بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وامامنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد معشر الحجيج ايها الكرام ففي اعقاب الحج والحديث عن اثاره تقدم مجلس البارحة على ان اعظم ما يرجع به الحجيج من اكثرهم في حجهم ما ينبغي ان تتعلق به قلوبهم ايمانا بالله وتعظيما له سبحانه وتوحيدا وافرادا له بحقه العظيم جل جلاله على خلقه اجمعين وتعليق القلوب برب العزة والجلال تدبيرا وتصريفا واستعانة وتوكلا وكل اعمال القلوب. ان تعود القلوب من رحلة الحج وقد حجت القلوب قبل الابدان والاقدام ووجدت الارواح في رحلة الحج من متعة الحج وانسه ولذة التعبد فيه لربها سبحانه وتعالى ما يجعلها اقرب صلة بخالقها واولى بقربها منه سبحانه واكثرها مسارعة الى مرضاته وابتغاء طرق وسبل النجاة بالاقتراب من اوامره ولزوم شريعته والمجافاة عن كل محرماته والذنوب التي لا يرضاها ربنا جل في علاه وثاني الاثار الحميدة الواجب ان يرجع بها الحجيج من حجهم معشر حجاج بيت الله الحرام هو الوجه الاخر لعبوديتنا لتوحيدنا وعقيدتنا الركن الاخر الذي لا يتم عبادة العباد الا به اجل. انه التعلق الامة صلى الله عليه وسلم ايمانا به واتباعا لسنته وتعظيما لها وتقديما لها وحبا له صلى الله عليه واله وسلم. وامتثالا لامره وانتهاجا لهديه واتباعا لسنته وشغفا وتعلقا بسيرته وشمائله العطرة عليه الصلاة والسلام اما ان الليلة ليلة الجمعة ولعله من الموافقات الكريمة ان يكون هذا المجلس في كثرة ذكرنا فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ان نستكثر فيه من الصلاة والسلام عليه كلما مر ذكره واسمه صلوات ربي وسلامه عليه. لنقوم من مجلسنا هذا وقد ملئت صحائفنا ذكرا لله وصلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا فاعلموا ايها الاحبة الكرام انه ما حج حاج ولا لبى ملبي وقدم ووفد على بيت الله العتيق الا وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم راية ترفرف فوق رأسه وعلم ينشده بعينه وطريق يتشرف بالسلوك فيه اما انه حج عليه الصلاة والسلام حجته اليتيمة الفريدة الوحيدة حجة الوداع وقال ما قال لاصحابه مائة وعشرون الفا الذين حجوا معه فقط. لا. قال لهم ولي ولك وللامة الى يوم القيامة. قال تأخذوا عني مناسككم منذ ان هم بالحج عليه الصلاة والسلام اعلن به ونادى في الامة وارسل الى من في المدينة ومن خارجها ومن في قرى والامصار ارسل اليهم يخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم خارج للحج هذا العام ليلحق الناس به قال جابر رضي الله عنه فخرج بشر كثير كلهم يلتمس ان يأتم برسول الله. صلى الله عليه واله وسلم اذا هذا شعار الحج وطريقته وهديه المتبع ما هو؟ لتأخذوا عني مناسككم وقد تقدم في المجالس قبل الحج ان هذه واحدة من ان اعظم مقاصد الحج التي يراد للحجيج ان يتعلموها في حجهم وان يقصدوها في نسكهم وان تكون واقعا في كل خطوة من خطوات مناسكك. ولذلك فانه لا نطوف ولا نسعى ولا نرمي ولا نحلق ولا نبيت ولا ولا نحلق ولا نذبح ما نفعل شيئا في الحج الا كما فعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اليس كذلك بلى ولا فرق في هذا بين اهل الاسلام قاطبة على اختلاف مذاهبهم الفقهية ومدارسهم التي ينتمون اليها لا فرق بين حنفي ومالكي وشافعي وحنبلي وغيرهم من مذاهب الاسلام الفقهية المعتبرة. لان كلهم من الله صلى الله عليه وسلم مغترف مغترف وهو من هديه ملتمس وكلهم على مأدبة السنة جالس يعلم ويتعلم من هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا الحج ما نقف الا يوم التاسع ولا ننفر من عرفة الا بعد غروب الشمس ولا نبيت في مزدلفة الا ليلة العيد ولا نرمي جبرة العقبة الا يوم العيد وايام التشريق ونطوف ونسعى ونفعل كل اعمال الحج لسنا نقدم ولا نؤخر ولا نبدل شيئا مكان شيء واحد فقط هو قوله عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم خمسة ايام في الحج يا كرام او ستة وربما كانت اقل او اكثر والله انها لتربي نفوس اهل الاسلام على التزام سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مظهر بهيج تعيشه امة الاسلام في الحج كل عام ان ترى الالوف المؤلفة رجالا ونساء صغارا وكبارا عربا وعجما الم تعلم فيهم والجاهل والمثقف والامي الكل هنا في مدرسة الحج يأتم ويقتدي ويتأسى ويهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة ولا اروع تعيش فيها امة الاسلام لحظات واياما متتابعة وعبادات متلاحقة وهم يقصدون في كل شأن من شؤونهم ماذا فعل؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون مثله بل لا يسع احدا منهم ان يغير شيئا في النسك اما رأيت عاما بعد عام وقرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل تتطور الحياة وتستجد كثير من انماطها المعاصرة واستحدثت في حياة الناس ادوات ووسائل متطورة وحديثة تواكب الزمان وتهيئ العصر لما يحتاج لكن لن يتغير في خطوات المناسك شيء مهما قدمت الحلول والمقترحات لتخفيف زحام الحجيج؟ اما فكرت لماذا لم يقل احد اذا حج اثنين مليون مسلم او ثلاثة مليون نخفف من ضغطهم في الزحام يوم عرفة فنوزعهم يقفون بعرفة على ثلاثة ايام في كل يوم يقف مليون نبدأ من يوم ثمانية ثم تسعة ثم عشرة ما قال احد لنجعل المبيت في مزدلفة متوزعا حتى يخفي الحجيج. ما قال احد لماذا لا نجعل الحج على مدى شهر كامل ثلاثين يوما يسع الملايين او على مدى العام يحجون كل شهر اثنين مليون فبدل ان يحج في العام ثلاثة مليون ممكن يحجوا في العام عشرة مليون عشرين اليوم هذا لا يمكن ان يكون لسبب واحد فقط ان الله لما قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا او كل تفاصيل الحج وهيئته وصفته الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رسالة للعباد انك لن تحج يا حاج ولن يسعك اداء المناسك وتمتثل امر الله وتكمل اركان دينك الا اذا اتيت من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج طريق اجباري يعلمك انه لا يمكنك ان تصنع في حجك عبادة تقربها الى الله وتؤدي بها النسك الا اذا اقتفيت وتأسيت واهتديت واتممت بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هي تربية عجيبة والله ومقصد شرعي جليل يراد فيه لامة الاسلام ان تعود الى طريق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيدهشك هذا المظهر البديع وهذا المشهد الحفي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك ينساقون في ابن واحد تعلوهم الجلالة وتغشاهم المهابة وتظللهم سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فما والله من موكب في الحج تحتشد فيه الالوف المؤلفة وشعارها ودثارها الائتمان برسول الله صلى الله عليه اله وسلم هكذا هو الحج اذا علمنا اننا في تلك الايام لن نفعل شيئا ولن نترك اخر الا كما اخبر عليه الصلاة والسلام وكما دل عليه في هذا تندرج كل احكام الهدي والمناسك والحج واداء كل الشعائر. فانه اذا اضطر مضطر لاداء بعض المحظورات او بعد الواجبات فكل ذلك بينته الشريعة ودلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من المظاهر التي تعجبك في الحج اخي الحاج ان تجد الحجيج احرص ما يكون على اتباع السنة والسؤال عنها. فاذا اقترب الحج ايسأل وملؤه الشوق والحرص والرغبة ماذا افعل غدا ماذا يلزمني اليوم؟ ما اعمال الحج في هذه الفترة؟ فان فعلت هذا يصح واذا اخطأت فحصل مني كذا ماذا يلزمني؟ بل والله انهم لا يسألون طوع انفسهم رظا وتسليما اذا ما وقع من احد خطأ بغير قصد فيأتي يستفتي يأتي الى اهل العلم فيقول حصل مني كذا اخطأت ما شعرت بدر مني كذا قص شعره او ظفره او اخطأ فغطى رأسه او مس طيبا او استعمل صابونا وجد فيه رائحة عطرية او اي شيء من الخطأ في الواجبات او في المحظورات تراه يأتي سائلا وملء قلبه الحرص والشوق والحذر ان يخرم حجه ولو بمقدار شعرة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتراه يسأل والله بنفس مبتهجة يا شيخ ماذا يلزمني؟ هل من كفارة افعلوها هل رأيتم؟ هل رأيتم مسلما في سائر ايام السنة اذا وقع في منكر او خطأ او زلت به القدم؟ هكذا يجد من اقبال للنفس كمثل ما يجدها في الحج هي مدرسة تتربى فيها النفوس بل ان بعضهم اذا جاء يسأل او سمع درسا تشرح فيه صفة الحج فعلم ان رفقة الحج التي هو معها قد قد تترك بعض سنن الحج التي لا يؤثر تركها في صحة الحج فيتركون بعض السنن من اجل الالتزام ببعض الترتيبات والاجراءات التي تنظم المجموعة وموسم الحج باكمله. فربما اضطر ذلك الى ترك بعظ السنن المستحبات في الحج التي ليست بواجبة فتراه يسأل غير راض ولم لكنني اريد ان افعل وربما جاء واستفتى هل لي ان افارق رفقتي واتركهم وانفرد عنهم فتسأله لم فيقول لك لانني احب الي ان اطبق السنة ولو فاتتني الرفقة وان كنا لا ننصح بذلك ولا نوصي به لما يترتب عليه من فوات او ضياع او شتات لكن لاحظ معي هذا المنطلق باعث على مثل تلك السؤالات هي والله مبعثها ذلك الهم الكبير الذي ملأ القلوب ارتباطا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم معشر الحجيج حججتم بحمد الله وتم الحج بفظل الله ونسأل المولى الكريم ان يتقبل سبحانه وتعالى وان يجعله حجا مبرورا تغفر به الذنوب ونولد فيه من جديد اما وقد حججتم فحق عليكم والله ان ترجعوا بهذا الدرس لينسحب عندكم على خارطة الحياة مدى العام ما هو ان يكون السؤال الكبير الذي يصبح امام عينيك وتمسي عليه اين موقع السنن النبوية وهدي نبي الامة صلى الله عليه وسلم من حياتك في بيتك مع اسرتك في معاملتك مع زوجتك في تربيتك لاولادك في سوقك اذا بعت واشتريت في حانوتك في معملك ومخبرك في مستشفاك وحديقتك في مزرعتك في وظيفتك في كسبك للمعاش في تعاملك مع الناس في ارتيادك لمسجد الحي في صلتك بجيرانك وارحامك في علاقتك بالناس من حولك اجمعين اين انت من سنته عليه الصلاة والسلام؟ وهل صدقا نجحت في ان تقيم السنة النبوية ميزانا لحياتك تقف عليه فتعرف وزنك كم ايها المسلم ووزنك ثقلا وخفة ليس بقدر ما تأكل وتشرب وما تمتلئ به الابدان. وزنك على ميزان الشريعة بقدر اقترابك امتثالك لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمنا الثقيل في الميزان. ومنا الخفيف والله المستعان هل نجحت في ان تنصب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتك عبد الله ان تنصبها مرآة تبصر فيها حياتك كما تبصر في المرآة شكلك وهيئتك ولحيتك وشعرك وثوبك نعم اما ان السنن محفوظة مروية ثابتة. فلو نصبتها مرآة تدري ماذا يعني ذلك انك لا تقدم على فعل شيء او تركه الا بعد ان تبصر في مرآة السنة اوافقتها ام لم تفعل فان وافقتها فامضي قدما والقلب منشرح والنفس راضية والسرور يملؤك انك فعلت شيئا تتأسى فيه برسول الله صلى الله الله عليه وسلم. صدقا والله يا كرام ما معنى الحج ان لم يكن له من الاثار مثل هذا الاثر في الحياة ايها اعظم عبد الله ان ترجع بعد حجك وقد تعلمت من السنن الوانا والوانا. واصبحت حريصا عليها علمك الحج انك لا يمكن ان تتكاسل عن سنة لانها سنة او تفتر عنها علمك الحج ان حبك للسنة احب اليك من كل شيء وانت تمتثل قول الله سبحانه في صدر سورة الحجرات المسماة بسورة الاداب التي ادبت اهل الاسلام باداب الشريعة وصدرت تلك السورة باعظم ادب يتأدب ابوه المسلم في الحياة. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لا تقدموا ايش ما ذكر المفعول في الاية حذف المفعول لقصد ارادة التعميم لا تقدموا شيئا اي شيء لا تقدموا عادة في المجتمع لا تقدموا شيئا الفتموه وورثتموه عن الاباء والاجداد. لا تقدموا حب هوى للنفس. لا تقدم شيئا تريد لنفسك لا تقدم معصية لا تقدم بدعة لا تقدم فكرة لا تقدم رأيا ولا قولا ولا عملا ولا حركة ولا سكون لا تقدم شيئا بين يدي الله ورسوله. علمك الحج فعلا الا تقدم شيئا علمك الحج انك حتى لو احتجت الى غطاء رأسك قلت لا انا محرم. فتترك. علمك الحج لو احتجت الى قص ظفرك؟ قلت لا انا محرم علمك الحج انك مهما اعتدت طيلة ايام السنة الا تصبح الا باستحمام وتطيب وتنظف وشيء من التنعم علمك الحج ان تترك ذلك لانك محرم فامتثلت. علمك الحج حقيقة تطبيقا عمليا معنى لا تقدم بين يدي الله ورسوله اذا اثبت لنفسك عبد الله انك قادر في كل انحاء الحياة وفي كل شؤونها قادر على ان تمتثل امر الله لا تقدم بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ثم انظر بماذا ختمت الاية ان الله سميع اليم يسمع ما تقول ويعلم ما تفعل فهل انت على قدر هذا الامر والتوجيه الالهي الكريم انتبه ولو كنت وحدك ولو اغلقت باب حجرتك فالله يسمعك ويعلم حالك فالله سميع عليم وامرك بتقواه لانك لن تقوى حقيقة. على ان تنتهج السنة منهاجا لحياتك الا بعون من الله فاجعل من تقواك لله عز وجل رصيدا وزادا تتقوى به في هذا الطريق. ووالله ما صدق عبد في في في عزمه على هذا الامر وان يعيش حياة ملؤها السنة ترفرف في انحاء حياته وتظلل بها السعادة داره واهله بيته الا وجد العون من الله وكانت الحياة الذ ما يكون واطيب ما يكون واسعد ما يكون تلك الحياة التي تظلل فيها البيوت بطاعة الله اتباعا لسنة رسول الا صلى الله عليه وسلم. صدقوني يا كرام اسعد البيوت واسعد القلوب واسعد مناهج الحياة تلك التي جعلت من سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبراسا ومنهاجا واسوة ودليلا. ولذلك قال الله لنا في مقام بالحظ والحث والاغراء لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا علمك الحج ايها الحاج انك لن تقدم على شيء في حجك قبل احرامك وبعد احرامك الا وانت باحث سائل مفتش عن موقع خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم لتفعل مثله ان استطعت. فترمي الجمرات من حيث وتطوف كما طاف وتقف للدعاء حيث دعا صلى الله عليه واله وسلم لست مستعجلا ولا باحثا عن الرخص ولا متخففا في مناسك الحج. لقد ملأ قلبك ذلك الهم المبارك. وانعم به من هم والله بل ما ملأ القلوب هما امتع ولا الذ منه ان يكون همك رضا الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا نقول هذا الكلام؟ لانه قد تقرر عندنا في نصوص الشريعة ذلك الامر الالهي الكريم وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. هذا عام في كل الانبياء والرسل. لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل عن شأنه خاصة من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا. هل ركزت معي؟ هما طريقان لا ثالث لهما اما الطاعة واما التولي والاعراض. ركز معي ما في منطقة في المنتصف انت في كل شأن من حياتك في هيئتك في لباسك في طعامك وشرابك في حياتك في بيتك في سوقك في متجرك انت احد اثنين اما من يطع واما من تولى اما من يطع فقد اصاب الواجب وحقق المراد ونال البركة في حياته. من يطع الرسول فقد اطاع الله. اما الثانية اجارك الله اطلع وحماك وحفظك الا تكون من اهلها. قال ومن تولى ما في منطقة في المنتصف هي اما طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واما اعراب واما تولي واما مفارقة لهذا الطريق ما اشبه هذه الاية الكريمة باختها قال الله عز وجل فان لم يستجيبوا لك والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم اما قلت لك هما طريقان اما طاعة واما استجابة وامتثال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله واياكم من اهلها واما الاخرى اجارنا واجاركم الله. قال فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم واتباع الهوى والعياذ بالله احد صوارف الدخول الى الجنة واحد موجبات الهلاك والردا. واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان هي المأوى شرط دخول الجنة ان تخالف هواك ولن تخالف هواك الا بطاعتك واستجابتك واتباعك لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. لاجل ذلك نتحدث عن ضرورة ان تكون السنة في حياة المسلم معيارا ميزانا مرآة ان تكون منطلقا في شأنه كله صدقا اقام هذا السؤال بين عينيك ووقف في ذهنك في كل موقف تريد ان تصنع فيه فعلا او تترك شيئا او تتخذ قرارا فكان سؤالك الذي يشغل بالك دائما اهذا موافق لسنته صلى الله عليه وسلم يا رجل حتى اذا لبست ثوبك وانت لا تبالي ادخلت ذراعك اليمنى في كمها قبل اليسرى او العكس اذا جئت تخلع حذائك او تلبسه اكرمك الله وانت لا تبالي تلبس اليمنى اولا وتخلعها قبل اختها او العكس. وانت لا تبالي اذا دخلت المنزل تدخل برجلك اليمنى اولا ام باليسرى وعند الخروج بالعكس عندما تنظر الى هذه الامور في دقائقها لتنتهج هذا المنهج وتتبصر في حياته. فاذا بك حتى في الامور المعتادة في لبس الثوب وخلعه في لبس النعال وخلعه في دخول المنزل والخروج في دخول الخلاء اكرمك الله والخروج منه. اذا بلغ بك الحرص في تلك الدقائق والامور المعتادة من الحياة الا تفعلها الا موافقا متبعا مستجيبا مطيعا لهدي وسنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهنيئا لك لان هذا يدل على انك في غيره من باب السنن اشد حرصا واكثر اتباعا واعلى همة في الامتثال والاستجابة وقفت امام المرآة تمشط شعرك هل كنت تبالي او لا تبالي ان تبدأ بشقه الايمن قبل الايسر تطيبت لبست خلعت جئت تفعل شيئا من امور حياتك المعتادة اذا كنت في هذا المقام حريصا فانت في سنن العبادة اشد حرصا من كان حريصا على هذه الامور النبوية في امور العادة فهو في امور العبادة احرص واكد واشد اهتماما لا يصلي الفريضة الا مصاحبا اياها بالسنن الرواتب. لا ينام قبل ان يوتر لا يدع حظه من قيام الليل ولو بركعتين. لا يترك ورده من القرآن ولو كان بالقليل. تراه حريصا في عبادته في دعاء في طوافه في صلاته في صيامه في زكاته في كل شأن. من شؤون حياته ان يتأسى ويقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحياة المباركة التي ننشدها يا كرام ولئن قيل هذا الكلام لكل اهل الاسلام لانهم امة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي والله اولى بان تقال لاهل الحج اهل الموقف اهل بعرفة اهل منى والمزدلفة اهل الكعبة والصفا والمروة اهل الحج اولى والله ان تقال لهم لانهم قد حجوا بيت الله الحرام حرام. وقد كان ملء خواطرهم خذوا عني مناسككم. فانصرفوا من ذلك الحج وملئوا خواطرهم ان قيل لهم صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم هو القائل لهم عليه الصلاة والسلام في كل شؤون الحياة عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عظوا عليها بالنواجذ. هو القائل لهم عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هو القائل عليه الصلاة والسلام لا الفئن احدكم متكئا على اريكته يأتيه الامر من امري مما امرت به او نهيت عنه فيقول لا ادري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه نهى وحذر عليه الصلاة والسلام انه سيكون في الامة اقوام اجارنا واجاركم الله. يجعلون السنة النبوية خارجة عن الاهتمام لا مبالاة بها ولا اكتراث ويزعمون انهم يقتصرون على ما وجدوا في كتاب الله. فبئس ذلك المسلك الذي حذرنا منه المصطفى عليه الصلاة والسلام بل السنة صنو القرآن في التشريع والاحتجاج هي المبينة لكتاب الله والمكملة لشرعته والتي امرنا الله عز وجل بالتزامها فقال وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. نبي كريم عظم الله قدره صلى الله عليه وسلم. ورفع الله شأنه واحبه وامر بمحبته. وصلى عليه وامر الامة بالصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم زكاه ربه وحمده وخصه بمحامد ومناقب وكرامات ما جعلت لاحد قبله من الانبياء ولا الملائكة الكرام عليهم جميعا صلاة الله وسلامه. لندرك يا كرام اننا اننا امة نبي بلغنا من الكرامة بكرامة نبينا صلى الله عليه وسلم ما لم تبلغه امة من الامم. اما قال عليه الصلاة والسلام نحن الاخرون السابقون يوم القيامة قال انتم توفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله. نحن اخر اهل هذا الزمان نحن اخر اهل في هذه الدنيا زمانا لكننا اولهم يوم القيامة دخولا للجنة. تدرون بما بفضل الله كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نحن امة اكرمنا الله بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالله عليكم افلا ينبغي ان يظهر في صفحة حياتنا في كل صفحة وسطر من حياتنا شيء يدل على الفخر بالانتساب الى هذه الامة بنبيها الكريم صلى الله عليه وسلم بالحرص على اتباع السنن بالتمسك بها برفع رايتها بالحث عليها بدعوة الناس اليها؟ اما قلنا انها حياة سعيدة كريمة تلك التي يعيش اصحابها في ظلال سيرته وحياته وهديه صلى الله عليه واله وسلم. وبقدر ما اقترب اصحابها من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واغترفوا من عينها وجدوا من بركة الحياة وثمرة الاستمتاع بالانس بتقوى الله وطاعته لانهم اقرب ما يكون الى هدي النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم عاش صلى الله عليه وسلم بين اصحابه ثلاثا وعشرين سنة كان ملؤها المحبة والنصح والهداية والدلالة لهم على الخير ما خصهم صلى الله عليه وسلم بذلك دون الامة من ورائهم بلغ حرصه ودعوته ورأفته ورحمته صلى الله عليه واله وسلم بلغت امته الى يوم القيامة حتى ادركتني وادركتك هذا الزمان. فجئنا وما زلنا نجد من اثار رحمته ورأفته وهدايته صلى الله عليه وسلم ونصحه وارشاده ما اقمنا به حياتنا واستقام به ديننا وامتثلنا به ربنا افليس حقا واجبا علينا له صلى الله عليه وسلم تمام المحبة وصدق الطاعة وكثرة الوفاء له صلاة على من عليه صلى الله عليه واله وسلم لقد عاش معه من امته فئة كريمة هم صحابته رضوان الله عليهم امتلأت قلوبهم حبا ووفاء فطفقوا رضوان الله عليهم يضربون لنا اروع الامثلة كيف تكون الحياة الصادقة بحبها شاهدة لاصحابها. اجل فدعاوى المحبة ليست رايات ترفع ولا شعارات تقال ولا قصائد تنشد او مدائح تحفظ؟ لا المحبة قبل ذلك كله امر يستقر في قلب العبد حبا يفدي به رسول الله صلى الله عليه وسلم. حبا اخبر به صلى الله عليه وسلم ودل عليه منذ ان كان بين لما قال وددت اني لقيت اخواني. قالوا السنا اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي لكن اخواني اقواما يأتون من بعدكم يود احدهم لو رآني بنفسه وماله. اقام هذا الشعور في قلبك يوما انك تمنى ان تظفر بصحبته صلى الله عليه وسلم ولو بذلت في ذلك ما ملكت يداك هذه مرتبة شريفة رفيعة. عاش الصحابة رضي الله عنهم فضربوا اربع امثلة. اروع الامثلة في صدق المحبة في فدائهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. في طاعتهم واتباعهم في صدق انتسابهم واستنانهم بسنته عليه الصلاة والسلام. كانوا يستدلون بالامر من امره فيقفون عند حده. كانوا يبادرون الى ما يأمرهم به صلوات الله وسلامه عليه. كان اذا فعل الشيء تبادروا وسارعوا رظوان الله عليهم الى فعل ما قال وامر واشار صلى الله عليه واله هكذا كانت المواقف تلو المواقف اذا اشار بامر او نهى عن شيء او دل الامة عليه تسابقوا زرافات ووحدات انا كانوا رضي الله عنهم اسرع ما يكون امتثالا واستجابة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. حرمت الخمر وقد كانت حلالا يشربونها ثم نزل قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس ولم يكن ثمة تصريح بالتحريم ثم نزل قوله تعالى لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى فكانوا يشربونها في غير اوقات الصلاة حتى حسم الامر وجاء التحريم القاطع الذي جاء في سورة المائدة انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا في زقق المدينة وبين بيوتها الا ان الخمر قد حرمت وما يزال في البيوت بقية باقية. من خمر كان لهم حلالا ويشربونها في غير وقت الصلاة. يشربون الفظيخ والنبيذ وغيره من التي كانت حلالا لكنه يكفيهم ان يقال لهم هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا اخبرنا هكذا بلغه الوحي فكفوا رضوان الله عليهم من ساعتهم تلك وسكبوا ما بايديهم. قال انس رضي الله عنه فسالت اوجرت سكك المدينة مما سكب فيها من الخمر نحتاج الى تفتيش ولا رقابة ولا سؤال ولا متابعة. قوم ملئت صدورهم حبا وطاعة واستجابة لرسوله الا صلى الله عليه واله وسلم كانوا يصلون الى بيت المقدس القبلة قبل ان تكون الى الكعبة وهاجروا الى المدينة والقبلة الى المقدس. فمكثوا كذلك بضعة عشر شهرا نحو ثمانية عشر شهرا. سنة ونصف تقريبا ثم نزل قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام فبعث النبي عليه الصلاة والسلام رجلا من اصحابه الى اهل قباء وهم يصلون صلاة الفجر وهم في الصلاة فنادى من على باب المسجد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل فاستقبلوها. قال فاستداروا وهم في الصلاة قوم ما يؤخرون الطاعة والامتثال والاستجابة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فرض الحجاب بعد ان لم يكن مفروضا على نساء الصحابة يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان هذا تفريقا للاماء عن الحرائر العفائف المصونات فنزل الامر فجاء الوصف العجيب في ان نساء المدينة مهاجرات وانصارا كانوا رضوان الله عليهن اسرع ما يكون كل واحدة جلبابها فاختمرت به وابقت فتحة لعينها امتثالا لامر الله وتبليغ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. المواقف في ذلك شتى. والدلائل على ذلك ليست موقفا ولا اثنين ولا عشرة ولا عشرين بل ولا الفا والفين. الشواهد على ذلك حياة الصحابة كلها كانت مثالا صادقا. كيف يكون المسلم المحب لرسول الله صلى صلى الله عليه وسلم صادقا في طاعته واتباعه وامتثاله. ها انا ذا اقرأ على مسامعكم امثلة ونماذج. كانت اضرب المثل كانت اعجوبة ووالله لو لم تحفظ تلك الروايات فتنقل لنا باسانيد صحاح لا يشك فيها احد ولا يطعن فيها الا مكذب رافض الا لقد كانت اعجوبة. ولو لم تثبت كذلك لقيل انها مبالغة ليس واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة لكن مواقف فردية. اختلف فيها الصحابة في اشخاصهم واتفقوا في ذلك المبدأ العظيم وكان من اشهرهم رضوان الله عليهم في شدة تحري واكتسائه وتمسكه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما شاب فتى حدث السن كان في اوائل الهجرة من صغار الصحابة الذين لم يبلغوا بعد دون الرابعة عشرا. فهو من صغار الصحابة في حياة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لكنه كان من كبارهم في شأنه بالسنة وعنايته واتباعه وشدة تأسيه. والامثلة على ذلك في حياته كثيرة. منها ما روى رضي الله وعنهما كما اخرج الشيخان في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له مال يوصي فيه يبيت ليلة او اثنتين. وفي رواية يبيت ثلاثا الا ووصية مكتوبة عنده. ومعنى الحديث انه لا ينبغي لمسلم له شيء يستحق ان يكتب فيه وصية مثل دين او حق او كفارة او نذر او اداء حقوق او وصية بقربة وطاعة لا ينبغي لمسلم ان تمر عليه ثلاث ليال وهو ما كتب وصيته قال عبدالله بن عمر فوالله ما بت ليلة منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وصيتي مكتوبة عندي عاش ابن عمر رضي الله عنهما سنوات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من اربعين سنة انت متخيل يقول ما بت ليلة منذ سمعتها الا ووصيتي مكتوبة بالرغم مما قد يطرأ على الوصية من تغيير وتعديل كتب دينا ثم سدده سيذهب فيمحوها في الوصية. استجد دين سيكتبه. باع اشترى اوصى نذر كفارة لكنه كان يحدث ذلك على الدوام. يا اخوة هل هذا امر هين ان يتعاهد وصيته التي كتبها فهي عند رأسه وما تركها ليلة منذ سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا والله انه لشاق اشد المشقة لكنه ايسر ما يكون على من يسره الله عليه اولئك الذين امتلأت قلوبهم حبا وطاعة صادقة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هو نفسه فيما قال فيما روى فيما روى عبيد بن جريج التابعي رحمة الله عليه انه قال لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما يسأله وقد رآه موسم الحج بمكة قال يا ابا عبدالرحمن رأيتك تصنع اربعا لم ارى احدا من اصحابك يصنعها قال وما هي يا ابن جريج؟ قال رأيتك لا تمس من الاركان الا اليمانيين يعني عندما تطوف بالبيت فانك لا تمس الا الركن اليماني والحجر الاسود دون الركنين الاخرين قال رأيتك لا تمس من الاركان الا اليمانيين ورأيتك تلبس النعال السبتية والنعال السبتية اكرمكم الله هي النعال المصنوعة من جلد الماعز منزوعة الشعر. فتسمى نعالا سبتيا. قال في الثالثة ورأيتك تصبغ بالصفرة قيل المراد صبغ اللحية وقيل المراد صبغ الثوب والصفرة لون الزعفران قال في الرابعة ورأيتك اذا كنت بمكة اهل الناس اذا رأوا الهلال ولم تهل انت حتى كان يوم التروية يعني لا يهل بالحج الا يوم الثامن هذه اربعة اسئلة يسألها تابعي لصحابي يعرف عنه الحرص على السنة فسأل الاسئلة سائلا متعلما فاسمع الى الجواب رعاك الله قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما اما الاركان اركان البيت في الطواف فاني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس الا اليمانيين. نقطة انتهى ما عنده جواب. جوابه انني افعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما ما لمس ولا استلم الا الركن اليماني والحجر الاسود فانا مثله قال اما الركنان اليمانيان فاني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس الا اليمنيين هذه الاولى الثانية. قال واما النعال السبتية فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعل التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فانا احب ان البسها حتى هذا ذاك عبادة وهذا لباس وعادة اسمع الثالثة قال واما الصفرة فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها الرابعة واما الاهلال فاني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى انبعثت او حتى تنبعث به راحلته يعني يوم الثامن من ذي الحجة في كل جواب من الاربعة كان هذا الامام الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يشير الى ذلك الاصل الذي انطلق منه انه لا يفعل الا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله عليكم اما فطنتم انه كان يشير بالجواب الى تلميذه السائل عبيد ابن جريج ان يزرع في قلبه تعظيم السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمها بشدة اتباعها اولا بعدم التفريط فيها اذا امكن ثانيا بالا تقدم عليها شيئا من رغباتك واهوائك وظروفك ثالثا وان تكون هي المكتف الذي يملأ قلبك رضا وعقلك قناعة ان لا تفعل الشيء الا اقتداء برسول الله صلى الله عليه عليه وسلم حتى في العادات سأله عن الصبغ بالصفرة سأله عن لبس النعال وهو اشكال والوان لكنه يختار منها ما كان يفعل مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو والله منهاج كما قلت لكم في صدر المجلس عاشه سلفنا الكرام رضوان الله عليهم وكانوا يلقنونه للامة. الان لو كنت مكان عبيد بن جرير السائل لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما هذه الاسئلة وسمعت هذا الجواب اسألك بالله ما الذي يستقر في قلبك وانت منصرف بعد بيع الجواب والله ستنصرف وملئ قلبك التعظيم للسنة والحرص عليها. وقد تعلمت درسا عظيما ان الذي ينبغي ان يدفعك فعل الشيء وتركه في العبادات او في العادات ان تبحث فيها عن سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هكذا سئل ابن عمر وهكذا اجاب. وانا اسأل انا اسأل ماذا لو سألك احد بنيك او اقاربك او جيرانك عن شيء تصنعه في حياتك في هيئتك في لباسك في لحيتك في ثوبك في سيارتك في صلاتك في وضوءك في اي شيء. سألك ابنك الصغير يا ابتي ليش تفعل هكذا بالله عليكم انملك من الاجابة ما كان يملك ابن عمر. فنقول بكل فخر نعلم اولادنا واحبتنا وجيراننا والناس من حولنا اننا نفعل الشيء هذا تشبها برسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له ورغبة في اننا لو بعثنا صحابة بين يديه نراه ويرانا نبصره ويبصرنا كان والله احب ما علينا ان نكون اقرب الناس الى اتباعه في سننه كلها صغيرها وكبيرها يا قوم لقد كان هؤلاء الكرام يعظمون السنة لانها سنة ويتمسكون بها ويحرصون عليها لانها سنة حبيب قلوبهم رسول الله. صلى الله عليه وسلم. وهكذا والله تفعل المحبة الصادقة ستحمل صاحبها من منطلق المحبة على ان يفعل الشيء حبا في صاحبه وهكذا الصادق في حبه لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتعاقب في الامة ازمان فاصبحنا للاسف نزهد في السنة لانها سنة بلغنا مرتبة في انتكاس مفهوم واختلاط المعاني وفقدان البركة في الحياة ان احدنا لو نصح اخا له فقال يا اخي الكريم هلا صليت السنة الراتبة فيلتفت اليه هو او اخر يقول يا اخي هي سنة. يعني لا لا تشدد عليه واذا قيل له ليش ما تفعل كذا؟ التفت فقال في الجواب لانها سنة. اصبح الجواب لتركنا للشيء لانه سنة. ارأيت الفرق كانوا يفعلون الشيء لانه سنة ثم اصبح فينا زمان يترك الفعل لانه سنة. هذا المقام هو الفارق الكبير بين هذا الجيل وكل جيل في الامة سواه ووالله ما عظمت امة سنة نبيها صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا في الافراد وفي المجتمعات في الحياة الخاصة والعامة. ما عظمت امة سنة نبيها صلى الله عليه وسلم الا اعزها الله ورفع شأنها ورفع قدرها وفرض هيبتها على الامم وبالعكس فكلما زهدت الامة في السنن تدري ما الذي يحصل؟ مباشرة ستستبدل الامة الذي هو ادنى بالذي هو خير وستجد طوفانا من العادات والتقاليد المنسوخة ستجد من الامور المقرفة والمقززة والمنافية للفطرة اتغزو البيوت المسلمة والمجتمعات والسبب ان حصون السنة قد خوت وان اركان القلوب لم تمتلئ بذلك التعظيم. فاذا بجرذان الافكار وزبالة المفاهيم واسوأ العادات والتقاليد تتربع على عرش القلوب والافكار واذا بها تهيمن على حياة الناس كان هذا مثالا وثانيا لابن عمر. تريد ما هو ابعد من ذلك في حياة هذا الصحابي الجليل رضي الله عنهم فقد روى ابو داوود في سنن وابن حزم في المحلى وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو تركنا هذا الباب للنساء في المسجد واشار صلى الله عليه وسلم الى باب في مؤخرة مسجده هو المسمى اليوم في المسجد النبوي بباب النساء ويقع مباشرة خلف باب جبريل الواقع خلف باب البقيع على يسار القبلة المسمى بباب النساء رأى عليه الصلاة والسلام اجتماع الرجال والنساء في المسجد وازدحامهم دخولا وخروجا. فما اعجبه ان يزدحم الرجال والنساء عند الباب ولشدة حرصه صلى الله عليه وسلم على العفة وحياة الكرامة واكرام النساء قال لو تركنا هذا الباب للنساء ما عليه الصلاة والسلام اخبر برغبة ثم فعلها عمر رضي الله عنه في خلافته فخصص الباب للنساء قال لو تركنا هذا الباب للنساء يكفي ان تكون رغبة يخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نافع المولى ابن عمر فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات خلاص هو يكفيه ان يعلم ان رغبة رسول الله عليه الصلاة والسلام في ذلك الشيء ما كان ينتظر ان يقول له افعل او لا تفعل بالله عليكم اي حب هذا الذي تربع على عرش قلب ابن عمر رضي الله عنهما مولاه نافع وهو مولاه وخادمه واقرب الناس اليه قال عبارة عجيبة. قال لو نظرت الى ابن عمر في شدة تحريه واتباعه للسنة لقلت هذا مجنون يقول كان يتعمد الشيء ويحرص عليه ويتكلف ويتعنى فيه فقط لانه سنة كان في طريق رحلته من مكة الى المدينة او من المدينة الى مكة للحج كان يقصد اماكن بعينها وينزل تحت شجرة بعينها ويقضي حاجته في مكان بعينه يتلمس خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اين نزل واين جلس؟ واين توضأ؟ واين صلى؟ واين قضى حاجته يقوم هذه حياة عجيبة عامرة عاش فيها الصحابة رضي الله عنهم بهذه المقام العظيم وتلك المكان الجليل. ابو هريرة رضي الله عنه وهذا مثال اخر في موقف يدلك على ما امتلأت به قلوب الصحب الكرام رضي الله عنهم. قال اوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا ادعهن حتى اموت. صوم ثلاثة ايام من كل شهر. وصلاة الضحى ونوم على وتر. وفي رواية ان اوتر قبل ان انام هذه سنن صلاة الضحى وصيام الايام البيض والوتر يقول ابو هريرة فانا لا ادعهن حتى اموت ما هذا الحرص؟ ما هذه الرغبة الجامحة في صدق الطاعة والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ تريد ما هو اعجب من ذلك وقد تقدم في مجلس مقصد اتباع السنة حديث انس رضي الله عنه لما اخبر انه صحب النبي عليه الصلاة والسلام الى طعام دعي في الحديث الذي اخرج الامام البخاري في الصحيح عن انس رضي الله عنه ان خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال انس رضي الله عنه فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ذلك الطعام. فقرب الى رسول الله صلى الله عليه ان يسلم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد الدباء هو القرع والقديد الخبز الذي يصنع مع اللحم قال انس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدبان من حول الصحفة الصحفة الاناء طبق يتتبع الدباء يلتقط قطع الدبان قال انس فعلمت انه يحب الدبان فلم ازل احب الدب من يومئذ هذه عجيبة جدا ليست سنة حتى تطبقها وليست عادة يمكن ان تمتثلها هذا مذاق فم يختلف فيه الطعم من شخص لاخر فان يبلغوا رضي الله عنهم في المحبة درجة يفرغون فيها اهواءهم ومذاق افواههم على هوى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فهذا والله شيء عجيب عجيب مثله حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم لما قال رضي الله عنه اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم الى منزله استضافه قال فاخرج اليه او فاخرج اليه فلق من خبز ثلاثة اقرصة قال هل من ادم؟ الا يوجد ادم؟ يغمس به الخبز فقالت ام المؤمنين لا لا الا شيء من الخل خل خل المالح هذا الذي لا يؤكل. لكن يخبز يغمس فيه الخبز لترطيبه لان خبز الشعير كان يابسا قالوا لا الا الخل يا رسول الله. قال هاتي فان الخل نعم الادم يعني نعم الادام الخل قال الجملة تطييبا لخاطر اهل بيته الا يحرجوا دخل بيتهم ضيف وما عندهم طعام واحتراما للنعمة وتقديرا لها فان الخلق اذا وقد كانت حياته عليه الصلاة والسلام على قلتها مملوءة حمدا لله. وقناعة بما قسمه الله العجب في الموقف الذي حصل لجابر. الان ماذا سمع؟ قال هاتي فنعم الادام الخل. قال جابر فما زلت احب الخل منذ سمعتها امن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال طلحة وانا ما زلت احب الخل منذ سمعتها من جابر رضي الله عنهم جميعا يتوارثون هذه المواقف اليوم لا اقول لك احب الخلق ولا اقول لك عليك ان تحب الدب اليوم اقول لك احب السنة عبد الله املأ قلبك بحبها ورأس ذلك الحرص على اتباعها كن عبدا وفقك الله لتكون علامة على السنة. اذا رآك الناس تذكروا السنة واذا تحدثت ذكرتهم بالسنة. ولا يعرفونك الا بالسنة وحذاري حذاري ان كان احدنا لم يبلغ من توفيق الله له من توفيق الله له ان يكون من اهل السنة العاملين بها فحذاري ثم حذاري ان تخرج من فيه كلمة او من عينه اشارة فيها سخرية او استهزاء بشخص اطاع النبي صلى الله عليه وسلم واتبع سنته حذاري. لا تقل انا اسخر منه. لا. انت تسخر منه في اتباعه للسنة هذا والله مزلق خطير فيه استهزاء بالسنة وهي مدرجة الى امر عظيم. حمله بعض اهل العلم على بعض ما قد يخرج المرء من الاسلام. فحذاري سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والله على الرأس حبا وكرامة وفي القلوب اجلالا وتعظيما وفي الحياة هديا وامتثالا وتطبيقا قا فكونوا قوما كراما اكرمكم الله فحججتم بيته الحرام واتبعتم سنة نبيه عليه الصلاة والسلام فارجعوا ان رجعتم وفقكم الله واحب ما على قلوبكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم احينا على الاسلام والسنة وامتنا على الاسلام والسنة يا رب في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم. اكرمنا يا رب بشفاعته