فيها بعض الخطباء فابتعدوا بها عن الهدي النبوي فنبه على ذلك فقال الذي يحصل من كذا وكذا وكذا ليس هذا من السنة. وهذا خلاف الهدي النبوي مثل ماذا؟ قال لم يكن له شاويش اخرجوا بين يديه. يقصد به رجل يمشي بين يدي الخطيب في صعوده الى المنبر كالمقدم له يسوده في الطريق ويفتتح له درب فيمشي امامه ويسير بين جموع الناس في قطع الجموع والصفوف حتى يصل الى المنبر. كان النبي عليه الصلاة والسلام يخرج وحده يصعد المنبر ويخطب فيعود اذا خرج من حجرته قال لم يكن ابو بكر ولا عمر ولا علي ولا عثمان ولا ابو هريرة ولا بعض خدمه انس وابن مسعود رضي الله عن الجميع ما كان احد يخرج بصحبته ولا كانت له قبها وفخامة وحاشية وموكب يمشي بيمينه وعن يساره وامامه ومن خلفه ما كان يفعل هذا. واشار رحمه الله الى ان هذا الذي كانوا يفعلونه في المواكب بين يدي السلاطين وبين يدي الحكام والامراء وبعض الخطباء الذين تتوسع بهم الدائرة في المشي وفي الطريق قال ليس هذا من هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ايضا لم يكن يخصص لباس يخرج به لخطبة الجمعة بازاره ورداءه بعمامته عليه الصلاة والسلام قال لم يكن يلبس لباس الخطباء اليوم يتكلم المصنف عن زمنه رحمه الله. لا طرحة ولا زيقا واسعا. الطرحة عبارة عن شيء من الطيلسان نساء يلقى على الكتف فيغطى به مثل الشال ولا زيقا واسعا يعني نوع من الثياب تكون رقبته واسعة تحيط باكمام اللابس. يقصد ما كان له زي خاص فالسؤال هل هذا ممنوع؟ الجواب لا. اذا اعتاد الناس في زمان ما ومكان ما لباسا معينا او اصبح هذا هيئة لخطباء بان يلبس لباسا يكون فيه من العناية بالمظهر واخذ الزينة اللائقة بها عند المساجد وخطبة الجمعة فليس هذا ممنوعا اذ الاصل في اللباس الاباحة وعادات الناس ما لم تشتمل على محرم وممنوع ومحظور فهي مباحة في الشريعة. الا انه يقول لا يصح ان تجعل هذا نسبة الى هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان منبره ثلاث درجات وكان منبره ثلاث درجات فاذا استوى عليه واستقبل الناس اخذ المؤذن في الاذان فقط ولم يقل شيئا قبله ولم يقل شيئا بعده فاذا اخذ في الخطبة لم يرفع احد صوته بشيء البتة لا مؤذن ولا غيره. ايضا هو تقرير للهدي النبوي متضمن ببعض المخالفات التي كان المصنف رحمه الله يعيشها في زمنه. وربما وجدت اليوم في بعض الجوامع في بعض بلاد المسلمين المنبر كان ثلاث درجات لا اكثر الذي صنعه له الانصار بالمدينة لما صعد عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصبح منبره حتى مات. ثلاث درجات يصعد على الدرجتين الاولى والثانية ويخطب عليها ويجلس على الثالثة بين الخطبتين لم يكن اكثر من ذلك اذ المقصد ان يكون بحيث يرتفع عن الارض ليراه الناس ولو كانوا في اخر المسجد. فهذا الارتفاع بقدر درجتين فيه الكفاية وليس اكثر لم يكن درجا من عشرين لم يكن منبرا من عشرين درجة بحيث يصعد الى السقف يتطلع اليه الناس الى الاعلى هكذا انما كان ارتفاعا بحيث يراه الجالسون فيتحقق به المقصود. قال ايضا فاذا استوى عليه يعني صعد المنبر الدرجتين فجلس على الثالثة استقبل الناس فيأخذ المؤذن في الاذان. اي اذان اذان الجمعة ولن نقول الاذان الثاني لانه لم يكن اذان اول في زمنه عليه الصلاة والسلام ما كان الا اذانا واحدا. وكان اذان الجمعة بعد جلوسه عليه الصلاة والسلام على المنبر قال لا يقول شيئا قبله ولا بعده يعني لا قبل الاذان ولا بعده اشارة ايضا الى بعض المخالفات فانه ربما كان في بعض الجوامع يبتدئون اثناء صعود الخطيب مثلا بترداد بعض عبارات الذكر. حمدا لله او تسبيحا او تكبيرا او صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. او اذا جلس قالوا بعض الجمل او قرأوا بعض الايات قبل الاذان. قال لا. لا الاذان ولا بعده هو الاذان لا غير فاذا انتهى المؤذن قال اخذ في الخطبة. واذا اخذ في الخطبة قال لم يرفع احد صوته بشيء لا مؤذن ولا غيره. اشارة كلها الى بعض المخالفات التي كتب فيها الائمة في تلك الحقبة تنبيها على محدثات ومخالفات للهدي النبوي في خطبة الجمعة مما يصنعه المؤذن اهل المسجد بل كان الهدي النبوي خطبة يسبقها اذان لا شيء قبلها ولا شيء بعدها احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان اذا قام يخطب اخذ عصا فتوكأ عليها وهو على المنبر كذا ذكر ابو داوود عن ابن الشهاب وكان الخلفاء الثلاثة بعده يفعلون ذلك وكان احيانا يتوكأ على قوس اذا يأخذ عصا فيتوكأ عليها وهو على المنبر. فيتوكأ على العصا. قال واحيانا على قوس ومر بكم حديث الحكم ابن حزن الكلفي قال آآ فقام متوكأ على عصا او قوس قال رحمه الله فيما اخرج ابو داوود عن ابن شهاب وهو مرسل كما تقدم في الرواية. وكان الخلفاء الثلاثة ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله وعنهم يفعلون ذلك يعني الاتكاء على العصا عند خطبتهم على المنابر رضي الله عنهم. وكما اشار المصنف فهو جملة من هديه عليه الصلاة والسلام في هيئته في صعوده على المنبر اذا خطب الله اليكم قال رحمه الله ولم يحفظ عنه انه توكأ على سيف ثبت في السنة عنه صلى الله عليه وسلم اذا صعد المنبر ان يتكئ على لعصى او على قوس وليس على سيف وما يرويه بعضهم انه يخرج بعض الخطباء على المنبر يتكئون على السيف ويظنون هذا من السنة فهو خطأ نبه عليه المصنف هنا رحمه الله تعالى احسن الله اليكم قال رحمه الله ولم يحفظ عنه انه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن انه كان يمسك السيف على المنبر اشارة الى ان الدين انما قام بالسيف. وهذا جهل قبيح من وجهين احدهما ان المحفوظ انه توكأ على العصا وعلى القوس الثاني ان الدين انما قام بالوحي واما السيف فلمحق اهل الفساد والشرك ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت التي كانت خطبته فيها انما فتحت بالقرآن ولم تفتح بالسيف على هذا الخطأ رحمه الله بقوله وكثير من الجهلة يظن انه كان يمسك بالسيف على المنبر يعني اشارة الى القوة ان السيف رمز للجهاد وان الدين انما قام بالسيف. قال هذا خطأ من وجهين رواية ودراية اما الرواية فلانه لم يحفظ ولم يروى انه كان يمسك بالسيف. بل كان يتكئ على العصا او القوس. هذا من ناحية الرواية اما من ناحية الدراية يعني الفهم والمعنى فان الظن بان الاسلام قام على السيف وانتشر بالسيف قال هذا خطأ انما الدين قام بالوحي والرسالة جاءت بالكتاب المبين. وببيان ما جاءت به الشريعة. قال اما السيف فانما هو للعصاة للعتات للمعاندين مقاتلين لمحق اهل الفساد والشرك. ثم اين كان يخطب عليه الصلاة والسلام خطبه في مسجده في مدينة الاسلام في عاصمة الدين مدينته ما فتحت الا بالقرآن لا بالسيف هاجر اليها فاستقبله الانصار رضي الله عنهم فتحوا قلوبهم قبل دورهم فما الحاجة الى الامساك بالسيف؟ واي رسالة على منبره في مسجده عليه الصلاة والسلام بالامساك بالسيف. ففند رحمه الله هذا الخطأ الذي يظن انه من السنة وانه ان خطب الخطيب على المنبر فاتكأ على عصا ونحو كان ذلك قريبا من السنة ليس السيف او السلاح الذي يظن بعضهم من هديه عليه الصلاة والسلام ما يزال في الفصل بقية ناتي عليها ان شاء الله تعالى تباعا في مجالس آآ مجالسنا المقبلة في فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الخطب نأتي عليها في المجلس القادم ان شاء الله تعالى. وما يزال ايضا في جمعتنا هذه الليلة ويوم الغد فسحة ومتسع للسباق. سباق المحبين لنبيهم عليه الصلاة والسلام بكثرة الصلاة والسلام عليه يا خير من صعد المنابر واعتلى والزيغ بعد مقالة منه انجلى بحر البلاغة يستقي من حوضكم وكذا البيان وكل قول قد علا. لما ذكرتك اينعت يا سيدي بيداء وشعري بعدما كانت فلا صلى عليك الله ماذا عن دعا او رام حفظا من حديث او تلا فيا رب صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وصلي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم اجعلنا بكثرة الصلاة والسلام عليه من اشد امته حبا ومن اكثرهم منه يوم القيامة وردا. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته. واحشرنا غدا في زمرته واكرمنا يوم القيامة بشفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم هيء لامة الاسلام من امرنا رشدا عجل يا ربي بالفرج والنصر والتمكين للمسلمين في كل مكان. اللهم كن لاخوتنا المسلمين المستضعفين في فلسطين ارحم يا رب ضعفهم واجبر كسرهم وتولى بعنايتك امرهم. اللهم انت المستعان وعليك التكلان. انت مولانا ومولاهم فنعم المولى ونعم النصير. اللهم كن لهم معينا ونصيرا ومؤيدا وظهيرا. وعليك يا رب ببني صهيون فانهم لا يعجزونك يا قوي يا قاهر يا عظيم يا قادر اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا رباهم وانهم قد طغوا وبغوا فلا تذر على الارض منهم ديارا. اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر واكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم اليوم سبحانك وبحمدك لا رب لنا سواك فندعوه. ولا اله لنا غيرك فنرجوه. انت مولانا فنعم المولى ونعم نصير ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين