شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذا مطلع دورة مقاصد الحج الشرعية ضمن سلسلة قراءات فقه الحج في ضوء النصوص والقواعد والمقاصد. هذه الدورة التي تقوم بها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مشكورة متمثلة في الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام هذه جرعة الحزمة من الموضوعات العلمية التي تقدم فقه هذا المنسك العظيم الذي يمثل ركنا من اركان الدين حج بيت الله الحرام. والذي نحن اليوم نقف على اعتابه. وجموع حجيج بيت الله الحرام اقبل الوافدة واشهر الحج قد انقضى شهرها الاول. ونحن في مطلع شهرها الثاني في اوائل ذي القعدة شهر الله الحرام. هذا الفقه فيما يتعلق بمنسك الحج. ذو ابواب متعددة. وفصول متفاوتة وجاءت هذه الدورة محاولة لاستيفاء جوانب فقه هذا الباب العظيم من شريعة الله عز وجل حج بيت الله الحرام. وبما اننا في رحاب بيت الله الحرام وقد غشتنا هذه الايام العظيمة وهذه الكريمة اشهر الحج فإن احدنا ولابد اما ان يكون حاجا هذا العام او حجا قبل او طالبا من طلاب العلم فهو لا يستغني بحال عن تفقهه عن تفقهه في هذا الباب العظيم من احكام حج بيت الله الحرام ايها الاخوة المباركون فيما يتعلق بهذه الدورة وبهذا الباب تحديدا مقاصد الحج الشرعية التي سنجلس فيها سويا واياكم كل يوم من ايام هذا الاسبوع ان شاء الله تعالى بعد صلاة المغرب الى العشاء سيكون الوقت منقسما في جزئه الاعظم الى ما يتعلق باستعراض المادة المخصصة لكل يوم نجعل في اخر لدرس قبيل الانام او بعده متسعا للتساؤلات والاجابة عنها. ماذا يعني مقاصد الحج الشرعية؟ وماذا سنتناول فيها في الايام الخمسة التي تبتدأ الليلة هو باختصار شديد ما سنعرضه في مقدمة اللقاء في هذا اليوم. مقاصد الحج يراد بها الحكم والاسرار. والغايات التي وضعتها الشريعة من وراء هذه العبادة العظيمة. اعني حج بيت الله الحرام اه نحن امة مسلمة تعبدنا الله عز وجل بتكاليف شرعية. هذه التكاليف صلاة وصيام وزكاة وحج وبر والدين صلة ارحام واحسان الى الجيران واداء للمظالم ووفاء الامانة الى اخر تلك العبادات الوان شتى نتقرب بها الى الله. والعبادات في شريعتنا ايها المسلمون تنقسم الى جانبين جزئين وشهرين احدهما ما يتعلق بهيئة العبادة الظاهرة المتمثلة فيما يؤديه العبد من اقوال واعمال والشطر الثاني هو جوهر العبادة. هو حقيقتها هو سرها هو لبها هو جوهرها. ولنضرب بذلك من فان الصوم عبادة. وحقيقته هيئته الظاهرة هو الامساك عن الطعام والشراب اجتماع وسائر المخدرات من طلوع الفجر الثاني وحتى غروب الشمس. من فعل ذلك فقد صام ومن نوى في الله عز وجل يوما من الايام حصلت له نيته فرضا كانت او نخلا. فمن امسك عن الطعام والشراب الاخر من الفجر الى الغروب اتى بالصيام في هيئته الظاهرة. فما حقيقة الصيام وما سره وما جوهره ان يعيش الصائم معنى التقوى لله. ويحقق في صيامه تهذيب الباطل. ولهذا قال ربكم سبحانه وتعالى ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم لعلكم تتقون. اذا يراد منا ونحن صائمون ان نحقق التقوى لله بصيامها. والمفترض في الصائم حين يصوم ان يتعلم معنى التقوى في صيامه. ولهذا شرح يطول ليس هذا محله الآن. لكن ماذا تفهم الآن من قوله عليه الصلاة والسلام كما في البخاري وغيره من لم يدع قول الزور والعمل به. فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه من صام ممسكا عن الطعام والشراب والجماع وباقي المفطرات لكنه وقع في قول الزور وفعل الزور. يقول عليه الصلاة والسلام فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. هل المقصود انه افطر يومه ذاك؟ ولا حاجة لان يكمل صومه كما هو هل قال احد من الفقهاء المعتبرين من المذاهب المتبعة ان ان شهادة الزور تجعل الصائم مفطرا عليه ان يقضي ذلك اليوم جمهور العلماء المحققين على عدم القول بذلك. فاين تذهب بالحديث؟ الحديث يشير الى معنى عظيم وهو ان الصائم حينما يقع في قول الزور وشهادة الزور مع كونه امسك عن الطعام والشراب والجماع وباقي المفطرات الا انه هتك حقيقة الصوم. هذا مثال عملي يا اخوة لعبادة ربما يقع فيها العبد ينفك عنده ظاهر العبادة وهيئتها عنه حقيقتها وجوهرها. عندما ينفك هذا الامر في عبادة العبد فانه يأتي امرا يذهب عليه روعة التعبد ولذته. ويذهب ايضا اثر العبادة في حياته. مرة اخرى ساقول ايها الكرام كل عبادة في الاسلام لها هيئتها الظاهرة واحكامها اركانها وشروط وواجبات وسنن ولها ايضا حقيقتها الباطنة لها جوهرها لها سرها هكذا ستأتي في كل العبادات. تعالوا الى الصلاة التي هي اعظم عباداتنا معشر المسلمين. ورأس اركان الاسلام وذروة سنامه هذه الصلاة التي هي اعظم الاركان في ديننا والتي نصليها كل يوم وليلة خمس مرات فرضا وجوبا سوى النوافل والمستحبات هذه الصلاة ينطبق عليها الكلام ذاته. فللصلاة هيئة ظاهرة تتمثل في الاركان القيام مع القدرة وتكبيرة الاحرام وقراءة الفاتحة والركوع والرفع منه والاعتدال والسجود على الاعضاء السبعة الى اخر الاركان. وهناك ايضا واجبات ان تقول سبحان ربي العظيم. سبحان ربي الاعلى. سمع الله لمن حمده. ربي اغفر لي. اركان واجبات سنن وشروط ومستحبات. كل ذلك فيما ندرسه في كتب الفقه هو هيئة الصلاة الظاهرة. هو العبادة التي يؤديها العبد لكن بازاء ذلك هناك سر في الصلاة هو روحها وحقيقتها ورقصتها ما هو الخشوع روح الصلاة خشوع المصلي فيها هنا ستفهم معي قوله عليه الصلاة والسلام ينصرف المصلي من صلاته ولم يكتب له الا نصفها الا ربعها الا ثلثها الا خمسها الا سدسها الا سبعها الا ثمنها الا تسعها الا عشرها قال وليس للمرء من صلاته الا ما لو ان احدنا صلى وفاته الخشوع واستحوذ عليه الشيطان لكنه صلى صلاة كبر من تكبيرة الاحرام الى التسليمتين سوف هيئة العبادة الظاهرة لكنه حجم الخشوع لسبب او لاخر. صلاته صحيحة ام باطلة؟ صلاته صحيحة اذا كدنا ان نصل الى ان نصف ما معنى مقصد العبادة؟ اذا هيئة العبادة الظاهرة هي الواجب على العبد ان يؤديها حتى حتى تبرأ ذمته ويؤدي الواجب عليه. وبايزاء ذلك هناك سر خلف كل عبادة هناك حقيقة وجوهر يريد الاسلام من العباد ان يصلوا الى تلك الجواهر والاسرار وتحقيق تلك الحقائق باداء هذه العبادات. اصطلح اهل العلم على تسميتها بمقاصد العبادات اذا المقاصد والعبادات الغايات التي نريد الوصول اليها من التعبد لله بهذه العبادات. الاسرار الحكم الحقائق التي يصل بها العبد من خلال هذه العبادة. فضربنا مثالا بمن صام ووقع في قول الزور الزوج والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ليس لله حاجة لانه فقد حقيقة الصيام. المصلي اذا فاته الخشوع ينصرف ليس له من صلاته الا ما عقل وربما قدر يسير منها. لكنه في النهاية برئت ذمته. ولن يقول احد من الفقهاء عليك ان تعيده صلاتك او تعيد صيامك لا. اذا اذا كانت العبادة تبرأ بها الذمة وتجزئ. فما فائدة المقاصد وما اهميتها؟ ولما الحديث عنها؟ فائدتها في وجوه شتى تتركز في عنصرين اثنين ايها عندما نحرص على تحقيق المقصد في العبادة نصيب هدفين كبيرين. ما هما؟ اولهما التلذذ بالعبادة الاستمتاع بها فرق كبير بين من يصلي ويحقق الخشوع في صلاة فهو يستمتع بالصلاة ولو القيام ولو اطال السجود ولو تفطرت قدماه كما فعل عليه الصلاة والسلام. لن يحس بتعب العبادة ولا مشقتها ولا نصبها بل هو يستمتع فيها. هكذا هو عندما يؤدي العبد عبادته محققا مقاصد العبادة فما الثمرة الثانية؟ الثمرة الثانية المتحققة هي حصول اثر العبادة في حياة العبد ان لله عز وجل حكما بالغة في تشريع العبادات. وما من عبادة يشرعها الله الا ولها اثرها في حياة العبد. في الصلاة يقول ربنا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. فاذا رأيتنا ورأيت بعضنا رغم صلاته الا انه لا يزال متساهلا في الحرام متهاونا مفرطا فاعلم ان الصلاة لم تؤدي اثرها في حياته والسبب انه لا يزال مقتصرا على الهيئة الظاهرة لو نظرت في صلاته هو مصلي لا يترك الصلاة ولا يقطعها لكنه فرق كبير يا اخوة بين من يصلي صلاته محافظا عليها مؤديا خشوعه فيها. فهو يجد اثر العبادة ويستمتع العبادة اثرها في حياته. فرق بين هذا وبين من يصلي يؤدي الصلاة. ركان وواجبات وشروطا وسنن. لكنه يفوته حقيقة العبادة وسرها وجوهرها. كل هذا مدخل لان نقول الحج هو كذلك عبادة عبادة له هيئته الظاهرة. ما هيأته الظاهرة اركانه وواجباته وسننه. الوقوف بعرفة ورمي الجمرات وحلق الشعر والطواف والسعي والاحرام. والمبيت بمنى طواف الوداع وسائر الاعمال في الحج المتوزعة بين اركان وواجبات وسنن وشروط الى اخر ما هنالك ازاء هذه الهيئة الظاهرة للعبادة في الحج. فهناك ايضا مقاصد للحج. الغايات التي وضعتها الشريعة للوصول بعبادة الحج الى تحقيق اسرار وغايات واهداف اذا حديثنا سيتناول الشطر الثاني وليس الاول. سيتناول مقاصد الحج الشرعية. المراد به يا اخوة هو كشف والبحث عن تلك المقاصد التي اراد الله عز وجل من عباده تحقيقها. كلما حجوا بيته الحرام. هذه ايه المقاصد مهمة لمن؟ من اجل ان يحقق الحج اثره في حياة الحجيج. ومن اجل ان يجد الحاج اثر الحج في من اجل ان يستمتع بحجه اذا حج كلما طاف وسعى ودعا ورمى وطاف وحلق وبات وهكذا ان يستمتع بعبادته في الحج. ان يجمع بين الحفاظ على الهيئة الظاهرة للعبادة وبين تحقيق مقاصد العبادة. ارجو يكون هذا مدخلا موضحا لما سنتناوله في الايام الخمسة التي سنعرض فيها مقاصد الحج. سنخصص كل يوم اعتبارا من الغد ان شاء الله في عرض مقصد او اثنين من المقاصد التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلقة بحج بيت بيت الله الحرام وقبل ذلك سنمهد الليلة بما بين ايديكم من المقدمات التي سنعرض فيها ما معنى مقاصد؟ وكيف نصل اليها ما طريقة الكشف عنها؟ وكيف يستطيع ان يقول انسان هذا من مقاصد الحج؟ وهذا ليس من مقاصده. هذا ما سنجعله في لقاء الليلة مستعرضين الممهدات نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين والمسلمات. مقاصد الحج الشرعية مقدمات. الحمد لله الذي شرع حج بيته الحرام وجعله خامس اركان الاسلام. والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وزكى وحج بيت الله الحرام وحدنا البيت وحج بيت الله الحرام نبينا محمد وعلى آله وعلى آل بيته وصحابته ائمة الاعلام ومن تبعهم واقتفى اثرهم باحسان وبعد. فان العناية باحكام العبادة الشرعية فقها ومقاصد من اعظم ما يعين على تمام ادائها واستشعار عظمتها وجلال اثرها في حياة العباد. والحج عباد والحج عبادة عظيمة وركن من اركان ديننا تحفه المهابة والجلال في مظهره احكام مناسكه وسائر متعلقاته واحكامه الفقهية ستر عظيم في دواوين الفقهاء وان من الخلل العلمي الاختصار على احكام الحج الفقهية دون مقاصدها. اذ ان لكل عبادة في الاسلام جانبين شرعيين مترادفين احدهما الاحكام الفقهية التي تضبط هيئة العبادة الظاهرة والاخرى مقاصدها وحكم التي تكتنفها وتحوي اسرارها وغاياتها. وكلا الجانبين تناولته النصوص الشرعية في ايضاح واف وبيان شاف فالاقتصار على احدهما دون الآخر خلل منهجي افضى الى خلل في الاداء وخلل في علاج كثير من مظاهر الخطأ والسلبية الواقعة في اداء الحجيج. والواقع ان جل العناية اليوم متجهة الى فقه الاحكام لعبادة الحج سواء في اوساط الحجيج او في اوساط التوجيه والارشاد والفتوى مع قصور بين في جانب مقاصد الحج. والمنهجية العلمية تقتضي استفاء تقرير الشريعة لاحكام العبادة بجوانبها كافة لتحقيق اعظم هدف واسمى مراد وهو ان يعبد الله كما اراد. نعم هذا يا اخوة نقرر فيه ان العناية التي ينصرف اليها اهل العلم وطلبته بل وحتى الحجيج عندما يقبلون على الحج هو الانهماء والاقتصار. على العناية بهيئة العبادة الظاهرة على مستوى التفقه والارشاد والتوجيه فترى الحاج اذا اقبل على الحج حرص جدا على ان يتعلم احكام الحج وهذا مهم. و اهتم كثيرا للتفقه في مناسك الحج وهذا مهم. وان يتعلم ما الركن وما الواجب وما السنة وما الشرط وما وما الذي يبطل الحج وكل هذا مهم. وترى اهل العلم ايضا يجتهدون في بيان هذه الاحكام للحجي. فتطبع الكتب يرشد الحجيج وتلقى الخطب وتوزع المطبوعات وتيسر بكل اللغات افهاما للحجيج وكل هذا مهم هذا مهم لكن الذي نلحظه بوضوح ايها الكرام كما سيزداد معنا خلال ايام الدورة بعون الله ان هذا ان هذا صاحبه صاحبه شيء من التقصير في بيان مقاصد الحي. فاذا اتفقنا اذا اتفقنا ان تشتمل على هيئة ظاهرة ومقصد باطن فانه من الخلل ان يقتصر على احدهما دون الاخر. بل وترى ايضا كما سيأتي ايضاحه ان امرا عظيما يذكره الله ودعونا نضرب مثالا والحديث ات اليه. الله عز وجل لما امر الخليل ابراهيم عليه السلام ببناء الكعبة ماذا قال؟ قال واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا. وطهر بيتي للطائفين والقائمين من ركع السجود ثم امره بالاذان في الحج فقال واذن في الناس بحجي يأتوك رجالا يعني يمشون على ارجلهم على كل ضامر يعني يأتون راكبين النوق والدواب التي توصلهم. وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق اذا امر الله ابراهيم الخليل عليه السلام بان يؤذن في الحج. وهذا الاذان في الحج من اجل ماذا؟ من اجل ان يأتي الناس رجالا وركبانا ماذا قال الله؟ تأمل في السياق. قال يأتوك يأتينا واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ثم ذكر بعد لام التعليل ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات. ركز معي الان هذا احد مقاصد الحج وسيأتي بيانها بتفصيل ذكر اسم الله اعادة واحياء ذكر الله في الحج مطلب شرعي مقصد من المقاصد. ان يحج الحال فيمتلئ قلبه وروحه ولسانه في الحج امتلاء عظيما بذكر الله. وجاءت نصوص كثيرة سيأتي شرحها في او انها ان شاء الله. الان ابحث في كلام الفقهاء. هل تجد احدا منهم يقول ان من اركان الحج ذكر الله؟ لا. ولا من واجباته ولا يذكرونه. لم؟ هل هي غفلة فقهية؟ لا لكن الفقهاء لما تكلموا عن الاحكام التي يتعلق بها الحي ذكروا الركن الذي لا يصح الحج الا به والواجب الذي يجبر بدم اذا ترك والسنة التي لا يلزم بفواتها شيء ولا اختلال وهكذا. فاينما اين هم عن قضية ذكر هذا المقصد؟ الجواب ان تحقيق المقصد يأتي مصاحبا لكل فعل من افعال الحج. يأتي مصاحبا لكل ركن للوقوف بعرفة للمبيت بمنى لرمي الجمرات للطواف للسعي للدعاء الحاج في كل ذلك عليه ان يعيش معنى ذكر الله وعليه ان يملأ افعال حجه اركانا وواجبات وشروطا وسننا ان يملأه بذكر الله. فلهذا لا يذكرونه ليس لانهم غفلوا عنه بل لان القضية اعظم من ان تقول هي ركن. هي روح الحج. ان تتصور انه سيقول لك اركان الحج كذا وشروطه كذا ثم يغفل رح الحج التي هي ذكر الله. وتظن انه غفل. لا. تماما كما يفعل الفقهاء في الصلاة. ما يذكرون الخشوع في اركان الصلاة يذكرون الطمأنينة التي تعين على الخشوع. واما الحقيقة والجوهر فما يذكرونها لا في الاركان ولا في الواجبات. ليس فقط غفلة بل لان الخشوع ينبغي ان يصحب المصلي منذ تكبيرة الاحرام الى ان يسلم في نهاية الصلاة. وبالتالي فليس ركنا مستقلا ولا عبادة تؤدى هو روح يعيشها المصلي. كذلك الحج في ذكر الله روح يعيشها الحال. فانت تلحظ الان ماذا؟ انه لما غاب هذا المقصد وغابت المقاصد عن ذكر الفقهاء لها في كتب الفقه وقع الحجيج في بعض الاشكالات منها ان الظن ان الحج من اوله الى اخره وفقط ان تقتصر على الهيئة الظاهرة شيئا عظيما يتعب ويؤدي الاركان والواجبات والشروط والسنن ويخاف مما يفسد حجه ويحاول جاهدا على ان يأتي بالعبادة قدر المستطاع بكامل هيئتها الظاهرة. لكنه في الوقت نفسه ربما حج ومنذ ان احرم الى ان تحلل من احرامه ما ذكر الله الا قليلا الحج الذي جعل من اجل اقامة ذكر الله غاب عنه هذا المقصد لما غابت الرؤية الواضحة. يقول عليه الصلاة والسلام انما جعل الحج انما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله. فينص عليه الصلاة والسلام ان هذا مقصد. وترى الحاج يقضي ايامه بمنى بين مبيت ورمي جمرات وبين انتقال وذهاب ومجيء وايضا ينشق بامور كثيرة اقلها ذكر الله الذي كان ينبغي ان يكون اكثرها وضوحا في حياته ايام حجه. مرة اخرى سنقول عناية الفقهاء والخطباء والعلماء ليس خللا انما الخلل هو الاقتصار عليه. فهي دعوة اذا الى اعادة ابراز مقاصد الحج لانها روحه. لانها سره لانها فالمتفقه لاحكام الحج عليه ان ينظر الى امرين الهيئة الظاهرة وما يقيم به حجه وما يصح به النسك لان عندما يفسد حجه ونسكه وفي الوقت ذاته عليه ان يرعى تماما. مقاصد الحج حتى يحرص على استحضارها. على قصدها على استجماعها اثناء حجه منذ ان يحرم وحتى ينهي اعمال النسك. نعم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم