شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. دروس من الحرم الان وقد اتينا على هذه المقدمة بشيء من الاختصار والايجاز والعجالة نقول فما شأن الحج كل ما تقدم الحج يعلمنا هذا المعنى الكبير في الحياة. الحج يحيي فينا هذا المنهج العظيم يا امة الاسلام ان يراد منه ان يحج الحجيج في تعلم التوحيد لله ويتعلم الطاعة وصدق الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم الحل بكل خطواتهم ومناسكهم كيف يكونون اكثر صدقا في الطاعة والاتباع؟ كيف يوطنون انفسهم وكيف يكون عند القدرة على ان تكون السنة بالمقام الاول وان يتنازلوا من اجلها عن كل شيء فلا عادات ولا اعراف لا تقاليد ولا هوى ولا شيء مما تألفه النفوس يمكن ان يكون حاجزا بين المرء وبين اتباع السنة. لا عذر اذا ان يقول لكن العادة عندنا كذا لكني الفت كذا احاول فما استطيع هذه الاعذار في الحج يثبت لك انها تذهب ابو هباء مهثور من خلال الحد في المظاهر الاتية التي سأقرأها على مسامعكم الان. اذا تحقيق هذا المقصد هو الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حي اصبح مقصدا شرعيا. ومعنى مقصدا شرعي انه يراد ان يقصدوه وان يصلوا اليه وان يحققوه في حجهم لينسحب على باقي حياتهم. اولا الحشد النبوي الذي اتخذه النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع. حج سنة عشر خرج من المدينة بابي وامي عليه الصلاة والسلام يوم الرابع والعشرين من ذي القعدة. ووصل مكة صبيحة اربع من ذي الحجة. لما خرج من المدينة وهم توجه الى مكة لاداء الحج ارسل لمن الصحابة من حوله في المدينة ومن حول المدينة وخارجها وفي القرى والانصار وعازم على الحج فمن اراد ان يلحق به فالالحاد. السؤال هو لماذا هذه الدعوة العامة؟ لماذا هذا الاعلان العظيم الامة كلها يريد من الامة ان تتعلم منه. يريد منها ان تقتدي به. اصبح اعلانا انه يريد الحج فاجتمعوا. ولما تحرك من المدين لحقه فئام بالمدينة قبل ان يغادره. ولحقه قوامون هو بذي الحليفة في الميقات ولحقه من الخلق ما لا يحصون في الطريق من مكة الى المدينة من المدينة الى مكة خلق لا صل عن يمينه وعن شماله مد البصر كما يقول اهل العلم. واجتمع معه اكثر من مائة الف انسان. هذا الحشد الكبير كان بامكانه عليه الصلاة والسلام وانتبه معي. كان بامكانه ان يبعث الى قراهم وانصارهم من يعلمهم الحج كما علموهم القرآن والصلاة والزكاة. اليس كذلك؟ فلما لم يفعل؟ لان الحج مدرسة. ويريد منهم ان يتعلموا هذا المعنى تطبيق العملية بصحبته ومرافقته. افتح عينيك جيدا. لما علم الامة والقرى والانصار يرسل الدعاء يرسل الصحابة يقرؤون القرآن ويعلمون صفة الصلاة ويكتبوا في مقادير الزكاة ويبعث بها عليه الصلاة والسلام لكن في الحج وقد كان يمكن ان يفعل ان يكتب الكتب وان يرسل المعلمين من الصحابة من يعلم صفة الحج وكيفيته ويقيم لهم دورات في تعليمهم المناسك وكيف يفعلون. لكنه عدل عن ذلك الى دعوتهم للحضور شخصيا. وان يرافقوه في الى الحج هذا المعنى من ورائه سر عظيم ما هو؟ هو المقصد الذي نتحدث عنه. يريد منهم ان يتعلموا منه على الفور وان يقتدوا بهديه صلى الله عليه وسلم مباشرة. وان ينظروا اليه كيف يصنع؟ كيف يحرم؟ كيف يصلي في طريقه في السفر كيف يطوف كيف يسعى هذا الحشد الكبير ومن اجل الاقتداء به. اذا هذه اولى الخطوات ان هذا النداء العام والاعلان الكبير في الامة لتلحق به في حجه يراد منه ابراز هذا المعنى في الحج وانه مقصد شرعي عظيم طاعته والاقتداء به والتعلم منه صلى الله عليه واله وسلم. المظهر الثاني مع هذا الحشد العظيم فانه صرح عليه الصلاة والسلام بقوله لتأخذوا عني مناسككم. هذه العبارة من ثلاث كلمات لتأخذوا عني ماسككم اصبحت اصلا عظيما عند الفقهاء في فقه الحج والمناسك. فكل خلاف ينزعون فيه عن هذا الدليل لتأخذوا عني ما نسيتكم امر هذه لا مؤامرة دخلت على الفعل المضارع يعني يا امة الاسلام انا امركم ان تأخذوا عني مناسككم. كيف يأخذونها؟ وهم ينظرون اليه وهم يتعلمون منه عليه الصلاة والسلام هم يقتدون به في حجه وهم يرونه كيف يفعل كل خطوة من خطوات المناسك. يقول لتأخذوا عني مناسككم. اقرن هذا الامر الصريح الان باقترانه بقوله لعلي لا القاكم بعد عامي هذا. فانه يحسد عليه الصلاة والسلام كل الهم عند الناس من حول انها فرصة قد لا تتكرر وبالتالي فوالله اراد ان يأسر القلوب والاسماع والابصار وكل الحواس لترقب فعله عليه الصلاة والسلام تنقل قوله لتحفظ كل تصرفاته. فقال هذه الجملة اراد ان يزيدهم بها ان يشدهم اهتماما وحرصا وعناية فلعلي لا القاكم بعد عامي هذا. اقرن هذا ايضا بان الحج هو العبادة التي لم يفعلها عليه الصلاة والسلام الا مرة واحدة في حياته. ماذا يعني هذا؟ اقرب لك الصورة. كم مرة صلى عليه الصلاة الصلوات الخمس. مئات والوف المرات. كم مرة صام رمضان؟ تسع مرات. كم مرة زكى اوجب الزكاة وبعث في الانصاف ايضا تسع مرات. اركان الاسلام تكررت. ومعنى تكررها تعدد الوقوع وتعدد الوقوع يعني كثرة الرواية ونقل الصحابة اصبحت العبادات في الصلاة والصيام والزكاة باقي العبادات غير الحج تملك ثروة كبيرة في رواية الصحابة. واصبحت هي هي الديوان يخوض فيه الفقهاء ليستنبطوا مسائل الاحكام. فصار هذا ذخيرة عندهم. لكن الحج ما وقع الا مرة واحدة فقط وبالتالي فانه لم يحج اكثر من مرة حتى ننظر ماذا فعل في هذا الحج وماذا فعل في الحج الذي قبله والذي بعده؟ ما معنى هذا اذا فقه الصلاة نستنبطه من احاديث متعددة جدا. ولهذا نجمع بين الروايات ونحاول ان نقدم ونؤخر ونرجح او ننظر الى نسخ ان كان نسخ فقه الصلاة فقه الجهاد فقه الصيام فقه الزكاة كل ابواب العبادات تكررت خرج في الغزوات كثيرا عليه الصلاة والسلام وفق الجهاد يستنبط من تلك الوقائع المتكررة لكن فقه الحج ومعرفة احكامه لا الا من حج يتيم فريد. وقع مرة واحدة في حياته عليه الصلاة والسلام هي حجة الوداع وماذا يعني هذا؟ يعني هذا ان كل الروايات التي نقف عليها اليوم في صفة الحج نقلت في موسم واحد فقط اذا افهم الصحابة معنى قوله لتأخذوا عني مناسككم فاني لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا او لم يفهموا فهموا والله والدليل على ذلك هذه الثروة الكبيرة من الروايات. يا اخي عجيب قوم رصدوا كل شيء كيف لبى متى اهل؟ لما احرم او لما استوى على ظهر راحلته؟ ماذا قال؟ لما وضع رجله في الغار بل حتى لعاب الناقة الذي سال من فمها نقلوه التي كان يركبها عليه الصلاة والسلام. هذا الرصد العجيب ونقلوا وكيف فعل في المناسك خطوة خطوة؟ اذا قوم فهيم ان المراد في الحج هو ان تجعل امامك شيئا واحدا هو كيف حج رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ فاجتمعت القلوب والابصار والاسماع وكل الجوارح الى النظر اليه عليه الصلاة والسلام ثم كان يتعمد ان يبرز اليهم في اداء المناسك. حج راكبا فطاف على البعير راكبا وسعى بين الصفا والمروة راكبا ووقف بعرفة على ظهر بعيره راكبا. كل ذلك من اجل ان يراه الناس. ويتعلم ولما شكوا هل هو صائم يوم عرفة؟ اخذ قدحا من لبن فشربه فعرفوا انه ليس بصائم. فكانت يد في غارية الوضوح يا اخوة كل هذا اراد منه عليه الصلاة والسلام ان يؤسس لهذه القضية الكبرى في حياتهم ان اتباع وان الاقتداء به وان طاعته عليه الصلاة والسلام درس عظيم ينبغي ان يتعلمه الحجاج في حجهم الان سؤال لسنا نحج معه عليه الصلاة والسلام وقد فاتنا هذا الشرف الكبير. فلن يسعنا اذا ان علق الابصار بشخصه الكريم عليه الصلاة والسلام. فاتنا هذا. ولا يمكن ان نراه في عرفة على ظهر بعير عند الكعبة طائفا ولا بين الصفا والمروة ساعيا فاتناه. فلان فاتنا تعليق النظر بشخصه الكريم عليه الصلاة والسلام فيبقى لنا التعلق بسنته المروية المحبوبة المنقولة. هب انك صحابي وانك هذا العام تحج بصحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اسألك بالله كيف ستفعل؟ تقول والله لا يفارق ظلي ظله عليه الصلاة والسلام تقول والله لا ابرح امسك بزمام ناقته او بخطامها ولو تحت خفها لكني لا اغادر موضعا اشرف فيه لصحبته عليه الصلاة والسلام والله لا افوتن لحظة الا ولي منها علم وشرف بالقرب منه واقتداء وتشبث وكيفما فعلت سأفعل وكيفما صنعت سأصنع. حتما سيكون هذا حالك. انا اقول لن يعود الى الوراء ولن تحج حجة الوداع معه عليه الصلاة والسلام. لكن بوسعك ان تحقق امنيتك هذه التي تزعم بان السنة النبوية تماثلة امامك في الحال. تعلمها. تفقه فيها. واجعلها نصب عينيك. وكأنك تحج بصحبتها عليه الصلاة والسلام. فإذا ما جئت ثوب الجمرات فاحرص كيف تروي؟ إذا ما جئت تطوف اعلم كيف ستطوف؟ هذا سيقودنا يا احبة الى النقطة الثالثة في مظاهر الحج. اذا قال صريحا لتأخذوا عني مناسككم. برز الى الصحابة حثهم فقال لعلي لا القاكم بعد عامي اجتهدوا في التحوط حوله وكانوا ينقلوه. المظهر الثالث هو الرصد العجيب والنقل الامين للصحابة رضي الله عنهم في صفة حج رسول الله عليه الصلاة والسلام. تعددت الروايات وكان الصحابة يتفاوتون في نقل مظاهر الحج. وبعضهم ثم نقل ما حصل في ذي الحليفة وبعضهم نقل ما حصل في الطريق. يا اخي حتى لما اصيب في قدمه في الطريق بين مكة والمدينة واحتجم نقلوا انه على ظهر قدمه صلى الله عليه وسلم شيء عجيب ونقل دقيق تماما. كان ابن عمر رضي الله عنهما كما في البخاري. اذا بلغ الروحان تنحى عند شجرة فسلك الطريق من جهتها فلما سئل اخبر انه في رفقته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه هذا الطريق بعلمه فتقصد ان يسلكه. شيء عجيب ما قلت لك نقلوا كل شيء بدقة عجيبة. هذا الرصد من الصحابة كان تطبيقا عمليا منهم لهذا المقصد في الحج. فهموا ان المقصود ان نتعلم السنة في الحي فتعلموها بامانة ونقل دقيق حتى انهم يقولون الوصف هذا وهم يعينوننا. لما جمع عليه الصلاة والسلام حصل جمار او جمعت له. فنظر فيه اخذها فاخذها وجعلها في كفه وقال للصحابة وهو يريهم بامثال هؤلاء فارموا واياكم فالغلو هذي نقرأ الصحابة ومشهد التقطوه فنقلوه فرووه لنا. لنا لي انا ولك انت. فاذا جئت تجمع حصى الجماهير فتخيل انك توصلها بعينيك كما وصفها الصحابة ونقلت في الرواية فلا تحمل حصى جمار الا بمثلها لانه قال لي ولك بامثال هؤلاء فرم يقف ابن مسعود رضي الله عنه عند جمرة العقرب فيجعل منن عن يمينه ومكة عن يساره ويقول هذا مقام الذي انزلت عليه سورة البقرة. حتى التعبير من الصحابة كان يشعرك انهم قوم احتفوا تماما وصار اذا حج وجاء يطبق صفة ما في الحج يقولها بكل فخر اني والله افعل كما فعل حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا اتبعه وانا اطيعه وانا اقتدي به. اجعل حالك كحال ابن مسعود رضي الله عنه. واحرص في رمي وفي حلقك وفي في نحر وطواف وسعي ومبيت وفي كل خطوة من خطوات حجك ان تكون شبيها برسول الله عليه الصلاة والسلام مثالي هؤلاء هذا مقام الذي انزلت عليه سورة البقرة اين صلى الظهر يوم النحر صلاها بمكة او بمنى هذا النقل حرصه في التدقيق بهذا المعنى شيء عظيم ورثناه من الصحابة كان يؤسس لهذا المعنى ان الطاعة والاتباع مقصد مقصود في الحج ان نتعلمه. المظهر الرابع يا كرام باب المحظورات في الاحرام. باب عجيب من ابواب الفقه وندرس وفيه ان قص الشعر وتقليم الاظافر والطيب وتغطية الرأس ولبس المخيط للذكر والجماع وعقد النكاح وقتل الصيد كل هذا ندرس من المحظورات ثم نتعلم احكامها ان وقع فيها المحرم عمدا او جهلا او خطأ او محتاجا لعذر ما الذي تلزم فيه الكفارة؟ وما الذي يعذر فيه؟ والكفارة ما هي؟ ما انواعها؟ وما انقسامها على انواع المحظورات؟ بجانب هذا الفقه الدقيق لاحكام المحظورات نحن نلتمس فيه تعلم هذا المعنى العجيب في الطاعة والاتباع لرسول الله عليه الصلاة كيف انا اخبرك في المحظورات وركز معي في المحظورات نحن نترك شيئا كان حلالا لنا قبل ان ندخل في الاحرام ولا قص الشعر ولا تقريب الاظافر ولا تغطية الرأس ولا لبس المخيط والجماع ولا عقد النكاح ما في شيء من هذا كان حراما من قبل. فلماذا حرم؟ لاجل الاحرام. اذا ويصبح حراما محظورة يأثم الحاج والمحرم اذا فعل. وتجب عليه الكفارة ان فعل. تدري ما هذا؟ هذا تربية لي ولك على ان تتعلم معنى المهمة. كيف تتنازل عن شيء تعتاده؟ والذته. ويمكن يعني انسان من عادته كل يوم الصباح ويغتسل اذا استيقظ ويتطيب. هذه عادته ولا يمكن ان يتركها. ولا يستطيع ان يمضي بقية يومه الا بهذا النمط اذا استيقظ اغتسل تطيب غير ثيابه وخرج الى العمل اي الى النزهة الى السوق هذه عادته يأتي في الحج افعلها يقف عن عادته التي يفعلها كل يوم في السنة لكنه الان محرم. من عادته ان يذهب كل يومين ثلاثة الى الحلاق يزين شعره او يخفف يهذب المتناثر من شعر رأسه لكنه وقف في الحج ولا يستطيع ان يفعل ما من عادتهم يمشي وقد كشف رأسه لابد ان يغطيه بعمامة بلباس بشماغ بشيء من نحو ذلك لكنه في الحج امتنع على ذلك باقي محظورات هو تعليم لان تترك الحلال اتباعا للسنة وانقيادا للشرع. اقول اذا اما الحلال في الحج وهو حلال. نتعلم تركه طاعة وانقيادا واتباعا. فالدرس الان يقول من ما باولى ان تترك الحرام طاعة واتباعا وقيادة. تركت الحلال اخي الحبيب وهو حلال. لكنه في الحج اصبح حرام ثم علمك شيئا اخر انت تستطيع ان تترك الشيء الذي اعتدت عليه وانت معتاد عليه لكنك استطعت ان في ان تكسر هذه العادة وان تتخلى عنها من اجل انك محرم. صحيح هي تجربة محدودة ذات ثلاثة ايام واربعة ايام وخمسة ايام لكنها والله تعلمنا درسا بليغا في الحياة. ان كثيرا من جوانب القصور التي نقع فيها. بل كثير من الاخطاء الشرعية التي اعلم اننا نخالف فيها الهدي النبوي ونعتذر احيانا بالعادات والتقاليد. واكون صريحا معكم فيما يتعلق بالرجال في الهيئات والملابس حلق اللحى واسبال الثياب دون الكعبين ومخالفة الهدي النبوي في لبس الذهب والحرير او التشبه بالنساء وما الى ذلك كبير في الشريعة. جاءت النصوص ببيان وايضاحه وتمامه معرفة احكامه. وتنصح بعض الواقع في شيء من تلك مخالفات فيعتذر بان العادة لا تسمح بان العرف في المجتمع ينازع بانه لا يقوى على التحمل هو في الحج نجح وتعلم كيف يكسب كل هذا طاعة واتباعا وانقيادة. بل الاعجب من ذلك ايها الكرام اننا عندما نأتي الى محرمات في الشريعة نعتذر بانها عادات مجتمع لا نستطيع مخالفتها. مسألة اختلاط الرجال بالنساء من غير المحارم في الاسرة. يكشف الرجل على اخت زوجته وتكشف هي على اخي زوجها وينفردان ويختليان بل يتصافحان ويقعدان على مائدة واحدة في خلوة غير شرعية ونعتذر بان نذهب واننا لو تكلمنا اصبح هذا نظرة فيها شيء من التهمة والتخوين التي هي غير مقبولة عندنا في الاسرة. ونصافح الاجنبية تصافح الرجل ابنة عمه وابنة خاله وقل هي كأخت تربينا معا وعشنا سويا ونشأنا في بيت واحد كم اعتذرنا يا اخوة كثيرا بمسألة العادة والتقاليد وعندنا نصوص نبوية يقول عليه الصلاة والسلام مثلا اياكم والدخول على النساء قال رجل من الانصار رأيت الحمو يا رسول الله؟ قريب الزوج اخوه ابن عمه وما الى ذلك. قال الحمو الموت. الحمو الموت الحمو الاب يعني هو اشد ان تخاف منه كما تخاف من الموت. هل يقول احد انه كان عليه الصلاة والسلام كان بهذا يؤسس لمعنى الخيانة وعدم الثقة في المجتمع حاشا عليه الصلاة والسلام لكنه مبعوث من رب العالمين الذي يعلم من خلق وهو اللطيف طبيب شرع ما يصون النفوس ويصبح الحياء. ضربته ضربت مثالا ليس الا لاقول اننا نخفق في كثير من مواقف الحياة يا اخوة ونكون صرحاء نخفق في اتباع المنهج النبوي في بعض ابواب الحياة ونعتذر كما قلت بالعادة تقاليد او احيانا بعادة الواحد منا في نفسه انه ما الف هذا. لكنه في الحج ينجح ويستطيع ان يطبقه قل عن كل ذلك ويلقاه. اذا هو درس كبير نتعلمه في الحج نريد ان نسحبه على الحياة على الدوام فمن حج واكرمه الله وشهد هذه المعاني العظيمة حقق هذا المقصد والله حري به ان يقول لنفسه الله اثبت في حجك حبك وطاعتك وقيادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما احراه ان تعود مرة اخرى الى كل مناحي الحياة فتوقعها على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. صدقني مهما ضعف الواحد فينا ومهما قصرت همته ومهما ضعفت عزيمته هو قادر. والدليل نجاحه في الحج في الطاعة اذا اياك ان يأتيك الشيطان من باب انك لست بقوي الايمان ولا بشديد العزيمة ولست طالب علم ولست من ذوي صلاح والايمان الكبير والخيرات ولست من الدعاء ولا من طلاب العلم. لا يستحن الشيطان عليك هذا الباب. لان باب الحب والطاعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليس محصورا على الدعاة وطلاب العلم والصالحين والاخيار فقط. هذا الباب مفتوح لكل محب من امته عليه الصلاة والسلام وانا وانت واحد من هؤلاء فلننافس فيه الامة والمزاحم والله بالملاكي بالركب هذا باب حب لرسول الله عليه الصلاة اعندك استعداد ان تتنازل عنه او تتركه لغيري ثم تعتذر باي عذر هذا باب عظيم نعلن فيه حبنا للنبي الكريم صلى الله وعليه واله وسلم فحيث نلقاه ونقبل نحيي هذا المعنى. اذا هذا مقصد كبير هو الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. مره الخامس في مظاهر تحقيق هذا المقصد في خطوات الحج ومناسكه. هو ترتيب مال في الحج سواء كان ترتيب وجوب او ترتيب افضلية واستحباب بمعنى اننا نبدأ يوم الثامن بمنى ليس بعرفة وبعد المبيت نصبح يوم التاسع في عرفة وليس في مزدلفة. واذا نفرنا من عرفة اتينا مزدلفة وليس منى. هذا ترتيب مقصود في الحي ولولا انه عليه الصلاة والسلام فعل وقال لتأخذوا عني مناسككم ما فعلنا فالمظهر الخامس الذي يتحقق فيه تحقيق هذا المقصد في الحج وهو الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يتجلى في فقه الترتيب في الاعمال بين الحج وقلت لهم ترتيب الانتقال بين المشاعر منى فعرفت مزدلفة ثمينا. مع اننا يمكن لو قال قائل اليوم مع هذا الازدحام والتكاثر في الاعداد في الحج اليس من الحلول ان نوزع هذه الملايين يوم التاسع فمليون يكون في ومليون في عرفة ومليون في مزدلفة واليوم الثاني نغير المواقع وبالتالي يتم للجميع ان يأتوا عرفة لكن باختلاف الاوقات والايام وكذلك من او مزدلفة ايام التشريق لماذا نحدها بغروب شمس اليوم الثالث عشر؟ لماذا لا نمدد يومين ثلاثة ايام نخفف الضغط والازدحام؟ هكذا هذا باب توقيفي اغلقت ابوابه باقفال تدري ما القفل هو الطاعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا الفقه في الاسلام يعلمنا هذا المعنى ان الطاعة التي نعبد الله تعالى بها في الحج ابوابها مغلقة ولا مفتاح لها الا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. جميل هذا المعنى نسحبه في اي باب تريد ان تتقرب به الى الله. فاعلم انه باب مغلق وقفله لا مفتاح له الا الطاعة والاتباع لرسوله الله عليه الصلاة والسلام ولهذا قال فقهاؤنا رحمة الله عليهم ان العبادات توقيفية او قالوا العبادات على الحظر او الاصل فيها المنع بمعنى انها باب مغلق. فان لم يفتحه لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام فلن يستطيع احد الدخول منه. ولو زعم انسان انه دخل من باب فاعلم انه ليس باب عبادة. بل هو باب بدعة وغواية. هذا اذا مظهر عظيم يتجلى في الحج ترتيب الاعمال التوقيت زمانا ومكانا لا نتقدم ولا نتأخر. هذا وحده والله يا اخوة يربي فينا انك مهما اردت ان تتقرب الى الله اجعل طريقك من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. المظهر الخير واختم به السادس في مظاهر تحقيق هذا المقصد في الحج هو ما نراه ونعيشه ونلمسه من الحجيج في امة الاسلام كل عام. يعيشون يخشوا شعورا عظيما. ملؤه الحرص على الحج وخشية فساده شعوب جميل جدا يملؤه الخوف والحذر والحرص على الطاعة. فترى احدهم يسأل حككت شعري فسقطت شعره. يلزمني شيء قال الاخر نمت ما شعرت غطيت رأسي ماذا يلزمني؟ ثالث رابع خامس يتحرزون من اي خطأ خشية ان يفسد حجهم لماذا قام فيهم هذا المعنى؟ اردت ان تحج فحج كما حج رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى يقبل الله حجه الذي نريده توظيف هذا الشعوب واستثماره وتطبيقه على مدى الحياة. ان تكون حياتنا كلها فاذا نزل السوق يبيع ويشتري فليكن حاضرا في ذهنه احلال هذا او حرام؟ اذا ربى اولاده اذا تزوج اذا تعلم اذا نام اذا استيقظ اذا اكل اذا شرب يكون هذا المنهج في كامل حياته. شعور الخوف هذا والحرص على الطاعة والاتباع في الحي بدأ قديما يا اخوة ليس في جيل امتي اليوم ولا قبل عشر سنوات بل منذ حجة الوداع. قصة عروة ابن مظرس الطائي رضي الله عنه. لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام صبيحة يوم العاشر من مزدلفة قال يا رسول الله قدمت من بلادي اخللت راحلتي واتعبتها ما تركت سهلا ولا جبلا ولا مرتفع الا وقفت عليه فهل لي من حج؟ سؤال عروة كان محفوفا بهذا الحرص والخوف والحذر. اليوم كم من عضوة في الامة صدقا والله يسأل وملكه الخوف ان يفسد حجه. ملئه الحرص ان يكون حجه مقبولا. السؤال هو كيف نرفع هذا المعنى في قلوب الحجيج كل عام لنقول لهم هذا المراد تحقيقه في الحج مراد تحقيقه في كل الحياة على الدوام. ان تكون السنة غاية خفاقة انهما ننطلق منها ننطلق واليها نعود وان يكون المنهج النبوي هو حرص الواحد فينا على اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ايها الكرام كان هذا هو المقصد الثاني من مقاصد الحج وغدا لنا ان شاء الله تعالى حديث عن مقصدين اخرين حتى يتم قبل ختام الدورة اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليهم والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد آله وصحبه اجمعين شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم