التلبية في معانيها الثالثة تمجيد لله وتعظيم لربنا جل في علاه. انظر وانت تقول في تلبيتك ان الحمد والنعمة لك والملك. هذا اعتراف لتمجيد لله. تكرار التلبية تمجيد لله سبحانه وتعالى. من هنا جاءت عبارات الصحابة في اضافة لبيك ذا المعارج لبيك وسعديك والخير بين يديك وفي الصحيح ايضا ان الصحابة منهم من كان يلبي ومنهم من كان يكبر والنبي عليه الصلاة والسلام يقر كل ذلك. ما التكبير تعظيم لله. اذا التلبية في احد معانيها تمجيد لله. وهذا احد معاني الحج التي سنفردها في معنى مستقل في في جلسة مقبلة ان شاء الله معنى التعظيم لربنا كيف نعيشه في حجنا؟ التلبية تبعث هذا المعنى في القلوب فانت تقولها ومستشعرا عظمة الله مستشعرا جلال ربك سبحانه وتعالى وعظيم قدره مستشعرا تفرده بالمل مستشعرا مستشعرا تعبيده سبحانه لهذه الخلائق. مستشعرا قدوم هذه الافواج من ابيض واسود عربي واعجمي وقريب وبعيد وصغير وكبير وعالم وجاهل وذكر وانثى قدوم كل هؤلاء لمن جاءوا لي اي شيء ان لم يكن اعلانا للعبودية لله. بالله عليكم اليس ربا عظيما هذا سبحانه وتعالى؟ اليس ربا تمجدوا على لسان عباده في شعار الحج وهم يلبون مرة بعد مرة. والله يا اخوة لما غاب هذا المعنى تحولت عندنا الى عبارات تقال والى جمل تكرر على الالسنة دون استشعار للمعنى ولذلك فقدناها حتى لا يكاد احدنا يلبي الا مرات معدودات. تريد ان تسمع صنيع السلف وشأنهم؟ هذا انس رضي الله عنه كان اذا احرم لم يتكلم في شيء من امر الدنيا حتى يتحلل من احرامه ويقول سفيان بن عيينة رحمه الله حج علي بن الحسين زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. حفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول حج علي بن الحسين. فلما احرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتفض ووقعت عليه الرعدة ولم يستطع ان يلبي. فسئل عن ذلك ما لك لا تلبي؟ فقال اخشى ان اقول لبيك اللهم لبيك. فيقال لي لا لبيك ولا بعدين فلما لبى غشي عليه ووقع من راحلته قال ولم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه. هذه قلوب والله كانت تستشعر بنبض قلوبها معنى العبارات التي ينطق بها لسانها. كان شريح القاضي رحمه الله احرم كانه حية صماء. من كثرة الصمت والتأمل والاطلاق لله عز وجل. حجج جعفر للصادق ولما اراد ان يلبي تغير وجهه فقيل له ما لك يا حفيد بنت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقال اريد ان البي واخاف ان اسمع غير الجواب. يا اخي هذي قلوب شعرت ان انها تخاطب ربها وهي تقول لبيك اللهم وهو صدقا ينبغي ان يكون كذلك لانك تقول لبيك يا الله فانت تخاطب ربك وانت تناجيه وانت تذكره على لسانك. فلا والله ما يليق ان تتحول التلبية عندنا. الى ذكر صامت والى عبارات نقولها بعد الاصابع. والى مرات نقولها ثم نغفل كثيرا عما نحن فيه. التلبية ليست مجرد شعار يقال باللسان بقدر ما هو زينة الحج وشعاره. هو علامته. ولهذا قال مجاهد شعار الحج. وقال مكحول التلبية شعار الحج فاكثروا من التلبية عند كل شرف. وفي كل حين. واكثروا من تلبية واظهروها. وقال عبدالله بن الزبير رضي الله عنه التلبية زينة الحج. هي زينة والله. زينة لمن تزين بها ولمن احسن اظهار زينته التي شرفه الله تعالى بها. يقول سعيد بن جبير رضي الله عنه وكان يوقظ ناسا في المسجد ويقول قوموا لبوا فان زينة الحج التلبية. كان لا يسمح ولا يرظى ان يرى حجيجا صامتين. ان يرى محرمين ساكتين. لا تتحرك بالتلبية لله هذا لا يتحقق يا كرام. الا عند عند قلوب تستشعر معنى التلبية التي نتحدث عنها