شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا نحمد ربنا بما هو اهل له ونثني عليه سبحانه وتعالى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة المباركون فهذا هو رابع مجالسنا في الحديث عن مقاصد الحج الشرعي. وهذا المجلس نتناول فيه بعون الله تتمة المناصب التي دلت عليها النصوص الشرعية فيما يتعلق بدخول حج بيت الله الحرام. تقدم بكم في المجلسين السابقين الحديث عن مقصدين كبيرين من مقاصد الحج. وهما ركنان كثيران في عباداتنا معشر المسلمين. اخلاص التوحيد لله وصدق الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وها نحن نكمل الليلة بعون الله وتوفيقه مقصدين اخرين في هذا المجلس ان شاء الله تعالى. الا وهو الحديث عن مقصد تحقيق تقوى الله ومقصد الاكثار من ذكر الله هذا المجلس الرابع الذي يتم فيه حديثنا عن المقاصد هو تكملة لما سبق الحديث عنه. ولسنا في حاجة الى اعادة القول فيما مضى بكم اهمية المقاصد حاجتنا الى الكشف عنها ومراعاتها اثناء اداء عبادات لانها تمثل شهر العبادة المكمل لهيئاتها من اركان وواجبات وشروط وسنن. ايها الاحبة الكرام مقصدنا الثالث في مقاصد الحج الشرعية هو اقامة ذكر الله تعالى. وذكر الله تعالى عبادة يؤديها القلب بالتواطؤ مع اللسان. ذكر الله ان يجري المسلم على لسانه ذكر ربه سبحانه وتعالى. وكما قلت ذكرا باللسان متواطئا مع ما يقوم بالقلب من معنى هذا الذكر سواء كان هذا الذكر تعظيما لله او ثناء عليه وشكرا وحمدا لنعمه او كان استغفارا وتوبة وانكسارا. كل ذلك من جليل العبادات التي شرعها الله لعباده ان يذكروه سبحانه وتعالى. هذا اللون من العبادات الذي هو ذكر الله هو عبادة وحدها مستقلة بذاتها. لكنها جاءت للحج مرتبطة به اوثق ارتباط. كما سيتبين معنا الان وهذه العبادة الجليلة هي ذكر الله عبادة من اجل العبادات واشرفها. ولهذا ارتبطت عظيمة مثل حج بيت الله الحرام. للحديث عن موقع ذكر الله في مقاصد الحج ايضا سنقدم بمقدمات خمس. المقدمات الخمس التي سنسردها الآن كلها تدور حول سؤال واحد. لماذا ذكره الله ما اهميته وما مكانته في شريعة الله؟ حديثنا عن ذكر الله تعالى حديث عن قضية استحوذ على نصيب وافر من نصوص الكتاب والسنة. نعم قضية متعددة وجاءت ايضا بالوان المختلفة في الحث وندب العباد وتشجيعهم وذكر الفضائل واغرائهم وما الى ذلك. اول هذه مقدمات ان ذكر الله تعالى جماع شرائع الاسلام. وهذه جملة تختصر لك الكلام. ان ذكر الله سبحانه وتعالى جماع شرائع الاسلام. ليس هذا وصفا يقوله خطيب او عالم او داعية لكنه جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبدالله بن مسلم رضي الله عنه لما جاء رجل فقال يا رسول الله لاحظ معي الان السؤال حتى تفهم الجواب النبوي. قال الرجل يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي. فباب جامع نتمسك به يعني ان احكام الاسلام وشرائعه كثرت عليه فيريد ان يضبطها. يريد ان يكون له شيء يعين على الاتيان على هذه الفرائض وجمعها دون ان يفوت شيء لئلا تلزم ذمته تكليف او يلحقه ذم وتقصير. هذا السؤال يا اخوة والله لو وجه لي او لك. لو جاءنا رجل حديث عهد الاسلام ووجدك كطالب علم او عندك شيء من الخير والعلم والهدى فجاء يتعلم منك فقال اخي انا انسان مسلم للتو وحديث بالدين وتعلمت ان في الاسلام صلاة ووضوء وصيام وزكاة وحج وبر والدين وصلة رحم وذكر لله وعدد اشياء كثيرة تعلمها فلو قال لك اعطني نصيحة تجمع لي شيئا من هذه الامور تعينني على ان استمسك بديني ان اول ما يتبادر الى اذهاننا تلك الكليات الكبرى. هذا سنجيده بالاركان. سنقول له عليك بالصلاة والصيام والزكاة والحج وستنتقل معه الى اشياء تظنها هي اهم احكام الاسلام وفرائضه العظام. الجواب النبوي هنا جاء على غير التوقع الذي يتبادر الى الذهن لاول مرة عندي وعندك. لما قال فباب جامع نتمسك به. يعني دلني يا رسول الله على يجمع لي شرائع الاسلام اتمسك به بحيث اذا تمسكت به فقد ضمنت الا يفوتني شيء من شرائع الاسلام الذي قد كثرت عليه. كان الجواب النبوي المدهش لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل. سبحان الله اذا اين الصلاة؟ التي هي عمود الاسلام وركنه الاكبر والحج بين الاسلام والكفر اين هي؟ ما ذكر ما ترك له النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا من العبادات المهمة لا طهارة ولا حج ولا عمرة ولا دعاء اين ذهب كل هذا؟ ذهب في ظل هذه جملة وفي طيات هذا الوصف النبوي هذا طريق مختصر. بل هو كما قال باب جامع. كيف يكون ذكر الله باب جامع لشرائع الاسلام. كيف يكون ذكر الله طريقا الى الوضوء والصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد وبر الوالدين؟ كيف؟ كيف الجواب باختصار ان العبد انما يتحقق له الامتثال لله والانقياد لطاعته والاستسلام لامر ونهي في حالة واحدة اذا اسلم العبد قلبه لربه. فاذا اسلم العبد قلبه لربه انقاد ظاهرا وباطنة وهنا اختصر النبي عليه الصلاة والسلام الجواب بجوامع الكلم والحكمة البالغة قال لا يزال لسانك رطبا باذن الله. يعني اكثر من ذكر الله كثيرا. لم؟ لانه متى اكثر ذكر الله اورثه ذلك حب الله. في فأحب الله انتهى وصل وصل الى نهاية الطريق. اذا احب الله هل سيتأخر عن الصلاة؟ اذا احب الله سيفطر عبدا في اذا احب الله هل سيبخل بالزكاة؟ اذا احب الله هل سيتأخر عن طاعته ومرضاته؟ اذا احب الله سيقوم من لذيل النوم من فراشه يقف بين يديه يدعو يستغفر يبكي يبتهل. اذا احب الله لا تسأله عن الواجبات. هو ينافس في المستحبات في كل ابواب الخيرات. هذا جواب نبوي عجيب يا اخوة. فاصبح ذكر الله هو الطريق المختصر. ثم تأمل معي ما قال اكثر ذكر الله ما قال عليك بذكر الله قال ايضا في جواب بلاغي مدهش لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعرف ما معنى هذا؟ هو اللسان في بدن الانسان هو اكثر اعضائه رطوبة لاختلاطه بريق الفم ولعابه. وبالتالي فهو العضو في الانسان الذي لا يزال رطبا على الدواء ولن يجف لا يجف. فاذا اردت من لسانك ان يجف فان عليك ان تخرجه خارج فمك وما هي الا بضعة ثوان ويجف. اذا تعرض للهواء فاذا اخرجته اخرجته من حيزه اصابه الجفاف في ثواني فلاحظ معي يريد عليه الصلاة والسلام الا يجف اللسان. ومعناه الا يستر ولا يقف لحظة ولا ثانية هذا هو الدواء وجرب تجد والله اذا اردت ان تحب الله فالزم ذكره سبحانه وتعالى. ولهذا قال ربنا مخاطب اهل الايمان كافة يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. من غير عدد ولا تحذير وسبحوا بكرة واصيلا ليلا ونهارا غدوا وعشيا. هذا الطريق المعبد يا اخوة يختصر للعباد طريق العبودية. اذا هذه الاولى تقول ان الذكر لله جماع شرائع الاسلام. المقدمة الثانية كثرة ذكر الله حياء بالعباد يقول ربنا سبحانه الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب قال تطمئن القلوب وطمأنينة القلب انسه استقراره راحته حياته الحقيقية جعل الله ذكره حياة لقلوب اهل الايمان لي. ومتى غادر الذكر لله قلبا متى غادر الله قلب العبد خرب القلب. فسد اظلم وبقدر ما نضيء قلوبنا بذكر الله نعيش حياة حقيقية وكلما اكثرنا من ذكر الله وجدنا معنى الحياء. وكلما ابتعدنا اظلمت القلوب. صدقا والله وحتى لا يكون هذا مجازا وعاطفة خلف قضية شرعية انساقوا اليها بلا دليل. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي اخرجه مسلم. مثل البيت الذي اذكروا الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت. والحديث عند البخاري بلفظ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. ارأيتي حياة حقيقية صدقا وموت حقيقي ولو كان صاحبه يأكل ويشرب ويقوم ويقعد ويدخل ويخرج الا انه ميت. لان هذا القدر من الحياء الحركة والاكل والشرب والانتقال ليست حياة حقيقية لانه قدر تشترك فيه معنا حتى البهائم اكرمكم الله. فهل هذه حياء؟ تستحق ان يحياها ادم الذي شرفه الله بعبوديته واسجد له ملائكته عليهم السلام. لا والله. الحياة الحقيقية ان تعيش متلعبا بذكر الله فاصبح الذكر هو مادة الحياة وسر ذلك رعاكم الله اننا يا بني ادم خلقنا من عنصرين بدن وروح البدن قبضة الطين والروح النفخة الالهية التي نفخها ربنا في جوف ابينا ادم عليه السلام فنفخت فيه من روحي. ونحن انما شرفنا بهذه النفخة الالهية لا بالبدن مخلوق من الطين والا لو كان كذلك لكانت الملائكة وجلت قدره لانها مخلوقة من نون. بل حتى الجلد المخلوقة من نار هي اشرف عنصرا من الطين. فانما شرفنا بالروح الذي اكرمنا الله عز وجل به. فنحن عدت اقدارنا يا بني بهذا العنصر وهذا العنصر لما كان نفخة الهية فغذاؤه وروحه وحياته هو الاتصال بالملكوت الاعلى. نعم الاتصال بذكر الله فانه مادة حياة الارواح. واما الابدان المخلوقة من طين وتراب فما غذاؤها؟ غذائه الخارج من الارض من طين تراب طعام وشراب فواكه وخضروات وهكذا فنحن تحيا قلوبنا يا اهل الايمان بذكر الله انا اريد في المقدمات ان ابرز مكانة الذكر في شريعتنا معشر المسلمين حتى يتضح لنا كيف جاءت الاعتناء في سياق حج بيت الله الحرام. المقدمة الثالثة تقول ان ذكر الله تعالى قاعدة المحبة لله الذي هو اساس تعظيم الله وهي العبودية. العبودية الصادقة انما تكون على ركن التعظيم الكبير في القلب هديتنا لله تتحقق بتعظيمنا لله وتعظيمنا لله عز وجل يحتاج الى ملئ القلوب بمحبة الله. فعادت المسألة الى ان نحب الله. وكيف نحب نحب الله بطرق ووسائل اعظمها واكبرها كثرة ذكره. فاكثرنا ذكرا لله اكثرنا حبا لله القاعدة تقول من اكثر من ذكر شيء احبه ومن احب شيئا اكثر من ذكره. فاذا اردت ان تحب الله فاكثر من ذكره. واذا رأيت عبدا فتح له كثرة الذكر لله فاعلم ان الله اورثه محبته سبحانه نحن نجد هذا حتى في الحياة البشرية. لما يحب الانسان الانسان تراه لشدة حبه وتعلقه به يخطر على باله على الدوام بمناسبة وبغير مناسبة لانه لانه قد احتل في قلبه مكانة. وكذلك امر العبد اذا ملأ قلبه حبا لله ولله المثل الاعلى. والله ما تقرأ من اخبار الصالحين واحوالهم وسيرهم من شدة ذكرهم لله تجد ان انهم قوم قد انقطعوا عن الحياء والحق ان قلوبهم قد ملئت بحب الله فاستحوذ عليها ذكر الله. يا اخي يجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام مع صحابته فيذكر الله ويستغفره في المجلس الواحد اكثر من سبعين مرة في اليوم اكثر من مئة مرة وهو الذي ما فرغ قط عليه الصلاة والسلام. واثق تماما كما تثق انت انه متى جلس مع اصحابه فهم حوله يسألوه يتحدثون يستفتون يتعلمون فاين لحظات السكوت في المجلس اذا؟ متى وجد هذا المتسع صلى الله عليه وسلم؟ ليكون ذكر الله حاضرا على لسانه وهم حوله متحلقون متعلمون مهتمون كيف حصل هذا؟ والله ما يتم هذا الا ان تتخيل انه يذكر ربه مع كل نفس يدخل ويخرج فيه عليه الصلاة والسلام. وان نذكر الله غدا كأنفاسه التي تتعدد. هذا هذا انما يحصل عندما يستحوذ على القلب حب الله فيصبح صاحبه كذلك. في الحديث ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمدوه عليها ويشرب فيحمده عليها. هل تدري ان بعض اهل العلم في تفسير هذا الحديث يقول معناه انه مع كل لقمة تأكلها تحمد الله تخيلت هذا واظن لو قيل لي هذا او لك لقلت هذا تكلف وكيف انسان لو يجلس يأكل في سفرة غداء او عشاء او افطار تبلغ ما سيكون ومعقول انه عقد كل لقمة سيحمد الله اذا هذا شغل شاغل هذا الشغل لمن فرغ قلبه من الامتلاء بهذا المحنة لكنه غاية المتعة لمن وجد فيه ان حب الله جعله يذكر ربه في كل حال. فاذا اكل اللقمة منة الله عليه فيها وعظيم فضله عليه فيها. فما يستطيع الا ان يبادر ويلهج لسانه بذكر الله حمدا وثناء اعود فاقول ذكر الله حياة القلوب وجعلها سبحانه وتعالى بهذه المثابة ومن داوم على هذا اورثه حبه سبحانه جلته الاولى المقدمة الرابعة اغراءات الشريعة اقول اغراءات لان الشريعة حقيقة يا اخوة تغرينا كثيرا في هذا الباب في باب ذكر الله. واقصد بالاغراءات تلك الفضائل. تلك المناقب تلك الاجور الحساب. التي رتبت على كثرة ذكر الله قيد نظرك انا شئت. ستجد ان الشريعة حفلت بصيغ كثيرة تحث العباد على الذكر. يقول عليه الصلاة والسلام وهو يسير اصحابه ذات يوم في سفر يقول سبق المفردون السفر ومسير كبير والناس متقدم ومتأخر يتبادر الذهن ان السبق هنا هو في السفر والتقدم في القافلة ومن يكون اولا واخرا ينقلهم صلى الله عليه وسلم الى معنى اخر. سبق المفردون. فيتوقف الصحابة في غير استيعاب للمعنى. قالوا المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. يريد ان يقول لهم ليس السبق ها هنا في الدنيا بالابدان والرواحل وقطع اي مسافات السيل السب الحقيقي هو سب القلوب التي تتعلق بعلام الغيوب فتعمر بذكر الله سبحانه وتعالى. يقول عليه الصلاة والسلام وهو يحث اصحابه على صيغ كثيرة من الذكر كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. ويقول ايضا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم تملآن او تملأ ما الى السماء والارض والله لما تتخيلها تشعر انك مغبون اذا ما استطعت ان تحرز لنفسك كل يوم وليلة منها قدرا عظيما غراس الجنة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سؤال كم غرسة غرست لنفسك في الجنة اليوم هكذا يقودك السؤال فتلقاه مزرعتك يا اخي اعمرها في الاخير انت الذي ستستمتع بها في الجنة ولو كانت مزرعة انك في الدنيا لاحببت ان تجعل فيها من اقايد الثمر والظلال والغراس. غراس الجنة بين يديك. ويقول هي الباقيات الصالحات صلى الله عليه وسلم الاستغفار تطهير تكفير رفعة للدرجات وعدد ما شئت في عنوان الذكر بين تسبيحك وتحميد وتكبير لاحظ مع كل الاجور الاخروية تأتي نصوص تدلك على منافع لك في دنياك تنالها بذكر الله بالله هل هذا الا اغراء لنرتبط بذكر الله؟ فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموات وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. ايش تريد؟ تريد زوجة؟ اموال اولاد. تريد متاع الحسنة في الحياة؟ عليك استغفار الله. من ادمن الاستغفار من اكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا. ارأيت القراءة الاعظم من هذا انك حتى اذا اردت حقوق الدنيا متاع الدنيا لذة الدنيا ايضا تجده بلزوم ذكر الله والاكثار منه تطلب فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام. من ابيها صلى الله عليه وسلم خادما من السبي. فيقول الا ادلكما على خير من ذلك ويدلهم على تسبيحه ثلاثا وثلاثين وحمدي ثلاثا وثلاثين وتكبير اربعا وثلاثين ويقول ذلك خير لكما من خادم. يعني حتى كنشاط البدن وعافية الجسم والقضاء لاعمال الحياة والقدرة على اتمام وانجاز المشاغل والمتاعب والمصاعب ايضا ذكر الله عون لك يا اخي ما هذا؟ عجيب باب الذكر الحقيقة يظهر في الشريعة عجيب. الوان اغراءات اجور حسنات منافع دنيوية واخرى اخروية من اجل ان تربط العباد بهذا الباب الكبير. باب الذكر للعليم الكبير. وان يكون العبد متصلا دواما اتصال بربه سبحانه وتعالى. يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. هذا خامس المقدمات. ان الامر بذكر بالله والاكثار منه جاء مطلقا. جاء في كل حال اذكروا الله ذكرا كثيرا. كم يا رب؟ كثيرة. كثيرا يعني لما تجلس تسبح ربك او تكبره او تستغفره او تهلل وجلست واحصيت خمسمئة مرة. هل بلغت حتى الكثرة ستقول لا هذا صحيح عدد لا بأس به لكنه ليس كثيرا. ما الكثير؟ الوف. عشرات الالوف. مئات الالوف فتح الباب بلا حد حتى تجتهد وتنافس وتكثر على كل يا اخوة هذا الامر بالاكثار من ذكر الله جاء مطلقا في حياة العباد. فانظر معي الان كيف ارتبط في الحج ارتباطا مخصوصا سانتقل اذا الى الحديث عن مظاهر تحقيق كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى في الحج. اولا صريح النص بهذا المقصد وتقدم بكم في المقدمات في اليوم الاول. قال الله عز وجل لابراهيم الخليل عليه السلام وادب الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. هذا واضح واللام للتعليم. امر الله نبيه قال هو في الناس بالحج. ثم قال ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله. لا اله الا الله. يعني يبنى البيت ويؤمر الخليل عليه السلام بالاذان بالحج. لتأتي الافواج المؤمنة من كل الدنيا شرقا وغربا لتحقيق هذا المقصد العظيم ويذكر اسم الله. سؤال منطقي. طيب ذكر الله لا يحتاج الى سفر ولا ارتحال ولا اتيان الى مكة وللمشاعر العظام يمكن ان يقال للعباد في بلدانهم واوطانهم اذكروا الله والله يريد هذا منكم. وتكون عبادة مستقلة فهذا يلفت نظرك الى ان ارتباطا وثيقا بين الحج وان يتعلم الحاج في حجه كيف يكثر ذكره الله ويأتي في خمسة ايام او ستة ايام في الحج يدع الدنيا خلف ظهره. يترك تجارته واعماله ووطنه ويغترب وربما ترك اسرته وبذل ماله وجاء ليحيى هذا المعنى الكبير. ليحيى معنى الاكثار من ذكر الله في حجه. فتكون هذه ايام استثنائية من العمر يقطعها في رحلة يستمتع فيها بكثرة ذكر الله. ويقضي خمسة ايام من سنة او ستة ايام باعظم متعة في الحياة كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى. النص واضح في تحقيق هذا المقصد. اذا يراد بالحجيج وهم يأتون مكة والمشاعر في الحج كل عام ان يحققوا هذا المعنى. لست انا الذي اقول ولا انت ربك الذي يقول ليشهدوا منافع لهم اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. في الحديث يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم انما الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله. حديث الذي روته عائشة واخرجه ابو داوود والترمذي ولفظه الترمذي انما جعل رمي الجمال والسعي بين الصفا والمروة لاقامة ذكر الله ضعفه بعض اهل العلم وفي سنده مقام لكن معناه صحيح كما قال العلامة الشنقيطي رحمه الله كيف؟ يعني انظر الى مناسك الحج ماذا تجد فيها؟ تجدها مختلطة ظاهرا في كل الخطوات والمناسك بذكر الله عز وجل. فاذا يتحقق ان الطواف ورمي الجمرات والسعدين الصفا والمروة من اجل تحقيق المعنى الكبير في سورة الحج ايضا يقول الله ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا طلاب التعليم. يا اخي هذا ليذكروا اسم الله في ايام معلومات. اذا هذا المظهر الاول في مظاهر تحقيق هذا المقصد في الحج. انه جاء نصوا به صريحا لكونه مقصدا يراد للحجيج ان يحققوهم من حجهم كل عام. المظهر الثاني في تحقيق هذا المقصد في انك ترى الحال في مناسك الحج ينتقل في الخطوات من منسك الى منسك ومن خطوة الى خطوة وذكر الله يصحبه في كل حال تابع معي منذ ان يحرم يلبي والتلبية ذكر. يأتي الحرم يطوف والطواف ذكر. يذهب الى المسعى بين الصفا مروة وكله ذكر ودعاء يأتي يوم عرفة وافضل الدعاء دعاء عرفة وايضا يخلطه بذكر. اذا قطعت يوم العيد ينتقل من تلبية الى التكبير والتهليل والتحميد. فيغادر ذكرا الى ذكر وينتقل من نوع الى نوع والذكر ويصحبه ثم يأتي من ايام التشريق بل يوم العيد ويوم العيد التكبير وتهليل وتحميد يمكث ايام منى في التشريق يومين او ثلاثة بعد العيد وايضا سيبقى فيها لاقامة ذكر الله. ما عنده شيء في منى يروي الجمرات فقط بعد الزوال. وما عنده شيء طيب وما بينهما؟ ينام ويرمي الجمرات في ساعة من نهار. باقي اليوم ماذا يفعل؟ ماذا يراد منه ان يفعل في منى؟ ما المطلوب منه يا اخوة المطلوب ان يملأ ليله ونهاره وهو في ميناء بكثرة ذكر الله ستأتي النصوص في سياق هذا المعنى انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم