بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. ومن علينا وعليكم بلوغ شهر رمضان شهر الخير والبركة والرحمة والعفو والغفران. احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وبعد معشر الصائمين فها هو ذا ثالث ايام شهركم المبارك هذا قد انقضى وانقضاء ثلاثة ايام بالشهر فانقضاء عشره الذي ما يزال يتتابع في التصرم انقضاء وبقدر فرحة امة الاسلام بحلول هذا الشهر المبارك بديارها فانها تتسارع تنافسا في الخيرات وتسابقا على موارد الرحمة والعفو والمغفرة والعتق من النار. وهذا المجلس المنعقد كل يوم اثنين من ايام هذا الشهر المبارك في ساعته الاخيرة قبل غروب شمسه بعون الله تعالى نتدارس فيها مجالس تتعلق وبنفحات رمضان. ونفحات رمضان معانيه العظام التي ارتبطت بهذا الشهر. وجعلت منه الشريعة الاسلامية بابا من الخير والرحمة والبركة التي ينغمس فيها المسلمون فضلا من ربهم جل وعلا. نفحات والنفحات جمع نفحة. وهي النسمة التي تتردد سريعا وتنقضي. من نفح اذا فاح وهب واعطى وانتشر فهي تحمل معنى العطية وهبوب الرياح بنسمتها الباردة التي تمر سريعا وتوشك ان ان تنقضي والمراد بالنفحات هنا ما ينشر الله جل جلاله لعباده. ويفيضه عليهم من اثار رحمته من الخيرات والهبات والعطايا. وقد ورد في القرآن على خلاف هذا المعنى في الاصل على سبيل الاستعارة. ولئن نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين. اي مسهم ادنى قدر من العذاب. وجدوا الم ذلك وحره وقانا الله واياكم. رمضان ايها الصائمون شهر النفحات الالهية. ولهبات الربانية التي تتنزل على امة الاسلام فضلا من ربهم الكريم جل وعلا. روى الطبراني عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله. فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده. وان كان في سند الحديث ضعف فقد حسنه الالباني في لوجود شواهد لذلك والعلم عند الله. قال الحافظ الامام ابن رجب رحمه الله تعالى ما في هذه المواسم الفاضلة موسم الا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته. ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه. فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والايام والساعات وتقرب فيها الى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى ان تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد فيها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. فالمقصود فالمقصود في هذه المجالس بنفحات رمضان ذكر هذه المعاني الايمانية العظيمة. التي تحمل من معاني الخير الالهي والكرم والعطاء الذي وهب لاهل الاسلام في هذا الموسم المبارك من مواسم الخير والطاعة في شهر رمضان. وقد اودعت الشريعة الغراء في هذا الشهر المبارك من ابواب الخير والسبق الى الفضل ونيل عفو اكرم الاكرمين. ما يضيق مثل هذا المجلس عن به ولكنا سنريدها على اقسام نجعل في كل مجلس منها شيئا من ذلك. وسنجلد في هذا المجلس بعون الله تعالى من تلك النفحات التي نتعرض لها ويراد لنا ان نصيب منها ايها الصائمون. وقد مضى كما سلف في صدر عشر شهرنا هذا وبقيته ستمضي تباعا والله المستعان. اولى هذه النفحات الفرحة بهذا الشهر الكريم عند مقدمه واطلالته على اهل الاسلام وهم يرقبونه على مدى احد عشر شهرا طيلة العام. الفرح بربه فرح المؤمن بربه مقام عظيم. من مقامات العبودية يفرح قلبه بكل ما يقربه من ربه جل وعلى ولما ذكر الله سبحانه نعمة الاسلام ونعمة القرآن امر بالفرح بهما لانهما من اعظم ما يفرح قال الله سبحانه يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون. فامر الله بالفرح في سياق ذكر نعمة الاسلام نعمة القرآن قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. وقد فسر فضل الله في الاية بالاسلام وفسرت الرحمة بالقرآن واللفظ على عمومه فكل فضل من الله. ورحمة من الله هي محل فرحة العبد. لم لا يفرح وربه الكريم يتفضل بفضله عليه. ولم لا يفرح اذا احاطته رحمة من رحمات ربه الكريم جل وعلا. فبذلك الفرحة لنا امة الاسلام ورمضان وحلوله بديار المسلمين وفرحة امة الاسلام به فرحة مشروعة. اعني بذلك ايها الكرام انه ما ان يعلن عن رؤية هلال رمضان ودخول شهره عندما تتبادل الناس الدعوات بالتهنئة والتبريكات مظمنة بالفرح والسرور فانها قبل ان تكون عادة اجتماعية وتواصلا كريما وخلقا نبيلا يبث في بين اوساط المجتمع وذويه. انه قبل ذلك مقام من مقامات العبودية. نفرح ونؤجر على فرحتنا لاننا انما نفرح بطاعة وفرحنا بخير وعبادة. فرحنا بموسم يفتح فيه الكريم سبحانه ابوابه للعباد فان لم يفرح المؤمن حقا في مثل تلك المواقف فانى يكون الفرح العظيم مشروعا؟ هذه واحدة والثانية يا كرام ان عامة الناس تفرح في هذه المواسم لكن موارد الفرح شتى فمنهم من افرحوا لامره الدنيوي تاجر له بضاعة ستروج في هذا الشهر بكثرة الناس فيه. وصاحب سوق يفرح بكثرة ارتياد الناس اليه. وثالث ورابع وخامس. وربما فرح بعض اللاهين بشهوات ربما تتابعت عليه في هذا الموسم يسوقهم الشيطان والله المستعان الى مستنقعات الاثام والفجور والمعاصي. وكما ينشط اهل الطاعة يشتد اهل الباطل فشتان شتان بين فرح وفرح في هذه الايام المباركة في هذا الشهر العظيم. اما المؤمن الفرح بقدوم هذا الشهر لانه شهر قرآن. يفرح بالشهر لانه شهر صيام. يفرح فيه لان ليله قيام يفرح بان له رصيدا من الطاعات هو مظنة المضاعفة بفضل الله في هذا الشهر المبارك. لما لا يفرح وكل طاعة تنهي اكبر من اختها في رصيد العفو والمغفرة وبوابات الرحمة الالهية تساق للعباد على على اكبر ما يكون واوسع ما يؤمل العبد من ربه الكريم سبحانه. والمقصود انه اذا تفاوت الناس في اسباب الفرح قدوم هذا الشهر فلتكن فرحتك انت عبد الله بشيء اعظم من ذلك كله. فرح العبد بربه الكريم الذي يمن عليه بالعطايا. اوما رأيتم فقيرا مسكينا محتاجا قد اعوزته الدنيا بالامها وهمومها ثم هو ينتظر اعطية من تاجر وثري وكريم وموسر. فانه اذا اعطاه سر اي ما سرور. فكيف اذا كان موعد العطاء مع معطيه موعودا بمضاعفة العطاء المعتاد. والله ان الفرح ليزداد. فكذلك العبد يفرحوا في كل طاعة يقبل فيها على ربه. تفرح اليوم لانك صليت العصر. وانت فرح لانك عما قريب ستفطر يومك هذا الذي قمت وفرح لانك قمت البارحة وفرح لانك تنوي ان تقوم الليل وهكذا. فكل عبادة ييسر الله عز عز وجل لك اسبابها تفرح بها وحق لك والله ان تفرح لان لك ربا كريما يبسط يده اليك وانت مقبل على عظيم العطايا في هذا الشهر المبارك. وثالثا من معاني الفرح في هذا الشهر تحديدا الفرحة التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم للصائم فرحتان. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ها هي ذي ايام رمضان تتتابع فما مضت الايام الثلاثة الاول وكلما حان وقت المغرب وقرب سماع الصائم لاذان المغرب فانه بين يدي لتمرات افطاره وشربة مائه يحمل في قلبه بهجة وسرورا. وربما كان قد اصابه في يومه ذاك من تعب الصيام والاجهاد اذا كان قد شقي ونصب وتعب وكان له ذهاب ومجيء في شمس حارقة ونهار طويل وصيف قائض فانه يفرح لان ظمأه سيبتل. وان جوعه سيشبع. لكن الفرحة حقيقية التي تكمن في في قلبه فرحة باتمام عبادة. وانه اتم يوما صائما لله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. يفرح في كل يوم يضاف الى صحيفة عمله من ايام الصيام. فرضا كان او نفلا. فاذا كان فرضا كشهر رمضان كانت الفرحة واتم يفرح ايضا اذا جمع بين يديه في مائدة افطاره. بعض اللذائذ والطيبات من المطاعم والمشارب مما لذ وطاب من الحلال وحق له ان يفرح. وهذا ايضا مما شرع للعبد ان يفرح ويحمد الله عليه. لكن الفرحة الاكبر تلك الموعودة في الاخرة اذا لقي العبد ربه وفي صحائف عمله ايام صامها امتثالا لامر الله واستجابة لفرض الصيام. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون هذا فرح عظيم هو الذي يساق الناس اليه في شهر رمضان فرحا بهذا الباب الكبير الذي اقبل عليهم في هذا الشهر الكريم اما نبي الهدى والرحمة صلوات الله وسلامه عليه. فقد كان يسوق بشارة رمضان لامته لاجل بان تفرح وان تحمل في قلبها من السرور والبهجة بقدوم رمضان ما يحملها على التنافس في الطاعات واستباق الخيرات صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال وقد اضل المسلمين شهر رمضان قال قد جاءكم شهر رمضان شهر فرض الله عز وجل عليكم صيامه. فيه تفتح ابواب السماء وتغلق ابواب الجحيم. وتغل مردة شياطين فيه ليلة من حرم خيرها فقد حرم. انظروا كيف يسوق البشارة عليه الصلاة والسلام. مشيرا الى ما يحف بقدوم رمضان من احداث كونية تتغير من حولك. ابواب تفتح في السماء وابواب للنار تغلق ومردة الشياطين تغل وتسلسل وتصفد عونا للعبد على ما هو مقبل عليه من موسم الطاعة العظيم. ثم اشار عليه الصلاة والسلام الى انه شهر مبارك يحمل في طياته من البركات والحسنات والطاعات ما هو حري بكل مسلم ان يقبل عليه. اذا هذه اسباب الفرح والبشارة انه شهر مبارك. وبركة الشهر بما جعل الله في صيامه بالنهار وفي قيامه بالليل وفي القرآن ما بين ذاك وهذا فهو يتلوه اناء الليل اطراف النهار فضلا عما في طيات عبادات المضاعفة التي قد تكتب للعبد فيفطر صائما ويغيث مكروبا ويساعد محتاجا ويسعى في تفريج كربة وسائر ابواب الطاعات والخيرات. والمقصود ايها الصائمون ان رمظان شهر عبادة تفرح بمقدمه امة الاسلام فافرح عبد الله بل استشعر في فرحك انك تتعبد الله بهذا الفرح. وانك تلتمس الاجر الثواب في كل ساعة تمر بك فرحا مسرورا بهذه الايام المباركة. افرح لانك صمت وافرح لانك قمت وافرح لانك تنوي صوم الغد وتنوي قيام الليل. افرح اذا فتحت المصحف فقرأت اية. اذا اتممت سورة اذا ختمت افرح اذا وجدت قلبك مع اية من ايات القرآن قد انفتحت ابوابه. وقد قربت دمعتك واهتز فؤادك وانت تستشعر معاني الايات الكريمة التي تقرأها او تسمعها خلف امامك في الصلاة. افرح بكل ذلك فهو والله احق ما ملئ به قلب ابن ادم من الفرح والسرور. اعظم فرح واشرفه واطهره ذاك الفرح الذي يكون مغلفا بطاعة الله. يسوق العبد الى مرضات الله. فان لم تفرح ايها العبد بمثل تلك المقامات فانى لك الفرح؟ ستفرح ان فرحت باشياء ادنى بكثير. افرح بزواجك ان تزوجت. وبمولودك ان ولد لك وبمالك الحلال ان حصل لك. هنيئا قال لك وافرح وحق لك ان تفرح. لكنها والله لا تسوى شيئا بجانب الفرح بالله عز وجل. وبطاعته وبمواسم رحمته وبالهبات والنفحات التي تساق للعباد في مثل هذه المواسم. اما انها ايام معدودة وليال ستنقضي سريعا وكل من كان بها اشد فرحا كان لها اشد اغتناما. وكان لخيراتها بركاتها اعظم نوالا. فاستبقوا الخيرات عباد الله. واجعلوا من الفرح الذي يعمر صدوركم وقودا به في ذلك الطريق الكبير. اما ان في الامة اقواما والله قد سبقوا الناس منذ اول ليلة من ليالي رمضان. فاذا هم اقول وفي الصفوف الاول وقد سبقوا الامة سبقا بعيدا ثق تماما ان في قلوبهم من رصيد الفرح بالله وبطاعته وبمقدم هذا الشهر ما كان ربما يتوقد في صدورهم من قبل رمضان. فكلما اقترب وشعروا ان عدد الايام التي تفصل بينهم وبينه تتناقص اذا بذلك الفرح يزداد توقدا في صدورهم فما ان اقبل الشهر ورؤي الهلال اذا هم قلوب متوقدة تنساق في طريق الخيرات ايسر ما يكون وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. ثاني نفحات رمضان التي نتدارسها في مجلسنا هذا ايها الصائمون مقام عظيم ايضا من مقامات العبودية. اذا ذكر رمظان تسابق الى الاذهان من عبادات رمظان الصيام والقيام والقرآن وتفطير الصائمين وعمرة في رمضان تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وكل ذلك من اعظم عبادات التي يتنافس فيها الصالحون في شهر رمضان. اجل ولكن من العبادات العظيمة التي يحق لنا ان ننصب راياتها وان نتواصى عليها وان نتسابق فيها وان نجتهد في تحصيلها ايام رمظان وان كانت مشروعة في سائر ايام العام عبادة التوبة والاستغفار. التوبة يا كرام ونيل المغفرة. التوبة ان تنخلع من ذنوبك وخطاياك ان تغتسل مما اقترفت يداك وعيناك ورجلاك ان تتبرأ من كل ما تلوثت به صحيفة عملك من دنس الخطايا ورجس الاثام لتقبل فتتطهر من ذلك كله. وتغسله بماء التوبة والندم والاستغفار. رمضان محطة من محطات التوبة والاستغفار التي اراد الله عز وجل ان يعيشها اهل الاسلام فيشهدون موسما من مواسم الرحمة والمغفرة. اوما تأملتم كيف جعل الصيام في رمضان بوابة من بوابات المغفرة. من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وجعل القيام في رمضان ايضا بوابة من بوابات المغفرة من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. فاذا كان الصيام بالنهار يغفر الذنوب والقيام بالليل يغفر الذنوب فبالله عليكم اي صائم ذلك المغبون الذي لم يستطع ان يصيب مغفرة الله في رمضان يراد للعباد والله يراد لهم ان تغفر ذنوبهم في رمضان بالصيام نهارا وبالقيام ليلا فمسكين محروم ذلك الذي يعيش ايام رمضان ثم لا يحسن ان يصيب عفو الله ومغفرته والابواب فيها بشرع هنا ستفهمون لماذا دعا جبريل عليه السلام وامن محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول رغم انفه ثم يقول نبينا عليه الصلاة والسلام امين. ولما يسأل الصحابة يقول عليه الصلاة والسلام من ادرك رمضان لم يغفر له هي والله مصيبة بل هي حرمان قد اصاب صاحبها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم رغم انفه رغم انفه لانه ادرك رمضان وباب المغفرة مفتوح بالنهار فما استطاع الدخول. وباب المغفرة مفتوح بالليل بالقيام فما الدخول ويوما بعد يوم يدرك رمضان ثم لا يغفر له هذه والله ام المصائب التي يحزن عليها القلب ويسأل الله ان لا يكون من المحرومين المصابين بتلك الدعوة. لكنها وصف لحقيقة كيف يعيش عبد موسم وفيه تلك النفحات ثم لا يدرك مغفرة الله. بل انه قيل ان تسمية رمظان انما جاء من معنى الرمد وهو احتراق. ولهذا صح في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صلاة الضحى فقال صلاة الاوابين حين ترمض الفصال والفصال صغار الابل وترمظ يعني تصيبها حر الشمس عندما ترتفع وذلك يكون وقت الظحى ورمضان مأخوذ من معنى الاحتراق كأنه شهر تحترق فيه ذنوب العباد لعظيم مغفرة الله تعالى فيها رمضان هو الموسم الذي يغفر الله فيه للعباد ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة في رمضان اوما ادركتم يا كرام ان المغفرة التي حف بها شهركم هذا يراد ان يعيشه اهل الصيام والقيام مدركين لمغفرة الله يا اخي ايها الصائم اذا كان الله يريد ان يغفر لك لانك صمت ويغفر لك لانك قمت ايمانا واحتسابا. ويريد الله ان يغفر لك لانك ادركت الشهر فصمت وقمت وادركت العشر الاواخر فقمت ليلة القدر ايمانا واحتسابا. الان او ما فهمت ان الله الذي يريد ان يغفر لك لانك صائم ويريد ان يغفر لك لانك قائم اولا يغفر لك اذا طرقت باب المغفرة وسألته فقلت اللهم اغفر لي اللهم اني استغفرك واتوب اليك عبادة التوبة يا كرام مشروعة على الدوام. والله قد وجه النداء. قالوا وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. فتوبوا الى الله واستغفروه. هذه دعوة الانبياء والرسل عليهم السلام. يدعون الى كثرة الاستغفار. وان يكون لهم مع باب التوبة ترداد وتكرار. لان احدنا ليس معصوما. والذنوب خطايا كثيرة واحدنا لا يسلم منها. فاذا كان ذلك ولابد فلا بد ان يجاهد في التوبة استكثارا كما هو في وقوع الذنوب والمعاصي يقع منه ايضا اضطرارا باستكثار. فيداوي هذه بتلك. ورحم الله عبدا جعل الله عز وجدنا له من طريق الاستغفار دربا مسلوكا في حياته. واذا اراد الله بعبد خيرا الهمه كثرة التوبة والاستغفار وقدوة الامة في ذلك نبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم. الذي يقول فاني استغفر الله في اليوم مئة مرة واصحابه رضوان الله عليهم يحصون له في المجلس الواحد ليس في اليوم في المجلس الواحد اكثر من سبعين استغفار سبعين يحصون في مجلسه وهو جالس معهم يتحدث اليهم. ويعظهم ويذكرهم بالله فربما كان في ثنايا كلامه او في سكتاته صلى الله عليه وسلم استغفار. فيجمعون ذلك في المجلس الواحد قرابة سبعين استغفارا. هذا المغفور ذنبه عليه الصلاة والسلام. الذي قال الله له ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما ما تأخر وقال له الم نشرح لك صدرك ووظعنا عنك وزرك الذي انقظ ظهرك ورفعنا لك ذكرك. لكن توبته واستغفاره صلى الله عليه وسلم تعليم للامة كيف ترتبط القلوب المؤمنة الصادقة بربها اغفارا وتوبة تكرارا وتكرارا. كيف يكون العبد كلما كان اكثر اجتهادا في الطاعة واقبالا على الله كان احوج الى تذكر معنى الاستغفار والتوبة الى الله والعودة اليه. هذه القلوب الحية التي تشهد معنى الرحمة فتنالها وتشعر بمعنى التقصير فتعود الى الله من قريب. هكذا العبد كلما اجتهد في الطاعة استشعر مزيد التقصير. فلا الطاعة والعبادة لربه الا مزيد شعور بالتقصير لا احد يفرح بطاعة الا بنعمة ساقها الله اليه. وكلما فرح بنعمة الله عليه استصغر شأنه في مقابل عظيم نعمة الله عليه فتاب واستغفر علم ان طاعاته لو جمعت ليلا ونهارا. وان عباداته لو تضاعفت اضعافها تكرارا فهي والله لا تساوي واجب العبودية الذي خلق من اجله عبد الله. وهو يعلم ان نعم الله عليه اجل واعظم من كل ما يؤديه من عبادات او يستبقه من خيرات. فكلما اجتهد في العبادة شعر بحقارة مقامه بازاء عظمة ربه تاب واستغفر. ولهذا شرع الاستغفار لنا ادبار الصلوات. وشرع الاستغفار ادبار العبادات العظيمة كالحج. وصوم رمضان والصلوات المكتوبات وهذا الاستغفار انما هو استشعار للتقصير الذي يقع من العبد وان كان متلبسا بعبادة نعم هو مصل الان وفور ما قال السلام عليكم ورحمة الله كان اول ما يشرع له من الذكر ان يستغفر الله ليس استغفارا لانه كان مقارفا لمعصية. حاشا. ولكنه بمعنى ان العبادة التي اداها. فانه مهما اجتهد فيها فهي اقل من ان تكون عبادة بين يدي ربه الكريم الجليل الوهاب سبحانه وتعالى فيستغفر الله على ما فيها من التقصير على ما فيها من التفريط والسهو على ما فيها من من عدم قيام العبد بالواجب العظيم الذي خلق من اجله. في الحج قال الله ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. فيستغفر العبد في مقامات العبودية انتم ايها الصائمون في صيامكم انتم والله متلبسون بعبادة يحبها الله ويحب اصحابها فما ظنك بعبد يحبه الله يقبل على ربه مستغفرا اثناء صيامه واثناء ليله وهو بين هذا وذاك هو منتقل بين عبادات وعبادات لكن طوبى لعبد اجرى الله على لسانه استغفارا كثيرا. من ادمن الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا. من اكثر استغفار الله رزق من الخيرات من حيث لا يحتسب. من اكثر الاستغفار جعل الله له بين يديه فرجا وفرحة وتوبة وجعل الله عز وجل له مما يريد من مقاصد دنياه حظا ومطلبا قال واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود. قالها شعيب عليه السلام واستغفروا ربه. قال ويا قومي استغفروا رب ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين. قال هود عليه السلام. انبياء الله عليهم السلام يوصون بالاستغفار. قال نوح عليه السلام فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. بركات الاستغفار لا تنحصر واذا ما فطن العبد وفقه معنى الاستغفار ادرك انه اعظم من مجرد محو خطيئة او زلة وقع فيها. نعم هذه من ثمرات الاستغفار واحد مقاصده. لكن معناه الاعظم مزيد الى الله واعتراف بالتقصير الذي فطر عليه الانسان. وهي مرحلة يحاول فيها العبد في مزيد اجتهاد ان يكون الى الله اقرب وكلما استغفر جرت صحيفته تبييضا لمسود منها كل ساعة بما يقع فيها من خطأ اعلمه او لا يعلمه. اما التوبة التي يراد للعباد ان يعيشوا معاني حلاوتها في رمضان فهي بمعناها الذي يقلع فيه العبد عن ذنب اقترفه. كم عشنا معشر الصائمين؟ في ايام رمضان عفوا كم عشنا في في سائر ايام العام كم عشنا صراعا مع الشيطان يؤزنا نحو المعاصي ويقذفنا في خندق الخطايا. وكم حاولنا فننجح تارة ونخسر تارة وكم اجتهد الصالحون في مجاهدة الهوى والشيطان والنفس الامارة بالسوء. فاذا جاء رمضان فاذا هي جولة من جولات الظفر والانتصار على الشيطان والهوى والنفس الامارة بالسوء. اجل. وذلك من ثلاثة ابواب يعيشها الصائمون في رمضان اولها ان الموسم مبارك والشياطين فيه مصفدة فاقبال النفوس على الطاعة فيه اقرب وحظها من الطاعة فيها مضاعف وفرصة انقيادها الى الخير اكد. وبالتالي فاحجامها عن الذنوب والمعاصي اي سرى في انقيادها لصاحبها وهذا سر نشاط النفوس في الطاعة واقبالها على الخيرات في رمضان. فاذا الموسم مبارك. والظرف مهيأ فهذا عون من الله اه للعبد بان يكون اقوى في جولة من جولات الظفر والانتصار على تلك المصائد التي ينصبها لها الشيطان في الطريق البوابات التي جعلت عونا للعبد ان الموسم موسم طاعة وهو صائم. والصوم خواء للجوف وخلاء للبطن فتضعف القوى ولا تجد الشهوة نحو المعصية شدتها التي تجدها في غير الصيام. وهذا ايضا عون للعبد على اقلاعه عما كان مدمنا عليه من الذنوب والخطايا. وكل واحد فينا اعرف بذنبه وادرى بمعصيته فرحم الله عبدا جعل ايضا من عيشه في رمضان فرصة للتعرض لهذه النفحة العظيمة من نفحات الا وهي التوبة والاستغفار الذي يجده في رمضان اوفر ما يكون عفوا ومغفرة من رب كريم رحيم سبحانه. فاذا شعر عبده بهذه المعاني واقبل كان له في معنى التوبة مزيد حرص على الاقلاع. فيعزم فيعزم على عدم العود الى الذنب وقد فارقه في رمظان لانه صائم بالنهار. قائم بالليل فتضاءلت فرص الشيطان وتقلصت مساحات التي يمكن ان تصرف في لهو وعبث ومجون ومعصية وفسوق. ثم ثالثا من بوابات المغفرة والتوبة التي يعيشها الصائمون في رمضان عبادات رمضان التي تؤدى. او ما قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له وما تقدم من ذنبه من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فانت صائم. اذا استشعر رعاك الله في كل يوم تصومه وفي كل ركعة تقومها اماما او مأموما استشعر رعاك الله انك تطرق ابواب العفو والمغفرة وانك تريد بكل يوم تصومه ان تبيض صحيفتك. وان يغفر ذنبك. وبكل ركعة تقومها اجعل من نياتك رعاك الله وانت قاصد صوب المسجد الذي تصلي فيه الليلة القيام. اجعل من مقاصدك ان يغفر الله لك. وان يعفو عنك وان يبيض تالله ان صنعت هذا كل يوم في رمضان بالصيام نهارا وبالقيام ليلا وانت مع ذلك مكثر من استغفار وانت طارق ابواب التوبة مقلع عما الفته نفسك وادمنت عليه تالله انك لعلى خير عظيم مصيب من هذه النفحة العظيمة من نفحات رمضان. ايها الصائمون رمضان ايام معدودات كما وصفه الله جل وعلا. ومواسم الخير هبات من الله. وهي ابتلاء في حياتنا هذا يا معشر العباد ليظهر فيها السابقون المجدون الفائزون من غيرهم من اصحاب الهمم الضعيفة ودون ذلك فاذا كان هذا فرصة لك عبد الله ان تعيش رمظان هذا العام فاعلم رعاك الله ان الله اراد بك خيرا اي والله والله ما عاش عبد ومد له في الاجل فادرك رمظان الا علم ان ربه الكريم سبحانه يريد ان يغفر له فبئس العبد عبد بلغه الله الشهر يريد ان يغفر له. ثم هو يولي مدبرا معرضرا تاركا من هذا الباب الكريم. بئس العبد والله. وهو الذي قال عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام رغم انفه من ادرك رمضان ولم يغفر له نعم. وطوبى لعبد بلغه الله الشهر. فعلم ان الله عز وجل اراد به خيرا. وان الله يريد ان يغفر له والله اعلم بي وبك وبذنوبنا جميعا وبتقصيرنا ومع ذلك فربنا الكريم سبحانه يريد ان يغفر لنا فبلغنا الشهر فطوبى لعبد ادرك هذا المعنى فانفتح له قلبه واقبل على ربه الذي اكرمه وانعم عليه ببلوغ الشهر فاذا هو مقبل على ربه الكريم قائلا يا رب استغفرك واتوب اليه. اللهم ارحمني واهدني وتب ربياني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي. مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. يصوم ينوي ان يغفر الله له. يقوم ينوي ان يغفر الله عز وجل له. يستكثر في صحائف الطاعات ما يدري لعله ما يدرك رمضان العام القادم بل والله انك لا تدري اتكمل الشهر ام يصلى عليك قبله يا قوم ما زلنا نصلي على الجنائز حتى عصر اليوم وربما كان بعض من صلى عليه اليوم قد هنأ وهنأ ببلوغ الشهر مثلي ومثلك قبل ليلتين. ربما وكان مع الناس سعيدا مسرورا. وربما تهيأ بعضهم لعيده فاشترى ثوب العيد يعده او ما فطنت عبد الله ان الله لما قبض ارواحهم ومد لي ولك في الاجل انها فرص متاحة ونفحات نفحات تهب على الاحياء ليدركوها. فوالله ان كانت تلك النفحات في مقام اعراض من العبد لقد كان فراق الدنيا والله خيرا له من العيش. ولكان بعض المقبورين الذين فارقوا الحياة اسعد حظا منه بانه ما ادركوا شيئا يتحسرون على فواته. اما وقد بلغنا هذا الشهر وصمنا اياما ومقبلين على بقيته فاعلموا اننا والله والله على بحر من الخير والعظيم الاجر والمغفرة لا ساحل له فيقبل العباد يغترفون كما شاءوا وهذا الباب يتنافس فيه الصالحون فاغترفوا من الخيرات وتعرضوا للنفحات. فمن تعرض لنفحات الله اصابها ونفحات الله عز عز وجل ما يحرم الله منها عبدا الا عبدا اعرض وتولى وادبر فماذا تفعل به؟ وانا اعيذ نفسي واياكم ان نكون من المحرومين في هذا الشهر الكريم او ان نكون من الاشقياء الذين اصابتهم دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم رغم انف من ادرك رمضان ولم يغفر له وانا لنسأل الله جلت قدرته باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا جميعا واياكم من السعداء في هذا الشهر الكريم المقبولين عند اكرم الاكرمين الذين ظفروا بالتوبة والعفو والمغفرة والعتق من النار. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا جميعا في خيرة عبادك الصالحين. وحزبك المفلحين واوليائك المتقين يا رب العالمين. اللهم الزمنا عتبة العبودية وارزقنا السعادة الابدية. وادفع عنا وعن كل مسلم كل شر وبلية يا سميع الدعاء. اللهم اجعل لنا امة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك للخيرات وترك المنكرات وحب المساكين. وان تغفر لنا وترحمنا. واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل والفوز بالجنة والنجاة من النار يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار. اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار. اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار. اللهم انا نسألك من كل خير خزائنه بيدك. ونعوذ بك يا ربي من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك. وبطاعتك عن معصيتك. وبفضلك عمن سواك يا حي يا قيوم يا الهنا واله الاولين والاخرين وديان يوم الدين. اللهم فرج عن المهمومين همهم. ونفس عن المكروبين كربتهم. اللهم اقضي الدين عن المدينين. واشف مرضانا ومرضى المسلمين. وارحم موتانا وموتى المسلمين يا ارحم الراحمين. ربنا اغفر طب لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. اللهم اغفر لهم وارحمهم وكفر سيئاتهم. وارفع في الجنان درجاتهم معنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا واسلامنا. اللهم من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه. واجعل كيده في نحره واجعل دائرة السوء عليه يا حي يا قيوم. فاللهم وفق وايد بالحق امامنا وولي امرنا خادم الحرمين لكل خير وهدى. وسداد ورشاد يا ذا الجلال والاكرام. اللهم كما بلغتنا هذا الشهر بفضلك ومنتك ورحمتك وانت الكريم المنان. نسألك يا حي يا قيوم قيوم ان تعيننا فيه على الصيام والقيام وصالح العمل الذي يرضيك عنا وان ترزقنا فيه الاخلاص لوجهك الكريم والقبول عندك يا اكرم الاكرمين، ربنا تقبل صيامنا وقيامنا، واجب دعائنا واعتق من النار رقابنا ورقاب ابائنا امهاتنا وازواجنا وذرياتنا برحمتك يا ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين