بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا وامامنا وقدوتنا محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله ربي سلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد امة الاسلام فها هي دي ليلة الجمعة قد اقبلت واقبلت معها قلوب المحبين لنبي الامة صلى الله عليه وسلم شوقا وانقيادا ومحبة واستنانا. تلهج بالصلاة والسلام على نبيها صلى الله عليه وسلم وتخفق قلوبها لمحبته والشوق اليه عليه الصلاة والسلام. يرجون في ذلك الموعود الاكبر فمن صلى علي صلاة من صلى الله عليه بها عشرا. وقوله عليه الصلاة والسلام ان اولاكم واقربكم مني مجلسا يوم القيامة اكثركم صلاة علي عبق اللسان بذكر احمد وانتشى قلبي. وحنت مقلتي لرؤاه ما حيلة المشتاق الا ذكره. فبذكر يعطى المحب مناه. فصلوا وسلموا عليه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة الكريمة المباركة تغترف من الاجر والحسنات عشرة اضعاف صلاتكم على نبيكم صلى الله عليه وسلم. وهذا المجلس امة لا من رحاب بيت الله الحرام. المجلس الاسبوعي الاربعون من مدارستنا لكتاب زادر معاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم المنعقد في هذا اليوم الخميس ليلة الجمعة التاسع والعشرين من شهر صفر سنة خمس واربعين واربعمائة والف ان من هجرته عليه الصلاة والسلام نتدارس فيه فصلين من فصول الكتاب اولهما في هديه عليه الصلاة والسلام في الجلوس تلك والاخر في هديه عند قضاء الحاجة صلوات الله وسلامه عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله فصل في هديه في جلوسه واتكائه قال كان يجلس على الارض وعلى الحصير والبساط وقالت قيلة بنت مخرمة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء. قالت فلما رأيت رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة ارعدت من الفرق هذا الفصل في هدي النبي عليه الصلاة والسلام في جلوسه واتكائه وهذا جزء مما تقدم ذكره مرارا يا كرام. وهو ان الامة اكرمها الله بنبيها عليه الصلاة والسلام احتفت بشأنه ايام احتفاء. وها هم صحابته الكرام رضي الله عنهم يرصدون الصغير والكبير من شأنه. حتى جلوسه كيف جلس واكله كيف اكل واتكاؤه كيف اتكأ. فاذا اردت ان تجلس فلك فيه عليه الصلاة والسلام قسوة. وان اردت ان تتكئ جالسا او ماشيا فلك فيه صلى الله عليه وسلم اسوة. وما من باب من ابواب الحياء تقبل عليه الله وانت صادق القصد في تمام الاستنان والاتباع الا وجدت من هديه صلى الله عليه وسلم ما يحملك على الاقتداء به والحمدلله. فرضي الله عن صحابته الكرام رضي الله عنهم الذين حفظوا تلك السنن ورصدوا ذلك الهدي وها هم يحفظونه فينقلونه. ورحمة الله على علماء الامة وائمتها الابرار. الذين جمعوا وصنفوا نحن اليوم نتدارس في رحاب بيت الله الحرام هذا الفصل من هديه في الجلوس والاتكاء. وكما تقدم في هديه في الطعام وهديه في اللباس وفي كل الابواب التي مضت كانت تقوم على عدم التكلف على التبسط على المتيسر كان يجلس على الارض وعلى الحصير والبساط ولو قال قائل فهكذا كان جلوس الناس انذاك انما يجلسون على الحصور والبسط وعلى الارض والجواب وانه كان يوجد ايضا من العظماء من يجلس على الارائك والعروش والكراسي والمناصب الرفيعة التي تليق بمقام احدهم. او ما ادركت ان بشرا ارتقى في العظمة مبلغا ما بلغه احد قبل. فعرج به الى سابع السماء. وكلمه ربه فوق سبع في السماوات يجالس الملائكة الكرام عليهم السلام. يأتي جبريل فيحدثه ويبلغه الوحي. وصعد فلقى الانبياء عليهم الصلاة والسلام ثم عاد وهو في كمال تواضعه يفعل كما يفعل سائر البشر من غير تكلف ولا ترفع. فما بال احدنا اذا رزق شيئا من المكانة الرفيعة او علو القدر او كثرة المال دخله شيء من الشعور بانه ينبغي ان يتميز عن سائر الناس وان مركبه ومجلسه ومظهره وهيئته ينبغي ان تشير الى شيء مما يعيش من العظمة والارتقاء لا احد اعظم من البشر منزلة ومكانة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. يجلس على الارض على الحصير والبساط وربما نام على الحصير فاثر في جنبه كما في حديث عمر رضي الله عنه فيجيب صلى الله عليه وسلم في غاية من التواضع الذي وطن نفسه عليه انه ليس له من الدنيا وحظها الا كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم قام وتركها فهذا هديه عليه الصلاة والسلام. ثم اورد المصنف رحمه الله حديث قيلة بنت مخرمة ام بني انارة رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء هذه هيئة في الجلوس عند العرب تسمى بالقرفصاء فما صفتها قاعدة القرفصاء طيب ذكر في وصفها شرحان احدهما اشهر من الاخر. الاول ان يجلس على اليتيه ثم ينصب قدميه ليلصق فخذه ببطنه. كما يجلس كثير منكم الان جالس على اليته ناصبا رجليه ثم يلصق فخذيه ببطنه ثم يدير بيديه على ركبتيه ممسكا كفيه او مشبكا لاصابع لديه يشد بها يشد بيديه ساقيه وفخذيه نحو بطنه فهي جلسة تسمى الاحتباء ايضا اذا فعلها بيده يقال احتبى بيديه هذه الصفة الاولى وهي الاشهر في شرح معنى صفة القرفصاء. والصفة الاخرى ان يجلس كجلسته في الصلاة ثم يعتمد على ركبتيه منكبا بوجهه قريبا من الارض دون سجود واضعا ملصقا بطنه بفخذيه وواضعا كفيه تحت ابطيه فهي صفة فيها اشبه ما يفعلها المرء في حال الخلوة بربه اذا كانت ساعة مناجاة وخشوع يفعل تلك الصفة يجلس على ركبتيه ثم ينكب على وجهه من غير سجود قريبا من الارض ويلصق بطنه بفخذيه واضعا يديه تحت ابطيه. ايضا هذه تسمى القرفصاء وهذه تفعل عادة في الانفراد والخلوة وساعة الدعاء والخشوع والمناجاة وظاهر السياق يوحي بالاول الجلسة الاولى التي يجلسها كثير من الناس في المساجد والحلقات كما ذكرناها الجلوس على الاليتين مع نصب القدمين والصاق الفخذ بالبطن مع الادارة باليدين على الركبتين وضمها بامساك الكفين وبتشبيك الاصابع قالت قيلة رضي الله عنها رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء. ابتداء هذه صفة وهيئة فيها غاية التواضع ان يجلس بهذه الجلسة قالت فلما رأيته المتخشع في الجلسة وفي رواية عند ابي داود المختشع. والمعنى واحد يعني رأت عليه مظهر الخشوع. قالت ارعدت من تراقيب اصابتها الرعدة والانتفاض هيبة مما رأت من خشوعه وجلالة مظهره وهيئته عليه الصلاة والسلام. وفي رواية في بعض طرق الحديث ان رجلا بجانب النبي قال له عليه الصلاة والسلام يا رسول الله ارعدت المسكينة. يعني اصابها الفرج مما رأت. فقال عليه الصلاة والسلام يا مسكينة عليك السكينة. قالت فذهب عني ما اجد وهدأ الله حالها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. افاد الحديث صفة من صفات جلوسه اذا جلس اصحابه وهي جلسة القرفصاء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولما قدم عليه عدي بن حاتم دعاه الى منزله فالقت اليه الجارية وسادة يجلس عليها فجعلها بينه وبين عدي وجلس على الارض قال عدي فعرفت انه ليس بملك. تذكر قصة عدي ابن حاتم في وفادته على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عامة كتب السير وان لم يثبت لها سند صحيح عند المحدثين بشأن القصة لكنها في جملة ما يروى من الاخبار وحوادث السيرة. وهو ابن حاتم للطائي احد اكرم العرب واجوادها. فلما قدم دعاه النبي عليه الصلاة والسلام الى منزله اكراما له واستضافة. فلما القي اليه بالوسادة كان الظن ان تكون الوسادة لصاحب البيت فكيف اذا كان صاحب البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اولى ان تكون الوسادة بين يديه او يتكئ عليها او على ظهره ونحو ذلك. لكنه جعلها بينه وبين عدي ضيفه. وجلس على الارض قال عدي فعرفت انه ليس بملك يعني لا يتصنع عظمة الملوك والكبراء والعظماء فعرف بذلك الوصف ان عظمته ربانية. وهي الاصطفاء بالرزق وهي الكرامة بالنبوة وتلك العظمة تزداد بازدياد تواضع الانبياء الكرام عليهم السلام. نعم احسن الله اليكم قال وكان يستلقي احيانا ويضع احدى رجليه على الاخرى وكان يتكئ على الوسادة وربما اتكأ على يساره وربما اتكأ على يمينه. تلك صفة اخرى من صفات الجلوس وهي الاستلقاء والاستلقاء ان يلقي المرء بظهره على الارض كما يصنع النائم فاذا استلقى ومدد جسده على الارض فهو الاستلقاء. كان يستلقي احيانا ويضع احدى رجليه على الاخرى. كيف يعني تحتمل صفتين. الاولى انه هو مستلقي يمد رجليه فيضع احداهما على الاخرى وهما ممدودتان والصفة الثانية ان يكون مستلقيا فينصب ساقيه ثم يرفع احداهما على الاخرى وهي ايضا صفة مقصودة وهي الظاهر في الحديث. كان يستلقي ويضع احدى رجليه على الاخرى. في رواية للبخاري البخاري رافعا احدى رجليه على الاخرى قال عباد ابن تميم عن عمه عبد الله ابن زيد ابن عاصم المنزلي رضي الله عنه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى افاد الحديث شيئين في هذا الفصل الذي نحن فيه. الاول اثبات هذه الصفة اي صفة الاستلقاء مع رفع احدى الرجلين على الاخرى والامر الثاني الذي افاده الحديث مزيد شواهد من التواضع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا ترى ما في هذه الصفة من قلة التكلف واطراحه وعدم تصنع الهيئات والمظاهر التي تجذب لاصحاب بها التعظيم والاجلال والتوقير المتكلف فكل ذلك لم يكن من شأنه عليه الصلاة والسلام قام على سجيته وعلى حالته وطبيعته يجالس اصحابه. يؤاكلهم يجاهد معهم يقضي بينهم يعود مريضهم يشهد جنازتهم وهو في ذلك كله على طبيعته عليه الصلاة والسلام فافاد الحديث هذين المعنيين وهما المقصود من ايرادهما هنا في هذا من ايراد الحديث هنا في الفصل وربما يعارض ظاهر هذا الحديث ما اخرج الامام مسلم في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب واحد. وان يرفع الرجل احدى رجليه على الاخرى وهو مستلق على ظهره الحديث صحيح عند مسلم رحمه الله. فربما اوهم ظاهر الحديث معارضته لحديث النهي في جملة اشتمال الصماء والاحتباء في ثوب ورفع احدى الرجلين على الاخرى مع الاستلقاء على الظهر وهي الصفة التي حكى عبدالله بن زيد انه رأى النبي عليه الصلاة والسلام عليها في المسجد. قال رأيته مستلقيا في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى واجيب لازالة هذا التعارض ان النهي في قوله نهى عن اشتمال الصماء وان يرفع الرجل احدى رجليه على الاخرى وهو مستلق على ظهره يحمل النهي على من لا يؤمل معه كشف عورته اذا رفع احدى رجليه مع الاستلقاء. ذلك ان من عادة العرب ان تلبس الازار وقل ما كانت تستعمل العرب السراويلات في لبسها وقد تقدم معكم الخلاف في اثبات لبسه عليه الصلاة والسلام للسراويلات. ولا تثبت في تلك رواية صحيحة. نعم كانت العرب تعرفها ولهذا جاء التنبيه عليها فيما لا يلبسه المحرم حال الاحرام. قال لا يلبس العمائم ولا الخفاف ولا السراويلات لكن لما كان غالب العرب لبس الازار ولا يلبس تحته شيئا تكون تلك الصفة والهيئة في الاستلقاء على الظهر مع رفع احدى الساقين على الاخرى مظنة لانكشاف العورة فلهذا نهى عنها صلى الله عليه وسلم فاذا امن المعنى الذي من اجله ورد النهي زال النهي ولذلك فان جلوسه او استلقاءه صلى الله عليه وسلم لم يكن معه الشيء الذي يحذر منه فزاد الاشكال. فلما فعله صلى الله عليه وسلم دل على الجواز. وقد اخرج البخاري عن سعيد بن المسيب ان عمر وعثمان رضي الله عنهما الا يفعلان ذلك ما هو الاستلقاء مع رفع احدى الرجلين عن الاخرى. فلو كان ذلك منهيا ما فعله الصحابة لكنه تقرر النهي عندهم على ذلك الوجه الذي يزول معه التعارض والاشكال وافاد هذا ايضا ان تلك الصفة في الاستلقاء في المسجد مع رفع احدى الرجلين عن الاخرى ليست من الاوضاع المنافية لادب بالمساجد هل يصح في المساجد الاستلقاء هل يصح في المساجد وهي بيوت الله عز وجل ان يمد الرجل رجليه وهو في بيت الله عز وجل؟ الجواب ان ثبوت ذلك يدل على عدم منافاته لادب المساجد. كما تقدم في الفصل السابق في الطعام في المسجد او اكله الشواء في المسجد عليه الصلاة والسلام يدل على جواز داره. مع التنبيه على ان فعل ذلك ان دل على المشروعية فينبغي ان يستصحب ومعه شأن تعظيم بيوت الله. فان جاز الاكل او النوم في المسجد فليس على معنى ان تتحول المساجد الى مطاعم وغرف للنوم يغلب على مرتاد المسجد ان يأكل فيه وان ينام فيه؟ لا. بل فعله بل فعله صلى الله عليه احيانا فنقل ذلك للدلالة على المشروعية وعلى عدم الانكار على من فعل ذلك. مع مراعاة ما تقدم من ادب وامر اخر يا كرام يراعى وهو اعتبار الاعراف في ذلك والمروءات التي يجري عليها العمل في المجتمعات بمعنى انه لو تقرر العرف في مجتمع من مجتمعات مسلمة ان مد الرجلين والاستلقاء بحضرة من يحترم ويقدر غير لائق كوارد او استاذ وشيخ ومعلم اذا عد في العرف من خلاف الادب فلا يصح ان يستشهد بثبوت ذلك وفعله في السنة وان يمد الرجل رجليه غير مكترث بالعرف ولا مراع له. فهذا ايضا من خلاف هدي الشريعة في باعتبار العرف فيما جرى فيه الاصل على الاباحة والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يتكئ على الوسادة وربما اتكأ على يساره وربما اتكأ على يمينه. هذا الاتكاء في الجلوس. هل كان يتكئ على الصلاة والسلام الجواب نعم. وثبت ذلك في بعض الروايات ومن اشهرها حديث الصحيحين. الا احدثكم باكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك بالله وعقوق الوالدين. قال وكان متكئا فجلس وقال الا وقول الزور الا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت كان متكئا اذا وهو يحدثهم. وهو يتكئ يقول الا احدثكم باكبر الكبائر؟ فلما جاء الى ذكر شهادة الزور او قول الزور اعتدل وجلس عليه الصلاة والسلام. هل يجوز للمرء ان يحدث جلساءه وهو متكئ او هذا خلاف الادب او من امارات التكبر والترف الاصل فيه الجواز والمشروعية. مع ما تقدم التنبيه عليه من مراعاة العرف في ذلك وعدم اهماله. اذا كان يتكأ عليه الصلاة والسلام ومن شواهد اتكائه حديث جابر في صحيح في صحيح مسلم يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه انما متكئا على وسادة على يساره فكان يؤتى بالاستاذة فاتكأ على يساره فاذا ثبت الاتكاء فعلى اي الجنبين كانا يتكئ صلى الله عليه وسلم؟ الامر في هذا واسع وثبت اتكاؤه على اليمين وعلى اليسار ولهذا قال وربما اتكأ على يساره وربما اتكأ على يمينه والامر في هذا فيه سعة وكذلك في عرف الناس اليوم لو قال لو كان في العرف مثلا ان يكون الاتكاء قبل الطعام على اليمين وبعده على اليسار او اي شيء يجري عليه العرف فالاصل فيه السعة والجواز. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان اذا احتاج في خروجه توكأ على بعض اصحابه من ضعف اذا احتاج الى ماذا اذ احتاج في خروجه توكأ اذا احتاج الى الاتكاء في الخروج اتكأ يعني اثناء المشي معنى هذا ايش؟ انه لم يكن يستعمل الاتكاء اصلا في مشيه. بل عند الحاجة والاصل ان يمشي من غير اتكاء صلى الله عليه وسلم. فاذا احتاج الى الاتكاء اتكأ. السؤال ما الحاجة؟ قال من ضعف ونحوه فكيف كان يتكئ كان يتكئ على بعض اصحابه وليس على عصا او عكاز بل كان يتكئ على بعض اصحابه كما اخرج احمد والترمذي. من حديث انس رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكيا ما معنى كان شاكيا اشتكى من وجع او مرض فخرج وهو يتكئ على اسامة بن زيد عليه ثوب قطري قد توشح به كيف صلى بهم فثبت انه خرج متكئا على اسامة. ولماذا اسامة من بين الصحابة اسامة تحبه وابن حبه ومن اقرب الناس الى قلبه صلى الله عليه وسلم. فكأنه احد اهل بيته فكأن الرجل خرج متكئا على بعض اولاده وهو من اقرب الناس والذي يروي الحديث انس وانس رضي الله عنه خادمه ومن اقرب الناس اليه ويدخل عليه داره. فهذه امور يرصدها المقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرووها دل ايضا على انه من التواضع وقلة التكلف ان يأمر بعض اصحابه ليقرب منه فيضع يده عليه ويتكئ وهو يمشي في غاية التواضع بل هو من باب ادخال السرور العظيم على قلب اصحابه. بالله عليكم ما شعور اسامة وهو يمشي ونبينا عليه الصلاة والسلام متكئ عليه غاية في العظمة والشعور بهذا القرب الحميمي جدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان يملك قلوب به حبا عليه الصلاة والسلام بمواقف شتى هذه بعضها وهو يفعلها صلى الله عليه وسلم عند الحاجة كما تقدم والله اعلم احسن الله اليكم فصل في هديه عند قضاء الحاجة. قضاء الحاجة التي يحتاج اليها الناس بطبيعتهم البشرية والجبلة التي خلقوا عليها وهو مظهر من مظاهر النقص في هذه الحياة ايش نقول مظهر نقص؟ لانها فضلات اخراج بول وغائط اكرمكم الله. فضلة بعدما يأكل الانسان فيزيد الطعام عن حاجته في جسده يأخذ ما يستفيد ويترك ويطرد ما يفظل عن حاجته فسميت فضلا. فسواء كان برازا او غائطا اكرمكم الله يخرج من جوف احدنا وهو يستقذر منه بانها فضلة ولانها مظهر من مظاهر النقص البشري فان الله عز وجل قد ازاله عن اهل الجنة فلا بول ولا غائط ولا نوم في الجنة. لانه من الكمالات في النعيم الترفع عن تلك القضايا. فلا عرق ولا بول ولا غائط في الجنة اذا دخلها اهلها جعلنا الله واياكم منهم قال فصل في هديه عند قضاء الحاجة الان انظروا الى هذه الزوايا الصغيرة في الحياة. قضاء الحاجة ماذا يفعل المرء اذا ذهب لقضاء حاجته لبول او غائط اكرمكم الله. حتى هذا الباب الضيق والمخصوص جدا والمستتر عن اعين ناس رصد في هديه عليه الصلاة والسلام. وتعجب الان من جملة واسعة من المسائل بنى عليها الفقهاء ابواب الاستطابة واحكام التخلي وقضاء الحاجة والاستنجاء والاستجمار. جملة من المسائل ما تكلم بها الفقهاء من تلقاء انفسهم. بل استخرجوها من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. يروى ذلك لتعلم ان الله بعث نبيا يشرع للامة الاحكام حتى لا تظن ان بابا من ابواب الحياة يمكن ان تتخذ فيه شيئا لا تتأسى فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام. لان اضيق المسائل وادقها واشدها خفاء حفظ فيه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام سنن لمن اراد ان وان يستن بها الامر متوقف على ماذا يا حبيبي؟ على قصدك لاتباع السنة على حرصك عليها والا فهي محفوظة موفورة متوارثة حفظها الرواة ونقلها الائمة ودونها العلماء عليك فقط ان تملأ قلبك حرصا على البحث عن السنة والتنقيب عنها والتفتيش عليها حتى قال سفيان رحمه الله ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل واراد ان يضرب بهذا المثل لان حكة الرأس عادة تأتي عفوية من غير قصد تصيبك الحكة فترفع يدك. يقول حتى هذا ان استطعت الا تفعله الا متبعا لاثر فافعل هذا الباب فصل في هديه عند قضاء الحاجة منذ توجهه لقضاء الحاجة حتى اقباله حتى قضائه حاجة وفراغه منها كل ذلك فيه جملة من الهدي النبوي؟ هذا ادب عظيم. في باب دقيق من ابواب الحياة. يفيدنا فيه فائدتين عظيمتين احداهما التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نقف عليه من هديه والاخرى والاخرى عظمة شريعتنا امة الاسلام اي والله انها عظيمة. كيف لا وهي دين الله فيحمد المسلم ربه ان جعله من اتباع دينه وشريعته وملة نبيه صلى الله عليه وسلم. لك دين يا رجل تفخر به ارفع رأسك اعتزازا انك مسلم. لك دين يعلمك كل ما تحتاج اليه في حياتك. في صغير الامور وكبيرها لك دين ما تركك حائرا ولا تائها ولا ضالا لك دين عظيم. امتن الله عز وجل عليك به. لما قال سبحانه على نبي عليه الصلاة والسلام يوم عرفة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولما هزأ اليهودي مع سلمان الفارسي رضي الله عنه كما في صحيح مسلم قال تزعمون ان نبيكم علمكم كل شيء حتى الخراءة يقولها ساخرا يعني هل نبيكم علمكم كل امور الدين حتى هذه واتى باللفظة المستقبحة التي رفعوا العرب عنها قال حتى القراءة فقال سلمان رضي الله عنه اجل لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستقبل القبلة بغاية او ضوء ونهانا ان نستنجي باليمين ونهانا ان نستنجي باقل من ثلاثة احجار. اعطاه ثلاثة اجود وليس جوابا واحدا نعم شيء لا نستحي من ذكره هذا دين عظيم هذا فخر لك عبد الله ان دينك علمك كل شيء وان نبيك عليه الصلاة والسلام علمك فيما اوحى الله اليه ما تحتاج اليه في كل ابواب الحياة بعد هذا اتظن ان بابا في الحياة يمكن ان يكون غائبا عن شريعة الاسلام ليس لله فيه حكم وليس للشريعة فيه دلالة وارشاء. حاشا والله عشرة الدين الذي استوعب كل تفاصيل الحياة اتغيب عنه القضايا الكبرى في حياة العباد الى قيام الساعة فالحمد لله الذي هدانا للاسلام وجعلنا مسلمين احسن الله اليكم. قال رحمه الله كان اذا دخل الخلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث الريجيس النجس الشيطان الرجيم وكان اذا خرج يقول غفرانك هذا ذكر لدخول الخلاء وذكر لخروجه. للخروج منه. الخلاء كل موضع تقضى فيه الحاجة والحمامات التي هي داخل البيوت اليوم ايضا هي مواضع الخلاء يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء قام اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث الخبث جمع خبيثة جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة قيل في تفسيرها عدة اقوال اشهرها ان الخبيثة والخبيثة ذكران الشياطين واناثهم. اعوذ بك كمن الخبث والخبائث استعاذ من ذكران الشياطين ومن اناثهم والقول الثاني ان المقصود بالخبث الشر وبالخبائث الكفر والثالث ان الخبث الشياطين والخبائث المعاصي ايا كان فهو يستعيذ بالله في موضع ينبغي التعوذ بالله قبل دخوله لم؟ لان الخلاء سواء كان حمامات بنيت اليوم داخل المنازل او كانت امكنة يقصدها المرء لقضاء حاجته هي مواطن نجاسة. ومواطن النجاسة تنافي مواطن الذكر لله عز وجل. مواطن الذكر طاهرة شريفة رفيعة مباركة. ومواطن النجاسات نجسة دنيئة مهينة ايضا تحفها الشياطين وهي مأوى مساكنهم واجتماعهم. فالقاصد لها بين قوسين لاجل الحاجة يحتاج ان يتعوذ بالله عز وجل عند قصدها فيقول اعوذ بالله او اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. يقوله هذا الذكر يقوله عند دخوله لا بعد دخوله خصوصا اذا كانت الاماكن مثل الحمامات والمراحيض اليوم مبنية ولها ابواب فيقولها قبل دخوله بعدها لانه في داخلها يحتجز من ذكر الله عز وجل فيها ومما ثبت ايضا ان مما يقوله المرء في دخول الخلاء ان ان يسمي بالله قبل الدخول. كما جاء في حديث صحيح طرقه اخرجه الترمذي وابن ماجة وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال ستر ما بين اعين الجن وعورات بني ادم اذا دخل احدهم الخلاء ان يقول بسم الله فالجمع بينهما ان تقول بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث فالبسملة تستر عورة المرء اذا قضى حاجته عن اعين الجن. قال رحمه الله وكان اذا خرج صلى الله عليه وسلم يقول غفرانك. استغفر الله عز وجل بعد خروجه من ذاك المكان. وفي حديث ضعيف اخرجه بعض اصحاب السنن كابن ابي شيبة في المصنف والطبراني في الدعاء من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا خرج من الخلائق الحمد لله الذي اذهب عني الاذى وعافاني لكن الحديث ضعيف والاصح منه قول غفرانك فانه كاف لو اقتصر عليه المرء. والحمد لله الذي اذهب عني الاذى وعافاني المقصود بالاذى الفضلة التي اعانه الله على اخراجها وعافاه من اذاها ومما ينشأ عنها لو احتبست في جوف ابن ادم نعم احسن الله اليكم قال وكان يستنجي بالماء تارة ويستجمر بالاحجار تارة. ويجمع بينهما تارة. الان هذا داخل الخلاء اذا قضى زوجته فان الواجب شرعا التنظف وازالة النجاسة هذا واجب شرعا. ليش نقول واجب؟ لان المسلم يأثم بترك تنظفه من النجاسة بعد قضائه لحاجة ليس اثما بل هو معدود من الكبائر لاجل ما ورد فيه من الوعيد مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين قال انهما لا يعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستتر من البول. وفي رواية صحيحة لا يستنزه من البول وقوله عليه الصلاة والسلام تنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منه. فدل على وجوب التنظف من النجاسة والتطيب منها ولهذا يسميها الفقهاء الاستطابة. ويسمونها الاستنجاء ويسمونها ازالة النجاسة. وهي شرط من شروط صحة الصلاة لا تصح صلاة مسلم الا بازالة النجاسة من بدنه وثوبه والبقعة التي يصلي فيها. فكما ان الطهارة شرط فازالة النجاسة ايضا لصحة الصلاة شرط. كان يستنجي صلى الله عليه وسلم بالماء تارة ويستجبر بالاحجار ويجمع بينهما تارة وكل ذلك وردت به السنة. فمما ثبت في الاستنجاء بالماء حديث انس في الصحيحين رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل خلاء فاحمل انا وغلام معي اداوة من ماء. قربة صغيرة من الجلد وعنز العنزة والعصا الصغيرة اكبر من العصا واصغر من الرمح قال احمل انا وغلام معي اداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء والاستجمار ايضا ثابت في حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما طلب منه النبي عليه الصلاة والسلام احجارا يستجمر بها. فوجد حجرين قال التقيت الثالثة فلم اجد فاتيت بروثة فاخذتها فاتيت بها النبي عليه الصلاة والسلام الروث القطعة اليابسة من فضلة كالبعيد ونحوه فالقاها النبي عليه الصلاة والسلام اخذ الحجرين والقى الروثة وقال انها ريكس يعني نجس. وقد جاء النهي الا نستنجي ولا عظم. فالرجيع فضلة الحيوان. على كل حال. فثبت انه استعمل الحجارة في الاستنجاء. وثبت استعماله للماء وثبت تجمعه بين الامرين. يقول الفقهاء الاكمل الجمع بين الامرين. الاستجمار بالحجارة او ما يقوم مقامها مناديل اليوم في الحمامات اكرمكم الله فاذا استجمر بالمنديل يعني يمسح النجاسة من على المخرج بولا كانت او غائطا. ثم يستعمل الماء استنجاء يكون ابلغ في التنقية والتنظف والطهارة فالجمع بينهما اكمل فان اقتصر على احدهما فالاستنجاء بالماء اكمل في النظافة من الاستجمار بغير الماء كأن يكون حجار او يكون مناديل او نحوها مما يزال به النجاسة في غير ما جاء النهي عنه. والمقصود في كل الاحوال ازالة النجاسة قبل التطهر الى الصلاة فانها شر. ونبينا عليه الصلاة والسلام فعل هذا وفعل ذا. واصطلح الفقهاء على تسمية استعمال الماء استنجاء واستعمال غيره ورقا او منديلا او حجرا يسمى استجمارا ولو اطبق على كليهما الاستجمار او على كليهما الاستنجاء صح ذلك وهو من اصطلاحات الفقهاء رحمهم الله احسن الله اليكم قال وكان اذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حتى يتوارى عن اصحابه وربما كان وربما كان يبعد نحو الميلين. ليش يبعد ويتوارى استتارا نعم وكان قال وكان يستتر للحاجة بالهدف تارة وبحائش النخل تارة وبشجر البوادي تارة. اذا هنا ادب كبير من اداب الحاجة وهو الاستتار الاستتار عن اعين الناس الاستتار حيث لا يراه احد ويتحقق الاستتار باحد شيئين الاول الاستتار بشيء يجلس خلفه قاضي حاجته فلا يراه احد ولو كان قريبا والامر الاخر الذي يتحقق به الاستتار عند عدم وجود ما يمكن الجلوس خلفه هو الابتعاد كمن خرج مثلا الى الى الى مزرعة مفتوحة او الى ساحل وشاطئ وليس امامه الا ماء البحر وهو ممتد لا توجد فيه شيء من السواتر او في صحراء وفلات وهم مجموعة او رفقة. يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذهب في سفره للحاجة وذكره السفر لان السفر يكون في مضارب الارض حيث امتداد المسافات ولا شيء يمكن ان يستتر خلفه الجالس. قال انطلق حتى يتوارى عن اصحابه وربما كان يبعد نحو الميلين. في حديث المغيرة عند الترمذي وابن ماجة. قال رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله عليه عليه وسلم في سفر فاتى النبي صلى الله عليه وسلم حاجته قال فابعد في المذهب يعني ذهب مكانا بعيدا وهو بين اصحابه عليه الصلاة والسلام. طيب هذا اذا كان في فضاء كساحل وشاطئ ومزرعة وفلات من الارض. فاذا كان في بنيان يستتر للحاجة بالهدف وبحائش النخل وبشجر البوادي. كل شيء يستره يجلس خلفه لقضاء بالهدف اي شيء مرتفع من الارض؟ كومة حجارة ربوة تلة هي هدف يستتر خلفه فيجعلها بينه وبين اعين الناس فيكون مستترا بها. وبحائش النخل المجموعة من النخل اذا كانت ملتفة جلس خلفها فتستره. وبشجر ووادي ايضا ما التف منه واجتمع والمقصود به اذا كان في واد ونحوه. واليوم يقول الانسان اذا كان في سفر ونحوه فلم يجد شيئا يستره استتر خلف سيارته استتر خلف شيء من متاعه المهم ان يكون ذلك محققا للهدي النبوي في الاستتار عند قضاء الحاجة. نعم احسن الله اليكم قال وكان اذا اراد ان يبول في عزاز من الارض وهو الموضع الصلب اخذ عودا من الارض فنكت حتى يثرى ثم يبول وكان يرتاد لبوله الموضع الدمث وهو وهو اللين الرخو من الارض هذا هذا ادب اخر من سنن قضاء الحاجة والكلام اذا كان في في في خارج البيوت في الاسفار وفي الرحلات وفي اماكن ان لا توجد فيها الحمامات المعاصرة اليوم السنة ان يبتغي لموضع تبوله اكرمكم الله مكانا رخوا يعني التراب ورمل ونحو ذلك ويبتعد عن المكان الصلب او التبول على الحجارة الملساء والصلب والقاسية. لم نعم لان التبول على الارض الصلبة يحصل فيها ارتداد للبول ورجوع لبعض قطراته اما على بدن او على ثوبه وهو يحتاط لذلك ويحترز منه. يقول كان عليه الصلاة والسلام اذا اراد ان يبول في عزاز من الارض في موضع صلب قبل ان يبول يأخذ عودا فينكت به يعني يحركه حتى يثريه. يعني حتى يتحول الى تراب وثرى. فتتحقق الرخاوة المطلوبة وكان يرتاد لبوله الموضع الدمث يعني اللين الرخوة من الارض اخرج الامام احمد وابو داوود وان كان ضعيفا لكنه يدل على ذلك. يقول كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا اراد ان يتبول ولا اتى دم فن في اصل حائط فبالى. ثم قال اذا اراد احدكم ان يتبول فليرتد لبول ايش يعني فليرتد فليبحث عن مكان مناسب لبوله. لاجل الا يعود عليه بشيء مما يناقض الطهارة المطلوبة من المسلم احسن الله اليكم قال قال واكثر ما كان يبول وهو قاعد حتى قالت عائشة رضي الله عنها من حدثكم انه وكان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول الا قاعدا وقد روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة انه صلى الله عليه وسلم بال قائما. الان البول هل يكون قياما وقعودا ما الهدي النبوي؟ تقول عائشة رضي الله عنها من حدثكم انه كان يبول قائما فلا تصدقوه. ما كان يبول الا بعيدة على الاصل العام في النفي. تقول ابدا ما تبول قائما ولو لم يرد الا حديثها لكان اصلا في الباب وان نقول لا يجوز التبول للمرء قائما. لكنه ثبت في صحيح مسلم حديث صحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه لما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فبال قائما اذا ثبت تبوله قائما فكيف نجمع بينه وبين نفي عائشة رضي الله عنها؟ عدة اجابات ان يقال حكت عائشة ما تعرف رضي الله عنها وان صادقة فلم يمر عليها يوم رأت فيه النبي عليه الصلاة والسلام يبول قائما فحكت ما وقفت عليه وربما وقف غيرها على غير ذلك كما فعل حذيفة رضي الله عنه فاخبر به والجواب الثاني ان نقول الاصل التبول قاعدا ويجوز التبول قائما للحاجة. فاذا انتفت الحاجة فينبغي ان يكون على الاصل وهو التبول قاعدا. نعم قال وقد روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم بال قائما فقيل هذا بيان للجواز يعني الاصل فيه المنع وفعله مرة ليدل على الجواز وقيل انما فعله من وجع كان بمأبضه وقيل فعله استشفاء. قال الشافعي والعرب تستشفي من وجع الصلب بالبول قائما. الصلب الظهر قال العرب تستشفي من الم الظهر بالتبول قائما لان القيام والقعود يزيد في الم الظهر عند صاحبه. يقول اه من الاجابات انه ربما تبول قائما في حديث حذيفة من وجع كان بمأبضه. المأبض ما تحت الركبة من كل حيوان المنطقة التي تحت الركبة تسمى المأبض فقيل لعله من جرح كان به او لعلة في حديث حذيفة فلم يجلس لان من كان مجروحا او مصابا في باطن ركبته لا يستطيع ثنيه فذلك مؤلم وغير مقدور. فلذلك بال قائما. لكن الحديث ضعيف في اثبات انه بال لاجل الم كان بمقبضه. نعم. قال والصحيح قال والصحيح ان والصحيح انه انما فعل ذلك تنزها وبعدا من اصابة البول فانه انما فعل هذا لما اتى سباطة قوم وهي ملقى وهي ملقى الكناسة وتسمى المزبلة وهي تكون مرتفعة فلو بال فيها الرجل قاعدا لارتد عليه بوله. وهو صلى الله عليه وسلم استتر بها وجعله بينه وبين من الحائط فلم يكن بد من بوله قائما والله اعلم. نعم هذا ليس تخمينا بل هو صريح حديث حذيفة رضي الله عنه. قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى الى سباطة قوم في حي من احيائهم بالمدينة. السباطة كما قال مجمع الزبالة اكرمكم الله كما هو في احياءنا اليوم البراميل الكبيرة التي تجتمع فيها القمامة ثم تأتي الجهات المعنية بحملها وازالتها. فمجمع القمامة او ملقى ناسا يسمى سباطا فلما جاء عليه الصلاة والسلام واراد قضاء حاجته جاء فجعل السباطة هذه هي الساتر الذي يستره على الناس لانها مكان مرتفع كالهدف كما قلنا قبل قليل كل ما ارتفع يسمى هدفا فما له تصور انه يجلس عند تلك المزبلة اكرمكم الله لقضاء حاجته فلو فعل ذلك لارتد عليه من النجاسة شيء ولربما كان من اثر المزبلة من النجاسات ما قد يصيبه لو جلس بجواره. فماذا فعل بال قائما عليه الصلاة والسلام جمعا بين هدفين الاستتار بكونه خلف السباطة والهدف الثاني الا يرتد عليه بوله فبالغ قائما صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال وقد ذكر الترمذي عن عمر ابن عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وانا طولوا قائما فقال يا عمر لا تبل قائما قال فما بلت قائما بعد قال الترمذي وانما رفعه عبد الكريم ابن ابي المخارق وهو ضعيف عند اهل الحديث. احاديث النهي عن التبول قائما اما انها لا تصح كمثل هذا الحديث. يا عمر لا تبل قائما. قال فما بلت قائما بعد. الحديث ضعيف وقد نبه الترمذي عقب اخراجه على ضعفه. والحديث الاتي ايضا عند البزار هو ايضا لا يثبت فلا يصح نهي انما الصحيح ثبوت بوله عليه الصلاة والسلام قاعدا. وثبت انه بال قائما لحاجة فنقول الاولى والاكمل والسنة والهدي التبول جالسا. فان احتاج الى القيام قام والا فالاصل ان يبقى على الجلوس ومما يذكر عن ابن مسعود رضي الله عنه معلقا قوله فيما اخرج الترمذي من الجفاء ان تبول وانت قائم وكان سعد ابن ابراهيم من متقدم السلف لا يجيز شهادة من يبول قائما. فيعتبرون هذا من خوارم المروءة. كيف يبول قائما ويغلب على التبول قائما عدم العناية بآداب الاستنجاء. لكن الصحيح جواز ذلك. اولا لفعله عليه الصلاة والسلام ثم تتابع السلف ثبتت الرخصة في التبول قياما عن عدد من الصحابة كعمر وابنه عبدالله وعلي وزيد وسهل وانس وابي هريرة وعروة رضي الله عنهم جميعا. فطالما صحت السنة وثبتت الرخصة. دل على جواز التبول قائما لكن الاولى الجلوس حال التبول. نعم احسن الله اليكم. قال وفي مسند البزار وغيره من حديث عبدالله بن بريدة عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من الجفاء ان يبول الرجل قائما او يمسح جبهته قبل ان يفرغ من صلاته او ينفخ في سجوده. مسح الجبهة لانهم كانوا يسجدون على ارض المساجد وليس فيها فرش. انما يسجدون على الحصى والرمل الناعم. فالساجد يعلق بجبهته بقية من حصى دقيق ورمل وتراب. فيمسح جبهته جاء النهي عن مسح الجبهة قبل الفراغ من الصلاة. ليش لان القلة من الرمل او الحصى الذي يعلق بالجبهة اذا ازلته فاذا سجدت ثانية علق به فتكون مشغلة فاما اذا علقت اولى يعني الحصوات او البقايا من الرم في الجبهة فانها تبقى ولا يلحقها شيء الجبهة ليست مغناطيس يسحبوا كل الرمل انما هي البقعة التي يصيبها شيء من التراب والحصى فيتركها حتى لا تكون مشغلة لذلك. قال ايضا والنفخ في السجود. ايضا النفخ في السجود لازالة ما قد يكون من اذى وشيء من العوالم جاء النهي عن كل ذلك ادبا في الصلاة. الحديث هنا ايضا الذي اورده فيه ضعف سينبه عليه قال ورواه الترمذي وقال هو غير محفوظ. وقال البزار لا نعلم رواه عن عبدالله بن بريدة الا سعيد بن عبيد الله ولم يجرحه بشيء. وقال ابن ابي حاتم هو بصري ثقة مشهور. والحديث مروي ايضا بلفظ اربع من الجفاء. ذكر هذه الثلاثة وزاد وان مع المنادي ثم لا يتشهد مثل ما يتشهد. يعني لا يتابع المؤذن في اذانه والبخاري رحمه الله اعل الحديث فقال منكر يضطربون فيه احسن الله اليكم قال وكان يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن. ايش يعني يعني لا يشترط لقراءة القرآن الطهارة طالما لن يمس المصحف يخرج من الخلاء يعني هو بعد ما توضأ فما ارتفع حدثه فيقرأ القرآن فدل على عدم اشتراط الطهارة لقراءة القرآن مع احاديث اخر نعم قال وكان يستنجي ويستجمر بشماله لانه من باب ازالة الاذى. والنبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيمن في تنعله ترجله وطهوره وفي شأنه كله. كما قال العلماء ما كان من باب الاكرام. كالاخذ والعطاء ودخول البيوت والمساجد والعكس بالعكس فما كان من خلاف ذلك كازالة الاذى والنجاسة كمثل الاستنجاء والاستجمار يستعمل فيها الشمال نعم قال وكان يستنجي ويستجمر بشماله ولم يكن يصنع شيئا مما يصنعه المبتلى مما يصنعه المبتلون بالوسواس من نثر الذكر والنحنحة والقفز ومسك الحبل وطلوع الدرجة وحشو القطن في وحشو القطن في بخش الاحليل وصب الماء فيه وتفقده الفينة بعد الفينة ونحو ذلك من بدع اهل الوسواس المبتلون بالوسواس عافانا الله واياكم يعانون الامرين عند قضاء الحاجة واحدهم يجلب لنفسه بوسواسه مزيدا من الالم والمعاناة والاسى. ولهم في ذلك صور يعني احدهم قضى حاجته لو انصرف ولبس لباسه وخرج وتوضأ وصلى لكان ذلك مجزئا شرعا لكن الوسواس يخيل اليه انه لا يزال قطرات من البول ما نزلت او بعدما قام ولبس ثوبه ربما خرجت قطرة واثنان فيقول احتاط لذلك فاذا قضى حاجته بقي في مكانه ويريد اخراج القطرات التي لا يريد خروجها بعد قيامه. فيريد ان يخرجها قبل ان يقوم فيعمدون الى امور شقوا بها على انفسهم اولا وخالفوا الشريعة ثانيا وابتدعوا اشياء احدهم اصبح مبتلا بمرض يلازمه بسبب صنيعه. قال المصنف مثل نثر الذكر يعني تحريكه لاخراج ما قد يبقى فيه من قطرات. النحنحة لاجل ان يكون ذلك ايضا مدعاة الى اخراج ما يبقى في مثانته او احليله او الحالب من قطرات بول. القفز مسك الحبل طلوع كل ذلك لاخراج ما قد تبقى من قطرات وكل ذلك مما لم يشرعه الله ولم يكلف به العباد قال وحشو القطن في بخش الاحليل يعني في الثقب الذي يخرج منه البول اكرمكم الله. يحشي القطن بحيث القطن يمتص البول فيكون هذا من التكلف والاذى والعنت او صب الماء فيه يعني في فتحة مخرج الذكر وتفقده الفينة بعد الفينة فكلما من الحمام دخل المبتلون بالوسواس يعانون في ذلك اشد الالم والمعاناة نسأل الله العافية. قال المصنف كل ذلك لم يثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام فعله ولا شيئا منه قط وهو من البدع التي يفعلها اصحابها وما يروى فيه عن رسول الله صلى الله عليه سلم فلا يصح منه كما نبه عليه المصنف هنا قال وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان اذا بال نثر ذكره ثلاثا وروي انه امر به ولكن لا يصح ذلك من فعله ولا امره. قاله ابو جعفر العقيلي. نعم لم يصح ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. اما فعله انه نثر ذكره ثلاثا فحديث ضعيف. اخرجه احمد وابو داوود في المراسيل وابن ماجة. لكنه لا يصح فيه راوي ضعيف وراويان مجهولان فهو من اشد الاحاديث ضعفا. ولم يأمر به عليه الصلاة والسلام فلا يثبت من قوله ولا من فعله احسن الله اليكم قال وكان اذا سلم عليه احد وهو يبول لم يرد عليه. ذكره مسلم في صحيحه عن ابن عمر عن ابن عمر رضي الله ان رجلا مر والنبي صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه. ماذا نستفيد استفيد شيئين الاول الا تلقي السلام على من يقضي حاجته. والثاني ان سلم عليك احد وانت تقضي حاجتك فلا ترد السلام. ليش لان السلام من اسماء الله تقول السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله. وهذا من اسماء الله وهذا موضع منزه ان يذكر فيه السلام وهو من اسماء الله في ذلك الموضع حال قضاء الحاجة. نعم قال وروى البزار في مسنده في هذه القصة انه رد عليه ثم قال انما رددت عليك خشية ان تقول سلمت عليه فلم يرد دع علي سلاما فاذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي فاني لا ارد عليك السلام. عند ابن ماجه من حديث جابر ان رجلا مر على النبي عليه الصلاة ابتدى وهو يبول فسلم فقال اذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي. فانك ان فعلت ذلك لم ارد عليك اما رواية البزار هذه التي اشار اليه المصنف وسيرجح خلافها واعتبرها ضعيفا انه رد عليه. وقال انما رددت عليك خشية ان تقول سلمت فلم يرد سلاما ثم نبهه فقال اذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي. نعم وقد قيل وقد قيل لعل هذا كان مرتين. وقيل حديث مسلم اصح لان العلماء ما حديث مسلم انه لم يرد عليه السلام. نعم. وقيل حديث مسلم اصح لانه من حديث الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر وحديث البزار من رواية ابي بكر رجل من ولد عبد الله ابن عمر عن نافع عنه. وقيل وابو بكر هذا هو ابو بكر ابن عمر ابن عبد رحمن ابن عبد الله ابن عمر روى عنه مالك وغيره والضحاك اوثق منه. اذا فالاصح عدم جواز السلام حال قضاء البول ولا رد السلام. نعم. قال وكان اذا استنجى بالماء ضرب يده بعد ذلك على الارض. لماذا ضرب اليد بالارض بعد الاستنجاء لازالة ما قد يعلق باليد من بقية النجاسة. هو غسل فرجه اكرمكم الله فربما بقيت نجاسة. اليوم وجدت الات التنظيف وادواته صابون ونحوها فتقوم مقام ضرب اليد بالارض كذلك. نعم احسن الله اليكم قال وكان اذا جلس لحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الارض. هذا حديث انس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قضى حاجته اذا اراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الارض. لم مزيد استتار هذا وهو مستتر اصلا خلف شيء اليوم اغلاق ابواب الحمامات يقوم مقام هذا. فمن دخل فلا يستعجل في رفع ثوبه حتى يغلق دونه الباب ويدلك هذا على ان ما شاع اليوم في بعض الاماكن العامة من تهيئة اماكن التبول اكرمكم الله التي لا يستتر فيها قاضي حاجته فيجعلونها في المطارات وفي الفنادق والاماكن العامة فيقف الرجال بجوار بعضهم فتنكشف العورات وتقضى الحاجات فلا خلق ولا مروءة ولا ادب ولا حتى فطرة تراعى. والنبي عليه الصلاة والسلام علمنا الادب في الاستتار عند قضاء الحاجة وبه تم ما كلام المصنف رحمه الله في هذا الفصل قال الامام الشافعي رحمه الله واحب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال. وانا في يوم الجمعة وليلتها اشد استحبابا. قال واحب قراءة الكهف ليلة الجمعة ويومها لما جاء فيها. ان الصلاة على النبي لبلسم يشفي الفؤاد ويذهب الاوجاع من جاء بالاسلام خير رسالة شمسا يعم ضياؤها الاصقاع صلى عليك الله وطير على وبعذو شدو اطرب الاسماع. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما يا رب العالمين واجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ارحم موتانا اشفي مرضانا وعافي مبتلانا يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك