بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله ونبيه وخليله ومصطفاه اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين وبعد اخوتي الكرام حجاج بيت الله الحرام فلا يزال مجلسنا متتابعا في اعقاب هذه الفريضة العظيمة حج بيت الله الحرام والوقوف على ما لها من الاثار العظام في حياة المسلم الذي اكرمه الله. فاوفده واذن له بالمجيء في ديوان الحجيج هذا العام فوقف بالمشاعر وادى المناسك. ان العبادة اي عبادة في شريعة الاسلام لا بد ان تفعل فعلها وان يظهر اثرها في حياة العباد. فكيف ان كانت العبادة ركنا جليلا وعبادة عظيمة كحج بيت الله الحرام يجتمع فيه من عبادة البدن والمال. ويجتمع فيها ايضا من الجمع بين شرف الزمان والمكان. وفيها التلاقي اخي وفيها الاجتماع العظيم والحشد المبارك. وفيها اعلان التوحيد واتباع هدي سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم مثل هذه العبادة الجليلة لا تغيب عنها المقاصد العظيمة المباركة في شريعة الاسلام وقد تقدم الحديث عن ذلك قبل صعود الحجيج الى المشاعر واداء الحج هذا العام ثم عدنا بعد الحج فتناولنا مجلسين في اثر الحج الذي ينبغي ان يصاحب الحاج بعد عودته ورحلته لحج لبيت الله الحرام كان اعظمهما اثرا الحديث عن تعليق القلوب بربها. وان ترجع وقد وفت لربها وخالقها وسيدها حقه الاعظم الذي اوجبه الله على العباد ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا. ان يعلقوا القلوب به وحده سبحانه وتعالى ان يفردوه وحده جل جلاله بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات. ثم كان ثاني الاثرين توأم وصنوه وشقيقه الذي لا ينفك عنه. وهما عنوان المسلم في شهادته بالاسلام. اعني الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وتقدم كيف ينبغي ان يكون هذان الامران؟ اعظم شيء يرجع به من حجه ان يرجع وقد عرف طريقه الى الله وتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. حديثنا في مجلس الليلة يا كرام عن اثر ثالث من اثار الحج. ينبغي ان يرجع وقد ختم ختمه في قلب كل مسلم. جاء وحج بيت الله الحرام اما جئت وطفت بالكعبة وسعيت بين الصفا والمروة واتيت عرفة ومنى والمزدلفة. اما اديت المناسك؟ اما التقيت بهذا الحشد المبارك؟ اما اجتمعت في لهذا الموكب الكريم المهيب من حجاج بيت الله الحرام. الا بعد مرعاكم الله ان من اعظم مقاصد الحج التي ينبغي ان تبقى اثارها في حياة الحجيج بعد حجهم تلك العلاقة السامية الكريمة التي رفع شأنها الاسلام الاخاء في الله. اخوة الدين اعظم رابط ربط بين البشر على وجه الارض اطلاقا فهو اقوى من اخوة النسب. واخوة وعلاقة المصلحة والمنفعة واي شيء من العلائق على وجه الحياة يفوقه رتبة ويسموه شرفا اخوة الاسلام. والشرف في دين الله عز وجل واقدم بين يدي هذا الاصل المبارك بالمقدمة التالية فارعوني سمعكم رعاكم الله. اصل الاخاء في الاسلام والاخوة الايمانية في شريعتنا معشر المسلمين انها ركن ركين. من قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فقد ارتدى لباس الاسلام وقد جعل شعاره الذي يربط بينه وبين امة الاسلام جسر الاخوة في الله. هذا لا انفكاك عنه لاحد من المسلمين. بل هو مما لا خيار لي ولا لك فيه. اما وقد اصبحت مسلما فان لك حقا في الاسلام. فرضه والله عز وجل لك واوجب على جميع اخوانك المسلمين في امة الاسلام الوفاء بهم وبالعكس فكل مسلم له عليك ايضا حقوق فرضها الله عز وجل عليك. حقا لاخوتك المسلمين في كل زمان ومكان فالاخاء اصل عظيم. فرضه الاسلام وشرعته الشريعة لتبقى علاقة سامية كريمة. وهذا له نصوص عديدة في الكتاب والسنة. تقرأون جميعا قول الحق سبحانه انما المؤمنون اخوة وهذا على سبيل الحصر فلا شيء يربط بين اهل الايمان الا هذه العلاقة السامية الاخوة. انما للحصر المؤمنون لا وصف اخر يمكن ان يربط بين اهل الايمان سوى ما وصفهم به الله عز وجل في القرآن ومثل قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. ارأيتم هذا المدخل الجليل في الامر بتقوى الله. ثم جاءت الوصية التالية الشريفة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ان كان النهي عن التفرق فهو امر بالاجتماع والائتلاف واي امر بالاجتماع لابد له من جامع يجتمع عليه المأمورون بالاجتماع واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ثم جاءت الاشارة الى هذا الجامع. واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوان وفي الاية دلالات عدة عجيبة بعضها اعجب من بعض. اولها الاشارة الى هذا الجامع الذي ينبغي ان يكون عليه الاجتماع بنعمته اخوانا ولا يمكن ان يقوم مقام هذا الجامع جامع اخر فلا فلا اقليم ولا وطن ولا لغة ولا لسان ولا ثقافة ولا زمان يمكن ان يكون رابطا بين اهل الاسلام يجتمعون عليه ولا يتحقق به المراد الا بهذا الوصف. فاصبحتم بنعمته اخوانا. ومن الدلالات العجيبة في الاية ان الله جعلها نعمة يمتن بها علينا. علي وعليك. قال فاصبحتم بنعمته سبحانه. اذا هي نعمة واذا كانت نعمة فحقا هل استشعرت انها نعمة فرح بها قلبك وسر بها فؤادك وعدت مبتهجا ان بيديك نعمة انعم الله بها عليك. فاذا انت بها ضنين وانت عليها حريص. وانت بها مفتخر؟ هل هي نعمة حقيقة تجلت في قلبك؟ وظهرت في وانست بها انك تمتلك نعمة امتن الله بها عليك. ومن دلالات الاية العجيبة ان النعمة متى شكرت اقرت واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. فمن لم يشكر نعمة انعم الله بها عليه يوشك ان تزول فمن اراد بقاء هذه النعم فليشكرها حق شكرها. وحديثنا في مجلس الليلة هو لون من الوان الشكر لله على هذه النعمة الجليلة اي نعمة فاصبحتم بنعمته اخوانا. ومن الدلائل ايضا في نصوص القرآن والسنة قول الله سبحانه وتعالى لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم في سورة الانفال والحديث في سياق غزوة بدر يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. وقد قال له قبلها سبحانه وتعالى وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم ثلاثة اشياء امتن الله بها عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم في يوم الفرقان. الذي اصبح علامة من علامات امة الاسلام نصرا وعزة وشموخا وبقاء في التاريخ محفوظا الى يوم القيامة. فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره. هذه واحدة وايدك بالمؤمنين هذه الثانية. وايدك بان الف بين قلوبهم. هذه وحدها واحدة من ادوات النصر التي امد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم. والف بين قلوبهم ثم ثم اجعل لقلبك وقعا في هذه الجملة التامة الية والله يمتن على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم. قال له لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم هي كمثل اية اختها السابقة فاصبحتم بنعمته اخوانا وانت لو تأملت لابصرت هذا والله في غاية الجلاء. ما الذي الف بين قلوب المؤمنين بالايمان؟ ما الذي جعلهم يشعرون بالاخاء بهذا الدين بالرغم من اختلاف الاجناس والالوان والثقافات والمناطق والاقاليم والبلدان فجعلت هذه العلاقة اطغى على كل شيء من الفوارق فتذوب. كل الحواجز ويبقى هذا الاخاء الشريف الكريم العظيم مباركا ترتفع رايته. واذا هي اكبر راية عرفتها البشرية على وجه الارض. راية يمكن ان يفيء تحتها الالوف المؤلفة. راية يمكن ان يستظل في ظلها اليوم قرابة اثنين مليار مسلم عجيب والله لتدرك انها ليست صنعة بشرية ليست اجتهادا ينسب الى البشر ولا يوجد اليوم على وجه الارض حلف او راية او اجتماع او حزب يمكن ان يلم شتات البشرية المختلف في كل كل شيء كمثل ما فعل الاسلام يا اخوة لو تأملتم لالفيتم هذا اية من ايات الله. دعني اقرب اليك الصورة. ماذا لو جئنا يا اخوة الى اهل قطر من الاقطار ناحية فلنقل قارة او جهة من قار جنوب اسيا وغرب افريقيا شمال اوروبا حدد اي بقعة من الارض واجعلها امامك في اطار تضم عدة دول بالمصطلح الجغرافي في المعاصر واردت ان تصدر قرارا ولك سلطة ونفوذ. لو امرت بالشيء يطاع. ولو اردت ان تجمع الناس على نوع موحد من الطعام لا يأكلون الا اياه او شراب او لباس او عادة او اي شيء من التقاليد فقلت لهم لا اسمح لكم الا باكل هذا النوع من الطعام او بلبس هذا اللون من الثياب او بصنع كذا وكذا من العادات فانه لا يستقيم لك ابدا ان تجمع امزجة مختلفة واذواقا واهواء متباينة فانه يعسر عليك ويتعذر ويستحيل ان تجمعهم على طعام واحد وشراب واحد ولباس او عادة بالله عليكم هذه اصعب ام العقائد والافكار والمعتقدات الثانية اصعب اما تأملت ان الاسلام جمع بينهم فيما هو اصعب من العادات واللباس والطعام والشراب وجمعهم على عقيدة واحدة يشهدون فيها ان لا اله الا الله. وان محمدا واحدا من الانبياء والرسل هو خاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والله اية ودلالة معجزة على حكمة الحكيم وتدبير الخبير سبحانه وتعالى. حتى تفهم ما معنى فاصبحتم نعمته اخوانا. وقوله لنبيه عليه الصلاة والسلام والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم ثم انظر بما وصف نفسه سبحانه انه عزيز حكيم عز سبحانه فانفذ امره وله الحكمة البالغة فقضى بالذي رأيتم من اخوة اهل الاسلام برباط الايمان ورابطة الاخاء الايماني الطاهر. لن قيل كثيرا في هذا وهو موطن يستحق الاسهام والتأمل والتعمق في جوانب الحكمة الالهية والعظمة في التشريع الاسلامي في جانب الاخاء يا كرام. ولكن لان التشريع الاسلامي في جانب الاخاء الايماني احد اعمدة التشريع. وسمات المجتمعية عيد مسلم وواحدة من سمات هذا الدين الذي اصبح جزءا من تكوينه الذي لا ينفك عنه فان نبيكم صلوات الله وسلامه عليه لما اذن الله له بالهجرة الى طيبة الطيبة لتكون مرحلة جديدة في تاريخ الاسلام. تشرق معها شمس الرسالة ويمتد سلطان الاسلام ويقول له الدولة والنفوذ والطاعة والمجتمع والقانون الذي يحكم به الاسلام فان اول شيء صنع ابو النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وهيأ الله له موضع مسجده النبوي الشريف حيث بركتنا ناقته القصواء فان اول قرار عمد اليه المصطفى صلى الله عليه وسلم هو المؤاخاة بين المهاجرين والانصار عقب قرار بنائه مسجده الجامع عليه الصلاة والسلام. اليس في هذا دلالة كافية لمن اراد ان يعي انه لا قيام لامة الاسلام ولا قوة لمجتمع المسلمين ما لم يقم هذا الصرح ويعود هذا الاطار ويقوم هذا الاساس في حياة المجتمعات المسلمة الذي صنعه النبي عليه الصلاة والسلام. وامر به فاخى بين كل مهاجر من اهل مكة مع اخ له من الانصار من الاوس والخزرج من اهل المدينة. اخوة اشتركوا فيها في البيت والمال والمطعم والمشرب والمبيت والتناصح والمؤازرة اخي والقوة في الاسلام بقي هذا التآخي عنوانا لا نحتاج بعدها الى ان نؤاخي بين اخ واخ فاصبح النظام انما المؤمنون اخوة واصبح العنوان وكونوا عباد الله اخوانا. واصبح الشعار المسلم اخو المسلم. ولربما رأيت انسان عاش شطرا من حياته تائها في ضلال العقائد المنحرفة. ايا كانت ملته ونحلته. فجاء الوقت الذي هداه الله الى الاسلام سواء كان فتى شابا او كهلا او شيخا او عجوزا ولم يبق له من العمر الا ايام او ساعات معدودات فانه مجرد ان يأذن الله له فيكرمه بالدخول في الاسلام فقد دخل في عداد قوله صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم واصبح للحظة تلك منذ ان يعلن دخوله في الاسلام متشرفا بالانتماء في عضوية اخاء اكبر عضوية على وجه الارض في تلك اللحظة امتدت له علاقة اخوة بقرابة الفين مليون مسلم على وجه الارض. فيهم العربي والعجمي والابيض والصغير والكبير شيء عجيب والله يفرضه الاسلام علاقة بين كل من ينتسب الى هذا الدين بشرف الاخاء الايماني الطاهر ارسل النبي عليه الصلاة والسلام هذه القاعدة العظيمة واقام هذا الصرح الشامخ واذن لامة الاسلام ان تمتد من تلك اللحظة الى قيام الساعة لا تعرف علاقة بينها اسمى من الاخاء. ولا اشرف من الاخوة الايمانية. وليبقى المسلم اخا للمسلم في كل زمان كان ولو تأملت في تفاصيل الشريعة وثناياها لا الفيت مزيدا من العجب عجب والله يا اهل الاسلام تشرع الاحكام في الشريعة الاسلامية لتعظيد هذا المعنى وتعزيزه وتأطير اواصره هل تصدق ان شريعة تأتي باحكام الحلال والحرام بما ينسجم مع قاعدة الاخاء ويأمر به فتأتيك الاجور والحث والاغراء باجر التواصل والاخاء يتهاجر المسلمون لما قد يقع بينهم من الضغينة والاختلاف وسوء التفاهم. فينهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يهجر المسلم اخاه فوق ثلاث ثم يقول وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. ان كان فيك خير ان كان فيك خير فانت الذي تبادر اخاك الذي دبت بينكما القطيعة لتكون المبتدأ بالسلام تصافحه فيأذن الله بحط الخطايا عنكما وانت تصافحه بالسلام يا اخي ما هذا؟ تلقي السلام عليه فلك بكل جملة في السلام عشر حسنات. السلام عليكم بعشر. السلام عليكم ورحمة الله عشرون. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثلاث حسنة. من ذا الذي يزهد في اجر ولم تفرض تلك التشريعات والاحكام الا لحثو الاغراء. بل حتى في حال عدم المواجهة وكنت انت وحدك وجئت في ساعة خلوة بربك وتذكر حاجتك وتدعو فيأتيك الاغراء. من استغفر للمسلم للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له كل مؤمن حسنة كم حسنة تريد؟ استغفر لاخوانك. ما اخوانك؟ امة الاسلام اليوم قل اللهم اغفر لي ولاخوتي المسلمين والمسلمات الاحياء والاموات يغريك لان تبقي على علاقة الاخوة في قلبك ينبض وقعها حيا تعيش اثرها مدى الحياة المصافحة اجرها العفو عن الاذى الصبر على احتمال ما قد يصدر من اخوانه. كل ذلك ان تنال الاجر اثوبة وان تعزز في قلبك معاني الاخاء. بل ويحرم الاسلام في تشريعاته صورا من التعاملات والعقود لانها تناقض تمام الاخوة وطهر الاخاء. كل عقد بيع او نكاح او تعامل من التعاملات في الشريعة يمكن ان يدخل منه الشيطان فيوقع بينك وبين اخوتك المسلمين شيئا من الضغينة او التشويش او التعكير على صفو الاخوة وجدت يسارع في اغلاق ذلك الباب. يقول عليه الصلاة والسلام مثلا وهو ينهى عن الغيبة والنميمة والتباغظ والتدابر والتحاسد يقول لا تحاسدوا ولا تباغظوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ثم يقول عليه الصلاة والسلام في سياق الحديث ذاته بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم يكفيك شرا ان تكون فيك هذه الخصلة ان يقع في قلبك احتقار لاحد اخوتك المسلمين مهما كان جنسه ولونه ومرتبته وصفته مهما كان الموقف الذي ازرى به في حقك مهما كان الاذى الذي صدر منه تجاهك يا اخي. من حقك ان تنتصر وان تطالب بحقك. لكن ليس من حقك ازدراء اخيك المسلم افتقارة. ان رأيت الى اي مدى بلغ الاسلام في تعظيم علاقة الاخوة وتمجيدها واحترامها. ينهى عليه الصلاة والسلام عن بيع المسلم على بيع اخيه. وينهى عن خطبة المسلم على خطبة اخيه. كل ذلك لاجل ان تبقى الاخوة عامرة بالمحبة الصفاء والمودة ويطول بنا المجلس والله لو استفصلنا واستقصينا عقود الغرر والبيع والنهي عن كثير من الوان العقود وتجد حكمة ذلك امر واحد مشترك بينها الابقاء على صفاء الاخوة نقيا وعلى علاقة الاخاء اي عابرة بين المسلمين لا يدب منها الشيطان في شيء يفسدها او يعكر صفوها احتجت الى ان اقدم هذه المقدمة باختصار وايجاز واقتظاب شديدين جدا لاقول اتظنون ان كالحج يأمر الله فيها بالسفر والارتحال وبذل المال والاغتراب والقدوم وقطع المسافات وان تبقى اياما في بهذه البقاع الطاهرة اتظن ان عبادة جليلة بهذا الوزن سيغيب عنها هذا الاصل الكبير في ثناياه او فيما ان يكون من اثر يرجع به الحجيج بعد حجهم ابدا والله من اعظم مقاصد الحج اعلان هذا الاخاء واظهاره والفرح به والسرور واقامة صرحه وتجديد عهده وان يرجع المسلم وقد امتلأ قلبه عزة باخوة الاسلام. وفرحا باخوته المسلمين ومزيدا من التمسك والثبات على الحق الذي هو عليه. مع ما قد يجده في ايام دهره وحياته وسنته من طوارف واذى واضطهاد وضعف ربما زلت به القدم او تخلخلت عنده القناعات او تحركت في قلبه الشبهات فيأتي لموسم الحج واذا بتلك القواعد قد رسخت والشبهات قد تبددت واذا بصرح الايمان في قلبه قد تقوى لما لا وقد حج وشارك موكبا معه من اخوة الاسلام امتد عن يمينه وعن شماله من هنا وهناك قد عاش معهم هذا المعنى الكريم في حج بيت الله الحرام. يا كرام امران عظيم ان جاء في نصوص الحج وادلته التي تدل على ان هذا الالتقاء الموسم الكبير السنوي الحافلة في موسم الحج يراد به ان تشهد الامة هذا المعنى المبارك الكريم اوما قال ربنا سبحانه اول هذين الامرين ما قال فيه ربنا سبحانه في سورة الحج واذن في الناس بالحج رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم. وقد تقدم بالتفصيل ذكر شهود والمراد به وانها تشمل المنافع الدنيوية الارباح والتجارات والبيع والشراء والتعارف والمصاهرة واو الى اخره تشمل المنافع الاخروية الجنة ونعيمها ورجع كيوم ولدته امه وليس له جزاء الا الجنة. وسائر ما ذكر في فضل الحج وثوابه به واجر اصحابه والجمع بين هذين الامرين هو الراجح الذي ذهب اليه جل المحققين من اهل العلم ان ذلك تشمل كل ما يتعلق بالمنافع الدنيوية والاخروية. فمن الدنيوي التجارة والاسواق في الحج وان قوله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم في سياق الحج دل صراحة على ان ذلك من مقاصد الحج ومن شهود المنافع قال ابن عباس رضي الله عنهما كان متجر الناس في الجاهلية عكاظ وذو المجاز فلما جاء الاسلام كأنهم ذلك فانزل الله ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. اطبق المفسرون على ان معنى الاية ليس على الحاج اثم ولا حرج اذا ابتغى في حجه ربحا وتجارة في ايام الحج ان لم يشغله ذلك عن شيء من اداء المناسك. ولما سئل عمر رضي الله عنه يا امير المؤمنين كنتم تتجرون في الحج؟ قال وهل كانت معايشهم الا في الحج؟ ومن المنافع الدنيوية الانتفاع بلحوم الهدي اكلا واهداء وصدقة وبيعا وشراء فذلك ايضا من المنافع قال الله ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما فهم من بهيمة الانعام من المنافع الدنيوية ما نتكلم عنه. الاجتماع والالتقاء الاخوي الكبير الذي يجمع اهل الاسلام من مختلف البلدان والالوان واللغات والثقافات. فهذا والله في الحج من اجل صور المنافع المقصودة التي يراد لي ولك ان نشهدها كما جئت تبحث عن الاجر والثواب لتشهد المنفعة الاخروية. فان حقا عليك ان تبحث عن هذه المنفعة الدنيوية الالتقاء اخوتك المسلمين. ولذلك فمما يعاب على بعض الحجيج الانعزال والانكفاء في رحلة حجه. فلا يلتقي الا باهل بلده الذين قدم معهم فان حجز معهم في السكن ويرافقهم في الاتيان الى المسجد الحرام ولا يخرج عن رفقتهم في الانتقال بين المناسك بين منى وعرفة او مزدلفة فلا يدخل ولا يخرج ولا يذهب ولا يجيء الا في اطارهم منغلقا دون اخوته المسلمين. وقد حرم نفسه والله من خير كبير بل من منفعة عظيمة كان يراد له ان يشهدها في موسم الحج ولذلك قال الشنقيطي رحمه الله ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن والمراد به من دخولها في شهود المنافع تيسر اجتماع المسلمين من اقطار الدنيا في اوقات معينة في اماكن معينة ليشعروا بالوحدة الاسلامية ولتمكن استفادة بعضهم من بعض فيما يهم الجميع من امور الدنيا والدين وبدون فريضة الحج لا ان يتسنى لهم ذلك فهو تشريع عظيم من حكيم خبير. والعلم عند الله تعالى انتهى قوله رحمه الله. وقد تقدم ان الدلالة صريحة ليشهدوا منافع لهم واللام للتعليم. هذا الامر الاول الذي يدلك على ان فريضة الحج جاءت من اجل رعاية هذا المقصد وتحقيقه والبحث عنه وشهوده. فاياك عبد الله ان ترجع من حجك وانت لم تظفر بحظك الوافر من شهود هذه المنفعة الجليلة العظيمة واما الامر الاخر المؤكد لان هذا مقصود من مقاصد الحج الاجتماع والائتلاف فان مقاصد الحج في تناسب عظمة الحج واجتماع امة الاسلام في موسم الحج حسا ومعنى من محكمات الشريعة واصولها العظام. جاءت نصوص الكبيرة الكثيرة في هذا. الحج مجمع اسلامي فريد ضخم يتكرر كل عام. ولن يغيب عنه هذا المقصد العظيم ودل على ذلك انه لا يمكن ان تغيب تلك المعاني. انظر رعاك الله في قوله ليشهدوا منافع لهم وقد تقدم المراد بها في المنافع الدنيوية التعارف والتآخي وصدر سورة التوبة التي نزلت بعدما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر الصديق رضي الله عنه اميرا على الحج في السنة التاسعة ثم بعث بها لتعلن وتقرأ على مسامع الحجيج في موسم الحج ذلك العام هي صورة من صورة الاجتماع والائتلاف لانها اجتماع على عقيدة الولاء. والبراء من الشرك واهله. بل اكد النبي عليه الصلاة والسلام. في حجته اليتيمة الفريدة حجة الوداع على هذه الاصول العظام اما عد اهل الاسلام خطبة عرفة الخطبة الجامعة البليغة الوجيزة وجملها المحدودة التي خطبت في موقف عظيم ما زالت خطبة ترن في اذن امة الاسلام الى اليوم والى قيام الساعة. جمل جاءت باصول الدين ومحكماته العظام ومحاوره الامهات التي ينبغي ان تبقى محفوظة في امة الاسلام في كل زمان ومكان. من الجمل التي نطق بها وفى صلى الله عليه وسلم فى خطبة عرفة يوم جمع الامة فى ذلك المجمع العظيم. قوله عليه الصلاة والسلام ان دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا بالله عليكم هل ترون هذا الا الا تأكيدا على حق الاخوة والحفاظ عليه وابقاء لان تبقى امة الاسلام الاسلام في كل موسم للحج تتذكر هذا المعنى العظيم وتتعاهد عليه. فلا ترجعوا من موسم الحج الا وقد سقت قلوبها وذكرت انفسها بان من اعظم ما يرجع به المسلم من حجه اجلال اخوته المسلمين. واحترام اموالهم دمائهم واعراضهم فانها مصونة في الاسلام بل محرمة اشد التحريم. في جمل محدودة يخطب بها النبي عليه الصلاة والسلام يوم عرفة لتكون هذه واحدة من الوصايا العظام التي لم تخل عنها خطبة ذلك اليوم العظيم. بل اعاد النبي وصلى الله عليه وسلم هذا المعنى وقرره في خطبته يوم النحر بمنى. لما قال في حديث ابي بكرة نفيع ابن الحارث رضي الله عنه اتدرون اي يوم هذا فسكت الصحابة قالوا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى. قال اي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير باسمه؟ قال اليس ذو الحجة؟ قلنا بلى. قال اي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم الصحابة لما قالوا الله ورسوله اعلم ليس جهلا باسم مكة ولا باسم الشهر ولا باليوم يوم النحر. لكن السؤال اورد بشكل عجيب جعلهم يتوقفون انه لا يمكن ان يسأل عن معلومة بديهية عن اسم مكة واسم شهر ذي الحجة بل تأكدوا ان من وراء ذلك مغزا عظيما والمتكلم نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرر لهم المعلومات البديهية. بلى هذه مكة وهذا شهر ذو الحجة وهذا يوم النحر قال عليه الصلاة والسلام اليست بالبلدة الحرام؟ قلنا بلى انظر ذكرهم باليوم وحرمته يوم حرام يوم النحر والشهر وحرمته شهر ذي الحجة شهر حرام. والبلد وحرمته مكة البلد الحرام. قال عليه الصلاة والسلام فان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا الى يوم ربكم شف يعني الى اليوم هذا الذي حججت فيه انا وانت والذي سيحج فيه من يحج العام القادم الى يوم تلقون ربكم. سيبقى تحريم اعراض المسلمين ودمائهم واموالهم من اشد انواع الحرمات في شريعة الاسلام. وكأنها اجتمعت فيها حرمة الزمان والمكان اليوم والشهر والبلد. فلا والله لو وعلم من تعدى على حرمة احد من اخوانه المسلمين. في دمه او عرضه او ماله والله لو علم لعلم انه تقحم بابا من ابواب النار نسأل الله السلامة في امر عظيم كان النبي عليه الصلاة والسلام يلقي بها كلمات ترجف لها قلوب اهل الاسلام. لو عقلوا عن نبيهم عليه الصلاة والسلام كان يلقي كلمات يريد بها ان يحجز الامة عن ان يأتيها يوم فيتجاسر بعضهم على دماء اخوته فيستحلوها او اعراضهم فيقع فيها او ابوارهم فيهتكها بالحرام يعلنها صلى الله عليه وسلم في موقف عظيم القلوب فيه منيبة. والابصار فيه خاشعة والجوارح ساكنة. والكل مقبل على رب كريم فيؤكد ذلك المعنى العظيم. قال الى يوم تلقون ربكم وفي رواية ابن عمر رضي الله عنهما قال فان الله حرم عليكم دماء واموالكم واعراضكم. وفي رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال فوالذي نفسي بيده انها لوصيته الى امته فليبلغ الشاهد الغائب. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما والحديث في الصحيح لا يزال هذا المعنى مرتبطا بالحج معشر الحجيج فينبغي ان نعقل هذا وقد جئنا لنحج بيت الله الحرام. بل وقفنا بالمشاعر وادينا المناسك حق علي وعليك. وعلى كل حال الى يوم القيامة ان يمتلئ قلبه بهذا المعنى العظيم. انه كلما حج حاج وجب والله الذي لا اله الا هو ان صدره تعظيما وتقريرا لهذا الاصل العظيم. حقوق اخوة الاسلام واحترام حرماتها العظام الدماء والاموال اعراض فانها شديدة الوقع في الاسلام. مخالفة الشريعة في مناسك الحج لهدي المشركين كانت لونا من الوان الانحياز الى قوة الاسلامية والولاء لها والتبرأ من الشرك والجاهلية وكل صورها وما ينتمي اليها. خطب النبي عليه الصلاة والسلام في دلالة على تأكيد هذا من زاوية اخرى فقال الا كل شيء من امر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موظوعة وربا الجاهلية موظوع حج عليه الصلاة والسلام ففارق مناسك قريش التي كانت تحج بها مع العرب ايام كفرها بالله قبل دخولها في كما في التلبية لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فابطل صلى الله عليه وسلم ذلك. كانوا يقفون من مزدلفة ويقولون نحن اهل الحرم فلا نخرج الى الحل وتمتيز قريش عن باقي قبائل العرب فغير النبي عليه الصلاة والسلام ذلك اللون من الانحراف عن حج الخليل ابراهيم عليه السلام واعاده الى عقيدة التوحيد والانتماء الى الاسلام وعقيدة الاخاء التي تشترك فيها الامة بلا تميز. شرع الحج في اداء المناسك على هيئة اجتماعية. ايضا كان هذا اشارة الى ان الحج بصفته العظيمة يحمل قصدا شرعيا بالاجتماع المعنوي. يوازي هذا الاجتماع الحسي الذي عشتموه في الحج معشر الحجيج. فالكل كل يقف ويبيت ويرمي ويطوف ويسعى الكل. لو حج الف او حج مائة مليون او والف مليون فان القاعدة واحدة الحج عبادة اجتماعية لا تؤدى فرادى. يقف الجميع ويبيت الجميع ويرمي الجميع ويطوف ويسعى ويحلق وينحر كل ذلك مقصد عظيم ان تكون في اماكن محددة واوقات محددة الغالب فيها الهيئة الاجتماعية. ان الحج ايها الحجيج عبادة جماعية. يجتمع اهل الاسلام عليها لاداء هذه في وقت واحد في صعيد واحد وفي زي واحد في هذا العنصر الجمعي معنى مقصود لان يكون ركنا ركينا لا يكون الحج حجا ولا يقع فرضا ولا نفلا. ولقد حرص الاسلام على هذا التجمع في الحج حرصا يفوق كل حرص ومن الطف الدلالات على هذا المعنى واعجبها قوله صلى الله عليه وسلم لما هم بالرحيل الى المدينة النبوية بعد فراغه من اداء المناسك يوم الرابع عشر ونزل المسجد الحرام فصلى الفجر وطاف الوداع فقيل له ان صفية ام المؤمنين رضي الله عنها قيل له ان قد حاضت قال احابستنا هي قيل له انها قد افاضت وطافت بالبيت قال فلتنفر اذا اخذ الفقهاء من هذا الحديث سقوط طواف الوداع عن المرأة الحائض لكن فيه دلالة عجيبة ليست هي المقصود لكنها واضحة جلية لما قيل له انها حاضت كان الواجب شرعا ان تبقى حتى تطهر لتطوف الافاضة ان لم تكن قد طافت. فلما قالوا لها قد طافت قال اذا فلتنفر دل اذا على ان طواف الافاضة لا يسقط عن الحائض لكن الاشارة في قوله احابستنا هي صرح بكونه سيحتبس من اجلها ويحبس الناس معه مع انها واحدة من رفقته واهل بيته صلى الله عليه وسلم لكنه المعنى لاجتماع العجيب الذي يسهر فيه الاسلام اهل الحج في حجهم انت لست وحدك في الحج. انت مع امتك انت مع الذين جاءوا يحجون هم اخوة لك. انتم جئتم يا كرام يلفكم رابط الاخاء. قد لا ترى اخاك هذا المشرقي او المغربي او الاسيوية والافريقية والامريكية والاوروبي قد لا تراه الا مرة واحدة في العمر هي هذه المرة يكفي انه اخوك بل ربما ما رأيت اضعاف اضعافهم ممن هم في بلدانهم. يكفي انهم اخوة. لتحمل لهم في قلبك من الحب والولاء والانتماء ما يجب ان تحمله في قلبك بحكم اخوة الاسلام الالتقاء والتعارف الاممي الكبير يا كرام في مجمع الحج والله ما زال واحدة من اعجب صور الاجتماع التي يقف الغرب اليوم مندهشا حقا ان الغرب في كل عام في كل موسم حج ما زال يرصد بدهشة وحيرة وتعجب شديد هذا الالتقاء مع الاممي الكبير. زحف بشري هائل تختلف فيه كل العناصر الالوان الاجناس اللغات الثقافات. حتى مستوى المعيشة الاغنياء والفقراء الساسة والمسوس والقائد والرعية الكل يجتمعون لا يكاد يتميز بعضهم عن بعض. واذا هم في ذلك الموكب ينصهرون في قالب عبادة الحج ليؤدوا مناسك ملؤها الخشوع والسكينة والانقياد والطاعة والبحث عن رضا ربهم والانصراف بقلوب قد غمرت برحمة وعفو وكرم الكريم سبحانه. اقول ما زال هذا المشهد والله مثار عجب واعجاب واستغراب شديد. يقف العالم مندهش كيف اجتمع هؤلاء كيف تجانس هذا الجمع المختلف في كل شيء؟ كيف اصبح نسيجا متجانسا؟ كأنك تبصر لوحة فريدة اجتمعت فيها كل الالوان كل الاطياف كل الانتماءات لكنها اجتمعت في اطار واحد كان كفيلا باذابة كل الفوارق ورفع كل الحواجز بل ربما اجتمع ها هنا في هذا البلد الحرام والمشاعر العظام. اخوة في الاسلام لا يتسنى لهم في بلدانهم واقاليمهم اقطارهم الاجتماع باخوتهم من بلدان اخرى. فاذا هم يرونها اليوم وهي تصف بجانبها في الصلاة وهي تقف معها في الموقف وهي تشاركها في مسيرهم نحو الجمرات للرمي. او وهي تؤدي اي خطوة من خطوات المناسك. يا اخوة حق كن عليكم وقد جئتم من اماكن بعيدة ومن كل فج عميق ان تغترفوا من هذا المعنى اغترافا فتملأ به القلوب فرحا وسرورا وعزة وفخرا وابتهاجا وحبورا. هو والله مشهد لن تجده الا في هذا البلد الحرام. في هذه البقعة الطاهرة في هذا الموسم الذي جمعهم الله عز وجل فيه واتى بهم من كل مكان من كل حدب وصوب فاقبلوا اقبلوا وفي قلوبهم كالذي في قلبك وفي نفوسهم كالذي في نفسك. فوجب ان يكون هذا القاسم المشترك هو الاطار هو الحزام هو الرابط الذي يربط كل هؤلاء فان عادوا بعد حجهم وتناءت بهم الاقطار وتفرقت بهم البلدان وتشتت بهم السبل الا ان القلوب لا زالت في رباطهم والارواح ما زالت في نسيجها. وهذا الاخاء ما زال جليا يجلجل مدويا في نفوس اهل الاسلام يحفظونه فتتقوى اواصر الاخاء وتشتد عور الاخوة بين المسلمين. يلتقي المسلم في الحج باخوته من كل بلدان العالم. يصلي بجوارهم يطوف اسعى معهم يرافقهم في صعيد عرفات وفي جاج منى وعند الجمرات فتشرق افئدة المسلمين بهذا الاخاء بدينهم عزة وافتخارا. ويدرك احدهم ان كل هؤلاء واضعاف اضعافهم ممن لا يزالون في بلدانهم اخوة له لم تلدهم امه. فيعود بعد حجه اشد ثباتا واقوى استمساكا واعظم اعتزازا بدينه. هذا يا اخوة مقصد جليل. بل ربما جاء في الحج بعض اخوتنا المسلمين من بلدان لا يجدون فيها وصلت الاسلام يعز فيها الناصر ويتكالب فيها العدو ويضطهد فيها حقهم وتنتهك فيها حرماتهم فيأتي منكسر قاطر يأتي ضعيف الجناح يأتي مهضوم الحق. يأتي وقد اريقت في ماء في وجهه ماء الكرامة والعز كي يلملم شتاته في الحج. اي والله فلا تدري لا تدري والله كم يفعل هذا الالتقاء فعله في تلك القلوب المنكسرة والخواطر الجريحة والافئدة التي قصقصت جناحاتها فتعود لتنتعش وترجع الى بلدانها اشد ثباتا واعتزازا بدينها لا تزهد في هذا المعنى الكبير. التعارف والتواصل بينك وبين اخوتك رحم الله امرء جاء الحج. فتعرف على التفت يمنة ويسرة حتى لو ما رأيته الا في مجلسك هذا فالتفت فهذا من المشرق وهذا من المغرب وهذا ابيض وهذا اسمر وهذا احمر وهذا اصفر بالله عليك لو لم تجمع بينكما لغة مشتركة ولا اسلوب للتواصل والتفاهم. والله ان الابتسامة التي تبثها في وجهه والقاء تحية الاسلام السلام عليكم كافية جدا لان تنقل مشاعرك واخوتك واحاسيسك اليه ليقول لك بابتسامة المتبادلة وعليكم السلام قد لا تحسنون لغة مشتركة لكن هذا مشترك كبير قام بينكم فرحم الله امرأ حرص في كل مدخل ومخرج في المسجد الحرام في المطاف عند الكعبة في السعي بين الصفا والمروة في الطرقات في المسكن في الفندق في كل مكان يبصر اخوته فيبث السلام وينشر التحية يعرف انه سيبذر بذرة في قلب اخ له ربما لن ان تلقاه عينه الا يوم القيامة اذا اجتمعوا في الجنة هناك فيقول اتذكر يوم التقينا في الحج في ساحة المسجد الحرام؟ ويذكر لما حجوا في عام واحد ووقفوا بجوار بعضهم وصفوا بجوار بعضهم. يا اخوة لا اقول هذه من متع الحج فحسب بل هي والله من مقاصده العظيمة التي ينبغي ان نحرص عليها تعارفوا اياهم. الق حبال الوصال هم اخوتك. ولو كنت ملتقيا في موسم تجاري ومؤتمر اقتصادي بارباب الاموال والتجارات لحرصت الا يفوتك منهم احد. الا وقد وثقت العلاقة معه وفتحت باب التواصل واياه هذا الذي بينك وبين امة الاسلام في موسم الحج اغلى والله واسمى واشرف واجل اعظم. ان اردته في الدين والدنيا وان اردته في الدنيا والاخرة. كل ذلك باب مشرع يحرص عليه المسلمون في موسم الحج كل عام الا ان موسم الحج احد الفرص العظيمة التي تجتمع فيها امة الاسلام. ليكون موسما جامعا ليكون ملتقى كبيرا لا يتيسر مثله بمثل صفته. وعندئذ يمكن ان تكون فيه الملتقيات وان تكون فيه الالتقاءات للمجامع الفقهية ومراكز الافتاء كما يفعل بعض الجهات المعنية في ندوة الحج الكبرى والمؤتمر السنوي في الحج كل عام. وكذلك ما يحصل في بالحج من تكافل ومواساة عظيمة عامة تبرز في موسم الحج تعزز معنى الائتلاف. في موسم الحج كل عام تذبح الاضاحي. وهدي الحجيج المعتمرين الحجاج والمعتمرين سواء كانوا متمتعين او قارنين. هدي واجب او هدي تطوع فانه تجتمع الاضاحي وتراق الدماء ويجتمع اللحم ويكثر. فقام من اثر هذا الاجتماع الاخوي الكبير. ومن بركات موسم الحج الذي تجتمع له امة قام ذاك المشروع العالمي الاسلامي الظخم للافادة من لحوم الهدي والاضاحي فتجمع وتبرد وتحفظ ثم ترسل الى بلاد اسلام والى اقطاره ذات الحاجة والعوز او النكبات والكوارث لدفع مجاعة وسد كربة ودفع خلة فكانت صورة من سورة المواساة التي انبثقت هنا من مكة من موسم الحج من منى من عرفة لتنشر الاخاء والخير والرحمة كافل المواساة الى كل انحاء العالم على مدى العام. فكانت اياما معدودات في رحاب الحرام والبقاع العظام امتدت اثار وبركاته وصور تكافلها ومواساتها لكل امة الاسلام في كل مكان وكل زمان. ان الحج بشعائره العظام ومقاصده به الجليلة ومنها مقصد التآخي والاجتماع الاخوي الكبير يفيدنا باشادة صروح الاخوة عاليا وبث روح العزة بالاسلام وتجديد هذا المعنى في الامة كل عام. يا كرام اما وقد حججنا بيت الله الحرام. وشهدنا هذه المعاني ورأينا ما الذي الاسلام ان هذا الاجتماع الاخوي الكبير وكيف ينبغي ان يرجع المسلم بعد حجه وقد وعى هذا المعنى الكبير وقد بثت في نفوسنا جميعا هذه المقاصد الجليلة فحق علينا والله ان نرجع لندرك ان الوصايا العظام التي ارادها الاسلام ان تبقى حية في النفوس. واعلنها نبي الامة صلى الله عليه سلم في خطبته بعرفة وخطبته يوم النحر بمنى من اجل ان تبقى الامة حافظة هذا المعنى. مستوصية بهذا العهد النبوي الكريم لترجع امة الاسلام وقد عاشت هذا المعنى. في صور اجملها في الاتي. كيف يبقى اثر الاخاء؟ كيف يبقى اثر الاخاء بعد الحج معشر الحجيج حيا في قلوبنا. كيف نجعل ختمه باقيا في نفوسنا؟ كيف نرجع وندرك اننا قد وجدنا من منافع الحج منفعة الاخاء الايماني وتأصيل عقيدة الولاء والانتماء لامة الاسلام. لذلك صور ينبغي ان نتواصى عليها اولا تأصيل عقيدة الولاء لامة الاسلام كل مسلم على وجه الارض هو اخ لك. وانت اخوه. وحق النصرة واجب والموالاة بينكم بالاسلام حق مشترك المحبة لاخوتك المسلمين موالاتهم على امور الدين. ارتباطا بالوصف الاعم الاسلام والايمان. وتبقى الاوصاف التالية عنها. الانتماء الجغرافي والجنسيات والحدود والاقاليم التي فرقت اليوم لاسباب شتى ينبغي ان تكون اعتبارات ثانوية ويبقى الاصل الجامع والوصف المشترك الذي شرفنا الله عز وجل به. قال سبحانه وتعالى في ختام سورة الحج قال ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل. وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم. وتكونوا شهداء اعلى الناس فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير. وما المعتصم بالله المعتصم بالله الذي لا يمكن ان تصرفه الصوارف ولا ان تمنعه الحواجز عن ان يعتصم بوصية ربه الكريم بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقد تقدم ان النهي عن الافتراق يحتاج الى جامع يجتمع عليه وهو المذكور في قوله تعالى فاصبحتم بنعمته اخوانا يا كرام يتصلوا بهذا المعنى من الموالاة لوازم عدة. المحبة لاخوتك المسلمين. ارادة الخير لهم. نصرتهم كف الاذى عنهم دلالتهم على ما ينفعهم. تحذيرهم مما يظرهم نصحا وصدقا واحسانا. هذا كله مما اكدوا قصده في الحج في هذا الحشد الضخم الكبير الذي يجتمع له بنو الاسلام بمختلف الالوان واللغات والجنسيات والثقافات اذا هذا اولا من اثر معنى الاخوة في الحج تأصيل عقيدة الولاء للمسلمين محبة اخوة نصرة اية للحقوق. ليس اخوك المسلم المقصود به بلديك الذي تسكن معه في بلدتك فقط بل كل مسلم على وجه الارض هو مسلم قضيته قضيتك همه همك حقه حقك وانت يجب ان تحمل له من الولاء في ادنى درجاته ان تحمل همه ان تحبه لاجل دينه وان تكترث لهم لانه اخ لك في الله. ثانيا من اثر الاخاء الاسلامي الذي ينبغي ان به الحجيج بعد حجهم ترسيخ معنى الاعتزاز بعزة الاسلام. واخوة الدين بمعنى ان تشعر باخوة الاسلام وسام الشرف تعتز به وان تركن الى ركن شديد عندما تأوي الى اخوة الاسلام وعدم الضعف والانكسار في مواجهة سطوة اعداء الاسلام وبغيهم. والمحافظة على عقيدة البراء من كل الملل. التي تعادي اهل الاسلام. والتي على حربه او على الفتك باهله او على استضعافهم وعلى الاستيلاء على حقوقهم او استضعافهم فان التعايش ان التعايش مع غير المسلمين في في دنيانا المعاصرة اليوم واحترام قوانين الصلح والمعاهدات التي فرضت وعصمة الدماء والحرمات المعصومة. كل ذلك لا يتناقض مع التبرؤ من كفرهم الله تعالى الاحترام شيء والحفظ على الحقوق والعهود التي تحفظ الحقوق بين البشر في كفة والتبرأ من كفرهم وبغض عقيدتهم التي جحدوا بها حق الخالق العظيم في كفة اخرى. لقد ذم الله اهل النفاق بقولهم بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما انظر الوصف الذي جاء في هذا الذم قال الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا. ثالثا من معاني اثر الاخاء الذي نرجع به بعد الحج. الحرص على الالفة واجتماع الكلمة وتوحيد الصف بين اهل الاسلام فانها بوابة ومدخل اساس لنبذ الفرقة والاختلاف والشتات. الحج قد بث في الحجيج هذه المعاني من اداء المناسك كما تقدم وتقرر انه لا محل للاختلاف والفرقة في اداء المناسك. وربما جاء بعض بني الاسلام وبينهم وبين اخوتهم من المسلمين في قطر اخر او في مكان اخر شيء من الشحناء والتباغض والقطيعة. السؤال هل حملهم ذلك التباغض والاختلاف والتقاطع على الاختلاف في اداء المناسك؟ الجواب لا فينبغي ان يعلمنا الحج اصلا عظيما انه مهما كانت بينك وبين اخوتك المسلمين. شيء من الاختلاف والمقاطعة والهجران واختلاف اراء بل وشيء من الضغينة التي لا تجوز شرعا لكن وقد وقعت فان لا ينبغي ان تسد باب الالفة ولا ان تغلق باب الاخاء فيبقى الاخ اخا ولو اختلفت معه. ويبقى الحق حقا ولا يمكن ان تجحده ويبقى الواجب الذي نتواصى به للحفاظ على هذا الاصل الشرعي الكبير فالحج حتم على الجميع اداء المناسك مهما اختلفت بينهم المواقف او الاراء والوجهات. فكان ذلك ارساء لمعلم من معنى الاجتماع والالفة التي ينبغي ان نتواصى عليها. رابعا التعارف هي ايضا صورة من من صور واثار الحج الذي نرجع به بعد الحج تبديد جسور الاخاء والصلة بين بني الاسلام. مهما تباعدت بيننا الحدود الجغرافية او فرقتنا المشاكل الدولية. جاء الحج فجمعنا في بلد الله الحرام والتقى اقصاهم بادناهم والعربي بالاعجم. فرح الكل بلقاء الكل والتعرف على احوالهم. وامتلأت النفوس عزة عظمة هذا الدين. فالتعارف والتواصل بعد موسم الحج اثر من اثار معنى الاخاء الذي نتحدث عنه. خامسا من اثار الاخوة الثقة التي نرجع بها بعد حجنا. التواصي بالحق التشاور. تبادل الاراء تلاقح التجارب والافكار. فالحج مؤتمر اسلامي عالمي كبير يشهد هذا الاحتشاد الاممي المختلف والتفاوت الكبير في اللغة واللون والجنس والثقافة والبلدان والحضارات لكنه اتفق في امر واحد فاق كل تلك الفوارق هي عقيدة الاسلام. والاخاء الايماني الطاهر. هذه المعاني وامثالها يا كرام اثر من اثار الحج التي تنعكس من مقصد الاخاء. والاجتماع والالفة التي عشناها في ايام الحج. فحق علينا ان ق لتبصروا بعد ذلك يا كرام انه كلما حج في امة الاسلام فئة فحملت هذه المعاني ورجعت الى بلدانها ونجحت ان تحمل هذه المعاني في قلوبها وان تغرسها في قناعاتها عقيدة لا تقبل المساومة ولا التنازل فنجح في حملها هذا العام مليون والعام القادم ظعفهم والذي بعده والذي قبله لاجتمعت الملايين التي تحمل هذا المعنى الجليل وستبصر والله في الامة اختلافا نحو الافضل وتصحو وفيهم عقيدة الولاء واخوة الاسلام وتمتد بينهم جذوة هذا الدين العظيم الذي جمعهم في اطاره الطاهر الاخاء الذي جمع المسلمين اول مرة على اول على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مهاجرا صلوات الله وسلامه عليه عندئذ سيكون لحجنا معنى صدقا عندئذ سيكون لحجنا اثر في حياتنا افرادا ومجتمعات. سيكون في امتنا من يحمل هذا الاثر الى لا تستصغر نفسك ولا تستقل دورك فانت حاج وحسبك انك عبد تشرفت بالوقوف بين يدي الله في ذلك الصعيد المبارك كنت واحدا من هذا الموكب العظيم اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة ايا كان السبب ايا كان السبب الداعي الى التفرقة ينبغي ان يعالج وجاء الحج بعلاج اختلاف مناهج اختلاف اختلاف هموم اختلاف توجهات ينبغي ان تزول هذا مقصود لا يتسع الوقت وموجود بعض المشايخ والملعب عندكم لا اعرف خلفية مثل هذه لا لا انكر هذا لا ادري ما عندكم الملعب واسع بلاش تخلى الحرم والمقصود عبد الله يا من اكرمك الله بحج بيته الحرام ان تدرك ان لك اثرا وان عليك حقا اما هو قد اكرمك الله فجئت وحججت واغترفت من هذه المعاني العظام فينبغي ان نحمل ذلك الاثر وان نرجع به الى البلدان والاقاليم والاقطار وقليل قليلا وشيئا فشيئا سترجع لحياظ الاسلام مياهه المتدفقة وترجع لامة الاسلام عزتها المنشودة وتعود تتألق فيها هذه المعاني التي ننشدها ونبحث عنها. فينبض من جديد قلب الامة بنبض الاخاء وتعود من جديد دماؤها الزاكية الطاهرة تسري في العروق. وستبصر مزيدا من القوة والعز لامة الاسلام. تتمدد في بلاد الاسلام وتفخر به امة الاسلام حتى يأذن الله عز وجل لها بالنصر والمجد والسؤدد والتمكين. ادركوا رعاكم الله اننا نحمل بشارات لهذا الدين. ومستقبلا ينتظره التمكين بامر العلي الكبير سبحانه. بشارات ساقتها لنا نصوص القرآن والسنة قال الله عز وجل يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم. والله متم نوره ولو كره الكافرون يقول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر هذه الامة بالثناء والنصر والتمكين. وهذه البشارة التي بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث اخر انه لن تقوم الساعة حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله عز وجل هذه الدين بعز عزيز او بذل ذليل. فايقنوا يا كرام بوعد الله الحق. واعلموا انه ربما كان احدكم سببا لتحقيق ذلك الوعد الكريم وان تشرق تلك البشارة التي لن تكون معجزة تحدث في يوم وليلة لكنها ستكون اثرا مجتمعا يقيض الله عز وجل له ما شاء من الاسباب ويهيئ له سبحانه وتعالى ما هو اعلم به واحكم. اللهم فانا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تؤلف بين قلوب المسلمين وان تجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين. اللهم زدهم ايمانا بك واستمساكا بكتابك واعتصاما بحمدك المتين. اللهم اجمعهم على الحق والخير والهدى يا رب العالمين. اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك المسلمين فوق كل ارض وتحت كل سماء يا حي يا قيوم. اللهم ايدهم بتأييدك وانصرهم بتوفيقك. واجمعهم يا رب على ما تحب وترضى. اللهم لامة الاسلام جميعا من امرها رشدا. واجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. ومن كل بلاء ان عافية يا ارحم الراحمين. اللهم اغفر لنا جميعا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك سميع قريب مجيب الدعوات. اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا. وقيض لامة الاسلام ما يبدل حالها. اللهم ابدل ذلها اعز ونصرها وقهرها نصرا وتمكينا يا حي يا قيوم. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار تقبل يا ربي من الحجيج حجهم واعدهم الى ديارهم واهليهم سالمين امنين غانمين يا رب العالمين. انك ولي ذلك والقادر وعليه وصل يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين. كل شيء في الحرم المكي يدعو للشوق ومن ذلك دروس الحرم العلمية وكراسي العلماء. فماذا لو قربنا لك هذه اليس لتعيش في رحابها وانت في بيتك. على قناة التوجيه والارشاد الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي. تستطيع ان تكون احد حضور مجالس العلم في المسجد الحرام مباشرة ولحظة بلحظة. حيث يمكنك حضور المجلس ومتابعة الدرس اخذ العلم عن اهله وكانك هناك. للمتابعة اشترك الان