عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا واسوتنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب البيت الحرام وفي هذا هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة ينعقد مجلسنا اسبوعي الخامس والخمسون بعون الله تعالى وتوفيقه من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام شمس الدين ابي عبدالله ابن القيم رحمه الله تعالى. في هذا اليوم الخميس الثاني والعشرين من شهر جمادى الاخيرة سنة واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وهذا المجلس الذي نستكثر فيه من صلاتنا وسلامنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانما نرجو ان نصيب به من بركات الصلاة والسلام عليه. ما تضاعف به صلوات ربنا علينا عشرة وعافي صلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم وهو القائل فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. صلاة الله ما هبت رياح وما امست وما امسيت او طلع الصباح على الهادي رسول الله تبقى كخافقة يطير بها جناح رفرف عاليا في كل وقت وتصعد للسماء ولها وشاح اجرنا وتعود عشرا من الله الكريم بها رباح. فصل على النبي وال بيت وصحب فيما محبتهم فلاح. اللهم صل وسلم وبارك عليه وقف بنا الحديث ايها الكرام ليلة الجمعة الماضية في فصل قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بعد الفاتحة. وقد قسم المصنف رحمه الله ذلك على انواع الصلوات. مبتدأ بصلاة الفجر ثم الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الجمعة ايضا والعيدين وما يتلوهما وهذا تتمة لحديث وقف عنده الكلام ليلة الجمعة الماضية. الهدي ابوي لصلاة الفريضة والنافلة محفوظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماذا كان يقرأ من السور بعد الفاتحة كل ذلك حفظه الصحب الكرام رضي الله عنهم ما صلوا خلفه صلاة ولا خمسا ولا عشرا ولا مئة او الفا صلوا خلفه سنوات معدودات. طيلة هجرته عليه الصلاة والسلام الى المدينة. وقبل الهجرة السنوات التي فرضت في الصلاة بمكة قبل الهجرة وصحبوه سفرا وحضرا وفي رحلة حجه وعمرته وصحبوه في حله واقامته فسمعوا من ذلك قدرا كبيرا اما كان يقرأ به في الصلوات عليه الصلاة والسلام حفظ الصحابة ذلك ورووه فجاء الائمة ونقلوه ودونوه وها نحن اليوم نتدارس هذا الارث النبوي لكل من يريد ان يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في اعظم ابواب العبادات وهي الصلاة. دونك هذا الباب اريد ان اصلي كما صلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وان اقرأ في صلاتي كما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت اماما او منفردا وان كنت مأموما تعلمت من الهدي النبوي ما يعينني على ان اكون اقرب الى تطبيق بالسنة والحرص عليها. واذا وجدتها فرحت بها. هذا المجلس يا كرام وغيره من المجالس تفرح به نفوس اهل الاسلام وهي تتعلم سنن نبيها عليه الصلاة والسلام. فمن تعلم سنة فرح بها. فان وفقه الله وهداه عمل بها وان زاده سبحانه من الفضل والتوفيق دعا اليها ونشرها وعلمها وبثها في العالمين. فكان امام خير وهدى كان دليلا على السنة ونعم ما يوصف به المسلم ان يكون كذلك على درب السنة مقتديا مهتديا. ثم دليلا ومرشدا. هذا والله من بركات الحياة ان تكون عبد الله علما على السنة ودليلا عليها. يعرف الناس السنة منك تعليما وتطبيقا. هذا الباب في هدي النبي عليه الصلاة والسلام في القراءة في الصلاة حفظت فيه روايات اوجز المصنف رحمه الله ما تيسر منها كما تقدم معنا في ليلة الماضية وهذا المجلس صلة كما اسلفت بما سبق ليواصل الحديث رحمه الله تعالى في باقي المأثور في السنة من القراءة كيف دليل الى تطبيقها والحرص عليها اسوة بنبي الامة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله واما قراءة الاعياد فتارة كان يقرأ بسورتي قاف واقتربت كاملتين. وسارة بسورتي سبح والغاشية لما تم الحديث عن الصلوات الخمس الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء والجمعة اخذ ما ينقل ما ثبت وروي في قراءة الاعياد. يعني عيدي الفطر والاضحى كانت صلاة يؤم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضي الله عنهم. فبماذا كان يقرأ؟ قال كان يقرأ بسورتي قاف واقتربت يعني سورة القمر كاملتين يعني كل سورة في ركعة في الركعة الاولى بعد الفاتحة سورة قاف الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة اقتربت الساعة وانشق القمر قال وتارة بسورتي سبح والغاشية اللتين تقدمتا في سنته عليه الصلاة والسلام بالقراءة بها في صلاة الجمعة ايضا اذا هذه مجامع المسلمين العظام في الصلوات الجمعة والعيدان ولو تأملت لوجدت السور التي كان يقرأ بها عليه الصلاة والسلام لها من المضامين والمعاني ما كان مقصودا ان يسمعه لاهل الاسلام انذاك اما مسجده عليه الصلاة والسلام فيصلي فيه عامة اصحابه القريبين الملازمين الذين ما يبرحون الصلاة معه في مسجده جماعة. لكن الاعياد والجمع يجتمع فيها العدد الاكبر فربما جاء اهل قباء واهل العواري والاحياء المتناثرة حول المدينة ليشهدوا معه صلاة العيد او صلاة الجمعة الجمع في الجمع والاعياد اكبر من باقي الصلوات فاذا تأملت هذا وجدت ان مقصدا شرعيا كان عليه الصلاة والسلام يقصده بقراءة تلك السور. ما سورة قاف الوعد والوعيد وخلق الانسان ولبعث ويوم القيامة والتذكير بما يحتاج اليه العبد ليستيقظ من غفلته قد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك. ابصرك اليوم حديد ويأتي في اخر السورة فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. وسورة القمر هي الاخرى تذكير بقرب الساعة وان الحدث بانشقاق القمر ما هو الا دلالة على مزيد اقتراب البشرية منها ثم تأتي ذكر احوال الامم والاخبار في الامم السابقة وما حل بهم من عذاب الله الى ان يأتي في ختام السورة. ولقد جاء فرعون النذر كذبوا باياتنا كلها فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر؟ تذكير للنفوس وللبشرية ان تعود الى الله فهاتان الصورتان فيهما من المعاني التي يتذكر بها الانسان على الاقل في كل جمعة مرة او في المجامع الكبيرة كالعيدين. واما سورة الاعلى والغاشية فتقدم ما فيهما ليلة الجمعة الماضية. في ايات قصار من السور المكية التي تشتمل على اصول للعقائد والتذكير بعظمة الخالق سبحانه وتعالى والاعتراف بضعف المخلوق وعجزه في مكاشفة صريحة قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. وكذلك سورة الغاشية وما فيها من مصير الى وجوه ناعمة لسعيها راظية او وجوه خاشعة عاملة ناصبة. والتذكير ايظا بما يحتاج اليه العبد ليوقظ قلبه فتعود اليه الحياة. هي باختصار يا كرام اعمال القرآن في هداية القلوب وقلنا في المجلس الماضي ان هذا الركن في الصلاة القيام وقراءة القرآن فيه هو صلب الصلاة وهو رأس مالها ولاجل ذلك فاذا اغفلنا هذا الباب العظيم في الصلاة. وصار اسرع ركن عندنا في الصلاة هو ركن القيام والقراءة فاتينا عليه بعجلة واسراع لا ندري ما قرأنا ونتخفف جدا من القراءة ولا نكاد نأتي الا على الفاتحة وربما اكتفى بعضنا بها وركع نعم الصلاة صحيحة ومجزئة شرعا وليست باطلة اذا استكملت سائر الاركان والشروط والواجبات لكن الكلام عن الصلاة التي يحبها الله. ويريدها الصلاة التي صلاها رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فاذا عقلنا هذا المعنى عدنا الى هذا الركن الاعظم في الصلاة وهو القيام وقراءة القرآن فيه فاعطيناه حقه هو اطول الاركان في الصلاة وهو اعظمها لان فيه كلام الله عز وجل وقراءة القرآن. فيعود المصلي بقدر كبير من العناية بقراءته في الصلاة وهو يقلب هذه الصفحات من سنة رسول الله وهديه صلى الله عليه وسلم في القراءة في الصلاة الله اليكم قال رحمه الله وهذا هو الهدي الذي استمر عليه الى ان لقي الله لم ينسخه شيء ولهذا اخذ به خلفاؤه الراشدون من بعده قرأ ابو بكر الصديق رضي الله عنه في الفجر سورة البقرة حتى سلم منها قريبا من طلوع الشمس فقالوا يا خليفة رسول الله كادت الشمس تطلع فقال لو طلعت لم تجدنا غافلين وكان عمر رضي الله عنه يقرأ فيها بيوسف والنحل وبهود وبني اسرائيل ونحوها من السور. ولو كان تطويله صلى الله عليه وسلم منسوخا لم يخفى على خلفائه ويطلع ويطلع عليه النقارون يريد رحمه الله الامام ابن القيم يريد رحمه الله ان يذكر هذا الاصل في هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة وسيأتينا الاشارة الى ان التخفيف في قراءة الامام في الصلاة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل ايها الناس ان منكم منفرين. فايكم اما الناس فليوجز وفي رواية فليخفف فان من ورائه الضعيف والسقيم وذا الحاجة وهو القائل عليه الصلاة والسلام يحث الائمة على مراعاة احوال المأمومين في اكثر من حديث ذكره مرة لمعاذ ومرة لابي ابن كعب رضي الله عن الجميع. يحثهم على التخفيف وانس رضي الله عنه قل صليت ما صليت خلف امام اخف صلاة ولا اتم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأتي هذه المسألة اين التخفيف في الصلاة؟ والقراءة بهذه المقادير وقد مر بك انه صلى الله عليه وسلم الان يقرأ سورة قاف في ركعة وسورة القمر في ركعة ويقرأ بالجمعة والمنافقون في صلاة الجمعة لسورة في ركعة. ومر بك انه قرأ سورة الصافات المغرب ومرة قرأ بالطور ومرة بالاعراف وبالمرسلات وقرأ ايضا باواسط المفصل كما تقدم في سورة الاعلى والليل اذا يغشى والبروج والطارق. واما الفجر فكان يقرأ باطول من ذلك من الستين الى مئة اية وكان عليه الصلاة والسلام يقرأ في هذه المقادير كما ترى وفيها قدر من الطول هل هذا هو التخفيف الذي امر به عليه الصلاة والسلام او كان يأمر الائمة بشيء غير الذي كان يفعله عليه الصلاة والسلام؟ ام اختلف امره كان التطويل اولا ثم ال امره في اخر حياته الى التخفيف في القراءة صلى الله عليه وسلم. هذه مسألة حاضرة ومن اهل العلم من قال انه كان يطيل صلاته اول الامر ثم ال بعد ذلك الى التخفيف. لحديث كما سيشير اليه المصنف بعد قليل في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في الفجر بقاف والقرآن المجيد وكانت صلاته بعد تخفيفا قالوا فهذا يعني التخفيف الذي ينبغي ان يكون عليه شأن الصلاة ومراعاة الائمة للمأمومين في الصلاة والمصنف رحمه الله يرد على هذا القول ليثبت ان السنة الواردة باختلاف المقادير في القراءة في الصلاة ثابتة ما غيرها شيء ولا نسخ منها شيء وانه صلى الله عليه وسلم ظل يقرأ بتلك القراءة في الروايات الثابتة الى ان مات وامارة هذا ان الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ابا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عن الجميع وهم من اعرف الناس بسنته وهم من قام في الامة مقامه بالخلافة من بعده عليه الصلاة والسلام كانوا يطيلون الصلاة والقراءة فيه ولو كانت سنته في التطويل منسوخة لكان الصحابة هؤلاء اول من يعمل بها ولو افترضنا انه غاب عنهم العلم بها فانهم يصلون ائمة بالامة لو وجد من ينبههم على انهم خالفوا السنة. لكن ذلك لم يكن. قال وهذا هو الهدي الذي استمر عليه الى ان لقي الله اي هدي القراءة الوافية في الصلوات الجهرية لا القصر الشديد ردا على دعوة ان اخر امريه كانت تخفيف وتقصير القراءة والاقتصار على قصار المفصل او مواضع محدودة من فاخر السوا ما تتجاوز الايتين والخمس ايات قال رحمه الله ولهذا اخذ به خلفاؤه الراشدون من بعده فقرأ ابو بكر الصديق رضي الله عنه في الفجر سورة البقرة حتى سلم منها قريبا من طلوع الشمس. والحديث اخرجه الائمة الشافعي والبيهقي. واصحاب المصنفات عبدالرزاق وابن ابي شيبة باسنادين صحيحين عن انس رضي الله عنه اطال ابو بكر القراءة في الفجر حتى سلم منها قريبا من طلوع الشمس قالوا يا خليفة رسول الله كادت الشمس تطلع. والقائل هو عمر قال يا خليفة رسول الله كادت الشمس تطلع يعني من طوله في القراءة في الفجر انظر ماذا كان الجواب؟ قال لو طلعت لم تجدنا غافلين غاية ما في الامر اننا في عبادة وانا نتقرب الى الله ولو طلعت علينا الشمس لادركتنا ونحن بين يدي ربنا قائمين نصلي فريضة فلم ينكر عليه رضي الله عنه وعمر انما خشي خروج الوقت لا اكثر. عمر نفسه رضي الله عنه الذي قال لابي بكر كادت الشمس تطلع كان يقرأ في الفجر بسورة يوسف وبسورة النحل والسورة منه ما تتجاوز حزبا نصف جزء الى جزء الا ربع كما في سورة النحل ويقرأ بسورة هود وبني اسرائيل عليه سورة الاسراء. وهذه سور طوال. قال ونحوها من السور ولو كان تطويله صلى الله عليه وسلم منسوخا لم يخفى على خلفائه ويطلع عليه النقارون. وتقدم انه يقصد بالنقارين اولئك المتتبعين لبعض الروايات تشغيبا لا قصدا في الاستدلال وبحثا عن السنة وتحاكما الى الدليل بقدر ما هو بحث عن دليل يوافق في النفوس والاهواء وتنزيل ذلك منزلة الدليل والاحتكام اليه. وقد قال اهل العلم في التعامل مع الادلة وتعظيم النصوص ان بل من الهدي وان المنهج الصحيح ان يستدل المرء ليبني عليه الحكم لا ان يتخذ الحكم ثم يبحث عن الدليل الذي وافقه على ما يريد الوصول اليه من احكام ونحوها. فاراد رحمه الله تعالى ان يؤكد على استمرار الهدي النبوي في القراءة الوافية في الصلوات الجهرية وعدم الغاء ذلك او نسخه بتقصير كما هو قول لبعض اهل العلم اليكم قال رحمه الله اما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه جابر ابن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في فجر بقار والقرآن وكانت صلاته بعد تخفيفا. فالمراد بقوله بعد اي بعد الفجر. اي انه كان يطيل القراءة يجري اكثر من غيرها صلاته بعدها تخفيفا. نعم الحديث في صحيح مسلم عن جابر ابن سمرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بقاف والقرآن المجيد والسورة كما تقدم من طوال المفصل والمفصل هو الحزب المبتدئ من سورة قاف على القول الراجح الى اخر القرآن وهو اقسام ثلاثة طوال واواسط وقصار. فالطوال من سورة قاف الى النبأ وواسط المفصل من النبأ الى الضحى وقصاره من الضحى الى الناس سورة قاف من طوال المفصل قال وكانت صلاته بعد تخفيفا فمنهم من قال يعني كان هذا اول الامر في السنة وكان بعد ذلك ينتقل الى التخفيف في الصلاة كأن التطويل سنة منسوخة قال المصنفون رحمه الله لا ليس المعنى كذلك وكانت صلاته بعده يعني في الصلاة التي بعد صلاة الفجر فهو حذف المضاف اليه. وكانت صلاته بعد يعني ليس بعد ذلك زمنا لا بعد صلاة الفجر تخفيفا يعني ان التخفيف في الظهر والعصر والمغرب والعشاء ليس كالتطويل في الفجر فكأنه يقول انما التطويل في قراءته كانت في صلاة الفجر اكثر من غيرها من الصلوات. نعم فالمراد بقوله فالمراد بقوله بعد اي بعد الفجر اي انه كان يطيل قراءة الفجر اكثر من غيرها وصلاته بعدها تخفيف ويدل على ذلك قول ام الفضل وقد سمعت ابن عباس فقد سمعت ابن عباس يقرأ ابن عباس وقد سمعت ابن عباس يقرأ والمرسل ثلاثة فقالت يا بني لقد اذكرتني بقراءتك هذه السورة انها لاخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب فهذا في اخر الامر. طيب هذه سورة المرسلات وهي ايضا من السور التي تعد في طوال المفصل وتقول رضي الله عنها ام الفضل تقول انها لاخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب التي يقول المخففون ان المغرب انما يقرأ فيها بقصار المفصل فقط. وام الفضل تقول رضي الله عنها هذه من اخر سمعته من النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ به في صلاة المغرب. اذا ليست سنة منسوخة باقية الى اخر حياته صلى الله عليه وسلم. وحديث ابن عباس عن امه ام الفضل في الصحيحين لما سمعت ابنها يقرأ سورة المرسلات فقالت اذكرتني بقراءتك هذه السورة. انها لاخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فان قوله وكانت صلاته بعده غاية قد حذف ما هي مضافة اليه فلا يجوز اغمار ما لا يدل عليه السياق ويترك اغمار ما يقتضيه السياق والسياق انما يقتضي ان صلاته بعد الفجر كانت تخفيفا. لا يقتضي ان صلاته كلها بعد ذلك اليوم كان التخفيض هذا ما لا يدل عليه اللفظ ولو كان هو المراد لم يخفى على خلفائه الراشدين فيتمسكون بالمنسوخ ويدعون الناسخ. طيب هذا هو الجواب عن حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه والمسألة يا كرام ليست خصاما في قضية بل هي بحث وتحرير عن موطن السنة والهدي النبوي يعني دعونا نقول هل السنة التطويل في القراءة فاما ان تقول نعم ونكون اليوم فينا تقصير في تطبيق هذه السنة خاصة وضعف في الهمم وارتخاء في العزائم. فنستعين بالله ونسأله التوفيق والسداد. لكننا نقرها سنة بحسب ما ثبت في رواية او نقول كانت سنة في اول الامر ثم نسخت اعني سنة التطويل في القراءة. ثم نسخت بالتقصير والتخفيف. ودليل ذلك حديث جابر بن سمرة وكانت قراءته بعد وكانت صلاته بعده تخفيفا قال المصنف رحمه الله لا يصلح ان يكون هذا فقط دليلا كافيا لاثبات نسخ التطويل في القراءة لان المضاف في البعدية هنا محذوف وكانت صلاته بعد بعد ايش بعد ذلك الزمان او بعد تلك الصلاة قال لا تترك ما يدل عليه السياق وتقدر ما لا يدل عليه ما الذي يدل عليه السائق؟ يتكلم عن الصلوات كانت قراءته في الفجر وكانت بعده يعني بعد الفجر هذا افضل من ان تقدره كانت صلاته في الفجر بقاف وكانت صلاته بعد ذلك اليوم تقدير الصلوات بمناسبة ذكر صلاة الفجر في صدر الجملة اولى. قال رحمه الله ولو كان المراد صلاته بعد ذلك اليوم على تقدير سائر الزمان وليس الصلوات كيف يخفى على خلفائه الراشدين يخفى عليهم ان ذلك منسوخ ثم يأتي ابو بكر رضي الله عنه في خلافته سنتين ونصف ويعقبه عمر في خلافته رضي الله عنه نحوا من عشر سنوات ويطبقون في قراءة الفجر طيلة هذه السنوات الاثنتي عشرة شيئا يجهلون انه سنة منسوخة؟ ام انهم ما اطلعوا عليها وفاتهم انها منسوخة. طيب والذين كانوا يصلون خلفهم من الصحابة والمسجد عامر بهم حافل بمن كان يصلي مع رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا بعيد جدا لانه يلزم منه انها سنة نزعمها نحن يعني التخفيف والتقصير ويجهلها كل الصحابة رضي الله عنهم هذا وجه استبعادي القول بان السنة النبوية في الصلوات كانت هي التقصير مطلقا والتخفيف ما الحامل على هذا؟ امره كما قلت في صدر المجلس امره عليه الصلاة والسلام ايها الناس من ام منكم فليخفف فليوجز ويقول ايضا عليه الصلاة والسلام فايكم اما الناس فليخفف واذا صلى احدكم لنفسه فليطول ما شاء هذه نصوص صحيحة صريحة طيب كيف افهم انه يأمر بالتخفيف وصلاته طويلة يأمر الائمة بمراعاة المأمومين ثم هو يطيل القراءة لابد ان نفهم انس رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنهم كثيرون يروون مقادير في الصلوات يقول ابن عمر رضي الله عنهما كان فصلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات فاذا ما كان يفعل الا الشيء الذي يأمرهم به فاما ان تفهم من هذا الحديث انه يأمر بشيء ويفعل خلافه عليه الصلاة والسلام وهذا مستحيل ابن عمر يقول يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات. ماذا يقصد ابن عمر انه كان عليه الصلاة والسلام يفعل شيئا غير الذي يأمرون به؟ لا. ويريد ان يعلمك الاحتمال الثاني في المعنى. ان التخفيف الذي كان يأمرك هم به ما هو هو قراءة مثلي والصافات هذا هو ضابط التخفيف. هذه المسألة هي محل كلام الفقهاء. ما ضابط التخفيف في الصلاة الذي امر به عليه الصلاة والسلام الائمة هذا امر مهم ليس لائمة المساجد فقط نعم هو يعنيهم بالمقام الاول لحرصهم على السنة واتباعهم لها لكنه يعنينا جميعا معشر المأمومين لم باننا عون لائمتنا في المساجد في الصلاة ولو كان في المساجد صفوف المأمومين لو كانت صفوف المأمومين في المساجد تمتلئ حرصا على السنة ويطالبون ائمتهم بها لكان ذلك غاية المنى لكن الواقع دوما انه لا يزال في المصلين الراغب في التخفيف والمستعجل في صلاته والراغب في الانصراف وصاحب حاجة والمريض والسقيم كما قال عليه الصلاة والسلام فلن يتفق الناس فنعود الى ضابط نحتكم اليه. ما ضابط التخفيف اذا اردنا ان نخفف في الصلاة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فينتقل المصنف الان رحمه الله الى بيان ما معنى التخفيف الذي امر به صلوات الله وسلامه عليه الائمة في الصلاة الله اليكم قال رحمه الله واما قوله صلى الله عليه وسلم ايكم اما الناس فليخفف قول انس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخف الناس صلاة في تمام فالتخفيف امر نسبي يرجع الى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه. لا الى شهوة المأمومين. فانه وصلى الله عليه وسلم لم يكن يأمرهم بامر ثم يخالفه قد علم ان من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة. فالذي فعله هو التخفيف الذي امر به فانه كان يمكن ان تكون صلاته اطول من تلك باضعاف مضاعفة فهي فهي خفيفة بالنسبة الى اطول منها. وهديه الذي كان يواظب عليه هو الحاكم في كل ما تنازع فيه المتنازعون ويدل عليه ما رواه النسائي وغيره عن ابن عمر انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصابات فالقراءة بالصافات من التخفيف الذي كان يأمر به والله اعلم. هذا الذي رجحه الامام ابن القيمي رحمه الله تعالى وهو مسلك لطائفة من اهل العلم في الجمع بين هذه الادلة كيف يأمر بالتخفيف ويقرأ المرسلات ويقرأ الصافات ويقرأ قاف واقتربت اي تخفيف قال لنتفق على شيء عندما اقول هذه الاوصاف تخفيف وتطويل او تقول طويل وقصير هي اوصاف نسبية ومعنى نسبية انها تختلف بحسب ما تنسب اليه وتضاف اليه. انت تقول هذا البناء قصير وربما كان طوله خمسة امتار فانت ماذا تقصد بقولك قصير بالنسبة الى ما هو اطول منه ثم تأتي الى بناية فيها خمس طوابق تقول هذه بناية قصيرة وانت لا تمد رأسك الى سقفها الا برفع رأسك الى اعلى قصيرة بالنسبة الى ما هو اعلى منها فكل قصير هو بالنسبة الى ما اطول منه قصير وبالنسبة الى ما هو اقصر منه يكون طويلا. هذا معنى النسبية فانا اقول صلاة خفيفة. هل كان النبي عليه الصلاة والسلام يخفف صلاته ليس لك الا ان تقول نعم ليش؟ لانه كان يأمر بالتخفيف فلن يأمر بشيء ويخالفه. نعم كان يخفف صلاته صلى الله عليه وسلم. طيب ايش كان قرا المرسلات والصافات والقمر وقاف ها اذا هذا هو التخفيف طب هل هذا خفيف نقول نعم لانه كان يمكن ان تكون القراءة اطول من هذا ففيك بالنسبة الى البقرة وال عمران والنساء كان يقرأ بالصافات ها ويكتفي بها ويقرأ في الفجر ستين الى مئة اية. لكنه لما كان يصلي الليل وحده ويأتي بعض اصحابه فيدخل معه يرى التطويل الذي كان يقول فيه واذا صلى احدكم لنفسه فليطول ما شاء. ماذا وجد؟ وجده يقرأ البقرة ثم النساء كاملة ثم ال عمران كاملة في ركعة اليست الصافات قصيرة قصيرة جدا وخفيف اذا هذا هو هذا هو الحكم. هذا هو المعيار ابن عمر رضي الله عنهما يقول يأمرنا بالتخفيف ويأمنا بالصافات قال في القراءة بالصافات من التخفيف تخفيف بالنسبة الى اطول منها هذا الهدي النبوي هو الذي كان يواظب عليه صلى الله عليه وسلم وهو الحاكم وتأتي مسألتنا المهمة اليوم التي نتحدث عنها ويهتم لها الائمة والمأمومون تكون حولها احاديث الصلوات في المساجد ما الذي يفعله الائمة يعمدون الى هذه المقادير فيقرأ احدهم بسورة قاف ركعة والقمر في ركعة او الصافات او سورة المرسلات وهذا في الغالب مدعاة الى انزعاج بعض المصلين ومطالبتهم بالتخفيف. فيسأل كثير من الائمة اليوم هل اطبق سنة بمثل هذه المقادير والسور التي ثبتت في الروايات الصحيحة اقرأ بها ولو كان في ذلك نفرة لاهل المسجد وانزعاج وشتات وصخب وشيء من الفرقة او اتخلى عن السنة واعمد الى التخفيف الذي اعتاد عليه الناس تخفيفا قصيرا لا تتجاوز الصلاة بقيامها وقراءتها وركوعها وجودها في اربع ركعات لا تتجاوز خمس دقائق سبع دقائق واذا طالت عن ذلك تكون تطويلا فما الضابط في هذا قبل هذا اذا تأملنا الروايات ووجدنا ما فيها نعود الى قصة معاذ وابي ابن كعب رضي الله عنهما ومرت معنا ليلة الجمعة الماضية في حديث معاذ اب كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم يأتي قومه فيصلي بهم تلك الصلاة فاتى ليلة ورجع فصلى بقومه فافتتح سورة البقرة. في رواية في الصحيح قال فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف يعني قطع صلاته مع معاذ رضي الله عنه واتم الصلاة وحده وانصرف فقالوا له انا فقت يا فلان قال لا والله ولاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاخبرنه ما الذي ازعجه اتهامه بالنفاق والا فالصلاة قد قطعها واتم صلاته وحده وانصرف ازعجه ان يتهم بالنفاق قال والله لاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاخبرنه فاتى رسول الله فقال يا رسول الله انا اصحابنا واضح نعمل بالنهار ما النواضح الابل التي يستقى عليها الماء. اصحاب مزارع واصحاب المزارع يعملون من الصباح الباكر فهم بحاجة الى الوقت. قال نحن اصحابنا واضح نعمل بالنهار. وان معاذا صلى معك العشاء ثم اتى يعني تأخر علينا لانه صلى كان متأخرا ومع هذا التأخير افتتح سورة البقرة قال فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال يا معاذ افتان انت؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا. في رواية اقرأ والشمس وضحاها والضحى والليل اذا يغشى وسبح اسم ربك الاعلى وفي رواية عند البخاري فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة فبلغ ذلك معاذا فقال انه منافق وفي بعض الروايات لما غضب النبي عليه الصلاة والسلام على معاذ قال الشراح غضبه عليه لم يكن لتطويل الصلاة فحسب بل لفتنة كادت ان تكون باتهامه رجلا من اهل الايمان بالنفاق بناء على موقف ليس شاهدا ولا دليلا كافيا على اتهام امرئ في دينه بامر داخل قلبه لا يطلع عليه الا الله. فغضب عليه الصلاة والسلام ثم وجهه بالتوجيه الذي سمعت عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال جاء رجل فقال يا رسول الله اني لا اتأخر عن صلاة الصبح من اجل فلان مما يطيل بنا قصة معاذ في اي صلاة العشاء وهذا قال في صلاة الصبح. قال ابن حجر رحمه الله اخطأ من فسر الرجل في هذه الرواية بانه معاذ بل هو ابي بن كعب رضي الله عنه فقال اني لا اتأخر عن صلاة الصبح من اجل فلان مما يطيل بنا قال فما رأيت النبي عليه الصلاة والسلام غضب في موعظة قط اشد مما غظب يومئذ. فقال يا ايها الناس ان منكم منفرين فايكم اما الناس فليوجز فان من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة. وفي رواية عن ابي هريرة فاذا صلى وحده فليصلي كيف شاء اما حديث مسلم عن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له ام قومك الى ان قال في اخر الحديث ثم قال فمن ام قوما فليخفف فان فيهم الضعيف والسقيم. انس رضي الله عنه وقد ساق المصنف هنا روايته قال كان النبي عليه الصلاة والسلام يوجز في الصلاة ويتم. وفي رواية ما صليت وراء امام قط صلاة ولا اتم صلاة من رسول الله. صلى الله عليه وسلم. وهو القائل اني لادخل الصلاة اطالتها فاسمع بكاء الصبي فاخفف من شدة وجد امه به رفيق عليه الصلاة والسلام رؤوف بامته رحيم فيحمل في الصلاة هم الام التي تسمع بكاء صبيها فيخفف لاجلها الصلاة صلوات الله وسلامه عليه. هذه الاحاديث مثلها بنى عليها الفقهاء فقه المسألة من الذي يشرع للامام فعله؟ ما السنة للامام؟ السنة الامام ان يعمد الى تطبيق السنة ما استطاع. وفي طريق تطبيقه للسنة امور ثلاثة يحسن به ان يعملها ليتأتى له تطبيق السنة على التمام. اولها تعليم المأمومين وتفقيه المصلين بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني ما السنة حتى احبها فاذا علمتها اولت ان اطوع نفسي للانقياد اليها وتقبلها لكن ان اجد نفسي امام صفة في الصلاة ما عهدتها. خصوصا مع تطاول الزمان وتباعد الناس عن السنة فلا يأتين امام ويؤم باهل مسجده يقرأ هذه المقادير الطوال في الصلوات فاذا طلبه اهل المسجد التخفيف قال لهم يا قوم هذه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فمن اراد فاهلا وسهلا والا فليبحث عن مسجد اخر ما هكذا يعلم الناس السنة خصوصا مع بعد العهد عن السنة هذه خطوة ومرتبة يحتاج اليها الائمة في تفقيه الناس وتعليمهم بسنن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الصلاة. الامر الثاني الذي يحتاج اليه الائمة ان نصل ونبلغ الى مقاصد لي هو حكم هذه السنة. يعني السؤال ليش كان يطيل عليه الصلاة والسلام القراءة في الصلاة بانه كان يفقه معنى ما يقرأ عليه الصلاة والسلام واصحابه من خلفه يفقهون ما كان يقرأ عليه الصلاة والسلام. يقول جبير بن مطعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في سورة المغرب بسورة الطور فكادي قلبي ينخلع وهو يسمع قراءة ندية فيها تنزيل للايات وفيها قراءة يقف بها المسلم على فقه كلام الله جل وعلا. وكم كان الصحابة ويسمعون قراءته عليه الصلاة والسلام فيدخل الايمان الى قلوبهم فهذه ايضا من المراتب التي نحتاج الى تحقيقها في انفسنا وفي الناس من حولنا. فقه معاني كلام الله فهم الايات والسور هي خير عون على ان نقرأ هذه المقادير في الصلاة فتأنس لها النفوس. وتستجيب لها القلوب مر بكم يا كرام حديث ام حكيم انها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورة قه في خطبة الجمعة. بل قالت ما حفظتها الا من فيه مما كان يكثر قولها في خطبة الجمعة وتقدمت الاشارة هل يشرع اليوم لخطيب ان يقتصر على قراءة سورة قاف على المنبر فينزل؟ اليوم لو فعل هذا ما حقق المقصد من من الخطبة ولا الحكمة المشروعة لاجلها تعليم الناس توجيههم ارشادهم وعظ قلوبهم. اليوم ونحن عرب لا نكاد نفهم من الايات قدرا كبيرا من الكلمات والجمل فالاقتصار على مجرد قراءة الايات والسور لا يحقق المقصد. والحكمة التي من اجلها جاءت تلك السنن. كذلك شأنه في تطويل القراءة في الصلاة. فهذا ايضا مما يحتاج اليه الائمة والمأمومون. واما الثالث فالتواصي بالسنة والتدرج في تطبيقها وهذا من الحكمة ومن فقه الامام بمسجده واهل مسجده ان يتدرج بهم في تطبيق السنن ان يصبر على ذلك ان يعلمهم حتى يبلغ يوما ان يكونوا هم من يطالب الامام بتطويل الصلاة شيئا ما فاذا قصرها قالوا رحمك الله هلا اطلت قصرت بنا اليوم فلو لعلك تطيل بنا غدا او تقرأ بنا سورة كذا وكذا. هذا من الحكمة خصوصا كما قلت قبل قليل مع اعد العهد بالسنن وبعد الناس عنها والفهم على الاختصار والتقصير والتخفيف الذي تجاوز التخفيف الى حد الاسراع مما قد يخل بالطمأنينة في الصلاة وما زال في كل مسجد وفي كل حي وفي كل بلد اهل مسجد مصلون لكنهم متخففون مسرعون. ما يزال هذا فهذا لن يسلم منه مسجد ولا حي ولا بلد. بل حتى في حديث ذي اليدين رضي الله عنه في قصة سهو النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين قال فلما سلم من ركعتين من صلاة العصر قال خرجت السرعان من ابواب المسجد. قالوا قصرت الصلاة قصرت صلوا ركعتين وخرجوا هذا الوصف من المسرعين في الخروج من المساجد في الصلاة موجود في كل زمان ومكان فلا ينبغي الحط عليهم من حكمة الامام يا كرام ان يراعي المكان الذي يؤم فيه الناس. هل هو مسجد سوق هل هو مسجد مشفى يقصده المرضى وذويهم والمترددون على الاطباء؟ هل هو مسجد مطار ومحطة قطار؟ المصلي معك وقلبه مع النداء الاخير الذي سيعلن عنه اغلاق البوابات فمن يصلي بهم سورة المرسلات او الصافات سيقطع الصلاة كما فعل صاحب معاذ رضي الله عنه من الحكمة ايضا مراعاة الوقت والمكان والزمان تخالف السنة في بعض المواضع لن تكون مخالفة بل هي السنة كان عليه الصلاة والسلام في اسفاره يخفف الصلوات ما كان يقرأ في الفجر والمغرب والعشاء بالسفر كما كان يقرأ بها في الحضر ودل على ذلك الاحاديث التي مرت بنا ليلة الجمعة الماضية. كان يخفف الصلوات في السفر. اذا كان يراعي صلى الله عليه وسلم الحكمة ايظا ومرة بكم قبل قليل فاني ادخل في الصلاة وانا اريد اطالتها فاتجوز بها من اجل سماعه بكاء. الصبي صلى الله وعليه واله وسلم. ومع كل ذلك فقد اختلف العلماء في ضابط التخفيف منها ان التخفيف ليس له ضابط معين بل هو امر نسبي وهذا يختلف باختلاف الاحوال. ومن اسباب الاختلاف في نسبية الطول والقصر قراءة الائمة انفسهم يا كرام ان من الائمة من صوته ندي وقراءته سلسة وعذبة. فاذا قرأ باهل مسجده الصفحة والثنتين والثلاث ما شعروا بطول ولا تضجوا ومن الائمة من هو الثقيل القراءة بطيئها. فلذلك اثر ايضا لتطويل القراءة او تخفيفها على اسماء المصلين وعلى نفوسهم ومن ضابط ذلك ايضا مراعاة الحال كما تقدم. ومن اهل العلم من قال بل ضابط التخفيف ما ثبت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقوله لعثمان ابن بن العاص انت امامهم واقتدي باضعفهم فما هو مناسب لاضعفهم حالا هو ضابط التخفيف المنشود الذي يكون سنة في حق الامام في ذلك المسجد. وعلى كل حال مهما اراد امام التخفيف في الصلاة باهل مسجده فلا يسوغ ولا يجوز ان يبلغ بها التخفيف حدا تسرع في الصلاة فيخل بأركانها. فكما ان التطويل المشق على المأمومين غير مطلوب فالتخفيف الذي ينافي المقصود ايضا غير مراد ومراعاة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مقادير القراءة وفي احوال المصلين والاوقات التي تكون فيها كل ذلك من فقه ما يحتاج اليه الائمة والمأمومون. واما ما نتواصى به جميعا يا اهل الاسلام امر واحد فقط تعظيم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان قصرنا في تطبيقها. تبقى السنة في نفوسنا معظم بل رأيناه يعمل بها قلنا له طبت وبيض الله وجهك ورفع الله قدرك لكن لا نلوم احدا على حب السنة وتطبيقها اذا عجزنا نحن وعشنا في تقصيرها والله المستعان الله اليكم قال رحمه الله فصل وكان صلى الله عليه وسلم ماشي رحمه الله وكان صلى الله عليه وسلم لا يعين في الصلوات سورة بعينها لا يقرأ الا بها الا في الجمعة والعيدين. يعني لا يخصص صلاة بسورة معينة ابدا لا تقول هذه السورة خاصة بصلاة الفجر وتلك بالظهر او العصر قال الا الجمعة والعيدين على ما تقدم. سبح والغاشية او اقتربت وقاف او الجمعة والمنافقون. ما عدا المجامع الكبيرة كالجمع والاعياد فلم يكن يخص صلاة سورة بعينها لا يقرأ الا بها الا ما تقدم في السنن مثل فجر الجمعة يقرأ بالف لام ميم السجدة وسورة الاتي على الانسان اما في سائر الصلوات ذكر ابو داوود من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده انه قال ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة الا قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس بها في الصلاة طوبة نعم وهذا المقصود في الهدي النبوي انه قرأ من جميع السور قال ما من المفصل سورة. قلنا ما المفصل من سورة قاف الى الناس وهذا عدد كبير من السور يتجاوز في مجموعه نصف عدد سور القرآن الكريم قل ما من مفصل سورة صغيرة ولا كبيرة الا سمعته يؤم بها الناس الصلاة المكتوبة. ما يزال في الفصل بقية وتتمة ناتي عليها في مجالسنا المقبلة ان شاء الله تعالى وما يزال في جمعتنا ليلتها وغدها ايضا متسع لمزيد من كسب الاجر وصلاة ربنا علينا بالاستكثار من صلاتنا لا من على الهادي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عبر لسانك في ثوان واغتنم اجرا سيبقى خالدا طول المدى. صلوا على المختار ان صلاتكم يا امة المختار انوار الهدى. اللهم صل وسلم وبارك على الهادي البشير والسراج المرير نبينا محمد بن عبدالله كصلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعلنا بالصلاة والسلام عليه من اصدق امته له حبا. ومن اكثرهم منه يوم قيامة قربى. اللهم احينا على سنته. وامتنا على سنته. واحشرنا غدا فى زمرته. واكرمنا يوم القيامة بشفاعة نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين يا رب العالمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين الهنا ومولانا اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم كن لاخوتنا المستضعفين فوق كل ارض وتحت كل سماء. في فلسطين والسودان وفي كل بلاد لام اله الحق يا سميع الدعاء. احفظ عليهم انفسهم واموالهم واعراضهم. واكفنا واياهم شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. ووفقنا لما تحب وترضى خذ بنواصينا الى البر والتقوى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين