بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله ربي وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبع باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب البيت الحرام وفي هذه الليلة الكريمة المباركة ليلة الجمعة ينعقد هذا المجلس الأسبوعي الرابع والخمسون بعون الله تعالى وتوفيقه من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا اليوم في هذا اليوم الخميس الخامس عشر من شهر جمادى الاخرة سنة خمس واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مستكثرين في هذه الليلة المباركة من ذكرنا لربنا جل جلاله. ومن صلاتنا وسلامنا على المصطفى نبينا محمد واله وهو القائل عليه الصلاة والسلام اكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا تجلى للحياة فكان نورا بدين طاهر اهدى البشائر. وصار ليملأ الكون انشراحا. وفي توجيهه طهر الضمائر عليه صلاة ربي ما تنادت الى التكبير اصداء المنائر. فاللهم صل وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم وسلام يا ذا الجلال والاكرام شرعنا ليلة الجمعة الماضية في الفصل الذي جعله الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المبارك هذا ما يتعلق بصفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ومضى فيها مجلسان الاول فيما يتعلق بالتكبير ودعاء الاستفتاح والثاني الذي وقفنا بعده ما يتعلق بالاستعاذة والبسملة وقراءة الفاتحة وسكتاته عليه الصلاة والسلام فاذا فرغ من قراءة الفاتحة يقرأ سورة سواها لان الله قال فاقرأوا ما تيسر من القرآن وكان هديه عليه الصلاة والسلام في قراءة السورة الاخرى بعد الفاتحة متعددا متنوع الانحاء حفظت في سيرها ورويت في سنته صلى الله عليه وسلم جمعت تلك الروايات وصنفها الائمة. يسوق المصنف رحمه الله في هذا الفصل ما الذي ثبت من هدي النبي عليه الصلاة السلام من القراءة بعد الفاتحة في الصلاة اي سورة كان يقرأ وكم ذاك المقدار الذي كان يقرأ به في الصلوات من الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وهو الذي اورد فيه ما نتدارسه الليلة في مجلسنا ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله فاذا فرغ من قراءة الفاتحة اخذ في سورة غيرها وكان يطيلها تارة ويخففها لعارض من سفر او غيره. ويتوسط فيها غالبا. اذا فرغ صلى الله عليه وسلم من قراءة الفاتحة اخذ في صورة غيرها ومعنى اخذ يعني شرع في قراءة سورة سوى الفاتحة. اذا لم يكن يقتصر في صلواته صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة الفاتحة فقط ولو اقتصر عليها لاجزأته لكن هديه كان اكمل من مجرد الاقتصار على القدر المجزئ كان قراءة للفاتحة وقراءة لسورة اخرى سواها قال كان يطيل تلك السورة احيانا او كان يخففها لعارض من سفر او غيره. كأن يكون ذلك العارض مثلا ان يسمع في الصلاة صوتا سطوت صوتا كبكاء صبي او صوت عارض فيخفف في الصلاة ويتوسط غالبا. اذا كل ذلك ثبت. تطويل القراءة وتقصير القراءة والتوسط فيها. طيب التطويل والتقصير امر نسبي فما الطول الذي نقصده بقراءته عليه الصلاة والسلام؟ ان يطول هل نقيسها بالصفحات او بالاجزاء او بعدد الايات الروايات تصف هذا المقدار بتحديد اسماء السور وستقف الان على اسماء سور بعينها كان يقرأ بها صلى الله عليه وسلم في صلواته. لكن قبل ان ندخل فيها ونتعرف عليها سواء كان ذلك في الفجر او في الجمعة او في غيرها من الصلوات. تأمل معي امرا مهما يدعوك الى فهم ما تأتيك من الروايات بعد قليل. الصلاة يا كرام اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين وهي في العبادات في ميزان شريعتنا ايها المسلمون اثقل العبادات وزنا وهي اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. فان صلحت صلح سائر عمله. الصلاة صلة بين العبد وربه. الصلاة الركن الاوحد في اركان الاسلام الذي بها المسلم كل يوم وليلة مرات ومرات لا لشيء الا لما في الصلاة من معنى عظيم وحكم جليلة ارتبط بها المسلم في دينه. ولهذا قال امير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه ولا حظ في الاسلام لمن لا حظ له في الصلاة ويقول عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر. وقال بين الرجل وبين الكفر او الشرك ترك الصلاة. كل تلك النصوص وما جاء في فضائل الصلاة. وحكمها وحكم مشروعيتها يدلك على ما للصلاة من شأن عظيم. فاذا ادركت هذا ووجدت الصلاة عبادة ذات اركان وواجبات. فيها قيام وقعود وركوع ورفع وسجود وتشهد وتسبيح حتى ان جملة عبادات الصلاة داخل الصلاة هي جليل الذكر للوقوف بين يدي الله فاذا نثرت تلك العبادات التي تؤديها في صلاتك بدءا من تكبيرة الاحرام وانتهاء بالتسليم في الصلاة وجدت ان القراءة حال القيام هي اعظم تلك العبادات التي في الصلاة تدري لم بانه يقرأ فيه كلام الله ولو تصورت ذلك لعلمت ان العبد اذا وقف بين يدي الله يدعوه ويناجيه ويسأله ويطلبه ويعظمه ويسبحه جعل بين يدي ذلك كله في اول ما يدخل في الصلاة ان يقرأ شيئا من كلام الله يتقرب الى الله بكلامه سبحانه. يقف بين يديه وهو يتلو كلامه جل جلاله. ثم يركع تعظيما ويرفع وتسميعا وتحميدا ويسجد اذلالا واخباتا وتضرعا ودعاء. تلكم هي الصلاة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه لما تكلم في صلاته قال له ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن نريد ان نصل الى ماذا يا كرام؟ نريد ان نصل الى ان قراءة القرآن في الصلاة يعني ما بعد الفاتحة او الفاتحة وما بعدها هو اعظم ما يفعله المصلي في صلاته. واجل ما يأتيه من العبادات داخل الصلاة فينبغي ان يأخذ هذا المعنى حظه الوافر داخل صلاة المصلين. فاذا صلى احدنا وذكر الله وقرأ القرآن ينبغي الا يزهد ولا يقصر او يسرع او يعجل في هذا المقام العظيم الوقوف والقيام في كل ركعة نقول هذا لما سيمر بك بعد قليل من سنة تطويل القراءة او التوسط فيها بمقادير هي اليوم بقياسنا وبحساباتنا وقياسا بصلاتنا فيها تقصير كبير لكن من ادرك هذا المعنى؟ التفت الى انه اذا ان صلى فاعظم ما في صلاته الوقوف بين يدي الله. وركن القيام الذي فيه قراءة القرآن على ما سيكون مصنفه رحمه الله تعالى موزعا الحديث على فروض الصلوات الخمس بدءا من الفجر وانتهاء العشاء احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يقرأ في الفجر بنحو ستين اية الى مئة وصلاها بسورة قاف وصلاها بالروم وصلاها بإذا الشمس كورت وصلاها بإذا زلزلت في الركعتين وصلاها بالمعوذتين وكان في السفر وصلاها فاستفتح سورة المؤمنين حتى بلغ ذكر موسى وهارون في الركعة الاولى اخذته سعلة فركع. نعم هذه جملة من الشواهد والامثلة لما كان يقرأ به صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر. وقد اجمع العلماء واتفق الفقهاء من المذاهب الاربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم. على ان القراءة في صلاة تجري اطول القراءة بين سائر الصلوات وان السنة فيها التطويل تأسيا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. لا يخالف في هذا احد من الفقهاء وذكر لك المصنف رحمه الله جملة من الامثلة. اولها حديث ابي برزة الاسلمي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ما بين الستين الى المئة اية ما بين الستين الى المئة اية وهذا يعدل اليوم بتقسيم الاجزاء والصفحات ما بين ثلث جزء الى نصف جزء وزيادة في ركعتي صلاة الفجر وهو مقدار ليس بالقليل. كان يقرأ بين الستين الى المئة اية وحديث اخر ومثال ثان قال وصلاها صلى الله عليه وسلم بسورة قاف وهو جاء في حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه ايضا في حديثه عند مسلم وفي حديث قطبة ابن مالك رضي الله عنه انه كان يقرأ في الفجر بقاف والقرآن المجيد والمثال الثالث قال صلاها بسورة الروم. والحديث عند احمد وبعض اصحاب السنن عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اما وقد سمي في مسند البزار بالاغر المزني رضي الله عنه. وفي الاسناد لين يستشهد ببعض الطرق ويتقوى كما ذكر المحدثون وايضا من الامثلة رابعا صلاها بسورة التكوير اذا الشمس كورت كما في حديث عمرو بن حريث عند الامام مسلم كان يقرأ وفي الفجر والليل اذا عسعس يعني يقصد بها سورة التكوير. قال وصلاها بسورة الزلزلة في الركعتين كلتيه من حديث معاذ بن عبدالله الجهني عن رجل من جهينة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والاسناد صحيح اخرجه ابو داوود نقي وله شاهد مرسل عن سعيد بن المسيب ايضا اخرجه ابو داوود في المراسيل. فقرأ في الفاتحة بعد الفاتحة بسورة الزلزلة في الركعة الاولى ثم اعاد قراءة الزلزلة مرة اخرى في الركعة الثانية فثبتت هذه عن رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم اما في السفر فقد ثبت انه كان يخفف القراءة كما في حديث كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فسمعه يقرأ بالمعوذتين. سورة الفلق وسورة الناس وقد كان في سفر صلى الله عليه وسلم والحديث اصله في صحيح مسلم. واخر الامثلة التي اوردها المصنف انه قرأ صلى الله عليه وسلم بسورة قد افلح المؤمنون. فلما ابتدأ السورة حتى بلغ ذكر موسى وهارون فادركته سعلة يعني ادركه شيء من السعال والكحة حالت بينه وبين استمرار القراءة فركع صلى الله عليه وسلم كما في صحيح اي مسلم. وهذه تتجاوز نحو من اربع صفحات بتقسيم صفحاتنا في مصاحف اليوم. هذه المقادير فيها طول كما ترى سواء قلت بسورة قاف او بسورة او بستين اية او بسورة الروم ونحوها. مع ما ثبت احيانا من التخفيف كالتكوير والزلزلة والمعوذتين. لكن الاصل المطرد والغالب في احواله صلى الله عليه وسلم الطول في صلاة الفجر. ولذلك اسباب وحكم جعلت القراءة في صلاة الفجر في السنة اطول من غيرها من الصلوات. منها ان صلاة الصبح ركعتين ان صلاة الصبح ركعتان وهي تدرك والناس اكثرهم نيام فيسن فيها التطويل وطول القراءة ليدرك الناس الصلاة. فيستيقظ النائم ولا تفوته الجماعة. ومن الحكم ايضا ان ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تطويل القراءة لما يتصل بين صلاة الفجر وقيام الليل وقد قال الله عز وجل ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا فما بين الفجر واخر الليل صلة وثيقة في ارتباط النفس والقلب واقبالها على الذكر وانشراح بكلام الله عز وجل. فاذا ذكر ذلك في قيام الليل فقد ذكر الله في شأن الفجر قوله عز اسمه وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. فهذا معنى عظيم يجعل للقراءة في صلاة الفجر ما ليس لغيرها من الصلوات. ثالثا ان صلاة الفجر غالبا تكون عقيب النوم والناس مستريحون وليس عندهم من تعب الاجساد والعناء الذي قد يكون في غيرها من الصلوات فينشطون لتحمل الصلاة التي تقول فيها القراءة اه. رابعا ان قال الفقهاء لما نقص عدد ركعات الفجر عن بقية الصلوات فان اقصر الصلوات ركعتان فقط قالوا فلما نقص عدد ركعاتها جعل تطويل القراءة فيها عوضا عما نقص فيها من عدد الركعات. واخيرا فان صلاة الفجر تدرك الناس وهم في اول يومهم وهم بعد لم يذهبوا لاستقبال المعاش واسباب الدنيا. فبالتالي يكون هذا مدعاة الى فراغ الذهن. وحضور القلب لقراءة الامام في الصلاة والاستماع الى كلام الرحمن جل جلاله فهذا الوقت الذي يتواطأ فيه السمع واللسان والقلب انفع وابقى للاثر بكتاب الله عز وجل وتدبره على ما سيقرؤه امامهم في الصلاة. هذه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فرحم الله امرأ حرص عليها وطبقها ورحم الله اماما كان في صلاته بالمأمومين احرص الناس على ادائها متبعا فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم الله المأمومين اهل المسجد الذين يعينون امامهم على تطبيق السنة. ويفرحون بها وينشطون بل ويحثونه عليها وهم يتدادون فيما بينهم الى الاقبال عليها والى حبها والتمسك بها. ولكن لنكن على قدر اكثر صراحة يا كرام. اليوم اذا صلى احدنا ان صلى سنة راتبة او صلى تحية مسجد او فاتته الصلاة فصلى منفردا فان الغالب علينا العجلة والاختصار والبحث عن اقصر السور التي تؤدى بها الصلاة. فاذا قرأنا الفاتحة عمدنا في الغالب الى قصار السور من قصار المفصل من جزء عم او الى ايات محدودة كخواتيم سورة البقرة وبعض ما يحفظه الناس عامة. وهذا من حيث الصحة صحيح والصلاة مجزئة ولا كلام فقها على صحة الصلاة واجزائها. لكن الكلام عن الاستمتاع بالصلاة ولذة العيش فيها الدقائق التي يقضيها احدنا في الصلاة رأس مال الصلاة قراءة القرآن فيها. وهذا لا يحصل ولا يتأتى اعني التلذذ والاستمتاع بالقراءة في الصلاة. ان كنت انت منفردا او بالاستماع الى قراءة امامك ان كنت مأموما كل هذا لن يحصل ولن يتيسر لنا تطبيق السنة الا في حال واحدة اذا فتحنا القلوب قبل الاسماع لكلام رب البرية جل في علاه اما ان كانت القراءة مجرد سماع بالاذان فانها سرعان ما تسري فيها السآمة والملل ويدب فيها التعب ويعجل احدنا في صلاته وربما تضجر اذا اطال الامام ولا ادل على ذلك يا كرام من صلوات التراويح جماعة في المساجد في شهر رمضان. فانا نصليها خلف الائمة. واذا قرأ امامنا جزءا في الصلاة من اجل ان يختم في اخر الشهر استطلنا الجزء الواحد المقسم على ثمان ركعات او عشر او حتى عشرين وطالبنا الامام بالتخفيف والتقصير. وعندنا استعداد ان نتنازل عن شرف نيل ختم القرآن اخر الشهر لاجل ان اصيبت تخفيف وتخفيف القراءة والاكتفاء بنصف صفحة وصفحة تدرون لما حقيقة لاننا نقف في الصلاة تدخل الايات اسماعنا لا تتجاوزها الى القلوب الى الافئدة لا نعطي قلوبنا فرصة لان تعيش المتعة بكلام الله. والتلذذ باياته وفهم ما جاء في تلك السور العظام التي اسمعها في الصلاة. فعندئذ فاتنا الحظ الكبير. فاتنا اعظم ما في الصلاة وهو سماع كلام الخالق جل في علاه يستطيل احدنا الصلاة ويتململ ويبدأ يراوح بين رجليه يرفع هذه تارة وتلك تارة. يحرك قدميه لان نفسه قد دب فيها الملل وبدأ يشعر فعلا بالتعب. وهي ركعتان كما في التراويح او في الفجر. لو حسبتها بالوقت ما تجاوزت خمس دقائق الى سبع دقائق بما فيها من ركوع وسجود ورفع لكننا ربما وقفنا على الاقدام نتحدث ونتحاور ونتكلم اما استئناسا او متابعة لموضوع او لاي غرض من اغراض الكلام فنقف اضعاف ذلك الوقت ولا يصيبنا تعب ولا ملل. هي هي النفس اذا حضر القلب للكلام الذي تسمعه. ولا اعظم من كلام الله. فاذا حضرت القلوب انست النفوس واستراحت الابدان. وما عدا ذلك فسيظل حرصنا على هذه السنة في تطويل القراءة. ولو فعلناها سيكون نوعا من تحامل النفوس على تطبيق دون النفاذ الى عمق ذلك والوصول الى مبتغاه وسره وجوهره. وهو الاستمتاع بكلام ربنا سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يصليها يوم الجمعة بالف لام ميم تنزيل السجدة وسورة هل اتى كاملتين ولم يفعل ما يفعله كثير من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض هذه. او قراءة السجدة وحدها في الركعتين. وهو خلاف السنة ها هنا ثلاثة اشياء السنة في قراءة صلاة الفجر يوم الجمعة خاصة بقية ايام الاسبوع من السبت الى الخميس تطول فيها من القراءة على نحو ما سمعت من الامثلة. لكن صلاة الفجر يوم الجمعة السنة الثابتة في عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وكما في حديث مسلم ايضا من في صحيح مسلم من رواية ابن عباس رضي الله عنهما ان يقرأ في الركعة الاولى بسورة الف لام ميم تنزيل سجدة وفي الركعة الثانية بسورة هل اتى على الانسان يقرأ السورتين كاملتين هذه الفائدة الاولى. الفائدة الثانية نبه المصنف فقال ولم يفعل ما يفعله كثير من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض هذه او قراءة السجدة وحدها في الركعتين يقول ما يفعله كثير من الناس اليوم في زمنه رحمه الله قبل اكثر من سبعمائة سنة وهو الحاصل ايضا في مساجد الناس اليوم فان بعض الائمة او بعض اهل المساجد حرصا على الا تفوتهم سنة قراءة سورة السجدة لكنهم يستطيلون قراءة السجدة في ركعة والانسان في ركعة فيريدون السنة لكن بتخفيف فيأتون الى سورة السجدة فيقرأ امامهم صفحة من السجدة. وفي الركعة الثانية يقرأ شيئا من سورة الانسان. فيقول قرأنا بالسجدة والانسان في قال لا هذا خلاف السنة. ما السنة؟ قراءتهما كاملتين قال ليس هذا من السنة النقطة الثالثة قوله هذا خلاف السنة. يا اخوة هناك فرق بين ترك السنة وبين مخالفة السنة لو ان اماما في صلاة الجمعة في صلاة الفجر يوم الجمعة قرأ من اي مكان من القرآن قرأ صفحات من سورة البقرة. قرأ بسورة المرسلات. قرأ بسورة الضحى بسورة الطارق. من اي مكان. صح ذلك فاذا قيل له لم تقرأ بسورة السجدة والانسان فيقال نعم. هو ترك السنة هذا ترك للسنة اما من يأتي الى السنة الثابتة سورة السجدة وسورة الانسان. فيأتي بها على نحو غير الذي ثبتت به في السنة لا قالوا في هذا ترك السنة بل يقال خالف السنة فترك السنة اهون من مخالفتها ولا يسع المسلم في حرصه على السنة الا الاتيان بها. ثم هي سنة ان الشيطانها وقوي عليها فالحمد لله. وهذا من توفيق الله. وان لم يقوى عليها فليقرأ ما سواها. قال رحمه الله من بعض هذه وبعض هذه او قراءة السجدة وحدها ظنا ان قراءة السجدة والسجود في سورة السجدة مقصود لذاته قال رحمه الله هذا ايضا مما يعد من خلاف السنة احسن الله اليكم قال رحمه الله واما ما يظنه كثير من الجهال ان صبح الجمعة فضلت بسجدة فجهل عظيم ولهذا كره بعض الائمة قراءة سورة السجدة لاجل هذا الظن وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين لما اشتملتا عليه من ذكر المبدأ والميعاد وخلق ادم ودخول الجنة والنار. وذلك مما كان ويكون يوم الجمعة. وذلك مما كان ويكون يوم الجمعة. من الذي كان خلقو ادم عليه السلام وما الذي يكون يوم الجمعة؟ قيام الساعة. فمبدأ الخليقة يوم الجمعة ومنتهى الحياة في الدنيا يوم الجمعة كما قال عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة. فيه خلق ادم وفيه ادخل الجنة وفيه خرج منها. قال عليه الصلاة والسلام ولا تقوم الساعة الا في يوم الجمعة فاكثروا من صلاتي علي فيه صلى الله عليه واله وسلم في الارتباط يوم الجمعة بمبدأ الحياة ومنتهى الحياة. كان عليه الصلاة والسلام يحرص على قراءة السور التي فيها هذه المعاني ارأيتم عدنا مرة اخرى الى احضار القلوب لما تقرأ وتسمع من كلام الله الذي يقرأ به في الصلاة ليس المقصود ان ان تسرد صفحتين او ثلاثا او تقرأ حزبا كاملا في ركعة. المقصود ما الذي يقرأ وما الذي يدخل القلب وما الذي يعيه المصلي اماما كان او مأموما او حتى منفردا هذا هو المقصد الاجل. كتاب انزلناه اليك مبارك ليتدبروا اياته. في قراءة صحيحة لتدبروا اياته هذا المقصد تدبر القرآن حال القراءة حال السماع لاجل ان يتحقق المقصد الذي من اجله انزل الله كلامه على نبيه الكريم صلى الله عليه واله وسلم سورة السجدة وسورة الانسان فيها هذه المعاني العظام خلق ادم دخول الجنة والنار. فتكون القراءة يوم الجمعة تذكيرا ما لعلها الجمعة التي تقوم فيها الساعة فقلبك قد استيقظ من صلاة الفجر وناله حظه من الموعظة والتذكير والاستقبال لما سيكون في ذلك اليوم العظيم. فان مد الله في الاجل وتأخرت الساعة فما يزال من تلك التبصرة والموعظة والتذكرة قدر من حياة القلب بقدر ما يمتد من حياة البدن فتكون الحياة وانفع وابرك وهي تعيش اثر الموعظة والتذكير بكلام الله عز وجل وهو القائل فذكر بالقرآن من يخاف وعيد بالقرآن التذكير يحصل بكتاب الله جل جلاله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يقرأ في فجرها ما كان ويكون في ذلك اليوم تذكيرا للامة بحوادث هذا اليوم. نعم خاصة كما تقدم وان الساعة تقوم يوم الجمعة كما كان يقرأ في المجامع العظام كالاعياد والجمعة بسورة قاف واقتربت وسبح والغاشر المجامع العظام كصلاة العيدين وصلاة الجمعة يقرأ فيها صلى الله عليه وسلم بتلك السور العظام سورة قاف وفيها المعاد وفيها المبدأ وفيها الجنة وفيها النار. وفيها قول الحق سبحانه ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او والقى السمع وهو شهيد وفي خاتمتها فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. لاجل اجتماع الناس يحضر في العيد من لا من لا ايحضر احيانا في الفجر والجمعة كالساكنين في البوادي والقرى واطراف المدن لكنهم يجتمعون يوم الجمعة. ويجتمعون في صلاة العيد صلى الله عليه وسلم على اسماعهم من كلام الله ما قد يكون فيه نفع لقلوبهم واحياء لنفوسهم. سورة سبح الاعلى والغاشية التي كان كثيرا ما يقرأ بها صلى الله عليه وسلم في صلاة الجمعة وفي العيدين كذلك وهي التي يقرأ بها نصلي كل يوم في الشفع والوتر من صلاته التي يختم بها قيام ليله ان صلى شيئا من ذلك. لما في هذه السور من المعاني مرة اخرى هو الالتفات الى المعاني في تلك الايات. هو اعطاء القلوب حظها كما يأخذ اللسان والاذن حظهم من كلام الله عز وجل تلاوة او استماعا. فاذا اعطيت اذنك حظها السماع ولسانك حظه من القراءة بكلام الله عز وجل فحرام ان تحرم قلبك حظه وهو الاستماع والانتفاع والتأثر بكلام الله عز وجل الذي تقرأه ان كنت منفردا او اماما. والذي تسمعه ان كنت مأموما اعتق قلبك حقه فاذا دخلت في صلاتك رعاك الله فليكن حضور قلبك مع اصطفاف قدميك في الصف واستقبالك للقبلة رفعك ليديك في التكبير نعلم جميعا ان الشيطان لن يتركنا وسيجاهد ما استطاع في صرف تفكيرنا وعقولنا وخشوعنا الى كل اودية الدنيا. هو يدرك هو يدرك ان صلاتنا انما تنفعنا بقدر ما تحظر قلوبنا فلان عجز ان يحرمك من الصلاة وان يصرفك عن ادائها فغلبته بفضل الله. ثم بايمانك وحافظت على صلاتك. وعجز ان يصرفك عن الحضور الى المسجد ان يقعدك فجاهدت نفسك ووفقك الله فحظرت الجماعة فانه لن يتركك لتدخل الجنة بسلام واخر جولة سيبذل فيها قصارى جهده معك في الصلاة ان يشغل تفكيرك فيها وان ينقص من حظك من الخشوع فيها فسل الله الذي وفقك للصلاة ولحضورها جماعة في المسجد والذي وفقك وهداك سله ان يرزقك الخشوع وان يحضر قلبك معك في صلاته. والا فهي اخر جولة من جولات الشيطان معك في الصلاة فلا تستسلم لها وليكن غلبتك وظفرك وانتصارك على شيطانك منذ الاذان الى ان دخلت في الصلاة ليكن عونا لك على ان تظفر بحضور قلبك وخشوعك فانها رأس ما لك في الصلاة. والشيطان حريص. وسيقعد لك بالمرصاد سيذكرك كل شيء نسيته خارج الصلاة ليذكرك به في الصلاة. احرص على ملء تفكيرك وشغل حواسك بشأن الصلاة وهكذا هو الامر. ولما قيل لبعض السلف اننا ننشغل كثيرا بالوساوس والخطرات في الصلاة. وهذه اليهود والنصارى اذا كنائسها ومعابدها لا تجد مثل ذلك. فقال وما يفعل الشيطان بالبيت الخرب؟ الصلاة الباطلة والعقيدة الفاسدة سيتركها الشيطان لاصحابها هي لن تقدمهم شيئا بل تؤخرهم. فلماذا يجتهد فيها معهم؟ لكنه يجتهد مع الموفقين من اهل الاسلام المحافظين على الصلاة فافطن لذلك رعاك الله وانتبه. فحضور القلب في الصلاة يبتدأ من تكبيرة الاحرام. بل من قبل لذلك اذا رزقت النية الصالحة لاداء الصلاة في وقتها والتهيؤ باسبابها والاتيان الى المساجد وحضور الجماعة فتبقى جولتك الاخيرة لان تعيش بقلبك مع ما تعيشه بسمعك واذنك ولسانك وسائر حواستك من متعتك بالصلاة هو طرف ندرك به معنى قول حبيبي المصطفى عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة جعل الله الصلاة لنا ولكم قرة عين وسعادة في الدارين احسن الله اليكم. قال رحمه الله فصل واما الظهر فكان يطيل قراءتها احيانا. حتى قال ابو سعيد كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب الى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي اهله فيتوضأ ويدرك النبي صلى الله عليه وسلم في الركعة الاولى مما يطيلها. رواه مسلم. فرغ من صلاة الفجر فانتقل رحمه الله تعالى الى عن القراءة في صلاة الظهر. وقد اختلف العلماء فيما يسن في قراءة الظهر اهو من اوساط المفصل ام هو من تخفيفها والقراءة بطوالها. قال رحمه الله كان يطيل قراءتها احيانا ما حد هذا الطول وصفه الصحابة فقال قال ابو سعيد رضي الله عنه كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب الى البقيع. وتعرفون البقيع هو موضع مقبرة البقيع اليوم المحاذية لساحة المسجد النبوي واذا ادركت ان المدينة النبوية ببيوتها واحيائها كانت حدودها هي حدود المسجد النبوي وساحاته اليوم يعني حدود ساحات المسجد النبوي هي اطراف المدينة فاذا اتيت البقيع فقد خرجت من المدينة فكان الدفن في مقبرة البقيع لانها مقبرة خارجة المدينة قال فيذهب الذاهب الى البقيع فيقضي حاجته والصلاة قد قامت فيذهب الزاهب الى البقيع فيقضي حاجته ثم يرجع الى بيته ويتوضأ ثم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم في الركعة الاولى قال ابو سعيد مما يطيلها؟ فكان هذا وصفا واضحا عندهم وان المقصد من تطويل الركعة الاولى في صلاة الظهر ان يدركها الناس وان يحضروها لتدركوا ليدركوا الصلاة كاملة جماعة بكامل ركعاتها. هذا تطويل لست بالضرورة تحسبه بالدقائق لكنه يقينا اطول من ركعاتنا الاربع اليوم في صلاة الظهر. يقينا فانك لو حسبت ذلك للذهاب وقضاء الحاجة والعودة والوضوء ثم الاتيان للمسجد وادراك الركعة الاولى فهذا مقدار ليس باليسير قدره العلماء في مقدار الصلاة في احاديث متفاوتة سيسوق المصنف رحمه الله هنا بعضها احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يقرأ فيها تارة بقدر سورة الف لام ميم تنزيل. يعني سورة السجدة. كان يقرأ فيها تارة بقدر سورة السجدة في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر ايش يعني حزرنا قدرنا وخملنا. قال فحزرنا قيامه في الركعتين الاوليين من الظهر قدر ثلاثين اية. قدر الف لام ميم تنزيل السجدة وثلاثون اية كما هي في مقدار سورة السجدة هي ايضا في مقدار سورة الملك. وهي قريب من ثلاث صفحات بمصاحفنا المعاصرة اليوم قال رضي الله عنه وحزرنا قيامه في الاخيرتين يعني في الركعة الثالثة والرابعة على النصف من ذلك. ثم تكلم عن صلاة العصر فقال قال ايضا من المقادير التي تقرأ بها في صلاة الظهر مقدار سورة السجدة احسن الله اليكم. قال رحمه الله وتارة بسبح اسم ربك الاعلى ونحوي والليل اذا يغشى وتارة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق. سورة الاعلى والليل والبروج والطارق من سور جزء عم التي يسميها العلماء من اوساط المفصل حزب مفصل من سور القرآن الكريم هو اخر الاجزاء من كتاب الله جل جلاله. الذي يبتدأ من سورة قاف الى سورة الناس اربعة اجزاء وسورة وبعض العلماء يقول حزب مفصل يبدأ من سورة الحجرات وبعضهم يقول من الفتح او من سورة محمد صلى الله عليه وسلم لكن الارجح انها من سورة قاف سورة من سورة قاف الى سورة الناس هذه سور المفصل. وسمي هذا الحزب من القرآن بالمفصل لان كثيرة الفواصل بالبسملة يعني لقصر السور التي تفصل بينها البسملة ليست كالسور التي فوقها من الطول بما هو اكثر من ذلك هذا الحزب من سورة قاف الى الناس ينقسم ثلاثة اقسام طويل ووسط وقصير اما طوال المفصل فمن سورة قاف الى سورة النبأ جزءان او ثلاثة اجزاء الذاريات والمجادلة والملك هذا طوال المفصل ووسط المفصل او اوساطه من سورة النبأ الى سورة الضحى وقصار المفصل باقي السور من سورة الضحى الى سورة الناس. فاذا سمعت في كلام العلماء او في كلام الفقهاء طوال المفصل تعرف المقدار نحو من صفحتين الى ثلاث. واذا سمعت اوساط المفصل فهو على مقدار سورة النبأ والنازعات وعبس والتكوير والمطففين الى سورة الفجر والبلد الى الضحى. واذا سمعت قصار المفصل فالمراد به السور القصار من سورة الضحى الى سورة الناس كان يقرأ في الظهر احيانا بقدر سورة السجدة واحيانا باوساط المفصل كالاعلى والغاشية عفوا والليل اذا يغشى وسورة الخروج والطارق كل ذلك ثبت في احاديث بعضها في الصحيح كما عند مسلم من حديث جابر وعمران بن حصين رضي الله عنه في مقدار الاعلى والليل واحيانا بالبروج والطارق كما في حديث جابر ابن سمرة عند احمد واصحاب السنن رحم الله الجميع احسن الله اليكم قال رحمه الله واما العصر فعلى النصف من قراءة الظهر اذا طالت وبقدرها اذا قصرت. اختصر رحم الله ما تسن قراءته في العصر والجمهور يرون ان القراءة في صلاة العصر باوساط المفصل يعني بمقدار ما بين سورة النبأ الى سورة البلد او سورة الليل. وهذا المقدار كما ثبت في حديث جابر قال كان النبي الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بالليل اذا يغشى وفي العصر نحو ذلك. وفي الصبح اطول من ذلك. وفي حديث اخر عنه قال كان اقرأوا في الظهر والعصر والسماء ذات البروج والسماء والطارق وشبههما. يعني شبه ذلك والمقصود فيك ما تقدم اوساط المفصل. قال على النصف من قراءة الظهر اذا طالت وبقدرها اذا قصرت احسن الله اليكم قال رحمه الله واما المغرب فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم فانه صلاها مرة بالاعراف فرقها في الركعتين. ما عمل الناس اليوم في صلاة المغرب الاجتزاء الخفيف جدا. يقول ابن القيم عمل الناس اليوم يومه او يومنا يومه هو قبل اكثر من سبعمائة سنة وهو يقول خلاف عمل الناس اليوم فانظر كيف تتابعت الامة عبر قرون على هذا النحو وهو التخفيف الشديد في قراءة صلاة المغرب مرة اخرى ساقول هذا ليس خطأ ولا مبطلا للصلاة الصلاة صحيحة ومجزئة اذا استكملت اركانها وشروطها وواجباتها. لكن الكلام على الهدي النبوي وما الذي كان يفعله بابي وامي عليه الصلاة والسلام نعم واما المغرب واما المغرب فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم فانه صلاها مرة بالاعراف فرقها في الركعتين. ومرة بالطور ومرة بالمرسلات. قال ابو عمر بن قال ابو عمر ابن عبد البر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ في المغرب بالف لام ميم صاد وانه قرأ فيها بالصافات وانه قرأ فيها بحاميم الدخان وانه قرأ فيها بسبح اسم ربك الاعلى. وانه قرأ فيها بالتين والزيتون. وانه قرأ فيها بالمعوذتين وانه قرأ فيها المرسلات وانه كان يقرأ فيها بقصار المفصل. قال وهي كلها اثار صحاح مشهورة. طيب ما السنة اذا التطويل تارة والتقصير تارة. يعني كما ثبت انه صلى الله عليه وسلم قرأ بالاعلى والتين والمعوذتين وقصار المفصل فانه قد قرأ بسورة الصافات وقرأ بالاعراف وقرأ بالطور. وكل ذلك من الطويل. اما سورة الاعراف فلم تثبت الا في رواية واحدة من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وسيذكرها المصنف بعد قليل. انكر على مروان ابن الحكم ايام امرته تخفيفه الشديد في الصلاة وكان يستديم قراءة السور القصار فقال ما لك تقرأ بقصار المفصل وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطول الطوليين فلما سئلا فسرا هو وفسر بعض رواة الحديث قال سورة الاعراف او الف لام ميم صاد فهو يثبت شيئا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح. قراءة سورة المغرب قراءة سورة الاعراف في صلاة المغرب طويل جدا بل هو طويل حتى لو قلت عنه في صلاة الفجر التي يشرع فيها التطويل فهي وان ثبتت لكنها ليست مستمرة. قرأ بسورة الصافات وهي اقصر من ذلك بكثير لكنها ايضا طويلة. وقرأ بسورة الدخان ثم ثبت ايضا قصار المفصل وهو الذي استقر عليه مذهب الجمهور ان السنة في صلاة المغرب القراءة بقصار مفصل قال جابر رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر بالسماء ذات البروج والسماء والطارق. وعن سليمان ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ما صليت وراء احد اشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان. قال سليمان بن يسار كان يطيل الركعتين الاوليين من للظهر ويخفف الاخيرتين ويخفف العصر ويقرأ في المغرب بقصار المفصل. ويقرأ في العشاء بوسط مفصل ويقرأ في الصبح بطوال المفصلين فاذ ذكروا هذا ضمن السنة ونسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح. وقد نقل المصنف عن الامام الحافظ بن عبدالبر رحمه الله ان هذا التنوع في الهدي النبوي قال وهي كلها اثار صحاح مشهورة. طيب اذا ثبت في السنة قراءة قصار المفصل كالتي يقرأ بها عامة الناس اليوم في صلاة المغرب فلماذا يقول ابن القيم رحمه الله كان هديه خلاف عمل الناس اليوم لان عمل الناس اليوم اقتصر على هذا القدر فقط وتركوا بقية السنن الثابتة في الهدي النبوي في القراءة في صلاة المغرب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائما هذا الذي ينبه عليه المداومة دائما ان في صلاة المغرب على قراءة قصار المفصل والا فقراءة قصار المفصل ثابت في السنة. وهو عن عدد من في الرواية كما سمعت في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو ايضا من الاثار. قال عبدالله الصنابوحي صلى وراء ابي بكر المغرب قال فكان يقرأ في الركعتين الاوليين بام القرآن وسورة من قصار المفصل. ثم قام في الركعة الثالثة فدنوت حتى ان كان تمس ثيابي ثيابه فسمعته يقرأ بام القرآن وهذه الاية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا انا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. يعني في الركعة الثالثة من صلاة المغرب بهذه الاية خاصة. فهذا صحيح ثابت انما الذي ينبه عليه المصنف رحمه الله الاقتصار والديمومة على هذا القدر دون غيره مما ثبت في الهدي النبوي احسن الله اليكم قال رحمه الله واما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائما فهو فعل مروان ابن الحكم ولهذا انكر عليه زيد ابن ثابت ولهذا انكر عليه زيد ابن ثابت وقال له ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل؟ وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطول الطوليين قال قلت وما طول الطوليين؟ قال الاعراف وهذا حديث صحيح رواه اهل السنن. وذكره النسائي عن عائشة اخرجه البخاري الصحيح في اثبات حديث زيد انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطول الطوليين يعني سورة الاعراف. نعم وذكر النسائي عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة المغرب سورة الاعراف فرقها في ركعتين فالمحافظة فيها على الاية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السنة. وهو من فعل مروان ابن الحكم. كانه يقول رحمه الله ان اول من احدث الاقتصار على قراءة قصار المفصل دائما في صلاة المغرب مروان ابن الحكم ايام حكمه رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما عشاء الاخرة فقرأ صلى الله عليه وسلم فيها بالتين والزيتون ووقت لمعاذ فيها الشمس وضحاها وسبح اسم ربك الاعلى والليل اذا يغشى ونحوها وانكر عليه قراءته فيها بالبقرتين. قال واما عشاء الاخرة تسمى عشاء الاخرة لانها اخر الصلوات الخمس في اليوم والليلة. قال قرأ فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالتين والزيتون كما في حديث البراء بن عازب قال سمعته يقرأ فيها بالتين والزيتون ووقت لمعاذ فيها سورة الشمس وسبح والليل اذا يغشى في حديث معاذ المشهود لما اشتكى اليه بعض اهل مسجده تطويله في الصلاة قال له النبي صلى الله عليه وسلم هلا قرأت فيها بالشمس وضحاها الليل اذا يغشى وسبح اسم ربك الاعلى فانه من ورائك او يصلي وراءك الضعيف والسقيم وذو الحاجة فارشده صلى الله عليه وسلم الى التخفيف في الصلاة. لما كان معاذ رضي الله عنه يطول فيها فيقرأ بسورة البقرة ونحوها. فثبت هذا اذا من هديه عليه الصلاة والسلام. وجمهور الفقهاء يقولون السنة في بقراءة العشاء القراءة باوساط المفصل هذا المقدار الذي يعني ما بين سورة النبأ الى سورة الضحى كما تقدم. يعني انت تتكلم على صفحة الى صفحتين او دونهما هو المقدار الذي تدور حوله السنة الثابتة في القراءة في صلاة العشاء ولو كان دون ذلك الى نحو مقدار سورة الان اعلى او سورة الشمس والليل اذا يغشى كما نبه صلى الله عليه وسلم آآ الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه وتقدم عندما قبل قليل في حديث ابي هريرة رضي الله عنه لما قال ويقرأ في المغرب بقصار المفصل ويقرأ في العشاء بوسط المفصل اقرأوا في الصبح بطوال المفصل احسن الله اليكم. قال رحمه الله ووقت لمعاذ فيها الشمس وضحاها وسبح اسم ربك الاعلى والليل اذا يغشى ونحوها وانكر عليه قراءته فيها بالبقرة بعدما صلى معه ثم ذهب الى بني عمر ابن عوف فاعادها بهم بعدما مضى من الليل ما شاء الله وقرأ البقرة فلهذا قال له افتان انت يا معاذ انكر عليه قراءته بالبقرة بعدما صلى معه وذلك ان معاذا رضي الله عنه كان يصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده ثم يرجع الى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة ماذا يصلي لا هو صلى العشاء يصلي نافلة بقومه فتكون نافلة له وهم يأتمون به في صلاتهم للعشاء وهذا مما استدل به الفقهاء على جواز ان يصلي الرجل فريضة خلف امام يصلي نافلة. معاذ رضي الله عنه كان يفعل ذلك لسببين. الاول انه امام مسجد قومه. امام حيهم فلا بد من ان يكون حاضرا في الصلوات ليؤم بهم. والسبب الثاني حرصه رضي الله عنه ان لا ينقطع عن مسجد رسول الله صلى الله وعليه وسلم. او ان تفوته الجماعة لشرف المسجد ومضاعفة الصلاة فيه بالف صلاة والاعظم من ذلك الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان يجمع وبين الحسنيين يشهد الصلاة مع النبي عليه الصلاة والسلام ثم يرجع الى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة. ومن الفقهاء من قال بالعكس يعني هو يصلي خلف النبي عليه الصلاة والسلام وينوي نافلة. ثم يرجع الى قومه فيصلي بهم بنية الفريضة. والامر في هذا واسع المهم انه كان بعد هذا يصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام ثم يرجع الى قومه يعني قد مضى من الليل وقت ليس باليسير فاذا رجع وقرأ سورة البقرة وهي طويلة كان ذلك استغراقا في وقت الليل وتطويل فيه وفيه صرف من الوقت غير الذي انصرف في صلاته في المسجد النبوي ورجوعه الى قومه. فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما اشتكى له بعض اهل مسجده انه يطيل بهم. بل قال الشاكي يا رسول الله اني لادع الصلاة من اجل لفلان مما يطول بنا وكان هذا سببا بتركه الصلاة في المسجد وفي روايات اخر انه حصل بينه وبين معاذ رضي الله عنه مشادة في الكلام فلما رآه معاذ يقطع الصلاة ويتخلف عمهم في الجماعة جعل ذلك من علامات لا تليق الا باهل النفاق. فكانت هذه تهمة فغضب الرجل من ذلك وجاء يشكو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان هذا العتب النبوي من نبي الامة رسول الله عليه الصلاة والسلام لرجل من فقهاء الامة وعلمائها معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي يمثل امام العلماء في الامة المحمدية. قال النبي عليه الصلاة والسلام انه يأتي يوم القيامة يتقدم ركب العلماء فتوى يعني هو قائد ركب العلماء في الامة في المحشر يوم القيامة فله من الفقه والعلم والدراية شيء ليس بالقليل. ومع ذلك عاتبه حتى قال له افتان انت يا معاذ والحديث من رواية تجابر رضي الله عنه في الصحيحين. نعم قال فلهذا قال له افتان انت يا معاذ؟ فتعلق النقارون بهذه الكلمة ولم يلتفتوا الى ما قبلها ولا ما بعدها نعم يقول من الخطأ ان يأتي بعض العوام لحديث معاذ رضي الله عنه فلا يجد ما يستشهد به من الحديث الا الجملة. افتان انت يا معاذ قالوا شفت يا امامنا انت تطيل الصلاة والنبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ افتان انت يا معاذ؟ يعني يخاطبون ائمتهم في المساجد قصروا الصلاة بنا يرحمكم الله حتى لا تقعوا فيما وقع فيه معاذ وكان يطيل الصلاة. قال ابن القيم رحمه الله هذا من سوء الاستشهاد بالاحاديث النبوية ان تجتزء الجملة من سياقها. والا تعرف القصة وما حصل فيها. قوله افتان انت يا معاذ هو ليس من اجل قراءته سورة طويلة فقط. كلا بل من اجل ما حصل في القصة. كان يتأخر في المجيء اليهم. لانه كان يصلي في المسجد النبوي فاذا جاء اطال الصلاة اخرهم في الانصراف ثم لما حصل بينه قال الامام ابن القيم رحمه الله فتعلق النقارون بهذه الكلمة يعني قوله عليه الصلاة والسلام افتان انت يا معاذ قال ولم يلتفتوا الى ما قبلها ولا ما بعدها ما الذي كان قبلها السياق الذي كان فيه قصة معاذ رضي الله عنه مع صاحبه الذي جاء فقال يا رسول الله اني لاترك الصلاة من اجل فلان مما يطيل بنا وما حصل بينه وبين معاذ رضي الله عنه من الملاحاة والخصام في هذه المسألة. حتى كان تهمة له بالنفاق لعدم الصلاة جماعة في المسجد وما بعدها ارشاده عليه الصلاة والسلام لما قال له هلا قرأت بسبح اسم ربك الاعلى والليل اذا يغشى والسماء والطارق او الشمس وضحاها فارشده الى مقدار يتحقق به قدر اوساط المفصل كما يسميه العلماء قوله فتعلق النقارون اراد بهذه الكلمة رحمه الله وصفا لهذه الفئة من الناس التي لا تنتزع من الدليل الا القدر الذي يحلو لها ويوافق هواها النقارون جمع نقار والمقصود بالنقار البحاث عن الاخبار ليلتقط ما يحلو له وما يوافق هواه وليس طردوا عنده تحقيق الحق ولا المسألة العلمية ولا اصابة الدليل. ومثل هذا يقال تنبيها ان هذا النوع من التعامل مع الادلة مخل غير موصل الى الهدف منها ولا الى اقامة الحق بدليله في المسائل التي تتعلق بالعبادات عامة وبالصلاة خاصة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الجمعة فكان يقرأ فيها بسورتي الجمعة والمنافقين كاملتين وسورتي سبح والغاشية. واما الاقتصار على قراءة اواخر السورتين من يا ايها الذين امنوا الى اخرها فلم يفعله قط وهو مخالف لهديه الذي كان يحافظ عليه. في صلاة الجمعة اما ان يقرأ في الاولى بسورة الجمعة وفي الثاني بسورة المنافقون او يقرأ فيها بالركعة الاولى بسورة الاعلى وفي الثانية بالغاشية قال واما الاقتصار على قراءة اواخر السورتين الجمعة والمنافقون مبتدأ من يا ايها الذين امنوا في السورتين في الجمعة يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة. وفي المنافقون يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله قال فهذا لم يفعله قط وهو مخالف لهديه الذي كان يحافظ عليه صلى الله عليه وسلم. يبقى في هذا الفصل ما يتعلق بالقراءة في الاعياد وتنبيه ينبه عليه المصنف رحمه الله عليها ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. فاستكثروا جمعتكم ليلتها ويومها من الصلاة والسلام على حبيب القلوب وانسها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وافاك بدر التم شعب نوره فاحال ليل ضياء. يا رب صل عليه ملء قلوبنا. واكتب لنا في الخالدين لقاء. اللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم اجعلنا باكثارنا من الصلاة والسلام عليه من اشد امته له حبا. ومن اكثرهم منه يوم القيامة قربا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمت وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم يا ولي المؤمنين ويا ناصر المظلومين ويا راحم المستضعفين. كل اخوتنا المؤمنين في فلسطين انصرهم نصرا مؤزرا يا حي يا قيوم. اللهم عليك باليهود فانهم لا يعجزونك. شتت اللهم شملهم. ومزق كيانهم واجعل بأسهم بينهم وخالف بين كلمتهم وانصر عبادك المسلمين على عدوك وعدوهم اله الحق يا سميع الدعاء ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبي نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين