بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اخوتي الكرام حجاج بيت الله الحرام. هذا سابع مجالسنا في موسم حج هذا العام الف واربعمائة وثلاثة واربعين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم المجالس التي قضيناها في هذه الايام العشر المباركة بهذا المكان المبارك وبين يدي هذا الموسم العظيم حديثا عن حدث الوقت واواني العبادة وهو مقاصد حج بيت الله الحرام ولانه سابع المجالس وغدا سيتوجه الحجيج الى حيث قادتهم قلوبهم قبل رواحلهم وسينطلقون محرمين بالحج الى منى في عرفة وما بعدها من اداء المناسك فان مجلسنا هذا هو اخر مجالسنا قبل الحج لنعود بعد الحج ان شاء الله تعالى في حديث ذي صلة بهذا القدوم المبارك وهذه الوفادة العظيمة التي جئتم في اكنافها متشرفين بضيافة اكرم الاكرمين في بيته العظيم سبحانه وتعالى تقدم الحديث عن مقصد توحيد الله تعالى ومقصد الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومقصدي اقامة ذكر الله في الحج الحج مدرسة تعلمنا في ايامها الاربعة او الخمسة او الستة دروسا عظيمة في الحياة بل تجعلنا نرفع معالم للحياة التي يريد الله عز وجل من العباد. نرجع بعد الحج وقد امتلأت القلوب توحيدا لباريها وحبا لنبيها صلى الله عليه وسلم. واستمساكا بسنته. وحرصا عليها. وتعلقا بها وترجع القلوب بعد الحج وقد انارت واضاءت بذكر الله عز وجل وادمنت الحياة المؤنسة التي ترفرف فيها السعادة وطمأنينة القلب بالاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى. اجل يرجع احدنا بعد الحج وقد تعلم هذه المعاني العظام. وقام في حياته هذه المعالم الكبيرة الضخمة يكون الحج حقيقة تصحيحا لمسار الحياة ليكون الحج حقا وحقيقة اعادة لصياغة النفس والحياة والقلب وتعود البشرية بعد الحج اهدى سبيلا مما كانت عليه قبله. وهذه واحدة من حكمة الله عز وجل في ايجاد الحج مرة واحدة في العمر كما تقدم في صدر هذه المجالس لان المرة الواحدة لو اداها الحاج كما يريد الله المرة الواحدة كفيلة بان يرجع الحاج كما يحب الله عز وجل ليمضي بقية عمره سائرا على طريقه الذي عرف به الوصول الى الله والدار الاخرة المقصد الذي نتناوله في مجلس الليلة كبير عظيم بل هما مقصدان يحاول ادراجهما معا لضيق الوقت واهمية الحديث عنهما معا. سابدأ باولهما مختصرا كلاما حقه والله ان تفرد له المجالس. تدري لم؟ لانها واحدة من المفاهيم العظيمة التي ينبغي ان تمتلئ بها الرؤوس بص وان تعمر بها القلوب لما؟ لانها قوام العبودية لله التي من اجلها خلقنا الله قال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. العبودية مفهوم واسع كبير اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والاعمال. الظاهرة والباطنة العبودية بمفهومها الواسع هي حياة شاملة. قوام العبودية لله عمل عظيم من اعمال القلوب هو قوام ذلك كله متى قام هذا القائم في قلب العبد فقد تمت عبوديته لله انها عبودية التعظيم لله جل جلاله. اجل تعظيم الله هو اساس كل عبادات فالمحبة والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة والاستغاثة وحسن الظن والصدق مع الله كلها عبادة انما تقوى او تضعف في القلب بناء على قوة تعظيم الله في القلب اخبرني عن قوة قلبك في تعظيمك لربك اخبرك كيف هو حبك لله وخوفك من الله صدقا والله كل من كان لله معظما اكثر كان محبا له اكثر وخائفا منه اكثر وصادقا في توكله عليه وحسنا في الظن به والتعلق بلطفه اعظم واتم فتعود المسألة يا كرام الى هذا المعنى الكبير تعظيم الله سبحانه وتعالى. عد مرة اخرى الى العبادات الصلاة والصيام والزكاة والحج والذكر والقرآن كلها تقودك الى تعظيم الله عز وجل من اجل تعظيم الله فرضت العبادات من اجل بتعظيم الله شرعت الاذكار من اجل تعظيم الله جئت اليوم تحج بيت الله الحرام. نعم هذه واحدة من المقاصد ان تتعلم كيف توطن قلبك على تعظيم ربك سبحانه ستقول لكنني حقيقة اعظم الله. نعم تعظيم الله اصله موجود في قلب كل مؤمن ومؤمنة الاصل موجود. انما الكلام على تنمية هذا التعظيم وتقويته في القلب. ونمائه وزيادته. اليست العبادة والايمان اليس مما يزيد وينقص في قلوب العباد كما هو معتقد اهل السنة والجماعة؟ بلى فمما يزيد الايمان يزيد التعظيم لله عز وجل في القلب. ومما ينقص الايمان ينقص تعظيم الله سبحانه وتعالى والله ما عبد العابدون ربهم ولا اطاع الطائعون لله عز وجل. ولا تسابق الاولياء والصالحون بشيء من الزاد حملهم على ذلك السبق البعيد باعظم ولا افضل من تعظيمهم لله في قلوبهم ولا عصا العصاة وجهل الجاهلون وافترى المفترون وتجاوز المتجاوزون ووقع كل من وقع في خطأ وذنب وتقصير في جنب الله الا بما وقع في قلوبهم من نقص او ضعف تعظيم الله. شئت ام ابيت هي هكذا مطردة. ارأيت تجرؤ الفسقة والعصى وتمرد الطغاة والبغاة. والله ما حملهم على ما وقعوا فيما وقعوا فيه الا جهل او ضعف تعظيم او عدم تعظيم لله عز وجل يقول الله وما قدروا الله حق قدره ولان الاية جاءت في ذنب العباد باسوأ ما وقعوا فيه جاءت خاتمة الاية لاحياء هذا المعنى والارض جميعا قبضة يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. سبحانه وتعالى عما يشركون ما وقع تعظيم الله في القلوب ولا ضعفت تعظيم قدره سبحانه الا بهذه الافة. نعود فنقول يأتي الحج وهو العظيم والعبادة الجليلة ليقصد في احد مقاصده ان يتعلم الحجيج تعظيم الله. ويحيي ذلك في حجه كيف اعظم الله تعظم شعائره وتعظم حرماته. وكلا الامرين جاء قصدا في ايات الحج في سورة الحج في اولاهما قال الله سبحانه وتعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وفي الاية الاخرى قال ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. من عظم الله يا كرام عظم كل ما يعظم الله ومن احب الله احب كل شيء يحبه الله فنعود الى معنى التعظيم لنقول ان كنت عبدا معظما لله عظم ما عظم الله. ومما عظم الله سبحانه حرماته وعظم شعائره وامرنا ان نعظمها ويستوجب عليك في الحج ان تخطو خطوات المناسك معظما حرمات الله الى الله. تعالوا فلنفهم ما المراد بحرمات الله سبحانه. تعددت عبارات السلف. في بيان معنى حرمات الله في الاية. قيل هي معاصيه وما نهى عنه سبحانه وتعالى وتعظيمها يكون بترك ملابستها والمجافاة عنها. وقيل حرمات الله عز وجل هي الاوامر والنواهي. وقيل ما وجب القيام وحرم التفريط فيه. وقيل حرمات الله هي المشعر الحرام والبيت الحرام والمسجد الحرام. كل شيء حرمه الله البيت الحرام والمسجد الحرام والمشعر الحرام فهذه مما حرم الله. وما تعظيمها ان يكون القلب ممتلئا بمعنىها وفضلها قال بعض اهل العلم في عبارة جامعة لمعنى حرمات الله. قال ابن القيم رحمه الله الصواب ان الحرمات تعم وذلك كله وهي جمع حرمة كل ما يجب احترامه وحفظ حقه من الحقوق والاشخاص والازمنة والاماكن فهو داخل في حرمات الله فلا تنسى هذا حرمات الله كل شيء في الشريعة له حرمة ومكانة وقدر رفيع. من الحقوق كحق الله فهو محترم وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو محترم وكذلك الاشخاص فالانبياء والملائكة من حرمات الله المحترمة وكذلك الشأن في الاماكن كمكة وعرفة ومزدلفة وكذلك الازمان كرمضان وعشر ذي الحجة وعاشوراء فهي ازمنة ايضا لها مكانة وحرمة في الشريعة. يقول السعدي رحمه الله حرمات الله كل ما له حرمة وامر باحترامه من عبادة او غيرها. فالمناسك كلها والحرم والاحرام والهدايا والعبادات التي امر الله هي حرمات وتعظيمها اجلالها بالقلب ومحبتها تميل العبودية فيها بلا تهاون ولا تكاسل او تثاقل. هذه معنى حرمات الله فما معنى شعائر الله؟ ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. الشعائر جمع شعيرة والشعيرة في الدين هي العلم من اعلام الدين البارزة والظاهرة التي تكون شعارا للاسلام. وعلامة عليه فانها من شعائر الدين. واقوال السلف في بيان معناها على سبيل التمثيل. من شعائر الله الهدي في الحج الذي يذبح ايام الاحرام في منى ايام الحج في منى فانها من شعائر الله والله سماها من الشعائر. وقيل هي حرمات الله ايضا بعرفة من شعائر الله وجمع الحجيج في مزدلفة يوم العيد هي ايضا من شعائر الله البدن والنوق التي تنحر هي من شعائر الله. رمي الجمار من شعائر الله. حلق الرؤوس من شعائر الله. بل قال اهل العلم الطواف والاذان والصلاة هي من شعائر الله والصفا والمروة والكعبة والمقام كل ذلك داخل في شعائر الله. لما سأل رجل الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما يا ابا عبدالرحمن اي الشعائر اعظم ما سأل عن الشعائر لا سأل عن اعظمها قال يا ابا عبد الرحمن اي الشعائر اعظم؟ قال اوفي شك انت منه؟ هذا اعظم الشعائر. يعني البيت الحرام يعني الكعبة قال هذا اعظم شعائر الله سبحانه وتعالى فبالتالي كل شعائر الله يا كرام التي مضى ذكرها داخلة في عموم قوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. وان كان سياق الاية الكريمة في ذبح الهدي والاضاحي في الحج فجاء قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله مقصودا به ذبح الهدي والاضاحي بالمقام الاول فهي مقصود السياق لكن اللفظ على عمومه فكل من عظم شعائر الله كان دلالة على تقوى القلب وبالعكس كل عبد يضعف في تعظيمه لشعائر الله كان ذلك دلالة على نقص تقوى الله في قلبه هذا كلام الله ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ما تعظيم الشعائر؟ واذا كان المقصود هو الهدي والاضاحي بالمقام الاول فهي مرادة بلا خلاف لكن عموم اللفظ يدل لا دخول سواها. ولهذا قال القرطبي رحمه الله شعائر الله اعلم دينه. لا سيما ما يتعلق بالمناسك. قال الطبري رحمه الله هي ما جعله الله اعلاما لخلقه. فيما تعبدهم به من مناسك حجهم من الاماكن التي امرهم باداء افترض عليهم منها عندها والاعمال التي الزمهم عملها في حجهم. لم يخصص من ذلك شيئا. فتعظيم كل ذلك من تقوى القلوب كما قال جل ثناؤه وحق على عباده المؤمنين به تعظيم جميع ذلك ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب لكم فيها منافع الى اجل مسمى. اذا الكلام على ماذا ان اردت المراد بها الهدي والاضاحي فقوله لكم فيها منافع قبل ذبحها يعني ركوب ظهرها وشرب البانها وان اردت المراد بالهدي عموم ما تقدم في الشعائر الهدي وغيره فالمراد بالمنافع المنافع الدنيوية والاخروية فيما تقدم في اول المجالس عند قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم. اذا امر الله بتعظيم حرماته في الحج. وامر سبحانه بتعظيم من شعائره في الحج. ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه خير له من ماذا ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه خير له من ايش لا هذه خير هنا ليست للتفضيل قال القرطبي رحمه الله قوله خير له ليس للتفضيل وانما هي عدة بخير يعني يعدكم الله بخير ذلك ومن يعظم حرمات الله فالله يعدك خيرا بالله. لو وعدك رجل كريم عظيم جليل الشأن عظيم وعدك خيرا ستذهب ملء صدرك الرضا والسرور انك ستنال خيرا لا محالة فكيف اذا وعدك رب الارباب وملك الملوك سبحانه بخير لك عنده سبحانه وتعالى. ان كان في دنياك او في اخراك وهذا لا ينال الا بما قال الله ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه تحقيق تقوى الله في ذاته مقصد. وهو الاتي في حديث الليلة جنبا الى جنب مع هذا المقصد العظيم. انظر كيف اقترن تعظيم الشعائر بتقوى القلوب ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. حقق مقصدا في الحج يقودك الى مقصد اخر فتصيب الخيرات المتتابعة. امر الله عز وجل بذلك وقال فانها من تقوى القلوب. يعني فهذا التعظيم الذي يقود القلب الى تعظيم الشعائر وقيام القلب بحقها يكون خيرا له يا كرام ان جعلنا شعائر الله بالمعنى العام الهدي والاضاحي والوقوف بعرفة والطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة كل ذلك جعلناه من تعظيم شعائر الله. فالمراد بالتعظيم في هذا السياق يكون بحسب كل شيء به التعظيم. فان كان المقصود الهدي والاضاحي فما تعظيمها كيف تعظم الهدي والاضاحي تعظيمها استسمارها وغلاء اثمانها ان تذهب وتشتري الشاة او البقرة السمينة الثمينة وانت لو اشتريت اخرى اقل منها لحما وارخص منها ثمنا اجزأتك او لم تجزئ اجزأتك تنزل سوق الغنم لتشتري اضحيتك او تشتري هديك في التمتع واذا بك في السوق امامك شاتان كلتاهما مجزئة شرعا من حيث السن واستيفاء الشروط والسلامة من العيوب واحدة بالف والثانية بالفين. بالله ستشتري ايهما ابو الف طبعا. نعم كلنا ذاك الرجل الذي يحب المال والالف الاخرى سادخرها لشيء اخر حقا نفعل ذلك لكن تعظيم الشعائر يعلمنا بطريقة مختلفة اعطيك مثالا لو نزل ببيتك ضيف عزيز عليك حبيب على قلبك تريد ان تعبر له عن فرحتك وحبك وتقديرك. وذهبت تشتري له هدية ونزلت السوق فوجدت عطرا او قلما او ساعة واحدة بالف والثانية بالفين. بالله ستشتري ايتهما؟ ابو الفين. شفت كيف صدقا والله هو شيء في القلب يقودك الى ان تفعل الشيء فهو امر داخل القلب يعبر عنه الفعل بالتصرف والله الذي لا اله الا هو تدري ليش سمي الهدي هديا؟ انت تهديه الى رب البيت بالله عليك اي اضحية تريد ان تقدمها في صحيفة عملك اي هدي في حجك وعمرتك تريد ان تقربه الى رب البيت وفي النهاية ان ذبحتها وفيها عشرين كيلو لحم زيادة فاللحم لك وانت المستفيد من اكلها ومرقتها تأكل وتطعم وتهدي. الله قال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها. ولكن اناله التقوى منكم هي كم مرة؟ هي مرة واحدة في السنة اضحية. او مرة واحدة في العمر هدي حج فاي الامرين ستختار؟ ترك لك الامر عبدالله لتعبر عن عظيم تعظيمك لله بما تفعله في تعظيم شعائر الله والله ما امرنا ولا حملنا ما لا نطيق لكن الاغراء جاء فقال ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وهذا دلالة عظيمة جاء في اخر الايات فقال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين. واذا كان المراد بالشعائر كل شيء سوى ذلك فان المراد بتعظيم كل شيء بحسبه. فتعظيم الزمان المعظم باحترامه. وتعظيم لمكان معظم باداء للعبادة المشروعة فيه وتعظيم الحرمات بايفائها حقوقها كما سيأتي تفصيلا. اذا هذه ادلة الامر بتعظيم من شعائر الله وحرمات الله. جئت الان حاجا غدا ان شاء الله ستنطلقون في خطوات الحج والمناسك. بعضكم من الليلة وبعضكم من الغد وبعضكم من بعد الغد كل الحجيج سينطلقون في احرام متوجهين الى المشاعر العظام منى وعرفة ومزدلفة الذي يوجبه تعظيم الله عز وجل وتعظيم شعائره وحرماته كل خطوات المناسك كالتالي اول ذلك تعظيم النية في الاحرام لما ترتدي لباس الاحرام غدا او بعد غد تخلع لباسك احضر تعظيم الله في اول خطوة وتعظيم الله هنا تجديد النية عن كل شيء سوى الله اما احرمت الا لوجهه الكريم ولا تريد بحجك وعمرتك الا ثوابه العظيم. ولا ترجو الا الله والدار الاخرة. تعظيم الله. تعظيم شعائر الله في اول خطواتها بتعظيم النية. وتعظيم النية اخلاصها لله. وصدق الرغبة فيما عند الله لا النية هي التي تثقل العمل او تذهبه هباء منثورا ربما كان العمل قليلا وقد قال الاوائل رب عمل قليل عظمته النية. ورب عمل عظيم حقرته النية النية النية يا كرام في اول الاحرام ماذا تنوي؟ ستنوي الدخول في النسك. اخرج كل شيء من قلبك سوى الله عندما تقول لبيك اللهم لبيك اجعلها واقعة في قلب نظيف طاهر. تخلص من كل شيء ولم يعلق قلبه باي شيء سوى مرضاة الله والدار الاخرة. تعظيم النية بالاخلاص لوجه الله الكريم. طمعا في الثواب. اداء للفرظ تجريد القصد عن كل شيء سوى الله مع اتمام الحج كما امر الله واتموا الحج والعمرة لله. ثاني الخطوات انت لما تنوي وتحرم تنطلق في خطوات الحج وتنفق في طريق حجك وفي جميع اجراءاتك نفقة الحج اما شعرت ان من تعظيم شعائر الله وحرماته في الحج تعظيم النفقة التي تنفق في الحج والمراد بتعظيم النفقة يا كرام ان تكون حلالا لا شبهة فيه فظلا عن ان تكون حراما والعياذ بالله. لا والله ما عظم الحج من جاء بمال حرام ما عظم الله ولا حرمات الله ولا شعائر الله. من جاء وفي حجه مال مشتبه مختلس فيه ريبة ليس من بكسب ولا من حلال. هذا ما عظم الله ولا عظم حرمات الله. هذه واحدة. والثانية ان المال الحلال الذي لا شبهة فيه ولا امتراء. اذا اردت ان تعظم الله في نفقتك في الحج فاجعل نفقتك تخرج من طيب قلب طاهر. ان تخرج بطيب نفس غير مستكثر النفقة الحج ولا متذمر واياك ثم اياك ان تستكثر او تشعر بحرج في شيء تنفقه في حجك. فضلا عن ان تعد الانفاق في حج نقصا للمال او خسارة عياذا بالله ايضا ساقرب لك الصورة. لو انك ادخرت مالا للصيف تسافر به سياحة في بلد ما. انت وزوجتك واولادك. وادخرت لذلك عشرة الاف عشرين الف خمسين الف هي ميزانيتك لرحلة سياحة انت واسرتك ماذا ستفعل؟ اذا زرت البلد الذي نويت السفر اليه للسياحة ستختار اطيب الاماكن وتشتري اطيب الطعام وتختار افضل الهدايا تستمتع في رحلتك تلك غير مستكثر شيئا من النفقة التي ادخرتها لتلك الرحلة وهكذا ينبغي ان يكون الحاج في رحلته. قد اتى بمال رصده لرحلة الحج ونفقة الحج فلا تبخل عبد الله لا تبخل في نفقة الحج ان تخرجها بطيب نفس وقد مر مثالها قبل قليل في شراء الهدي والاضاحي اياك ان تشعر في نفقة الحج انك خسرت مالا جمعته منذ سنوات. لا والله انما جعلته في ميزان ثقيل تسر ان تلقى الله به يوم القيامة. فنفقة الحج تكون هكذا حلالا لا ريبة فيها قال الشاعر اذا حججت بمال اصله سحت فما حججت ولكن حجت العير لا يقبل الله الا كل طيب هبة ما كل من حج بيت الله مبرور رابعا او ثالثا من تعظيم شعائر الله وحرماته في الحج تعظيم الهدي الذي تشترونه ايها الحجاج متمتعين وقارنين. وربما كان حاجا مفردا فاهدى تطوعا ليس واجبا عليه لكنه يحب ان يتقرب الى الله بالذبح الذي يحب الله عز وجل. تقدم ان تعظيم الهدي وغلاء ثمنه. واما ما يفعله بعض الحجيج من البحث في الهدي عن الارخص والاقل ثمنا وربما اقل لحما واظعف واشد هزالا فقط لاجل توفير فارق في السعر. لهذا يبحث عن تحقيق المقصد من طريق اخر واسوأ من ذلك واسمحوا لي بهذه من اذا احرم وهو مخير بين تمتع افضل. فيه عمرة وحج وفيه عبادة اكثر واجر اعظم. وبين ان يحرم بالحج مفردا فيختار الافراد لا لشيء الا لان هذا لا يجب فيه الهدي وهذا يجب فيه الهدي عبد الله في حساب العبادات مع الله لا تفكر هكذا فكر في الطريق الذي يحبه الله ويقربك اليه اكثر فقد تقول لكنني حقا لا املك نفقة الهدي ولا اقوى عليها لا حرج الله قال فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم هذا باب لكنه سيقودك الى مرتبة اعظم. المهم الا يكون ايقاع شيء من العبادات مبنيا على حساب الماديات هذا كم يكلف وهذا كم يكلف؟ تخلص من ذلك. واجعل تعظيم الله عز وجل عندك اعظم من كل شيء. ليس المطلوب يا اخوة ان نتحمل الديون ان نرهق انفسنا بما لا تطيق لكن المقصود اعادة النظر الى الحج ونفقة الحج وتعظيم الله عز وجل ليحقق لنا هذا المقصد العظيم. رابعا يا كرام في رحلة الحج تطأون باقدامكم على بقاع طاهرة شريفة. اختارها الله عز وجل من كل بلاد الدنيا مكة البلد الذي احبه الله وقد قال عليه الصلاة والسلام وهو خارج في رحلة الهجرة الى المدينة والله انك لاحب بلاد الله الى الله هذا حق وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انت اليوم تخطو فوق ثرى هذا البلد الذي احبه الله وتطأ بقدميك ارض المشاعر العظام منى ومزدلفة وعرفات. هذه البقاع معظمة والله امرنا بتعظيمه. قال ذلك ومن يعظم حرمات الله. وكل ذلك من حرمات الله. بل هذا البيت الحرام وفيه الكعبة. ومقام ابراهيم والحجر الاسود وفيه جبل الصفا وجبل المروة. هذه امور عظيمة. وهي محترمة وتعظيمها مطلوب شرعا ذلك بان يجتهد العبد في رحلة حجه في طاعة الله في هذه الاماكن. يا اخي دون حسناتك وعباداتك وطاعاتك لله في هذه البقاع العظام واجعل عملا صالحا تدون على ايدي الملائكة الكرام في هذه البقاع العظام تفرح ان تلقى الله بها يوم تلقاه. اجعل هذه البقاع الطاهرة شاهدة لك انك ركعت فيها وسجدت وذكرت الله وختمت القرآن وفعلت الاحسان وانك ما خرت عن طاعة وانك كففت نفسك عن الحرام. فوالله نعم العبد عبد لما جاءه الشيطان وزين له المعصية وازه نحو حفرة من حفر الهوى. ونحن بشر مساكين ضعفاء. نذل ونخطئ. لكن قام بقلبه داع التعظيم لهذا البلد الحرام فلما زين له الشيطان المعصية وكادت قدمه ان تزل استيقظ وقال معاذ الله هذا بلد الله الحرام. لا والله اني اخاف الله واعظم بلد الله فنأى بنفسه فكانت جولة شريفة من جولات الانتصار على الشيطان والهوى والنفس الامارة بالسوء هذا التعظيم الحقيقي يا كرام. لمعنى تعظيم البقاع والبلاد. مكة الحرم ومصطفى والمروة والكعبة ومنى وعرفة ومزدلفة. فالمقصود بتعظيم تلك البقاع مجاهدة النفس في الاستكثار فيها من الطاعة طاعات. مجاهدة النفس في الانكفاف على بقاعها من الحرام والمعاصي. ان يربأ احدنا بنفسه عن التقصير والتفريط. نعم انا ما زلت عبدا مذنبا مقصرا مفرطا لكنني اذا غشيت مكانا فاضلا او زمانا مباركا تحرك داعي في قلبي فقلت لا والله ما ينبغي لي ان اكون في هذا الزمان كسائر الزمان ولا يليق بي ان اكون في هذا المكان كما في سائر الاماكن فهذا والله من اعظم ما يحيط به المرء قلبه من تعظيم الله عز وجل ويوطن فيها من المعاني الايمانية العظيمة. اذا تيقظوا يا كرام ليس المقصود بتعظيم الاماكن التبرك بتربتها ولا اخذ قطعة منها كما يظن بعظ الجهال والعوام. يظن ان من تعظيم عرفة ان يأخذ شيئا من تربتها وان من تعظيم مزدلفة ان يأخذ شيئا من الحصى. ومن تعظيم منى يحمل بعضا من جمار حصى الجمرات معه الى بلده بعدما يعود. ليس هذا هو تعظيم بل هذا جهل وخطأ ولا صحة له ولا اثر وربما اذا اعتقد فيه صاحبه التعبد كان مبتدعا في دين الله ما لم يأذن به الله عز وجل. لكن تعظيم هذه البقاع بما تقدم من حث النفوس فيها على الاستكثار من الطاعة والانتفاف فيها عن المعاصي والمآثم. تعظيم المسجد الحرام يا كرام. وانتم جالسون في رحابه الان متنعمون بانتظار الصلاة الى الصلاة في اعظم بقعة يرفع فيها اذان اعظم بقعة يجتمع فيها اهل الاسلام للصلاة اعظم بقعة ان تضاعف فيها الحسنات واجر الصلاة بمائة الف. استكثر عبد الله من تعظيمك للمسجد الحرام ان تستكثر من البقاء فيه والمكث فيه والتعبد فيه والطواف فيه وذكر الله فيه فانت تعظم بيت الله الحرام والتأدب ايضا في مكثك فيه وعدم اظهار ما لا يليق في رحاب المسجد الحرام من قول وفعل او ضياع الاوقات سدى والحرص ايضا على نظافة المسجد الحرام. وطهارته هو ايضا من تعظيم المسجد الحرام حسا ومعنى ايضا من تعظيم شعائر الله وحرمات الله في الحج تعظيم الدعاء. الذي هو صلب الذكر لله في الحج. وهو احد من المحطات الكبار التي تفرغ فيها النفوس الحاجات والامنيات والطلبات امام رب كريم. عند البيت في الكعبة في وبين الصفا والمروة في السعي وخلف المقام اذا صلى ركعتين. وهناك على صعيد عرفات في الموقف العظيم. وعند رمي الجمرات في ايام التشريق بعد الوسطى والصغرى وعند المشعر الحرام صبح يوم مزدلفة وفي طوافه اذا طاف وفي الصلوات وفي اي وقت وان عندما يوفق الله عبدا يفتح قلبه ويرفع يديه مناجيا ملك الملوك ورب الارباب سائلا متضرعا متوسلا الى الله الغني الحميد بذله وفقره وحاجته وهو العبد الضعيف. عندما يوفق الله عبدا لطرق باب الدعاء فاعلم ان من تعظيمك لله في الحج ان تعظم الدعاء كيف اعظمه ان تلزم الادب فيه اذا دعوت الله ان تعلق قلبك في الدعاء بكرم الله الا تسأل سوى الله اذا سألت الله فقدم بين يدي دعواتك حمدا وثناء وتمجيدا يليق بربك الكريم سبحانه اذا عظمت الله في الدعاء دعوت بادب وخفض صوت ادعوا ربكم تضرعا وخفي انه لا يحب المعتدين اذا دعوت الله معظما لله غلبتك عيناك فبكت غلبك قلبك فخشع غلبتك نفسك فانكسرت اذا دعوت الله معظما لله عز وجل شعرت كأنما انت في الدعاء واقف تغترف من بحر فيه كرم الكريم وجواد الجواد جل جلاله تعظيما لله يعلق قلبك بصدق الرجاء فيما عند الله. تعظيما لله تشعر نفسك انك لن ترجع خائبا ولا محروما من فضل الله املأ قلبك اياك في الدعاء عبد الله اياك اياك في الدعاء ان تدعو دعاء مجرب يعرض حاجته لينظر اتحقق ام لا يكون؟ اياك اياك في هذا المقام في الدعاء بل ادع الله عز وجل موقنا مصدقا بوعده سبحانه بالعطاء. محسنا الظن بالرب الكريم جل في علاه. تعظيم الوقوف بعرفة ايضا. هو من تعظيم الله في الحج وتعظيم الله في الدعاء على صعيد عرفات. طمعا في القبول وتعلقا باذيال الرجاء وانكسارا وبكاء وخشوعا في وقوفك بعرفات تذكر الكرم الالهي ومباهاة الجليل سبحانه بعباده في ذلك الموقف امام ملائكة السماء فهناك تبتهل القلوب وتسكب العبارات. تعظيم محظورات الاحرام هي ايضا من تعظيمك لشعائر الله وحرمات الله في لحجك ايها الحاج وتعظيم محظورات الاحرام بالكف عنها وعدم التحايل على الوقوع فيها. انتبه لان بعض الناس اذا رغب في شيء من المحظورات احتال او استهان بشأنها او ظن النبي بوسعه ان يفعل اختيارا للمحظور الذي هو ليس مظطرا اليه ولا بحاجة اليه في سبيل ان يفتدي بكفارة هذا ليس جائزا شرعا. تعظيم المحظورات الوقوف عندها. الامتناع عنها مع طيب نفس وعبودية واستسلام لله وفي مقابل ذلك تعظيم الواجبات في الحج بفعلها والمسارعة فيها واستيفاء احكامها. ايضا وعدم التحايل في الواجبات على التخفف منها او الترخص بشأنها يأتي يوم ثمانية يوم غد وهي من سنن الحج فيأخذ مترخصا بأن المبيت في منى سنة وليس بواجب ليترك المبيت واذا جاء الى مزدلفة اخذ بالقول بانه سنة ليترك المبيت. واذا جاء الى منى في ايام التشريق اخذ بقول من يقول انها ليست بواجب فلا يبيت بمنى لا قبل الحج ولا بعده ويترك المبيت بمزدلفة ويقتصر في حجه واداء المناسك على اقل القليل من كل ركن كأنما هو يبحث عن شيء يريد التخلص منه باقل التكاليف في تعظيم الواجبات تقبل على الواجب وانت مستشعر انها عبادة يحبها الله. فتقبل عليها بقلب يقتل تعظيما لله عز وجل دون تحايل او التماس للرخص او بحث عن خلاف الفقهاء لتركها ولا ان تظن ان التخيير بين الفعل بالواجب اقتداء بالكفارة وهكذا يفعل بعض الناس. يسأل ما حكم هذا؟ فتقول له واجب. فيقول لكنني سأذبح كفارة. يا عزيزي لست مخيرا بين فعل الواجب وبين تركه مع ذبح الفدية. لا هو واجب. انما يأتي ذبح الفدية ان ترك الواجب بغير قصد جبرا له. تماما سهو كسجود السهو في الصلاة انما يشرع سجود السهو اذا سقط الواجب سهوا لكن لا يقول قائل انا ساترك هكذا في الصلاة عمدا لانني ساسجد للسهو في اخرها فكذلك الكفارة في الحج هي جبر لنقص يحصل فيه تعظيم عظيم اذا لهذه العبادات معشر الحجيج في حجنا. وتذكروا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الغازي في سبيل الله اجوا الى بيت الله والمعتمر وفد الله دعاهم فاجابوه اما المقصد المتصل بما تقدم من تعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله فهو مقصد تحقيق تقوى الله عز وجل ولن اطيل كثيرا في الحديث عن مقام التقوى الذي يتنافس فيه الصالحون تدري اي الصالحين يتنافسون في التقوى؟ اعلى درجات البشر بعد الانبياء عليهم السلام وهم الاولياء الذين تولاهم الله عز وجل بكرمه وعنايته ولطفه. اسمع الى ما قال الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون الايمان مع التقوى هو السبيل الى نيل ولاية الله معشر العبا لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تبديل لكلمات الله. ذلك هو الفوز العظيم. تلك فقط هي الطرق التي توصل الى ان يتربى على عرش الولاية ان يحقق تقوى الله. تقوى الله سبيل يسلكه العباد يتنافس فيه الصالحون. يتربع على عرشه الاولياء المقربون تقوى الله سبيل لتيسير العسير. وتوسعة الارزاق وزوال الهموم. اسمع ومي يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجره كل شيء في الدنيا وفي الاخرة انما ينال بتقوى الله وغدا اذا جاء العباد للعبور على متن الصراط على متن جهنم اجارنا الله واياكم فان الكل سيرد ذلك الموقف العصيب. قال الله وان منكم الا واردها. كان على ربك حتما مقضيا. قال ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا بقدر ما تحمل عبد الله في دنياك هذه من تقوى الله سيكون عبورك على الصراط يوم تلقى الله فهو زاد ووقود يتزود به العباد. ولذلك جاء في الوصف في الحديث ان العباد يوم القيامة في العبور على الصراط. منهم من يسير كالبرق الخاطف. ومنهم من يسير كالجواد المذمر. ومنهم من يسير جريا ومنهم من يحبو ومنهم من يكبو فيقوم وتتخطفه الكلاليب. كل ذلك بقدر رصيد كل واحد منهم من تقوى الله عز وجل في قلبه هذه الحياة مفتوحة ابوابها وتلك العبادات يستكثر منها العباد لزيادة رصيد التقوى في القلوب. يأتي الحج فيعلمه ان تقوى الله هي اول شيء في الحج واخر شيء فيه. كيف في اول الحج قال الله عز وجل الحج اشهر معلومات. فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله. هذا في الحج اول ما يفعله الحاج يحمل حقيبته ومتاعه وزاده يتهيأ لسفره من تلك اللحظة قال الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى التفات عجيب قبل ان تحمل حقيبة سفرك متوجها الى مكة رعاك الله احمل الزاد الحقيقي في قلبك من تقوى الله اقدم الى مكة وقد جعلت في قلبك من تقوى الله رصيدا يبلغك هذه البقاع العظام وانت عبد عرفت كيف فتتقي الله في هذه البقاع الطاهرة صدقا والله فاول شيء يفعله الحاج في حجه ان يقبل على اداء النسك متوجها من اي مكان في الدنيا بيت الله قبل ان يرتحل الراحل. ويركب على وسائل النقل ان يحمل تقوى الله في قلبه. هذا امر الله. قال وتزود خذ زادك حقيبتك ومتاعك وملابسك ونفقتك وكل احتياجاتك. لكن الله قال فان خير الزاد التقوى. ثم اكد فقال واتقوني يا اولي الالباب وكلما مررت بالايات وجدت التقوى حاضرة هنا وهناك في ختام اول اية ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب في اخر ايات الحج في سورة البقرة فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. اما قلت لك هي في اول الحج تقوى الله. وفي اخره هي تقوى الله تأتي ايات الحديث عن فدية الصيد في الاحرام في سورة المائدة. فيأتي الكلام عنها ويقول الله في خيره واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون بسورة الحج والحديث عن بعض مقاصد الحج. ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم التقوى التقوى التقوى ايها الحجيج هي المقصد الكبير الذي تدور حوله خطوات الحج ومناسكه منذ الخروج من دارك وحتى تتم المناسك عد معي مرة اخرى الى اية ايام التشريق واذكروا الله في ايام معدودات. ما الايام المعدودات ايام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر. يعني ثاني ايام العيد وما بعده قال الله فمن تعجل في يومين اي يومين الحادي عشر والثاني عشر ما معنى التعجل هنا ان تكتفي بيومين ترمي فيهما الجمرات وتبيت ليلة الحادي عشر والثاني عشر فقط وتخرج من منى الى الى مكة لطواف الوداع حتى تغادر. هنا ينتهي الحج. قال فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر ما المقصود بالتأخر زيادة يوم ثالث الى يوم الثالث عشر فيزيد ليلة في المبيت ويزيد يوما في الرمي في رمي الجمرات قال فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه ها هنا فائدتان لطيفتان في الاية اولاهما ان الله قال فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه. قال لمن اتقى تعجل ان شئت او تأخر. المهم ان تكون قد ندلت نصيبك من التقوى فانصرف ان شئت في يومين وفقك الله او ابقى يوما ثالثا لتستزيد من تقوى الله عجيب والله المعنى. قال فمن تعجل ومن تأخر ثم قال لمن اتقى اللطيفة الثانية في الاية قال فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه ينصرف الذهن الى ان المراد بقوله تعالى فلا اثم عليه يعني لا حرج وان تتعجل او تتأخر. بينما يذهب طائفة من السلف كالحسن البصري ورجحه الطبري وابن كثير وغيرهم ان المراد بقوله فمن تعجل فلا اثم عليه اي فلا اثم ولا ذنب يبقى عليه لان الله قد غفر له ومن تأخر فلا اثم عليه. ان الله يغفر الذنوب للحجيج. سواء تأخروا او تعجلوا لمن لمن اتقى. تريد ان ترجع من حجك قد غفر الله ذنبك لا تخرج من حجك الا وقد ختمت قلبك بخاتم تقوى الله وعندئذ ستنال الوعد والكلام كلام الله الذي اتيتم من بلدانكم الى بلده ومن بيوتكم الى بيته الله يقول واذكروا الله في ايام معدودات. فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واكد فقال واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون. يا كرام تقوى الله باختصار مجاهدة النفس في الاستكثار من الطاعة ومجاهدة النفس في التقليل من المعاصي من الاولياء هل هم خلق معصومون؟ الجواب لا. الفرق بيننا وبينهم ايش انهم في العبادة والصلاح والحسنات اكثر مني ومنك وفي الذنوب والمعاصي والسيئات اقل مني ومنك بس هذي القصة فاذا نجحت في حجك ان تجاهد نفسك لان تبلغ رصيدا من الحسنات ما بلغته في سائر ايام السنة وان تجاهد نفسك في الانكفاف عن الذنوب والمعاصي الصغائر والكبائر بحيث لا يقع منك فيها شيء فانت نجحت في ان عن معنى التقوى لله في الحج وفي الحج سيأتيك الشيطان حريصا ايما حرص ان يصرف بصرك الى ما لا يحل وان يشغلك بما لا ينبغي وان يسلط عليك الافكار والوساوس والخطرات واقل ما يظفر منك بضياع الا تزيد في الحسنات. واذا قرأت صفحة من القرآن قال لك كفى واذا غلبته فاتممت جزءا قال هذا وردك اليوم. واذا تجاوزت فاتممت غيره وزيادة جاء يثقلك ويثبتك ويزهدك في الاجر تعليق الصواريخ والمشاغل حتى يحجزك عن الطاعة. واقل ما في ذلك كما قلت صرف الاوقات ايام الحج في رحلته بما لا ينبغي ان يفعله الحاج وقد يكون مباحا كالاشتغال بالرفقة والقيل والقال والمجالسة وشرب الشاهي واطالة الوقت على موائد طعام ويمكن ان يختصر ذلك على حساب الاستكثار من الذكر وورد القرآن ودعاء الله وركعتين تلو ركعتين في غير اوقات النهي وكثير من الابواب التي يتسابق فيها الصالحون. مرة اخرى ساقول الحج ايام متحدة لكل الحجيج ولا يتفاوتون بزيادة الايام ونقصها بل باجتهادهم في الطاعة في تلك الايام بعينها فبين مقلة ومستكثر وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. انما المعول على ما في قلبك من تقوى الله. ومجمل معنى تحقيق تقوى الله في الحج معشر الحجيج ولعلنا نختم به مجالسنا في الحديث عن مقاصد الحج ونحن على اعتاب الانطلاق في هذا الطريق العظيم مبارك اولا مخافة الله وتعظيمه واجلاله. واخلاص القصد لوجهه الكريم سبحانه منذ الاحرام وحتى اداء المناسك من تقوى الله الاجتهاد في اداء اعمال الحج دون تقصير ولا تفريط ولا بحث عن الرخص ولا تخفف بل ولا انزعاج ولا تذمر من اقام تقوى الله في قلبه تلذذ لاداء المناسك في رحلة حجهم. من تقوى الله مجاهدة النفس كما اسلفت في الانكفاف عن الحرام. من تقوى الله مجاهدة النفس الا يسري الشيطان من عملك شيئا في حجك عبدالله في كل خطوة من خطوات المناسك ارجوكم ادخروا في رحلة حجكم من الخلوة بربكم ما يملأ صدوركم انسا بذكر الله تخففوا ما استطعتم من صحبة الفارغين والبطالين والذين يشغلون من بجوارهم تخففوا من الانشغال بالاجهزة وسائل التواصل والحديث مع الناس من قرب ومن بعد تخففوا في رحلة حجكم من اصطحاب الكاميرات والتقاط العدسات ارجوكم ولا يقولن قائل هي توثيق للحظة وثق حسناتك فانت اولى بها وثق في هذه الايام وادخر فيها جهدك فانت والله احوج اليه ربما فاتتك اللحظة التي يتسابق عليها المصورون. لكنك كنت فيها في خفية عن كل العيون مختليا بربك مقبلا عليه هذه والله التي تنجيك غدا لا تلتفت لما قد تحدثه اللقطة والصورة والتعليق من عدد المشاهدات والاعجابات والمتابعات والتعليقات ارجوكم هذا ليس مكانه في رحلة الحج تقوى الله ينقلك الى عالم اخر تتعامل فيه مع الخالق لا مع الخلق وتنصرف فيه بقلبك الى من خلقك ودبر امرك. ومن اقبلت اليه تقول بلسانك. لبيك اللهم لبيك. ثم تنصرف عن الى غيره لتكلم فلانا وتراسل فلانا وتخبر الخلق من حولك. من تقوى الله في الحج تعظيم الحرمات والشعائر كما تقدم من تقوى الله الذي قد يغيب معناه في الحج عن الحجيج حسن الخلق وتطهير النفس من الاخلاق الذميمة. في الحج قال الله فلا رفث ولا فسوق ولا جدال. وفي الحديث من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق. الرفث بمعناه العام هو كل ما يشمل الفحش واللغو ومن الكلام والفسق يشمل المعاصي كلها محظورات الاحرام وغيرها والجدال يشمل المخاصمة والمراء والمنازعة. قال اهل علم نهاك حتى عن الجدال وهو ادنى صور الانحياز الى النفس. مما ينبغي ان يتنزه عنه الحاج مع مراعاة تحقيق تقوى سياق الاية بديع لكنها حث على تهذيب الاخلاق واولى من يكون متحليا بالخلق الكريم الحاج لانه وافد وظيف قادم الى بيت الله. وربما وجد في رحلة حجه ما قد يضيق معه خلقه. وتنزعج اخلاقه فحذاري لا يستفزنك الشيطان فتدفع من دفعك وتضرب من ضربك. تحلى بالخلق الكريم. اولى الناس بحسن الخلق رفقتك في حجك وان كانت معك زوجتك واهل بيتك فالله الله تلك اعلى درجات تحقيق التقوى حسن الخلق مع من بصحبته من كبار سن ورفاق حملة ورفاق درب قادوك معه في احدة حجك الى بيت الله الحرام. تجملوا بجميل الصفات وكرم الاخلاق وتواضع وامانة. مع محبة الخير والاحسان الى الناس لطف مع رفقة الحاج كف الاذى والحذر من اذية المسلم في كل مواطن خصوصا في الزحام عند الطواف في المسعى عند رمي الجمرات في الطرقات بدفع او شتم او تضييق طريق او منع عبور او سخرية او استهزاء لما ازدحم الناس عند الجمرات قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس لا يقتل بعضكم بعضا. اذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخدف رأى صاحب المحجن يجر قصبه في النار لانه ذهب الى الحج لا ليحج ولكن ليسرق الحاج بمحجنه. فاذا ما فتن قال انما تعلق المحجن وان غفل عنه ذهب به كما صح في الحديث كل ذلك داخل في عداد تقوى الله. فاللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من اتقى خلقك لك يا ذا الجلال والاكرام املأ قلوبنا يا رب بتقواك وخشيتك ومحبتك ورضاك يا اكرم الاكرمين واجعلنا في حجنا هذا من اوفر العباد حظا بتقواك وتعظيم شعائرك وحرماتك يا اله العالمين. اللهم اكتب لنا ولجميع في حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا. اللهم امن عبادك الحجيج في انفسهم واموالهم واهليهم ومن خلفوا في ديارهم يا حي يا قيوم واجعله حجا امنا في يسر وطمأنينة وروحانية وسكينة وخشوع يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعلنا بعد حجنا خيرا مما كنا عليه قبل. وانت اكرم الاكرمين. امن علينا يا رب جميعا بتوبة نصوح وقل راضية وقلوب متعلقة بحبك واجلالك يا ذا الجلال والاكرام. الهنا ولا تجعله اخر العهد بحج بيتك الحرام والتردد عليه وتكرار العمرة والحج على الدوام. انت اكرم الاكرمين ورب العالمين واله الاولين والاخرين. اللهم توكلنا وبك اعتمدنا واليك فوظنا امرنا كله فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فاصلح لنا شأننا كله. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك حبيبنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين