شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غساء الاحوال. احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وحبيب رب العالمين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون فهذا بعون الله وتوفيقه هو ثالث مجالس الحديث عن مقاصد الحج الشرعي. تقدم بكم في المجلس الاول قبل البارحة. الحديث عن المقدمات التي تناولت تعريفها واهميتها والتمثيل لها وبيان مكانتها وطرق الوصول اليها. حديثنا البارحة كان عن اول مقاصد الحج وامها واساسها واكبرها الحديث عن مقصد تحقيق التوحيد لله سبحانه وتعالى. واخلاص العبادة انه جل في علاه قبل ان نشرع في المقصد الثاني في درس الليلة يهمنا ان نذكر بما مضى في مجلس البارحة للحديث عن مقصد التوحيد واخلاص العبادة لله. فان هذا هو اعظم المقاصد. وهو الغاية الكبرى التي من اجلها خلقت الخليقة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. بل ما ارسل الله تعالى الرسل عليهم السلام. ولا انزل الكتب ولا شرعت الشرائع ولا انقسمت البشرية الى فريقين ومعسكرين هو الذي خلقكم فمنكم مؤمن ومنكم كن كافر الا من اجل هذه القضية العظمى التي هي توحيد الله سبحانه وتعالى. من اجل ذلك تبين في مجلس البارحة ان التوحيد بخطواته المتعددة ومناسكها التي يخطو فيها الحاج بدءا من الاحرام وانتهاء اخر واجبات الحج هو يعزز ويؤسس لقضية التوحيد لله الذي من اجله بني هذا البيت العتيق يأتي الحجيج قاصدين بيت الله الحرام ينهبون من معنى التوحيد لله ويوسسون في قلوبهم قضية الاخلاص في العبادة لربهم هذه المسألة اخذت مكانها الوافر في عبادة الحج. كما ان التوحيد قضية متكررة في كل عبادة لله بل كل حياتنا مبنية على هذه القضية الكبرى. لكن الحج لما كان ركنا عظيما وعبادة جليلة انه اشتمل في عباداته المتنوعة بين اركان وواجبات وشروط وسنن اشتمل بوضوح على تحقيق هذا المعنى وعلى تأكيد هذه القضية في نفوس الحجيج. اذا يراد للحجيج ايها المسلمون. يراد لهم اذ يحجون بيت الله الحرام حرام كل عام ان يتعلموا هذا المعنى وان يؤسسوه في نفوسهم وان يحيوه في حياته وان يعودوا الى بلدانهم وقد بنوا صروح التوحيد صريحة جلية صافية نقية. وقد طهروا العقائد والافكار القلوب والابدان من كل ما يلوث صفاء التوحيد. او يخدشه او يؤثر فيه او ينقصه. هذا المعنى تقدم بكم البارحة انه يبتدأ من التلبية التي يهيل بها المحرم بابتداء النسك ولا يزال معه خطوة الخطوة الطواف وركعتاه السعي الوقوف بعرفة فهو ذكره ذكر الحاج ايام التشريق بمنى الذبح الحل. وكل الواجبات والاركان يؤدي الى هذا المعنى العظيم الذي هو تحقيق التوحيد لله سبحانه وتعالى. ومن هنا نقولها بملئ الافواه ما يليق بحال اكرمه الله موفدة واتى به الى بيته الحرام واشهده هذه المشاعر العظام ما يليق به ان يعود من حجه ولا تزال عنده بقية باقية وهذا ان حصل فاما بقصور في التصور او خطأ في التطبيق وواجبنا العودة بالامة نحو هذا المعنى الصافي العقيدة التي ارادها الله تعالى بالعبادة. كيف نقبل ان يحج حاج بيت الله الحرام جاء وطاف وساعة؟ ووقف في عرفة وداع وتضرع وبذل المال وهو مؤمل تماما ان يكون الله قد قبل حجه ثم لا يزال في قلبه امور كثيرة منصوبة تناقض التوحيد هذا معنى لا يمكن ان نفهمه. وقد جاء وحج بيت الله الحرام. ولا يزال يتردد على ابواب السحر والكهان ولا يزال قلبه معلق هناك بتلك الاضرحة معتقد ان بعض البشر من الاولياء او الانبياء والصالحين يملكون ضرة نفعا للخلق فيتجه اليهم بقصد ورغبته ومولاه. وجعلهم وسائق بينه وبين الله. ويظن انه لن يصل الى الله من طريقه وان من بركاته ايصال حاجته الى الله. هذا فهم سقيم وعقيدة معوجة يأباها التوحيد الذي من اجله جئنا نحج بيت الله الحرام. كيف نقبل من حاج يا اخوة حج وذرف الدموع واقبل على الله ثم لا يزال قلبه معلق بغير الله تلتمس اثر التمائم لا تزال معلقة في عنقه والخيوط في يديه ولا يزال يتخذ الحجب ويأتي الى اولئك يتمتمون له بعبارات ويدفع لهم قليلا او كثيرا من الاموال. لا يزال يظن ان فلانا عنده رقية. من كلام الجن وشعوذته وظلامه يستطيع ان يعيد به قلب زوجته نوع الحب والوعاء. فيلتمس سحر صنف او سحر عطف ويتخذ شيئا من الاساليب التي تدلك انه حقيقة ما عقل معنى التوحيد لله. عندما نعيد هذا المعنى في مقاصد الحج ويظهر جليا. فنقول للحاج قبل ان وقبل ان تلبي وقبل ان تقف بعرفة وقبل ان تفعل وتفعل وتفعل اعلم رعاك الله انه ينبغي ان تقيم في قلبك معنى التوحيد لله. جئت تقصد بيته فاخرج من قلبك كل ما سواه. جئت تطلبه فلا تجعل معه في قلبك احد سواه وهذه الوصية الصريحة التي قالها عليه الصلاة والسلام لابن عباس ذات يوم قال اذا سألنا فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله فلا نقبل بعد ذلك ان يقول مسلم اني اسأل الله لك اني اتوسل بجاه فلان وفلان. ما ولكننا نناقض ما قبلها ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين هذه القضية بوضوحها جاءت منصوصة في كتاب الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي قضية نعيشها مدى الحياة يأتي الحج فيؤكدها يعززها ينميها. ونحتاج من الحجيج ان يعودوا بهذا المعنى في صفاء العقيدة ولقاء التوحيد. والله يا اخوة لو ان كل الملايين التي جاءت تحج غسلت قلوبها وعقائدها وافكارها بماء التوحيد. وجاء وتعلقت برب العبيد ثم رجعت الى ديارها واهليها واوطانها تحمل هذا النور فوجدت امة الاسلام على احسن حال ولكان الحج في كل عام كفيلا بان يغسل هذه القلوب وان يصفي هذه النفوس وان يعيد تلك العقائد في انقى ما يكون وقد شاؤوا هو حج بيت الله الحرام. هذه المقاصد من اجلها عنينا بالحديث عنها لتجليتها وابرازها. وايضاح مواضعها في الحج ومناسكه واحدا تلو الاخر. المقصد الثاني الذي سنتناوله في درس الليلة هو رديف المقصد الاول ومكمله مقصد الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. اقول هو المكمل للاول انكم تعلمون جميعا ان قبول العمل عند الله متوقف على ركني اثنين اولهما اخلاص العبادة لله وهو الذي تقدم الحديث عنه وثانيهما هو الطاعة والاتباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فلا يقبل الله تعالى من العمل الا ما كان خالصا لوجهه وعلى طريقة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ومهما اجتهد العباد في عبادات يتقربون بها الى الله يخطئون فيها احد هذين الاثنين فليس لهم من عمله الا التعب والنصب العذاب لن يجد العمل محله من القبول عند الله حتى يحقق فيه هذا المعنى. لان الله لما خلق جنته يا اهل الايمان ثم حصلت قصة ادم وابليس واهبط الجميع الى الارض. قال الله تعالى فاما يأتينكم مني هدى من اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. رجعنا ولنا مساكن اولى هناك في الجنان. التي فيها ابونا ادم وامنا حواء وحتى نعود الى مساكننا الاولى علينا ان نعرف الطريق. وهذا الطريق انما دلنا عليه الانبياء والرسل عليهم السلام. وجعل الله لكل امة نبيا يدلهم على طريق الجنة. فهو يقول لهم وهو يشرع الشرائع ويحل الحلال ويحرم الحرام. يقول لهم يا قوم طريق الجنة من هنا. ودعوا هذا واتركوا ذاك واياكم والالتفات يمنة ويسرة فانها تبعدكم عن طريق الجنة. هذه وظيفة الانبياء والرسل. دلالة العباد على مرضاة الله تقود الى جنته التي تعود بنا الى المساكن الاولى في الجنان ومن غير ذلك سنتيه. وان هذا صراطي مستقيما بيعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. فحتى يسلم لاحدنا طريقه الذي يسلكه الى الله فليس له الا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحتى تتبين هذه القضية فها انا ذاب. اقدم بمقدمات اربع لهذا المقصد الكبير الطاعة والاتباع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. اول هذه المقدمة الذي ذكرته الان ان هذا الاصل العظيم ركن ركين في قبول العمل. ولن يقبل الله العمل مهما اخلص صاحبه وصدقت فيه نيته الا ان يكون على ضوء من سنن النبوة وعلى طريق من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام بالله عليكم ماذا لو جاء متعبد يحترق شوقا الى الاجر والثواب فاراد ان يصلي صلاة سادسة قال صليت الخمس واكملتها لكن روحي ما شبعت واطمع في مزيد فضل وعطاء فجاء يزيد صلاته اي يقبل او صلى صلاة من الصلوات المفروضة فازال فاراد ان يزيد فيها ركعة. او يزيد فيها سجدة. هذا كله لم يشرع ولن يعبد الله بهذا مهما حمل صاحبه في قلبه من صدق النية في التقرب الى الله وانه لا يريد الا الثواب من الله ولا يريد الا الاجر عند الله. اذا النية وحدها ليست عذرا في قبول اي عمل يقول صاحبه ما اريد الا وجه الله. النية وحدها ليست عذرا ولن يقبل بها العمل حتى يكون مع صدق النية هذا في الاخلاص تمام الطاعة والاتباع لسنة رسول الله لا صلى الله عليه وسلم يقول ربكم سبحانه وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا واضحة ولا يشرك بعبادة ربه احد. فاشتملت الاية على الشرطين والركنين معي. ولا يشرك بعبادة ربه احد هذا التوحيد والاخلاص فليعمل عملا صالحا العمل الصالح ما وافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل سبحانه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. فمن احسننا عملا لن نقول اكثرنا عملا لم يقل ليبلوكم ايكم اكثر عملا قال احسن قال الفضيل اخلصه واصوبه اكثره اخلاصا واكثره صوابا والصواب ما كان على طريق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا هذا اصل عظيم وقضية كبرى. الحديث عنها توأم للحديث عن قضية الاخلاص والتوحيد. ومكمل ولم حديث عن الاخلاص بمعزل عن طاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام فهدان مكملان لا ينبغي انفكاكهما بحال ابدا. المقدمة الثانية تقول اذا كان الله قد خلقنا لعبادته. فكيف نعبده؟ اذا كان الله خلقنا لعبادته فكيف نعبده؟ لن نعبد الله الا بما شرع الله وشريعة الله جاء بها رسل الله عليهم السلام. اذا هذه اساس وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. خلقك الله. هب انك خلقت في صحراء لا اب ولا ام ولا انس ولا جان. قيل لتهيأ اعبد الله. سيبقى السؤال كيف اعبده؟ ماذا يريد مني ربي حتى اعبد ما خلقنا الله سدى ولا اهملنا ولا تركنا عبثا. لكن ارسل الينا الرسل وانزل عليهم الكتب ودل على طريق عبادته. اذا افهم لن يتحقق لك عبد الله ان تعبد الله الا بشريعة الله التي جاء بها رسول الله فتمت المسألة والمعادلة واضحة. اذا هذه هذه نقطة جلية انه انما يتحقق عند هدف الخلق الاكبر وهو العبودية بهذا الاصل العظيم. ثم جعل الله عز وجل هذا المعنى جليا. وقال وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. الغاية وهذا اسلوب حصر. ان الله جعل مهمة الرسل منحصرة في تحقيق هذا الهدف الا ليطاع باذن الله. بل جعل الله عز وجل طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام محققة لطاعته. من يطع الرسول فقد اطاع الله. هذا باختصار هذا هو المنهج الذي يعيشه اهل الاسلام كل هذه المقدرات يا اخوة ليتبين لنا اهمية هذا المقصد الذي نحن بصدد الحديث عنه. والذي نريد ابرازه في الحج كيف جاء عندما نعيش قضية كبرى في عقائدنا فاعلم انه لا يمكن ان يخلو منها ركن عظيم كالحج. بل هو اعظم ما يتوجه الى بنائه واعلائه ورفع رايته واحيائه في نفوس الحجيج كل عام. فلا يعبد الله الا من طريق رسول عليه الصلاة والسلام هذه هذه المعادلة اوجزها النبي عليه الصلاة والسلام لما جمع اصحابه يقول العربان وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذات يوم كانها موعظة مودع. قال وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقالوا لما ظنوا انها وصية وداع. لاحظ وصية الوداع عادة تشتمل على المهمات. على القظايا الكبرى التي اذا بها كفتك عن الفرعيات ودلتك عليها. قالوا كأنها موعظة مودع يا رسول الله فأوصنا. لما اوصاهم قال لهم بوضوح هم اما سنة واما بدعة. قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. عضوا بالنواجز واياكم ومحدثات الامور. خلاص اما سنة واتباع لهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام هذه وصيته ان اردتم وصية حبيبكم عليه الصلاة والسلام. اوصى بها الصحابة وليس الصحابة فقط. اوصى بها الامة من بعدهم الى يوم القيامة. وحذر من الطريق الثاني كأنه يقول انك ان لم تضع طريقها ان لم تضع خطواتك وقدميك على طريق السنة فاعلم انك قد عرفت الى بدعة وان لم تعلم انها بدعة. وان لم ترضى لنفسك انك واقع في بدعة. قال واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة. المقدمة الثالثة اذا فهمت الذي سبق تبين لك انهما طريقان الى ثالث لهما. فاما سنة اتباع واما هوى وارتداع اجارك الله. هما طريقان لا ثالث لهما اما السنة والهدي واما الانحراف واتباع الهوى. في اية في جملة من كلمتين اثنتين. قال الله عز وجل لنبيه عليه عليه الصلاة والسلام فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهوائهم ما في طريق ثالث يا اخوة كل قضية في حياتي هذا ميزان والله. ان لم تجد نفسك متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ان ما يتبعون اهوائهم فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اتبعهم مع الهوى فقد هوى. متبع الهوى يهوى. يهوي خلاص في غواية والعياذ بالله. هذا الميزان هذا نحن بحاجة ان نبرزه لنعلم ان حياتنا عباداتنا وسلوكنا في الحياة ان لم يكن على هدي واضح من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا داعي للتعب والنصب والاجتهاد ولا داعي للتبرير والتسويق والتماس الاعذار هي مسألة واتباع او هور وابتداع. والله عز وجل قد قال في الميزان الذي سيحاسب عليه الخلق يوم القيامة. فاما من طغى واثر حياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى. هذا صنف والاخر واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. جعل النهي عن الهوى طريقا يقوم الى الجنة. وجعل مقابله الجحيم والعياذ بالله. ووصف اصحابه بالطغية فاما من طغى واثر الحياة الدنيا. اذا من فارق السنة فقد طغى. ومن عدل عن الهدي النبوي فقد اثر الحياة الدنيا هذا ميزان يحتاج ان نفهم منه صفة العبادات التي نؤدي يا احبة اذكارنا قراءاتنا عبادات ان وضوؤنا صلاتنا دعاؤنا وسائر العبادات ثم كل مناحي الحياة ان لم نوقعها على ميزان الهدي النبوي فهو هوى وابتداع وابتعاد وطغيان وايثار في الحياة الدنيا. المقدمة الرابعة ولعلي اطيل النفس فيها شيئا ما منهج القدوات في هذا الباب سلف الامة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وسلك بنا سبيلهم. هذا المنهج منهج القدوات كان قائما على الاتباع التام. والاقتداء الكامل والطاعة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله يا اخوة مهما تصفحنا التاريخ فانا نجد هذا الجيل يعلمنا بمواقفه المتعددة التي كانت على مستوى والفرد والامة يعلمنا هذا المعنى في انقياد النفوس. واقبال القلوب ووضعها بين يدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم صدق الايمان في قلوبهم فانقادت وعظم هذا المعنى في نفوسهم فسلموا تماما وجعلوا سنة جعلوا السنة طريقا واضحا. ومنهاجا بينا ومنارة يقصدونها وراية يفيئون اليها. حتى صلوا لاهل السنة. فالسنة اصبحت شعارا واصبحت راية يفيء اليها اهل الاسلام. ويعتبرون منهجهم قائما على اقتداء سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا المنهج في حياة السلف علموا انه منهج حياة فتربوا عليه. وربوا ناشئتهم عليه وجعلوا هذا معنى لا ينفك عنه شأن من شئون الحياة في حياتهم. لا في طعام وشراب ولا في منام موسيقار ولا في دخول وخروج لما هزأ اليهودي ذات يوم فجاء لسلمان الفارسي وقال تزعمون ان نبيكم قد علمكم كل شيء حتى قالها سخرية يعني حتى قضاء الحاجة في الحمام اكرمكم الله فقال بلغة المؤمن المعتز المفتخر بدينه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال على الفور نعم. نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستقبل القبلة ونهانا ان نستنجي باقل من ثلاثة احجار. وان نستنجي برجيع او عون. هذه العزة الممتلئة فخرا الانتساب الى السنة والعلم الكامل بمواضع السنن في الحياة هو ما نحتاجه لاحيائة اليوم. نحن امة تفتخر الى نبيه عليه الصلاة والسلام. نحن امة تحب نبيها والله صلى الله عليه وسلم. هذا الحب ينبغي ان يترجم يا كرام الى حياة تمتلي بتطبيق السنن في الحياة. عندما نقصر مدى العام. وعندما نفرط في كثير من السنن. وعندما تشغلنا وتلهينا الايام وتطغى علينا العادات والاعراف والتقاليد يأتي الحج. فيعلمنا كيف السنة اولا وليس شيئا ثانيا في الحياة. نعم. يأتي الحج فيعلمنا ان ندع العادات وما الفناه وما تعودنا عليه لنقدم السنن فيكون درسا في مدرسة الحج ذات الخمسة ايام او ستة ايام او سبعة يعلمنا الحل كيف ننقاد للسنن في خمسة ايام نعيش حياة كان يعيشها اسلافنا على الدوام طيلة العام. كانت حياتهم هكذا في هذا الطريق الواضح حيثما وجدوا موضعا للسنة اتبعوا. وعندما يكتشفون ان موقفا ما في الحياة يخالف السنن يتركوه على الفور هو الحال هذا كان عندهم لا فرق فيه بين صغير وكبير. قوم والله يا اخوة افرغوا هوى قلوبهم في اناء محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اقول حتى الهوى والاذواق تنازلوا عنها. حتى مذاق الطعام واللباس وما تهواه من واستنازلوا عنه. يسأل ابن عمر رضي الله عنهما رأيتك تصبغ بالصفرة. يعني يستخدم لصبغ ثيابه ثم الصفرة من الزعفران او صبغة اللحية والشعر. فما عنده جواب الا ان يقول باني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبر بها فانا احب ان اصبغ بها. يقول له السائل ورأيتك تلبس النعال السبطية. التي تصنع من شعر الغنم او البقر من جلود البقر والغنم وليس عليها شعر او عليها شعر. فقال لاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها فانا احب ان اجلسها يقول له السائل ولست اراك تستلم من البيت الا هذين الركنين يعني الركن اليماني والحجر الاسود عندما رآه يطوف رأى انه لا يمسح ولا يستلم بيديه الا الركن اليماني والحجر الاسود دون الركنين الاخرين. فقال ان افعل فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليهما ويقول انهما يحطان الخطايا. ارأيت انه منهج؟ الرجل اذا لبس كانت استعمل شيئا في هيئته او في عبادته؟ الجواب عنده في كل شيء يسأل عنه ما هو؟ هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه والله يا اخوة وصلوا بهذا الايمان الصادق لاتباع عجيب. ومنهجية واضحة في الحياة. سؤالي هو هل املك وتملك انت في حياتك شيئا ما تستطيع ان تقول بجواب يملؤه الفخر اذا سئلت عن شيء لماذا تفعل هذا او ذاك؟ اذا سألك ابنك او ابنته او صديقه فليس عندك جواب الا ان تقول هكذا تعلمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فانت تفعل الا في حياتك هذا النوع من التطبيقات. واستشعر واستكثر من جمع هذه الشهادات. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. يحببكم الله. فتاة فطاعة واتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام شهادة تثبت ان انك تحب الله. فاذا كنت تحب الله صدقا فاستكثر من جمع هذه الشهادات. فاذا جاء يوم القيامة وعرض المحبون لربهم شهادات الحب اخرج ما تشاء من شهادات الحب التي تثبت بها انك تحب ربك. ولا تستطيع ان تفعل ذلك الا اذا كان من شواهد الصدق في هذه المحبة ما يعلم الله انك اتبعت فيه نبيك عليه الصلاة والسلام. هذا ابن عمر الذي ضربنا به مثالا عاش حياة عجيبة يا اخوة. يروي لنا حديث ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلة او ليلتين الا ووصية مكتوبة عنده. ومعنى الحديث باجمال ان من كان عنده من المال ما يستحق ان تكتب فيه الوصية فليس له حق ان تمر عليه ليلة او اثنتان الا وقد كتب وصيته اثباتا للحقوق وايفاء لها وابراء للذمم. قال ابن عمر رضي الله عنه فوالله ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك الا ووصيتي مكتوبة عندي. هل عاش ابن عمر بعده عليه الصلاة والسلام شهر او شهرين سنة او سنتين سنوات عقوبة لما يقسم فيقول ما مرت علي ليلة الا ووصيتي مكتوبة عندي. تخيل معي كم مرة احتاج ان يكشف ويمسح ويعدل لكنه التزم لما سمع خلاص انتهت القضية في حياته. هذا الاتباع العجيب من ابن عمر هو الذي جعل مولاه نافع كما قال الذهبي في السير يقول لو رأيت الى ابن عمر في شدة اتباعه واقتفائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون لقولت هذا مجنون. مجنون السنة جميل هذا. ان يكون قد جن قلبه بحب السنة والتعلق بها هذا الوصف لو جئت لم يكن لعمر وحده قد يكون اكثر وضوحا وبروزا. ماذا تقول في حديث ابي هريرة رضي الله عنه؟ يقول ثلاث اوصاف بهن خليلي صلى الله عليه وسلم وذكرها صيام ثلاثة ايام من كل شهر وركعتي الضحى وان اوتر قبل ان انام. يقول فانا لا ادعهن انت امرت؟ ارأيت؟ انهم كانوا يجعلون مسألة الطاعة والاتباع شيئا لا كلام فيه في حياتهم. علي رضي الله طبعا ما يروي حديث الذكر قبل المنام. لما التمست فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها. لما التمست خادما من السبي قال لها النبي عليه الصلاة والسلام ووعدها ان يأتيه في دارهم فأتاها ذات ليلة هي وزوجها علي رضي الله عنهما في الفراش قد تهيج فقال لهما الا ادلكما على خير من خادم؟ ثم ذكر لهما انهما يسبحان الله ثلاثا وثلاثين ويحمدانه ثلاثا ويكبران الله اربعا وثلاثين. قال فذلك خير لكما من خادم. قال علي رضي الله عنهما فما تركتها منذ سمعتها رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال له الراوي ولا ليلة صفيه؟ ليلة اللقاء والفتنة التي حصلت بين الصحابة والتي كانت اعظم ما وقع في تاريخهم على الاطلاق فقال له السائل متثبتا حتى تلك الليلة التي تطير فيها العقول وتدهش فيها الاحلام وينسى كل انسان اموره في الحياة قال ولا ليلة صفيه؟ قال علي رضي الله عنه ولا ليلة صفين. هذه النفوس التي اقول لكم لما امتلأت حبا وايمانا صادقا جعلت الطاعة والاتباع ميزانا عندها في الحياة. يحضر انس رضي الله عنه طعاما صنعه خياط لرسول الله عليه الصلاة والسلام فرآه يتلقط ويتتبع الدبان من حول الصحفة. الدبان القرع المعروف. قال انس فوالله ما زلت احب الدباء من اما قلت لكم شيء عجيب حتى هوى الانسان الشخصي ومذاق طعم فمه الذي يختلف فيه انسان عن انسان استطاعوا ان يقلبوه في اناء محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اخذ النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم بيد جابر. يضيفه عنده في فدخل فسأل عائشة ام المؤمنين هل عندكم من طعام؟ قالت لا الا الخل يا رسول الله. بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام ما فيه طعام يأتي الضيف وما في شيء يضيفونه في البيت. هذا بيت اعظم انسان على ربه صلى الله عليه وسلم. قالت لا الا الخل يا رسول الله. قال فنعم الامام الخالق. قال جابر فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لن ينتهي الحل اذا ما جئنا نستعرض مواقف تلك المواقف في شيء عجيب في حياته. يا اخي يصلون جماعة في قباء. ويأتيهم فيقول القائل ان النبي عليه الصلاة والسلام قد انزل عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوه. قال فاستداروا وهم في الصلاة وهم في الصلاة ما انتظروا ما تأخروا ما قالوا من الصلاة التالية سنفعل. كل ما سنقول ويقال ما تجدونه في اخبار الصحابة رضي الله عنهم هو شاهد عظيم لمعنى طاعة وتمام الاتباع والانقياد لرسول الله عليه الصلاة والسلام والله ما يتقدمون ولا يتأخرون. هذا المعنى الكبير هذه الشواهد المتعددة التي التي سيطول المقام جئنا نتتبع آحادها تقول لنا بوضوح ان القضية قضية حياة ومنهج اسلام. ان تكون القلوب المسلمة التي تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤمن وتسلم قولا وعملا. ويكون تطبيقها في الحياة شاهدا صادقا ان لا شيء عند الامة مقدم على سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام نقطة وينتهي كل شيء عندما نتحول هذا المعنى الى سلوك في الحياة فلتبشر امة الاسلام والله بكل خير. لا سؤدد ولا عز ولا سيادة ولا مجد للامة الا بالعودة الصادقة الى المنهج النبوي. الى اقتفاء هذا الهدي الكريم الذي اراده الله لامة الاسلام. وعنده ينتقبون العز والنصر والمجد والسؤدد للامة اذا احسنت سلوك طريق الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم