بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا وامام محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا. اما بعد عشر الصائمين فهذا ثاني مجالسنا في هذا الشهر المبارك الذي نتناول فيه نفحات رمضان. وما جعل الله سبحانه وتعالى فيه من الهبات والكرامات والاعطيات لعباده المسلمين الذين يقبلون بفضله ومنته سبحانه وتعالى على هذا الشهر المبارك. ايها الصائمون ونحن نستقبل الليلة عاشر ايام رمضان. مودعين لذلك ثلثه الاول وما زلنا نتقلب في هذه النفحات الكريمة الربانية. فاننا بامس الحاجة الى مزيد من التأمل لاغتنام ما اودع الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك من الهبات والكرامات تقدم في مجلس الاسبوع المنصرم الحديث عن اثنتين من تلك النفحات اولاهما الفرح بمقدم هذا الشهر واغتنام الموسم وثانيهما كان الحديث عن التوبة التي هي من اجل وظائف العبد واعظم ما تكون في مواسم بالخير والبركة. وفي هذا المجلس نتناول ايضا من تلك النفحات ثلاثا منها. اولها هذه العبادة الكريمة التي خص لها هذا الشهر الكريم وهي الصيام. فريضة الاسلام واحد اركانه العظام. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام. فصومكم معشر الصائمين في هذا الشهر من كل عام اداء بما افترض الله جل جلاله واقامة لركن عظيم من اركان الاسلام. اما ان الصوم عبادة اجل وركن جليل من اركان من العظيم اجل لكنه في هذا الشهر المبارك نفحة من النفحات. التي يصيبها اهل الاسلام. اما انه فرض تنتظره امة الاسلام من عام الى عام. ولما جعل الله عز وجل هذا الشهر المبارك ظرفا من الزمان له اكتسب رمظان من الجلال والروعة والعظمة لهذه الامور العظام وعلى رأسها فريضة الصيام. صيامنا ايها امساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس كل يوم من ايام رمضان ثلاثون يوما او تسعة وعشرون يوما كل عام. نعم. هذه هي الهيئة الظاهرة للصيام. ولا تتم حقيقته الا به. ولا يصوم صائم الا بتحقيقه. بالامساك عن تلك المفطرات وان يضحى عبدا لله جل جلاله بذلك الجوع والعطش وذاك الامساك. لكن الهيئة الظاهرة هذه للصيام هيئة باطنة ينبغي ان تكون جنبا الى جنب معها. انها صيام القلب. والجوارح وتحقيق المقصد العظيم الذي من اجله شرعت عبادة الصيام معشر الصائمين. وكلنا يسمع ويقرأ الحق سبحانه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون والتقوى عمل قلب. والله عز وجل يقول انه فرض علينا الصيام لعلنا نحقق والتقوى لله جل وعلا. فما التقوى؟ التقوى هي ان يجعل العبد بينه وبين عذاب ربه حاجزا ووقاية ولا يتم ذلك الا بامتثال اوامر الله جل وعلا. واجتناب مساخطه ومناهيه سبحانه وتعالى. وذلك ما يكون للصائم وهو صائم فانه ابعد الناس عن المعاصي. والاثام واكثرهم غشيانا للطاعة والقربة لله عز وجل فتتحقق عنده حقيقة التقوى في صومه وهو صائم. والله عز وجل لما فرض الصوم قال لنا لعلكم تتقون كون فالتقوى التي يراد للصائمين بلوغها في شهر رمضان لا تتحقق بمجرد الامساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات. لماذا؟ لان مجرد الامساك عن الطعام والشراب والمفطرات هو اداء وامتثال للهيئة الظاهرة لعبادة الصيام. وتبقى الهيئة الباطنة مطلبا لابد من تحققه لبلوغ ذلك المقصد العظيم اقصد ايها الكرام ما يلي انه ربما صام صائم في الظاهر وهو لم يطعم لقمة ولم يشرب شربة ولم يقع في شيء من تلك المفطرات. لكنه مع ذلك منخرم. في مسألة تقواه لله عز وجل. عندما اطلق بصره في الحرام مثلا وهو صائم. او اطلق لسانه في الزور وهو صائم رجلاه الى ما لا يحل وهو صائم. كل ذلك انخرام لحقيقة التقوى. وغياب للهيئة الباطنة عبادة الصيام. النفحة الالهية في الصوم التي ينتظرها الصائمون ليصيبوا الموعود الكريم وينالوا الاجر العظيم انما يتم بقيام تلك المعاني الحقيقية. فلا يصوم صائم بطعام وشراب وهو مفطر بجوارحه وهو منخرم التقوى بقلبه. واسمعوا الى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم. والحديث في الصحيح من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. ترك الزور ترك الكذب وشهادة الزور واللغو وسائر الكلام الباطل مطلب. فمن لم يدعه في صيامه وهو صائم مع امساكه عن الطعام والشراب والمفطرات يقول النبي صلى الله عليه وسلم فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ارأيتم ان مجرد الامساك عن الطعام والشراب واداء الهيئة الظاهرة للعبادة في الصيام ليست كافية لبلوغ ذلك المعنى العظيم مرة ثانية فليس لله حاجة. ما لهذا شرع الله الصوم. ولم يكن الصوم في ديننا معشر المسلمين اعتبارا على قوة التحمل للجوع والعطش. ليس هذا مطلبا. اتظنون ان الله لما امر بالصوم يريد من عباده اختبارهم كيف يتحملون الجوع والعطش وكيف يصبرون في شدة النهار في الصيف والحر ونحو ذلك ابدا عبادات الاسلام اسمى مقاصدا واجل. ولذلك قال لعلكم تتقون وبلوغ التقوى مرتبة جليلة يتنافس فيها الصالحون ويتسابق اليها الاولياء. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا انوا يتقون فتحقيق التقوى من الصيام مطلب. وهو طريق ينبغي ان نسلكه انا وانت. وكل صائم في امة الاسلام الى يوم القيامة لان الله قال لنا لعلكم تتقون. فاجتهد عبد الله في سلوك درب التقوى بصومك وانت صائم الان القي معي نظرة رعاك الله على اولئك الذين اجهدوا انفسهم امساكا عن الطعام والشراب وسائر المفطرات لكنهم تساهلوا كثيرا في شأن الجوارح البصر والسمع واللسان. فاذا بها تقع في شيء مما حرم الله. واذا هي لا تتورع اثناء صومها وهي صائمة او حتى بعد فطرها مساء في ليالي رمضان. فاي شيء ان يحمله قلب المسلم من معنى التقوى وهو يتسرب كل ليلة مما يجمع من رصيد الصيام. ان التقوى امر جليل ومعنى عظيم يهبه الله عز وجل لتلك القلوب الطاهرة. التي اغلقت منافذ الحرام فلم تسعى فيها ولم ينجح الشيطان في ان يتسلل اليها وقد تضرعت بايمانها وتسلحت بصومها وهي صائمة في رمضان ومن اجل ذلك كله يجد الصائم في ايام رمضان عونا من الله على مزيد من الطاعة وهذا احد اسرار اقبال النفوس المسلمة على الطاعات في رمضان. اما تجدون هذا الشعور معشر الصائمين؟ نجد نشاط للطاعة في ايام رمضان اكثر من غيره في ايام العام. فيسهل على احدنا الصوم وربما شق عليه سائر ايام العام على قراءة القرآن وتكون له صحبة بديعة مع القرآن في رمضان وربما كان سائر ليالي العام قد لا يقوم لله بركعتين وربما نام ولم يوتر. فاذا هو في رمضان محافظ على القيام كل ليلة مع الامام ويوتر وقبل ان ينام ما هذا؟ نشاط النفوس المؤمنة للطاعة في رمضان له سر واحد اسراره معنى الذي نعيشه في رمضان وكيف هذا؟ لان الصوم خواء المعدة وخلاء الجوف وهو تضييق الشيطان في ابن ادم. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فاذا كان الشيطان يجري في عروقنا معشر الصائمين وعروقنا تضيق بالصوم في ايام رمضان ضاقت مسالك الشيطان في احدنا ولم ينفذ الى ما ينفذ اليه عادة. اذا تأملوا معي هي فرصة في ظل نفحة الصيام من نفحات رمضان ان نعيش جولة من جولات الظفر والانتصار على الشيطان والهوى والنفس الامارة بالسوء وبوسع احدنا ان يفعل ذلك. متسلحا بايمانه. متقويا بصيامه. ليجد حقيقة ان التقوى قد وجد لها اثرا وانها باتت تعينه على مزيد من الخطوات في درب الطاعة والتقوى لرب العالمين ده مين ؟ من الاتقياء؟ وما شأن السلف الصالح في الامة؟ هل كانوا ملائكة او معصومين؟ ابدا هم بشر مثلنا يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب. لكنهم قوم اكثر منا اجتهادا في الطاعة والعبادة. واقل منا ذنبا وخطيئة ومعصية. هذا الفارق الكبير اكثر اجتهادا في الطاعة واقل وقوعا في الذنوب والمعاصي. في رمضان انت انت عبد الله يمكنك ان تجد هذا الشعور فاذا انت في رمضان اكثر طاعة منك لله في غير رمضان وانت في رمضان اقل ذنبا ومعصية منك في غير رمضان اذا هذه خطوة من خطوات التقوى قد سلكتها رعاك الله. فاستثمر هذا واجعل هذه النفحة رعاك الله انتقالا لمسارك في عبوديتك لربك. واجعلها سلما ترتقي به اليوم وغدا وبعد غد واجعل كل يوم من رمضان ارتقاء لدرجة من درجات التقى لله عز وجل. وانت بوسعك ان تفعل ذلك انت صائم ثم انت بالليل قائم وانت فيما بينهما منتقل بين ذكر وقرآن وصلاة وعبادة هي والله اجتماع لاسباب التقوى التي يتقوى بها المرء في طريقه الى الله عز وجل. هنا سنفهم جليا معنى قول الحق سبحانه انا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ففي طريق تحقيق التقوى من صيامنا دعوة الى امور اهمها. اولا ان نربط تماما بين الصيام وتقوى الله عز وجل. واهنهما لا ينفكان ابدا فلا يصح ان يصوم صائم وهو ابعد الناس عن تقوى الله عياذا بالله. وان ندرك ان الصيام مدرسة يتخرج منها الصائم بعد ثلاثين يوما في رمضان يتخرج منها عبدا تقيا لله. قد ذاقت نفسه حلاوة الطاعة وذاقت لذة غلبة الشيطان وكسر شوكته في رمضان. افعل ذلك فانه بوسعك عبد الله وانت معان معان ان شاء الله في رمضان بصومك وقيامك وقرآنك فاجتمعت لديك من الاسباب ما لا يسعك والله ان تغفلها. وغبن غبن والله ان يظل المرء منكسرا امام شهوته. ظعيفا امام شيطانه مستسلما للنفس الامارة بالسوء وهو في رمضان. ليس معنى هذا اعذار النفس في غير رمضان. لكنها في رمظان لا وجه لها ابدا وقد اوتي من اسباب القوة والتمكين وثبات القدمين على طريق الطاعة ولزوم تقوى الله عز وجل هذه واحدة والثانية في مسألة تحقيق التقوى بالصوم ان نستشعر ان كل يوم نصومه من رمضان. وها نحن على وشك اتمام ثلثه الاول فاخبرني عبد الله ماذا فعل ثلث من رمظان قد انقظى ماذا فعل في قلبك اي رصيد من التقوى وجدته قد زاد عندك؟ اي معنى للايمان تشعر انه قد ارتقى في رصيدك؟ اعلم رعاك الله ان هذه مسألة ينبغي ان تكون في الحسبان. لاننا قوم ننتمي الى امة كريمة. عباداتنا ليست طقوسا جوفاء ولا رسوما خاوية فكيف اذا كانت العبادات ركنا من اركان الدين كالصلاة والصوم والزكاة والحج تلك عبادات والله الذي لا اله الا هو ما شرعها الله جل جلاله الا لحكم عظيمة جليلة وهي في دموعها وفي افرادها ترتقي بالعبد وتسمو بايمانه وتجعله عبدا صالحا تهذب ظاهره وباطنه تقوم معتقده وسلوكه فقط اذا سلك العبد طريقه الصحيح. واذا اتاها من ابوابها واعلموا ان الصوم بابه الاكبر الدخول من باب تقوى الله عز وجل. فاذا اصبحت يوما صائما فتذكر انه لا يسوغ لشيطان ان يبلغ منك ما يبلغه منك في غير رمضان وفي غير اليوم الذي تكون فيه صائما لله. اسمع مرة اخرى الى هذه الالتفاتات الايمانية التي يرشد اليها شرع الاسلام في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها. قال الله عز وجل الا الصوم فانه لي وانا اجزي به هذه الكرامة العظيمة لعبادة الصوم لتدرك انها نفحة جليلة والله من نفحات رمضان ومهما تحدثنا عن عبادات رمضان يأتي الصوم اولا لانه جعل رمضان ظرفا لاداء هذا فرظ من فرائظ الاسلام واقامة هذا الركن العظيم. يقول الا الصوم فانه لي. وانا اجزي به الصوم وحدها الخارجة عن قانون الحسنات او هو قانون الكرامة الالهية. الحسنة بعشر امثالها ان الصوم اكبر من ذلك واجل. وحسابه عند الله اعظم من ان يضاعف بعشر امثاله. قال الا الصوم فانه وانا اجزي به. ما ظنك بثواب عمل؟ يقول فيه الرب الكريم سبحانه فانه لي. وانا اجزي الظن بربنا حسن والله. والمؤمل في ربنا عظيم الكرم. لكن لتدرك ان صومك يقع موقعا عظيما من في سجل اعمالك وفي صحيفة حسناتك عبد الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تمام هذا المعنى. فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق. انظر كيف يربط بين عبادتك وانت صائم وبين الالتفات الى ينبغي ان تستصحبه فصومك يجعل بينك وبين الزلل والخطأ والانجراف في مواقع ما لا يحمد ان عليه الصائم يجعل بينك وبينه حاجزا. يقول فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق. لا ينبغي ان يقع رفث ولا فسوق وانت صائم. قال فان سابه احد او شاتمه فليقل اني صائم. ارأيت يريد ان يجعل من من صيامك شعارا تتذكر به في كل لحظة وانت صائم انك صائم ومعناها انك يكون في طريق التقوى انك عبد من عباد الله الصالحين رضيت ان تسلك هذا الدرب وحمدت الله ان وفقك. فكلما نفسك يوما عبد الله صائما لله فرضا في رمظان او نفلا في غيره. اعلم انها عبادة يحبها الله وكتب لها الجزاء الاوفى في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله الله وجهه عن النار سبعين خريفا. سبعين سنة يباعدك الله بها عن نار جهنم ليوم واحد تصومه في سبيل الله. تصومه احتسابا للاجر من الله. فكيف اذا صمت يومين وثلاثة واربعة وثلاثين يوما في رمضان ارأيت كم هو الصوم عبادة عظيمة يكتب لها الجزاء الجزيل عند الله عز وجل والثواب الكريم. هذه واحدة من اعظم نفحات رمضان معشر الصائمين. وعندما نتعرض لها في صيامنا فيعني ان نغشى عبادة الصوم كل يوم مع اذان الفجر مستشعرين تلك المعاني العظام مستصحبين ان الصوم عبادة ظاهرها الصوم وباطنها التقوى. واننا بصومنا نحاول جاهدين ان تصوم اذان هنا واعيننا والسنتنا قبل ان تصوم بطوننا وفروجنا. هذا الصوم هو المراد الذي يحقق للعبد تقواه عز وجل فاجتهدوا رعاكم الله في استشعار تلك المعاني. فاذا ما تسلل الشيطان الى احدنا ووسوس له وزين له الامس وذنب البارحة وتلك المعاصي التي لا يسلم فيها احد منا سرعان ما التجأ احدنا الى صومه اتقى به وساوس الشيطان ودفع بها مكيدته وقال اني صائم. فاذا ما جاء الشيطان يستجر قدمه في زلل واذا ما جاء يستفزه الشيطان في ساعة غضب ومخاصمة ولجج تذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم فان سبه احد او شاتمه فليقل اني صائم. اما شعرت انه توجيه نبوي يشعل في داخلك هذا المعنى حاولوا ان يذكرك بعبادة الصوم التي ينبغي ان تكون رداء تتقي به تلك الوساوس الشيطانية فلا يستفزنك الشيطان وانت صائم واعلم رعاك الله ان العبادة بكل تلك المعاني العظام من شأنها ان تبلغ باحدنا في يومه الذي يصومه لله مبلغا عظيما. في ختام تلك النفحة الكريمة من نفحات الصوم ومعانيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة اذا افطر واذا لقي ربه فرح. تفرح بكل يوم تصومه ليش تفرح اولا لانك امتثلت عبادة لله فاديت الواجب فتحمد الله فرحا. ثانيا لانك صمت يوما اعانك الله فيه ولولا عونه ما استطعت ان تصوم. فتفرح تفرح لانك غلبت شيطانك وجوعت اتى بطنك وامسكت طاعة وعبودية لله انما ترجو الجزاء احتسابا من الله. فافرح تفرح ايضا لان انك تبصر في الامة البشرية مؤمنها وكافرها. من حرم من عبادة الصيام. فلا يعرف لذته ولم يجربه ولم يداخل هذا المعنى الكريم من تقوى الله قلبه يوما فاذا خصك الله بذلك من بين الملايين البشرية تائهة فاعرف نعمة الله عليك وافرح. تفرح لان في امة الاسلام من الصالحين والمخلصين والطائعين من لم يقوى على الصوم لمرض الم به وظرف احاط به يتمنى ان يصوم لكن المرض اقعده والافات حالت بينه وبين الصوم وهو يتقطع شوقا الى ان يكون ممسكا مع الصائمين. يشاركهم فرحة الافطار عند غروب الشمس فاحمد الله على ما من به عليك من ذلك وافرح وهذا كله تعرض لنفحة من نفحات الله في هذا الشهر باداء هذه العبادة العظيمة وهي صيام رمضان. ثاني النفحات في مجلسنا هذا ايها الصائمون الحديث عن نفحة هي عبادة اخرى. تحوطنا في رمضان بين الليل والنهار. فاذا كان الصوم فريضة صائم في نهار رمضان فان القيام هو عبادة الصائم في ليالي رمضان. نعم نفحة القيام. القيام بين يدي الله عز وجل بركعات في الليل. عبادة كريمة اصطفى الله عز وجل لها من شاء من عباده ولا يرتقي اليها الا الصالحون. قيام الليل سنة الانبياء والمرسلين عليهم السلام. دأب الصالحين قبلنا قيام الليل صفة من صفات اهل الجنة في مواضع كثيرة من كتاب الله الكريم. ان المتقين في جنات وعيون اخذين ما اتاهم لهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون. وفي عباد الرحمن قال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. احذروا الاخرة ويرجو رحمة رب وعدد ما شئت في المواضع التي يذكر فيها اهل الجنة. فتأتي صفاتهم التي كانوا عليها في الدنيا واذا على قيام الليل قيام الليل في كل ايام العام نور للوجه والقلب وسعة في الرزق وبركة في واغتنام لبركات الاسحار. هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من سائل فاعطي لا يدرك ذلك ولا يناله ولا يسبق اليه الا اهل الليل. اولئك قوم خلوا بربهم فاكسبهم نورا من نوره جل وعلا اصحاب الليل يا امة الاسلام هم الصالحون في الامة هم الفئة المصطفى الذين اذن الله عز وجل لهم ان يقوم بين يديه في ذلك الوقت والناس نيام. ان يأذن لهم سبحانه ان تكون جباههم على الارض. يمرغونها تعظيما وسؤالا وطمعا وافتقارا. فاذا بالعيون قد ذرفت واذا بالقلوب قد خشعت. واذا بالجوارح قد لانت واذا بالقلوب وقد رفرفت في سماء التقوى لانها قائمة بين يدي الله في ساعة يحبها الله. فلا تعلم نفس ما لهم من هم؟ قال انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا. وسبحوا بحمد ربهم وهم لا تكبيرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع. يدعون ربهم خوفا وطمعا. ومما رزقناهم ينفقون. فكما كان لهم في جوف الليل عبادة توارو بها عن الانظار فلا يراهم احد. فقاموا لله قياما وركعا وسجودا فانهم يوم القيامة يجزون بجزاء اخفي لهم. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. كم جاء من وصف الجينات في القرآن وكم ذكرت اصناف النعيم في القرآن؟ ويبقى جزاء اهل قيام الليل هدية فالله عز وجل وصفها الكريم عن عباده مبالغة في اكرامهم. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. ايها الصائمون هذا شأن قيام الليل سائر العام فما ظنكم بالليل وقيامه في رمضان؟ هو والله عند الله ازكى واشرف واعظم اجرا ودليل ذلك انه خص بثواب دون غيره من ايام العام ولياليه. يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم من قام ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ارأيتم؟ لماذا قيام رمظان خاصة؟ جعل له هذا الثواب الكريم لانه في رمضان في هذا الشهر المبارك الذي خصه الله من بين سائر شهور العام اذا كان العبد يتقلب في رمظان بين نهاره صائما وليله قائما فاعلموا انه واقف على ابواب المغفرة لا يبرحها ليلا ولا نهارا. قال عليه الصلاة والسلام في شأن الصوم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقال في شأن القيام من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه انظروا كيف اكتنف رمظان بالصيام نهارا وبالقيام ليل كيف اكتنف اهل الاسلام بالمغفرة ليلا ونهارا يراد لاهل الاسلام في رمضان ان يطرقوا ابواب المغفرة بالنهار صياما. وبالليل قياما يراد لاهل الا يخرج احد منهم من رمضان الا وقد اغتسل من ذنوبه. فتكون رمضان في كل سنة تكون محطة تصل فيها العباد من الذنوب والاوزار والخطايا. ومن لم يدرك ذلك ولم يصبه عياذا بالله فذلك الابعد المغبون الذي اصابته دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم لما امن على دعاء جبريل عليه السلام امين. قال رغم انف من ادرك رمضان ولم يغفر له. كيف ما يغفر له؟ وكيف فاتته المغفرة؟ كيف فاتت؟ وابوابها مشرعة بالنهار بالصيام وبالليل بالقيام. ماذا كان يفعل اذا؟ اي يعقل ان يدرك الشهر باكمله فلا يدرك صوم نهاره ولا قيام ليله هذه نفحة كريمة من نفحات رمضان في عبادة جليلة احبها الله فهي بين اداة كالبدر في سماء الدنيا. وهي بين العبادات كالدرة في التاج على الرؤوس. تضيء اشراقا وبهجة ورونقا اصحاب الليل يا كرام قوم بينهم وبين ربهم علائق. وبينهم وبين ربهم دعوات ومناجاة ولذات بينهم بين الله ساعات بكت فيها العيون وارتجفت فيها القلوب وفرحت فيها النفوس بينهم وبين الله مواعيد رأوت حقيقة بينهم اين الله امال طالما رفعت الى السماء فوجدوها عناية الهية وتوفيقا ربانيا وجدوها سدادا في الامر وسعة في الرزق وسعادة في الحياة. هذا قيام الليل سائر العام فكيف هو في رمضان؟ من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه في قيام الليل يا كرام. نحن نطرق بابا من ابواب المغفرة بين يدي الله ثم تأتيك المغريات وتأتيك الاعطيات. من قام مع امامه حتى ينصرف. كتب له قيام ليلة. تقوم مع امامك الله دقائق معدودات. قد لا تتجاوز الساعة. واذا بلغت ساعة من الزمن فانها لا تتجاوزها الا بقليل ساعة من وسط كم ساعة؟ من وسط ساعات تبلغ ثمانية او عشر ساعات في ليالي رمضان. فاذا قمت بعشرها منها كتب لك الكريم سبحانه اجرك كأنما قمت ليلة باكملها لم تضع فيها جنبا ولم تغمض فيها عينا ولم تنصرف فيها عن محرابك رعاك الله. لم هذا؟ كرما من الله واغراء للعباد للاقبال على هذا والتعرض لهذه النفحات. ان تقوم مع امامك حتى ينصرف. يعني حتى يقضي صلاته. فلا تكتفي ركعتين ولا باربع ولا بجزء منها بل تتم حتى تدرك ذلك الموعود الكريم. هذا القيام الذي احياه النبي عليه الصلاة والسلام طيلة العام لكنه اذا جاء رمضان كان له مع القرآن والقيام شأن اخر. المستمتع برب عليه الصلاة والسلام المتلذذ بمناجاته الذي كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه صلى الله عليه وسلم ولما تشفق عليه امنا رضي الله عنها فتسأله يقول افلا اكون عبدا شكورا تتورم القدمان لكن شعور المتعة والانس بالقيام بين يدي الله يطغى على شعور الالم في ورم القدمين الذي لا يحتمل لكنه الارتقاء الى المعاني العظيمة. والسمو في معنى التلذذ بالعبادة بين يدي الله. اجل والله تفهم قول الصحابي الاخر لما وقف خلف النبي صلى الله عليه وسلم وحكى في ليلة من الليالي وصفا عجيب من قيام المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولسنا ندرك بقية شأنه في تلك الليالي التي خلا فيها بربه عليه الصلاة والسلام حكى انه صلى الله عليه وسلم قام ذات ليلة فقرأ بالبقرة فالنساء فال عمران في ركعة في ركعة. قال ثم ركع ركوعا طويلا نحو ذلك. ثم سجد سجودا طويلا نحوا من ذلك قد لا نطيق اليوم بصدق قد لا نطيق تلك المراتب العظيمة الجليلة في طول القيام متاعبه قد لا تملك قلوبنا ذلك الانس ولا فقه معاني القرآن الى تلك الدرجة التي نخرج فيها عن عالمنا وحسنا الى الارتقاء بالعيش مع القرآن والانغماس في لذيذ اياته ومعاني خطاب الله ولكن لا اقل لا اقل من ان ندرك ان قيام رمظان لا يتكرر هو مرة في العام. فاذا فاتنا فبالله عليكم متى سندركه؟ اتظمن ان فاتك قيام الليل ان تدركها غدا فان فاتتك اليوم لا تدري اي يوم سيكون عليك الغد اتكون بين الاحياء ام قد وراك الناس التراب يا قوم قيام الليل في شأن حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام صفحة عجيبة اذا قرأتها او سمعتها تملكك العجب. واحاطت بك الدهشة اي شأن كان للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام مع قيام الليل سائر العام وفي رمضان على وجه الخصوص تتملكك الدهشة والله. اما انه عليه الصلاة والسلام ذات من ليالي رمضان خرج فصلى باصحابه على غير ميعاد قيام الليل فصلوا معه جماعة وكانت تلك اول مرة يجتمعون فيها يصلون معه قيام الليل جماعة. فقضى عليه الصلاة والسلام نحوا من ثلث الليل صلى بمن كان معه في المسجد. فلما اصبح تحدث الناس بصلاة النبي عليه الصلاة والسلام باصحابه. فاجتمعوا في الليلة تاليتي فلم يخرج اليهم. فلما كانت الليلة التي بعدها خرج فصلى بمن كان في المسجد نصف الليل ولما اصبح الناس تحدثوا ان النبي عليه الصلاة والسلام خرج في اليهم فصلى بهم. فاجتمعوا بعدها في الليلة الثالثة فلم يخرج فلما كان في الليلة التي بعدها خرج اليهم صلى الله عليه وسلم فقام بهم قياما طويلا الى السحر فلما كان في الليلة التي بعدها امتلأ المسجد بالصحابة رضي الله عنهم ينتظرونه ليشهدوا الصلاة معه فلم يخرج اليهم عليه الصلاة والسلام. فكانت الليالي التي خرج فيها اليهم ليالي وتر من العشر الاواخر من رمضان. فخرج ليلة دون ليلة ولما اجتمعوا في الليلة الاخيرة وامتلأ بهم المسجد ولم يخرج اليهم قابلهم في الفجر صلى الله عليه وسلم قائلا ما انه لم يخفى علي مكانكم ولكني خشيت ان تفرض عليكم فصلى الله عليه واله وسلم. ترك الخروج اليهم والصلاة بهم جماعة خشية ان تفرض. ومن رأفته عليه الصلاة والسلام بامته ورحمته خاف ان تكون فريضة فترك قيام الليل بهم جماعة وبقي على الحث الذي يتسابق فيه الصالحون. فبقي الامر على ذلك حتى كان زمن الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من ليالي رمضان. فرأى الناس متفرقين في مسجده صلى الله عليه وسلم اوزاعا يصلي الرجل وحده. ويصلي الرجل ومعه النفر اليسير. جماعات وفرادى متناثرين في المسجد يتناجون بكلام الله ويقرأون القرآن ويقومون الليل في مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام فتأمل الفاروق الراشد الملهم عمر رضي الله عنه ذلك المنظر وقال لو جمعنا الناس على امام واحد ثم وجه رضي الله عنه وامر بعض الصحابة الحفاظ كتميم ابن اوس الداري وابي ابن كعب رضي الله عنهما امرهما ان امامين للناس في صلاة التراويح في صلاة القيام في رمضان. فلما جمعهم اجتمعوا على امام واحد فكان الامام اقرأ بالمئين في ركعة. يعني بالايات ذوات المئات في ركعة. وما كانوا ينصرفون الا عند السحر. يعني وقت السحور قبل الفجر وكانوا يعتمدون على العصي من طول القيام. هذه صفحة مشرقة من قيام الصحب الكريم الذي تربى على يدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فاذا جئت تصلي التراويح عبدالله فاعلم انك تقوم الليل هو قيام ليل ويسمى في رمضان خاصة صلاة التراويح. فاذا جئت تقوم بركعة فاعلم انها في صحيفة عملك قيام لله. ما القيام؟ قال عليه الصلاة والسلام. من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة اية كتب من القانطين. ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين. الذين جمعوا طارا من الاجر والقنطار. مثل الجبل العظيم من الحسنات. هذه الوعود التي جاءت من اجل احياء الناس قيام الليل في رمضان خاصة ولم يزل شأن امة الاسلام من بعد صنيع الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه على هذا الامر العظيم. احياء لسنة القيام واذا بجوامع المسلمين كل عام في رمضان في كل بلاد الاسلام. تزدهر وتضيء وتشرق بكتاب الله يتلى في المحاريب وبالصفوف التي تصطف خلف الامام. يقرأ كتاب الله عز وجل فتتحرك القلوب النفوس وتذرف العيون خشية لله. ثم الركوع تعظيما وخضوعا والسجود هيبة واجلالا وسؤالا وطلبا والحاحا ودعوات ترفع واجابات تتنزل ورحم تغشى امة الاسلام. فهذا الصنيع الذي تتابع دعت عليه امة الاسلام غدا مظهرا بديعا من بدائع رمضان وصفحة من صفحات الروعة التي تعيشها امة الاسلام كل عام في رمضان اجل والله. فما تزينت ليالي رمضان بالقناديل ولا باعمار الاسواق ولا بشيء من دعت الناس على الطعام والشراب ما تزينت ليالي رمضان بمثل المحارب التي تصدع بكلام الله. والصفوف التي تمتلئ بها والدموع التي تذرف خشية من الله والعيش اللذيذ مع كتاب الله تلاوة واستماعا وتدبرا ومناجاة لله عز وجل قيام الليل نفحة من نفحات الله عز وجل. والصائم في رمضان احرى الناس بان يكون له حظ من الليل مع كتاب الله عز وجل. فاذا صليت وحدك عبد الله او صليت في جماعة اماما او مأموما فهي عبادة معها ذلك التنبيه النبوي من قام رمظان ايمانا واحتسابا. اعلم كلما خطوت نحو المسجد متوجها لصلاة العشاء ناويا ان تدرك القيام مع امامك اقصد رعاك الله ان تنوي الايمان والاحتساب. ايمانا ان الله عز وجل شرع هذه العبادة العظيمة وانها مما يحب الله جل جلاله محتسبا الاجر والثواب من الله في تلك ركعات التي تصليها مع امامك في المسجد رعاك الله. انوي بكل ركعة تقومها وبكل اية تسمعها وكل ركعة تركعها وسجدة تسجدها. اقصد رعاك الله وانوي ان يكون عملا صالحا تثقل به ميزانك. انوي ان يكون للقرآن في قلبك وقع واثر ونور واشراق. انو بالقرآن الذي تسمعه ان يكون لقلبك شفاء ان يكون لحياتك بركة. ان يكون نورا لدربك فان الله جعل القرآن كذلك. وانما الاعمال بالنيات. انوي كل ذلك لتنل اجر الله وكريم موعوده سبحانه وتعالى. فاذا صليت مع امامك رعاك الله فاحرص على ذلك الاجر من قام مع امامه حتى ينصرف فاصبر واحتمل واذا وفقك الله فصليت واتيت تقوم الجماعة في صلاة التراويح مع الامام في رمضان. فاعلم انها دقائق معدودة. لا ينبغي ان فيها الشيطان اليك بشعور ملل او تعب او ظجر بالا يقول لك الشيطان طول بنا الامام الليلة اتعبنا القيام في سرب الى داخلك الملل لتكتفي بركعتين وتنصرف وكم ود الشيطان والله لو حرمك من هذا الفضل رأسا فاذا ما غلبته واتيت جعل يجاهدك يزهدك في الاجر. فاذا سلم الامام من ركعتين قال لك يكفي يكفي هيا ينصرف ويذكرك بامر في السوق واخر في البيت وثالث ورابع وخامس يعجلك للانصراف اذا انصرفت فاذا هي امور الدنيا التي لا تنتهي. واغراضها ومتاعبها ومطالبها التي لا انتهاء لها. لكنك لو صبرت وصابرت واحتسبت الاجر ونويت بتلك الدقائق التي تتم بها قيامك مع الامام انك ترجع بساعة يكتب لها قيام ليلة بساعاتها على طولها فهذا والله من عظيم توفيق الله. فاذا وقفت خلف الامام استمتع واستشعر بمعنى ما تسمع رعاك الله فاذا ركعت فعظم ربك في الركوع. واذا سجدت فاطل هي همسة في السجود هي همسة في اذن الارض يسمعها رب السماء. افرغ مطالبك وارفع حاجاتك واطرق ابواب الكريم. فانت في رمضان. وقائم بين يدي الله عز وجل اجعلوا من قيامكم ايها الكرام في رمضان. فرصة للاستمتاع بهذه العبادة التي نقرأ عن شأنها ونقلب اخبارها في حياة الصالحين ومن قبلهم شأن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. واعلموا ان قيام الليل وهو نفحة من نفحات رمضان فانها عبادة جليلة تكسب العبد مزيدا من صلاح وخير وسداد وتوفيق. اجل والله. قال الله عز وجل يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. ان لك في النهار سبحا طويلا. النهار يمكن ان تقضي فيه امورك الليل قال فيه الحق سبحانه ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا ان لك في النهار سبحا واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا. هذا القيام في كل ايام العام. فاذا كان رمضان فانت تدرك ان صوم بالنهار قد هيأ لنفسك من استقبال الخير والنور والاشراق ما ليس في غيره. فاذا انت في مستعد وقلبك منفتحة ابوابه ونفسك متهيئة لتلقي الخير والهدى الذي تفيض به ايات القرآن اجل والله فما اثر في صلاح القلب شيء مثل الصيام والقرآن. وفي رمضان نحن نصوم النهار ونقوم الليل بالقرآن فانظروا فانظروا كيف اجتمع العجب. الصيام يحرث القلوب بالنهار فاذا جاء الليل سقاها القرآن بماءه فانبتت تنبت القلوب والله اجمل ما تكون من ثمار الصلاة والتقوى والخشية والعبودية التي يتقلب فيها المرء نعيما وسعادة وانسا في رمضان. وهذا ايضا مرده الى احد اسرار نشاط النفوس المؤمنة للطاعة في رمضان واقبالها على العبادة اكثر من غيره من ايام العام لان العبادة تفعل فعلها في القلوب المؤمنة ونحن كذلك في رمضان معشر الصائمين. نتقلب بين نفحة الصيام نهارا ونفحة القيام ليلا. فاذا بالرحمات والبركات والهبات التي تنال العبادة عن يمينك انواع الشمال هي والله محض فضل من الله الكريم سبحانه وتعالى. ايها الصائمون في ختام مجلسنا هذا وقد تناولنا نفحتين من نفحات رمضان. ونحن نودع ثلثا من رمظان قد انقظى. وثلثاه سيمضيان سريعا في الاثر. اعلموا رعاكم الله اننا ما زلنا نصلي على جنائز موتى المسلمين الى اليوم وحتى صلاة العصر وربما صلينا المغرب على جنازة بعضهم لربما صلينا المغرب او العشاء على جنازة من صام انا اول الشهر فهل كان بالله عليكم هل كان في خلده وقد شهد معنا صوم اول يوم وثانيه وثالثه ان انه سيدرك نصفه ام سيكون مع الاموات؟ وهذا السؤال لي ولك اليوم. ها نحن ادركنا ثلث رمضان. ما لك بالله بان تعيش الى العيد وان تكمل الشهر. فاذا ادركت هذا وعقلته جعلت كل يوم يمر عليك رمضان كانه اخر يوم في حياتك. فانظر ما انت صانع عبد الله. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من خيرة عبادك الصالحين وحزبك المفلحين واوليائك المتقين يا رب العالمين. اللهم الزمنا عتبة العبودية وارزقنا السعادة الابدية. وادفع عنا وعن كل مسلم كل شر وبلية يا رب العالمين. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. يا رب تقبل منا الصيام والقيام. والقرآن والذكر والدعاء وصالح يا رب العالمين اللهم انا نسألك ان تجعله كله خالصا لوجهك الكريم. ترضى به عنا يا اكرم الاكرمين اللهم انا نسألك الاخلاص في القول والعمل والسداد والهداية والرشاد يا رب العالمين. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم ان الفضل فضلك والخير خيرك. والامر امرك والعبد عبدك ولا اله الا انت فاكتبنا في عبادك الصالحين المقربين. واجعلنا في رمضان من السعداء الفائزين. اللهم انا نسألك العفو والعافية معافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. اللهم عافنا واعفوا عنا. اللهم عافنا واعفوا عنا. اللهم عافنا واعف عنا واعف عن والدينا وعن ازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم انت الكريم المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام. نسألك يا رب باسمائك الحسنى وصفاتك العلى. كما بلغتنا رمضان بفضلك وجودك ونعمتك ان تبلغنا فيه عفوك ورضاك يا حي يا قيوم. وان تكتبنا فيه من العتقاء من النار. نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم اجعل كل يوم من رمضان حجة لنا لا علينا. وارزقنا فيه مزيدا من الطاعة والصلاح تقوى يا حي يا قيوم اللهم انت الغني ونحن الفقراء. انت القوي ونحن الضعفاء انت الكريم الحميد سبحانك ربنا ما اعظمك اللهم انا نستغفرك فاغفر لنا ونستهديك فاهدنا. اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا يا رب وارض عنا. واختم بالصالحات اعمالنا وبالسعادة اجالنا. وبلغنا فيما يرضيك عنا امالنا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك. ولا اله الا انت فاجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين ربنا تقبل صيامنا وقيامنا واجب دعائنا واعتق من النار رقابنا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة اخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك. نبينا وحبيبنا واسوتنا محمد بن وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين