لبيك يا لبيك لبيك يا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. لمن؟ لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم. وفي رواية في غير الصحيح خذوا عني مناسككم امة محمدية تتبع نهج نبيه عليه الصلاة والسلام في كل صغير وكبير. ها هنا وقف عليه الصلاة والسلام وهنا رمى وهنا وهنا ذبح وهنا فعل فنحمل القلوب قبل الابدان لتقف تلك المواقف متشرفة انها اليوم تتبع نبيها عليه الصلاة والسلام في واحدة من اعظم المعاني التي يعيشها الحجيج في رحلة حجهم بما يغمر القلوب فرحة وبهجة وانسا وبما ينتقلون معه في خطوات المناسك خطوة خطوة مستشعرين صحبتهم لنبي الامة اهديها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو مبدأ الطاعة والاتباع والاقتداء بالاسوة الحسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلنا قرأ تلك الاية الكريمة. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا اجل فرحلة الحج تقوم في احد معانيها العظام على تعزيز مبدأ الطاعة والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم لنعد الى قصة بداية الحج وحجة الوداع. التي شرع فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام خطوات المناسك والامة مبينا مجمل الامر الكريم في قوله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع دعى اليه سبيلا. جاءت سنته مبينة عليه الصلاة والسلام لهذه التفاصيل لقضية الحج فحج عليه الصلاة والسلام فرض الحج في السنة الثامنة ولم يحج الا في السنة العاشرة مودعا امته عليه الصلاة والسلام بهذه الرحلة العظيمة في حجة الوداع اعلن للقرى والبوادي والانصار بخروجه الى الحج عليه الصلاة والسلام. لاجل ان يلتحقوا به. فاتم به خلق كثير كما يقول جابر رضي الله عنه في حديث صفة حجته عليه الصلاة والسلام. اهل المدينة خرجوا في صحبته. من كان قريبا من التحق بالركب الكريم. فمنهم من ادركه في ذي الحليفة في الميقات. ومنهم من ادركه في الطريق ومنهم من لحقه بمكة ومنهم من ادركه هناك على المشاعر بين عرفة ومزدلفة. هذا الاعلام النبوي انه خارج للحج صلى الله عليه وسلم وسلم هو لاجل هذا المبدأ الكبير ان يا امة الاسلام تعلموا واهتدوا بهديي واقتدوا بطريقتي في الحج اليس درسا عظيما؟ اليس مقصدا كبيرا نتعلمه في الحج؟ ثم اتي انا وانت وجميع الحجيج. اذا اتينا في خطوات مناسك طوافا وسعيا. وقوفا بعرفة. مبيتا بمنى رميا للجمرات حلقا للرؤوس. نحرا للهدي. اننا لن نفعل شيئا خطوات المناسك الا كما علمنا اياها رسول الله عليه الصلاة والسلام عددا مكانا صفة هيئة هذه لا اجتهاد فيها انما نوطن النفوس في رحلة حجنا ان تضع الاقدام خطواتها موضع خطى الحبيب عليه الصلاة والسلام اما علمتم انه درس جليل نعيشه في خطوات رحلة حجنا كل عام يا امة الاسلام. لاجل ان نحقق ذلك الموعود الكريم في قول ربنا سبحانه وتعالى وان تطيعوه تهتدوا اما ان الهداية انيطت حصرا بطاعته عليه الصلاة والسلام. والاعلى من ذلك مطلبا عندما تتقلب القلوب في اكناف محبة الخالق جل وعلا فانه لا سبيل لها الى ذلك النعيم العجيب الا من طريق هديه واتباعه صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. حج عليه الصلاة والسلام وهو يعيد هذا المعنى لتلتفت القلوب. لتنتبه النفوس. قال عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني في مناسككم وفي رواية في غير الصحيح خذوا عني مناسككم. هذا الامر لاجل ان يفهم كل حاج. نعم خاطب به عليه الصلاة والسلام طاق حجته من الصحب الكرام رضي الله عنهم. لكنه نداء لي ولك ولك. كل من يحج بيت الله الحرام ما زال يدوي في صدى هذا الامر النبوي الكريم في قوله عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم. اننا نعيش في رحلة جئنا خمسة ايام او ستة او اكثر او سبعة ما زال هذا الصدى يتردد بين الصفا والمروة وعند الطواف الكعبة وعلى صعيد عرفات وعند الجمرات وعند الحلق وعند النحر في يوم الحج الاكبر في العيد في ايام التشريق الى اخر الخطوات بطواف الوداع ومغادرة البيت العتيق. بالدعوات التي ارتفعت بها الاكف وذرفت معها العيون بمواقف المتعة التي عاشها الحجيج في رحلة حجهم تتردد في دواخلهم هذه الجملة النبوية لتأخذوا عني مناسككم. ثم ماذا تعلمنا في رحلة حجنا اننا لن نفعل شيئا في تلك الرحلة الا كما فعل عليه الصلاة والسلام. نتبع السنن من اين مما حفظته الروايات العجيبة الكثيرة بالمئات وبالالالوف في دواوين السنة التي نقلها الصحب الكرام رضي الله عنهم. اما انه لم يحج صلوات الله وسلامه عليه الا حجته اليتيمة الفريدة حجة الوداع. فمن اين تعددت الروايات؟ من الرصد الدقيق الذي نقله الامناء ذات الامة الصحابة رضي الله عنهم. فلما حرصوا على النقل والتوثيق والرصد الدقيق حفظت لنا تلك الروايات فانتقلت عبر اجيال الامة وحفظتها دواوين السنة لنأتي اليوم فنقلب الصفحات ونجد في تفاصيل رحلتنا عليه الصلاة والسلام ما نستلهم به هذا المعنى الكبير لتأخذوا عني مناسككم. واذا بالاحكام الفقهية والاداب والسنن النبوية في رحلة الحج عامرة. هي كفيلة بان تملأ رحلة حجك عبدالله وانت امة الله من ابتداء الاحرام قام الى مغادرة البيت الحرام بطواف الوداع. ليكون درسا عظيما عاشته قوافل الحجيج في رحلة حجها منتقلة بين البيت الحرام بين الكعبة والصفا والمروة بين المشاعر في عرفات ومزدلفة ومنى عندئذ يتحقق درس كبير انه لا سبيل لي ولك الى تحقيق محبة اصدق لرسول الله عليه الصلاة والسلام لا سبيل الى ذلك اوفى من ان نكون مستمسكين سنته عاضين عليها بالنواجذ. ان تكون القلوب عامرة تخفق حبا كلما وجدت سنة تطبقها. في كل الحياة في المظهر والهيئة واللباس في الطعام والشراب في النوم والاستيقاظ في معاشرة الزوجة وتربية الاولاد في العبادة في العقيدة في الاخلاق في كل شؤون الحياة. اننا امة محمدية تتبع نهج نبيه عليه الصلاة والسلام في كل صغير وكبير. ولنا جميل الاسوة في ذلك الجيل الاول من الصحابة رضي الله عنهم الذين وطنوا نفوسهم على هذا المعنى الكبير. وحق لهم اكتحلت عيونهم برؤية اجمل وجه بشري وجه رسول الله عليه الصلاة والسلام. وتلذذت اذانهم بسماع العذب من حديثه. وعاشوا متعة الحياة برفقته وصحبته في البيت والمسجد والسفر والحظر والاقامة والترحال لما عاشت القلوب وامتزجت بتلك المحبة لم تملك الا ان تقيم حياتها خطوة بخطوة على خطى الحبيب عليه الصلاة والسلام. انا وانتم لم نظفر بهذه الصحبة. ولم يكرمنا الله عز وجل بها بل اكرمنا بان نكون من اتباعه وان نكون من امته. فيأتي الوقت الذي نحج فيه البيت الحرام. فنجد اثار التي هي عليه الصلاة والسلام في الحج حاضرة كانها ناطقة في تلك الاماكن. وهي تنادينا ان هلموا ها هنا وقف عليه الصلاة والسلام وهنا رمى وهنا طاف وهنا ذبح وهنا فعل فنحمل القلوب قبل الابدان لتقف تلك المواقف متشرفة انها اليوم تتبع نبيها الكريم عليه الصلاة والسلام ما اجمله من درس ما اجمله من مقصد تحقق في رحلة الحج. لنعود فيفتش كل منا في صحائف حياته. فيوقع مواقع الحياة من الصباح الى المساء على مواقع السنن. يطبقها يقتفيها يبحث عنها بلهف بحث الام الفاقدة لولدها عن فقيدها. وعندئذ ستشعر النفوس بالفرحة انها استطاعت ان تقيم في حياتها اتباعا دقيقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم هي لا تطيق بعد ذلك ان تجد سنة فتزهد فيها او تعلم بموضع كان للنبي عليه الصلاة والسلام هدي الا وتسابق بالقلوب فرحا لان تكون متمثلة هديه الكريم عليه الصلاة والسلام. هو حج بمعان عظيمة واحدة منها ان تعيش القلوب عودة صادقة الى مواضع السنن والاستمساك بهديه عليه الصلاة والسلام رجاء الظفر بالموعود الكريم وان تكون في ذلك المقام كريم اقرب منه مجلسا صلى الله عليه واله وسلم تنال شفاعته وتفرح برؤيته وتحقق في اخراها ما لم يكرمها الله عز وجل بها في دنياه لبيك يا لبيك يا