السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. الحمد لله الذي بلغنا هذا الشهر المبارك وهذه العشرة الاواخرة في الختام الحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. الحمد لله على نعمة الصيام والقيام الحمد لله على كل نعمة انعم بها علينا في حادث او قديم. سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام. ذو الفضل والانعام واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد معشر الصائمين فهذا رابع المجالس التي نتدارس فيها النفحات الرمضانية في شهرنا هذا لعام هذا ثلاث واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في كل مجلس من المجالس الثلاثة السابقة كنا نتعرض لنفحتين من هذه النفحات. التي تحمل في طياتها هبات كريمة واعطي الهية جليلة يكرم الله سبحانه وتعالى بها اهل الاسلام في هذا الموسم الكريم العظيم في شهر رمضان ومجلسنا الليلة نتناول فيه ايضا نفحتين من تلك النفحات المباركات التي تغشانا امة الاسلام في هذا الشهر المبارك اولى هاتين النفحتين في مجلسنا هذا نفحة الاعتكاف. فانها من عبادات الاسلام التي يتنافس فيها الصالحون ويجدون في رمضان اوسع الابواب التي يؤدون بها هذه العبادة العظيمة. والاعتكاف في اصطلاح الفقهاء هو ملازمة بيت من بيوت الله لطاعة الله سبحانه وتعالى. المعتكف يترك بيته ويأتي بيت الله يترك داره وزوجه واولاده ويتفرغ في بيت من بيوت الله لطاعة الله وعبادته وذكره سبحانه وتعالى الاعتكاف انقطاع عن الدنيا عن الشواغل عن البيت والاهل والاولاد عن الوظيفة والعمل انقطاعا مؤقتا. بقدر ما يكتب الله عز وجل للعبد ولذلك يقول الفقهاء ان الاعتكاف غير محدد بزمن واقله ساعة بل لو دخل المصلي بيت الله عز وجل في فرض من الفروض ومكث فيه قبل الصلاة وبعدها وهو يريد ان يبقى تلك الدقائق او الساعات لاجل التفرغ طاعة الله داويا بذلك الاعتكاف حصل له اجره بقدر ما جلس معتكفا في تلك العبادة العظيمة. ومن هذا المعنى الكبير اخذ الفقهاء يذكرون احكام الاعتكاف وادابه وسننه ومسائله وهو باب حافل من ابواب الفقه المسائل والاحكام الشرعية. وليس المقصود في مجلسنا هذا الحديث عن تلك الاحكام ولا تناولوا تلك المسائل وما يتعلق بالمعتكف من الاحكام. واحسبوا ان مجالس قد عقدت في بيت الله الحرام لتناول هذا الجانب من المسائل والاحكام. لكن المقصود في مجلسنا هذا ان نتناول الاعتكاف من تلك الزاوية يرى فيها النفحة الالهية الكريمة. الاعتكاف عبادة. كما ان الصيام عبادة والقيام عبادة. والدعاء والقرآن وكل تلك ابواب من العبادات يتقرب بها الصائمون في رمضان. اما عند الاعتكاف على الصحيح من اقوال الفقهاء ليس مختصا بل ولا يشترط له الصيام فيصح ان يعتكف المعتكف غير صائم وهذا باب واسع وللفقهاء فيه كلام طويل. والمقصود ان الاعتكاف ذلك الباب الكبير من ابواب العبادات له خصوصية برمضان خاصة من اين جاءت الخصوصية من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهديه الكريم فانه سن لامته وشرع لها الاعتكاف في رمضان وجعل الصحابة رضي الله عنهم يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم فيعتكفون في رمضان. وكذلك ازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين. رضي الله عنهن كن ايضا يبتدرن الاعتكاف. وتوالت هذه السنة المحمدي في الامة الى يوم الناس هذا والحمدلله. اسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. اعتكف الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. مرة اعتكف عشرين يوما. مرة اعتكف بل مرات اعتكف عشرة ايام. واعتكف في العشر الاول. وفي العشر اوسطي ثم استقر هديه عليه الصلاة والسلام على الاعتكاف في العشر الاواخر استقر معتكفا في العشر الاواخر اخر سنوات حياته عليه الصلاة والسلام لما تبين له ان ليلة القدر في العشر الاواخر خاصة من رمضان وهنا تفهمون السر معشر الصائمين ان الهدف الاكبر من الاعتكاف هو تحري ليلة القدر بحثا عنها والتماسا لها تفرغا لها واجتهادا في طلبها ولذلك خصت العشر الاواخر بهذه السنة النبوية التي كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتعبد لله سبحانه وتعالى بها. فالاعتكاف بهذا المعنى اجتهاد في الطاعة. ولان المعتكف باق في بيت الله عز وجل على الدوام فانه يشرع له من الاحكام ما يعين على ذلك المقصود الكبير. الذي هو التفرغ للطاعة. ولهذا لا يصح له خروج لغير حاجة ولا قطع الاعتكاف لامور طارئة وعارضة يوشك ان تزول. طيب لو قال المعتكف انا اعتكف واشترط ان انني اخرج كل يوم لعملي ثماني ساعات او لحاجة اهلي واغراض البيت وبعض الامور الخاصة والتسوق والتجهز لبعض امور العيد. هذا ينافي الاعتكاف المقصود من الاعتكاف الانقطاع. فلو قال انا لا استطيع الا يوما او يومين قلنا له اعتكف يوما او يومين. قال لا استطيع الا بعض قلنا نعتكف بعض يوم لكن لا يعتكف ويشترط شيئا ينافي مقصود الاعتكاف. هذه واحدة والثانية وهي الاهم يا كرام. ماذا لو جاء وجلس في بيت من بيوت يريد تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في سنة الاعتكاف فانه يتعين عليه ان يراعي اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف ظاهرا وباطنا ايش نقصد الظاهر هو انه ترك البيت بيته وجاء بيت الله وجعل وسادته وفراشه في المسجد يأكل ويشرب في المسجد لا يخرج الا لقضاء حاجة او لامر طارئ. تقول عائشة رضي الله عنها في اعتكافها انها تمر بالبيت وفيه المريض فما تسأل عنه الا وهي مارة. لا تقصد زيارته وهو مريض من اهل بيتها. لكن لان الاعتكاف يستدعي ترك كل شيء والتفرغ للطاعة والعبادة. هذه الهيئة الظاهرة البقاء في المسجد على كل حال صبحا ومساء وهو عندئذ اتم ما يكون في ان يصيب عظيم الفضل والاستباق الى العبادات فهو ليس موجودا في المسجد اوقات الصلوات بل هو على الدوام. هو ليس مبكرا في المسجد. هو موجود اصلا هو لا يحتاج ان يبحث عن موضع له في الصف الاول هو مكانه هناك. فهو حاضر في الصلاة قبلها وقبل الاذان. محافظ على السنن الرواتب والنوافل والاذكار حظه من الورد والدعاء والقرآن اكثر من غيره في الغالب لانه ملازم لبيت الله عز وجل لهذا القصد العظيم. هذه الهيئة الظاهرة للعبادة فما الهيئة الباطنة والحديث ها هنا لنيل نفحة الله عز وجل في عبادة الاعتكاف يرتكز على هذا الامر الجوهري العظيم حقيقة الاعتكاف يا كرام عكوف القلب على طلب ما عند الله عز وجل. الاعتكاف انقطاع عن الحياة وتوجه الى الله ترك الصلة بالخلق للاشتغال بطاعة الخالق سبحانه وتعالى. الاعتكاف اقبال على الله بالكلية قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا. فالمعتكف الاصل فيه انه جاء الى بيت الله لا ليبحث عن المجمع والمجلس والانس والرفقة والصحبة. هذا ليس مكانها في الاعتكاف يا كرام الاعتكاف في حقيقته عبادة فردية لكن لما كان من لوازم الاجتماع في المساجد حصول الجماعة وجب التنبيه على هذا انك عندما تأتي للمسجد لتعتكف فانك لست وحدك وسيشاركك اخوة لك يرغبون فيما ترغب فيه ويبحثون عما تبحث عنه. فحذاري ان ينقلب هذا الاجتماع الى مجمع ويصبح الاعتكاف صورة جماعية. نجتمع على مائدة الافطار فنتبادل الحديث. نصلي المغرب. ثم يمتد بنا المجلس لشرب القهوة والشاهي الى قبيل العشاء. ثم نتهيأ للعشاء والتراويح صلينا جماعة. ثم عدنا الى العشاء او الى الاجتماع على المؤانسة والحديث ثم احدنا شيئا من كتاب الله دقائق معدودات. واذا دعا فكذلك في وقت محدود ويغلب على المعتكف في كافه في بعض الاحيان الخلطة والمؤانسة والمجالسة وهذا ليس من حقيقة الاعتكاف. اسمع معي راك الله اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام او اراد الاعتكاف كما تقول عائشة رضي الله عنها فاستأذنته عائشة في الاعتكاف فاذن لها رضي الله عنها فطلبت منها حفصة رضي الله عنها ان تستأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذن. فضربت عائشة والخباء مثل الخيمة الصغيرة من القماش تكون في المسجد ونبينا عليه الصلاة والسلام لما كان يعتكف كان يضرب له الخباء مثل القبة الصغيرة التي يدخل داخلها ارأيت لم؟ لانه هو في المسجد عليه الصلاة والسلام والمسجد عامر باصحابه الكرام رضي الله عنهم وهو امامهم عليه الصلاة والسلام وهو نبيهم صلى الله عليه وسلم وهم بحاجة اليه لكنه كان يصلي بهم ثم يعود الى خبائه لتحصل له في مسجد يجتمع فيه اصحابه الكرام رضي الله عنهم. هذا الالتفات الى المعنى الحقيقي للاعتكاف ان يبحث عما عما يحفظ له اعتكافه من اثار الخلطة والاجتماع الحاصل في المساجد عادة فيدخل معتكفه اليس الصحابة حوله بحاجة اليه؟ الجواب بلى اليس عنده زوجات؟ ليس اربعا ولا خمسا ولا ستا الى تسع زوجات رضي الله عنهن السنا بحاجة اليه صلى الله عليه وسلم؟ الجواب بلى اليس في الصحابة من يحتاجه الى سؤال واستفتاء وحادثة وزيارة ولقاء واقل ما في ذلك حبهم الله عنهم لرؤيته عليه الصلاة والسلام والجلوس معه. وتكحيل العين من رؤيته والنظر اليه وتشنيف الاذان بسماع كلامه عليه الصلاة والسلام. كل ذلك كان موجودا فيتركه عليه الصلاة والسلام في ايام الاعتكاف هذا معلم كبير يراد نصبه للمعتكفين ايها الصائمون في رمضان. لاجل ان نعيش تجربة الاعتكاف على هدي النبي عليه الصلاة والسلام بصورتها الاتم لتحقيق مقصودها الاكمل عدم الخلطة هو مظنة الاقبال على الله. والا فان لو غلب على الاعتكاف المجالس والاجتماع والمؤانسة ولو كان جيرانك في المعتكف من عن يمينك ومن على يسارك ومن امامك ومن خلفك فتعرفتم الى بعضكم وحصلت مسلم من المشرق تعرف على اخ له من المغرب وثالث من بلاد العرب ورابع من بلاد العجم فحصلت المؤانسة لاطفه والمؤاخاة كل هذا جميل ويحصل في الحرمين خاصة لما من الله فيهما على اهل الاسلام من الاجتماع وقصد الحرمين في الايام الفاضلة وعمرة رمضان كل هذا معلوم. ولكن مع ذلك يظل التنبيه قائما الا تطغى جالس والمؤانسة والمخالطة على معتكف المعتكف ايها الكرام. لاجل تحقيق مقصود الاعتكاف الاعظم. نعود الى الحديث النبي عليه الصلاة والسلام يضرب له الخباء من اجل تحقيق مقصود الاعتكاف. انا وانت اليوم لا والله ليس فينا واحد اكثر شغلا من رسول الله. صلى الله عليه وسلم ولا من حوله من الناس اشد حاجة اليه من حاجة الامة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى لا نتلمس المعاذير لانفسنا ولا نوسع الدائرة ثم يظل جوال المعتكف مفتوحا وزياراته مفتوحة ولقاءاته متاحة وجلساته منبسطة فاذا هو لا يكاد يجد من الخلوة بربه في اليوم والليلة الا دقائق معدودات. فانقلب الاصل فرعا والفرع واصلا انقلبت اصل الخلوة والتفرغ الى المخالطة والمؤانسة. وكانت المخالطة والمجالسة التي تحصل تبعا انقلبت اصلا نعود الى الحديث فاستأذنت عائشة رضي الله عنها فضربت خبائها واستأذنت حفصة رضي الله عنها فضربت خبائها فلما علمت زينب رضي الله عنها جاءت فضربت خبائها في المسجد ايضا وكانت امرأة غيورا كما في صحيح ابن حبان يعني اخذتها الغيرة كيف ان ثنتين من زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام قد تركن الحجرات وجئنا الى المسجد وضربنا الاخبية لاجل الاعتكاف فكانت الاخبية مجاورة لخباء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فارادت رضي الله عنها ان تشارك ذلك ضربت خباءها فلما اصبح النبي عليه الصلاة والسلام وابصر الاخبية قد تعددت قال ما هذا البر يردن هل يردن بهذا البر انظر كيف التفت عليه الصلاة والسلام الى ان هذا لا يساعد على البر الذي من اجله شرع الاعتكاف. لاحظ معي هذه وهي اغبية كل واحدة لها خباء ولسنا مجتمعات على سفرة ولا على مجلس وليس هناك المجمع الكبير الذي تدور حوله الاحاديث وكؤوس القهوة وفناجين الشاي ما في هذا ومع ذلك قال البر يردن فامر عليه الصلاة والسلام بقطع ذلك وترك اعتكافه تلك السنة ثم عوضه وقضاه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عشر ايام في شوال هذا التفات يا احبة الى حقيقة معنى الاعتكاف الاعتكاف خلوة وكلما وجد المعتكف متسعا للخلوة فاضت روحه بانواع المطارحة مع النفس والمصارحة واقبلت فيها تتدفق معاني الاقبال على الله. جرب ان تخلو مدة اطول بخالقك وحبيبك ومولاك وسيدك والهك سبحانه وتعالى. فانت تناجيه وتبث اليه شكواك وتخاطبه عما في نفسك وتتحدث اليه. تحدث الحبيب الى محبه. وانت تعلم ان الله عز وجل اعلم بك وانت تتضرع اليه انك جئت اليه تاركا بيتك مسكينا مفتقرا محتاجا وانت كذلك والله تركت بيتك وتركت دنياك لحاجتك وفقرك. تماما كاولئك الفقراء الذين خرجوا من بيوتهم المهترئة وفرشهم المتقطعة وحياتهم البائسة. فاتوا الى بيوت الاغنياء وقصور التجار والاثرياء يطلبون المساعدة والصدقات والزكاة ويبحثون عن شيء يساعدهم على تحمل مصاعب الحياة ذاك في الدنيا وفي الاعتكاف نحن والله نعيش ذلك المعنى بتمامه بل اشد الافتقار فان اغنى اغنياء الدنيا فقير الى الله عز وجل واعظم الناس مالا وتجارة هم ايضا من عباد الله الفقراء وعندما نترك منازلنا وبيوتنا ومساكننا ودنيانا ووظائفنا واشغالنا الى الاعتكاف فانما جئنا لفقر في وحاجة تحيط بنا بحثا عن عطاء الغني الوهاب سبحانه. الرحمة الكريم المنان سبحانه. ونحن نعلم ان الله عز وجل يحب ذلك. ويحب ان يرى من الانكسار والافتقار رحمك الله اخي في الله ان كتب الله لك الاعتكاف فار الله منك كل افتقار وذل وخضوع ومسكنة. ليرى الله منك صدقا ترك بيتك الى بيته والاقبال عليه سبحانه. ليرى الله منك حقيقة شعور الذل والمسكنة والافتقار وانت جالس في بيته وقد قال بعض السلف مثل المعتكف كمثل انسان فقير له حاجة الى عظيم. فاتى بيته وجلس امام بابه وقال لا ابرح حتى تقضى حاجتي. فانت تمكث اياما وليالي العشر كلها او بعضها. وانت لا تريد الا ان تقضى حاجتك. وحاجتك بعضها في الدنيا وبعضها في وانت مؤمن بصير عالم بما يحب ربك. فانت مقبل على الله في هذه الايام الفاضلة. تقبل على الله بهذا المعنى مستصحبا شرف الزمان. وبركة الليالي وعظيم العطاء الذي يبذل للعباد في هذه الليالي المباركة العتق من النار والعفو والمغفرة التي تفتح الابواب فيها على مصاريعها ويغفر الله فيه لمن شاء من خلقه ويتزاحم الناس على ابواب الجنة يحجزون مقاعدهم وانت واحد من هؤلاء. بل تظن لانك معتكف طمعا في رحمة الله وثقة ما عنده تظن انك اولى بالعطاء. واقرب الى الاجابة وكل ذلك يدفع في داخلك دوافع جمة والله تساعدك على ان تعيش ساعات الاعتكاف في غاية المتعة والانس واللذة. اذ خلوت وحدك فانك تجد ساعات لتقرأ فيها ما تيسر من كلام الله وتقف مع الايات متدبرا فاذا بالجسم قد حضرته الخشية واذا بالقلب قد خشع واذا بالعين قد دمعت واذا بالقلب في سماء الايمان يعيش معاني ما يتلو ويسمع من كتاب الله واذا حانت ساعة تاقت فيها النفس الى الدعاء رفع يديه فوجد قلبا حاضرا تخرج الكلمات والله من قلبه صدقا قبل لساني. فاذا سأل سأل الله بصدق واذا دعا رفع دعوات تنبع من من من صميم فؤاده مستشعرا انه اليوم في بيت الله وهو فقير جاء ملازما بيت الله موقنا بكرم الله وعطائه ويستشعر ايضا في ظلال ذلك كله ان شرف الزمان والعبادة التي يؤديها وان اتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام كل تلك مفاتيح النجاح التي تقود الى نيل المراد وتحقيق المطالب ايها المعتكفون الاعتكاف متعة وانس بالله لا بالخلق الاعتكاف انقطاع الى الله الخالق سبحانه في بيته لا الى المؤانسة والمجالسة والمعاشرة مع الاقارب والاصحاب ورفقة الاعتكاف. الاعتكاف يا احبة حقيقة عبادة جليلة عظيمة تسكب على النفس المؤمنة معاني الايمان وتجدد فيها الصفحات واذا هي بمجالس محاسبة للنفس. وتوبة صادقة مع الله عز وجل وخلوة باعظم مخلو به رب الارباب جل في علاه. واذا بالعبد يعيش قمة العظمة التي يخلو فيها بخالقه وربه ومولاه وكل كلما تكررت تلك المعاني ليلة بعد ليلة شعر بمزيد من القرب يتنامى مع الايام. ويكون عندئذ اعظم ما يكدر خاطره في ساعة الاعتكاف ان يشغله شاغل او يكلمه احد او يصرفه عن ورده ان يتمه او ذكره ان يقرأه او قرآنه او صلاته او دعائه فيفر من اجل البحث عن خلوة بربه سبحانه وتعالى. يا احبة هي سنة محدودة في ايام معدودة. والموفق من اصابها فحصل خيرا كثيرا. ومن اقام نفسه على حقيقة معنى الاعتكاف ووجد لذته وجد ان ايام الاعتكاف التي تمضي سريعا هي امتع ايام سنته على الاطلاق اي والله حيث لا شيء يقطع تلك المعاني من الانس والخلوة بالله ولا شيء يكدرها من صخب الحياة ومشاكلها وهمومها. لا شيء يلوث ساعات الاعتكاف من المعاصي والذنوب والخطايا التي طالما دفعه الشيطان اليها في سائر ايام العام فاذا هو في بيت من بيوت الله قد تظيقت دائرة الذنوب والمعاصي جدا لانه لا مجال له ولا مكان لها فهو اعون على غلبة نفسه والشيطان والنفس الامارة بالسوء. وهذا كله معين للعبد ان يجد تلك المعاني من المتعة والانس بالله في الاعتكاف. واخيرا فان من اعتكف حقيقة ووجد الانس فيه والمتعة واللذة بالمناجاة والدعاء والتضرع والبكاء والخشوع وجد لذلك حلاوة ستكون اتم اتم ما يكون اذا انتهت العشر الاواخر وحل العيد فانه والله الذي لا اله الا هو لمن اسعد الامة بعيده اذا شهد العيد سيكون عيده فرحة عظيمة تملأ النفس. حتى تقطر بالفرح والبهجة والسرور. لا يدري لما لكنه يوقن ان من الساعات والايام والليالي التي قضاها قريبا من الله متذللا اليه قريبا بين يديه بين تلك العبادات المتنوعة اثمرت في نفسه رقة ومعاني سامية جعل فيه ذلك المعنى الجليل من الفرحة والبهجة والحبور. ها هنا كلام لطيف لاهل العلم رحمهم الله تعالى في بيان شيء مما تقدمت الاشارة اليه بشأن الاعتكاف. قال الامام ابن القيم رحمه الله كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وتركه مرة فقضاه في شوال. هي المرة التي رأى فيها اخبية زوجاته رضي الله عنهن. قال واعتكف مرة في العشر اول ثم الاوسط ثم العشر الاخير. يلتمس ليلة القدر. ثم تبين له انها في العشر الاخير فداوم على اعتكافه حتى لحق بربه عز وجل وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه عز وجل. وكان اذا اراد كاف صلى الفجر ثم دخله. فامر به مرة فضرب يعني الخباء فامر ازواجه باخبيتهن فضربت فلما صلى الفجر نظر فرأى تلك الاخبية فامر بخبائه فقوض وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الاول من شوال وكان يعتكف عليه الصلاة والسلام كل سنة عشرة ايام. فلما كان في العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما وكان يعارضه جبريل عليه السلام بالقرآن كل سنة مرة. فلما كان ذلك العام عارضه به مرتين وكان يعرض عليه القرآن ايضا في كل سنة مرة فعرض عليه تلك السنة مرتين وكان صلى الله عليه وسلم اذا اعتكف دخل قبته وحده هذا المعنى الكبير دخل قبته وحده وفي المسجد كثير من اصحابه حاضر. هذا للصلاة وهذا للاعتكاف ربما وهذا هذا للذكر والعبادة. قال اذا دخل اذا اعتكف دخل قبته وحده. وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه. الا لحاجة وكان يخرج رأسه من المسجد الى بيت عائشة رضي الله عنها فترجله وتغسله وهو في المسجد وهي حائض وكانت بعض ازواجه تزوره وهو معتكف. فاذا قامت تذهب قام معها يقلبها. يعني يرجعها الى بيتها. والمقصود رضي الله عنها قال وكان ذلك ليلا ولم يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها وكان اذا اعتكف طرح له فراشه ووضع له سريره في معتكفه وكان اذا خرج لحاجته مر بالمريض وهو على طريقه فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه. واعتكف مرة في قبة تركية وجعل على سدتها حصيرا كل هذا تحصيلا لمقصود الاعتكاف وروحه يقول ابن القيم رحمه الله عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة ومجلبة ثائرين واخذهم باطراف الاحاديث بينهم فهذا لون والاعتكاف النبوي لون والله الموفق انتهك كلامه رحمه الله. ويقول الامام الحافظ ابن رجب رحمه الله في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة ايام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين. وانما كان يعتكف في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعا اشغاله وتفريغ لباله وتخلية لمناجاة ربه وذكره ودعائه. وكان يحتجر يتخلى فيها عن الناس. يحتجر يعني يضع حجرا يحجره ويبعده عن الناس من حصير. كان يحتجر حصير يتخلى فيها عن الناس فلا يخالطهم ولا يشتغل بهم. ولهذا ذهب الامام احمد الى ان المعتكف لا يستحب له الناس حتى ولا لتعلم علم واقراء قرآن. بل الافضل له الانفراد بنفسه بمناجاة ربه وذكره ودعائه. وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية. وانما يكون في المساجد لئلا يترك به والجماعات فان الخلوة القاطعة عن الجمع والجماعات منهي عنها. سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يصوم ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة والجماعة. فقال هو في النار. فالخلوة المشروعة لهذه الامة هي الاعتكاف في المساجد خصوصا في شهر رمضان خصوصا في العشر الاواخر منه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله. فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره وقطع نفسه وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه وعكف بقلبه وقال على ربه وما يقربه منه. فما بقي له هم سوى الله وما يرضيه عنه كما كان داود الطائي يقول في ليله همك عطل علي الهموم وحالف بيني وبين السهاد. وشوقي الى النظر اليك اوثق مني للذات بيني وبين الشهوات الى اخر ما قال رحمه الله تعالى. كانت هذه اولى النفحتين في مجلسنا هذا معشر الصائمين ما النفحة الاخرى فهي العبادة التي ما زالت بين يدي الصائمين من اول شهرهم الى اخره. بل هي على مدى الحياة وطيلة العام. لكنها في رمضان تشهد معنى عجيبا انها عبادة الدعاء اجل الدعاء واحدة من البوابات الكبيرة في رمضان التي تهب منها النفحات. اي والله نفحات الهبات والاعطيات والمكرمات تأتي من باب الدعاء. اما ان الله كريم يعطي بلا طلب وبلا سؤال وبلا دعاء بالله عليكم. فكيف اذا سئل سبحانه؟ كيف اذا دعي؟ كيف اذا طلب جل جلاله؟ الكريم يعطي قبل ان يسأل قبل ان يطلب والله عز وجل اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى. يعطي عطاء ويرزق من يشاء بغير حساب. واذا سأله العبد كان ذلك اقرب الى الجواب. فكيف بعبد يسأل الله في ظرف كريم وزمان فاضل كرمضان؟ كيف بعبد ان يسألوا الله متلبسا بعبادة يحبها الله صائما بالنهار قائما بالليل. ما احراه والله بالاجابة. وما اقربه الى نيل المراد وتحقيق المنى. الدعاء ايها الصائمون عبادة. هو العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام. واليه جاءت الاشارة وفي الاية الكريمة يقول الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي والمراد للدعاء فجعله عبادة ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين الدعاء عبادة في كل وقت وحين والمقصود بانه عبادة التنبيه الى شيئين مهمين يا كرام. اولهما ان الدعاء بما انه عبادة فهو من العبادات التي يتمحض فيها الا تصرف الا لله جل في علاه ومتى صرفت لغيره كان شركا في العبادة اجارنا واجاركم الله الدعاء عبادة كما قال عليه الصلاة والسلام وسؤال الله عز وجل وطلبه الحوائج عبادة في ذاتها. ولذلك فان من صور الشرك كالجلي نسأل الله السلامة هو توجيه المطالب ورفع الحوائج الى المخاليق عند ضريح وقبر وولي وصالح وقل ما شئت سؤالهم وطلبهم شيئا من حوائج الدنيا. ثم يقول الزاعم فيما يزعم انا ما عبدت احدا الا الله ولا صليت ولا ركعت ولا سجدت الا لله لكن هؤلاء اقرب الى الله فانا اوجه حاجتي اليهم. وهذا في الخطأ البين بل من المخالفة في عبادة الدعاء. هذا الامر الاول واما الثاني اذا فهمنا ان الدعاء عبادة فاعلم رعاك الله ان الساعة والدقيقة التي ترفع فيها كفيك وتسأل الله ما شئت من مطالب الدنيا والاخرة انك تلك الساعة قائم اهي عز وجل بعبادة اضرب لك مثلا ماذا لو جلست وصاحبك بجوارك في المسجد امسك هو المصحف وجلس يقرأ او قام يصلي ركعتين وانت رفعت يديك وجعلت تسأل الله من خيره وفضله اتظن ان العشر الدقائق التي صلى فيها ركعتين وقرأ فيها حزبا من القرآن كان فيها في عبادة نال اجرها انت محروم منه عندما وقفت وترفع يديك بل انت في عبادة وانت واياه سواء هو في عبادة الصلاة او القرآن وانت في عبادة الدعاء يغلب على الناس ويتبادر الى مفهومهم ان الدعاء طلب وسؤال وهذا يتنافى مع التعبد لله بل من كرم الله عز وجل ان جعل سؤاله عبادة فانت تسأله لتنال مرادك ويكتب لك اجر عبادة لانك متلبس لله عز وجل بهذه العبادة العظيمة. اما ان الدعاء كما اسلفت عبادة في كل وقت وحين فما خصوصيته برمضان ثلاثة اشياء اولها شرف الزمان كما تتقدم والله عز وجل الكريم يعطي في كل وقت وحين بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء والله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. ورزقه سبحانه يغدو على ويروح وعطاؤه جل في علاه ممنوح لكل خلقه بلا استثناء. لكنه في الامكنة الفاضلة والازمنة الفاضلة اكثر جودا وعطاء والله عز وجل كريم. فكان هذا الكرم اقرب الى ان يكون الدعاء اكد في هذا الزمن الفاضل ثانيا لان رمضان في ذاته تكتنفه عبادات تجعل من العبد اقرب وسيلة الى الله. اليس من وسائل مشروعة العبادات والاعمال الصالحة فهذا الصائم في رمضان. والقائم في ليله والقارئ للقرآن قد تلبس بعبادات تجعله اقرب الى الله فيكون الدعاء في حقه اكد. اما الثالثة التي جعلت الدعاء في رمضان اكثر خصوصية من غيره فهي الاية الكريمة اي اية واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. ما بها وقعت الاية بين ايات الصيام في سورة البقرة تتخلل احكامها. بين قوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وذكر فيه احكام الصوم والكفارة والفدية والعجز عن الصيام. وبين قوله احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم وذكر حكم الجماع والاعتكاف وما يتعلق ببقية احكام الصيام بين هذه الايات. جاء قوله تعالى واذا لك عبادي عني فاني قريب. السؤال لم جاءت الاية بين ايات الصيام ليس لغوا حاشا فكتاب ربنا احكمت اياته تنزيل من حكيم حميد. وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ما جاءت والله اية الدعاء وهي من ارجى ارجى ما يتعلق به العبد في دعائه هذه الاية الكريمة. جاءت بين ايات الصيام دلالة واضحة فيما بين رمضان وبين الدعاء اليست تفتح ابواب الجنان في رمضان وتغلق ابواب النيران وتصفد مردة الشياطين ارأيت ثمة احداث كونية تختلف في رمضان. فكان الدعاء فيه اكد ومن هنا قلنا ان الدعاء في رمضان من اعظم البوابات التي تهب منها النفحات. طوبى لمن هذا الباب طوبى له والله وهنيئا له لانه مقبل على نفحات عظيمة تهب نسائمها بالعطاء الخير بالعفو بالمغفرة بتحقيق المطالب بالسعادة في الدنيا والاخرة فمن تعرض عصاه وهنا يتفاوت العباد تفاوتا كثيرا. بين مقل في الدعاء مكتفيا بجمل يسيرة منه. وبين مستكثر ليس انت له شغل الا اللهم اني اسألك اللهم اعطني اللهم اتني يا رب اسألك بكذا اتوسل اليك بكذا فليس له شغل الا ان يغترف من هذا الدعاء انطلق يا حبيبي الدعاء بحر لا ساحل له فسل الله مما بدا لك. وانت تعلم ان الله الغني الحميد الكريم الوهاب قال يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم. قاموا في صعيد واحد فسألوني. فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر. بالله عليكم اذا غمس احدكم ابرة في ماء البحر فرفعها كم حملت الابرة من ماء البحر ولا قطرة ولا قطرة لو اعطى الله الخلق انسا وجنا اعطى كل واحد كل ما يريد ما نقص مما عند الله الا كما تنقصه الابرة تلك التي تغمس في ماء البحر ارأيتم كم نحن مساكين والله كم نحن مفرطين وبالرغم من ذلك ما زلنا نشتكي هموم الحياة ومتاعبها ومصاعبها والامها. يا اخي اين انت عن كرم الكريم وباب الغني الحميد؟ سل الله اطمع هذا مقام طمع محمود. ان تطمع في رحمة الله ومغفرة الله. خليل الله ابراهيم عليه السلام طمع في رحمة الله قال والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. اجعل لسان حالك بل ولسان مقالك. قلها صراحة في دعائك يا رب عاجز عن حمدك طامع في مزيد فضلك. اي والله مهما حمدت الله فانت عاجز. ومهما اعطاك فانت في فضله طامع طمع فيما عند الله تقول لكن عندي زوجة واولاد وبيت وظيفة اطمع فيما عند الله ما يزال فضل الله واسع وعطاؤه كبير جل في علاه. واطمع فيما عنده من الخير والنعمة في الدنيا وفي الاخرة باب الدعاء يا احباء ليس متوقفا على المصائب والكربات والحوائج واحدة من سوءاتنا في عبادتنا لله. واحدة من من من يعني يعني استغفر الله مما نفعل واحدة من سوءاتنا في عبادة الدعاء اننا لا نأتي الدعاء ولا نطرق باب الله الا في الملمات في في المصائب في الشدائد ثم اذا اتسعت الحياة وظابت وزالت الهموم وازدانت الحياة في في في اعيننا ما اقول هجرنا الدعاء لكن ابتعدنا عنه كثيرا. فارتبط الدعاء في الاذهان بمسألة الهم والكربة والشدة والضيق والحاجة اذا كنت تربطها بالحاجة فانت محتاج منذ ان ولدتك امك الى ان يدفنوك في التراب انت محتاج وانت فقير امام غنى الله عز وجل وحذاري ان يعيش المرء المسلم شعورا بالاستغناء والعياذ بالله. لا احد يستغني عن خالقه. والذي اعطاك قادر على ان يسلبك سبحانه والذي امتن عليك هو الذي يدعوك الى دعائه. يدعوك الى ان تطرق بابه سبحانه. فاذا دعاء باب كبير. اقبلوا يا عباد الله بكل ما تريدون من مطالب الحياة. في رمضان ترتفع الاكف بالدعاء وتلتهج بالدعاء وتؤمن جموع المصلين خلف الائمة على الدعاء ثم تمتلئ السجدات واوقات السحر وبين الافطار وفي ساعات الليل والنهار ترتفع الدعوات صادعة صاعدة تشق عنان السماء. كم في تلك الدعوات من قضايا ومشاكل حلت وكربات فرجت وهموم تنفست بل كم في تلك الدعوات من رصيد تحول في الاخرة عندما يبحث المرء عن مثقال الذرة من الحسنة. كم ارتفع في تلك الدعوات من امور قدر الله بها للعبد مصائب حجبت بسبب تلك الدعوات وبلايا صرفت بسبب تلك الدعوات. عبدالله انك ما سألت ربك يوما ولا رفعت كفك اليه لا طرقت بابه ولا وقفت على اعتابه الا نلت نوال الكريم سبحانه. والله ما رجع عبد اعن من دعائه محروما ولا رد الله عز وجل عن بابه عبدا. لكن عطاء الكريم سبحانه ثلاثة انواع. كما قال عليه الصلاة والسلام ما من مسلم ادعوا الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله احدى ثلاث اما ان تستجاب له دعوته اعطاك الله ما طلبت وحقق لك المراد اردت الزواج زوجك اردت المال زودك اردت الولد رزقك اردت قضاء الدين قضاه عنك يعطيك ما تريد قال اما ان تستجاب له دعوته واما ان يصرف عنه من السوء مثلها اقدر لك في الازل شيء من البلاء والمصائب والكوارث في صرفها الله عز وجل عنك بالدعاء. وفي الحديث ان الدعاء والبلاء يتصارعان يرتفع الدعاء وينزل البلاء فكلما كان الدعاء اقوى عالج البلاء فصده عنك عبد الله فصرف الله عنك من السوء وانت لا تدري حادث كان يمكن ان يصيبك ومرض كان يمكن ان يلم بزوجتك او باحد اولادك او ضائقة دين او كربة او هم فرجها الله بالدعاء. قال في الثالثة او يدخرها له في الاخرة ان تدخر لك في الاخرة عندما تظن بنظرك القاصر انك دعوت الله فما وجدت الاجابة. وسألته حاجتك فمنلتها وطالما في مسألة ما فلم تتحقق لك مع مرور الايام والسنوات. يا مسكين ان لم تنلها في الدنيا فانها تنتظرك في الاخرة. واظن ان احدنا لو جاء يوم القيامة فوجد رصيدا كبيرا لم يكن الا من دعوات كان قد دعا الله بها فلم تحقق في دنياه لتمنى ان دعواته في الدنيا ما تحقق منها شيء لعظم ما يرى في الاخرة من امور يفرح المؤمن فيها بالحسنة ويبحث فيها عن تفريج الهم والكرب العظيم في يوم الفزع اكبر. فاذا الدعاء مغنم في كل الاحوال. ومن اقبل على باب الدعاء وقف على باب الكريم المعطي المنان سبحانه تعالى. الحديث عن الدعاء معشر الصائمين حديث طويل. لكنك في رمضان التفت الى الاوقات الكريمة. للصائم دعوة لا ترد كما قال عليه الصلاة والسلام. ومن الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر. فلتهز عبد الله ساعات وان لم تكن مخصصة بساعة الفطر فان في بعض الاحاديث للصائم عند فطره وليست مخصوصة بساعة الافطار لكنها واحدة واحدة من تلك الساعات وفي قيام الليل انت ايضا واقف على باب عظيم من ابواب اجابة الدعاء سواء كان في الوتر اذا قنت او في السجود اذا دعوت او في جوف السحر اذا رفعت يديك وخلوت بربك لتسأله من حوائجه التمس تلك الساعات ولا تفوتنك فانها من نفحات الله في هذا الشهر المبارك. واذا وفقك الله فدعوت عبد الله وفتح لك هذا الباب والهمك الله عز وجل دعاءه فاعلم والله انه اراد بك خيرا. ما وفق الله عبدا للدعاء الا اراد به الخير. فاذا اراد الله بك خيرا سلك بك هذا السبيل. فاذا رفعت يديك او سجدت تدعو الله عز وجل فالتفت الى تاب الاحكام التي تعينك على الوصول الى المطلوب. وذلك ايضا مقام طويل لا يسع المقام لحصره. لكن الاشارة الى اركان هذه المهمة اولها حضور القلب في الدعاء مطلب يا كرام. حضور القلب الا تكون دعوات تردد بالالسنة او جمل محفوظة قد لا يعرف الداعي معناها. سل الله بقلب حاضر والقلب الحاضر ان يكون القلب ناطقا بمطالبه وحاجاته قبل اللسان ابصر الحسن البصري رحمه الله رجلا يعبث بالحصى وهو يقول اللهم اني اسألك الحور العين وهو يعبث بالحصى بين يديه. فالتفت اليه وقال يسأل الله الحور العين وهو يعبث بالحصى كالمجانين. حضور القلب مطلب وانت لو شعرت انك في الدعاء تسأل العظيم الكريم الخالق لاستحييت ان تسأله بلسان غائب عن حضور القلب الامر الثاني اليقين بالاجابة فيما عند الله. اياك ثم اياك في الدعاء ان تستعمل التجربة هل ينفع او لا ينفع؟ تعالى الله انما الاعمال بالنيات. ان نويت بدعائك اليقين باجابة الكريم سبحانه نلت المطلوب. اما التجربة فحاشا يعظم ربه وخالقه ان لا يدعوه الا بقلب ممتلئ يقينا. يقول عليه الصلاة والسلام ادعوا الله وانتم موقنون قنونا بالاجابة. انت توقن بالاجابة وانت لا تراها لكنك تبصرها بعين بصيرتك. وقف موسى عليه السلام على حافة البحر وفرعون بجنوده يطاردهم. فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. موسى عليه السلام لا يرى امامه الا البحر ولا يرى خلفه الا فرعون بجنوده. يقول اصحابه انا لمدركون وهو يقول كلا ما كلا البحر امامك والعدو خلفك يقولون انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين هذا اليقين هو الذي يأتي بالفرج قال كلا ان معي ربي سيهدين. فانظر كيف جاءت الاية. فاوحينا هذه الفاء للتعقيب جاء الوحي حتى لا تظن ان الوحي كان عنده مسبقا وانه سيأتيه الفرج لا هو الى تلك الساعة ما اتاه الوحي. لكن لما بلغ عليه السلام في صدق توكله ويقينه ذلك المبلغ العظيم جاءه الفرج والمعجزة الكبرى فاوحينا الى موسى ان يضرب بعصاك البحر فانفجر العقاب. فكان كل فرق كالطود العظيم الاية فاليقين باجابة الدعاء مطلب يا كرام. ثالث التنبيهات في شأن الدعاء. التأدب مع الله في الدعاء التأدب مع الله والادب مع الله حسا ومعنى. الادب حسا خفض الصوت والانكسار واظهار الذل والخظوع ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا رفع الصوت واللجج والصخب ليس من اداب الدعاء. تأدب مع الله في الدعاء. انت فقير. انت مسكين وجئت الى الغني الحميد الى الملك الى الرزاق الى القادر الى اللطيف سبحانه تأدب معه في الدعاء. من الادب من الادب ان تتلطف في عرض المسألة. ان تتوسل الى الله. ان تذكره بجميل اسمائه واوصافه سبحانه. بين يدي دعائك توسل الى الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى وتتوسل اليه بالحمد والثناء. نعم بالحمد والثناء. ابدأ دعاءك بحمده سبحانه. والثناء عليه وتمجيده ربه يحب هذا وصل على نبيك صلى الله عليه وسلم في مطلع الدعاء وفي خاتمته. ربك يحب هذا فاذا اتيت به بين يدي دعائك تأدبت مع الله. واذا تأدبت كنت حريا بان يجيب الله دعاءك وان يعطيك ما تمنيت وفي الدعاء في الدعاء هذا ادب كبير في الدعاء قبل ان تطلب ما تحب اسمع ربك ما يحب الله يحب الحب والثناء. اسمعه حمدا وثناء يحب التمجيد يحب الذكر الحسن يحب التوسل بأسمائه وصفاته والمتأمل في ادعية النبي صلى الله عليه وسلم يجدها كذلك مليئة بذكر الاسماء الحسنى في ثنايا الدعاء. يتوسل الى الله بما يناسب من الاسماء والصفات. رابعا من التنبيهات في الدعاء يا كرام المجامع مجامع الدعاء بخير الدنيا والاخرة. سل ربك ما شئت حتى الملح في الطعام كما في الحديث. حتى شسع النعل اذا قطع كما في الحديث ايضا سل ربك كل شيء كل شيء تحتاجه وانت في مقام الفقر والذل والمسكنة فسل ربك سبحانه وعندما تسأله ركز واحضر مجامع الدعاء خير الدنيا والاخرة. ماذا لو قلت في دعائك؟ اللهم اني من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم. بالله ماذا تركت ما بقي شيء اللهم اني اعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم. ماذا ابقيت؟ لا شيء هذا من الفطنة والتوفيق في الدعاء اللهم اني اسألك من كل خير سألك منه نبيك صلى الله عليه وسلم. اش بقي لك اللهم اني اعوذ بك من كل شر استعاذك منه نبيك صلى الله عليه وسلم. والله ما تركت شيئا اللهم اني اسألك فواتح الخير وخواتيمه وجوامعه واوله واخره وظاهره وباطنه. ما بقي شيء هذا من التوفيق من التوفيق في الدعاء ان تذكر دنياك مع اخراك. في الحج قال الله فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق ليس له حظ في الاخرة ليس لان الله منعه بل هو ما طلب قال ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اولئك لهم نصيب مما كسبوا الله سريع الحساب. في الدعاء يا احبة اذا دعا احدكم واستحضر مجامع الدعاء وسأل الله خير الدنيا والاخرة فلا ينسى امته المكلومة المضطهدة الجريحة هنا وهناك. امة الاسلام لها حق عليك. انت احد اولادها فاجعل امة الاسلام في دعائك حاضرة. ولا تنسى في دعائك كل من له حق عليك. بدءا بوالديك احياء كانوا او ميتين وانتهاء بكل من اسدى اليك معروفا او علمك علما او افادك خيرا او كشف عنك كربة. من صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجد ما تكافئونه فقولوا جزاكم الله خيرا ومن قال لاخيه جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء ادعوا يا احباء ادعوا بالخير لكم لاولادكم لبنيكم. احضروا اهل بيوتكم في الدعاء. وسلوا الله عز وجل لهم الهداية والصلاح والتوفيق ابراهيم عليه السلام خليل الله ابو الانبياء يدعو لما بنى الكعبة ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي. ربنا وتقبل دعاء انبياء ويدعون لاولادهم يلتمسون الهداية والصلاح فما احوجنا والله الى ذكر اولادنا وذرياتنا في الدعاء بان يمن الله وعليهم بالحياة الطيبة وان يقيهم شرور الدنيا وافاتها المقام طويل جدا في شأن الدعاء والالتفات ها هنا الى النفحة الكريمة لما نعيشه من اواخر شهرنا المبارك هذا ايها صائمون. فان الاعمال بخواتيمها وخاتمة شهرنا مسك. عشر اواخر مباركات عظيمات. فيها ليلة كريمة عظم الله شأنها الدعاء فيها عظيم والكرم فيها ايضا مبذول وربنا سبحانه وتعالى يعطي الخلق ويتفضل عليهم في تلك الليالي المباركة فاجعلوا من باب الدعاء موقفا عظيما تلتمسون فيه تلك الهبات وتتعرضون فيها الى نفحات اللهم فانا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تبارك لنا فيما بقي من رمضان. اللهم بارك لنا في شهرنا وبارك لنا في شأننا كله يا حي يا قيوم. اللهم اعنا فيه على الصيام والقيام. واكرمنا فيه بحسن الختام يا حي يا قيوم نسألك يا ربي جلت قدرتك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تكتبنا جميعا فيمن وفقته لقيام ليلة القدر. اللهم اكتبنا في من يقوم ليلة القدر ايمانا واحتسابا. وان تغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها يا اكرم الاكرمين. اللهم لزمنا عتبة العبودية وارزقنا السعادة الابدية. وادفع عنا وعن المسلمين كل شر وبلية يا سميع الدعاء. اللهم انا نسألك من كل خير سألك منه نبينا صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من كل شر استعاذك منه نبينا صلى الله عليه وسلم ونسألك يا ربي موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل. ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل. اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث. فاصلح لنا شأننا كله ولا لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم يا واهب العطايا يا خالق البرايا يا غافر الخطايا. نسألك يا رب برحمتك التي وسعت كل شيء ان تغنينا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا وارض عنا واختم بالصالحات لنا وبلغنا فيما يرضيك عنا امالنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ان الفضل فضلك والخير خيرك والامر امرك والعبد عبدك وهذا الزمان المبارك وبيتك الحرام وهؤلاء عبادك قد جاؤوك من كل مكان يطلبون رحمتك ويسألون فضلك. اللهم فاعط كل سائل ما سأل. وحقق لكل مؤمل فيك ما امله يا ولي المؤمنين. اللهم انت ولينا ومولانا فاغفر لنا وارحمنا. واهدنا وتب علينا اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم من فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم عز جارك وجل وتقدست اسماؤك فنسألك يا ربي بعظمتك وقدرتك وانت العظيم القادر والقوي القاهر ان تعجل يا وربي بالهلاك والعقاب والعذاب لبني صهيون. فانهم قد طغوا وبغوا يا رب العالمين. اللهم انهم عاثوا في الارض فسادا لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة. قد هتكوا حرمة مسرى نبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم فارنا فيهم قدرتك واكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم. اللهم احصهم عددا. واقتلهم بددا. ولا تغادر منهم احدا اللهم اقذف الرعب في قلوبهم وزلزل الارض من تحت اقدامهم وصب العذاب من فوق رؤوسهم وانزل عليهم عذاب فك ورجزك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اله الحق يا سميع الدعاء. اللهم يا رحمن يا رحيم يا منان يا يا كريم يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام اختم لنا شهر رمضان برظوانك والعفو والمغفرة والعتق من النار يا حي يا قيوم ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا اعف عن والدينا وعن ازواجنا وذرياتنا يا عفو يا كريم. يا ودود يا رحيم ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم. اللهم انا نسألك العفو والعافية. والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. اللهم واحفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. اللهم جازهم بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرا اللهم من كان منهما حيا فاطل في عمره مع صالح عمل. وعفو وعافية وحسن خاتمة يا ذا الجلال والاكرام ومن كان منهما قد افضى اليك فاكرم يا ربي جواره واحسن وفادته. اللهم نور لهم في قبورهم وافسح لهم فيها مد ابصارهم ابصارهم واكرمهم بنعيم الجنان يا حي يا قيوم واجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات النعيم. اللهم اجزهم خير ما جازيت والدا عن ولد واكرمنا يا رب ببرهم في الحياة وبعد الممات يا ذا الجلال والاكرام ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم وفق وايد بالحق ولي امرنا خادم الحرمين لكل خير وهدى وسداد ورشاد وولي عهده يا ذا الجلال والاكرام. جازهم يا رب على خدمة الحرمين وقاصيديهم ما خير الجزاء واوفاه؟ اللهم من اكرم وفدك فاكرمه، ومن اعانهم فاعنه، ومن حفظهم فاحفظه يا حي يا قيوم اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي يا ربي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين