بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام حجاج بيت الله الحرام فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا المجلس السادس من مجالس الحديث عن مقاصد الحج في موسم حج هذا العام الف واربع مئة وثلاثة واربعين من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام تقدم الحديث في الليالي السابقة عن مقصدين كبيرين عظيمين هما قوام العبادة في حياتنا في ديننا في شريعتنا معشر المسلمين. مقصد تحقيق التوحيد لله جل جلاله وتحقيق الطاعة والاتباع لنبيه عليه الصلاة والسلام اما مقصد الليلة فحديث عن رح الحجر وعن نفسه الذي يتنفسه الحاج في الحج عبادة احبها الله وهي عبادة عظيمة جليلة في ميزان الشريعة في كل وقت من اوقات الحياة وهي في الحج وعبادة الحج تتجلى عبادة عظيمة يتنفسها الحاج في حجه. انها عبادة الذكر لله سبحانه وتعالى مرة اخرى عودا الى الاية الكريمة في امر الخليل ابراهيم عليه السلام ببناء الكعبة والاذان بالحج واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق ليشهد ذو منافع لهم ويذكر اسم الله يا كرام ما بنيت الكعبة الا لهذا الغرض ولا جاء الناس للحج واذن الخليل ابراهيم عليه السلام بالحج الا لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى. ذكر الله حياة الارض ارواح ذكر الله نعيم الحياة ذكر الله عبادته التي تحيي القلوب وتبتهج بها النفوس الا بذكر الله تطمئن القلوب من اراد طمأنينة القلب وسعادة الحياة وانس العيش. فوالله لن يجده الا في ظلال ذكر الله سبحانه وتعالى ذكر الله عبادة مستقلة بذاتها. امر الله بها فقال يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا كثيرا بلا عد ولا حصر استغفار وتسبيح وتكبير وتحميد كل لون من الوان ذكر الله محبوب عند الله بانه يربط القلب بخالقه فتنبض به الحياة بذكر الله سبحانه وتعالى. وكل قلب عمره صاحبه بذكر الله. فهو قلب حي مشرق وكل حي وكل قلب غاب عنه ذكر الله فانما هو الموات والخراب هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا دلت نصوص الشريعة على هذا المعنى العظيم. قال مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت تماما كمثل الحي والميت تدري لما هي حياة وموت؟ لان الله جعل ذكره سبحانه وتعالى حياة لقلوبنا ارواحنا التي هي منشأ هذه الحياة وما الروح التي في جوفنا يا يا بني ادم الا النفخة الالهية الله عز وجل لما خلق ادم عليه السلام خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ثم نفخ فيه من روحه وامر الملائكة بالسجود له فانت يا بني ادم بالروح انسان لا بالبدن وانت انما شرفت بالروح التي هي نفخة الاله. ولاننا خلقنا من عنصرين بدني وروح فالبدن من تراب والروح نفخة الاله. اما البدن فغذائه من التراب الذي خلق منه واما الروح فغذاؤها من المادة التي خلقت منها وهي ذكر الله عز وجل تحيا الارواح بذكر الله وتموت بالانقطاع عن ذكره سبحانه. فكل قلب عمي واظلم واعتب بالبعد عن ذكر الله انما هو خراب خراب. كل قلب لا يعمر بذكر الله يغدو خرابا. مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت. اسمع الى قول الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وصف القرآن والسنة بانها روح روح لانها حقيقة بها تحيا الارواح هذه الروح التي هي ذكر الله وكلام الله سبحانه وتعالى نعيش بها معشر العباد في دنيانا هذه نتقرب الى الله عز وجل ونجتهد في ان تكون حياتنا امثل ما تكون بقربنا من ذكر ربنا وخالقنا سبحانه وتعالى. فيأتي ذكر الله عز وجل العبادة التي احبها الله وامر بها وجاءت نصوص الشريعة بالحث عليها تكاثرت اجور الذكر وفضائل الذكر وانواع الذكر بين استغفار ينال صاحبه تفريج الكروبات وتوسعة الارزاق وفتح المغاليق قال الله عز وجل فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين. ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وقال نبي الله الاخر عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وهو يأمر قومه باثر الاستغفار ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين. من ادمن الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. هذا الاستغفار واحد من انواع الذكر لله. اما اذا اتيت الى التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فانما في بحر من الحسنات بل هي الباقيات الصالحات. التي قال الله عنها خير عند ربك ثوابا وخير املا. وفي الاية الاخرى خير عند ربك ثوابا وخير مردا. هذه الكلمات العظيمات سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر خير عند ربك ثوابا. لا تبحث عن ثواب خير منها فانها خير عند الله وخير املا يوم تأمل ان تلقى صحيفتك يوم القيامة بشيء يسر ناظريك فلا تؤمل في شيء اعظم منها وخير مردا يوم ان ترجع الى الله وتعرظ عليه الصحائف وتكشف الاعمال فخير ما ترد به الى الله ان تملأ صحيفتك بهذه كلمات هي غراس الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام. غراسها هذا الذكر العظيم هي كنوز العرش مع لا حول ولا قوة الا اله العلي العظيم. هذه التي جاءت بها نصوص الشريعة امرة بانواع وانواع من نصوص الاغراء. وبيان الفضل والحث وتقريب القلوب الى ذكر الله عز وجل. حتى ان الرجل ذاك الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فباب جامع نتمسك به كثرت عليه الاحكام ويريد ان يمسك بشيء من الاسلام يكون بابا جامعا لكل ابواب الخير والذكر والعبادة في الاسلام لم يأمره النبي عليه الصلاة والسلام بالصلاة وهي ركن الاسلام الاعظم وعموده لم يأمره بالجهاد وهو ذروة سنام الاسلام ما امره بالصيام ولا بالحج ترك ذلك كله وانتقل صلى الله عليه وسلم في جوابه لهذا السائل الى ما قد يكون مدهشا في الجواب. لما قال فباب جامع نتمسك به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل السؤال فاين ذهبت الصلاة اين ذهب الصوم والزكاة والحج والجهاد وبر الوالدين وصلة الرحم. اين ذهبت ابواب العبادات المختلفة؟ لما سأل عن الباب الذي يجمع له شرائع الاسلام دله على الذكر. لا ما دله على الذكر فحسب دله على كثرة الذكر والتزامه وادمانه الى درجة ان يبقى اللسان رطبا به واللسان من اكثر اعضاء البدن رطوبة بانه داخل الفم محاط باللعاب الذي لا يجف ولا يقف متى يجف اللسان اذا اخرجته من فيك في ثانيتين الثانية الثالثة يجف ارأيت لما يقول له لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله يعني الا يفتر عن ذكر الله ثانية ولحظة لا يزال لسانك رطبا لان اللسان سريع الجفاف فشبه عليه الصلاة والسلام تشبيها معنويا بليغا شبه الالسنة الساكتة عن ذكر الله بانها السنة جفت لسان جاف والله ذاك الذي لا يعرف ذكر الله. الساكت عن ذكر الله لسان جاف. ولا يرطبه شيء سوى ذكر الله وتعالى. عودة اخرى للحديث لما امره بالذكر بل باكثاره الذكر وادمانه حتى يكون لسانه رطبا لقد اختصر له صلى الله عليه وسلم ابواب الاسلام وشرائع الاسلام واحكام الاسلام والامتثال لدين الاسلام بهذا الباب العظيم الذي قد لا يخطر لك على بال. وسر ذلك والعلم عند الله ان باب الذكر لله من دخله فقد اتى على كل ابواب الشريعة لانه اذا اكثر من ذكر الله احبه واذا احب الله فلا تسأل عن عبد ملئ قلبه حبا لربه فوالله لن تأمره بواجب قد تركه ولن تمنعه من حرام قد اقترفه ولن ذكره بطاعة تأخر عنها ولا تذكره بمعصية غفل فوقع فيها القلب الذي يقطر حبا لله اسرع ما يكون كن الى مرضاة الله هو المقارب هو المسارع هو المسابق والمنافس في الخيرات ينطلق محبة لله. السؤال كيف نستطيع وملء القلوب حبا لربنا وخالقنا وسيدنا ومولانا والهنا وربنا سبحانه المنعم المتفضل الذي كان ولا يزال فضله يحيط بنا ولولا فضل الله ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمست تكن فيما افضتم فيه عذاب عظيم. لولا فضل الله ورحمته لهلكنا. لولا فضل الله ورحمته ما صلينا ولا صمنا ولا تقنع ما عرفنا الله لولا فضل الله ورحمته التي تحيط بنا ما كنا عبادا لله نعرف حقه فنشهد ان لا اله الا هو يا قوم ذكر الله عز وجل انما ينبع من قلب عرف الله. ومن اراد ان يحب الله فليسق قلبه بكثرة الذكر لله وسيقول قائل ما السبيل الى ان يصبح ذكر الله ليس لسانا يتردد بعبارات بل قلبا ينبض بالحياء. والجواب انها خطوات عبد الله. ابدأ وعلم نفسك ان تلتزم ذكر الله سبحانه وتعالى. بان تجعل لك وردا مفتوحا من جل جلاله. اقبل على تلك الاذكار الموعودة بالاجر والثواب. من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم في اليوم مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. قال عليه الصلاة والسلام وسبحان الله وبحمده تملأ او تملأن ما بين السماء والارض اين انت عن هذه العبارات؟ اكثر منها واغترف والتزم وردك منها. يوما بعد يوم ستشعر بشيء ينقص في حياتك لو تركته. فها هنا قد نجحت في ان تلتزم وان تألف شيئا من ذكر الله. الخطوة التالية سيغدو ذكر الله عز وجل محببا اليك. تشتاق اليه اذا حان وقته تشتاق اليه اذا نسيته اذا بعد عهدك به بعد ذلك يحلو ذكر الله على لسانك. فاذا وجدت حلاوته على لسانك استطعم قلبك تلك الحلاوة. ولو كنت من الموفقين ابتداء فجعلت ذكر الله الذي يجري على لسانك. حاضرا به بمعناه فهنيئا لك المتعة والانس بذكر الله ابتداء. اي والله اشعر نفسك بمعنى الحمد لله وانت تقول الحمد لله وحمد يتذكر النعم التي تتناثر امام عينيك منذ ان عرفت فضل الله يحيط بك عن يمينك وعن شمالك تستغفر الله وانت مرخ رأسك متنكس حياء لكثرة ما فرطت واسرفت وتجنيت وتجاوزت وتساهلت فتستغفر الله مساء تكبر الله مستشعرا عظمة الجليل سبحانه. وهيبة الكبير المتعال وحقه العظيم على خلقه وهكذا في كل ذكر تستشعر معناه. فاذا استشعرت معناه تشارك القلب واللسان تلك الحلاوة وذلك المتعة وذلك الانس وعندئذ سيشعر القلب بحلاوة الذكر. فاذا تواطأ القلب واللسان كان الذكر اعظم ما يتسلح به العبد اب في دنياه واعظم ما يمكن ان يأنس به جليس ومؤانس في خلوته اذا خلا بذكر الله عز وجل. انا اقرب لك الصورة ماذا عن حبك لانسان تربع على عرش قلبك زوجة كانت او ولدا او اما او ابا او صديقا او حبيبا او صديق طفولة تربى معك او صاحب بينك وبينك عشرة السنين حاول ان تتذكر اسما كلما خطر على بالك رف قلبك فرحا بذكره وكلما خطر على بالك ابتسمت وانت لا تشعر وكلما ارتبطت بينك وبينه صلة او رسالة او اتصال كانت امتع اللحظات انا ساضرب مثالا ولله المثل الاعلى كل شيء محبوب الى القلب يأنس القلب بتذكره بالجلوس معه بالحديث معه بقضاء الاوقات معه. اليس كذلك بل ان الاوقات الطوال والساعات المتتابعة التي تصرف بصحبته ومعيته والجلوس معه تمر سريعا كأنما هي لحظات واصعب ما يكون ساعة الفراق وانقضاء المجلس وانتهاء الانس. وتبحث فورا عن جلسة اخرى وانس يتجدد لك به متعة القلب وسلوة الروح ولله المثل الاعلى. والله الذي لا اله الا هو لو اتآنست القلوب بذكر الله ومحبته لكان ذكره سبحانه والتلذذ بالانس بذكره والخلوة به وتلاوة كلامه ودعائه والتضرع اليه امتع ما يجده العبد في ساعات اليوم والليلة على الاطلاق. ولهذا كان انيس العابدين قيام الليل ليش قيام الليل من بين العبادات؟ لانه خلوة بالله. في وقت رقد فيه الناس وهدأت فيه العيون وخفضت الاصوات. وتفرد بلقاء ربه فقام في جنح الليل بين تلاوة قرآن وتسبيح في الركوع ودعاء في السجود. يتقلب في انس يتلو كلام الله فيرتجف قلبه هيبة وخشية من كلام رب ربه العظيم ركع فاذا بدنه ينتفض تعظيما لمنحنى صلبه من اجله يسجد فاذا به يشعر انه في اقرب موضع مع ربه وهو ساجد اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فيه همس في اذن الارض بدعوات يسمعها من في السماء يعيش في اوقات الليل بين ذكر ودعاء وقرآن وتسبيح وانواع من المتعة لانه استشعر هذا المعنى. ما زلنا نقول يا كرام ذكر الله عز وجل طريق يورث محبة الله محبة الله ساقوا العبودية في القلب فان من اكثر من ذكر شيء احبه وبالعكس فمن احب شيئا اكثر من ذكره فهدان متلازمان يا كرام ان رمت البحث عن محبة الله فادمن ذكره سبحانه يورثك ذلك حبه في القلب لا محالة وان احببت الله وجدت نفسك منقادا الى الاكثار من ذكره لا محالة. فغدا الاكثار من ذكر الله مرتبطا اما الارتباط بمحبة الله عز وجل فلا تعجب من جوابه صلوات الله وسلامه عليه. لما سأله السائل ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فباب جامع نتمسك به. قال صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا من ذكر عز وجل سار النبي عليه الصلاة والسلام باصحابه في مسيره من المدينة الى مكة ولما اتى على جبل يقال له جمدان يقع بعسفان قريبا من مكة قال ما هذا؟ قالوا جندان جبل يقال له جمدان قال سيروا سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله الان هم في مسير سفر والسياق وهو يقول لهم سيروا سياق يدل على سير الاقدام والابدان والرواحل في طريق السفر قال سيروا سبق المفردون. من الذي سبق القافلة وتقدم والمسير مسير سفر. قالوا ما المفردون؟ قال يا رسول الله. قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات هم في عالم الدنيا وهو عليه الصلاة والسلام ينقلهم الى عالم الاخرة يسيرون بابدانهم فاراد ان يربط سير الابدان بسير القلوب كانه يقول لهم لئن قطعتم المسافات الطويلة بالخطوات المتتابعة فكذلك المسير الى الله بذكره سبحانه يقطع بالذكر المتتابع فانها خطوات بل تجعلك سابقا بها الى الله عز وجل المقام يطول لو استقصينا فضائل الذكر واجوره واغراءات الشريعة التي جاءت تحث العباد على الاقبال على ذكر الله سبحانه وتعالى لكنها لكنها العبادة التي ما حدت بوقت ولا عدد. قال الله يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا شوف في الصلاة انت محدود بركعات وباوقات. في الصيام انت محدود بعبادة لها ابتداء وانتهاء كل عبادة في الاسلام لم تحد بعدد الا ذكر الله سبحانه وتعالى فانها مطلقة. نعم في ذكر الله انواع مقيدة بوقت واعداد كالذكر بعد الصلاة واذكار الصباح والمساء واعداد مشروعة. ما عدا ذلك فالباب مفتوح يا كرام. باب مفتوح لمن يريد ومن يشهد ان يكون مع السابقين يوم القيامة. الباب مفتوح لمن يكثر من ذكر الله. عبادة لا تشترط طهارة ولا استقبال قبلة ولا مكانا خاصا ولا تهيئا تذكر الله قائما وقاعدا وعلى جنبك وعلى فراشك تذكر الله عز وجل في كل حين وآن. فبالله عليكم اليس تقصيرا بعد ذلك كله ان تمضي علينا في اليوم والليلة اربع وعشرون ساعة. صرفنا فيها الساعات تلو الساعات في الانس والمجالسة والمخالطة والطاعات والشراب والزيارة واللقاء والحديث والاتصال والاعمال والشواغل وكل شيء. وكان اقل حظ الواحد منا في ذلك اليوم وتلك الليلة اقل حظ فيها ما شغله بذكر الله عز وجل. هي والله حسافة وهي خسارة وغبن يندم عليه العبد اذا ما ابصر ايامه تصرمت وسياعاته واوقاته ذهبت ليس فيها من ذكر الله شيء عظيم يثقل به الميزان ذكر الله من اجسر العبادات من ايسرها واسهلها لكنها تحتاج بعد توفيق الله عز وجل الى همة وان ينظر المرء الى تلك العبادة نظرة فاحص بصير حكيم وفقه الله الى مرضاته. افضل اهل كل عبادة اكثرهم ذكرا لله سبحانه وتعالى فيها فافضل اهل الصلاة اكثرهم ذكرا لله في الصلاة. وافضل اهل الصيام اكثرهم ذكرا لله في الصيام. وافضل الحجاج اكثرهم ذكرا لله عز وجل في حجه. لو ابصرت العبادات الصلاة كلها ذكر لله. وعمران بيوت الله انما يكون بذكر شرف العبد وغاية مناه ان ينال ذكرا باسمه لشخصه في الملكوت الاعلى. وذاك لا ينال الا بذكر الله والله ما اغرى القلوب شيء ولا حثها ولا حفزها على ان تنتهظ شوقا الى ذكر الله مثل قول الحق سبحانه فاذكروني اذكركم والله كلمة ينتفض لها البدن في كل ساعة يريد ان ينشط فيها لذكر الله يتذكر تلك اللحظة. ان الساعة التي يذكر فيها ربه يذكر فيها في الملكوت الاعلى. واذا ذكرت في الملكوت الاعلى فانما هو الثناء والشرف والفخر الذي لا طريق لك سواه يقول الله عز وجل في الحديث القدسي واذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي واذا ذكرني في ملإ ذكرته في ملأ خير منه. اين انت عن ذكر الله عبد الله؟ ثم انت لا شيء سوى الله وانت بربك تستقيم حياتك وتكتمل امورك وتنهض شؤونك كلها وبغير ذكر الله فانت عبد تائب في الحياة ذكر الله عز وجل حاجة لك. وفطرة جبلت عليها وشرف لك وهو الخوف الذي يحف القلوب من ناحيتي الاخرى ان لم يكن ذلك الشرف حافزا لك على ان تنتهض لذكر الله فحذاري ان تكون الاخرى اعني الوعيد قوي في الذي يهز القلوب لكل القلوب التي غفلت عن ذكر الله حتى وصفت بالنسيان. يقول الله عز وجل ولا كونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم من ينسى ذكر الله تضيع حياته فيغدوا في صحراء النسيان عبدا تائها. حذاري يا كرام. النجاة والمخرج والسعادة والانس انما هي في ظلال ذكر الله عز وجل. وخلاصة القول التأمل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام هديه الكريم. ماذا كانت؟ كانت ذكرا لله عز وجل في كل لحظة من اللحظات. اوما عجبتم انه عليه الصلاة والسلام منذ ان يستيقظ في يومه وحتى يبيت في ليلته حياته مليئة ذكرا لله عز وجل في كل خطوة من خطوات الحياة اول ما يفتح عينيه يستيقظ يذكر الله الحمد لله الذي احياني بعدما اماتني واليه النشور. الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي واذن لي يقوم يتوضأ عليه الصلاة والسلام والوضوء عبادة يذكر الله فيها يصلي والصلاة ذكر يصلي الصبح عليه الصلاة والسلام ويذكر الله فاذا دخل المسجد ذكر الله. اذا دخل الحمام والخلاء ذكر الله. اذا لبس لباسه ذكر الله اذا خرج من البيت او المسجد او الخلاء ذكر الله. اذا خلع النعال واللباس ذكر الله. اذا رأى الثمر ذكر الله. اذا رأى الهلال ذكر الله. اذا سمع الديك ذكر الله اذا رأى الريح ذكر الله اذا دخل السوق ذكر الله اذا جاء اهله في الفراش ذكر الله في كل من شؤون حياته لا يخلو عن ذكر الله عز وجل. عجيبة هي حياة الحبيب صلى الله عليه واله وسلم. كان يعلمنا كيف تأنس الحياة بذكر الله عز وجل؟ وسن لنا سننا ان نقول في كل موضع شيئا يربطنا بذكر الله عز وجل فتغدو حياة المسلم كلها عامرة بذكر الله فيرتبط صبح مساء في العبادات والمعاملات في البيت والسوق والمسجد مع الزوجة والاولاد في الركوع والسجود في الطواف والدعاء تغدو حياة العبد كلها عامرة بذكر الله عز وجل كل الذي تقدم ايها الحجيج مدخل لان نقول ان كان ذكر الله مشروعا في حياة المسلم عامة على هذا النحو. اتظنون ان عبادة كالحج وهي ركن من اركان الاسلام يغيب عنها مقصد اقامة ذكر الله عز وجل ابدا وحاشا وسمعتم قبل قليل ما بنيت الكعبة ولا اذن في الناس بالحج الا لهذا ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. تعالوا معي وتأملوا كيف جاء الامر بذكر الله في الحج في سورة البقرة وسورة الحج وسورة المائدة في الايات التي ذكرت الحج وتناولته. والله عجيب جاء بصورة كثيفة جدا تأملوا معي السياق اول ايات الحج في سورة البقرة واتموا الحج والعمرة لله وبينت الاية احكام ما يتعلق بالحاج والاحصار وهدي التمتع. ثم قال سبحانه وتعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من رب ربكم فاذا افضتم من عرفات افضتم يعني خرجتم من عرفات متجهين الى فين الى المزدلفة فاذا افضتم قبل ان نفيض من عرفات الحاج ماذا كان يفعل في عرفات دعاء وذكر لله كل الوقت في عرفة دعاء وذكر لله. قال فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعل الحرام في مزدلفة يقول لك فرغت من ذكر توجه الى ذكر اخر فاذا افظتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام. اعطني قلبك قلبك قبل سمعك. فاذكروا الله عند المشعر الحرام. واذكروا كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين. ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم اذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. ثم قال واذكروا الله في ايام معدودات. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى. ما هذا هذا حج مرتبط بالذكر من عرفة الى مزدلفة الى منى واما الحرم اذا جئت لطواف او سعي فما هو الا ذكر لله. حتى اعمال المناسك الاخرى اذا رميت الجمرات ذكرت الله. اذا حلقت رأسك كرت الله. اذا نحرت الهدي ذكرت الله فبالله عليكم اي واجب او ركن في الحج خلا من ذكر الله ما فيش ما في فذكر الله عز وجل يصحب خطوات الحاج خطوة خطوة. تدري من متى؟ من اللحظة التي ينوي فيها الحج. فاذا نوى في الاحرام قال لبيك اللهم لبيك عاد الى ذكر الله. في الاحرام يلبي وبعد التحلل يكبر. ولا يزال يملأ قلبه ووقته ولسانه في كل وقت وقت في الحج ورحلته بذكر الله عز وجل عجيب والله يا اخوة مدهش هذا الحشد الكبير للامر بذكر الله عز وجل في الحج. بل يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله. فقط لهذه الغاية الحصرية. شرع الطواف والسعي ورمي الجمرات لاجل اقامة ذكر الله عز وجل ويقول ايضا صلوات الله وسلامه عليه ايام منى ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل قلب نظرك كيف شئت ستجد انك في الحج تتقلب بين ذكر وذكر في كل ركن وركن وواجب وواجب. انت لا تنفصل عن ذكر الله في كل الانحاء. هذا الارتباط الكثيف في اعمال الحج وخطواته ومناسكه بذكر الله عز وجل يفهمك ان مقصد اقامة ذكر الله مقصد جليل في الحج هو اكبر من ان يكون ركنا من اركان الحج. او واجبا من واجباته. عندما يقول الفقهاء اركان الحج اربعة. الاحرام والوقوف بعرفة والطواف والسعي ولا يريدون ذكر الله واذا ذكروا الواجبات تكلموا عن الاحرام من الميقات والوقوف بعرفة الى مغيب الشمس. والمبيت في مزدلفة وبمنى الليالي ايام التشريق ونحر هدي وحلق الرؤوس وسائر الاعمال لكنهم لا يذكرون عبادة الذكر لا في الاركان ولا في الواجبات. اما انها ليست غفلة من الفقهاء رحمة الله لا بل هو ادراك لان مكانة ذكر الله في الحج اعظم من ان تكون ركنا او واجبا ما هو اذا هو روح الحج المتغلغل في كل اركانه وواجباته ما يخلو شيء من عبادات الحج من ذكر الله. وبالتالي فاي عبادة في الحج طواف وصلاة وسعي ومبيت ووقوف وذكر وذبح وحلق لا ينفصل شيء منها عن ذكر الله عز وجل بل قوامها ذكر الله وروحها ذكر الله ومقصدها الكبير الاعظم اقامة ذكر الله عز وجل. ويذكر اسم الله في ايام معلومات ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. فالهكم اله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ما يزال ذكر الله يربطك في خطوات الحج خطوة خطوة حتى تعلم انك اذا اردت ان تتمسك في حجك بما ترجو ان يجعله لك حجا مبرورا. وان تفوز بثواب الجنة وان يولد من جديد وان يقبل الله حجك ويعتق رقبتك فوالله لا شيء اقرب الى هذا الطريق من ان تلزم الله عز وجل الزمه عرض عليه بالنواجذ. امسكه بيديك ورجليك. لا يشغلك شيء عن ذكر الله في رحلتك للحج لا يشغلك شيء لا زوج ولا ولد ولا صاحب ولا صديق لا شيء لا ينبغي ان يشغلك شيء عن ذكر الله. يا رجل انت انما انت من بيتك الى بيته سبحانه ومن بلدك الى بلده سبحانه ومن دارك الى هذا البلد الحرام لانك تريد بيت الله وتؤم وقصد ثوابه ومرضاته سبحانه. فهذا اوان في رحلة الحج هذا اوان ان تتوجه بقلبك ولسانك اليه. والا يشغلك شيء عنه سبحانه وكن صادقا في رحلتك لحجك ان تكون من اكثر الحجيج ذكرا لله في رحلة الحج. فوالله ان اربح الحجيج في حجهم واوفرهم حظا من الاجر والثواب والقبول اولئك الذين لزموا ذكر الله قائمين وقاعدين محرمين ومتحللين لا يزالون يشتغلون بذكر الله اي ذكر ان كان وقت صلاة صلوا وان كان وقت ذكر ذكروا وما بين ذلك هم بين قراءة القرآن وتسبيح واستغفار وتلبية حال الاحرام وتكبير وتهليل وتحميد فيما عدا ذلك. وان اشتاقت قلوبهم الى مناجاة الله المصاحف فقرأوا وذكروا كلامه ومروا بالسور والايات واذا تذكروا المطالب والحاجات رفعوا اياديهم واكفهم وابصارهم خاشعة وقلوبهم ضارعة يطلبون من فضل الله ورحمته وهذا لون من ذكر الله عز وجل نعم الحال حاج تبصره في رحلة حجك قد ترك كل الدنيا من حوله مرتبط باعظم شيء في الكون ارتبط بخالقه الذي اكرمه واوفده الى بيته الحرام. فاذا به يعيش كل لحظة من لحظات الحج وايامه ودقائقه شوقا لله حبا لله ذكرا لله تعظيما لله طمعا فيما عند الله. اخي الحاج لو لم يكن لك دافع في حجك الا ان تكون عبدا طامعا في رحمة الله. تعرف من الطماع الذي لا يشبع في فضل الله كن طماعا في رزق الله وفضل الله كن من اشد الطامعين يعني لا تكتفي بدعوة واثنتين تعجب لاولئك الحجيج الذي اذا جاء يوم عرفة واجتهد في الدعاء اكتفى برفع يديه خمس دقائق ربع ساعة ساعتين واكتفى نحن لا نحرم حلالا ولا نصف هذا بسوء. حاشا. فالموقف موقف عبادة. وكل عبد في ذلك الموقف ينال من كرم الله ما الله به عليم. لكنا نقول هذا يدل على طمع القلوب وتعلقها والله ان القلوب اذا طمعت في رحمة الله لم تشبع من دعائه ولم تمل من ذكره ولا تفتروا الالسنة عن التمدح لله عز وجل. اجعلوا هذا نصب اعينكم يا كرام في رحلة الحج. ذكر الله عز وجل هي اية الخفاقة هي الظل الظليل. هي الانس والانيس. ذكر الله في رحلة الحج. يعني ختمة للقرآن ان استطعت وقد كان السلف يستحبون اذا قدم احدهم مكة في الحج الا يخرج منها الا وقد ختم القرآن واجعل من ذكرك لله عز وجل تلك العبارات العظيمة التي تثقل الموازين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. اجعل فيها الباقي الصالحات اجعل فيها اعظم كلمة واثقلها في الميزان وهي خير ما يقول الحاج يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يوم عرفة في حجكم هذا القادم بعد ايام معدودات معشر الحجيج يوافق يوم جمعة هنيئا لكم اجتماع الفضائل يوم جمعة ويوم عرفة وساعة اجابة ونزول الهي كريم ومباهاة الجليل بعباده وعتق من النار تلك الساعة اذا تسابقت دموعك وتلعثم لسانك وتزاحمت عليك العبارات وانت ترفعها الى رب الارض والسماء فاحشدها بذكر عظيم تثني به على الله واجعل من ذكرك لله عز وجل اعظم ما تتوسل به. بل والله لو شغل هذا الذكر العظيم قلبك ولسانك في ذلك الموقف العظيم حتى ما وجدت وقتا لان تسأل ربك المطالب التي ما زالت تحملها النفوس والصدور فما وجدت وقتا فلا والله ما فاتك شيء ما فاتك شيء ان رزقت ووفقت الى ان تلهج تلك اللحظات. بنبض قلبك ذكرا لله وتعظيما لله وثناء على الله له بالوحدانية وشهادة له بحقه الذي تفرد به جل جلاله وتعلق قلبك بتلك العبارات حبا لها تعظيما لها واجلالا لها ولو لم تسأله شيئا من مطالب دنياك واخراك اقول فلا والله ما فاتك شيء. تدري لان الذي خلقك اعلم بمرادك واذا اتيت اليه من الباب الذي يحب اعطاك ما تحب والله انك في الدعاء صحيح يشرع لك ان تسأل الله ما تريد اذكر نفسك وزوجتك واولادك ووالديك واقربائك ووظيفتك وديونك وامراضك وحاجاتك اذكر كل شيء في دعائك. هذا من حقك بل هي الفرصة والباب المفتوح لكني ما زلت اذا وجد القلب متسعا لان ينغمس في متعة من ذكر الله فطغى ذلك على موقف الذل والحاجة والسؤال والافتقار. فغدا ذكر الله احب اليه. وغدا الثناء على الله المحبوب الذي يجري على لسانه. اقول فقد وصل الى المراد واكثر لانه عبر عن حبه لله. واذا احبه الله اعطاه واذا اعطاه ارضاه سبحانه وتعالى ستنصرف من الموقف وربما ما ذكرت عبارة كنت تدخرها لذلك اليوم العظيم. لم تتركها نسيانا لكنك اثرت متعة بعبارة اخرى هي احب الى قلبك ثناء على الله وذكرا على الله وتوحيدا لله عندئذ اقول والله الذي لا اله الا هو والله الذي حج له الحجيج وخرجت له الجموع وقصدت بيته العتيق ما خاب عبد شغل وقته ولسانه وذكره بذكر الله عز وجل عن ذكر حاجاته ما خاب والله ولا رجع محروما بل هو اوفر العباد حظا بنواله وعطائه سبحانه وتعالى في ذلك الموقف العظيم. اما انه يوم جمعة وما يوم الجمعة؟ يوم الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. في ساعة عظيمة جليلة بهية. فوالله ما امتعه من موقف تخلط فيه ذكر الله بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما قال ابي بن كعب يا رسول الله اني اصلي عليك فكم اجعل لك من صلاتي؟ قال ما شئت قال الثلث؟ قال الربع يا رسول الله؟ قال ما شئت. فان زدت فهو خير لك قلت الثلث يا رسول الله؟ قال ما شئت فان زدت فهو خير لك. يعني عندما اجلس مجلسا فيه صلاة ودعاء. وانا احب الصلاة عليك يا رسول الله فكم اجعل لك من صلاتي عليك في ذلك الموقف من الدعاء؟ قال ما شئت. قال الربع الثلث ثم قال النصف يا رسول الله قال ما شئت فان زدت فهو خير لك. قال الثلثان يا رسول الله يعني ثلثا الدعاء صلاة وسلام عليك يا رسول الله وثلث هو سؤال ودعاء بالمطالب والحاجات. قال ما شئت فان زدت فهو خير لك فطن ابي رضي الله عنه فقال اذا اجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله قال اذا تكفى همك ويغفر ذنبك كفاية الهم ومغفرة الذنب اعظم مطلوب للعباد في الدنيا والاخرة اعظم مطلوب لك في الدنيا ان يكفيك الله الهم هم الوظيفة هم المال هم المرض هم الدين هم الزواج هم الاولاد هم البيت هم المعاش بالله عليك اذا كفاك الله الهم اي كعادة ستغشاك في الحياة وفي الاخرة اعظم مطلوب لك تنشده يوم القيامة ان يغفر الله ذنبك. والا يحاسبك على سيئة بقيت في صحيفة حسناتك لا تزال نقطة سوداء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وملء الوقت بها واشتغال العبد بها قال اذا تكفى همك في الدنيا. ويغفر ذنبك في الاخرة. بالله عليك الك حاجة في الدنيا والاخرة فوق هذا وها هي مفاتيحها قال اجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله يوم عرفة اليوم العظيم الذي يقول فيه الرب لملائكة الكرام عليهم السلام انظروا الى عبادي ما اراد هؤلاء سؤال الاعجاب والاكبار بهم والله اعلم بهم وبحاجاتهم وبمرادهم لا تختلف عليه الالسنة ولا تغيب عنه الحاجات. يسمع سؤال السائلين ويجيب دعاء الداعين. لا يرد سائلا لا يخيب راجيا ولا يحرم طاغيا رب كريم وعطاء عظيم وموقف جليل ويوم كبير والله من ايام الدنيا ذلك الموقف اعظم ما يمكن ان تملأه من العظمة ان تكثر فيه من ذكر الله فإذا جئت اذا جئت في دعائك تسأل الله من حاجاتك ومطالبك فاسأل الله ما شئت. وحق لك فأنت عبد فقير على باب الغني الحميد الذي فتح لك الباب وقال تفضل يا عبدي وسل مرادك واعطني مطالبك وانت تسأل ما تريد في الدعاء قبل ان تطلب ربك ما تحب. اسمع ربك ما يحب والله يحب المدح والثناء. يحب التمجيد والاجلال. احمده سبحانه. استرسل في ذكر اسمائه وصفاته تعظيما اجعل بين يدي الدعاء حمدا وتعظيما وثناء على الله. اعظم موقف في الدعاء في تاريخ الخليقة موقف الشفاعة العظيم. الموقف المهول الذي يعتذر عنه الانبياء عليهم السلام يذهبون اليهم واحدا واحدا حتى ينتهوا الى سيد الخلق نبي الامة رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف شابت منه الولدان يوم الفزع الاكبر ويوم عظيم وهم ينتظرون الشفاعة العظمى ان يأذن الله بالفصل بين قلائل ليذهب اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار. يقول النبي عليه الصلاة والسلام فاذهب فانطلق فاسجد تحت العرش ذهب ماذا يفعل؟ ذهب عليه الصلاة والسلام يحمل مطالب الخليقة كلها عند ربها وقد شفعوه الى رب علموا انه خصه الله بذلك الموقف العظيم. لما ذهب ذهب شافعا قال فاسجد احمد ربي بمحامد علمنيها موقف شفاعة ما قال يا رب شفعني في الخلق. قال يحمد الله ويثني عليه فلما حمده واثنى عليه قال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع. هذه مفاتيح الاجابة. ذكر الله والثناء عليه وحمده وذكره بما هو اهل له سبحانه. اجعلوا هذا نصب اعينكم في رحلة حجكم معشر الحجيج. ان ذكر الله مقصد عظيم ينبغي ان تصهر فيه الاقوال والاعمال في الحج. لتغدو الاركان والواجبات تقطر من ذكر عز وجل في اي موضع كنت في الحرم او في عرفة او في منى او مزدلفة في اي عبادة كنت بل لو كنت على فراشك تنتظر المنام فاشغل لسانك بذكر الله حتى يغشاك النعاس. واجعل اول ما يخطر على بالك عندما تفتح عينيك ان تذكر الله عز وجل. معشر والحجيج الحج بايامه المعدودة القصيرة انما تمتلئ بركة وثوابا واجرا بكثرة ما يملؤها الحاج من ذكر الله سبحانه وتعالى. وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. ولعله يكون لنا مع هذا الحديث وقفة في ليلة قبل قال الحافظ ابن رجب رحمه الله ومن اعظم انواع بر الحج الحج المبرور الممتلئ برا. يقول من اعظم انواع بر الحج كثرة ذكر الله فيه. وقد امر الله بكثرة ذكره في اقامة مناسك الحج مرة بعد اخرى ايها الحجيج مع كل ذلك الذكر العظيم والايراد الكثيف لذكر الله عز وجل في ايات الحج ونصوصه فمؤسف جدا والله بعد ذلك ان يكون نصيب الحاج منه في حجه محدود يسيرا. يلبي مرات معدودات. ويذكر الله مرات محدودات. والواجب ان يكون ذكر الله اعظم شيء يشتغل به الحاج في رحلة حجه بدءا من الاحرام بالنسك الذي يبدأ فيه بالتلبية. مرورا بالطواف بالكعبة وهو ذكر لله والسعي بين الصفا والمروة وليس فيه الا ذكر الله. يوم عرفة يوم ذكر ودعاء لله عز وجل. والتماس للعفو. ليلة فيها امتثال لامر الله فاذكروا الله عند المشعر الحرام. يذهب الى يوم العيد بمنى مبتدأ بالتكبير مع التهليل والتحميد يرمي الجمرات مقترنا بالتكبير يذبح الهدي بذكر اسم الله والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف المبيت بمنى الليالي ايام التشريق مرتبط بايام اكل وشرب وذكر لله واذكروا الله في ايام امن معدودات خاتمة الحج الا وان من ذكر الله قراءة القرآن والاشتغال به كما تقدم. قال سفيان الثوري رحمه الله سمعنا ان قراءة القرآن افضل الذكر اذا عمل به وقال النووي رحمه الله اعلم ان تلاوة القرآن هي افضل الاذكار والمطلوب القراءة بالتدبر. بوب ابن ابي شيبة في المصنف في كتاب الصلاة فقال من كان يحب اذا قدم ان يقرأ القرآن واورد فيه اثرا عن ابراهيم النخاعي رحمه الله قال كانوا يحبون اذا دخلوا مكة الا يخرجوا حتى يختموا بها القرآن. وقال الحسن البصري رحمه الله كان يعجبهم اذا قدموا للحج او العمرة الا يخرجوا حتى يقرأوا ما معهم من القرآن. وعن ابراهيم ابن علقمة انه قرأ القرآن في ليلة تن بمكة وبوب على هذه الاثار ابن ابي شيبة في الحج بقوله من كان يستحب اذا دخل الرجل ان دخل رجل مكة الا يخرج حتى يقرأ القرآن. قلب قلبك في اي مواضع الذكر ايها الحاج المهم الا تخرج من رياض بالذكر لله عز وجل ولا تنسى سيتفاوت الحجيج في اجور الحج. ليس بكثرة العمل. فالوقوف بعرفة يوم واحد. ورمي الجمرات بسبع حصيات والطواف سبعة اشواط. فباي شيء يتفاضل الحجيج والعبادة واحدة؟ يتفاضلون بما يملؤون به تلك العبادات من ذكر لربهم فكن من اسبق الحجيج في حجهم واوفرهم حظا بكثرة ذكرهم لربهم عز وجل. اللهم فانا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من اكثر عبادك لك واعظمهم لك شكرا. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك توابين اوابين منيبين يا رب العالمين. اللهم الزمنا عتبة العبودية وارزقنا عادت الابدية وادفع عنا وعن كل مسلم كل شر وبلية يا رب العالمين. اللهم انا نسألك حياة الذاكرين متعة الانس بذكرك يا رب العالمين. اللهم املأ قلوبنا بخشيتك ومحبتك وتعظيمك يا ذا الجلال والاكرام. واجعلنا من خير من يفد وعليك في حج بيتك الحرام هذا العام عبادا لك ذاكرين لك معظمين يا ذا الجلال والاكرام واملأ قلوبنا بمحبتك وتعظيمك يا يا حي يا قيوم اللهم اورثنا حبك وذكرك على الوجه الذي يرضيك عنا واجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين