شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله ونبيه ومصطفاه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استجم بسنته واهتدى بهداه اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذا هو خاتمة مجالس مقاصد الحج الشرعي. نختم في مجلس الليلة بعون الله تعالى ما كنا قد ابتدأناه في ليالي مضت من الحديث عن هذا الباب العظيم من فقه الحج. وهو باب عظيم ولا شك لانه يعين على اداء هذه العبادة العظيمة كما اراد ربنا سبحانه وتعالى. واذ اهتم احدنا بفقه المناسك عملا بالعناية باداء الاركان والواجبات وسائر هيئة العبادة الظاهرة فانه محتاج ولابد الى التفقه في احكام المقاصد التي يستحضروها ويجعلها نصب عينيه وهو يؤدي هذه المناسك الجليلة ويتقرب الى الله تعالى بهذه العبادات العظيمة. حج بيت الله الحرام ركن عظيم. وفريضة جليلة من ورائها واسرار بالغة. جلسنا في ليالي مضت نتحدث عن بعض هذه المقاصد. وقد تقدم في الليلتين او الثلاث الليالي الماضية الحديث عن اعظم المقاصد وهو توحيد الله سبحانه وتعالى. وافراده بالعبادة جل جلاله. ثم كان ثانيا عن المقصد الاخر المكمل لهذا الاصل العظيم وهو تحقيق الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ثم تحدثنا ثالثا عن مقصد الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ومقصد تحقيق تقوى الله جل في علاه. هذه المعاني العظيمة والمقاصد التي تكلمنا عنها اربعتها تبين لنا كيف انها مع جلالة قدرها في الاسلام. وعظيم منزلتها في الشريعة فان ان الحج جاء في مناسكه يعزز هذه المعاني ويؤكدها. ومظاهر الحج وخطواته ومناسكها. التي الحاج في اداء المناسك كلها توصل الى هذه المعاني الكبار. فتبين اذا ان هذه المقاصد في الحج هي امور مقصودة يراد من احدنا اذا كتب الله له حج بيته الحرام ان يضع تحقيق هذه المقاصد وان يجتهد في الوصول اليها وان يعتلي بها تماما كما يعتدي بلباس احرامه كما يعتدي بطهارته ووضوءه كما يعتدي المحظورات وسائر هيئة العبادة الظاهرة. العناية بالمقاصد عناية بالجزء الاكبر في تحقيق العبودية لله. وهو الباطل وهو استسلام القلب وهو ملء هذا الكيان من العبد لربه سعيا الى تحقيق مراده ومرضاته سبحانه وتعالى في مجلس الليلة بعون الله نختم ما اردنا الوقوف عليه من هذه المقاصد بذكر ثلاث اخريات. هذه الثلاث من المقاصد قدوة اتباعا كالتالي. خامس المقاصد على الترتيب الذي اشرنا اليه هو مقصد تعظيم شعائر الله. وكما الحديث في المقاصد التي مضت سنمهد بمقدمات ثم سنكشف اتصال هذا المقصد العظيم لحج بيت الله الحرام. وكيف ان حج يوصل الى هذه المقاصد. بل ان شئت فقلت كيف ينبغي علينا في حجنا ان نضع هذا المقصد الرعاية وان ننظر اليه بعين العناية وان نجتهد في الوصول اليه من خطوات الحج التي نؤديها. ايها الاحبة الكرام من عبد اكرمه الله فجاء وحج بيته الحرام الا وهو يعلم ان تعظيم الله سبحانه وتعالى رأس الامر كله وكل ما يقوم به العبد من عبادة فانما يقوم على هذا الاصل الكبير. بل دعني اقول ما سبق من المقاصد تحقيق التوحيد والاتباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام وتقوى الله والاكثار من ذكره. وما سيأتي من المقاصد كلها تعود الى الى هذا القصر الكبير وهو تعظيم الله. ما تعظيم الله عباد الله؟ تعظيم الله اصل كل فضيلة في العباد واصل كل خير في قلب المؤمن وبدنه هو تعظيم الله. بل العبودية التي من اجلها خلقنا الله لا تقوم الا على تعظيم الله. دعنا نقول بطريقة اخرى اصدقنا في تحقيق العبودية. التي الله من اجلها هو اشدنا تعظيما لله ولما اراد الله ان يرفع قدر عباده من الانبياء والرسل عليهم السلام. رقى بهم في مراتب العبودية وملأهم تعظيما لربه سبحانه وتعالى اشدنا تعظيما لله اصدقنا عبودية لله واصدقنا عبودية لله ارفعنا قدرا عند الله لما جاء الله عز وجل يذكر مقام نبيه عليه الصلاة والسلام في اعظم معجزاته التي رزق اياها قبل الهجرة وهي حادثة الاسراء والمعراج. هذا الحدث الكوني الرهيب يسرى به من من مكة الى المسجد الاقصى ثم يعرج به الى سابع سماء هذا الحدث الكوني لما ذكر في القرآن هو مقام تعظيم واجلال ونصرة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فانظر كيف جاء القرآن يحكي هذا الوصف؟ سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. في اعظم مقامات التشريف والتكريم والاجلال يصف الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالعبودية. لتعلم انها منصب تشريف عظيم وانه في ذكر مقامات العباد هو من اجل الاوصاف. لكنه وصف لا يتحقق لكل العباد على وجه التمام. الا اذا الى هذا الباب من طريقه الصحيح. تعظيم الله ايها الاحبة هو اصل العبودية. وكل عبادات القلب. لما نتحدث عن حب بالله والخوف من الله ورجاء ما عنده وحسن الظن بي وصدق التوكل عليه والاستغاثة كل عبادات القلب مردها الى قوة تعظيم الله في القلب وكلما عظم العبد ربه في قلبه عظمت عبودية الله في قلب العبد. يعني دعنا نقول بطريقة اخرى اذا اردت ان تجعل حبك لله اعظم. وخوفك منه اتم ورجاءك اياه اكثر. وتوكلك عليه وكل هذه العبادات القلبية فاجعل تعظيم الله في قلبك اعظم. وكلما عظمت الله في قلبك اكثر نلت من هذه العبودية المعنى الاكمل عبد الله. وهذا باب كبير يتفاوت فيه العباد لا منتهى له العبد والعبد في هذه المرتبة في تعظيم الله كما بين السماء والارض. تجد العباد يتفاوتون في هذا تفاوتا بينا لكنه باب دلت عليه النصوص وارشدت اليه الادلة. وهذه مقدمة اخرى تقول ان نصوص الشريعة في القرآن والسنة ايها الاحبة مملوءة مملوءة. بحيث يعجزك الحصر مملوءة بسياق يقودوا العباد الى تعظيم الله. كيف؟ انا اقول لك في القرآن كم من اية؟ كم من سورة؟ كم من صفحة في القرآن فيها ذكر اسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى. اسماء الله التي جاءت منثورة في كتاب الله. والتي لا تكاد تخلو منها سورة بل ولا صفحة بل ولا اية الحديث عن اسماء الله وصفاته في كتاب الله جاء بشكل عظيم اما علمت انه يراد منا ان نعظم الله بمعرفة الله وصفاته فإنك لن يتأتى لك ان تعظم عظيما الا اذا عرفت موجب العظمة له. وربنا سبحانه تعالى عرف العباد بنفسه على نفسه. يا اخي انت تقرأ سورة كاملة قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ليس فيها تشريع ولا حلال وحرام. ولا امر ونهي ولا اركان الاسلام ولا ما فيها شيء فيها قضية واحدة لكنها كبرى هي اصل الاصول. ما هو؟ هو معرفة الله وتعظيمه وتنزيهه واجلاله سبحانه تعالى سطر واحد في القرآن يعدل ثلث القرآن. القضية عظيمة ونالت هذه العظمة بعظمة المحتوى. ولما اخبر الصحابي انه يحبها قال له عليه الصلاة والسلام حبك اياها ادخلك الجنة. قال اخبروه ان الله يحبه. فالقضية كبيرة يا احبة تأتي للثلاث الايات الاخيرة في سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر بالله عليك ما ادهشك هذا السرد العجيب لاسماء الله بشكل متتابع ماذا يريد الله؟ والله يريد ربنا منا ان نعظمه سبحانه وان نملأ قلوبنا وعقولنا وافكارنا افئدتنا جوارحنا كل ذرة في كياننا نملؤها الله ولن نعظم الله الا اذا عرفنا الله. وقد عرفنا الله من هو سبحانه جل في علاه. عرفنا عرفنا اياه عرفنا بنفسه باسمائه وصفاته. ملئت ايات القرآن العزيز. وملأت احاديث المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم حديثي عن الله وعظمته وصفاته واسمائه. حديثا يقود العباد الى تعظيم الله. والى معرفة الله وتقديره حق قدره وآفة العباد هي الجهل واكبر المعاصي والكبائر على الاطلاق وهو الشرك مرده الى الجهل. قال ربك وما قدروا الله حق قدره ما قدروا الله ولو قدروه ولو قدروه ما اشركوا به ولا كفروا به. لكن الجهل بالله وعدم معرفة عظمة الله اساس كل شر وبلاء ولا يزال اهل الايمان في عافية من الشرك لان عندهم اصل التعظيم لله. ولهذا شهدوا ان لا اله الا الله. وتنازلوا وتخلوا عن كل سوى الله يبقى ما فوق هذا الاصل وهو ادنى التعظيم لله. كيف نزداد منه عباد الله؟ وكيف نرفع رصيد تعظيم لله في القلوب المسألة ليست كتابا يقرأ عبد الله. وليست مسألة تتعلم المسألة ايمان نملؤه في القلوب وله طرق شرعت في الاسلام. هذه اسماء الله وصفاته. طريق عظيم رحب واسع كبير. ان نتفقه في اغلى صفاته. كم مرة قرأت او سمعت امامك يقرأ ختام سورة الحشر؟ فرأيت هذا السرد العجيب الذي ليس فيه شيء سوى ذكر اسماء له صفاته يعرفك الله من هو سبحانه وتعالى فاجعل توقفك عند ذلك توقف المتأمل. المتفقه في معاني هذه الاسماء الذي يحاول احياء القلب بتعظيم الله سبحانه وتعالى. فتعظيم الله اساس العبودية. تعظيم الله اصل كل خير وفضيلة في حياة العباد تعظيم الله سبحانه وتعالى هو اساس العبودية. يقولها اهل العلم السلف رحمة الله عليهم ان عبادات القلب تقوم على عبادات كبرى ثلاث. الحب والخوف والرجاء. وهذه الثلاثة انما تتحقق اتم كلما وجد التعظيم لله بشكل اتم. فالثلاثة هذه قاعدتها الراسخة تعظيم الله سبحانه وتعالى. فمرة اخرى سنقول اسماء الله وصفات الله في الكتاب والسنة تقود العباد الى تعظيم الله. كما ان ايات الله في الكون وعظيم خلقه وعجيب صنعه وتدبيره ايضا باب اخر يقود العباد الى تعظيم الله سبحانه وتعالى. كم في القرآن من وبالتفكر في الملكوت في السماوات في الارض في الليل والنهار في الشمس والقمر. كم في القرآن قول ربك واية لهم ان في ذلك لايات كم في هذا من الاستدراك على العباد افلا يعقلون؟ افلا يتفكرون؟ افلا تتذكرون؟ ماذا فهمت الان؟ ربك سبحانه وتعالى اذ يقول افلا ينظرون الى الجبال كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت انما يراد ان يلتفت العباد الى عظمة هذه المخلوقات ليوقنوا ان من ورائها خالقا عظيما. عظم الله سبحانه وتعالى هي باب كبير. هي المدخل الاساس للايمان بالله سبحانه وتعالى. هذه قضية كبرى وكما قلت اليها اصول العبادات ونعود من جديد الى ملء القلوب بهذا المعنى. فاذا عظمت الله حق التعظيم اذا عظمت الله حقك التعظيم وجدت عبادات القلب قد استوفت حقها. فتجد الخوف من الله اصدق ما يكون. وحب الله اعظم ما يكون. والتوكل على الله اتم ما يكون وقل مثل ذلك في سائر عبادات القلب. اذا فليست المسألة كما قلت الاجتهاد في حفظ مسائل دراسة كتب بقدر ما هو العناية باحلال هذه القضية محلها في قلب العباد. واذا نجح العباد في ذلك اثمر هذا التعظيم معان كبرى في الحياة. واذا اثمرت هذه المعاني وجدت العبودية تأخذ مسارها الصحيح. بعد هذه المقدمة الموجزة ايها الكرام ماذا نقول؟ اين يقع تعظيم الله في الحج واين نجده؟ هل تتصور الان بعد هذا الايجاز واللمحة الخاطفة؟ ان قضية كبرى بهذا الحجم يمكن ان تغيب عن عبادة الحج ابدا وقد قلنا منذ اول لقاء انه كلما عظم وزن العبادة في الاسلام عظمت معها المقاصد يراد تحقيقها من تلك العبادات. فقضية كبرى كهذه لا يمكن ان تغيب عن مقصد الحج. بل جاءت جلية واضحة ظاهرة ها انا عددها عليكم رعاكم الله. مظاهر تحقيق مقصد تعظيم الله في الحج جاء واضحا جليا من امور عدة اولها الطلبية التي هي شعار المحرم في احرامه هي ممتلئة تعظيما لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. بالله عليك قل لهذه العبادات العبارات بقلبك بكلاب لساني لتعرف كيف انها توطن في القلب معنى التعظيم لله منذ اللحظة التي تنزع فيها ملابسك وتلبس الإحرام وتقول لبيك اللهم حجا أو لبيك اللهم عمرة والله أنت منذ اللحظة الأولى تحاول أن تنغمس في إناء التعظيم لله وتحاول ان تجعل قلبك محاطا بهذه الهيبة والاجلال والتعظيم لله. فانت تقول عبارات ملئها هذا المعنى الكبير قل لبيك لا شريك لك ان الحمد والنعمة لك والملك تثبت الحمد والملك والنعم وكل شيء تنسبه الى الله قل لا شريك لك. هذا التفريج العظيم والتوحيد الجليل لله هو معنى رائع من معاني التعظيم لله. هذا مظهر التلبية في الحج وهي تؤدى بمعنى التعظيم. وكما قلت متى غدت التلبية عبارة مجردة وشعارا اجوف نرددها بالالسنة بلا استشعار. وسنظل نمل من مرتين وثلاث مرات. وسيخيم الصمت على مخيمنا وحافلتنا ومجمعنا في الحجيج لمجرد انه تغيب عنا هذه المعاني وقد مر بكم ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجأرون يجهرون يرفع من اصواتهم حتى تبح الحناجر. لانهم ادركوا ان هذا المعنى فاض به القلب حتى عجزت الحناجر ان تعبر عما في القلب حتى استطاعوا الا يبلغوا منتهى الطريق وهم يستمرون في التلبية لان المعنى قد تملك مشاعرهم انطلقت حناجرهم تدوي تصدح بمعنى التلبية حتى عجزت عن تواصل. هذا المعنى يراد ان نقيمه في القلوب بالتلبية. اما الذكر اخر وهو المظهر الثاني في اظهار تحقيق هذا المقصد وهو تعظيم الله في الحج فالتكبير. التكبير لله الذي ينتقل عنه المحرم بعدما يتحلل تظل التلبية شعاره ودثاره. تظل التلبية هي الذكر الافضل للمحرم. فاذا ما تحلل يوم العيد جمرة العقبة انتقل من التلبية الى التكبير وحسبك بالتكبير انه تكبير. والتكبير تعظيم لله لما تقول الله اكبر فانت تقول بلسانك ما ينبغي ان ينعقد عليه قلبك ان ربك اكبر من كل شيء. اعظم من كل شيء من ماذا؟ اعظم من هوى النفوس اعظم من مطالب الدنيا باكملها. اعظم من كل شيء يتعلق به القلب. اعظم من كل الامنيات اعظم من كل ما يسعى له الانسان على وجه الحياة. الله اكبر من الاعداء والخصوم المناوئين. الله اكبر من كل شيء يقلقك ويزعجك في الحياة. الله اكبر من كل هم يغشاك او كربة احاطت بك او مصيبة حلت بساحتك. الله اكبر من كل ضائق الله اكبر من كل مرض وبلاء الله اكبر من كل معنى واجعل هذه المعاني مستمطرة في ذهنك وانت تعبر بلسانك قائلا الله اكبر بل معنى جليل شرع من اجله التكبير يوم العيد انه جاء عقب هذا الموقف العظيم في عرفة. في عرفة وقف الحجيج الوف مؤلفة ملايين كلهم يرفع رأسه الى السماء. كلهم تنخفض افئدتهم الى الى كلهم يجأر كلهم يدعو يتضرع القلوب منكسرة الرؤوس منكشفة العيون دانعة القلوب خاضعة هذا المعنى العظيم في عرفة هو الافتقار هو سر من اسرار التعظيم يا احبة. تعظيم الله وافتقار العبد وجهانه بمعنى واحد. اذا اردت ان تحقق معه عن التعظيم فاجعل في صدرك وقلبك ربك اعظم ما يكون. واجعل نفسك احقر ما يكون. فاذا بلغت هذا المعنى فقد اتيت على التعظيم الصادق لله. وهذا المعنى هو الذي اشتمل عليه دعاء سيد الاستغفار. ولهذا جعل عاقبة هذا الذكر العظيم ان انه من كان خاتمته في يومه او ليلته دخل الجنة. ما عبارات اللهم انت ربي لا اله الا انت لاحظ العبارة خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك يعني اعترف ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. والله لو استشعرنا معاني هذه العبارات انكمشت النفوس احتقار النفس في جنب الله وهضمها في ذات الله يقوم بازاءها تعظيم الله. فهذان بمعنى واحد يتأتى في عرفة وهو مظهر من مظاهر التعظيم المقصود تحقيقها في الحج. ان نعظم الله ويوم عرفة هو المقام الاكبر لاظهار الافتقار لاظهار عظمة الله. ولذلك يمتن الله على عباده. وما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة. فيقول ما اراد هؤلاء؟ كما في صحيح مسلم. وفي لفظ عند اصحاب السنن اني قد غفرت له. يا للعظمة ارأيت عظمة العفو والمغفرة التي تنال العباد يوم عرفة هي التي استحقت تكبير الله يوم العيد. عش هذا المعنى بحسك فاذا اتيت يوم العيد منصرفا من عرفة وقد علقت اعظم الظن بان الله قد قبله لست وحدك بل وهذه التي وقفت معك في عرفة فانك تملأ صدرك ان لنا ربا عظيما كبيرا يستحق ان نقول يوم العيد النحر في منى وما بعده في ايام التشريق ان تنطق القلوب قبل الالسنة الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. بالله عليكم اليس ربا كبيرا هذا الذي يغفر لعباده ولا يبالي؟ اليس كبيرا هذا الذي غفر الذنوب يوم عرفة ومحى وستر العيوب واعتق عباده من النار على تعدد اجناسهم وتفاوت مراتبهم وعظيم خطاياهم اليس ربا كبيرا هذا الذي اتت اليه العباد واحتشدت من كل حدب وصوب جاءت تلبي تعظم اليس ربا كبيرا الذي جمع الخلائق في هذا الموقف في الدنيا وهو القادر على ان يجمعهم في الاخرة وعدد ما شئت من وجوه التعظيم التي تجعلك تستشعر معنى قولك الله اكبر. هذا معنى عظيم والله يا اخوة نحن نضج به ايام ليلة من اجل ان نعيش هذا اعلى ايام لنا تكبير وتهليل وتحميد هذا معنى يراد ان نحققه في الحج لتمتلئ صدورنا تعظيما لله. المظهر الرابع في لتحقيق مقصد التعظيم ما نجعله ما نؤديه يا اخوة من احكام الحج وهيئاته. انت لما تجردت عن المخيط وكشفت رأسك وتجنبت الطيب وتعرضنا للشمس ولا تغطي وجهك. اما ترى انك في هذا تعرض ذل العبودية بين يدي عظمة المعبود هذه عظمة يا اخوة. لما تترك الزينة واللباس وتتعرض للاغبراء والشعث وانت مستعد ان ان تضحي تكشف رأسك وان تجتنب كل وسائل الترفه والتنعم من اجل ماذا؟ انت اتيت الى رب البيت اتظن ان الله عز وجل يريد ان يجدي العباد بهذه المظاهر في العبادة ايريد ان يشق عليهم؟ اي يريد عز ماذا يريد؟ والله احد المعاني المرادى هو ان نعيش معنى التعظيم لله واننا مهما علت مراتبنا في الدنيا وتعددت مناصبنا اصحاب السمو اصحاب معالي اصحاب شرف اصحاب سعادة يوم عرفة انت عبد فقير ذليل. جئت الى الله تقول يا رب جئت تقول لبيك جئت تقول اسألك جئت تقول يا رب تتنازل عن كل الاوسمة المناصب المراتب العليا كل شرف ينحط ها هنا جئت تعلي اذعالك لعظمة الخالق هذا معنى رائع. والله نحتاج ان نعيشه فاذا ما تجردت من ملابسك واقبلت على اداء المناسك في حجك اجعل هذا المعنى حاضرا وانه ليس مجرد مظهر تنحية ملابس واستبدال الثوب بازار ورداء لا هو معنى اكبر ان تعيش معنى التذلل والخضوع لله وانك مستعد ان تتنازل عن كل سور التنعم في الحياة مع انها بين يديك مع انها في حوزتك مع انها في لكنك جئت تعلن فقرا تتجرد حتى من لباسك. تعظيما للخالق سبحانه وتعالى وامتثالا ثم تلتزم احكام اما المناسك هذه محظورات فتقف هذه حدود الله فما تتعدى هذا تعظيم جليل هذا لون رائع من معاني التعظيم نؤديه في المناسك معشر الحجيج قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم