بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلقه اجمعين. اللهم صل وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب البيت الحرام في هذه الليلة المباركة في ليلة الجمعة ينعقد هذا المجلس الأسبوعي الثامن والأربعون بفضل الله تعالى وتوفيقه. من مجالس مدارستنا ابزاد المعادي في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم. للامام شمس الدين ابي عبدالله ابن القيم رحمه الله عالم في هذا اليوم الخميس الثاني من شهر جمادى الاولى سنة خمس واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نقلب صفحات من سيرته العطرة وهديه الكريم النبوي الشريف الذي امرنا بالاقتداء به مستكثرين في مجلسنا هذا ونحن نتدارس الهدي النبوي من الصلاة والسلام على صاحب السنة عليه الصلاة والسلام راجين ان نكون من اوفر امته حظا في هذه الليلة المباركة من الصلاة والسلام عليه. لنكون اكثر هذه الامة حظا من صلاة ربنا عز وجل علينا. قال صلى الله عليه وسلم فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرة الله شرفه باعلى رتبة وحباه فضلا من لدنه عظيما. صلى عليه اللهما غيث اما يكسو البسيطة نظرة ونعيما. فاللهم صل وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم السلام وقف بنا الحديث ايها الكرام ليلة الجمعة الماضية عند ترجمة الامام ابن القيم رحمه الله بقوله فصول في هدي هديه في العبادات الذي تقدم معنا من اول الكتاب نبذ موجزة وفصول متوزعة على ابواب من هديه النبوي في سائر ابواب الحياة. كانت نبذا مختصرة وجملا موجزة. ثم ها هو ذا يشرع رحمه الله تعالى يعيد الكرة اصيلا على ما سبق اجماله هناك. ولهذا فقد تقدمت بعض المواضع تمت الاشارة فيها الى انه رحمه الله سيعيد بسط الموضوع في موضع من كتابه وهذا هو اوان ابتداء التفصيل في الهدي النبوي. مبتدئا رحمه الله بالعبادات وربما بقينا مجالس عديدة في ذكر هذه الفصول في ابواب العبادات بدءا من الوضوء. ثم المسح على الخفين ثم الانتقال الى الصلاة ثم الصلاة ذاتها يفسح فيها القول رحمه الله. للحديث عن الصلاة بدءا من دعاء الاستفتاح والتكبير قراءة والركوع والسجود يسوق فيها فصولا متعددة ويسرد فيها ما اجتمع له من هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل تلك الفصول ثم يتبعها بعد بفصول في الزكاة ثم الصيام والحج والعمرة في ابواب مفصلة تأتي تباعا ان شاء الله ليشرع بعد ذلك في باقي الابواب اذا فرغ من العبادات. ومستهل مجلسنا اليوم في اول فصول الهدي النبوي في العبادات الحديث عن الوضوء الذي به يبتدأ المسلم عادة بالتفقه في احكام الشريعة. فان اركان الاسلام الصلاة والزكاة والصيام والحج هي الاركان بعد الشهادتين. فاذا كانت الصلاة الركن الاعظم فان شرطها الذي لا تقبل الصلاة الا به وهي الطهارة تتقدم في الذكر على الحديث عن الصلاة ومسائلها واحكامها. ولهذا تتابع العلماء رحمة الله عليهم على تقديم الحديث عن الوضوء. لانه الطهارة التي لا تصح الصلاة الا بها فيكون حديث قم عن المسائل والاحكام المتعلقة بهذه العبادة العظيمة هي عبادة الوضوء التي طهرنا بها امة الاسلام في بيعة الاسلام. فلذلك ابتدأ بها المصنفون رحمه الله تعالى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله فصول في هديه في العبادات فصل في هديه في الوضوء. ابتدأ بالوضوء وقبل ان نشرع ها هنا جملة مهمة ينبغي ان نعيها ايها الكرام كل من اكرمه الله فاقبل على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمه او يستمع اليه او يقرأه فليجعل نصب عينيه هذه الجملة. ما الذي يحملنا على تتبع الهدي النبوي ارجو الا يكون الهم مقتصرا على تحصيل المعرفة. والمسألة العلمية النظرية المجردة الاسمى من تتبع السنن وتعلمها والبحث عنها وقراءتها والجلوس في مجالسها الهدف الاسمى ان يكون علما ومعرفة تقود الى استنان وتطبيق لا مجرد معرفة انا ما الذي ينفعني اذا تعلمت صفة الوضوء ومسائل دقيقة فيما يتعلق بالمضمضة مثلا والاستنشاق وسيأتينا في مجلس الليلة ان شاء يا الله! او صفة مسح الرأس او غسل الرجلين او المسح على الخفين. ثم لا ازال اتوضأ كما كنت اتوضأ لما كنت صبيا ما الذي استفيده اذا تعلمت سننا كنت اجهلها في الصلاة مثلا. ثم ما زلت اصلي الصلاة التي والداي رحمهما الله لما كنت طفلا صغيرا ان لم تكن دراسة السنة وتتبع الهدي بابا نصحح به عبادتنا ونقتفي فيها باثار نبي عليه الصلاة والسلام فليس لذلك قصد ولا هدف ولا حكمة يا كرام هذه السنة النبوية التي بعث بها الله رسوله عليه الصلاة والسلام. وامرنا بان نتبعه. وان نتقفى اثره فقال ربنا عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا جعل لنا هذا عنوانا كبيرا ثم جاء الاغراء لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم اخر وذكر الله كثيرا هذا العنوان العظيم ينبغي ان يكون مدخلا نلج منه الى السنن النبوية. نتعلمها نعرف ابوابها نعرف مواضع خطى النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم لا لنحفظها فنسردها او نختبر فنجيب عليها، بل لتكون شواهد في حياتنا شواهد على ايش شواهد على حبك لربك عز وجل. اوما سمعت الله يقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. تريد ان تثبت حبك لله عبد الله اقم في حياتك من شواهد هذا الحب لله ما يشهد لك غدا اذا لقيت الله. والشواهد التي تجمعها في هي عدد المواضع التي تطبق فيها سنن النبي صلى الله عليه وسلم في حياتك. فمنا المقل ومنا المستكثر منا من يأتي يوم القيامة وشواهد محبته لله مد البصر. من سنن اقامها في حياته وهدي النبوي تمثل به في شأنه كله طوبى والله لمن كانت السنة هما له يحمل همها كيف يجدوها؟ كيف يتعلمها؟ واذا عرف طريقها كان الهم عنده في تطبيقها والحفاظ عليها ليس هذا فقط بل في بثها ونشرها واخبار الناس بها وتعليم الامة كافة كأن لسان حاله يا قوم هلوس ها هنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرح بكل سنة يتعلمها كفرح الناس بما يحبون اذا افتقدوه. حرصه على السنن والبحث عنها وتقفي اثارها وفرحته اذا ظفر بسنة لم يكن يعلمها اعظم من فرحة الام ملهوفة التي تبحث عن وليدها وقد فاقدته في الطرقات هذا الهم الذي يجعل حياة العبد اذا وفقه الله لاتباع السنة وملء القلب بحبها وتعظيمها ورفع عرايتها ان يكون حقيقة من اتباع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولهذا فان سفيان رحمه الله لما كان يقول ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل كان يقصد ما عاشه السلف من الميراث الذي ورثوه عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ان الشأن في حياتك مهما كان خيرا ولو كان حكا لرأسك وشعرك فان استطعت ان تطبق فيه سنة تتعلمها فاحرص عليها. فما بالك ما هو اكبر من ذلك في الحياة بهيئتك ولباسك بوضوئك وصلاتك بطوافك وسعيك ودعائك باخلاقك بكل ما في حياتك عبد الله هذا الاصل الكبير الذي نجعله عنوانا ونحن نقلب الصفحات من الان فصاعدا في هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العبادات هذا عام مجمل اما الوضوء خاصة فان التأكيد الذي حفلت به النصوص تزيدنا حرصا على ان وضوءنا الذي نغسل فيه الكفين والوجه ونمسح الرأس ونغسل اليدين والقدمين ينبغي ان يكون اكثر حرصا في حياتنا على ان نوقع وضوءنا كوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء الصحب الكرام عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه وغيرهم من الصحابة كعبد الله بن زيد رضي الله عنه تنقل الروايات الثابتة في الصحيحين وغيرهما ان احدهم لما كان يقف امام طلابه وابناء الامة من التابعين وهم يتعلمون منه وضوء النبي عليه الصلاة والسلام يشرح له قولا فعلا ثم يقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ. يتوضأ ثم يقول وسمعته يقول من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه. الباب عظيم يا كرام. والعبادة جليلة وضوء طهارة يحبها الله ويثني على اصحابها. اثنى الله على اهل قباء بقوله فيه رجال يحبون ان يتطهروا ثم كانت المحبة عامة لهم ولغيرهم والله يحب المطهرين. هذه سماء المؤمنين في امة الاسلام الطهارة التي تلزمهم بها الشريعة فهم يتطهرون بين يدي كل صلاة. يقفون فيها بين يدي ربهم. فهلموا يا قوم واقبلوا قبل اسماعكم وابصاركم في الوقوف على هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في وضوءه اذا توضأ كيف كان هذه جمل تأتي بها الصفات في كل ما يتعلق بوضوء المصطفى صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة في غالب احيانه وربما صلى الصلوات بوضوء واحد. هذه الجملة الاولى. هل الوضوء لكل صلاة شرط ام يكفي الوضوء لاكثر من صلاة اذا حافظ المتوضأ على طهارته فلم تنتقض بشيء من النواقض. كلاهما ثابت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الا ان الاصل والغالب في هديه النبوي عليه الصلاة والسلام انه كان يتوضأ لكل صلاة. يعني سواء كان طاهرا او غير متطهر فان كان طاهرا جدد وضوءه فكان تجديدا لطهارته. وان كان غير متطهر توضأ فكان متطهرا بين يدي صلاته هذا الاصل الغالب كما قال المصنف رحمه الله ولكنه احيانا ربما صلى اكثر من صلاة بوضوء واحد وهذا ايضا كما ثبت في صحيح مسلم من حديث بريدة ابن الحصيب الاسلمي رضي الله عنه ان النبي صلى الله الله عليه واله وسلم صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال عمر رضي الله عنه لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه يا رسول الله. ما هو جمع الصلوات بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال عمر رضي الله عنه لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه. فقال صلى الله عليه وسلم عمدا صنعته يا عمر قال اهل العلم اراد عليه الصلاة والسلام ان يعلم الامة هذا الحكم ان حانت عليك صلاة صليت المغرب الان في المسجد الحرام وها انت لا تنتظر صلاة العشاء. فان دخل عليك وقت العشاء محافظا على وضوءك الذي صليت به المغرب جاز لك ان ان تصلي به العشاء ومن حافظ على وضوءه فرظين وثلاثا واربعا وخمسا جاز ان يصلي بوضوءه ما لم ينقضه شيء من الطهارة ودل هذا الحديث على جواز ذلك ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لعمر لما سأله رضي الله عنه قال عمدا صنعته يا عمر. فدل هذا على الجواز الا ان الافضل والاكمل والاعظم اجرا احداث طهارة لكل صلاة نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة وبازيد منه تارة. هذا في مقدار الماء الذي يتوضأ به المصلي وحتى حديثنا السابق في جمع الصلوات بوضوء واحد ثبت فيه ايضا في في سنن ابي داوود وصححه ابن خزيمة في صحيحه ان ان بان ان عبد الله ابن عمر وقد سئل سأل محمد بن يحيى بن حبان عبدالله بن عبدالله. قال ارأيت توضأ ابن عمر ما رأى قال ارأيت توضأ ابن عمر لكل صلاة طاهرا وغير طاهر. يسأل الان عن شيء رأوه في عبدالله بن عمر كان يتوضأ لكل صلاة طاهرا وغير طاهر قال قلت ارأيت توضأ ابن عمر لكل صلاة طاهرا وغير طاهر عم ذاك؟ يعني ما الذي يحمله على تجديد الوضوء لكل صلاة فقال حدثتنيه اسماء بنت زيد بن الخطاب ان عبدالله بن حنظلة بن ابي عامر حدثها ان رسول الى الله صلى الله عليه وسلم امر بالوضوء لكل صلاة طاهرا وغير طاهر. فلما شق ذلك عليه امر بالسواك لكل صلاة. فكان ابن عمر رضي الله عنهما يرى ان به قوة فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة فدل هذا على كماله وعظيم اجره كيف لا وهي عبادة فكلما توضأ المسلم مرة نال اجر الوضوء اجر هو الذي يتمثل في خروج خطاياه مع كل قطرة من الماء يغسل بها وجهه ويديه وذراعيه. فهكذا تحط خطايا عنه بوضوئه فهذا من عظيم فضل الوضوء واجره. اما مقدار الماء فكما قال وكان يتوضأ وكان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة وبازيد منه تارة وذلك نحو اربع اواق بالدمشقي الى اقيم وثلاثة هذا مقدار الماء الذي يتوضأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما المد ما المد ملء الكفين المجتمعتين المعتدلتين اذا اجتمعت الكفان وكانتا وسطا لا لا كفين صغيرتين ولا كفين ضخمتين كفاني معتدلان فمجموع ملء الكفين المعتدلتين يسمى مدا. والمد ربع صاع فاذا اجتمع من هذا اربع غرفات فانها تعدل صاعا كان النبي عليه الصلاة والسلام يتوضأ بالمد اجمع كفيك الان. واملأهما ماء الماء المجتمع في كفيك يكفي وضوء النبي عليه الصلاة والسلام كاملا من المضمضة الى غسل الرجلين كان يتوضأ بالمد تارة وبثلثيه تارة يعني اقل من المد وبازيد منه تارة ثبت في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع الى خمسة امداد ويتوضأ بالمد كان يغتسل بالصاع الى خمسة امداد. قلنا الصاع كم ودا اربعة يعني اربع غرفات من ملء الكفين تجمع لك صاعا هذا مقدار يغتسل به لجسده كله الى خمسة امداد ربما زاد عليها مدا فتصير خمسة ويتوضأ بالمد. قال واحيانا يتوضأ بثلثي المد. كما ثبت ايضا من حديث ام عمارة بنت كعب رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فاتي باناء فيه ماء قدر ثلثي المد والحديث عند ابي داود فاوتي باناء فيه ماء قدر ثلثي رمد. يعني اقل من هذا بثلث وهذا اقل مقدار ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام توضأ به فلو قال قائل هذا ما يكفي او لا يتصور انه يكفي نحن بالكاد نجمع هاتين الكفتين لنغسل الوجه غسلة واحدة لكنه يتوضأ به عليه الصلاة والسلام وضوءا كاملا هل يكفي هذا لمضمضة واستنشاق وغسل وجه ويدين الى المرفقين ومسح رأس وغسل رجلين؟ لو لم يثبت هذا لما فعله عليه الصلاة والسلام ولما حكاه الصحابة رضي الله عنهم لكنه قد وقع وهو ممكن وواقع الا انه يحتاج الى قصد في استعمال الماء ومعرفة لمقدار هذا والمستبعد لهذا ما اشبهه بحديث جابر الله عنه لما سأله قوم عن الغسل فذكر لهم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بصاع فقال رجل كان حاضرا بحضرته من القوم فقال رجل ما يكفيني يعني هذا الصاع ما يكفيني ورأى انه غير ممكن صاع اربعة امداد يغتسل به الرجل البالغ غسلا كاملا فقال رجل ما يكفيني. فقال جابر رضي الله عنه يكفي من كان خيرا منك. يقصد النبي عليه الصلاة والسلام بل قال في رواية يكفي من كان اوفر منك شعرا يعني حتى من حيث الشعر الذي يستهلك فيه الماء كان النبي عليه الصلاة والسلام ذا وفرة وجمة وكان هذا المقدار يكفيه. فالاستبعاد يا كرام استبعاد كفاية هذا القدر من الماء راجع الى احد امرين. اما عدم ممارسة او تجربة سابقة فيستبعد المرء ذلك. واما الف عكس ذلك من الاسراف في استعمال الماء فيظن المرء ان ذلك غير ممكن. وهو ممكن ومجرب عند كثيرين. وهذا الاقدار من المد وهو ملء الكفين المجتمعتين يشبه مقدار ما تجمعه القارورة الصغيرة من الماء. وانت لو اعتنيت بها واقتصدت في استعمال مائها لثبت عندك كفايتها لوضوئك كاملا. انما هو القصد في الاستعمال لكن افتنا اليوم في الاسراف في الماء هو استرساله فاذا فتح احدنا الصنبور او اغترف من مكان ما مجتمع فيه الماء اخذه اخذا كثيرا وصب الماء صبا كثيرا. فلا يظن ان هذا القدر اليسير يكفيه لوضوئه. انما هذا هو هدي رسول بالله صلى الله عليه وسلم. كان يتوضأ بالمد تارة. وبثلثيه تارا وبازيد منه تارا. يعني ربما زاد عن المد ولا حرج ليس هذا منعا انما الكلام على المقدار الذي يثبت به للمسلم كفايته في وضوءه اذا توضأ ثم ذكر المقدار بالمد مقدار المد بما يقربه الفقهاء من الاوزان. قال وذلك نحو اربع اواق بالدمشقي الى اوقيتين ثلاث وهذا مقدار الموازين يعني ما يجمع في الميزان بقدر اربع عواقي دمشقية وانما قيدها بالدمشقية لان الاواقي والاوزان عموما تختلف من بلد الى بلد. ولهذا فان اواقي الشام غير الحجاز غير العراق وغير مصر في مقدارها الذي يتعامل به الناس باسواقهم فكان الفقهاء الاوائل رحمهم الله اذا ذكروا ما يتعلق بالمقادير المذكورة في فقه الشريعة كمقدار الماء ومقدار القلتين مثلا ومقدار انصبة الزكاة كما يتعلق بدينار الذهب ودراهم الفضة فانهم يحولون ذلك الى المقادير المعاصرة بالنسبة اليهم. فاذا ذكروا ما يتعلق بالرطل او ما يتعلق بالاوقية. فانهم بالبلد الذي يقدرونها به فانهم يجعلون ذلك في الموازين ويحسبون. كما يقدر الفقهاء المعاصرون اليوم هذه المقادير طب الاوزان المعاصرة بالجرام وبالكيلو الذي تعارف الناس عليه ليكون ادعى الى فهمه وتصوره والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان من ايسر الناس صبا لماء الوضوء. من ايسر الناس صبا لماء الوضوء. ايسرهم يعني اكثرهم استعمالا وصرفا في الماء كان من ايسر الناس يعني كان من اكرمهم في استعمال الماء وصبه بكثرة؟ لا العكس كان من ايسر الناس من اقلهم صبا بماء الوضوء نعم قال وكان من ايسر الناس صبا لماء الوضوء وكان يحذر امته من الاسراف فيه واخبر انه يكون في امته من يعتدي في الطهور وقال ان ان للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء ومر بسعد وهو يتوضأ فقال له لا تسرف في الماء فقال وهل في الماء اسراف قال نعم وان كنت على نهر جار. نعم. هذا التنبيه يا كرام ينبغي ان يكون درسا لنا لاهلنا في بيوتنا في مسألة اقتصاد الماء الذي نستعمله في الوضوء. كفاية المد ان لم يكفيك المد يا رجل فليكن مدان لكن ان يكون مقدار يعني لتر من الماء فاكثر يصرف في وضوء ثم يزداد به المرء استعمالا ولا يكاد يكفيه مقدار هذا من الاسراف ليس المخالف للسنة فقط بل الموقع في النهي الذي حذر منه رسول الله. صلى الله عليه وسلم. كان يحذر امته من الاسراف في ماء الوضوء. قال واخبر انه يكون في امته من يعتدي في الطهور. في اعتداء في الماء؟ نعم هناك كاعتداء واذا سميناه اعتداء دخل في عموم قوله تعالى انه لا يحب المعتدي فالله ما يحب الاعتداء الاعتداء في الدعاء الاعتداء على اموال الناس الاعتداء على اعراضهم الاعتداء على الحقوق الاعتداء في الماء في الوضوء اعتداء سماه اعتداء اسمع الى حديث عبدالله ابن مغفل رضي الله عنه الذي اخرجه الائمة احمد وابو داوود وابن ماجة وصححه الحاكم في المستدرك قال انه يكون في هذه الامة قوم يعتدون في الطهور والدعاء كما هناك اعتداء في الدعاء وسيقع في الامة فهناك من يعتدي في الطهور وهو الماء المستعمل في الطهارة. اخبر انه سيقع وحذر عليه الصلاة والسلام. اما الحديث الاخر الذي ذكره المصنف بقوله ان للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواسكم سلمى الحديث لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقد ضعفه الائمة ومنهم الترمذي رحمه الله لما قال ولا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحكم الائمة بعدم صحة رفعه كابي حاتم وبزرعة الرازيين الا انه ربما روي موقوفا على بعض الصحابة لكنه ليس حديثا صحيحا. قال ومر بسعد وهو يتوضأ فقال له لا تسرف في الماء فقال سعد وهل في الماء اسراف لانه لم يكن يتصور الاسراف الا في الاموال او في الطعام. لكن اسراف في ماء فبدا هذا حديثا على اذنه فسأل وهل في الاسراء في الماء اسراف؟ قال نعم وان كنت على نهر جار. الحديث ايضا لا يصح. ضعف اسناده الحافظ ابن حجر وغيرهم. لكنه بسند قوي موقوف عن بعضهم كهلال بن يساف قال كان يقال من الوضوء اسراف ولو كنت على شاطئ نهر ايها الكرام الاسراف في الماء مذموم في طعام او شراب. واشد ذما اذا كان في العبادة كالطهارة وضوءا او او غسل والاسراف كيف هو؟ هو ان يصب الماء. فيذهب فيذهب منه ما لا يستعمل اكثر من الذي يستعمل يصب الماء فاذا الذي يصيب جسده ليحقق به الطهارة يصيب شيئا والذي ينسكب عن جانبيه يمنة ويسرة او يذهب هدرا بين الغرفة والغرفة والماء يصب اكثر من الذي استعمله في غسل اعضاء وضوئه. ان لم يسمى هذا اسرافا فما هو؟ اليوم اهل الناس حتى في اغلاق صب الماء بين الغرفة والغرفة. فاذا اخذ غرفة ما ترك الماء يجري حتى يعود الى غرفة ثانية وثالثة هذا ليس مجرد نعمة يعبث بها ويتساهل الناس فيها فقط. بل هو اسراف حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام يقول الامام النووي رحمه الله اجمع المسلمون على ان الماء الذي يجزي في الوضوء والغسل غير مقدر غير مقدر توضأ باي قدر واغتسل باي قدر. غير مقدر يعني ليس هناك مقدار محدد يجب الالتزام به. طيب والذي ثبت في السنة ما هو هذا هدي النبوي هو الاكمل والافضل والاعلى. قال اجمع المسلمون على ان رماء الذي يجزي في الوضوء والغسل غير مقدرين بل يكفي فيه القليل والكثير اذا وجد شرط الغسل وهو جريان رمائي على الاعضاء. قال واجمع لما على النهي عن الاسراف في الماء وان كان على شاطئ البحر. ارأيت لو كنت على شاطئ بحر وتغترف حتى هذا مذموم كن في حقك ان تغترف منه اكثر من حاجتك وانت تتوضأ. لانه يصح الوضوء بماء البحر. وقد سئل عليه الصلاة والسلام فقال هو الطهور ماؤه قل ميتته من لم يجد ماء الا ماء البحر توضأ به. فلو كنت على ظهر قارب والبحر تحتك فاقترفت منه لوضوئك فان استطعت الا تتوضأ الا بمد فافعل. وانت على ظهر البحر ولن ينقص منه غرفاتك ولو بلغت مئة لكنه الهدي النبوي والتزام امر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا كان المرء ضخم الجسم ولا يكفيه المد للوضوء زاد بقدر حاجته فبعض الناس له من ضخامة اعضاء الجسم كالوجه واليدين والرجلين ما يحتاج فيه الى ما يزيد على المد فلا حرج. لم يمنع منه العلماء ولا نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن القضية تعود الى مسألة الاقتصاد في مقدار الماء المستعمل في الوضوء. مرة اخرى سأذكر بما صدرت به المجلس عندما نتعلم هديا نبويا ونقف على سنة من السنن. فالله الله الا يكون في الذهن بالمقام الاول شيء مقدم على كيف افعل كيف سيعيد المرء ترتيب شيء الفه فيعود الى ما تعلمه من هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وصح عنه انه توضأ مرة مرة مرتين مرتين وثلاثا ثلاثة وفي بعض الاعضاء مرتين وبعضها ثلاثا. كل هذا في الصحيحين من روايات عدة صح عنه انه توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا. كيف يعني اعضاء الوضوء يا كرام التي هي غسل الوجه ومنه المضمضة والاستنشاق. وغسل اليدين الى المرفقين ومسح الرأس وغسل الرجلين. قال انه توضأ مرة مرة يعني مكتفيا بمرة واحدة لغسل الوجه ومرة واحدة لغسل اليدين ومرة واحدة لغسل الرجلين. وتوضأ مرتين مرتين يعني يعني يغسل وجهه مرتين ويديه مرتين ورجليه مرتين ويمسح رأسه لا مرة واحدة مسح الرأس ما يكون الا مرة واحدة. قال وثلاثا ثلاثا يعني ايضا توضأ مرة بثلاث مرات غسل الوجه ثلاثا واليدين ثلاثا والرجلين ثلاثا صح هذا من روايات عدد من الصحابة في الحديث توضأ مرة مرة عند البخاري اخرجه ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما توضأ مرتين مرتين ايضا في صحيح البخاري من حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه. توضأ ثلاثا ثلاثا في الصحيحين من حديث عثمان رضي الله عنه جميعا. قال وفي بعض الاعضاء مرتين وبعضها ثلاثا. ايضا ثبت في حديث عبدالله بن زيد. في الصحيحين انه ذكر التثليث يعني غسل الاعضاء ثلاثا في كلها الا في اليدين. قال وغسل يديه مرتين الى المرفقين فاي شيء فعلته من ذلك عبد الله صح وضوءك واصبت سنة قال اهل العلم وهذا راجع الى مقدار الماء الذي يتوفر عند المسلم اذا توضأ. فمن اراد ان يطبق سنة واكتفى بمقدار مد من الماء يتوضأ فليقتصر على المرة لكن من اقتصر على المرة فشرطه استيفاء العضو لئلا يبقى منه شيء. يعني لا تبخل ان تقتصر في استعمال الماء تقتصد فيه ثم تأخذ قدرا لا يكفي لغسل وجهك فتترك جزءا منه ما اصابه الماء او تتساهل في غسل يدك فاذا به في طرف الذراع مما يلي المرفق لم يصبه الماء. او في الرجل فيبقى منه مقدار عند الكعب او في ظهر القدم لم يصب ظلماء هذا خلل فمن اقتصر على المرة جاز له ذلك وصحى بل اصاب سنة ولكن بشرط استيفاء غسل الاعضاء والتأكد من عدم فوات جزء منها لم يصبها الماء وهذا كما قلت في يناسب في تعدد الاحوال. فمن قل بيديه الماء فيكتفي بغسل مرة ومن توفر فزاد على الثلاث فكل ذلك جائز. الغسلتان والثلاث الغسلات اكثر ضمانا واحوط في تأكد المتوضئ من غسل اعضاء وضوئه. وكذلك كما قال في بعض الاعضاء مرتين وبعضها ثلاثا ومما يحسن التنبيه عليه يا كرام في مثل هذا الموضع الذي يثبت فيه تعدد السنن لو قلت لك ما السنة النبوية في عدد غسلات اعضاء الوضوء ما السنة المرة سنة والمرتان سنة والمرات الثلاث سنة كلها سنن في كل موضع تتعلمه عبد الله يثبت عندك فيه تعدد السنن فانه يحسن بك ان تطبقها السنن كلها تباعا في اوقات متفرقة. فتأتي يوما تتوضأ مقتصرا على المرة. لتصيب السنة وفي مرة اخرى فتغسل اعضائك مرتين وفي مرة ثالثة تغسلها ثلاثا وقصدك اتباع السنة لتكون لتكون من اقرب الناس الى صاحبها يوم القيامة عليه الصلاة والسلام هذا الذي ينمي في دواخلنا حب السنة. والحرص عليها. ومن فوائد ذلك الخروج من الف العاد العبادة واعتيادها الى استشعار السنن. بخلاف من يألف سنة واحدة فيمسكها ويلزمها ولا يغيرها الى سنة اخرى ثابتة تتحول عنده الى الف واعتياد. فربما يعزب عنه استحضار معنى السنة. قل مثل ذلك مثلا في ادعية الركوع اذكار الركوع في الصلاة وادعية السجود بل حتى دعاء الاستفتاح اذا كبرت بعد تكبيرة الاحرام ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام جمل من الادعية التي كان يستفتح بها الصلاة فمن لا يحفظ الا دعاء واحدا سيلزمه. وهذا جائز ولا حرج عليه لكنه ليس كمن يحفظ دعائين وثلاثة ثم هو في صلواته يقرأ هذا مرة وذاك مرة فانه يصيب تعدد السنن وموافقة النبي عليه الصلاة والسلام فيها. ثم ماذا ثم يستحضر السنة في كل مرة لانه لا يقرأها باعتياد وحركات الية. انما كبر واليوم يقرأ هذا الدعاء. وفي المرة الثانية تذكر الدعاء الاخر فاستحضره تتجدد عنده نية تطبيق السنة بل ربما استحضر حتى معاني الجمل التي يقولها في الدعاء وهذا منها ثبت انه عليه الصلاة والسلام توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثة فنعم ما يفعله المسلم اذا توضأ ان يفعل هذا مرة وهذا مرة وهذا احيانا وهذا احيانا وربما كانت الحال تحمله على شيء من السنن بعينها كقلة الماء فان المناسب لها استعمال الوضوء مرة مرة وهذا من سعة السنن التي يفعلها المسلم في عباداته المتكررة كل يوم كالوضوء والصلاة ليكون له حظ اوفر من تطبيق السنة اتباع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يتمضمض ويستنشق تارة بغرفة وتارة بغرفتين وتارة بثلاث. طيب هذا كالذي قبله المضمضة والاستنشاق التي يبتدئ بها المتوضئ في وضوءه بعد غسل كفيه قال يتمضمض ويستنشق تارة بغرفة وتارة بغرفتين وتارة بثلاث. فان كان يتوضأ مرة مرة سيستنشق كم مرة واحدة بكم غرفة واحدة يستنشق يتمضمض ويستنشق بغرفة واحدة كيف يفعل يقسم الماء الذي في كفه نصفه لفمه يتمضمض به ونصفه لانفه وارجع فاقول افتنا اليوم مع الهدر في استعمال الماء وعدم التعود على الاقتصاد فيه يذهب ملء الكفين وليس كفا واحد في مضمضة وفي استنشاق والباقي يذهب هدرا لكن الثابت في السنة يتمضمض ويستنشق تارة بغرفة وتارة بغرفتين فتكون غرفة للمضمضة وغرفة باستنشاق او او تكون الغرفتان كل غرفة منها تشتمل على المضمضة والاستنشاق مناصفة كما سيذكره بعد قليل نعم قال وكان يصل بين المظمظة والاستنشاق فياخذ نصف الغرفة لفمه ونصفها لانفه ولا يمكن في الغرفة الا هذا. طيب ممتاز اذا قلت توضأ بغرفة فنصف الغرفة لمضمضته ونصفها لاستنشاقه نصفها يذهب الى الفم والنصف الى الانف. قال اذا كنت ستأخذ غرفة لا يمكن تفسيرها الا بهذا. واما الغرفتان واما الغرفتان والثلاث فيمكن فيهما الفصل والوصل. فصل ماذا فصل المضمضة عن الاستنشاق فيكون للمضمضة غرفة وللاستنشاق غرفة وكذلك الثلاث يمكن فيها الفصل. اما الغرفة الواحدة فلا يتحقق فيها الا الوصل ما يتحقق الفصل فيها بين المظمظة والاستنشاق. نعم قال الا ان هديه صلى الله عليه وسلم كان الوصل كان الوصل بينهما كما في الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مظمظة واستنشق من كف واحدة فعل ذلك ثلاثا وفي لفظ مظمظ واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات فهذا اصح ما روي في المضمضة والاستنشاق ولم يجيء الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة لكن في حديث طلحة بن مصرف عن ابيه عن جده انه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بين المضمضة والاستنشاق ولكن لا ندري من طلحة عن ابيه عن جده ولا يعرف لجده صحبة. طيب الان تكلم رحمه الله عن هذه القضية هل السنة يا اهل الاسلام في الوضوء؟ هل السنة الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة بوصلهما او فصلهما فلكل منهما غرفة قال رحمه الله تعالى الا ان هديه صلى الله عليه وسلم كان الوصل بينهما. يعني نصف الكفة نصف الغرفة لفمه ونصفها لانفه. ان كانت غرفة غرفة واحدة فمناصفة. وان كانت غرفتين فكذلك فيكون تمضمض مرتين واستنشق مرتين وان كانت ثلاث غرفات فكذلك كل غرفة يقسمها منازل يقول هذا هو الثابت في هديه. كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد انه صلى الله عليه وسلم وساق حديث اللفظ عند البخاري في الصحيح مضمضة واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات ركز معي كيف تكون ثلاثا بثلاث غرفات وهما فعلا؟ مضمضة واستنشق ثلاثا في اثنين في ثلاثة بكم؟ ستة المفترظ يكون بست غرفات لو وكان كما نفعله اليوم غرفة للمضمضة وغرفة للاستنشاق فاذا مضمضت ثلاثا بثلاث غرفات واستنشقت ثلاثا بثلاث غرفات كم المجموع ستة لكنه يصرح فيقول في رواية البخاري مضمضة واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات فلا يمكن تفسيرها الا بالوصل فكل غرفة يصل فيها بين فمه وانفه نصفها للفم مضمضة ونصفها للانف استنشاقا واما لفظ مسلم في صحيحه قال مضمض واستنثر ثلاثا. وفي لفظ عند مسلم فمضمض واستنشق واستنثر من ثلاث غرفات فاذا وزعتها لا تكون الا هكذا على الوصل. قال رحمه الله فهذا اصح ما روي في المضمضة والاستنشاق وبهذا اخرجه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين ثم قال ولم يجيء الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة لا توجد رواية قارن هذا بينما نفعله اليوم فان اغلب ما يفعله المتوضئون اليوم هو الفصل بين المضمضة والاستنشاق بغرفة لهذا وغرفة لذا. قول ابن القيم رحمه الله لم يجيء في حديث صحيح البتة هو قول طائفة من المحدثين انه لا يوجد حديث صحيح يثبت فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام فصل بين المضمضة والاستنشاق يقصدون بذلك والله اعلم حديث شقيق بن سلمة التابعي الجليل ابي وائل يقول رأيت علي ابن ابي طالب وعثمان ابن عفان رضي الله عنهما توضأ ثلاثا ثلاثا وافرد المضمضة من الاستنشاق ثم قال هكذا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ اه هذا الصريح يحكي فيه ابو وائل شقيق ابن سلمة رحمه الله ما رآه من اثنين من الصحابة الكبار ومن الخلفاء الاربعة وعثمان رضي الله عنهما كيف فعلا. قال وافردا المضمضة من الاستنشاق يعني فصلا. ثم قال هكذا قال كل منهما هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ هذا يكاد يكون الحديث الذي يستند اليه من يرى الفصل بين المضمضة والاستنشاق لكن ابن الصلاح رحمه الله الامام المحدث انكره ولم يصحح الحديث لما يتعلق بضعف سنده. فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله متعقبا له قد روى ابو علي بن السكن في صحاحه من طريق ابي وائل وساق الحديث. قال فهذا صريح في الفصل فبطل انكار ابن الصلاح. فانت كما ترى من اهل العلم من يصحح حديث الفصل ومنهم من يضعفه. ومال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى الى تضعيف الحديث. ورأى ان زيادة الفصل بين المضمضة والاستنشاق مخالفة لجملة الروايات الثابتة بالفاظها التي في الصحيحين وغيرها مما تحكي وصل المضمضة مع الاستنشاق. فقول المصنف رحمه الله لم يجئ الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة يقصد به ربما حديث شقيق ابن سلمة وقد سمعت ما فيه. قال رحمه الله لكن في حديث طلحة ابن مصرف عن ابي عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بين المضمضة والاستنشاق. الحديث هذا اخرجه ابو داوود في السنن والبيهقي ايضا والطبراني وفي المعجم لكن ابا داود قال قال مسدد فحدثت به يحيى فانكره. ثم قال سمعت احمد يقول ابن عيينة كان ينكره يقول ايش هذا؟ طلحة عن ابيه عن جده كأنه عجب ان يكون جد طلحة صحابي النبي عليه الصلاة والسلام. فالحديث مرسل مع ضعف بعض رواة ووليث ابن ابي سليم. فلهذا ضعفه المصنف رحمه الله قال ومثل هذا لا يصح الاستناد اليه في اثبات فصل المضمضة عن الاستنشاق. الخلاصة الثابت في هديه عليه الصلاة والسلام الوصل بين المضمضة والاستنشاق وهي الاقرب في السنة. ومن فصل بينهما يبطل وضوءه لما يبطل لكن نتكلم عن السنة وايضا انبنى على هذا الخلاف خلاف المذاهب الاربعة. فمذهب ابي حنيفة ومالك رحمهما الله الفصل بين المضمضة ان شاء ومذهب الشافعي واحمد وبعض المالكية الجمع بينهما الوصف بين المضمضة والاستنشاق. قال الامام القرافي رحمه الله كيفية المضمضة والاستنشاق احدهما يتمضمض ثلاثا بثلاث غرفات ويستنشق ثلاثا كذلك وهو قول مالك رحمه الله والثاني لاصحابه غرفة واحدة لهما. قال الخلاف انما هو في الافضل والاكمل. فاذا جمع بينهما او فصل فقد اتى المطلوب وهو المضمضة والاستنشاق. وقال ابن قدامة رحمه الله فان شاء المتوضئ تمضمض واستنشق من ثلاث غرفات وان شاء فعل ذلك ثلاثا بغرفة واحدة قال لما ذكرنا من الاحاديث. ثم قال وان افرد المضمضة بثلاث غرفات والاستنشاق بثلاث جاز. لان الكيفية في الغسل غير واجبة. وقال الامام النووي رحمه الله اتفق نص الشافعي والاصحاب على ان سنتهما يعني المضمضة والاستنشاق تحصل بالجمع والفصل وعلى اي وجه اوصل ماء الى العضوين فهذه من مسائل الاجتهاد التي لا ينكر فيها على المخالف الا ان طلبة العلم واهل السنة احرص على اعي السنة وتطبيقها فان شاء فصل بينهما فلا حرج الا ان الافضل والثابت في وضوء النبي عليه الصلاة والسلام الجمع بينهما بغرفة واحدة وهذا المستحب لمن توضأ اتباعا لسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يستنشق بيده اليمنى ويستنثر باليسرى. طيب هذا اخر ما يتعلق بالمضمضة والاستنشاق لينتقل بعده الى مسح الرأس الاستنشاق ادخال الماء الى الانف. والاستنثار اخراجه. فاذا هما فعلان لكنه واجب واحد كالمضمضة هو ادخال الماء الى الفم وادارته فيه طيب هي مضمضة وخلاص ويبقى الماء في الفم يمجه اذا هما فعلا ادخال الماء ومضمضته ثم مجه لكن ما يقول الفقهاء المضمضة والمجد خلاص يقولون المضمضة يقولون الاستنشاق والاستنثار او النثر وان ورد في الاحاديث في عدد من الالفاظ وذكر الاستنشاق والاستنثار فالاستنشاق ادخال الماء الى الانف. قال المصنف رحمه الله كان يستنشق بيده اليمنى. اما قلنا يأخذ غرفة نصفها لفمه يتمضمض ونصفها لانفه. قال ويستنثر باليسرى. فيدخل الماء بيمناه ويخرجه بيسراه. لم؟ وما الدليل في حديث علي ابن ابي طالب الذي اخرج احمد والنسائي واللفظ له انه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى. فعل هذا ثلاثة ثم قال هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم قال الامام النووي ويستنثر بيده اليسرى للحديث الصحيح. يقصد حديث علي. وقال ابن قدامة رحمه الله ويستحب ان يتمضمض ويستنشق بيمناه ثم يستنثر ليسراه هذا بناء على حديث علي مع قاعدة شرعية كبيرة هي قاعدة كان يعجبه التيمن في شأنه كله صلى الله عليه وسلم. قال اهل العلم تكون اليمنى لمواضع التكريم والبداءة كونوا اليسرى لغيرها كازالة الاذى وما لا او للانتهاء من الشيء. فاذا لبست قميصا بدأت بيدك اليمنى او نعالا بدأت بيمناك واذا خلعت كان العكس البدء باليسرى. ان دخلت البيت او لمسجد كان تقديم رجلك اليمنى وان خرجت فلليسرى. اذا استعملت الماء للاستنجاء او للاستجمار فباليسرى لا باليمنى. وهكذا في كل مكان من باب ازالة الاذى. فجعلوا ادخال الماء للانف استنشاقا باليمنى واخراجه لانه مستصحب للاذى والقذر وربما ما في الانف من الوسخ يكون باليسرى لئلا تنال اليمنى. فادب جم وطهارة جميلة يؤدبنا عليها الاسلام ثابتة في سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يمسح رأسه كله وتارة يقبل بيديه ويدبر وعليه يحمل حديث من قال مسح برأسه مرتين. سيذكر في مسح الرأس جملا من المسائل انتقل رحمه الله تعالى الى مسح الرأس في الوضوء وسيذكر فيه ايضا جملا ومسائل من هدي النبي صلى الله الله عليه وسلم في مسح الرأس في الوضوء بدءا بمقدار الرأس الذي يمسح هل هو كله او بعضه؟ والله قد قال وامسحوا برؤوسكم. وقد قال الفقهاء يكفي في ذلك الثلث ومنهم من قال مقدار الناصية ومنهم من قال يعمم الرأس الفقهاء يتكلمون على الجواز الذي هو الحد الادنى مما يصح به الوضوء لكن الكلام هنا على السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وسيذكر ايضا في صفة المسح كيف يكون؟ وهل يتكرر تكرر اعضاء الوضوء وكيف نفعل بالروايات التي قالت كان يمسح مرتين او ثلاثا كل هذا سيأتي في كلام المصنف الله تعالى ان شاء الله لكنا نقتصر على الجملة الاولى بقوله وكان يمسح رأسه كله فلم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم الا مسح رأسه كله. يبدأ بمقدم رأسه ثم يذهب الى قفاه بيديه يديه يبدأ بمقدم رأسه ويذهب بهما الى قفاه ثم يرجعهما حتى يعود الى المكان الذي بدأ منه وثبتت فيه عدة روايات علنا ان نأتي عليها في مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله مع تتمة احكام ومسائل بمسح الرأس في الوضوء فان فيها جملا من الهدي النبوي التي يحسن بالمسلم ان يقف عليها. ان يتعلمها ان يطبقها ليكون وظوؤنا اقرب شبها بوضوء نبي الامة رسول الله صلى الله عليه وسلم تم لنا في مجلس الليلة الوضوء مرة بالصلوات وبوضوء واحد او تجديد الوضوء لكل الصلاة. ومر مع مقدار الماء الذي وابيه رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو المد. وتقدم ايضا معنا ما يتعلق بعدد مرات غسل اعضاء الوضوء مرة ومرتين وثلاثا واخيرا الوصل او الفصل بين المضمضة والاستنشاق وبقي مسح الرأس ومسائله التي تأتي تباعا ان شاء الله تعالى فليكن قصدنا من ذلك كله احياء السنن وتتبع مواضعها واحياؤها في حياتنا علنا ان نظفر بشرف اتباع السنة في الحياء واللحاق بركب صاحبها بعد الممات عليه الصلاة والسلام لما ذكرت محمدا في اسطري وغمست ريشة لهفتي في محبري. قامت حروفي كلها فتألقت. صلت عليه وسلمت في دفتري صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم تظفر بصلاة ربكم عليكم عشرة اضعاف صلاتكم عليه. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وصلي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم اجعلنا بالصلاة والسلام عليه من اكثر امته له حبا. ومن اكثر منه يوم القيامة قربى. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته. واحشرنا غدا فى زمرته واكرمنا يارب شفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل كل داء اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا يا رب العالمين. اللهم هيء لامة الاسلام من امرها رشدا. واكتب لها نصرا مؤزرا اكفنا يا رب والمسلمين جميعا شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين اللهم انا نستنزل نصرك وعونك وقوتك لاخوتنا المسلمين في فلسطين. اللهم عليك باليهود اعدائك واعداء الدين فانه لا يعجزونك يا رب العالمين. اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر. نكل بهم يا رب وخالف بين كلمتهم واجعل بأسهم بينهم. واقتلهم الههم يا حي يا قيوم. اللهم بك نحول وبك نصول، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. انت مولانا ومولى اخوتنا المسلمين من المستضعفين رجالا ونساء وولدانا. فارحم يا رب ضعفهم واجبر كسرهم وتولى بعنايتك امرهم. يا رحمن يا رحيم انت المستعان وعليك التكلان. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين