لبيك يا لبيك لبيك يا ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا. نحن اولى الناس بابراهيم الخليل عليه السلام يربطنا الحج بمناسكه العظيمة بخطى الخليل ابراهيم عليه السلام. ان ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وابوه. وان الله لا يضيعكم. وقد كان عطاء الله عز وجل لها ليس قطرة ان ترويها وابنها بل ماء مبارك يسقي الخليقة الى يوم الدين يعيش الحجيج تجربة عابرة للزمان تمتطي القرون الى زمن الخليل ابراهيم عليه السلام ابي الانبياء خليل الرحمن الذي قال الله عنه واتخذ الله ابراهيم خليلا. وقال عنه سبحانه وتعالى ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا ابو الانبياء خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام. ارتبطت سيرته العطرة بهذه البقعة المباركة فالكعبة بناها الخليل ابراهيم عليه السلام. والسعي بين الصفا والمروة مرتبط بقصة هاجر وابنها اسماعيل عليه السلام. رمينا للجمرات في منى مرتبطة بقصة ابراهيم عليه السلام يربطنا الحج بمناسكه العظيمة بخطى الخليل ابراهيم عليه السلام الذي جاء الخليل محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ليأمره الله بقوله ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين في رحلة الحج نعيش هذا المعنى نرتبط فيه باركان الايمان ايمانا بالله وكتبه وانبيائه ورسله السلام. نوطد الايمان الراسخ في قلوبنا كارتباط امتنا الراسخ في جذورها عبر التاريخ برسالات الله جل جلاله للامم السابقة وما اوحى به الى الانبياء. وعلى رأسهم الخليل ابراهيم عليه السلام في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام لما حكى للامة قصة بناء الكعبة ذكر من شأن ابراهيم عليه السلام في مقدمه بهاجر وابنها اسماعيل عليه السلام رضيعا في يدها. فتركهما بهذا الوادي الذي ليس فيه انس ولا وترك عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء وانطلق فلما قف قالت يا ابراهيم اين تتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه انس ولا شيء وابراهيم عليه السلام لا يجيبها سألت ذلك مرتين او ثلاثا قالت بعدها االله امرك بهذا قال نعم قالت اذا لا يضيعنا ها هنا تستلهم الامة المسلمة التي تأتي للحج هذا المعنى من الايمان واليقين وصدق التوكل على الله والركون الى وعده الحق والى الايمان بكفايته جل جلاله لعباده اجمعين فلما تولى ابراهيم عليه السلام حتى اذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل البيت يعني موضع البيت لان الكعبة لم تكن قد بنيت بعد ودعا بهذه الكلمات ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا انك اعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء وانطلق ابراهيم عليه السلام وجعلت هاجر تأكل من التمر وتشرب من الماء وترضع ولدها اسماعيل. حتى اذا نفد التمر وفني ما عندها من الزاد وجعل اسماعيل عليه السلام يتلوى من الجوع ويصيح قامت تبحث كراهية ان تنظر اليه وهو يتلبط او قال ايتلوى من الجوع فنظرت فاذا بالصفا اقرب جبل يليها فصعدت عليه تنظر هل ترى احدا؟ فلم ترى احدا فهبط قط من الصفا حتى اذا كانت بالوادي رفعت طرف درعها وسعت سعي الانسان المجهود حتى اذا اتت المروة صعدت عليه فجعلت تتلفت ترى هل تنظر احدا فلم ترى احدا فعلت ذلك سبع مرات حتى اذا كانت في المرة السابعة على جبل المروة اذا هي بصوت فجعلت تتنصت فقالت صح تريد نفسها فقالت اسمعت ان كان عندك غواث قال فاذا هي بالملك عند زمزم وقد بحث بعقبه او قال بجناحه فخرج زمزم فخرجت زمزم تنبع من تحت الارض. فاقبلت هاجر عليه السلام تحوض الماء بيدها او تحوضه وتغرف في سقائها خشية ان يذهب في الارض وهي تريد كل قطرة منه. يقول النبي عليه الصلاة والسلام يرحم الله ام اسماعيل لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا. قال لها الملك ان ها هنا بيت الله يبنيه هذا ولام وابوه وان الله لا يضيعكم لا ندري كم كانت المدة بين قولها ابتداء لزوجها ابراهيم عليه السلام اذا لا يضيعنا. ليأتي الملك من فوق سبع سماوات فيقول لها بوحي مرسل من الله عز وجل. وان الله لا يضيعكم كلما اتى الحجيج في رحلة حجهم الى بيت الله الحرام. يستشعرون هذه المعاني العظام في الكعبة التي بناها ابراهيم عليه السلام في السعي بين الصفا والمروة التي سعت بينهما هاجر تبحث عن شيء تنقذ به نفسها ورضيعها قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما. وعندما ترمى الجمرات فاذا هي بقصة تعود الى امر الله سبحانه لابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل عليه السلام. فلما فدي بالذبح والشيطان يتبعه وهو يرجمه في تلك المواضع فنعيش على خطى الخليل ابراهيم عليه السلام. طوافا بالكعبة التي في بناها وسعيا بين الصفا والمروة التي سعت بينهما هاجروا. ورميا للجمرات في المواضع التي رمى فيها الخليل ابراهيم عليه السلام الشيطان هناك. اما اننا لا نرجم شيطانا في مواضع الجمرات. لكننا نتقفى خطى خليل ابراهيم عليه السلام. ابراهيم عليه السلام الذي اصطفاه الله. وقال عنه واتيناه في الدنيا حسنة. وانه في الاخرة خيرتي لمن الصالحين. ابراهيم عليه السلام الذي عاش على التوحيد واسس قواعد البيت بناء على التوحيد. ودعا الى الحج بامر الله سبحانه وتعالى. لتأتي جموع الحجيج رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهد منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات. اننا امة محمدية تنتمي الى هذا ابراهيم عليه السلام على حد قول الحق سبحانه ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين اذا امنوا نحن اولى الناس بابراهيم الخليل عليه السلام بدعوته على التوحيد التي تأتي جموع الحجيج فتحج بيت الله الحرام فاذا ما اقبلنا لاداء المناسك تذكرنا قول الحق سبحانه وتعالى ملة ابيكم ابراهيم هو سمى المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم. وتكونوا شهداء على الناس امة الاسلام معشر الحجيج خطوات المناسك في رحلة حجنا ووفودنا وقدومنا الى بيت الله الحرام. وهذه المشاعر العظام لم تكن يوما من الدهر طقوسا جوفاء. ولا رسوما خاوية. ليست خطوات تتراكب فيها الابدان. حاشا بل هي عبادة عظيمة تقطر بمعاني العبودية التي تنتسب في كل خطوة من خطواتها الى شريعة عظيمة ربانية فيها اعتراف لله بحقه الاعظم وفيها اعتراف بعجز الفقير المحتاج هذا العبد الذي جاء يقول لبيك اللهم لبيك. معشر الحجيج طوافنا بالبيت حول الكعبة التي بناها الخليل ابراهيم عليه السلام. ونحن نقرأ فيها قول الله واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. يبنيان بيت الله امتثالا لامر الله مع سؤال الله ان يتقبل الله ونحن والله اولى في قرباتنا وعباداتنا مع عجزنا وتقصيرنا وتفريطنا ان نسأل الله ان يتقبل. كم نستلهم في خطى المناسك على خطى الخليل ابراهيم عليه السلام. التي جاء بها في حجة الوداع خليل الرحمن محمد عليه الصلاة والسلام كم نحن بحاجة ان نستلهم تلك المعاني لنعيش حجنا عبودية عظيمة تحيي في القلوب بصلتها بخالقها وتوثق روابطها بعقيدتها ودينها. ويطيب لي ان استحضر في هذا المقام ما ذكره الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله سبحانه وتعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. فاسمعوا رعاكم الله. يقول رحمه الله تعالى وقد تقدم في حديث ابن عباس ان اصل السعي بين الصفا والمروة مأخوذ من تطواف هاجر وتردادها حين تركهما ابراهيم عليه السلام هنالك ليس عندهما احد من الناس. فلما خافت الضيعة على ولدها هنالك ونفذ ما عندها قامت تطلب الغوث من الله عز وجل فلم تزل ترددوا في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة متذللة. خائفة وجلة مضطرة فقيرة الى الله عز وجل. حتى كشف الله كربتها وانس غربتها وفرج شدتها فعلها زمزم التي ماؤها طعام طعم. وشفاء سقم. يقول رحمه الله وهذا خطاب لي ولك. فالساعي بينهما ينبغي له ان يستحضر فقره وذله وحاجته الى الله. في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه وان يلتجئ الى الله عز وجل ليزيح ما هو به من النقائص والعيوب. وان يهديه الى الصراط المستقيم. وان يثبته عليه الى مماته وان يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي الى حال الكمال والغفران والاستقامة كما فعل بها جرى عليها السلام. انتهى كلامه رحمه الله. وقد كان عطاء الله عز وجل لها ليس قطرة ترويها وابنها بل ماء مبارك يسقي الخليقة الى يوم الدين. فاحسنوا الظن برب كريم في حجكم على خطى الخليل ابراهيم عليه السلام